العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 03:50 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة ص
[ من الآية (65) إلى الآية (70) ]

{قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (65) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (66) قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (67) أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (68) مَا كَانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (69) إِن يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ (70)}


قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (65)}
قوله تعالى: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (66)}
قوله تعالى: {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (67)}
قوله تعالى: {أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (68)}
قوله تعالى: {مَا كَانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (69)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ما كان لي من علمٍ (69)
فتح الياء حفص وحده). [معاني القراءات وعللها: 2/333]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (حفص عن عاصم: ما كان لي من علم [ص/ 69] منصوبة الياء). [الحجة للقراء السبعة: 6/89]

قوله تعالى: {إِن يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ (70)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي جعفر: [إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا إنَّمَا]، بكسر الألف.
[المحتسب: 2/234]
قال أبو الفتح: هذا على الحكاية، حتى كأنه قال: إن يوحى، أي: إن يقال لي: إلا أنت نذير مبين.
فإن قيل: فإذا كان حكاية فقد كان يجب أن يرد اللفظ عينه، وهو لم يقل له: أنا نذير مبين، فهلا أعاده البتة، فقال: إن يوحي إلا أنت نذير مبين؟
قيل: هذا أراد، إلا أنه إذا قال: إلا إنما أنا نذير مبين فكأنه قد قال: أنت نذير مبين، ألا تراك تقول لصاحبك: أنت قلت: إنك شجاع، فزدت الحرف، وهو لم يقل: إنك شجاع، وإنما قال: أنا شجاع. فلما أردت قوله حاكيا له أوقت موقع "أنا" إنك.
وعله تحريف هذا الحرف الواحد من الجملة المحكية أنك مخاطب له، فغلب لفظ الخطاب الحاضر اللفظ - المنقضي لقوة الحاضر على الغائب. هذا أيضا مع ارتفاع الشبهة والإشكال في أن الغرض بهما جميعا شيء واحد. ونحو من هذا في بعض الانحراف عن المحكي لدلالة عليه قول الشاعر:
تنادوا بالرحيل غدا ... وفي ترحالهم نفسي
أجاز لي فيه أبو علي بحلب سنة سبع وأربعين ثلاثة أضرب من الإعراب: بالرحيل، والرحيل، والرحيل: رفعا، ونصبا، وجرا.
فمن رفع أو نصب فقدر في الحكاية اللفظ المقول البتة فكأنه قالوا: الرحيل غدا، والرحيل غدا.
فأما الجر فعلى إعمال الباء فيه، وهي معنى ما قالوه، لكن حكيت منه قولك: غدا وحده، وهو خبر المبتدأ وفي موضع رفع، لأنه خبر المبتدأ.
ولا يكون ظرفا لقوله: تنادوا؛ لأن الفعل الماضي لا يعمل في الزمان الآتي. وإذا قال: تنادوا بالرحيل غدا، فنصب الرحيل فإن "غدا" يجوز أن يكون ظرفا لنفس الرحيل، فكأنهم قالوا: أجمعنا الرحيل غدا، ويجوز أن يكون ظرفا لفعل نصب الرحيل آخر، أي: نحدث الرحيل غدا. فأما أن يكون ظرفا لتنادوا فمحال، لما قدمنا). [المحتسب: 2/235]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 03:52 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة ص
[ من الآية (71) إلى الآية (78) ]

{ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ (74) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (76) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (78)}


قوله تعالى: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ (71)}
قوله تعالى: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72)}
قوله تعالى: {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73)}
قوله تعالى: {إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ (74)}
قوله تعالى: {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (75)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (بيديّ استكبرت.. (75)
روى شبل عن ابن كثير أنه قرأ (بيديّ استكبرت) موصولة الألف على الوجوب.
وقرأ سائر القراء بيديّ أستكبرت) بألف مقطوعة.
قال أبو منصور: من قطع الألف فهو استفهام.
ومن وصل فهو على الوجوب). [معاني القراءات وعللها: 2/322]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: حدّثني الصوفي عن روح عن محمد بن صالح عن شبل عن ابن كثير وأهل مكّة: بيدي استكبرت [ص/ 75] موصولة على الواجب، حدّثني الخزاز عن محمد بن يحيى عن عبيد عن شبل عن ابن كثير وأهل مكّة بيدي استكبرت، كأنّها موصولة، وهي على الاستفهام [يعني بقوله: وهي على الاستفهام أن] الهمزة مخفّفة بين
[الحجة للقراء السبعة: 6/85]
بين، قال غير أحمد: المعروف عن ابن كثير أستكبرت بقطع الألف على التقرير.
وجه قول من وصل الهمزة، وقال: بيدي استكبرت، أنّه لم يجعل أم المعادلة للهمزة، ولكن جاء باستكبرت على وجه الإخبار عنه بالاستكبار، وجاء بأم منقطعة كقوله: أم يقولون افتراه [الأحقاف/ 8] على وجه التقرير لذلك منهم، والتوبيخ لهم.
ومن حجّة من وصل أنّه لو عادل أم بالهمزة لكان المعنى كأنّه يكون استكبرت: أم استكبرت، ألا ترى أنّ قوله: أم كنت من العالين [ص/ 75] استكبارا يدلّك على ذلك قوله: إن فرعون علا في الأرض [القصص/ 4] وفي موضع آخر: واستكبر هو وجنوده في الأرض [القصص/ 39].
ووجه قول من قطع الهمزة أن الاستكبار كأنّه أذهب في باب الطغيان من قوله: علا* فجاز معادلة أم، بالهمزة. وقال الشاعر:
أنصب للمنيّة تعتريهم رجالي أم هم درج السّيول فمن كان درجا للسيول كان نصبا للمنيّة، وقد عادلها بقوله:
نصب للمنيّة). [الحجة للقراء السبعة: 6/86]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ} [آية/ 75] بوصل الألف:-
رواها -ل- عن ابن كثير.
والوجه أنه على الإخبار عنه بالاستكبار وليس على الاستفهام، {وأَمْ} هي المنقطعة، وهي بمعنى بل وألف الاستفهام، والتقدير: بل أكنت من العالين، على سبيل التوبيخ، كما قال تعالى {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ}.
وقرأ الباقون {أَسْتَكْبَرْتَ} بقطع الألف.
والوجه أنّ الألف للاستفهام، وقد سقطت لأجلها همزة الوصل لحركة ألف الاستفهام، ولما كانت الألف ألف استفهام عودلت بأم، والمعنى أتكبرت أم علت منزلتك عن السجود لمن خلقته، وهذا على سبيل التوبيخ). [الموضح: 1109]

قوله تعالى: {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (76)}
قوله تعالى: {قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77)}
قوله تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (78)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله: (لعنتي إلى يوم الدّين (78)
فتح الياء نافع وحده). [معاني القراءات وعللها: 2/333]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 03:55 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة ص
[ من الآية (79) إلى الآية (88) ]

{قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (80) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (86) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (87) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88)}


قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79)}
قوله تعالى: {قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (80)}
قوله تعالى: {إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81)}
قوله تعالى: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82)}
قوله تعالى: {إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83)}
قوله تعالى: {قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فالحقّ والحقّ أقول (84)
قرأ عاصم وحمزة (فالحقّ) رفعًا (والحقّ أقول) نصبًا.
وقرأ الباقون والمفضل عن عاصم (فالحقّ والحقّ) نصبًا معًا.
قال أبو منصور: من قرأ (فالحقّ) رفعًا فهو على ضربين: على معنى: فأنا الحق.
ويجوز أن يكون على معنى: فالحقّ مني.
ونصب الثاني بقوله: أقول الحقّ.
ومن نصبهما معًا فهو على وجهين:
أحدهما: (فالحقّ أقول، والحقّ لأملأن جهنم حقًّا.
والوجه الثاني: أن (الحقّ) الأول منصوب على الإغراء، أي: الزموا الحق، واتبعوا الحق.
والثاني نصب بـ (أقول) ). [معاني القراءات وعللها: 2/333]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله عزّ وجلّ: فالحق والحق أقول [ص/ 84].
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو، ونافع وابن عامر والكسائي: فالحق والحق أقول بالفتح فيهما.
وقرأ عاصم وحمزة: فالحق والحق بالفتح. المفضل عن عاصم: فالحق والحق، مثل أبي عمرو.
قال أبو علي: من نصب الحق الأوّل كان منصوبا بفعل مضمر يدلّ انتصاب الحقّ عليه، وذلك الفعل هو ما ظهر في قوله: ويحق الله الحق بكلماته [يونس/ 82] وقوله: ليحق الحق ويبطل الباطل [الأنفال/ 8] وهذا هو الوجه.
ويجوز أن ينصب على التشبيه بالقسم فيكون الناصب للحقّ ما ينصب القسم من نحو قوله: آلله لأفعلنّ، فيكون التقدير: آلحق لأملأن، فإن قلت: فقد اعترض بين القسم وجوابه قوله: والحق، أقول فإنّ اعتراض هذه الجملة التي هي: والحق أقول لا يمتنع أن يفصل بها بين القسم والمقسم عليه، لأنّ ذلك ممّا يؤكّد القصّة ويشدّدها، قال الشاعر:
أراني ولا كفران لله أيّة لنفسي لقد طالبت غير منيل
[الحجة للقراء السبعة: 6/87]
فاعترض بما ترى بين المفعول الأول والثاني. وقد يجوز أن يكون الحقّ الثاني الأول وكرّر على وجه التوكيد، فإذا حملته على هذا كان: لأملأن على إرادة القسم.
قال سيبويه: سألته يعني الخليل عن: لأفعلنّ، إذا جاءت مبتدأة؟ فقال: هو على إرادة قسم، أو نيّة قسم.
ومن رفع فقال: الحق والحق أقول كان الحقّ محتملا لوجهين:
أحدهما: أن يكون خبر مبتدأ محذوف تقديره: أنا الحقّ، ويدلّ على ذلك قوله: ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق [الأنعام/ 62] فكما جاز وصفه سبحانه بالحقّ كذلك يجوز أن يكون خبرا في قوله: أنا الحقّ.
والوجه الآخر: أن يكون الحقّ مبتدأ وخبره محذوف، وتقدير الخبر: منّي، فكأنّه قال: الحقّ منّي، كما قال: الحق من ربك فلا تكونن من الممترين [البقرة/ 147] ). [الحجة للقراء السبعة: 6/88]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قال فالحق والحق أقول * لأملأن جهنّم منك وممّن تبعك منهم أجمعين} 84 و85
قرأ عاصم وحمزة {قال فالحق} بالضّمّ {والحق} بالنّصب وقرأ الباقون بالنّصب فيهما
من نصب {الحق} الأول كان منصوبًا بفعل مضمر وذلك الفعل هو ما ظهر في نحو قوله {ويحق الله الحق} وقوله {ليحق الحق} وهذا هو الوجه ويجوز أن تنصب على التّشبيه بالقسم فيكون الناصب ل {الحق} ما ينصب القسم في نحو الله لأفعلنّ فيكون التّقدير والحق لأملأن فإن قلت فقد اعترض بين القسم وجوابه قوله {والحق} أقول فإن اعتراض هذه الجملة لا يمنع أن يفصل بين القسم والمقسم عليه لأن ذلك ممّا يؤكد القصّة وقد يجوز أن يكون {الحق} الثّاني الأول وكرر على وجه التوكيد
[حجة القراءات: 618]
ومن رفع كان {الحق} محتملا لوجهين أحدهما يكون خبر مبتدأ محذوف تقديره أنا الحق والحق أقول ويدل على ذلك قوله جلّ وعز {ثمّ ردوا إلى الله مولاهم الحق} فكما جاز وصفه سبحانه بالحقّ كذلك يجوز أن يكون خبرا في قوله أنا الحق والوجه الثّاني أن يكون {الحق} مبتدأ وخبره محذوفا وتقديره فالحق مني كما قال {الحق من ربك}). [حجة القراءات: 619]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (12- قوله: {فالحق} الأول قرأه عاصم وحمزة بالرفع، وقرأ الباقون بالنصب، وكلهم نصب الثاني.
وحجة من رفع أنه جعله خبر ابتداء محذوف، تقديره: قال أنا الحق، أو قولي الحق، ويجوز رفعه في الابتداء ويضمر الخبر تقديره: قال فالحق، كما قال: {الحق من ربك} «آل عمران 60» وانتصب {الحق} الثاني بـ «أقول» أو على العطف، وعلى قراءة من نصب {الحق} الأول.
13- وحجة من نصب أنه أضمر فعلًا نصبه به، تقديره: قال فأحق الحق، كما قال: {ويحق الله الحق} «يونس 82» وقال: {ليحق الحق} «الأنفال 8» ويجوز نصبه على القسم كما تقول: الله لأفعلن، لما حذف حرف الجر، تعدى الفعل فنصبه، ودل على القسم قوله: {لأملأن} «85» فهو
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/234]
جواب القسم، فيكون التقدير: قول الحق لأملأن، فلما حذف الواو تعدى الفعل فنصب الحق، ويجوز في الكلام خفض «الحق» على القسم، مع حذف الواو، وتعمل محذوفة لكثرة الحذف في القسم). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/235]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (14- {قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84)} [آية/ 84] برفع الأول ونصب الثاني:-
قرأها عاصم وحمزة.
والوجه أن الحق الأول إنما ارتفع بخبر المبتدأ، والمبتدأ محذوف، والتقدير: فأنا الحق.
ويجوز أن يكون رفعًا بالابتداء، وخبره محذوف، والتقدير فالحق مني.
وأما الحق الثاني فهو نصب بأقول، أي أقول الحق.
وقرأ الباقون، {فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ} بالنصب فيهما جميعًا.
والوجه أن الحق الأول يجوز أن ينتصب بفعل مضمر من لفظ الحق، والتقدير أحق الحق، ويجوز أن ينتصب على التشبيه بالقسم، فيجري مجرى المقسم به في نحو قولك: الله لأفعلن، إذا حذفت حرف القسم ونصبت المقسم به، والتقدير الحق لأملأن، أي أقسم بالحق، ويجوز أن يكون نصبًا على الإغراء، والتقدير فالزموا الحق. وأما الثاني فهو نصب بأقول على ما سبق). [الموضح: 1107]

قوله تعالى: {لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85)}
قوله تعالى: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (86)}
قوله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (87)}
قوله تعالى: {وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:38 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة