العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 03:10 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة ص
[ من الآية (9) إلى الآية (16) ]

{أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (9) أَمْ لَهُم مُّلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ (10) جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّنَ الْأَحْزَابِ (11) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ (12) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ أُوْلَئِكَ الْأَحْزَابُ (13) إِن كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (14) وَمَا يَنظُرُ هَؤُلَاء إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ (15) وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ (16)}


قوله تعالى: {أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (9)}
قوله تعالى: {أَمْ لَهُم مُّلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ (10)}
قوله تعالى: {جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّنَ الْأَحْزَابِ (11)}
قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ (12)}
قوله تعالى: {وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ أُوْلَئِكَ الْأَحْزَابُ (13)}
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {وَأَصْحًابُ لَيْكَةََ} [آية/ 13] بفتح التاء، ولا همز في أول الكلمة:-
قرأها ابن كثير ونافع وابن عامر.
وقرأ الباقون {الأَيْكَةِ} بالهمز وكسر التاء.
وقد مضى الكلام في ذلك). [الموضح: 1098]



قوله تعالى: {إِن كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (14)}
قوله تعالى: {وَمَا يَنظُرُ هَؤُلَاء إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ (15)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ما لها من فواقٍ (15)
قرأ حمزة والكسائي (ما لها من فواقٍ) بضم الفاء.
وقرأ الباقون (ما لها من فواقٍ) بفتح الفاء.
قال أبو منصور: الفواق - بضم الفاء - ما بين حلبتي الناقة.
وهما لغتان: فواق، وفواق.
ومعنى قوله: (ما لها من فواقٍ)، أي: مالها من رجوع.
وسمي ما بين الحلبتين فواقا؛ لأن اللبن يعود إلى الضرع بعد الحلبة الأولى فيرجع إليه.
وكذلك يقال: أفاق المريض من مرضه، أي: رجع إلى الصحة.
وأفاقت الناقة، اإذا رجع إليها لبنها بعد ما حلبت.
وروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "العيادة قدر فواق ناقةٍ".
أي قدر العيادة كقدر ما بين الحلبتين). [معاني القراءات وعللها: 2/325]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- قوله تعالى: {ما لها من فواق} [15].
قرأ حمزة والكسائي: {من فواق} بضم الفاء.
وقرأ الباقون بالفتح، فقال قوم: هما لغتان بمعنى واحد.
وقال آخرون: (الفواق) بالفتح: الراحة، أي: ما لها من راحة، ولا فترة، ولا سكون. والفواق: ما بين الحلبيتين وذلك أن البهيمة ترضع أمها ثم تدعها ساعة حتى ينزل اللبن فما بين الحلبيتين فواق). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/255]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في ضمّ الفاء وفتحها من قوله عزّ وجلّ: من فواق [15].
فقرأ حمزة والكسائي من فواق بضم الفاء.
وقرأ الباقون من فواق بفتح الفاء.
أبو عبيدة: ما لها من فواق بفتح الفاء: ما لها من راحة ومن قال: فواق جعله فواق الناقة: ما بين الحلبتين، قال: وقال قوم: هما واحد وهو بمنزلة: جمام المكوك وجمامه، وقصاص الشعر وقصاصه.
[الحجة للقراء السبعة: 6/66]
وذكر محمد بن السّري أن أحمد بن يحيى قال: الفواق: الرجوع.
قال: يقال: استفق ناقتك، قال: ويقال: فوق فصيله إذا سقاه ساعة بعد ساعة، قال: ويقال: ظلّ يتفوّق المحض، وقال عن ابن أبي نجيح عن مجاهد إلا صيحة واحدة ما لها من فواق قال: من رجوع، وأفاقت الناقة: إذا رجع اللّبن في ضرعها، وأفاق الرجل من المرض، منه. انتهت الحكاية عن ثعلب.
قال أبو علي: ومن هذا الباب قول الأعشى:
حتّى إذا فيقة في ضرعها اجتمعت فالفيقة من الواو، وإنّما انقلبت ياء للكسر، وكالكينة، والحينة:
وهما من الكون والحون). [الحجة للقراء السبعة: 6/67]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وما ينظر هؤلاء إلّا صيحة واحدة ما لها من فواق} 15
قرأ حمزة والكسائيّ {ما لها من فواق} بضم الفاء أي من رجوع
وقرأ الباقون بالفتح أي من راحة وقال الفراء هما لغتان). [حجة القراءات: 613]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (2- قوله: {من فواق} قرأه حمزة والكسائي بضم الفاء، وقرأ الباقون بالفتح، وهما لغتان كـ «قصاص الشعر وقصاصه وجُمام المكوك وجمامه» ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/231]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ} [آية/ 15] بضم الفاء:-
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أن الفواق بالضم ما بين الحلبتين، وهو رجوع اللبن إلى الضرع بدل ما حلب، والمعنى ما لها من رجوع.
وقيل الفواق والفواق بالفتح والضم لغتان، كجمام المكوك وجمامه، وقصاص الشعر وقصاصه، والمعنى فيهما: الراحة والإفاقة.
[الموضح: 1098]
وقرأ الباقون {مِنْ فَوَاقٍ} بفتح الفاء.
والوجه أنه الإفاقة، والمعنيان أعني الرجوع والإفاقة متقاربان). [الموضح: 1099]

قوله تعالى: {وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ (16)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {وقالوا ربنا عجل لنا قطنا} [16].
القط: الصك والكتاب، لأن الله تعالى لما أنزل: {وأما من أو تي كتابه بشماله} كفر المشركون بذلك وجحدوا البعث، وقالوا عجل لنا هذا الكتاب الذي تعدنا به. فأنزل الله تعالى في هذا ونحوه: {يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها} والقط في غير هذه: السنور، أنشدني ابن دريد:
وكلب ينبح الطراق عني = أحب إلي من قط ألوف
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/255]
ولبس عباءة وتقر عيني = أحب إلي من لبس الشفوف
والقط بالفتح: مصدر قط الشيء يقطه قطا، كان على رضي الله عنه إذا ضرب عرضا قط، وإذا ضرب طولا قد. والقط أيضا: غلاء السعر نعوذ بالله من قط الأسعار. ويقال: شعر قط، وقطط ومقلعط، وهي أشد الجعودة. ويقال: ما فعلت ذلك قط، مبني على الضم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/256]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 03:12 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة ص
[ من الآية (17) إلى الآية (20) ]

{اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ (19) وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (20)}


قوله تعالى: {اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17)}
قوله تعالى: {إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18)}
قوله تعالى: {وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ (19)}
قوله تعالى: {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (20)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 03:23 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة ص
[ من الآية (21) إلى الآية (26) ]

{وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاء الصِّرَاطِ (22) إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ (25) يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26)}


قوله تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21)}
قوله تعالى: {إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاء الصِّرَاطِ (22)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي رجاء وقتادة: [وَلَا تَشْطُطْ]، بفتح التاء، وضم الطاء.
قال أبو الفتح: يقال: شط يشط، ويشط: إذا بعد، وأشط: إذا أبعد. وعليه قراءة العامة: [وَلا تُشْطِطْ]، أي: ولا تُبْعِد، وهو من الشط، وهو الجانب، فمعناه أخذ الجانب الشيء وترك وسطه وأقربه، كما قيل: تجاوز، وهو من الجيزة، وهي جانب الوادي، وكما قيل: تعدى، وهو من عدوة الوادي، أي: جانبه. قال عنترة:
شطت مزار العاشقين فأصبحت ... عسرا على طلابك ابنة مخرم
أي: بعدت عن مزار العاشقين. وكما بالغ في ذكر استضراره خاطبها بذلك؛ لأنه أبلغ فعدل عن لفظ الغيبة إلى لفظ الخطاب، فقال: "طلابك"، فافهم ذلك، فإنه ليس الغرض فيه وفي نحوه السعة في القول، لكن تحت ذلك ونظيره أغراض من هذا النحو، فتفطن لها). [المحتسب: 2/231]

قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ولي نعجةٌ واحدةٌ (23)
حرك الياء حفص، والأعشى عن أبي بكر عن عاصم.
وأرسلها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 2/326]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (حفص عن عاصم: ولي نعجة [ص/ 23] مفتوحة الياء، الباقون وأبو بكر عن عاصم: ولي نعجة الياء ساكنة.
قال أبو علي: إسكان الياء وتحريكها حسنان جميعا). [الحجة للقراء السبعة: 6/68]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن -بخلاف-: [تَسْعٌ وَتَسْعُونَ نَعْجَةً].
قال أبو الفتح: قد كثر عنهم مجيء الفعل والفعل على المعنى الواحد، نحو البزر والبزر، والنفط والنفط، والسكر والسكر، والحبر والحبر، والسبر والسبر. فلا ينكر -على ذلك- [التَّسْعُ] بمعنى التَّسْع، لاسيما وهي تجاور العشرة، بفتح الفاء). [المحتسب: 2/231]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن والأعرج: [نِعْجَةٌ]، بكسر النون.
قال أبو الفتح: هذا أيضا كالذي قبله سواء، وقد اعتقبت فعله وفعله على المعنى الواحد، قالوا للعقاب: لقوة ولقوة، وقوم شجعة وشجعة للشجعاء، والمهنة والمهنة للخدمة، وله نظائر. فكذلك تكون [النَّعْجَةُ]، و[النِّعْجَةُ]، ولم يمرر بنا الكسر إلا في هذه القراءة). [المحتسب: 2/232]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي حيوة: [وَعَزَنِي]، مخففة.
قال أبو الفتح: أصله [عَزِّنِي]، غير أنه خفف الكلمة بحذف الزاي الثانية أن الأولى، كما حكاه ابن الأعرابي من قولهم: ظنت ذاك، أي: ظننت، وكقول أبي زبيد:
خلا أن العتاق من المطايا ... أَحَسْنَ به فهن إليه شوس
وقالوا في مست: مست، وفي ظللت: ظلت. وحكى أحمد بن يحيى الحذف في نحو ذلك من المكسور، نحو شممت وبابه. وذلك كله على تشبيه المضاعف بالمعتل العين لكن [عَزَنِي] أغرب منه كله، غير أنه مثله في أنه محذوف للتخفيف). [المحتسب: 2/232]

قوله تعالى: {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ (24)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وظنّ داوود أنّما فتنّاه (24)
روى علي بن نصر عن أبي عمرو (وظنّ داوود أنّما فتناه) خفيفة.
وقرأ سائر القراء وأبو عمرو معهم (أنّما فتنّاه) بتشديد النون.
قال أبو منصور: من قرأ (فتناه) بالتخفيف فالفعل للملكين اللذين اختصما إلى داوود.
ومعنى فتناه: امتحناه في الحكم.
ومن قرأ (أنّما فتنّاه) بتشديد النون، فالمعنى: علم داوود أنّا فتنّاه، أي: امتحنّاه بالملكين الذين احتكما إليه بأمرنا، والفعل للّه في (فتنّاه) ). [معاني القراءات وعللها: 2/327]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وقرأ أبو عمرو في رواية عليّ بن نصر والخفّاف عنه: أنما فتناه [ص/ 24] يعني الملكين، يريد: صمدا له.
وقرأ الباقون وجميع الرواة عن أبي عمرو: أنما فتناه مشدّدة النون.
روي عن أبي عمرو: وظن داود أنما فتناه يعني: الملكين، أي: علم داود أنّهما امتحناه، وفسّر أبو عبيدة وغيره الظن هنا بالعلم). [الحجة للقراء السبعة: 6/70]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة عمر بن الخطاب رضي الله عنه: [فَتَّنَّاهُ].
وقرأ: [فَتَنَاهُ] قتادة وأبو عمرو في قراءة عبد الوهاب وعلي بن نصر عنه.
قال أبو الفتح: أما [فَتَّنَّاهُ]، بتشديد التاء والنون ففعلناه، وهي للمبالغة. ولما دخلها معنى نبهناه ويقظناه جاءت على فعلناه؛ انتحاء للمعنى المراد.
[المحتسب: 2/232]
وأما [فَتَنَاهُ] فإن المراد بالتثنية هما الملكانن وهما الخصمان اللذان اختصما إليه، أي: علم أنهما اختبراه، فخبراه بما ركبه من التماسه امرأة صاحبه، فاستغفر داود ربه). [المحتسب: 2/233]

قوله تعالى: {فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ (25)}
قوله تعالى: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 03:25 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة ص
[ من الآية (27) إلى الآية (29) ]

{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27) أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28) كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ (29)}


قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27)}
قوله تعالى: {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28)}
قوله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ (29)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله عزّ وجلّ: (ليدّبّروا آياته (29)
روى الأعشى والكسائي والجعفي عن أبي بكر عن عاصم (لتدبّروا آياته)
بالتاء، وتخفيف الدال، وتشديد الباء.
وقرأ سائر القرّاء وحفص عن عاصم (ليدّبّروا) بالياء وتشديد الباء والدال.
قال أبو منصور: من قرأ (لتدبّروا) فهو في الأصل: لتتدبروا.
فحذفت إحدى التاءين، وتركت الدال خفيفة.
ومن قرأ (ليدّبّروا) فالأصل فيه ليتدبروا.
فأدغمت التاء في الدال، وشددت). [معاني القراءات وعللها: 2/326]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {ليدبروا ءايته} [29].
روى حسين عن أبي بكر عن عاصم {تتدبروا} بالتاء وتخفيف الدال. أي: لتدبروا أنتم.
وقرأ الباقون: بالياء، وتشديد الدال أرادوا: ليتدبروا أخبارًا عن غيب. فأدغم التاء من الدال فالتشديد من جلل ذلك ومثله {تذكروا} فالمصدر من الأول تدبر يتدبر تدبرًا فهو متدبر، ومن الثاني في أدبر يدبر إدبارًا فهو مدبر. ومن الثاني في أدبر يدبر إدبارًا فهو مدبر. ومثلة {أطوف} و{ادارك} و{ادراأتم}، و{أطيرنا}، مصادر ذلك كله سواء وزنهن تفعل تدبر وتطوف وتذكر، وتطير، وأدغمت فلحقتها ألف الوصل). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/256]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ عاصم في رواية الكسائي وحسين عن أبي بكر لتدبروا [ص/ 29] بالتاء الخفيفة الدال، وروى يحيى عن أبي بكر عن عاصم: ليدبروا بالياء مشدّدة، وكذلك قال حفص عن عاصم بالياء، وقال أبو هشام: وكذلك سمعت أبا يوسف الأعشى يقرأ على أبي بكر لتدبروا بالتاء وقرأ الباقون بالياء.
قال أبو علي: ما روي عن عاصم من قراءته لتدبروا أصله
[الحجة للقراء السبعة: 6/67]
تتدبروا تتفعلوا من التدبّر، والنظر، فحذف التاء الثانية التي هي تاء التفعّل والباقية تاء المضارعة، والمعنى: لتتدبر أنت أيّها النّبيّ والمسلمون، ومن قال: ليدبروا آياته، أراد: ليتدبّر المسلمون، فيتقرّر عندهم صحّتها، وتسكن نفوسهم إلى العلم بها). [الحجة للقراء السبعة: 6/68]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 03:27 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة ص
[ من الآية (30) إلى الآية (33) ]

{وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30) إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (31) فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32) رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ (33)}


قوله تعالى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30)}
قوله تعالى: {إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (31)}
قوله تعالى: {فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إنّي أحببت (32)
فتح الياء ابن كثير ونافع وأبو عمرو.
وأرسلها الباقون). [معاني القراءات وعللها: 2/326]

قوله تعالى: {رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ (33)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (بالسّوق والأعناق (33)
روى البزّي بإسناده عن ابن كثير (بالسّؤق) مهموزًا.
ومثله: (وكشفت عن سأقيها).
[معاني القراءات وعللها: 2/326]
وروى شبل وإسماعيل بن عبد اللّه عن ابن كثير (بالسّوق) بغير همز.
وروى بعضهم عن أبي عمرو وعن ابن كثير " بالسّؤوق " بهمزة مضمومة بعدها واو، على (فعول).
قال أبو منصور: أما ما روى البزّي عن ابن كثير (بالسّؤق) مهموزًا، فهو عندي وهمٌ.
ولا همز فيه، ولا في (الساق).
والقراء كلهم على أن لا همز فيه.
وأما ما روي لأبى عمرو عن ابن كثيرٍ (بالسّؤوق) فللهمزة فيها وجه؛ لأن من العرب من يهمز مثل هذه الواو إذا انضمت.
والقراءة التي اتفق عليها قراء الأمصار (السّوق) بغير همز.
ولا يجوز عندي غيرها.
وقيل: سوقٌ، وساقٌ. كما يقال: لوبٌ، ولابٌ.
وقال بعضهم: السّوق: جمع السّاق). [معاني القراءات وعللها: 2/327]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- قوله تعالى: {بالسوق والأعناق} [33].
قرأ ابن كثير وحده {بالسوق} بهمزة ساكنة، وإن كان ابن مجاهد يراه غلطًا، والرواية الصحيحة عنه بالسووق على فعول، فلما انضمت الواو همزها مثل «وقتت»، «وأقتت»، ومثل ذلك: غارت عينه غوورا، ودار، وأدؤر.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/256]
وهذه رواية عبد الله بن على بن نصر وهو الصواب. والأول رواية قنبل فتكون الهمزة منقلبة ضمة من الواو مثل: وقتت، وأقتت، وقال البزي: {بالسوق} بغير همز مثل قراءة أبي عمرو- فـ «سوق» جمع ساق مثل باحة، وبوح، وساحة، وسوح، والساحة، والباحة والصرحة، والعرصة كل واحد، وكذلك قارة، وقور للجبيل الصغير. والمسح ها هنا-: الغسل، وذلك أن سليمان عليه السلام كان مشغوفًا بالخيل فغسل نواصيها وسوقها بالماء.
وقال آخرون: {فطفق مسحًا بالسوق والأعناق} أي: عرقبها وقطع أعناقها، لما فاتته صلاة العصر وشغلته عن ذكر الله تعالى {حتى توارت بالحجاب} [32] أي: حتى غابت الشمس.
فإن قال قائل إن سليمان عليه السلام نبي معصوم. فلم عرقب الخيل وهي لم تذنب؟
فأحسن الأجوبة: ...................). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/257]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن كثير وحده: بالسؤق والاعناق [ص/ 33]، بهمز الواو. وقال البزّي بغير همز، قال البزي: وسمعت أبا الإخريط هنا يهمزها [ويهمز] سأقيها قال: وأنا لا أهمز شيئا من هذا، وقال علي بن نصر عن أبي عمرو: سمعت ابن كثير يقرأ: بالسئوق بواو بعد الهمزة، كذا قال لي عبيد الله بإسناده عن أبي عمرو، وكذا في أصله.
قال: ورواية أبي عمرو عن ابن كثير هذه هي الصواب من قبل أن الواو انضمت فهمزت لانضمامها والأولى لا وجه لها.
قال أبو علي: ساق وسوق مثل لابة ولوب وقارة وقور، وبدنة وبدن وخشبة وخشب، وأما الهمز في السوق فغيره أحسن وأكثر، وللهمز فيه وجه في القياس والسماع، فأمّا السّماع فإنّ أبا عثمان زعم أنّ أبا الحسن كان يقول: إنّ أبا حيّة النميري يهمز الواو التي قبلها
[الحجة للقراء السبعة: 6/68]
ضمة وينشد:
لحبّ المؤقدان إليّ مؤسى وعلى هذا يجوز همز: سؤق.
فأمّا وجه القياس، فإنّ هذه الهمزة لمّا لم يكن بينها وبين الضمّة حاجز صارت كأنّها عليها، فهمزها كما يهمزها إذا تحركت بالضمّ، ومثل هذا قولهم:
... مقلات...
لمّا لم يكن بين الكسرة والقاف حاجز صارت الكسرة كأنّها على القاف فجازت إمالة الألف من مقلات، كما جازت إمالتها في صفاف وقصاف وغلاب، وخباث، وكذلك مقلات صارت القاف كأنّها متحركة بالكسر، فبذلك جازت الإمالة فيها، كما صارت الضمّة في السوق، كأنّها على العين، فلذلك جاز إبدالها همزة، فأمّا ساق فلا وجه لهمزها، ويشبه أن يكون وجه الإشكال فيه أنّ لها جمعين قد جاز في كل واحد منهما الهمز جوازا حسنا، وهو أسؤق وسئوق، وجاز في السؤق أيضا، فظنّ أنّ الهمز لما جاز في كل واحد من جمع الكلمة ظنّ أنّها من أصلها.
وأمّا ما رواه أبو عمرو عن ابن كثير: بالسئوق فجائز كثير، وذلك أنّ الواو إذا كانت عينا مضمومة جاز فيها الهمز، كما جاز في الفاء
[الحجة للقراء السبعة: 6/69]
نحو: أجوه، وأقّتت ومن تمكّن الهمز في ذلك أنّهم همزوا: أدؤر، ثم قلبوا فقالوا: أادر، فلم يعيدوا الواو التي هي عين، وجعلوه بمنزلة: قائل، وقويئل). [الحجة للقراء السبعة: 6/70]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ} [آية/ 33] مهموزة:-
رواها -ل- عن ابن كثير.
والوجه أنه جمع لساق، ولا همز فيه، فالقياس: سوق بغير همزٍ، كلوبٍ لجمع لابٍ، إلا أن الواو همزت لمجاورة الضمة إياها، فجعلوا الضمة المجاورة لها كأنها فيها، والواو إذا كانت فيها ضمة جاز قلبها همزة نحو أسوق وأدؤر وأثوب، قال:
144- لكل دهر قد لبست أثؤبا
وكذلك سؤر لجمع سوار.
ومما همز من الواو لمجاورة الضمة لها قول الشاعر:
145- لحب المؤقدان إلي مؤسى
وروى بعضهم عن أبي عمرو والبزي عن ابن كثير {بِالسُّوقِ} بهمزة بعدها واو على فعول.
[الموضح: 1099]
والوجه أن الهمز ههنا جائز مطرد لتحرك الواو الأولى بالضم نحو الدؤور، والواو إذا تحركت بالضم فقد اطرد الهمز فيها كما ذكرنا في سؤر ونحوه، قال الشاعر:
146- وفي الأكف اللامعات سؤر
وقال آخر:
147- ... تمنحه سؤك الإسحل
وقرأ الباقون {بِالسُّوقِ} غير مهموزة.
والوجه أنه جمع ساق،/ والأصل فيه الواو بدلالة جمعه أيضًا على الأسواق، وكان أصله سوقًا بفتح الواو فقلبت الواو ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فبقي ساق، وجمع على سوقٍ، كلابٍ ولوبٍ، ومثاله من الصحيح أسد أسد). [الموضح: 1100]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 03:30 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة ص
[ من الآية (34) إلى الآية (40) ]

{وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (34) قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (35) فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ (36) وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ (37) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (38) هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (39) وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ (40)}


قوله تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (34)}
قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (35)}
قوله تعالى: {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ (36) }
قوله تعالى: {وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ (37)}
قوله تعالى: {وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (38)}
قوله تعالى: {هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (39)}
قوله تعالى: {وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ (40)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 03:34 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة ص
[ من الآية (41) إلى الآية (44) ]

{وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (42) وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ (43) وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (44)}


قوله تعالى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (بنصبٍ وعذابٍ (41)
قرأ يعقوب وحده (بنصبٍ وعذابٍ) بفتح النون والصاد.
وروى هبيرة عن حفص (بنصبٍ) بفتح النون وسكون الصاد.
وقرأ الباقون وحفص (بنصبٍ) بضم النون وسكون الصاد.
قال أبو منصور: من قرأ (بنصبٍ) أو قرأ (بنصبٍ) فمعناهما واحد، وهو: التعب. مثل: الرّشد، والرّشد. والبخل، والبخل. والعدم، والعدم.
ومن قرأ (بنصب) فإني أحسبه وهمًا، ولا أعرفه.
إنما يقال: نصب الرجل ينصب نصبًا فهو نصب، والنصب: الاسم، ومعنى قوله بنصبٍ وعذابٍ، أي: بضرٍّ في بدني، وعذاب في أهلي ومالي ويجوز أن يكون بضرٍّ في بدني، وعذاب فيه). [معاني القراءات وعللها: 2/328]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (أبو عمارة عن حفص عن عاصم: بنصب [ص/ 41] بضم النون والصاد.
هبيرة عن حفص بنصب مفتوحة. عاصم بضم النون، والمعروف عن حفص عن عاصم: بنصب مضمومة النون ساكنة الصاد.
وقرأ الباقون وأبو بكر عن عاصم بنصب بضم النون وتسكين الصاد.
[الحجة للقراء السبعة: 6/70]
أبو عبيدة: بنصب: أي بلاء وشر، وأنشد لبشر بن أبي خازم:
تعنّاك نصب من أميمة منصب
وقال النابغة:
كليني لهمّ يا أميمة ناصب قال: وتقول العرب: أنصبني: أي عذبني، وبرح بي، وبعضهم يقول: نصبني، قال: والنّصب: إذا فتح أولها وأسكن ثانيها واحد أنصاب الحرم، وكلّ شيء نصبته وجعلته علما، ولأنصبنّك نصب العود، ويقال: نصب بعيره ليلته نصبا، قال أبو الحسن: النّصب الإعياء، لا يمسّنا فيها نصب، ولا أذى، قال: وأرى: نصب، ونصب لغتين، مثل: البخل والبخل، في معنى الوجع.
غيره: نصب ونصب واحد، وهو ما أصابه من مرض وإعياء، مثل: الحزن والحزن). [الحجة للقراء السبعة: 6/71]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ} [آية/ 41] بفتح النون والصاد:-
قرأها يعقوب وحده.
وقرأ الباقون {بِنُصْبٍ} بضم النون وإسكان الصاد.
والوجه أن النصب والنصب واحد، كالبخل والبخل والسقم والسقم والحزن والحزن، فمعناه: التعب والإعياء.
وقيل: النصب: بفتحتين والنصب بضم النون وإسكان الصاد: الضر.
وروى -ص- عن عاصم {بِنُصْبٍ} بفتح النون وإسكان الصاد.
والوجه أنه بمعنى النصب بفتحتين أيضًا كالغلب والغلب والسلب والسلب). [الموضح: 1101]

قوله تعالى: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (42)}
قوله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ (43)}
قوله تعالى: {وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (44)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 03:45 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة ص
[ من الآية (45) إلى الآية (48) ]

{وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ (45) إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (46) وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ (47) وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنْ الْأَخْيَارِ (48)}


قوله تعالى: {وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ (45)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (واذكر عبادنا إبراهيم (45)
قرأ ابن كثير وحده (واذكر عبدنا إبراهيم) على واحد.
وقرأ الباقون (عبادنا) على الجمع.
قال أبو منصور: من قرأ (عبدنا) جعل (إبراهيم) بدلاً منه.
ومن قرأ (عبادنًا) جعل (إبراهيم) ومن بعده من الأنبياء بدلاً من قوله (عبادنا) ). [معاني القراءات وعللها: 2/329]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ ابن كثير وحده: واذكر عبدنا إبراهيم [ص/ 45]، واحدا. وقرأ الباقون: عبادنا جماعة.
وجه إفراده قوله: عبدنا* أنّه اختصّه بالإضافة على وجه التكرمة له، والاختصاص بالمنزلة الرفيعة، كما قيل في مكّة بيت الله، وكما اختصّ بالخلّة في قوله: واتخذ الله إبراهيم خليلا [النساء/ 125].
ومن قرأ: عبادنا فلأنّ غير إبراهيم من الأنبياء قد أجري عليه
[الحجة للقراء السبعة: 6/76]
هذا الوصف فجاء في عيسى إن هو إلا عبد أنعمنا عليه [الزخرف/ 59] وفي أيوب: نعم العبد [ص/ 44]، وفي نوح: إنه كان عبدا شكورا [الإسراء/ 3].
ومن قال: عبادنا، جعل ما بعده بدلا من العباد، ومن قال: عبدنا، جعل إبراهيم بدلا، وما بعده معطوفا على المفعول المذكور). [الحجة للقراء السبعة: 6/77]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن والثقفي والأعمش -بخلاف عنهم-: [أُولِي الْأَيْدِ]، بغير ياء.
قال أبو الفتح: يحتمل ذلك أمرين:
أحدهما أن أراد "بالأيد": "بالأيدي" على قراءة العامة، إلا أنه حذف الياء تخفيفا، كما قال: {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُر} وغير ذلك مما حذفت فيه الياء تخفيفا.
والآخر أن يكون أراد: "بالأيد": القوة، أي: القوة في طاعة الله والعمل بما يرضيه. ألا تراه مقرونا بقوله: {وَالْأَبْصَار}، أي: البصر بما يحظى عند الله؟. وعلى ذلك فـ"الأيدي" هنا إنما هي جمع اليد التي هي القوة، لا التي هي الجارحة ولا النعمة، لكنه كقولك: له يد في الطاعة، وقدم في المتابعة. فالمعنيان إذا واحدن وهو البصيرة والنهضة في طاعة الله، فهو إذا من قول لبيد:
حتى إذا ألقت يدا في كافر ... وأجن عورات الثغور ظلامها
ألا تراهم قالوا في تفسيره: بدأت في المغيب؟ وأصله لثعلبة بن صغير المازني في قوله يصف الظليم والنعامة وقد جدا في طلب بيضهما:
[المحتسب: 2/233]
فتذكر ثقلا رثيدا بعدما ... ألقت ذكاء يمينا في كافر
يعني بكافر الليل، وهذا أبلغ معنى من قول لبيد. ألا تراه ذكر اليمين خصوصية، وهي أشبه بالقوة؛ لأنها أقوى من الشمال؟ ولبيد اقتصر على ذكر اليد، فقد تكون شمالا كما قد تكون يمينا. ومثله قول الشماخ:
تلقاها عرابة باليمين
أي: بالقوة. وإنما سميت القوة يمينا تشبيها لها بالجارحة اليمنى، وإذا شبه العرض والجوهر فذلك تناه به، وإعلاء منه. ولهذا ما ذم الطائي الكبير قلب ذلك، فقال:
مودة ذهب أثمارها شبه ... وهمة جوهر معروفها عرض
ووصف بالجواهر لقوته، كما وصف الآخر بالحديد لقوته، فقال في أحد التأويلين:
بمنجرد قيد الأوابد هيكل
وعليه أيضا قال: "هيكل"، فوصف بالاسم غير المماس للفعل، لما في الهيكل من العلو والرحابة والشدة، فاعرف ذلك مذهبا للقوم، وانتحه تصب بإذن الله). [المحتسب: 2/234]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار} 45
قرأ ابن كثير (واذكر عبدنا إبراهيم) واحدًا وقرأ الباقون {عبادنا} جماعة وحجتهم أنه ذكر أسماءهم فقال {إبراهيم وإسحاق ويعقوب} وهم بدل من قوله {عبادنا} وذلك أنه أجملهم ثمّ بين أسماءهم كقولك رأيت أصحابك ثمّ تقول زيدا وعمرا ووجه إفراد {عبدنا} أنه اختصه بالإضافة على التكرمة له والاختصاص بالمنزلة الرفيعة كما قيل في مكّة بيت الله وكما اختصّ بالخلة في قوله {واتخذ الله إبراهيم خليلًا} ). [حجة القراءات: 613]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {واذكر عبادنا} قرأ ابن كثير «عبدنا» على التوحيد، يريد إبراهيم وحده، إجلالًا له وتعظيمًا، وجعل ما بعده بدلًا منه، وعطف على البدل ما بعده، وقرأ الباقون بالجمع، جعلوا ما بعده من الأسماء الثلاثة بدلًا منه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/231]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا} [آية/ 45] على الوحدة:-
قرأها ابن كثير وحده.
والوجه أنه على تخصيص {إبْرَاهِيمَ} عليه السلام بالوصف بعبوديته تعالى تكريمًا لإبراهيم وتخصيصًا له بالمنزلة الرفيعة، كما خصه بالخلة من بين أنبيائه، فوحد العبد وأبدل إبراهيم عليه السلام عنه، وعطف {إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ
[الموضح: 1101]
وَيَعْقُوبَ} على المفعول به، وهو {عَبْدِنَا}، كأنه قال: واذكر عبدنا إبراهيم واذكر اسحق ويعقوب.
وقرأ الباقون {عِبَادِنَا} بالجمع.
والوجه أنه جمع عبد، وهو على تعميم العبودة لهؤلاء الأنبياء الذين ذكرهم بعده؛ لأن صفة العبودة حاصلة في كل واحد منهم على الانفراد، ووصف كثير من الأنبياء بذلك نحو قوله في أيوب {نِعْمَ الْعَبْدُ}، وفي نوح {إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا}، وفي عيسى {إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ}، وعلى هذا يكون {إِبْرَاهِيمَ}، والكل بدل من {عِبَادِنَا}، كأنه قال: واذكر عبادنا هؤلاء). [الموضح: 1102]

قوله تعالى: {إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (46)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (بخالصةٍ ذكرى الدّار (46)
قرأ نافع وحده (بخالصة ذكرى الدّار) مضافة.
وقرأ الباقون (بخالصةٍ) منونة.
[معاني القراءات وعللها: 2/328]
قال أبو منصور: من نوّن (بخالصةٍ) جعل قوله (ذكرى الدّار) بدلاً من خالصة، ويكون المعنى: إنا أخلصناهم بذكرى الدار.
ومعنى الدار ها هنا: الدار الآخرة.
وتأويل قوله: إنا أخلصناهم، أي: جعلناهم لنا خالصين، بأن جعلناهم يكثرون ذكر الآخرة والرجوع إلى الله.
وقوله: (بخالصة) اسم على (فاعلة)، وضع موضع المصدر الحقيقي من أخلصنا.
ومن قرأ (بخالصة ذكرى الدّار) على الإضافة أضاف خالصة إلى ذكرى، وروي عن مالك بن دينار أنه قال في قوله: (إنّا أخلصناهم بخالصةٍ ذكرى الدّار (46)، قال: نزع اللّه ما في قلوبهم من حبّ الدنيا، وذكرها، وأخلصهم بحب الآخرة وذكره). [معاني القراءات وعللها: 2/329]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ نافع وحده: بخالصة ذكرى الدار [ص/ 46] مضافا.
[الحجة للقراء السبعة: 6/71]
وقرأ الباقون بخالصة منونة.
قال أبو علي: من قال: بخالصة ذكرى الدار احتمل أمرين أحدهما: أن يكون بدلا من الخالصة تقديره: إنّا أخلصناهم بذكرى الدار، ويجوز أن يقدّر في قوله ذكرى* التنوين، فيكون الدار* في موضع نصب تقديره: بأن يذكروا الدار، أي يذكرون بالتأهب للآخرة، ويزهدون في الدنيا. ويجوز أن لا يقدر البدل، ولكن يكون: الخالصة مصدرا، فيكون مثل من دعاء الخير [فصّلت/ 49] فيكون المعنى: بخالصة تذكير الدار. ويقوّي هذا الوجه ما روي من قراءة الأعمش: بخالصتهم ذكرى الدار، فهذا يقوّي النّصب، ويقوّي ذلك أنّ من نصب خالصة أعملها في الدار، كأنّه: بأن أخلصوا تذكير الدار، فإذا نوّنت خالصة احتمل أمرين: أحدهما: أن يكون المعنى: بأن خلصت لهم ذكرى الدار، فيكون ذكرى الدار في موضع رفع بأنّه فاعل.
والآخر: أن يقدّر المصدر الذي هو خالصة: من الإخلاص، فحذفت الزيادة، كما حذفت من نحو: دلو الدالي ونحوه، فيكون المعنى: بإخلاص ذكرى فيكون ذكرى* في موضع نصب كانتصاب الاسم في عمرك الله، والدار يجوز أن يعنى بها الدنيا، ويجوز أن يعنى بها الآخرة، فالذي يدلّ على أنّه يجوز أن
[الحجة للقراء السبعة: 6/72]
يراد بها الدنيا قوله عزّ وجل في الحكاية عن إبراهيم: واجعل لي لسان صدق في الآخرين [الشعراء/ 84] وقوله: وجعلنا لهم لسان صدق عليا [مريم/ 50] فاللّسان هو القول الحسن والثناء عليه، وليس اللّسان هنا الجارحة، يدلّ على ذلك ما أنشده أبو زيد:
ندمت على لسان كان مني فليت بأنه في جوف عكم فالكلام لا يكون على العضو، إنّما يكون على كلام يقوله مرّة، ويمسك عنه أخرى، وكذلك قول الآخر:
إني أتاني لسان لا أسرّ به من علو لا كذب ولا سخر وقوله: وتركنا عليه في الآخرين، سلام على إبراهيم [الصافّات/ 108، 109] وسلام على نوح في العالمين
[الصافّات/ 79] وسلام على إلياسين [الصافّات/ 130] وسلام على عباده الذين اصطفى [النمل/ 59] فالمعنى: أبقينا عليهم الثناء الجميل في الدنيا، فالدار في هذا التقدير ظرف، والقياس أن يتعدى الفعل والمصدر إليه بالحرف، ولكنّه على: ذهبت الشام عند سيبويه، و: كما عسل الطريق الثعلب فأمّا جواز كون الدّار الآخرة في قوله: أخلصناهم بخالصة
[الحجة للقراء السبعة: 6/73]
ذكرى الدار مفعولا بها فيكون ذلك بإخلاصهم ذكر الدار، ويكون ذكرهم لها وجل قلوبهم منها، من حسابها كما قال: وهم من الساعة مشفقون [الأنبياء/ 49] وإنما أنت منذر من يخشاها [النازعات/ 45] وقال: يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه [الزمر/ 9] فالدّار على هذا مفعول بها، وليست كالوجه الآخر المتقدّم.
فأما من أضاف فقال: بخالصة ذكر الدار فإنّ الخالصة تكون على ضروب: تكون للذكر، وغير الذكر، فإذا أضيف إلى ذكرى، اختصّت الخالصة بهذه الإضافة، فتكون الإضافة إلى المفعول به، كأنّه بإخلاصهم ذكرى الدار، أي: أخلصوا ذكرها، والخوف منها لله، ويكون على إضافة المصدر الذي هو الخالصة إلى الفاعل، تقديره: بأن أخلصت لهم ذكرى الدار، والدار على هذا يحتمل الوجهين اللذين تقدّما من كونها الآخرة والدنيا، فأمّا قوله: وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا [الأنعام/ 139] فيجوز في خالصة وجهان: أحدهما: أن يكون مصدرا كالعافية والعاقبة، والآخر: أن يكون وصفا، وكلا الوجهين يحتمل الآية، ويجوز أن يكون ما في بطون هذه الأنعام ذات خلوص، ويجوز أن يكون الصفة، وأنث على المعنى، لأنّه كثرة. والمراد به: الأجنّة، والمضامين، فيكون التأنيث على هذا). [الحجة للقراء السبعة: 6/74]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إنّا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدّار} 46
قرأ نافع {إنّا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدّار} مضافا وقرأ الباقون {بخالصة} بالتّنوين
من نون جعل {ذكرى الدّار} بدلا من {خالصة} بدل المعرفة
[حجة القراءات: 613]
من النكرة ويكون المعنى إنّا أخلصناهم بذكرى الدّار فموضع {ذكرى} جر ويجوز أن يكون نصبا بإضمار أعني ويجوز أن يكون رفعا بإضمار هي ذكرى كما قال تعالى قل أفأنبئكم بشر من ذلكم النّار أي هي النّار ومن لم ينون جعل {خالصة} مضافة إلى ذكرى كقولك اختصصت زيدا بخالصة خير فأراد بخالصة ذكر لا يشوبها شيء من رياء ولا غيره). [حجة القراءات: 614]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {بخالصة ذكرى الدار} قرأ نافع وهشام بغير تنوين في «خالصة» وقرأ الباقون بالتنوين.
وحجة من لم ينون أنهما أضافاها إلى {ذكرى}، و{خالصة} مصدر كالعاقبة والعافية، وهو مصدر أضيف إلى الفاعل، وهو ذكرى، والتقدير: بأن خلصت لهم ذكى الدار، أي: خلص لهم أن يذكروا معادهم، ويجوز أن تكون {خالصة} مضافة إلى المفعول، وهو {ذكرى} على تقدير: بأن أخلصوا الذكر لمعادهم.
5- وحجة من نون {بخالصة} أنه جعل «ذكرى» بدلًا من {خالصة} بذكرى الدار، أي: بذكر لمعادهم، أي: اختارهم لذكرهم لمعادهم، دليله قوله: {وهم من الساعة مشفقون}
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/231]
«الأنبياء 49» وقيل: المعنى: إنا أخلصناهم بأن يذكروا، فخفف في الدنيا بالثناء الحسن، وهو قول: {وتركنا عليه في الآخرين سلامٌ على إبراهيم} «الصافات 108، 109» وقول إبراهيم: {واجعل لي لسان صدقٍ في الآخرين} «الشعراء 84» فـ {ذكرى} في هذين الوجهين في موضع نصب بـ {خالصة} ويجوز أن تكون {ذكرى} في موضع رفع على معنى: أخلصناهم بأن خلصت لهم ذكرى الدال، أي: خلص لهم ذكر معادهم والاستعداد له، والتنوين في المصدر واسم الفاعل وتركه سواء في المعنى، والأصل التنوين، وهو أحب إلي، لأنه الأصل، ولأنه عليه الجماعة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/232]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ} [آية/ 46] بالإضافة من غير تنوين:-
قرأها نافع وحده.
والوجه أن الخالصة يجوز أن تكون مصدرًا كالعاقبة والعافية، فيكون إضافتها إلى {ذِكْرَى} إضافة التبيين والتخصيص؛ لأن الخالصة تكون للذكرى ولغير الذكرى، فإذا أضيفت إلى ذكرى اختصت بهذه الإضافة.
ويجوز أن تكون الخالصة إذا كانت مصدرًا فإنها بمعنى الإخلاص، والتقدير: أخلصناهم بإخلاص ذكرى الدار، فيكون من إضافة المصدر إلى المفعول به، كأنه قال: أخلصناهم بأن أخلصوا ذكرى الدار.
[الموضح: 1102]
ويجوز إذا كان الخالصة مصدرًا أن تكون بمعنى الخلوص، فيكون من إضافة المصدر إلى الفاعل، والتقدير: بأن خلص لهم ذكرى الدار.
ويجوز أن تكون الخالصة صفة مؤنثة لموصوف مؤنث، وأضيفت إلى الذكرى إضافة الشيء إلى جنسه كأنه قال: أخلصناهم بالخالصة من ذكرى الدار.
وقرأ الباقون {بِخَالِصَةٍ} بالتنوين.
والوجه أن {ذِكْرَى} بدل من خالصة، وموضعها جر، والخالصة محمولة على ما سبق من الوجهين، إما أن تكون مصدرًا من الإخلاص أو الخلوص، كأنه قال: أخلصناهم بإخلاص أو بخلوص، ثم أبدل منه {ذِكْرَى الدَّارِ}، وإما أن تكون صفة لمؤنث، والتقدير بحسنة خالصة، ثم أبدل منها {ذِكْرَى الدَّارِ}، ويجوز إذا كان مصدرًا أن يكون عاملاً في {ذِكْرَى الدَّارِ} ويكون موضع {ذِكْرَى الدَّارِ} نصبًا بالمصدر، والتقدير: بإخلاص ذكرى الدار، كما تقول عجبت من ضرب زيدًا، أو يكون {ذِكْرَى الدَّارِ} رفعًا، والمصدر بمعنى الخلوص، والتقدير: بأن خلص لهم ذكرى الدار). [الموضح: 1103]

قوله تعالى: {وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ (47)}
قوله تعالى: {وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنْ الْأَخْيَارِ (48)}
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله عزّ وجلّ: واليسع [الصافّات/ 48] فقرأ حمزة والكسائي: والليسع بلامين، وقرأ الباقون: واليسع بلام واحدة.
[الحجة للقراء السبعة: 6/74]
قال أبو علي: نرى أن الكسائي إنّما قال الليسع ليجعله اسما على صورة الصفات، فيحسن لذلك دخول لام المعرفة عليه. فيكون كالحارث والعباس والقاسم ونحو ذلك، ألا ترى أن فيعلا مثل ضيغم، وحيدر كثير في الصفات، وليس في الأسماء المنقولة التي في أوائلها زيادة المضارعة ما يدخل فيها الألف واللام مثل: يشكر، وتغلب، ويزيد، وتدمر، فكذلك ما أعرب من الأعجمي، لأنّه لا يدخله لام المعرفة، وليس يخرج بذلك على أن يكون حمل ما لا نظير له، ألا ترى أنّه ليس في الأسماء الأعجمية الأعلام مثل: الحارث والعباس؟
ووجه قراءة من قرأ: اليسع أن الألف واللام قد تدخلان الكلمة على وجه الزيادة، كما حكى أبو الحسن: الخمسة العشر درهما، وقد قال بعضهم: في إلياس* أنّه اسم علم. وقرأ ابن عامر: وإن إلياس لمن المرسلين [الصافّات/ 123]، فعلى هذا أيضا يكون اليسع، وقد أنشد أبو عثمان عن الأصمعي:
ولقد جنيتك أكمؤا وعساقلا ولقد نهيتك عن بنات الأوبر وأنشدوا أيضا:
يا ليت أمّ العمر كانت صاحبي مكان من أنشا على الركائب وأنشد أبو عثمان:
[الحجة للقراء السبعة: 6/75]
باعد أمّ العمر من أسيرها وبنات أوبر: ضرب من الكمأة معرفة ينتصب الخبر عنه، كما أنّ ابن قترة، وابن بريح كذلك، فأدخل في الاسم المعرفة الألف واللام، وهذا إنّما ينصرف إلى الزيادة، وعليها يتجه فكذلك تكون التي في اليسع، ولو قال قائل: إنّ هذا أوجه مما ترى أن الكسائي قصده من جعله إيّاه كالضيغم والحيدر، وليس هو كذلك، إنّما هو اسم علم أعجمي، كإدريس وإسماعيل ونحوهما، من الأعلام، ويشبه أن يكون الألف واللّام إنّما هو لخفّة في التعريب، ألا ترى أنّه ليس في هذه الأسماء العجميّة التي هي أعلام ما فيه الألف واللّام التي تكون للتعريف في الأسماء العربية، وقد قدّمنا القول في ذلك). [الحجة للقراء السبعة: 6/76]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {وَالْيَسَعَ} [آية/ 48] بتشديد اللام:-
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أنه ليسع، دخلت عليه لام التعريف زائدة؛ لأن الاسم أعجمي علم، والأسماء الأعلام الأعجمية لا يدخلها لام التعريف، فهي إذًا زائدة، إلا أن هذا الاسم أشبه الأسماء، التي هي صفات في الأصل، وقد أدخلت فيها اللام رعاية للأصل نحو العباس والحارث.
ووجه الشبه بينه وبين تلك الأسماء التي كانت صفاتٍ أن هذا الاسم على
[الموضح: 1103]
وزن فيعل، وفيعل يأتي صفة نحو حيدرٍ وخيفق، فلشبه هذا الاسم بنحو الحارث والعباس ادخلت عليه لام التعريف، إلا أنها زائدة فيه.
وقرأ الباقون {وَالْيَسَعَ} بالتخفيف.
والوجه أن الاسم يسع، وهو اسم علم أعجمي، فأدحلت عليه لام التعريف زائدة، كما أدخلت زائدة على قوله:
148- وجدنا الوليد بن اليزيد مباركًا
وقد سبق). [الموضح: 1104]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 19 صفر 1440هـ/29-10-2018م, 03:47 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة ص
[ من الآية (49) إلى الآية (54) ]

{هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ (49) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ (50) مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (51) وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (52) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ (53) إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ (54)}


قوله تعالى: {هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ (49)}
قوله تعالى: {جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ (50)}
قوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (51)}
قوله تعالى: {وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (52)}
قوله تعالى: {هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ (53)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (هذا ما توعدون (53)
قرأ ابن كثير وأبو عمرو (يوعدون) بالياء، وافترقا في (ق) فقرأ ابن كثير بالياء، وقرأ أبو عمرو بالتاء.
وقرأ الباقون بالتاء في السورتين.
قال أبو منصور: التاء للمخاطبة، والياء للغيبة). [معاني القراءات وعللها: 2/330]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله عزّ وجلّ: ما توعدون [ص/ 53] في الياء والتاء.
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو: هذا ما يوعدون بالياء هاهنا، وافترقا في سورة قاف [32].
فقرأ ابن كثير: بالياء، وقرأ أبو عمرو: بالتاء.
وقرأ الباقون بالتاء في السورتين.
التاء على: قل للمتّقين هذا ما توعدون، والياء وإن للمتقين لحسن مآب [ص/ 49]، هذا ما يوعدون [ص/ 53]، والتاء أعمّ لأنّه يصلح أن يدخل فيه الغيب من الأنبياء إذا اختلط الخطاب.
فأمّا ما في سورة قاف، فنحو هذا: وأزلفت الجنة للمتقين [ق/ 31] هذا ما توعدون [ق/ 32] أيّها المتّقون على الرّجوع من الغيبة إلى الخطاب أو على: قل لهم هذا ما توعدون، والياء على إخبار النبيّ بما وعدوا، كأنّه هذا ما يوعدون أيّها النبيء). [الحجة للقراء السبعة: 6/77]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({هذا ما توعدون ليوم الحساب}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو (هذا ما يوعدون) بالياء وحجتهما أن الكلام أتى عقيب الخبر عن المتّقين فأتبع ذلك فقال {مفتحة لهم الأبواب} {وعندهم قاصرات الطّرف أتراب} 50 و52 فجرى الكلام بعد ذلك بالخبر عنهم إذ كان في سياقه ليأتلف الكلام على نظام واحد
وقرأ الباقون {هذا ما توعدون} بالتّاء وحجتهما أن الخبر عنهم قد تناهى عند قوله {أتراب} ثمّ ابتدئ الكلام بعد ذلك بالخبر عن حكاية ما خوطبوا به نظير قوله {يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين} ثمّ تناهى الخبر عنهم ثمّ جاء الكلام بعده على حكاية ما خوطبوا به فقال {وأنتم فيها خالدون} أي وقيل لهم). [حجة القراءات: 614]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (6- قوله: {ما توعدون} قرأه ابن كثير وأبو عمرو بالياء على الغيبة، لتقدم ذكر المتيقن، وهم غيب، وقرأ الباقون بالتاء على معنى الخطاب للمؤمنين على معنى: قل لهم يا محمد هذا ما توعدون، وهو الاختيار؛ لأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/232]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (9- {هذا مَا يُوعَدُونَ} [آية/ 53] بالياء:-
قرأها ابن كثير وأبو عمرو.
والوجه أنه على الغيبة؛ لأن ما تقدم على الغيبة، وهو قوله تعالى {وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآَبٍ} فقال: {هذا مَا يُوعَدُونَ}، أي يوعد المتقون.
وقرأ الباقون {تُوعَدُونَ} بالتاء.
والوجه أنه على إضمار القول، أي قل لهم هذا ما توعدون، والتاء أعم؛ لأن الخطاب يصلح أن يدخل فيه الغيب). [الموضح: 1104]

قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ (54)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة