العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:05 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي توجيه القراءات في سورة الأحزاب

توجيه القراءات في سورة الأحزاب


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:05 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي مقدمات سورة الأحزاب

مقدمات توجيه القراءات في سورة الأحزاب
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (سورة الأحزاب). [معاني القراءات وعللها: 2/277]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( [(ومن سورة الأحزاب)] ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/198]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ذكر اختلافهم في سورة الأحزاب). [الحجة للقراء السبعة: 5/465]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (سورة الأحزاب). [المحتسب: 2/176]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (33 - سورة الأحزاب). [حجة القراءات: 570]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة الأحزاب). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/193]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (سورة الأحزاب). [الموضح: 1023]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مدنية). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/193]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي ثلاث وسبعون في المدني والكوفي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/193]

ياءات الإضافة والمحذوفة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (ليس فيها ياء محذوفة ولا ياء إضافة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/200]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:06 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (1) إلى الآية (3) ]

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (1) وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (2) وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (3)}


قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (1)}
قوله تعالى: {وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (2)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (إنّ اللّه كان بما تعملون خبيرًا (2)
قرأ أبو عمرو وحده (إنّ اللّه كان بما يعملون خبيرًا) بالياء.
وقرأ الباقون بالتاء.
قال أبو منصور: من قرأ (بما يعملون) فللغيبة ومن قرأ بالتاء فللمخاطبة). [معاني القراءات وعللها: 2/277]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والتاء من قوله تعالى: (إن الله كان بما يعملون خبيرا) [2] فقرأ أبو عمرو وحده: (بما يعملون خبيرا) بالياء، وقرأ الباقون: (بما تعملون خبيرا) بالتاء.
(بما يعملون) على: (لا تطع الكافرين) [الأحزاب/ 1] إنّه بما يعملون. والتاء على الخطاب، ويدخل فيه الغيب). [الحجة للقراء السبعة: 5/465]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {بما تعملون خبيرًا}، و{بما تعملون بصيرًا} قرأهما أبو عمرو بالياء ردهما على ذكر المنافقين والكافرين، والتقدير: لا تطعهم يا محمد، فهو في الظاهر أمر للنبي، ومعناه لأمته، أي: لا تطيعوهم، إن الله كان بما يعملون خبيرًا، وقرأهما الباقون بالتاء على المخاطبة، فالجميع داخلون في المخاطبة، فهو أبلغ، وهو الاختيار؛ لأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/193] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [آية/ 2] بالياء:
قرأها أبو عمرو وحده.
والوجه أنه يعود إلى ما تقدم من ذكر الكافرين والمنافقين في قوله تعالى {وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ}، أي لا تُطعهم فيما يسألونك من الرفق بهم، فإنه تعالى عالمٌ بما يعملونه من استغوائكم.
وقرأ الباقون {تَعْمَلُونَ} بالتاء.
والوجه أنه على الخطاب، ويدخل فيه الغائبون، والمعنى إنه تعالى عالمٌ بأعمالكم وأعمالهم). [الموضح: 1023]

قوله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (3)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:13 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (4) إلى الآية (6) ]

{مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ أَبْنَاءكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4) ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (5) النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (6)}


قوله تعالى: {مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ أَبْنَاءكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ (اللّائي تظاهرون (4)
قرأ ابن كثير ونافع ويعقوب: (اللّاء تظّهّرون) بهمزة مختلسة الكسرة.
وقرأ أبو عمرو (اللاي) بكسرة مختلسة ولا يهمز، وكذلك روى ابن فليح عن أصحابه عن ابن كثير مثل أبي عمرو.
وقرأ الباقون (اللائي) بياء بعد الهمزة، في وزن (اللاعى)، وكذلك قرءوا في المجادلة والطلاق.
قال الأزهري: هي لغات محفوظة عن العرب وأجودها وأتمها (اللائي) بياء بعد الهمزة.
ومن حذف الياء اكتفى بالكسرة، ومن همز فلأن مدتها همزة، ومن خفف الهمزة فلإيثاره التخفيف. وكل جائز.
[معاني القراءات وعللها: 2/277]
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب (تظّهّرون) بالتاء وتشديد الظاء والهاء بغير ألف -
وقرأ ابن عامر (تظّاهرون) بتشديد الظاء وألف بعدها مع فتح التاء.
وقرأ عاصم (تظاهرون) بضم التاء وتخفيف الظاء.
وقرأ حمزة والكسائي (تظاهرون) خفيفة مفتوحة التاء بألف.
قال أبو منصور: هذه لغات صحيحة، ومعناها واحد.
يقال: تظاهر فلان من امرأته، وتظهّر منها، واظّاهر، واظّهّر، وظاهر بمعنى واحد.
وهو أن يقول لها: أنت عليّ كظهر أمي.
فمن قرأ (تظّهّرون) فالأصل (تتظهرون)، فأدغمت التاء الثانية في الظاء وشددت.
وكذلك من قرأ (تظّاهرون) فالأصل (تتظاهرون)، فأدغمت التاء في الظاء.
ومن قرأ: (تظاهرون) مخففا فالأصل فيه أيضًا (تتظاهرون)
فحذفت إحدى التاءين استثقالا للجمع بينهما.
قال البصريون: التاء المحذوفة تاء المخاطبة.
وقال غيرهم: بل المحذوفة تاء التفاعل ولكل حجة على ما قال). [معاني القراءات وعللها: 2/278]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله جلّ وعزّ: (اللائي تظاهرون) [الأحزاب/ 4] فقرأ ابن كثير ونافع: (اللاء) ليس بعد الهمزة ياء كذلك، وقرأت على قنبل. وأخبرني إسحاق الخزاعي عن ابن فليح عن أصحابه عن ابن كثير: (اللاء) يكسر ولا يثبت ياء مخففة بغير همز، ولا مدّ في كلّ القرآن، وكذلك أبو عمرو، وحدّثني محمد بن مضر عن ابن أبي
[الحجة للقراء السبعة: 5/465]
بزّة عن أصحابه عن ابن كثير مثل أبي عمرو. قال ابن مخلد: عن ابن أبي بزّة [اللائي] مشددة مكسورة وهو غلط. وقال في الطلاق: (واللائي يئسن) [4] مثقلة، (واللائي لم يحضن) [الطلاق/ 4] مثلها.
وروى ورش عن نافع مثل قراءة أبي عمرو. وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: اللائي بياء بعد الهمزة، وكذلك اختلافهم في [اللائي] قد سمع الله [المجادلة/ 2]، وفي الطلاق.
قال أبو علي: اللائي: وزنه فاعل مثل شائي فالقياس أن تثبت الياء فيه كما تثبت في الشائي، والنائي ونحوه. وقد حذفوا الياء من فاعل في حروف من ذلك قولهم: ما باليت به بالة، ومنه حانة، فكذلك إذا حذفت من اللائي يصير (اللاء) فإن خفّفت الهمزة فالقياس أن تجعل بين بين. وقد حكى سيبويه: حذف الياء من اللائى، فقال: من قال في (اللاء) قال (لاء) لأنّه يصير بمنزلة باب، صار حرف الإعراب العين، يريد: عين الفعل التي هي همزة من اللائي. فأمّا قبل الحذف من اللائي فإنّ اللّائي واللّاتي قال فيهما: إنهما بمنزلة شاري وضاري، ومن ردّ الفاء في «يضع» اسم رجل إذا صغّر،
[الحجة للقراء السبعة: 5/466]
فقال: «يويضع» ردّ اللّام هنا أيضا، فقال: لويىء، ومن لم يرد قال: لويىء مثل: لويع، فإن خفّفت الهمزة قلت: لويّ، وزنه من الفعل: فويع. ومن أمثلة التحقير: فعيل. وقال بعض أصحاب أحمد: يعني أنّ ابن كثير وأبا عمرو يقرءان: اللّاي يريد اللاء بهمزة ليس بعدها ياء ثم يخفّف الهمزة فتصير ياء ساكنة، وزعم أنّه كذلك ضبط، قال: وهو تخفيف إبدال على غير قياس، قال أبو علي: ومثل هذا البدل من الهمز لا يقدم عليه إلا بسمع). [الحجة للقراء السبعة: 5/467]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله تعالى: (تظاهرون) [الأحزاب/ 4] فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو (تظّهّرون) بفتح التاء والتثقيل. وفي المجادلة [2] مثله غير أن تلك بالياء. وقرأ عاصم: (تظاهرون) بألف، مضمومة التاء خفيفة، وقرأ حمزة والكسائي: هاهنا (تظاهرون) خفيفة الظاء بفتح التاء وألف بعد الظاء، وفي المجادلة بياء مشددة [الظاء] (يظاهرون)، وقرأهما ابن عامر بتشديد الظاء مع الألف.
[قال أبو علي]: (يظّهّرون) معناه: يتظهرون، فأدغم التاء في الظاء، وتقديره: يتفعّلون من الظهر، وفي المجادلة مثله، غير أنّ تلك بالياء، والذين يظّهّرون تقديره: يتظهّرون، فأدغم التاء في الظّاء.
وقول عاصم: (تظاهرون) بألف مضمومة التاء. خفيفة فهذا من ظاهر من امرأته. ويقوي ذلك قولهم في مصدر ظاهر: اظّهار، ولا يمتنع أن
[الحجة للقراء السبعة: 5/467]
يقال: ظاهر لقولهم: الظّهار في مصدره وإن كان الظّهار قد جاء في نحو قوله: وأنزل الذين ظاهروهم [الأحزاب/ 26] وفي قوله: تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان [البقرة/ 85]، أي: تتعاونون، فلا يمتنع أن يستعمل في قولهم ظاهر من امرأته كالأشياء التي تتفق ألفاظها وتختلف معانيها، وكلّ ذلك من الظّهار. وقول حمزة والكسائي (تظاهرون) خفيفة الظّاء، معناها: تتظاهرون، فحذفا تاء تتفاعلون التي أدغمها غيرهما.
وقولهما في المجادلة: (تظاهرون) أدغما في المجادلة التاء الّتي حذفاها من تظاهرون، والمعنى واحد.
وقول ابن عامر بتشديد الظّاء مع الألف (تظّاهرون)، مثل قول حمزة والكسائي في المجادلة، إنّما هو يتظاهرون). [الحجة للقراء السبعة: 5/468]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهنّ أمّهاتكم} 4
قرأ أبو عمرو وورش عن نافع والبزي عن ابن كثير (اللاي) بغير مد ولا همز في كل القرآن وقرأ نافع والقواس عن ابن كثير اللاء مهموزا مقصورا وقرأ أهل الشّام (اللاء) والكوفة {اللائي} بهمزة بعدها ياء ووزنها فاعل
واعلم أن هذه الوجوه كلها جمع الّتي والعرب تجمع الّتي على اللّاتي واللائي ثمّ يجمعون الجمع فيقولون اللواتي قال الراجز
من اللواتي والّتي واللاتي ... زعمن أنّي كبرت لداتي
فمن قرأ {اللائي} على وزن اللاعي فهو القياس على الأصل وهو جمع الّتي على غير اللّفظ ومن قرأ (اللاء) على وزن اللاع فإنّه اكتفى بالكسرة على الياء لأن الكسرة تنوب عن الياء قال الشّاعر
من اللاء لم يحججن يبغين حسبة
ولكن ليقتلن البريء المغفلا
[حجة القراءات: 571]
ومن ترك الهمز فإنّما تركه للتّخفيف وهذه لغات للعرب
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {تظهرون} بغير ألف وتشديد الظّاء وقرأ حمزة الكسائي {تظهرون} بفتح التّاء وتخفيف الظّاء وقرأ ابن عامر تظاهرون بالألف والتّشديد
والمعنى في تظهرون وتظاهرون وتظاهرون واحد أصله كله من الظّهر لأن الّذي يتظهر من امرأته إنّما قال لها أنت عليّ كظهر أمّي فمن قرأ {تظهرون} فالأصل تتظهرون فأدغم التّاء في الظّاء وإدخال الألف وإخراجها سواء والعرب تقول ضعفت وضاعفت وعقبت وعاقبت
وقرأ عاصم {تظاهرون} بالألف مضمومة التّاء مثل تقاتلون جعله فعلا من اثنين من ظاهر من امرأته مظاهرة وظهارا وحجتهم قوله في مصدر ظاهر الظّهار). [حجة القراءات: 572]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (2- قوله: {اللائي} حيث وقع قرأه البزي وابو عمرو بإسكان الياء، وقرأ ورش بكسر الياء، وقالون وقنبل بهمزة مكسورة من غير ياء بعدها، وقرأ الباقون بهمزة مكسورة وياء بعدها، وهي كلها لغات مسموعة، وأصله بهمزة وياء بعدها؛ لأنه بمنزلة «اللاتي» فالهمزة بإزاء التاء، فمن قرأ بهمزة من غير ياء، حذف الياء وأبقى الكسرة تدل عليها، كالقاض والغاز، لكنهم جعلوا الهمزة بعد الحذف حرف الإعراب، قال سيبويه: جعلوه بمنزلة «باب» والذين أسكنوا الياء خففوا الهمزة على البدل، فالياء منها ياء مكسورة، وأسكنوا الياء تخفيفًا لثقل الكسرة على الياء، ومن كسر الياء أتى بها على أصل البدل، والأصل في تخفيف هذه الهمزة أن تجعل بين الهمزة والياء، وقد كان يجب على قراءة ورش أن يجوز فيه المد وتركه، على ما ذكرنا من المد وتركه في قراءة قالون والبزي في: {هؤلاء إن كنتم} «البقرة 31» فمن مد أجراه على الأصل، فمد الهمزة لأن التخفيف عارض، ومن لم يمد ترك المد، لأن لفظ الهمزة، التي من أجلها وجب مد الألف، قد زال، فكذلك يجب في قراءة ورش، لكن لم أقرأ فيه إلا بترك المد، لعلة أنه لما زال لفظ الهمزة الذي من أجله وجب المد زال
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/193]
المد فهو وجه، والمد أقيس فيه، لأن التخفيف عارض، لكن لم أقرأ به، ومن الناس من يقول: إن كسر الياء فيه لغة من لا يرى أن أصله الهمز، فعلى هذا يحسن ترك المد لورش، ومثله الاختلاف في المجادلة والطلاق، والعلة واحدة، والاختيار الهمز والياء بعد الهمزة، لأنه الأصل وعليه الأكثر). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/194]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {تظاهرون} قرأه الحرميان وأبو عمرو بتشديد الظاء والهاء، من غير ألف، وأصله «يتظهرون» على وزن «يتفعلون» ثم أدغمت التاء الثانية في الظاء، فوقع التشديد لذلك، وحسن الإدغام لأنك تنقل حرفًا ضعيفًا، وهو التاء إلى لفظ حرف قوي، وهو الظاء، قرأ حمزة والكسائي بألف مخففًا، وأصله «تتظاهرون» ثم حذف إحدى التاءين كـ «تساءلون» وكـ «تظاهرون» في البقرة، وكذلك قرأ ابن عامر غير أنه شدد الظاء؛ لأنه أدغم التاء الثانية في الظاء، ولم يحذفها كـ «تساءلون وتظاهرون» في البقرة في قراءته، وقراءة عاصم بضم التاء وكسر الهاء وبألف بعد الظاء مخففًا على وزن «تفاعلون» والتاء للخطاب مثل «تقاتلون» بناه على «فاعل تفاعل» والتاء للخطاب، وهو كله بمعنى واحد مشتق من الظهر، وقولهم الظهار يدل على ضم التاء؛ لأنه مصدر «ظاهر» فأما قوله: {تظاهرون} و{تظاهرا} في البقرة والتحريم فهو من المظاهرة، وهي المعاونة وليس من الظهر). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/194]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {اللَّاي} [آية/ 4] بلا مدّ ولا همز، وبعد الألف شمّة الياء:
قرأها ابن كثير في رواية البزي، ونافع ش- وأبو عمرو.
[الموضح: 1023]
والوجه أن أصله اللاء بهمزة بعد الألف، فخففت الهمزة فصارت ياء ساكنة، وهو تخفيف إبدال، على غير قياس.
وقرأ يعقوب و-ل- عن ابن كثير و-ن- عن نافع {اللَّاءِ} بهمزة ليست بعدها ياء.
والوجه أن أصل الكلمة اللائي على وزن اللاعي بياء بعد الهمزة، فحُذفت الياء اكتفاء بالكسرة، ولأنهم قد حذفوا الياء التي هي اللام من فاعل في مواضع، منها قولهم: ما باليت بالة، ثم إنهم لما حذفوا الياء من اللاء تركوا الهمزة على حالها ولم يخففوها، إذ لو خففت لكان القياس يقتضي أن تُجعل بين بين.
وقرأ ابن عامر والكوفيون {اللَّائِي} ممدودًا مهموزًا، وبعد الهمزة ياء، وكذلك اختلافهم في سورة المجادلة والطلاق.
والوجه أنه على الأصل؛ لأن أصل الكلمة: اللائي، على مثال شائي وجائي، فالقياس أن تثبت الياء فيه، كما تثبت في الشائي والجائي). [الموضح: 1024]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {تَظَّهَّرُونَ} [آية/ 4] بتشديد الظاء والهاء من غير ألف:
قرأها ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب.
والوجه أن أصله: تتظهّرون بتائين، فأدغمت التاء الثانية في الظاء، ووزنه تتفعلون من الظهر.
وقرأ ابن عامر {تَظَّاهَرُونَ} بالألف، مفتوحة التاء، مشددة الظاء، وكذلك (-ان-) عن يعقوب.
والوجه أن أصله تتظاهرون بالألف، فأُدغم التاء في الظاء، ووزنه تتفاعلون.
وقرأ حمزة والكسائي {تَظَاهَرُونَ} بالألف، مفتوحة التاء، مخففة الظاء.
والوجه أن أصله تتظاهرون بتائين على ما تقدم، فحُذفت إحدى التائين وهي الثانية التي أدغمها في الظاء من أَدغم، فبقي: تظاهرون مخففة، وهم قد يُخففون بالحذف كما يُخففون بالإدغام، وكلاهما فرار من اجتماع المثلين.
وقرأ عاصم {تُظَاهِرُونَ} بضم التاء، وتخفيف الظاء، وبالألف، وكسر الهاء.
والوجه أنه من ظاهر الرجل من امرأته يُظاهر، على وزن فاعل يُفاعل، والمصدر المظاهرة والظهار، وهو أن يقول لها: أنت علي كظهرِ أمي، فقوله يُظاهرون وزنه يُفاعلون، وهي اللغة المشهورة في هذا المعنى، واللغات التي تقدمت مثلها في المعنى). [الموضح: 1025]

قوله تعالى: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (5)}
قوله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (6)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:25 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (7) إلى الآية (8) ]

{وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا (7) لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (8)}


قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا (7)}
قوله تعالى: {لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (8)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:28 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (9) إلى الآية (12) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (9) إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11) وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا (12)}


قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (9)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وكان اللّه بما تعملون بصيرًا (9)
قرأ أبو عمرو ويعقوب (وكان الله بما يعملون) بالياء وقرأ الباقون بالتاء.
قال أبو منصور: من قرأ بالتاء فللمخاطبة.
ومن قرأ بالياء فهو على الإخبار). [معاني القراءات وعللها: 2/278]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ أبو عمرو وحده (وكان الله بما يعملون بصيرا) [الأحزاب/ 9] بالياء. وقرأ الباقون بالتاء، أبو زيد عن أبي عمرو بالياء والتاء، وعبيد عن أبي عمرو مثله.
[الحجة للقراء السبعة: 5/470]
[قال أبو علي]: حجّة التاء: فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها [الأحزاب/ 9] فالوجه فيما عطف عليه الخطاب، كما أنّ الذي عطف عليه كذلك، والياء على معنى فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا، وكان الله بما يعملون، أي يعمل الجنود، أو يعمل الأحزاب من تألبهم عليكم أيّها المسلمون). [الحجة للقراء السبعة: 5/471]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ولا تطع الكافرين والمنافقين} {إن الله كان بما تعملون خبيرا} {إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحًا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرًا} 2 و9
قرأ أبو عمرو (إن الله كان بما يعملون خبيرا) و(بما يعملون بصيرًا) بالياء جميعًا وحجته أنه قرب من ذكر الكافرين والمنافقين في الحرف الأول فختم الآية بالخبر عنهم إذ كان ذلك في سياقه عنهم وحجته في الحرف الثّاني أنه قرب من ذكر الجنود في قوله {إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم} فختم بالخبر عنهم إذ كان في سياقه
وقرأ الباقون بالتّاء جميعًا وحجتهم في الحرف الأول أن افتتاح الآية جرى بلفظ المخاطبة للنّبي صلى الله عليه ولا شكّ أن من بحضرته من المسلمين داخلون معه فيما أمر به من أمر الله ونهي عنه في هذه فهم حينئذٍ مخاطبون معه بما خوطب به من أمر الله ونهيه نظيرا قوله {فأقم وجهك للدّين حنيفا} فخاطب خاصته في الظّاهر ثمّ قال منيبين إليه فأخرج الحال عنه وعمن هو على شريعته فكذلك خاطبه في أول هذه الآية خاصّة ثمّ ختمها بمخاطبته ومخاطبة من هو على سبيله إذ كانوا يشركون في الأمر والنّهي وحجتهم في الحرف الثّاني أن افتتاح الآية جرى بالمخاطبة للمؤمنين فقال: {يا أيها الّذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود}
[حجة القراءات: 570]
فختموا الآية بما افتتح في أول الآية ليأتلف الكلام على سياق واحد). [حجة القراءات: 571]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {بما تعملون خبيرًا}، و{بما تعملون بصيرًا} قرأهما أبو عمرو بالياء ردهما على ذكر المنافقين والكافرين، والتقدير: لا تطعهم يا محمد، فهو في الظاهر أمر للنبي، ومعناه لأمته، أي: لا تطيعوهم، إن الله كان بما يعملون خبيرًا، وقرأهما الباقون بالتاء على المخاطبة، فالجميع داخلون في المخاطبة، فهو أبلغ، وهو الاختيار؛ لأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/193] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرًا} [آية/ 9] بالياء:
قرأها أبو عمرو ويعقوب.
والوجه أن ما قبله على الغيبة، وهو قوله تعالى {إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا} فأجري هذا أيضًا على الغيبة ليوافق ما قبله، والمعنى وكان الله بما يعمل الجنود من تأليهم عليكم بصيرًا، أي عالمًا.
وقرأ الباقون {تَعْمَلُونَ} بالتاء.
والوجه أنه قد تقدم ذكر الخطاب في قوله {إِذْ جَاءَتْكُمْ}، وفي قوله {لَمْ تَرَوْهَا}، فجرت هذه الجملة على الخطاب، كما أن ما قبلها على الخطاب، والمعنى وكان الله عالمًا بما تعملونه أنتم من حفر الخندق استعدادًا لمحاربة الكفار). [الموضح: 1029]

قوله تعالى: {إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وتظنّون باللّه الظّنونا (10).. و(الرّسولا (66)، و(السّبيلا (67)
[معاني القراءات وعللها: 2/278]
قرأ ابن كثير والكسائي وحفص بحذف الألف في الوصل وإثباتها في الوقف.
وقرأ نافع وابن عامر، وعاصم في رواية أبي بكر بإثبات الألف فيهن في الوصل والوقف.
وقرأ أبو عمرو وحمزة ويعقوب بغير ألف في الوصل والوقف.
وروى أبو زيد عن أبي عمرو (الظّنونا) و(الرسولا) و(السبيلا) يقف بألف. وروى أحمد بن موسى عن أبي عمرو بإثبات الألف فيهن في الوصل والوقف. وكذلك روى هبيرة عن حفص عن عاصم بألفٍ وصل أو قطع، وروى علي بن نصر، وهارون عن أبى عمرو أنه كان يقف عند (السبيلا) بألف.
قال أبو منصور: من قرأهن بألف في الوصل والوقف فلاتباع المصحف لأنهما مع رءوس آي كثيرة بالألف.
ومن حذف الألف فيهن فلأن الألف لا أصل لها، وإنما يستعمل مثل هذه الألفات الشوام، ولأنها في موضع فاصلة كالقافية وحذاق النحويين اختاروا أن يقرءوا (الظنونا) و(السبيلا) و(الرسولا)، ويقفوا، فإذا وصلوا وأدرجوا حذفوا الألفات، وعلى هذا كلام العرب، والاختيار عندي الوقوف على هذه الألفات ليكون القارئ متبعا للمصحف محققا لما كتب فيه، مع موافقة كلام العرب، والقرآن عربي، نزل بلغتهم.
وقال أبو حاتم: أقف (الظنونا) و(الرسولا) و(السبيلا) و(كانت قواريرا).
فأثبت الألف في الوقف، فإذا وصلت طرحتهن جمع، وأما رأس أربع آيات من الأحزاب (وهو يهدى السبيل) فقد اجتمعوا على الوقوف عليها بغير ألف؛ لأنها ليست مثبتة في المصحف، ونحن نتّبع المصحف). [معاني القراءات وعللها: 2/279]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله تعالى: (الظنونا) [الأحزاب/ 10]، و (الرسولا) [الأحزاب/ 66]، و (السبيلا) [الأحزاب/ 67].
فقرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص والكسائي بألف إذا وقفوا عليهنّ وبطرحها في الوصل.
وقال هبيرة: عن حفص عن عاصم وصل أو وقف بألف. وقرأ عاصم في رواية أبي بكر ونافع وابن عامر بألف فيهنّ في الوصل والوقف. وقرأ أبو عمرو بغير ألف في الوصل والوقف هذه رواية
[الحجة للقراء السبعة: 5/468]
اليزيدي وعبد الوارث وروى عبّاس عن أبي عمرو بألف فيهنّ في الوصل والوقف. وروى علي بن نصر عن أبي عمرو: السبيلا يقف عندها بألف. أبو زيد عن أبي عمرو: الظنونا، والرسولا. والسبيلا، يقف ولا يصل ووقفه بألف. عبيد عن هارون عن أبي عمرو يقف عندها الرسولا. وحدّثني الجمال عن الحلواني عن روح عن أحمد بن موسى عن أبي عمرو بألف فيهنّ وصل أو قطع.
قال أبو علي: وجه قول من أثبت في الوصل الألف أنّها في المصحف كذلك، وهي رأس آية. ورءوس الآي تشبّه بالفواصل من حيث كانت مقاطع، كما كانت القوافي مقاطع، فكما شبّه أكرمن [الفجر/ 15] وأهانن [الفجر/ 16] بالقوافي. في حذف الياء منهنّ نحو:
من حذر الموت أن يأتين و: إذا ما انتسبت له أنكرن كذلك يشبّه هذا في إثبات الألف بالقوافي. فأمّا في الوصل، فلا
[الحجة للقراء السبعة: 5/469]
ينون، ويحمل على لغة من لم ينوّن ذلك إذا وصل في الشعر لأنّ من لم ينوّن أكثر. وقال أبو الحسن: وهي لغة أهل الحجاز، فكذلك، فأضلونا السبيلا [الأحزاب/ 67]، وأطعنا الرسولا [الأحزاب/ 66]. فأمّا من طرح الألف في الوصل كابن كثير والكسائي، فإنّهم ذهبوا إلى أنّ ذلك في القوافي، وليس رءوس الآي بقواف، فتحذف في الوقف كما، تحذف في غيرها، ممّا يثبت في الوقف نحو التشديد الذي يلحق الحرف الموقوف عليه، وهذا إذا ثبت في الخطّ فينبغي أن لا يحذف، كما لا تحذف هاء الوقف من حسابيه [الحاقة/ 20] وكتابيه [الحاقة/ 19] وأن يجري مجرى الموقوف عليه، ولا يوصل، وكذلك الهاء التي تلحق في الوقف، فهو وجه، فإذا ثبت ذلك في القوافي في الوصل فيما حكاه أبو الحسن، لأنّه زعم أن هذه اللّغة أكثر، فثبات ذلك في الفواصل، كما يثبت في القوافي حسن). [الحجة للقراء السبعة: 5/470] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وبلغت القلوب الحناجر وتظنون باللّه الظنونا}
قرأ نافع وابن عامر وأبو بكر {وتظنون باللّه الظنونا} و{الرسولا} و{السبيلا} بالألف في الوقف والوصل
[حجة القراءات: 572]
وقرأ ابن كثير والكسائيّ وحفص بالألف في الوقف وبغير الألف في الوصل وقرأ أبو عمرو وحمزة بغير الألف في الوصل والوقف
حجّة من أثبتهن في الوصل والوقف هي أن من العرب من يقف على المنصوب الّذي فيه الألف واللّام بألف فيقولون ضربت الرجلا وفي الخفض مررت بالرجلي وأخرى أنّهنّ رؤوس آيات فحسن إثبات الألف لأن رأس آية في موضع سكت وقطع للفصل بينها وبين الآية الّتي بعدها وللتوفيق بين رؤوس الآي قال الشّاعر:
أقلي اللوم عاذل والعتابا
والحجّة الثّالث اتّباع المصحف قال أبو عبيد رأيت في الّذي يقال إنّه الإمام مصحف عثمان الألف مثبتة في ثلاثتهن ومن حذف الألف في الوصل وأثبتها في الوقف قال جمعت قياس العربيّة في ألا تكون ألف في اسم فيه الألف واللّام واتّباع المصحف في إثبات الألف فاجتمع لي الأمران
[حجة القراءات: 573]
ومن حذف الألف في الوصل والوقف احتج بان التّنوين لا يدخل مع الألف واللّام فلمّا لم يدخل التّنوين لم تدخل الألف لأن الألف مبدلة من التّنوين قال اليزيدي وليس أحد يقول دخلت الدارا). [حجة القراءات: 574]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {الظنونا} و{الرسولا} و{السبيلا} قرأ نافع وابن عامر وابو بكر بألف في الثلاثة، في الوصل والوقف، وكذلك حفص وابن كثير
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/194]
والكسائي غير أنهم يحذفون الألف في الوصل، وقرأ الباقون بحذف الألف في الوصل والوقف وكلهم قرأ: {وهو يهدي السبيل} «الأحزاب 4» و{أم هم ضلوا السبيل} «الفرقان 17» بغير ألف في الوصل والوقف.
وحجة من أثبت الألف في الوصل أنه اتبع الخط، فهي في المصحف بألف، وإنما كتبت بألف لأنها رأس آية، فأشبهت القوافي من حيث كانت كلها مقاطع الكلام، وتمام الأخبار.
5- وحجة من حذف الألف في الوصل أنه أتى به على الأصل؛ إذ لا أصل لألف فيه كله، وفرق ما بين هذا والقوافي أن القوافي موضع وقف وسكون، وهذا لا يلزم فيه الوقف والسكون.
6- وحجة من أثبت الألف في الوقف أنه اتبع الخط، فوقف على ما فيه خط المصحف.
7- وحجة من حذف الألف في الوقف أنه أجرى الوقف مجرى الوصل، فحذف في الوقف كما حذف في الوصل؛ لأن الألفات فيها لا أصل لها، إنما جيء بها على التشبيه بالقوافي والفواصل، والاختيار إثبات الألف في الوصل والوقف اتباعًا للمصحف). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/195] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {وَتَظُنُّونَ بِالله الظُّنُونَ} [آية/ 10] بغير ألف:
قرأها أبو عمرو وحمزة ويعقوب، وكذلك {الرَّسُولَ} [آية/ 66] و{السَّبِيلَ} [آية/ 67].
والوجه أنه هو الأصل المُشتَهر في كلامهم، وذلك أن تقول: رأيت الرجل، بالنصب، فإذا وقفت أسكنت اللام فقلت رأيت الرجلْ، فأجرى هؤلاء الكلمة على المشهور الواضح عندهم، ولم يشبهوها بالقوافي، كما شبهها بها مَنْ ألحق الألف، على أن من العرب من يجري القوافي في الإنشاد مجرى الكلام غير الموزون، فيقول:
122- أقلّي اللوم عاذل والعتاب
123- واسأل بمصقلة البكري ما فعل
[الموضح: 1026]
فإذا كانوا يجرون القوافي مجرى الكلام غير الموزون، فلأن يتركوا الكلام غير الموزون على حالته ولم يشبهوه بالموزون أولى.
وقرأ نافع وابن عامر و-ياش- عن عاصم بالألف فيهن في حالتي الوصل والوقف.
والوجه أنهم شبهوا هذه الكَلِم بما يقع في القوافي؛ لأنها رؤوس الآي، فهي مقاطع، كما أن القوافي مقاطع، ويقع فيها التشاكل، كما يقع في القوافي، فأثبتوا الألف في أواخرها، كما أثبتوها في نحو قول جرير:
124- أقلبي اللوم عاذل والعتابا = وقولي إن أصبت لقد أصابا
ونحو قول الأخطل:
125- واسأل بمصقلة البكري ما فعلا
ألا ترى أنهم حذفوا الياء من نحو قوله تعالى {أَكْرَمَنْ} و{أَهَانَنْ} كما حذفوها من نحو قول الأعشى:
126- إذا ما انس له أنكرن
[الموضح: 1027]
127- من حذر الموت أن يأتين
إذ شبهوا الفواصل بالقوافي.
وقرأ ابن كثير والكسائي و-ص- عن عاصم بغير ألف فيهن في الوصل، وبالألف في الوقف.
والوجه أنهم أرادوا موافقة خط المصحف، فحذفوا الألف في الوصل على الأصل المُقاس، وأثبتوها في الوقف تشبيهًا للكلمة بما يقع في القوافي، فإن القوافي موضع وقوف، فشبهت الفاصلة بها في حال الوقف، وأيضًا فإن هذه الألف تشبه هاء السكت التي تلحق الكلمة بيانًا للحركة، والألف التي تلحق أنا حالة الوقف، فكما أن الهاء في أغزه، والألف في أنا، إنما تثبت في الوقف دون الوصل، فكذلك هذه الألف. ويؤيد هذه القراءة أن الألف مثبتة في هذه الكلم في المصحف، والكتابة مبنية على الوقف). [الموضح: 1028]

قوله تعالى: {هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11)}
قوله تعالى: {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا (12)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:29 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (13) إلى الآية (17) ]

{وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا (13) وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا (14) وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُولًا (15) قُل لَّن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَّا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا (16) قُلْ مَن ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُم مِّنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (17)}


قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا (13)}
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (حفص عن عاصم: لا مقام لكم [الأحزاب/ 13] مضمومة الميم. الباقون: (لا مقام لكم) مفتوحة الميم.
[قال أبو علي]: المقام: يحتمل أمرين، يجوز: لا موضع إقامة لكم، وهذا أشبه، لأنّه في معنى من فتح فقال: (لا مقام لكم) أي: ليس لكم موضع تقومون فيه، ومن ذلك قول الشاعر:
فأيّي ما وأيّك كان شرّا... فقيد إلى المقامة لا يراها
ودخلتها التاء كما دخلت على المنزلة. والمقامة موضع ثواء ولبث. ويحتمل قول عاصم: لا مقام لكم لا إقامة لكم فأمّا المقام:
فاسم الموضع، قال: مقام إبراهيم [البقرة/ 125]: مصلّاه، وقيل للمجلس والمشهد: مقام ومقامة). [الحجة للقراء السبعة: 5/471]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): ( [إِنَّ بُيُوتَنَا عَوِرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوِرَةٍ] بكسر الواو -ابن عباس وابن يعمر وأبو رجاء، بخلاف، وعبد السلام أبو طالوت عن أبيه وقتادة.
قال أبو الفتح: صحة الواو في هذا شاذة من طريق الاستعمال، وذلك أنها متحركة بعد فتحة، فكان قياسها أن تقلب ألفا، فيقال: عَارَة، كما قولوا: رجل مالٌ. وامرأة مالةٌ، وكبش صافٌ ونعجة صافةٌ، ويوم راحٌ، وطانٌ، ورجل نالٌ، من النوال، وله نظائر. وكل ذلك عندنا فَعِل، كرجل فَرِق وحَذِر. ومثل [عَوِرَة] في صحة واوها قولهم: رجل عَوِزٌ لَوِزٌ، أي: لا شيء له، وقول الأعشى:
وقد غَدَوْتُ إلى الحانوتِ يَتْبَعُنِي ... شاوٍ مِشَلٌ شَلُولٌ شُلْشُلٌ شَوِلٌ
فكأن [عَوِرة] أسهل من ذلك شيئا؛ لأنها كأنها جارية على قولهم: عَوِرَ الرجلُ، فهو بلفظه، والمعنيان ملتقيان؛ لأن المنزل إذا أعور فهناك إخلال واختلال). [المحتسب: 2/176]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا}
قرأ حفص لا مقام لكم أي إقامة لكم تقول أقمت في البلد مقاما وإقامة وهو المكث والمقام يحتمل أمرين يجوز أن يكون موضع إقامتكم وهذا أشبه لأنّه في معنى من فتح فقال لا مقام لكم أي ليس لكم موضع تقومون فيه ويحتمل {لا مقام لكم} أي لا إقامة لكم
وقرأ الباقون {لا مقام لكم} بالفتح المعنى لا مكان لكم تقومون فيه). [حجة القراءات: 574]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (8- قوله: {لا مُقام لكم} قرأه حفص بضم الميم، جعله اسم مكان على معنى: لا موضع قيام لكم، كما قال: {مقام إبراهيم} «البقرة 125»، أي: موضع قيامه، ويجوز أن يكون مصدرًا من «أقام» على معنى: لا إقامة لكم، وقرأ الباقون بفتح الميم، على أنه مصدر قام قيامًا ومقامًا، ويجوز أن يكون أيضًا اسم مكان، والقراءتان بمعنى). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/195]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {لَا مُقَامَ لَكُمْ} [آية/ 13] بضم الميم:
رواها ص- عن عاصم.
والوجه أنه مفعل بضم الميم، فيجوز أن يكون مكانًا، ويجوز أن يكون
[الموضح: 1029]
مصدرًا، فكلاهما يأتي على مُفعلٍ بالضم من أفعل، والمعنى لا موضع إقامةٍ لكم، إن جُعل مكانًا، ولا إقامة لكم، إن جُعل مصدرًا.
وقرأ الباقون و-ياش- عن عاصم {لَا مَقَامَ لَكُمْ} بفتح الميم.
والوجه أنه مفعلٌ بفتح الميم من القيام، وهو اسم موضع القيام، والمعنى لا موضع قيامٍ لكم، فإن الأحزاب قد ضيقوا عليكم المدينة بالحصر). [الموضح: 1030]

قوله تعالى: {وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا (14)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ثمّ سئلوا الفتنة لآتوها)
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر (لأتوها) مقصورة.
وقرأ الباقون: (لآتوها) بالمدّ.
قال أبو منصور: من قرأ (لأتوها) بالقصر فمعناه: لجاءوها.
ومن قرأ (لآتوها) بالمد فمعناه: لأعطوها من أنفسهم، وأجابوا إليها). [معاني القراءات وعللها: 2/280]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله سبحانه: ثم سئلوا الفتنة لأتوها
[الحجة للقراء السبعة: 5/471]
[الأحزاب/ 14] في المدّ والقصر، فقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر لأتوها قصيرة، وروى ابن فليح عن أصحابه عن ابن كثير: (لآتوها) ممدودة، وكذلك قرأ عاصم وأبو عمرو وحمزة والكسائي: (لآتوها) ممدودة.
[قال أبو علي]: أمّا من قصر فلأنّك تقول: أتيت الشيء: إذا فعلته. تقول: أتيت الخير، وتركت الشر، أي: فعلت الخير، ومعنى: ثم سئلوا الفتنة: سئلوا فعل الفتنة [لأتوها، أي: لفعلوها. ومن قرأ: (لآتوها) بالمدّ فالمعنى: ثم سئلوا فعل الفتنة] لأعطوها، أي: لم يمتنعوا منها، ومما يحسّن المدّ قوله سبحانه: ثم سئلوا الفتنة، فالإعطاء مع السؤال حسن، والمعنى: لو قيل لهم: كونوا على المسلمين مع المشركين لفعلوا ذلك). [الحجة للقراء السبعة: 5/472]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن: [ثُمَّ سُوِلُوا الْفِتْنَةَ]، مرفوعة السين، ولا يجعل فيها ياء، ولا يمدها.
قال أبو الفتح: اعلم أن في سألت لغتين:
إحداهما: سأل يسأل مهموزًا، كدأل يدأل، وجار يجأر.
والأخرى وهي سال يسال، كخاف يخاف. والعين من هذه اللغة واو؛ لما حكاه أبو زيد من قوله: هما يتساولان، كقولك: يتقاومان، ويتقاولان.
والذي ينبغي أن تحمل عليه هذه القراءة هو أن تكون على لغة من قال: سال يسال، كخاف يخاف، ومال يمال: إذا كثر ماله. وأقيس اللغات في هذا أن يقال عند إسناد الفعل إلى المفعول: سِيلُوا كعِيدُوا، ومثل قِيل، وبِيع وسِير به. ولغة أخرى هنا وهي إشمام كسرة الفاء ضمة: سُِيلوا، كقُِيل وبُِيع. واللغة الثالثة سُولوا، كقولهم: قُولَ، وبُوعَ، وقد
[المحتسب: 2/177]
سُورَ بِهِ. وهو على إخلاص ضمة فُعِل، إلا أنه أقل اللغات. ورُوِّينا عن محمد بن الحسن قول الشاعر:
وَابْتُذِلَتْ غَضْبَى وأُم الرحالْ ... وقُولَ: لا أهلَ له ولا مالْ
أي: وقيل: وروينا أيضا:
نُوطَ إلى صُلْبٍ شَدِيدِ الخَلِّ
أي: نِيطَ، كقولك: وُصِلَ به، فهذا أحد الوجهين، وهو كالساذج.
والآخر وفيه الصنعة، وهو أن يكون أراد: سُئلُوا، فخفف الهمزة، فجعلها بين بين أي: شابهت الياء الساكنة وقبلها ضمة، فأنحى بها نحو قُولَ وبُوعَ.
فإما أخلصها في اللفظ واو لانضمام ما قبلها على رأي أبي الحسن في تخفيف الهمزة المكسورة إذا انضم ما قبلها، نحو قولهم: مررت بِاَكْمُوِك، وعلى قوله: [يَسْتَهْزِيُون] بإخلاص الهمز إذا خففها ياء لانكسار ما قبلها.
وأما بقَّاها على روائح الهمزة الذي فيها فجعلها بين بين، فخفيت الكسرة فيها، فشابهت -لانضمام ما قبلها- الواو.
ويدل على أن الهمزة المكسورة إذا خففت قاربت -لضعف حركتها- الياء الساكنة قول ابن ميادة:
فكانَ يومَيْذٍ لَها أَمرُها
أراد: يومئذ، ثم خفف الهمزة، فقاربت الياء، فصارت كأنها [يومَيِذ] بياء مخلصة، فأسكنها استثقالا فيها فصارت [يومَيْذ].
[المحتسب: 2/178]
وعليه قولهم: أيْشٍ تقول: أراد أيُّ شيء تقول؟ ثم خفف الهمزة وهي مكسورة، فدانت الياء، فاستثقل فيها الكسرة، كما يستثقلها في ياء القاضي والغازي، فصار أيْشٍ، كقولك: قاضٍ، وغازٍ.
ويؤكد هذا القولَ الثاني قولُ ابن مجاهد: ولا يمدها، أي: ينسى الهمز الذي كان فيها الذي لو اعتمده وتطاول نحوه لزاد في الحرف الصوتَ للحركة التي كان يقوى ويزيد صداه لمكانها. ألا ترى أن قولك: آدم وآمن أنقص صوتا من قولك: [آاْنتَ قلتَ للناس]؛ لمكان حركة الهمزة الثانية وإن كانت مخفاة مضعفة؟ أعني إذا خففت همزة "أنت" ولم تفصل بينها وبين همزة الاستفهام قبلها بألف الوصل، كالتي في قوله: [آاْنتَ قلتَ للناس] في قول أبي عمرو ومن ذهب مذهبه، لأن ذلك صوت وافٍ ومطمئن متمادٍ، وإنما مرادنا قدر تمام الصوت لتخفيف الثانية، على أن لا فاصل بينها وبين الأولى. لأنه حينئذ يوافق قوله ولا يمدها، أي: لا يمدها كما يمدها إذا اعتد حركة الثانية). [المحتسب: 2/179]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ولو دخلت عليهم من أقطارها ثمّ سئلوا الفتنة لآتوها}
قرأ نافع وابن كثير {ثمّ سئلوا الفتنة لآتوها} بقصر الألف أي سئلوا فعل الفتنة {لآتوها} لفعلوها
[حجة القراءات: 574]
قال الزّجاج قوله {لآتوها} أي لقصدوها
وقرأ الباقون {لآتوها} بالمدّ أي لأعطوها أي لم يمتنعوا منها وحجتهم قوله {ثمّ سئلوا الفتنة} فالإعطاء مع السّؤال حسن أي لو قيل لهم كونوا على المسلمين مع المشركين لفعلوا ذلك وقال الحسن لو دعوا إلى الشّرك لأجابوا وأعطوها والفتنة الشّرك). [حجة القراءات: 575]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (9- قوله: {لأتوها} قرأ الحرميان بغير مد من المجيء، على معنى لجاؤوها، وقوي ذلك أنه لم يتعد إلا إلى مفعول واحد، وباب الإعطاء يتعدى إلى مفعولين، ويجوز الاقتصار على أحدهما، وقرأه الباقون بالمد من باب الإعطاء، على معنى: لأعطوها السائلين، أي: لم يمتنعوا منها، أي: لو قيل لهم كونوا على المسلمين لفعلوا ذلك، وهو الاختيار؛ لأن الأكثر عليه، وهو أبين في المعنى). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/196]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {لَأَتَوْهَا} [آية/ 14] بالقصر من الإتيان:
قرأها ابن كثير ونافع.
والوجه أن إتيان الشيء فعلٌ له، يُقال: أتيت الخير أي فعلته، قال:
128- لا تنه عن خُلًقٍ وتأتي مثله
أي: وتفعل مثله، ومعنى {لَأَتَوْهَا} أي لفعلوها، يعني الفتنة، وهي ههنا الكفر، وقيل ممايلة الكفار، ومعنى {سُئِلُوا الْفِتْنَةَ} أي سُئلوا فعل الفتنة.
[الموضح: 1030]
وقرأ الباقون {لَآَتَوْهَا} بالمد.
والوجه أنه هو المختار؛ لأنه من الإيتاء، وهو الإعطاء، يقال آتيته: أعطيته، والمعنى: لأعطوها.
وإنما اختيرت هذه القراءة ليُقابل السؤال بالإعطاء). [الموضح: 1031]

قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُولًا (15)}
قوله تعالى: {قُل لَّن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَّا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا (16)}
قوله تعالى: {قُلْ مَن ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُم مِّنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (17)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:30 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (18) إلى الآية (20) ]

{قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا (18) أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاء الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (19) يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِن يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُم بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُم مَّا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا (20)}


قوله تعالى: {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا (18)}
قوله تعالى: {أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاء الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (19)}
قوله تعالى: {يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِن يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُم بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُم مَّا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا (20)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (يسألون عن أنبائكم (25)
قرأ يعقوب وحده (يسّاءلون) بتشديد السين.
وقرأ الباقون (يسألون) على (يفعلون).
[معاني القراءات وعللها: 2/280]
قال أبو منصور: من قرأ (يسّاءلون)) فالأصل: يتساءلون، فأدغمت التاء في السين وشددت، والاختيار (يسألون)؛ لأنهم كانوا يسألون عن الأخبار من قدم عليهم، ولا يسأل بعضهم بعضًا). [معاني القراءات وعللها: 2/281]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن عباس: [بُدًّى فِي الْأَعْرَابِ]، شديدة الدال، منونة.
قال أبو الفتح: هذا أيضا جمع باد، فنظيره قول الله سبحانه: {كَانُوا غُزًّى}، جمع غاز على فُعَّل. ولو كان على فُعَّال لكان بُدّاء وغُزّاء، ككاتب وكُتّاب، وضارب وضُرّاب أنشد الأصمعي:
وأنا في الضُّرّاب قيلانُ القُلة). [المحتسب: 2/177]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {يَسَّاءَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ} [آية/ 20] بتشديد السين وبالمد:
قرأها يعقوب يس-.
والوجه أن أصله: يتساءلون على يتفاعلون، فأُدغمت التاء في السين، فبقي يسّاءلون، والمعنى يسأل بعضهم بعضًا، فيجوز على هذا أن يكون متصلًا بما قبله ومتعلقًا بـ {يَوَدُّوا}، والمعنى يودوا لو أنهم بادون في الأعراب يسأل بعضهم بعضًا: هل بلغكم من أمر المسلمين شيءٌ؟
وقرأ الباقون ويعقوب ح- و-ان- {يَسْأَلُونَ} بتخفيف السين وبالهمز.
والوجه أنهم يسألون مَنْ قدم عليهم عن أنبائكم، وأنهم ما كان يسأل بعضهم بعضًا، وهو كلامٌ مستأنفٌ، والمعنى يسألون الناس عن أخباركم، يتوقعون غلبة المشركين لكم). [الموضح: 1031]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:32 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (21) إلى الآية (24) ]

{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21) وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22) مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (24)}


قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله عزّ وجلّ: (لقد كان لكم في رسول اللّه أسوةٌ حسنةٌ)
قرأ عاصم وحده (أسوةٌ) بضم الألف حيث كانت.
وقرأ الباقون (إسوةٌ) بكسر الألف.
قال أبو منصور: هما لغتان جيدتان: (أسوةٌ)، (إسوةٌ)، مثل: العدوة، العدوة). [معاني القراءات وعللها: 2/280]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في ضمّ الألف وكسرها من قوله تعالى: أسوة حسنة [الأحزاب/ 21] فقرأ عاصم: أسوة بضمّ الألف حيث وقعت، وقرأ الباقون: (إسوة) بكسر الألف حيث وقعت.
[قال أبو علي]: أسوة وإسوة لغتان، ومعناهما قدوة). [الحجة للقراء السبعة: 5/472]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}
قرأ عاصم {أسوة حسنة} بضم الألف حيث كان
وقرأ الباقون بكسر الألف وهما لغتان ومعنى {أسوة} أي قدوة تقتدون بها حيث خرج بنفسه إلى قتال أعداء الله). [حجة القراءات: 575]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (10- قوله: {أسوة} قرأه عاصم بضم الهمزة، ومثله في الممتحنة، وقرأ الباقون بالكسر، وهما لغتان، والأسوة القدوة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/196]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (9- {أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [آية/ 21] بضم الألف:
قرأها عاصم وحده، وكذلك في الممتحنة.
وقرأ الباقون {إِسْوَةٌ} بكسر الألف في السورتين.
والوجه أنهما لغتان: إِسوةُ وأُسوةٌ، كقِدوةٍ وقُدوة، وعِدْوة وعُدوةٍ). [الموضح: 1032]

قوله تعالى: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22)}
قوله تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23)}
قوله تعالى: {لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (24)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:33 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (25) إلى الآية (27) ]

{وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا (25) وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (26) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (27)}


قوله تعالى: {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا (25)}
قوله تعالى: {وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (26)}
قوله تعالى: {وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (27)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:34 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (28) إلى الآية (31) ]

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28) وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29) يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31)}


قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28)}
قوله تعالى: {وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29)}
قوله تعالى: {يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعز (يضاعف لها العذاب ضعفين (30)
قرأ ابن كثير وابن عامر (نضعّف لها)، بالنون وكسر العين وتشديدها، (العذاب) نصبا.
وقرأ أبو عمرو ويعقوب: (يضعّف لها) بالياء وتشديد العين بغير ألف، (العذاب) رفعا.
وقرأ الباقون (يضاعف) بألف، (العذاب) رفعًا.
قال أبو منصور: من قرأ (نضعّف) فالفعل للّه، أي: نضعّف نحن لها العذاب، نصب (العذاب) لأنه مفعول به -
ومن قرأ (يضعّف) أو ((يضاعف) فهو على ما لم يسم فاعله.
والمعنى فيهما واحد، وهما مجزومان على جواب الجزاء.
وروى الأصمعي عن أبي عمرو أنه كان يقرأ كل شيء في القرآن (يضاعف) إلا التي في الأحزاب قرأها (يضعّف) من أجل أنه قال جلّ وعزّ (ضعفين).
قال أبو عمرو: ومضاعفة أكثر من مضعّفة). [معاني القراءات وعللها: 2/281]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- [وقوله تعالى: {يضاعف لها العذاب ضعفين} [30]].
[..........................................................................................................] تعالى يخبر عن نفسه، ومن شدد قال: العرب تقول أضعفت لك الدراهم، وضعفتها إذا جعلتها مثليها، وكان أبو عمرو يقول: إنما اخترت التشديد في هذا الحرف فقط لقوله مرتين، ومن قرأ بألف فكأنه ضاعف لها العذاب أضعافًا مضاعفه). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/198]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله جلّ وعزّ: يضاعف لها العذاب ضعفين
[الحجة للقراء السبعة: 5/472]
[الأحزاب/ 30] فقرأ ابن كثير وابن عامر: (نضعّف) بالنّون (العذاب) نصبا. وقرأ أبو عمرو: (يضعّف) بالياء (العذاب) رفعا. وقرأ نافع وعاصم وحمزة والكسائي: يضاعف بألف لها العذاب رفعا، على ما لم يسمّ فاعله.
[قال أبو علي]: ضاعف وضعّف، بمعنى فيما حكاه سيبويه.
وقال أبو الحسن: الخفيفة لغة أهل الحجاز، والثقيلة لغة بني تميم، ومن قال: (نضعّف) فالفعل مسند إلى ضمير اسم الله تعالى، ومن قال: يضاعف فلم يسمّ الفاعل أسند الفعل إلى العذاب، ومعنى يضاعف لها العذاب ضعفين أنّها لما تشاهد من الزّواجر، وما يردع عن مواقعة الذنوب ينبغي أن تمتنع أكثر مما يمتنع من لا يشاهد ذلك ولا يحضره، وقال: يضاعف لها العذاب فعاد الضمير على معنى (من) دون لفظ (من)، ولو عاد على لفظ (من) لذكر. ومثل يضاعف لها العذاب ضعفين، فزيد في العذاب ضعف كما زيد في الثواب ضعف في قوله تعالى: نؤتها أجرها مرتين [الأحزاب/ 31] فكما ضوعف الأجر كذلك [ضوعف العذاب]). [الحجة للقراء السبعة: 5/473]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة عمرو بن فائد الأسواري، ورويت عن يعقوب: [يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ تأْتِ مِنْكُنَّ] بالتاء.
قال أبو الفتح: هذا حمل على المعنى، كأن [مَن] هنا امرأة في المعنى، فكأنه قال: أية امرأة أتت منكن بفاحشة، أو تأت بفاحشة. وهو كثير في الكلام، معناه للبيان كقول الله سبحانه: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ}، وقول الفرزدق:
تَعَشَّ فإنْ عاهدتَني لا تخونُني ... نَكُنْ مِثْلَ مَن يا ذِيبُ يصْطَحِبان
[المحتسب: 2/179]
أي: مثل اللذين يصطحبان، أو مثل اثنين يصطحبان، وأن يكون على الصلة أولى من أن يكون على الصفة، فكأن الموضع في هذا الحمل على المعنى إنما بابه الصلة، ثم شُبهت بها الصفة، ثم شُبهت الحال بالصفة، ثم شُبه الخبر بالحال، كذا ينبغي أن يرتب هذا الباب من تنزيل، ولا ينبغي أن يؤخذ بابا سرْدًا وطرْحًا واحدًا؛ وذلك أن الصلة أذهب في باب التخصيص من الصفة لإبهام الموصول، فلما قويت الحاجة إلى البيان في الصلة جاء ضميرها من الصلة على معناها، لأنه أشد إفصاحا بالغرض، وأذهب في البيان المعتمد.
فأما ما أنشدَناه أبو علي عن الكسائي من قول الشاعر:
أخو الذيبِ يعوِي والغرابِ ومَن يكنْ ... شريكَيْهِ تطمعْ نفسُهُ كلَّ مَطْمَعِ
ففيه نظر. وكان قياسه: ومن يكن شريكيهما، أو من يكونا شريكيه، وقد كان أبو علي يتعسف هذا، وأقرب ما فيه أن يكون تقديره: وأي إنسان يكونا شريكيه، إلا أنه أعاد إليهما معا ضميرا واحدا، وهو الضمير في "يكن" وساغ ذلك إذ كانت الذيب والغراب في أكثر الأحوال مصطحبين، فجريا مجرى الشيء الواحد، فعاد الضمير كذلك. ومثله قوله:
لمن زحلوقة زل ... بها العينان تنهلّ
ولم يقل: تنهلان؛ لكونهما كالعضو الواحد. ومثله للفرزدق:
[المحتسب: 2/180]
ولو رضيَتْ يداي بها وضنَّتْ ... لكانَ علي للقدرِ الخيارُ
ولم يقل رضيتا). [المحتسب: 2/181]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({يضاعف لها العذاب ضعفين} 30
قرأ أبو عمرو (يضعف لها العذاب) بالياء والتّشديد {العذاب} رفع على ما لم يسم فاعله وكان أبو عمرو يقول إنّما اخترت التّشديد في هذا الحرف فقط لقوله ضعفين
وقرأ ابن عامر وابن كثير (نضعف) بالنّون وتشديد العين وكسرها الله عز وجل يخبر عن نفسه {العذاب} نصب لأنّه مفعول به
وقرأ نافع وأهل الكوفة {يضاعف} بالياء والألف {العذاب} بالرّفع العرب تقول ضاعفت وضعفت لغتان). [حجة القراءات: 575]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (11- قوله: {يضاعف لها العذاب} قرأه ابن كثير وابن عامر، بالنون والتشديد، وكسر العين، ونصب «العذاب» على الإخبار من الله جل ذكره عن نفسه بذلك، فانتصب «العذاب» بوقوع الفعل عليه، وقرأ الباقون بالياء والتخفيف، وبألف ورفع «العذاب» غير أن أبا عمرو قرأ بالياء والتشديد، وحذف الألف، قرأ ذلك على أن الفعل لم يسم فاعله، والفاعل في المعنى هو الله جل ذكره، فأقاموا «العذاب» مقام الفاعل، فرفعوا، والتشديد وحذف الألف والتخفيف لغتان: ضعف وضاعف، بمعنى، قال الأخفش: والتخفيف لغة أهل الحجاز، والتشديد لغة تميم، وقيل: إن في التشديد معنى التكثير). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/196]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (10- {نُضَعِّفْ} [آية/ 30] بالنون من غير ألف، وبكسر العين وتشديدها:
قرأها ابن كثير وابن عامر.
والوجه أنه على الإخبار عن النفس بلفظ الجمع تعظيمًا، والفعل لله تعالى، والمعنى نحن نُضعِّف لها العذاب، ونصب {الْعَذَابَ} بوقوع الفعل عليه.
وقرأ أبو عمرو ويعقوب {يُضَعَّفْ} بالياء من غير ألفٍ، وبفتح العين وتشديدها، و{الْعَذَابُ} رفعٌ.
والوجه أنه على ما لم يسمّ فاعله، و{الْعَذَابُ} مرفوعٌ بإسناد الفعل إليه.
وقرأ نافع والكوفيون {يُضَاعَفْ} بالياء والألف، وفتح العين، ورفع {العَذَاب}.
[الموضح: 1032]
والوجه أنه كما تقدم في بناء الفعل لما لم يسمّ فاعله، وإسناده إلى {العذاب}، إلا أنه من ضاعف الذي على وزن فاعل، وهو مثل ضعَّف بالتشديد في المعنى نحو باعد وبعَّد). [الموضح: 1033]

قوله تعالى: {وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ومن يقنت منكنّ... وتعمل صالحًا نؤتها (31)
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم ويعقوب (ومن يقنت) بالياء، و(وتعمل) بالتاء، (نؤتها) بالنون.
وقرأ حمزة والكسائي (ومن
[معاني القراءات وعللها: 2/281]
يقنت... ويعمل... يؤتها) ثلاثهن بالياء، واتفقوا كلهم على الياء في قوله (من يأت منكن)، (ومن يقنت) إنهما بالياء.
قال أبو منصور: من قرأهن بالياء فللفظ (من) لأن لفظه لفظ واحد مذكر ومن قرأ (وتعمل) بالتاء فلأن (من) وإن كان لفظه لفظ المذكر فإنه للتأنيث، أو للجمع، فذهب به إلى المعنى، ومما يقوى التاء في (وتعمل) الفاصل بين الفعلين وهو قوله (منكن للّه ورسوله) وهذه حجة ابن كثير ونافع ومن قرأ بقراءتهما وحجة من اختار الياء في (ويعمل) أنه أتبع بعض الفعل بعضًا بالياء إذ لم يختلفوا في الياء من (يقنت)
وقوله: (يؤتها) أي: يؤتها الله، ومن قرأ (نؤتها) فالفعل لله أيضًا). [معاني القراءات وعللها: 2/282]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {ومن يقنت منكن لله} [31]. اتفق القراء على الياء. قال ابن مجاهد: وهي قراءة الناس كلهم لأن «من» وإن كان كناية عن مؤنث ها هنا فإن لفظها لفظ واحد مذكر. فقيل: {ومن يقنت} على اللفظ. ولو رد على المعنى لقيل: ومن تقنت بالتاء، وإنما ذكرت هذا الحرف لأن أبا حاتم السجستاني روي في الشذوذ عن أبي جعفر. وشيبة، ونافع بالتاء {ومن تقنت} وهو صواب في العربية خطأ في الرواية، فأما:
3- قوله [تعالى]: {تعمل صالحًا نؤتها} [31].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/198]
وقرأ الباقون: {وتعمل} بالتاء؛ لأنه لما قيل: {منكن} فظهر التأنيث كان الاختيار و{تعمل} لأن اللفظة إذا نسقت على شكلها وما قرب منها أحرى وأولي من أن تنسق على ما بعدها، {نؤتها} بالنون، الله تعالى يخبر عن نفسه، وهو الاختيار، لقوله بعد الآية: {وأعتدنا لها رزقًا} ولم يقل ويعتد لها وهذا واضح.
فإن قيل لك: ما المصدر من اعتدي ومن اعتدنا، ومن اعدوا؟
فالجواب في ذلك: أن اعتدي التاء زائدة، وألفها وصل، والمصدر: اعتدي يعتدي اعتداء فهو معتد، والأمر: اعتديا هذا، وهو افتعل من العدوان والظلم، وألف اعتدنا ألف قطع والتاء أصلية، وكذلك: {وأعتدت لهن متكئًا} المصدر من أعتد يعتد إعتادًا. فهو معتد مثل أكرم يكرم إكرامًا فهو مكرم والأمر: أعتد مثل أكرم، ومثله: {هذا ما لدي عتيد} أي: معه معتد، وعتيد: فعيل بمعنى مفعول، فعلى هذا يقال: عتد يعتد، وأعتد يعتد. والأمر: أعتد يا هذا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/199]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله تعالى: ومن يقنت... وتعمل صالحا نؤتها أجرها [الأحزاب/ 31].
فقرأ ابن كثير ونافع وعاصم وأبو عمرو وابن عامر (يقنت) بالياء، وتعمل بالتاء، نؤتها بالنون. وقرأ حمزة والكسائي كل ذلك بالياء، ولم يختلف الناس في: يقنت أنه بالياء وكذلك من يأت بالياء.
[قال أبو علي]: أمّا من قرأ: (يقنت) بالياء، فلأنّ الفعل مسند إلى ضمير (من) ولم يبيّن فاعل الفعل بعد، فلمّا ذكر ما دلّ على أنّ الفعل لمؤنث حمل على المعنى فأنّث، وذلك كقوله: من آمن بالله [المائدة/ 69] ثمّ قال: فلا خوف عليهم [المائدة/ 69]، وقال: ومنهم من يستمع إليك [الأنعام/ 25]، وفي أخرى:
يستمعون إليك [يونس/ 42]، وأمّا من قرأ كلّ ذلك بالياء، فإنّه حمل على اللفظ دون المعنى، واللّفظ (من) وهو مذكر، وممّا يقوّي قول من حمل على المعنى فأنّث، اتفاق حمزة والكسائي معهم في قولهم: (نؤتها) فحملا على المعنى، فكذلك قوله: (وتعمل) كان ينبغي على هذا القياس أن يحملا على المعنى، وإنّما لم يختلف الناس في (يقنت) و (يأت)، لأنّه إنّما جرى ذكر (من)، ولم يجر ذكر ما يدلّ على التأنيث فيحمل الكلام على المعنى). [الحجة للقراء السبعة: 5/474]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرّتين وأعتدنا لها رزقا كريمًا} 31
قرأ حمزة والكسائيّ (ويعمل صالحا يؤتها) بالياء فيهما وقرأ الباقون بالتّاء {نؤتها} بالنّون وحجتهم في قوله {تعمل} بالتّاء هي أن الفعل لما تقدمه قوله {منكن} أجروه بلفظ التّأنيث لأن تأنيث {منكن} أقرب إليه من لفظ {من} وحجّة من قرأ {يعمل} بالياء إجماع الجميع على الياء في قوله {من يأت منكن} {ومن يقنت} فردّوا ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه
وأما من قرأ بالياء فإنّه حمل الكلام على لفظ {من} دون المعنى ومن قرأ بالتّاء فإنّه حمل على المعنى دون اللّفظ لأن معنى {من} التّأنيث والجمع وممّا يقوي قول من حمل على المعنى فأنث اتّفاق حمزة والكسائيّ معهم في قوله نؤتها فحملا أيضا على المعنى ولو كان على اللّفظ لقالوا {نؤته} فكذلك قوله وتعمل كان ينبغي أن يحمل على المعنى وحجّة من قرأ {نؤتها} بالنّون هي أن الكلام جرى عقيبه بلفظ الجمع وهو قوله {وأعتدنا لها رزقا كريمًا} فأجراه على لفظ ما أتى عقيبه ليأتلف الكلام على نظام واحد
وحجّة من قرأ (يؤتها) بالياء هي أن الكلام جرى عقيب الخبر من الله في قوله {ومن يقنت منكن لله ورسوله} فكان قوله (يؤتها) بمعنى يؤتها الله لمجيء الفعل بعد ذكره). [حجة القراءات: 576]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (12- قوله: {وتعمل صالحًا نؤتها} قرأهما حمزة والكسائي بالياء، وقرأ الباقون بالتاء في «تعمل» وبالنون في «نؤتها».
وحجة من قرأهما بالياء أنه حمل الفعل الأول على تذكير لفظ «من» لأن لفظه مذكر، وحمل الثاني على الإخبار عن الله جل ذكره، لتقدم
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/196]
ذكره في قوله: {لله}، وقوله: {على الله} «30».
13- وحجة من قرأ بالتاء في «تعمل» أنه حمل الفعل على معنى «من» لأن «من» يُراد به المؤنث، وهو خطاب لنساء النبي صلى الله عليه وسلم وايضًا فإنه أتى بعد قوله: {منكن} «30» الذي يدل على التأنيث، فجرى على تأنيث «منكن».
14- وحجة من قرأ «نؤتها» بالنون أنه حمله على الإخبار عن الله جل ذكره عن نفسه، بإعطائهن الأجر مرتين، لتقدم ذكره، فهو خروج من خطاب إلى الإخبار عن النفس، والاختيار التاء، لأن الأكثر عليه، والمعنى عليه، فأما قوله: «ومن يقنت» فكل القراء الذين قرأنا بقراءتهم على التاء.
15- والحجة في ذلك أنهم أسندوا الفعل إلى «من» ولفظه مذكر فسبق التذكير إلى الفعل، قبل إتيان ما يدل على التأنيث، من قوله «منكن» وقوله: {نؤتها أجرها} ولما أتى {وتعمل} بعد إتيان ما يدل على التأنيث وهو {منكن} حسن التأنيث فيه حملًا على لفظ {منكن}، وعلى معنى {من} ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/197]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (11- {وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُؤْتِهَا} [آية/ 31]:
لم يختلفوا في {يَقْنُتْ} أنها بالياء المنقوطة من تحت، حملًا على لفظ {مَنْ}؛ لأن لفظه مذكَّر.
وأما {يَعْمَلْ} فمختلفٌ فيه، وكذلك {يُؤْتِهَا}.
فقرأ حمزة والكسائي بالياء أيضًا في {يَعْمَلْ} و{يُؤْتِهَا} جميعًا.
والوجه أن {يَعْمَلْ} أيضًا محمول على لفظ {مَنْ} دون معناها، إذ كان معطوفًا على {يَقْنُتْ}، فأُريد المناسبة بين المعطوف والمعطوف عليه، و{يُؤْتِهَا} راجع ضميره إلى الله تعالى، والتقدير: يُؤتها الله، وقفد تقدم ذكره في قوله {لِلَّهِ وَرَسُولِهِ}.
وقرأ الباقون {وَتَعْمَلْ} بالتاء فوقها نقطتان، {نُؤْتِهَا} بالنون.
والوجه أن {تَعْمَلْ} محمولٌ على معنى {مَنْ} دون لفظها؛ لأنه لما ذُكر بعد {يَقْنُتْ} ما دل على أن فاعل الفعل مؤنثٌ، وهو قوله {مِنْكُنَّ} أُنث {تَعْمَلْ} وإن كان معطوفًا على {يَقْنُتْ} إعلامًا بأن الفعل لمؤنثٍ من جهة المعنى.
وأما {نُؤْتِهَا} بالنون فهو من الرجوع عن لفظ الغيبة إلى الإخبار عن النفس بالنون كقوله تعالى {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} ثم قال {وَآَتَيْنَا
[الموضح: 1033]
مُوسَى الْكِتَابَ} ). [الموضح: 1034]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:36 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (32) إلى الآية (34) ]

{يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34)}


قوله تعالى: {يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا (32)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الأعرج وأبان بن عثمان [فَيَطْمَعِ الَّذِي] بكسر العين.
قال أبو الفتح: هو معطوف على قول الله تعالى: {فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ}، أي: فلا يطمعِ الذي في قلبه مرض، فكلاهما منهي عنه، إلا أن النصب أقوى معنى، وأشد إصابة للعذر؛ وذلك أنه إذا نصب كان معناه أن طمعه إنما هو مسبَّبٌ عن خضوعهن بالقول. فالأصل في ذلك منهي عنه، والمنهي مسبَّبٌ عن فعلهن، وإذا عطفه كان نهيا لهن وله، وليس فيه دليل على أن الطمع راجعٌ في الأصل إليهن، وواقع من أجلهن. وعليه بيت امرئ القيس:
فقلْتُ له صَوِّبْ ولا تُجْهِدَنَّه ... فيَذُرِكَ من أُخْرَى القطاة فتزلَقِ
فهذا نهي بعد نهي، كالقراءة الشاذة). [المحتسب: 2/181]

قوله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وقرن في بيوتكنّ (33)
قرأ نافع وعاصم": (وقرن في بيوتكنّ) بفتح القات.
وقرأ الباقون (وقرن) بكسر القاف.
قال الأزهري: من قرأ (وقرن في بيوتكنّ) بفتح القاف فهو من - قررت بالمكان أقرّ (وقرن) كان في الأصل (واقررن) بإظهار الراءين، فلما خفف الحرف حذفت الراء الأولى؛ لثقل التضعيف، وألقيت حركتها على القاف فقيل (وقرن) ونظير هذا من كلامهم قولهم: حست لفلان، أي: رققت له والأصل: حسست له، ومما جاء في القرآن من هذا قوله تعالى: (فظلتم تفكّهون (65).
وكان في الأصل: فظللتم.
[معاني القراءات وعللها: 2/282]
ومن قرأ (وقرن في بيوتكن) ففيه وجهان:
أحدهما: أنه من الوقار، يقال: وقر يقر، والأمر: قر، وللنساء قرن، كما يقال من وصل: يحمل صلن.
والوجه الثاني. أن يكون قوله (وقرن) بكسر القاف من قولك: قررت بالمكان أقر - وهي لغة جيده - حذف إحدى الراءين على أنه في الأصل (واقررن) بكسر الراء الأولى، فالكسر من وجهين: من الوقار، أو من القرار.
والفتح من القرار لا غير - وهذا قول الحذاق من النحويين). [معاني القراءات وعللها: 2/283]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {وقرن في بيوتكن} [33].
قرأ عاصم ونافع بفتح القاف جعلاه من الاستقرار، لا من الوقار، والأصل: واقررن براءين مثل اقررن يا نسوة، واغضضن فحذف إحدى الراءين تخفيفًا كما قال: {فظلتم تفكهون} والأصل: فظللتم، تقول العرب:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/199]
حسيت بالشيء وأحسست وأحست ومسست الثوب ومسيته، كأنهم يكرهون اجتماع حرفين فيحذفون واحدًا، قال الشاعر:
خلا أن العتاق من المطايا = أحسن به فهن إليه شوس
وقرأ الباقون: {وقرن في بيوتكن} بكسر القاف جعلوه من الوقار، والأصل أن تقول: وقر يقر مثل وزر يزر، ووعد يعد، والأمر: قر، مثل عد وزن، وقروا للرجال مثل زنوا وقرن يا نسوه مثل عدن.
وفيه قول آخر ما علمت أحدًا ذكره وهو: أن يكون من قر بكسر القاف، أراد: الاستقرار؛ لأن الكسائي حكي أن من العرب من يقول: قررت في المكان أقر، والأمر من هذا قر في بيتك يا في، واقرر، وقروا، وأقررن، ثم نقل كسرة الراء إلى القاف، وحذف إحدى الراءين تخفيفًا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/200]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {ولا تبرجن} [33].
قرأ ابن كثير بالتشديد برواية الزي.
والباقون بتخفيفها). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/200]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح القاف وكسرها من قوله سبحانه: وقرن في
[الحجة للقراء السبعة: 5/474]
بيوتكن [الأحزاب/ 33] فقرأ عاصم ونافع: وقرن في بيوتكن بالفتح، وقرأ الباقون: وقرن بالكسر.
قال أبو علي: من قال: قرن بكسر القاف احتمل أمرين:
أحدهما أن يكون من التوقّر في بيوتكن، وأن لا يخرجن منها. وقرن مثل عدن، وزن، ونحو ذلك، ممّا تحذف منه الفاء، وهي واو، فيبقى من الكلمة علن. ويحتمل أن يكون من قرّ في مكانه يقرّ، فإذا أمر من هذا قال: اقرر فيبدل من العين الياء كراهية التضعيف كما أبدل من قيراط ودينار، فيصير لها حركة الحرف المبدل منه، ثم لا تلقى الحركة على الفاء، فتسقط همزة الوصل لتحرّك ما بعدها فتقول: (قرن) لأنّ حركة الراء كانت كسرة في يقرّ، ألا ترى أنّ القاف متحركة بها؟ فأمّا من فتح قرن فإنّ من لم يجز قررت في المكان أقرّ، وإنّما يقول في المكان قررت أقرّ وقررت به عينا أقرّ، ولا يجوز قررت في المكان، أقرّ، فإنّ فتح الفاء عنده لا يجوز، وذلك لأنّه حرّك القاف بالفتحة من غير أن يلقي عليها الفتحة، ألا ترى أنّ الفتحة إذا لم تجز في قولهم: أنا أقرّ في المكان، لم يثبت في الكلمة، وإذا لم يثبت فيها لم يجز أن يلقى على ما قبلها، ومن جاز عنده قررت في المكان جاز على قوله: قرن كما جاز قرن، حيث لم يختلف في قررت في المكان أقرّ. وأبو عثمان يزعم أن قررت في المكان لا يجوز، وقد حكى ذلك بعض البغداذيين، فيجوز الفتح في القاف على هذه اللّغة إذا ثبتت، والوجه
[الحجة للقراء السبعة: 5/475]
في القراءة الكسر (وقرن)، لأنّه يجوز من وجهين لا إشكال في جوازه منهما، وهما من القرار، والوقار، وفتح القاف على ما ذكرت لك من الخلاف. قال أبو عثمان يقال: قررت به عينا [وأنا أقرّ به عينا] قال: ولا يقال: قررت في هذا المعنى قال: ويقال: قررت في المكان فأنا أقرّ فيه، ويأمره فيقول: قرّ في مكانك. انتهت الحكاية عن أبي عثمان). [الحجة للقراء السبعة: 5/476]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وقرن في بيوتكن}
قرأ نافع وعاصم {وقرن في بيوتكن} بفتح القاف وهذا لا يكون من الوقار إنّما هو من الاستقرار قال الكسائي العرب تقول قررت بالمكان أقرّ فيه لغتان بكسر الرّاء وفتحها
واصله واقررن مثل اعضضن فحذفوا الرّاء الأولى لثقل التّضعيف وحولوا فتحتها إلى القاف وحذفوا الألف أيضا لأن القاف تحركت فصار {وقرن} كما قال هل أحست صاحبك أي هل رأيت والأصل هل أحسست
وقرأ الباقون {وقرن} بكسر القاف احتمل أن يكون من الوقار تقول وقر يقر والأمر منه قروا وللنساء قرن مثل عدن وكلن ممّا تحذف منه الفاء وهي واو فيبقى من الكلمة علن وإن كان من القرار فيكون الأمر اقررن فيبدل من العين الياء كراهة التّضعيف كما أبدل في قيراط ودينار فتضمر لها حركة الحرف المبدل منه ثمّ تلقى الحركة على الفاء فيسقط همزة الوصل لتحرك ما قبلها فتقول {قرن} كما يقال من وصل يصل صلن والأصل اوقرن فحذفت الواو لأنّها وقعت بين كسرتين واستغنيت عن الألف لتحرك القاف فصار قرن على وزن علن ويحتمل أن يكون من قررت في المكان أقرّ
[حجة القراءات: 577]
وإذا أمرت من هذا قلت واقررن بكسر الرّاء الأولى فالكسر من وجهين على أنه من الوقار ومن القرار جميعًا). [حجة القراءات: 578]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (16- قوله: {وقرن} قرأ عاصم ونافع بفتح القاف، وقرأ الباقون بالكسر.
وحجة من كسر أنه جعله من الوقار، فهو مثل «عدن وزن» لأنه محذوف الفاء واصله واو، قرن من وقر يقر، مثل وعد يعد، وأصل يقر يوقر، كما أن أصل يعد يوعد، فلما وقعت الواو بين ياء وكسرة حذفت، لغة مسموعة لا يستعمل غيرها، وجرت التاء والنون والألف مجرى الياء في الحذف معهن، لئلا يختلف الفعل، وأصل «وقرن» «وأوقرن» فحذفت الواو، على ما عللناه،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/197]
واستغنى عن ألف الوصل لتحرك القاف، فصار الابتداء بقاف مكسورة، ويجوز أن تكون هذه القراءة مشتقة من القرار، وهو السكون، يقال: قر في المكان يقر، على «فعل يفعل» فهي اللغة المشهورة المستعملة الفاشية، فيكون الأصل في «وقرن» «واقررن» فتحذف الراء الأولى استثقالًا للتضعيف، بعد أن تلقى حركتها على القاف، فتنكسر القاف، فيستغنى بحركتها عن ألف الوصل، فيصير اللفظ «قرن» وقيل: إنهم أبدلوا من الراء الأولى ياء، كما فعلوا في «قيراط ودينار» فصارت الياء مكسورة، كما كانت الراء مكسورة، واستثقلت الكسرة عليها فألقيت على القاف، وحذفت الياء لسكونها وسكون الراء بعدها، واستغني عن ألف الوصل لتحرك القاف.
17- وحجة من قرأ بفتح القاف أنها لغة من «قررن في المكان» يقال فيها: قررت في المكان أقر، حكاها الكسائي، وأنكرها المازني وغيره، فيكون الأصل «وأقررن في بيوتكن» ثم نقل ما ذكرنا قبل هذا في الوجهين جميعًا، وقيل: إن هذه القراءة مشتقة من «قررت به عينًا أقر» وليس المعنى على هذا، لم يؤمرن بأن تقر أعينهن في بيوتهن، إنما أمرن بالقرار والسكون في بيوتهن، وترك التبرج، أو بالوقار في بيوتهن، فهذا هو المعنى الذي عليه التفسير، وهو المفهوم في الآية، والاختيار كسر القاف؛ لأن عليه المعنى الصحيح، ولأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/198]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (12- {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [آية/ 33] بفتح القاف:
قرأها نافع وعاصم.
والوجه أن أصله: اقرَرْن بفتح الراء الأولى، وهو افعلن بالفتح منم قررت بالمكان بكسر الراء أقر بالفتح، لغةٌ في قررت بالفتح، فاستثقل التضعيف في الكلمة فحذفت الراء الأولى من اقررن، ونُقلت فتحتها إلى القاف، فاستُغني عن ألف الوصل فبقي: قرن، كما قيل: ظلتُ ومست بكسر الظاء والميم، والأصل ظللت ومسست، فاستثقل التضعيف فيهما، فنقلت حركة عين فعلت إلى الفاء، فحذفت العين فبقي ظلت ومست، وقد قالوا في أحسست بالشيء أحست به، وهو مثله، قال الشاعر:
129- خلا أن العتاق من المطايا = أحسن به فهن إليه شوس
أراد: أحسسن.
وقرأ الباقون {وَقِرْنَ} بكسر القاف.
[الموضح: 1034]
والوجه أن أصله: اقرِرْن بكسر الراء الأولى، وهو من قرَرْت بالمكان بالفتح أقر بالكسر، وهذه هي اللغة المشهورة، فخفف التضعيف من اقررن بحذف الراء الأولى، ونقل كسرتها إلى القاف، وترك ألف الوصل، فبقي: قِرْنَ بكسر القاف، كما ذكرنا في ظلت وأحسن.
ويجوز عند أبي علي أن يكون الراء الأولى من اقرِرْن قُلبت ياء كدينارٍ ونحوه، ثم نقلت كسرة الياء إلى القاف، فحُذفت الياء لالتقاء الساكنين، واستُغني عن ألف الوصل فبقي: قِرْن بكسر القاف.
ويجوز أن يكون الفعل من الوقار، يقال وَقَرَ يَقِرُ كوَعَدَ يَعِدُ، والأمرُ: قِرْ مثل عِدْ، وقوله {قِرْنَ} كَعِدْنَ، فهو أمرٌ لجماعة النساء). [الموضح: 1035]

قوله تعالى: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:37 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (35) إلى الآية (36) ]

{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا (36)}


قوله تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35)}
قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا (36)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أن تكون لهم الخيرة من أمرهم (36)
قرأ عاصم وحمزة والكسائي (أن يكون لهم) بالياء وقرأ الباقون (أن تكون) بالتاء.
قال أبو منصور: من قرأ بالياء فلأن معنى الخيرة: الاختيار مع تقديم الفعل.
ومن قرأ بالتاء فلأن لفظ (الخيرة) مؤنث). [معاني القراءات وعللها: 2/283]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {أن يكون لهم الخيرة} [36].
قرأ أهل الكوفة وهشام عن ابن عامر بالياء، لأن تأنيث الخيرة غير حقيقي.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/200]
وقرأ الباقون بالتاء لتأنيث: {الخيرة} ومن العرب من يسكن الياء، فيقول: خيرة. فأما الخير فجمع خيرة، والخير بتسكين الياء: الكرم، والأصل [أن] يقال: فلان كريم الخير والخيم، قال المنخل:
إن كنت عاذلتي فسيري = نحو العراق ولا تحوري
لاتسألي عن جل مالي = وانظري حسبي وخيري
فأما قوله: {فيهن خيرت حسان} فالواحدة خير بسكون الياء وفتح الخاء. وروي: {فيهن خيرت حسان} فالواحدة خيرة، والمذكر خير مثل سيد. فأما الخير فجمعه خيور مثل بحر وبحور. وأما قوله تعالى: {وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار} فجمع خير). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/201]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في التاء والياء من قوله تعالى: (أن تكون لهم الخيرة) [الأحزاب/ 36] فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر (أن تكون) بالتاء. وقرأ عاصم وحمزة والكسائي أن يكون بالياء.
[قال أبو علي]: التأنيث والتذكير: حسنان، وقد مضى نحو ذلك وهذه الآية تدلّ على أنّ ما في قوله: وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة [القصص/ 68] يقوّي قول من قال: أن يكون لهم بالياء. ألا ترى أنّه لم تثبت علامة التأنيث في كان؟). [الحجة للقراء السبعة: 5/476]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم}
قرأ عاصم وحمزة والكسائيّ {أن يكون لهم الخيرة} بالياء لأن تأنيث {الخيرة} غير حقيقيّ وهي معنى الخيار وحجتهم إجماع الجميع على قوله {ما كان لهم الخيرة} ولم يثبتوا علامة التّأنيث في {كان}
وقرأ الباقون (أن تكون لهم) بالتّاء لتأنيث {الخيرة} وقد سقط السّؤال والكلام محمول على اللّفظ لا على لمعنى). [حجة القراءات: 578]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (18- قوله: {أن يكون لهم الخيرة} قرأ الكوفيون وهشام بالياء، للتفريق بين المؤنث وفعله، بـ «لهم»، ولأنه تأنيث غير حقيقي، ولأن الخيرة والاختيار سواء، فحمل على المعنى، وقرأ الباقون بالتاء، لتأنيث لفظ «الخيرة»
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/198]
وهو الاختيار؛ لأنه على ظاهر اللفظ، وقد مضى له نظائر وعلل بأشبع من هذا). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/199]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (13- {أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ} [آية/ 36] بالياء:
قرأها الكوفيون.
والوجه أن الفعل مسندٌ إلى {الْخِيَرَة}، وهي فاعل مؤنثٌ غير حقيقيٌ التأنيث؛ لأنه مصدرٌ، فذُكِّرَ فعله لذلك، وحسن تذكيره للفصل، لقوله {لهم}. و{الْخِيَرَةُ}: الاختيار.
وقرأ الباقون {أَنْ تَكُونَ} بالتاء.
والوجه أن فاعل الفعل مؤنثٌ، فأُنث الفعل لذلك، والمؤنث وإنْ لم يكن
[الموضح: 1035]
حقيقيًا يحسن تأنيث فعله، إيذانًا بأن فاعله مؤنثٌ). [الموضح: 1036]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #14  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:50 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (37) إلى الآية (40) ]

{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (37) مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا (38) الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (39) مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40)}


قوله تعالى: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (37)}
قوله تعالى: {مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا (38)}
قوله تعالى: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (39)}
قوله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وخاتم النّبيئين.. (40)
قرأ عاصم وحده (وخاتم النّبيّين) بفتح التاء وقرأ الباقون (وخاتم النّبيّين) بكسر التاء.
[معاني القراءات وعللها: 2/283]
قال أبو منصور: من قرأ (وخاتم النّبيّين) بالكسر فمعناه: أنه ختم النبيين بنفسه.
ومن قرأ (وخاتم النّبيّين) فمعناه: آخر النبيين، لا نبي بعده.
واجتمع القراء على نصب: (رسول اللّه وخاتم (40)
لأن المعنى: ولكن كان رسول اللّه). [معاني القراءات وعللها: 2/284]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6- وقوله تعالى: {ولكن رسول الله وخاتم النبيين} [40].
قرأ عاصم وحده: {وخائم}بفتح التاء، واحتج بأن عليا رضي الله عنه مر بأبي عبد الرحمن السلمى، وهو يقرئ الحسن والحسين عليهما السلام {ولكن رسول الله وخاتم النبيين} فقال عبد الله بن حبيب أقرئهما: {وخاتم النبين} بفتح التاء.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/201]
وقرأ الباقون: {وخاتم} بالكسر، وهو الاختيار؛ لأنه فاعل من ختم الأنبياء، فهو خاتمهم صلى الله عليه وسلم مثل جمعهم فهو جامعهم. والحجة في ذلك: أن ابن مسعود قرأ: {ولكن [نبيا] ختم النبيين} إلا أن يصح الخبر عن على رضي الله عنه، وإنكاره على أبي عبد الرحمن فيصير الاختيار الفتحة كما قال على رضي الله عنه فأما الخاتم الذي يلبس في الأصبع فيقال له: الخاتم، والخاتم، مثل الدانق والدانق والطابق والطابق وسمعت ابن حبان يقول: فيه أربع لغات، خاتم وخاتم، وخاتام وخيتام، وينشد:
يا خدل ذات الجورب المنشق = أخذت خاتامي بغير حق
ويقال: تختم: إذا تعمم، وجاء فلان متختما أي: متعمما، ويقال لخاتم الملك خاصة: الحلق، وينشد:
وأعطي منا الحلق أبيض ما جد = ربيب ملوك ما تغب نوافله
فإن قيل: بما انتصب {رسول الله وخاتم}؟
فقل: بإضمار «كان» إذ كان نسقًا على «كان» والتقدير: ولكن كان رسول الله وخاتم النبيين.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/202]
وروي عبد الوارث عن أبي عمرو {ولكن رسول الله} بتشديد النون. فـ{رسول الله} في هذه القراءة ينتصب بـ«لكن» المشددة.
وسمعت ابن مجاهد يقول: لو قرأ قارئ: {ولكن رسول الله وخاتم النبيين} بالرفع لكان صوابًا، على تقدير: ما كان محمدًا أبا أحد من رجالكم ولكن هو رسول الله وخاتم النبيين). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/203]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح التاء وكسرها من قوله جلّ وعزّ: وخاتم النبيين الأحزاب/ 40] فقرأ عاصم وحده: وخاتم بفتح التاء، وقرأ الباقون بالكسر.
[الحجة للقراء السبعة: 5/476]
[قال أبو علي]: من كسر قال: لأنّه ختمهم، فهو خاتمهم.
وزعموا أنّ الحسن قال: خاتم: هو الذي ختم به). [الحجة للقراء السبعة: 5/477]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك ما رواه عبد الوهاب عن أبي عمرو: [وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ]، نصب.
قال أبو الفتح: "رسول الله" منصوب على اسم "لكن"، والخبر محذوف، أي: ولكن رسول الله محمد. وعليه قول الفرزدق:
[المحتسب: 2/181]
فلو كنت ضبيا عرفت فرابتي ... ولكن زنجيا غليظ المشافر
أي: ولكن زنجيا غليظ المشافر لا يعرف قرابتي، فحذف الخبر لدلالة ما قبله عليه، وهو قوله: عرفت قرابتي، كما أن قوله: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} يدل على أنه مخالف لهذا الضرب من الناس، ونحو من ذلك قول طرفة:
وتبسِمُ عن أَلْمَى كان مُنَوِّرًا ... تخلل حُرَّ الرملِ دعصٌ له نَدِي
قال أبو الحسن علي بن سليمان: لم يأت لكأن بخبر، علما بمعرفة موضعه، أي: كأن ذلك المنور ثغرها، فحذفه للعلم به، ولطول الكلام). [المحتسب: 2/182]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ولكن رسول الله وخاتم النّبيين}
قرأ عاصم {وخاتم النّبيين} بفتح التّاء أي آخر النّبيين لأنّه لا نبي بعده صلى الله عليه
وقرأ الباقون {وخاتم النّبيين} بكسر التّاء أي ختم النّبيين فهو خاتم). [حجة القراءات: 578]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (19- قوله: {وخاتم النبيين} قرأ عاصم بفتح التاء، على معنى أن النبي عليه السلام خُتم به النبيون، لا نبي بعده، فلا فعل له في ذلك فمعناه آخر النبيين، وقرأ الباقون بالكسر، على أن النبي عليه السلام فاعل من «ختم» فهو ختم النبيين، لا نبي بعده، فالنبي فاعل، وهو الاختيار؛ لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/199]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (14- {وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [آية/ 40] بفتح التاء:
قرأها عاصم وحده.
والوجه أن المعنى: آخر النبيين.
وعن الحسن أنه قال: خاتمٌ هو الذي يُختم به.
والمعنى أن خُتم به النبيون، والذي يُختم به يقال فيه: خاتَمٌ وخاتِمٌ بالفتح والكسر جميعًا.
وقرأ الباقون {وَخَاتِمَ} بكسر التاء.
والوجه أنه فاعلٌ من خَتَمَ يختم، والمراد أنه يختِم النبيين). [الموضح: 1036]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #15  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:52 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (41) إلى الآية (44) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44)}


قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41)}
قوله تعالى: {وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42)}
قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43)}
قوله تعالى: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44)}
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #16  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:54 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (45) إلى الآية (48) ]

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا (46) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (47) وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (48)}


قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45)}
قوله تعالى: {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا (46)}
قوله تعالى: {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (47)}
قوله تعالى: {وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (48)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #17  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:56 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (49) إلى الآية (52) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (49) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (50) تُرْجِي مَن تَشَاء مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاء وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا (51) لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا (52)}


قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (49)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (من عدّةٍ تعتدّونها (49)
روى أبو حبيب البزي عن ابن أبي بزّة بإسناده عن ابن كثير (تعتدونها) خفيفة، وروى غيره عن ابن كثير مثل قراءة جميع القراء (تعتدّونها) بتشديد الدال.
قال أبو منصور: القراءة بالتشديد لا غير، من: اعتّدت المرأة، فهي معتدّة. والتخفيف: وهمٌ، واللّه أعلم). [معاني القراءات وعللها: 2/284]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله تعالى: {من قبل أن تمسوهن} [49].
قرأ حمزة والكسائي: {تمسوهن} بألف.
والباقون بغير ألف. وقد ذكرت علته في (البقرة) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/203]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (8- وقوله تعالى: {تعتدونها} [49].
روي ابن أبي بزة عن ابن كثير {تعتدونها} خفيفًا.
قال ابن مجاهد: وهو غلط.
وقرأ الباقون بالتشديد، وهو الصواب؛ لأن وزنه تفتعلونها فأدغمت التاء في الدال، فالتشيدد من جلل ذلك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/203]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ حمزة والكسائي: (تماسوهن) [الأحزاب/ 49] بألف، وقرأ الباقون تمسوهن بغير ألف والتاء مفتوحة.
[قال أبو علي]: وجه من قال: تمسوهن [بغير ألف] ولم يمسسني بشر [مريم/ 20] وقال: لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان [الرحمن/ 74] (وما كان) من هذا النحو جاء على فعل دون فاعل، وقد حكى أبو عبيدة أن اللّماس: الجماع، فيمكن أن يكون ذلك مصدر فاعل وإذا جاء ذلك في اللّمس أمكن أن يكون المسّ مثله، وقد تقدّم القول في ذلك فيما سلف من الكتاب). [الحجة للقراء السبعة: 5/477]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وقرأ ابن أبي بزّة عن ابن كثير (تعتدونها) خفيفة الدال وروى القواس عنه تعتدونها مشددة. وقال لي قنبل: كان ابن أبي بزّة قد أوهم في (تعتدونها) فكان يخفّفها فقال لي القواس: صر إلى أبي الحسن فقل له ما هذه القراءة التي قرأتها لا نعرفها فصرت إليه فقال: قد رجعت عنها. قال قد كان غلط أيضا في ثلاثة مواضع هذا
[الحجة للقراء السبعة: 5/477]
أحدها، وهو قوله: (وما هو بميت) [إبراهيم/ 17] خفيفة (وإذا العشار عطلت) [التكوير/ 4].
تعتدّونها: تفتعلون من العدّة ولا وجه للتخفيف في نحو تشتدّونها ترتدّونها من الشّدّ والرّدّ، وليس كلّ المضاعف يبدل من حروف التضعيف فيه، وإنّما يبدل فيما سمع، وإن شئت قلت: قد جاء في التنزيل في هذا النحو الأمران قال سبحانه: فليملل وليه [البقرة/ 282] وقال: فهي تملى عليه بكرة وأصيلا [الفرقان/ 5].
وأنشد أبو زيد:
ولا أملاه حتّى يفارقا وإن شئت جعلته افتعل من عدوت الشيء إذا جاوزته، أي: ما لكم عليهنّ من وقت عدّة تلزمكم أن تجاوزوا عدده، فلا تنكحوا أختها ولا أربعا سواها حتى تنقضي العدّة). [الحجة للقراء السبعة: 5/478]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {أَنْ تُمَاسُّوهُنَّ} [آية/ 49] بالألف وضم التاء:
قرأها حمزة والكسائي.
وقرأ الباقون {تَمَسُّوهُنَّ} بفتح التاء من غير ألفٍ.
والوجه فيهما قد تقدم في سورة البقرة). [الموضح: 1036]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (17- {تَعْتَدُونَهَا} [آية/ 49] بتخفيف الدال:
رواها أبو بزة عن ابن كثير.
والوجه أنه يجوز أن يكون أصله: تعتدونها بالتشديد من العدة، كقراءة الجماعة، إلا أن إحدى الدالين وهي الثانية قد أُبدل منها الياءُ، فقيل في اعتد بالتشديد اعتدى بالياء، كما قالوا في تقضض تقضي وفي تظنن تظني، قال العجاج:
130- تقضي البازي إذا البازي كسر
وقال الآخر:
[الموضح: 1037]
131- وهذا إذ سمعت تجيب عنه = ولم تمض الحكومة بالتظني
وقال الله تعالى {فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ}، وقال أيضًا {فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ}.
فقوله تعتدون بالتخفيف من ذلك.
ويجوز أن يكون تفتعلون من عدوت الشيء إذا جاوزته، أي ما لكم عليهن من وقت عدةٍ يلزمكم أن تجاوزوا عددها فلا تنكحوا أختها ولا أربعًا سواها حتى تنقضي العدة ذكره أبو علي.
وقرأ الباقون {تَعْتَدُّونَهَا} بالتشديد.
والوجه أنه تفتعلون من العدة، كما يقالب تشتدون من الشدة، والمعنى تستوفون عددها، وليس يلزم في كل المضاعف أن يبدل من حروف التضعيف فيه حروف العلة، بل يكون ذلك مقصورًا على السماع، فلهذا كانت هذه القراءة أكثر وأشهر، وهي الأصل). [الموضح: 1038]

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (50)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي بن كعب والحسن والثقفي وسلام: [أَنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ]، بفتح الألف.
قال أبو الفتح: تقديره لأن وهبت نفسها، أي أنها تحل له من أجل أن وهبت نفسها له، إلا أن حل ذلك لذلك عند هبتها نفسها له وإن هي وهبت نفسها له. وليس يعني بذلك امرأة بعينها قد كانت وهبت نفسها له، وإنما محصوله أنها إن وهبت امرأة نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم حلت له من أجل هبتها إياها له عليه السلام، فالحل إذا إنما هو مسبب عن الهبة متى كانت، فلهذا لم يعتزم به واحدة معينة قد كانت وهبت نفسها له، ويؤكد ذلك القراءة بالكسر، فصح به الشرط). [المحتسب: 2/182]

قوله تعالى: {تُرْجِي مَن تَشَاء مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاء وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا (51)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (9- وقوله تعالى: {ترجي من تشاء} [51].
قرأ نافع وحمزة والكسائي وحفص بترك الهمزة. ومعناه: تؤخر.
وقرأ الباقون بالهمز، وهما لغتان: أرجأت، وأرجيت ويجوز لمن ترك الهمز أن يكون أراد الهمز فلين، كما يقال: أقرأت الكتاب، وأقريته، فيحولون الهمزة ياء.
فإن سأل سائل عن قوله تعالى: {وتؤوي إليك من تشاء} فقال أبو عمرو: تلين الهمزة الساكنة نحو: {يؤتون} و{يؤمنون} و{تؤثرون} فهل يجوز ترك الهمزة ها هنا؟
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/203]
فقل: إن أبا عمرو ترك الهمز في {يؤمنون} و{يؤثرون} تخفيفًا، فإذا كان ترك الهمز أثقل من الهمز لم يدع الهمزة ألا ترى أنك لو لينت {وتؤوي} لالتقي واوان قبلهما ضمة، فثقلت. فترك الهمز فيه خطأ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/204]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقال: قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وفي رواية أبي بكر (ترجئ) [الأحزاب/ 51] مهموزا، وقرأ عاصم في رواية حفص ونافع وحمزة والكسائي بغير همز.
[قال أبو علي]: قد جاء في هذا الحرف الهمز وغيره،
[الحجة للقراء السبعة: 5/478]
وكذلك (أرجئه) [الأعراف/ 11، الشعراء/ 36] وأرجه (وآخرون مرجئون) [التوبة/ 106] ومرجون.
فإذا جاء فيه الهمز وغير الهمز كانت القراءة بكلّ واحد من الأمرين حسنة). [الحجة للقراء السبعة: 5/479]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي إياس جوية بن عائذ: [بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلَّهُنَّ]، بنصب اللام.
[المحتسب: 2/182]
قال أبو الفتح: نصبه على أنه توكيد لـ"هن" من قوله: {آتَيْتَهُنَّ}، وهو راجع إلى معنى قراءة العامة: {كُلُّهُنَّ}، بضم اللام؛ وذلك أن رضاهن كلهن بما أوتين كلهن على انفرادهن واجتماعهن، فالمعنيان إذًا واحد، إلا أن الرفع أقوى معنى وذلك أن فيه إصراحا من اللفظ با، يرضين كلهن، والإصراح في القراءة الشاذة -أعني النصب- إنما هو بإيتائهن كلهن، وإن كان محصول الحال فيهما مع التأويل واحدا). [المحتسب: 2/183]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ترجي من تشاء منهنّ وتؤوي إليك من تشاء}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر (ترجيء من تشاء) بالهمز وقرأ الباقون بغير همز وهما لغتان أرجأت وأرجيت
[حجة القراءات: 578]
قرأ نافع في رواية ورش (تووي) بترك الهمزة وقرأ الباقون بالهمز فإن سأل سائل فقال أبو عمرو ترك الهمزة الساكنة نحو (يومنون) فهلا ترك الهمزة في (تووي) فقل إن أبا عمرو ترك الهمزة في (يومنون) تخفيفًا فإذا كان ترك الهمزة أثقل من الهمزة لم يدع الهمزة ألا ترى أنّك لو لينت تووي لالتقى واوان قبلهما ضمة فثقلت). [حجة القراءات: 579]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (16- {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ} [آية/ 51] بالتاء، غير مهموز:
قرأها نافع وحمزة والكسائي و-ص- عن عاصم.
[الموضح: 1036]
وقرأ الباقون {تُرْجِئ} مهموزًا.
والوجه فيهما قد تقدم، وذكرنا أن أرجيت بالياء وأرجأت بالهمز لغتان، وكلتاهما فاشيةٌ في كلام العرب). [الموضح: 1037]

قوله تعالى: {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا (52)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لا يحلّ لك النّساء من بعد (52)
قرأ أبو عمرو ويعقوب (لا تحلّ) بالتاء.
وقرأ الباقون (لا يحلّ لك النّساء) بالياء.
قال الفراء: من قرأ (لا يحلّ) فالمعنى: لا يحل لك شيء من النساء،
[معاني القراءات وعللها: 2/284]
ولذلك اختير تذكير الفعل، قال: ولو كان المعنى للنساء جميعًا لكان التأنيث أجود في العربية.
قال: والتاء جائزة لظهور النساء.
وقال الزجاج:: من قرأ بالياء فلأن المعنى جمع النساء.
ومن قرأ بالتاء أراد: جماعة النساء). [معاني القراءات وعللها: 2/285]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (10- وقوله تعالى: {لا يحل لك النساء من بعد} [52].
قرأ أبو عمرو وحده بالتاء.
وقرأ الباقون بالياء. فمن ذكره قال: شاهده: {وقال نسوة} ولم يقل: وقالت ومن أنث قال: النسوة جمع قليل والعرب تقول: قام الجواري إّ كن قليلات، وقامت؛ إذا كن كثيرات. وهذا مذهب الكوفيين، فقيل لتلعلب: لم ذكر إذا كان قيلاً؟
فقال: لأن القليل قبل الكثير، كما أن المذكر قبل المؤنث فجعلوه الأول للأول. وهذا لطيف حسن، قال الشاعر:
فإن تكن النساء مخبآت = فحق لكل محصنة هداء
........................ = ........................ و(فداء)
وقال البصريون: النساء، والنسوة، والرجال في الجمع سواء، والتذكير والتأنيث سواء. فتقول العرب: قام الرجال وقامت الرجال، وقال النساء وقالت
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/204]
النساء، إنما يريد قامت جماعة الرجال، وجماعة النساء، وتأنيث الجماعة غير حقيقي فتؤنث على اللفظ تارة، وتذكر على المعنى أخرى.
فيه جواب رابع: قال بعض المشيخة: الاختيار الياء في: {لا يحل لك النساء} لأنه أراد: لا يحل لك شيء من النساء كما قال: {لن ينال الله لحومها ولا دماؤها} وإنما التقدير: لم ينال الله شيئًا من لحومها). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/205]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (11- وقوله تعالى: {ولا أن تبدل بهن} [52].
قرأ ابن كثير بالتشديد برواية البزي.
والباقون بالتخفيف). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/205]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وكلّهم قرأ: لا يحل لك النساء [الأحزاب/ 52] بالياء، غير أبي عمرو فإنّه قرأ: (تحلّ) بالتاء. وروى القطعيّ عن محبوب عن أبي عمرو: لا يحل بالياء.
[قال أبو علي]: التاء والياء جميعا حسنان، لأنّ النساء تأنيثه ليس بحقيقي، إنّما هو تأنيث الجمع، نحو الجمال والجذوع فالتذكير حسن، والتأنيث حسن). [الحجة للقراء السبعة: 5/479]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لا يحل لك النّساء من بعد}
قرأ أبو عمرو (لا تحل لك النّساء) بالتّاء أي جماعة النّساء
وقرأ الباقون {لا يحل} بالياء أي جمع النّساء والنّساء تدل على التّأنيث فيستغنى عن تأنيث {يحل} ). [حجة القراءات: 579]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (20- قوله: {لا يحل لك النساء} قرأه أبو عمرو بالتاء، لتأنيث الجماعة، ولتأنيث معنى النساء، وقرأ الباقون بالياء لتذكير الجمع، وللتفريق بين الجمع وفعله، وهو الاختيار؛ لأن الجماعة عليه، وقد ذكرنا {تمسوهن} «البقرة 236» وإمالة {إناه} وغير ذلك، فأغنى عن الإعادة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/199]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (18- {لَا تَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ} [آية/ 52] بالتاء:
قرأها أبو عمرو ويعقوب.
والوجه أن الفاعل مؤنثٌ، فلذلك أُنث فعله.
[الموضح: 1038]
وقرأ الباقون {لَا يَحِلُّ} بالياء.
والوجه أن الفاعل وإن كان مؤنثًا، فإنه جمعٌ، وتأنيث الجمع تأنيثٌ غير حقيقيٍ، وكونه جمعًا لامرأةٍ لا يؤثر في تحقيق التأنيث؛ لأن الحكم لتأنيث الجمع، فإنه مقدم من جهة أنه لفظيٌ، فالحكم له، فلذلك ذُكّر فعله، وزاد في حسن التذكير أنه فصل بين الفعل وفاعله بالجار والمجرور). [الموضح: 1039]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #18  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:58 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (53) إلى الآية (55) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا (53) إِن تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (54) لَّا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاء إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاء أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (55)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا (53)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (غير ناظرين إناه (53)
قرأ حمزة والكسائي (إناه) بإمالة النون، وفتحها الباقون.
معنى إناه: بلوغه ونضجه.
يقال: أنى يأنى إنًى، إذا انتهى نضجه.
ومن اختار إمالة النون فلكسرة ما قبلها، والتفخيم جيد.
ونصب (غير) على الحال.
ناظرين: بمعنى: منتظرك). [معاني القراءات وعللها: 2/285]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (12- وقوله تعالىي: {غير ناظرين إناه} [53].
قرأ حمزة والكسائي وهشام: {إناه} بالإمالة، لأنه من أني يأني: إذا انتهي نضجه، وبلوغ غايته. فالهاء كناية عن الطعام، وكان ابن كثير يلحق الهاء واوًا على ما شرط. فيقول {انهو}.
وقرأ الباقون بالتفخيم، لأن الياء قد انقلبت ألفًا والأصل: أنية و{غير ناظرين} نصب على الحال، أي: غير منتظرين نضجه، تقول العرب: أني لك أن تفعل ذلك يأني أي: حان وقرب من قوله: {ألم يأن للذين ءامنوا} ووني زيد يني: ضعف من قوله: {ولا تنيا} والمر: نِ يا زيد، بنون
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/205]
مكسورة فقط مثل ع كلامي، وش ثوبك، من وعي يعي ووشي يشي فإذا وقفت قلت في هذا كله: نه وعه وشه. والأمر من أني يأني إئن يا زيد مثل ايت، لأن يأني مثل يأتي). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/206]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وكلّهم فتح النون من قوله سبحانه: إناه [الأحزاب/ 53] غير حمزة والكسائي فإنّهما أمالا النون فيها.
[قال أبو علي]: من لم يمل فلأنّ الكثير من الناس لا يميلون هذه الألفات، ومن أمال فلأنّ الألف منقلبة عن الياء. يدلّ على ذلك أنّهم قالوا في المصدر: إني، وإنا، مثل: حي وحسا، وإذا صحّ انقلاب الألف عن الياء، لم يكن في إمالته إشكال عند من أمال.
[الحجة للقراء السبعة: 5/479]
والأنى: هو إدراك الشيء وبلوغه ما يراد أن يبلغه، ومنه: ألم يأن للذين آمنوا [الحديد/ 16] وقالوا للمتثبت في الأمور: متأنّ، ومن ذلك قولهم لما يرتفق به: إناء، وفي جمعه: آنية، مثل إزار وآزرة). [الحجة للقراء السبعة: 5/480]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إلّا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه} 53
قرأ حمزة والكسائيّ {غير ناظرين إناه} بالإمالة وحجتهما أنه من ذوات الياء من أنى يأني إذا انتهى نضجه والهاء كناية عن الطّعام وقرأ الباقون بالتفخيم لأن الياء قد انقلبت ألفا والأصل إنيه فقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها و{غير ناظرين} نصب على الحال أي غير منتظرين نضجه). [حجة القراءات: 579]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (19- {غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} [آية/ 53] بالإمالة:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أن الألف من {إِنَاهُ} منقلبة على الياء؛ بدلالة قولهم من المصدر:
إنيٌ وإنىً مثل حسيٍ وحسىً، والفعل منه أنى يأني، فلانقلابها عن الياء حسنت فيها الإمالة.
وأما نافع فإنه يُضجعها قليلًا على عادته في أنه كره أن يعود إلى ما منه هرب، وهو الياء، ففزع إلى الإضجاع.
وقرأ الباقون {إِنَاهُ} بالفتح.
[الموضح: 1039]
والوجه أنه هو الأصل، وكثيرٌ من العرب لا يأخذون بمذهب الإمالة). [الموضح: 1040]

قوله تعالى: {إِن تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (54)}
قوله تعالى: {لَّا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاء إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاء أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (55)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #19  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 12:00 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (56) إلى الآية (59) ]

{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا (57) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (58) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (59)}


قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا فَصَلُّوا عليه].
قال أبو الفتح: دخول الفاء إنما هو لما ضُمنه الحديث من معنى الشرط، وذلك أنه إنما وجبت عليه الصلاة منا لأن الله سبحانه قد صلى عليه، فجرى ذلك مجرى قولهم: قد أعطيتك فخذ، أي: إنما وجب عليك الأخذ من أجل العطية: وإذا قال قد أعطيتك خذ، فالوقوف على أعطيتك، ثم استأنف الأمر له بالأخذ فهو أعلى معنى، وأقوم قيلا.
وذلك أنه إذا علل الأخذ، فجعله واجبا عن العطية فجائز أن يعارضه المأمور بالأخذ بأن يقول: قد ثبت أن الأخذ لا يجب بعطيتك، فإن كان أخذي لغير ذلك فعلت. وهو إذ ارتجل قوله: خذ لم يسرع المعارضة له في أمره إياه؛ لاستبهام معنى موجب الأخذ، كما قد تقع المعارضة إذا ذكر العلة في ذلك. فإن قلت فقد يجوز أن يعارض أمره بالأخذ مرسلا، كما قد يعارضه معللا. ألا تراه قد يقول له: اذكر لي علة الأخذ لأرى فيه رأيي فيتوقف عن الأخذ إلى أن يعرف علة الأمر له بذلك؟ قيل على كل حال الأمر المحتوم به على حالاته أثبت في النفس من المعلل بما يجوز أن يعارض. وإذا راجعت نظرك وأعملت فكرتك وجدت الحال فيه على ما ذكرت لك، فلذلك كان قوله تعالى: {صَلُّوا عَلَيْهِ} أقوى معنى). [المحتسب: 2/183]

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا (57)}
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (58)}
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (59)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #20  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 12:02 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (60) إلى الآية (62) ]

{لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60) مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا (61) سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (62)}


قوله تعالى: {لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60)}
قوله تعالى: {مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا (61)}
قوله تعالى: {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (62)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #21  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 12:03 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (63) إلى الآية (68) ]

{يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا (63) إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (64) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (65) يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68)}


قوله تعالى: {يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا (63)}
قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (64)}
قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (65)}
قوله تعالى: {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (66)}

قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله تعالى: (الظنونا) [الأحزاب/ 10]، و (الرسولا) [الأحزاب/ 66]، و (السبيلا) [الأحزاب/ 67].
فقرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص والكسائي بألف إذا وقفوا عليهنّ وبطرحها في الوصل.
وقال هبيرة: عن حفص عن عاصم وصل أو وقف بألف. وقرأ عاصم في رواية أبي بكر ونافع وابن عامر بألف فيهنّ في الوصل والوقف. وقرأ أبو عمرو بغير ألف في الوصل والوقف هذه رواية
[الحجة للقراء السبعة: 5/468]
اليزيدي وعبد الوارث وروى عبّاس عن أبي عمرو بألف فيهنّ في الوصل والوقف. وروى علي بن نصر عن أبي عمرو: السبيلا يقف عندها بألف. أبو زيد عن أبي عمرو: الظنونا، والرسولا. والسبيلا، يقف ولا يصل ووقفه بألف. عبيد عن هارون عن أبي عمرو يقف عندها الرسولا. وحدّثني الجمال عن الحلواني عن روح عن أحمد بن موسى عن أبي عمرو بألف فيهنّ وصل أو قطع.
قال أبو علي: وجه قول من أثبت في الوصل الألف أنّها في المصحف كذلك، وهي رأس آية. ورءوس الآي تشبّه بالفواصل من حيث كانت مقاطع، كما كانت القوافي مقاطع، فكما شبّه أكرمن [الفجر/ 15] وأهانن [الفجر/ 16] بالقوافي. في حذف الياء منهنّ نحو:
من حذر الموت أن يأتين و: إذا ما انتسبت له أنكرن كذلك يشبّه هذا في إثبات الألف بالقوافي. فأمّا في الوصل، فلا
[الحجة للقراء السبعة: 5/469]
ينون، ويحمل على لغة من لم ينوّن ذلك إذا وصل في الشعر لأنّ من لم ينوّن أكثر. وقال أبو الحسن: وهي لغة أهل الحجاز، فكذلك، فأضلونا السبيلا [الأحزاب/ 67]، وأطعنا الرسولا [الأحزاب/ 66]. فأمّا من طرح الألف في الوصل كابن كثير والكسائي، فإنّهم ذهبوا إلى أنّ ذلك في القوافي، وليس رءوس الآي بقواف، فتحذف في الوقف كما، تحذف في غيرها، ممّا يثبت في الوقف نحو التشديد الذي يلحق الحرف الموقوف عليه، وهذا إذا ثبت في الخطّ فينبغي أن لا يحذف، كما لا تحذف هاء الوقف من حسابيه [الحاقة/ 20] وكتابيه [الحاقة/ 19] وأن يجري مجرى الموقوف عليه، ولا يوصل، وكذلك الهاء التي تلحق في الوقف، فهو وجه، فإذا ثبت ذلك في القوافي في الوصل فيما حكاه أبو الحسن، لأنّه زعم أن هذه اللّغة أكثر، فثبات ذلك في الفواصل، كما يثبت في القوافي حسن). [الحجة للقراء السبعة: 5/470] (م)
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة عيسى بن عمر الكوفي: [يَوْمَ تُقَلِّبُ وُجُوهَهُمْ]، نصب.
قال أبو الفتح: الفاعل في [تُقَلِّبُ] ضمير السعير المقدم الذكر في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا، خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}، ثم قال: [يَوْمَ تُقَلِّبُ]، أي: تُقَلِّبُ السعيرُ وجوههم في النار، فنسب الفعل إلى النار، وإن كان المُقَلِّبُ هو الله سبحانه، بدلالة قراءة أبي حيوة: [يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهَهُمْ]، لأنه إذا كان التقليب فيها جاز أن ينسب الفعل إليها للملابسة التي بينهما، كما قال الله: {بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ}، فنسب المكر إليهما لوقوعه فيهما، وعليه قول رؤبة:
فَنَامَ لَيْلِي وتَجَلَّى هَمِّي
أي: نمتُ في ليلِي: وعليه نفى جرير الفعل الواقع فيه عنه فقال:
لقد لُمْتِنا يا أمَّ غَيلانَ في السُّرَى ... ونِمتِ ومَا لَيْلُ المطِيِّ بنائمِ
فهذا نفي لمن قال: نام لَيْلُ المطِيِّ، وتطرقوا من هذا الاتساع إلى ما هو أعلى منه، فعليه بيت الكتاب:
أما النهارُ فَفِي قَيْدٍ وسِلْسِلةٍ ... والليلُ فِي جَوفٍ منحُوتٍ من السَّاجِ
فجعل النهار نفسه في القيدِ والسلسلةِ، والليلَ نفسَه في جوفِ المنحوتِ. وإنما يريد أن هذا المذكور في نهاره في القيد والسلسلة، وفي ليله في بطن المنحوت. وقد جاء هذا في الأماكن أيضا، وعليه قول رؤبة:
ناجٍ وقدْ زَوْزَى بنا زِيزَاؤه
[المحتسب: 2/184]
فالزيزاء على فعلاء، وهي هذه الغليظة المنقادة من الأرض، فكأن هذه الأرض سارت بهم الفجاج؛ لأنهم ساروا عليها. وقد يمكن أن يكون "زيزاؤه" مصدر من زَوْزَيْتُ، فيكون الفعل منسوبا إلى المصدر، كقولهم: سار بنا السيرُ، وقام بهم القيامُ. فهو على قولك: سيرٌ سائرٌ، وقيامٌ قائمٌ. ومنه: شعرٌ شاعرٌ، وموتٌ مائتٌ، وويلٌ وائلٌ. والزيزاء على هذا فِعلال، كالزلزال، والقلقال.
وأما قول رؤبة:
هيهاتَ من منخرقٍ هيهاؤه
فهو فعلال من لفظ. هيهات، كالزلزال، والقلقال، وليس مصدرا صريحا. وهيهات من مضاعف الياء، ومن باب الصِّيصِية وقد تقدم القول عليه). [المحتسب: 2/185]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {الظنونا} و{الرسولا} و{السبيلا} قرأ نافع وابن عامر وابو بكر بألف في الثلاثة، في الوصل والوقف، وكذلك حفص وابن كثير
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/194]
والكسائي غير أنهم يحذفون الألف في الوصل، وقرأ الباقون بحذف الألف في الوصل والوقف وكلهم قرأ: {وهو يهدي السبيل} «الأحزاب 4» و{أم هم ضلوا السبيل} «الفرقان 17» بغير ألف في الوصل والوقف.
وحجة من أثبت الألف في الوصل أنه اتبع الخط، فهي في المصحف بألف، وإنما كتبت بألف لأنها رأس آية، فأشبهت القوافي من حيث كانت كلها مقاطع الكلام، وتمام الأخبار.
5- وحجة من حذف الألف في الوصل أنه أتى به على الأصل؛ إذ لا أصل لألف فيه كله، وفرق ما بين هذا والقوافي أن القوافي موضع وقف وسكون، وهذا لا يلزم فيه الوقف والسكون.
6- وحجة من أثبت الألف في الوقف أنه اتبع الخط، فوقف على ما فيه خط المصحف.
7- وحجة من حذف الألف في الوقف أنه أجرى الوقف مجرى الوصل، فحذف في الوقف كما حذف في الوصل؛ لأن الألفات فيها لا أصل لها، إنما جيء بها على التشبيه بالقوافي والفواصل، والاختيار إثبات الألف في الوصل والوقف اتباعًا للمصحف). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/195] (م)

قوله تعالى: {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إنّا أطعنا سادتنا وكبراءنا (67)
قرأ ابن عامر والحضرمي (إنّا أطعنا ساداتنا) بألف بعد الدال، وكسر التاء.
وقرأ الباقون (سادتنا) بلا ألف مع فتح التاء.
قال أبو منصور: يقال: سيد، وسادة، للجمع، ثم سادات جمع الجمع.
والتاء مكسورة في (ساداتنا)؛ لأنها تاء الجميع في موضع النصب،
[معاني القراءات وعللها: 2/285]
وأما تاء (سادة) فهي في الأصل هاء، كهاء (فعلة) ولذلك لم يكسر). [معاني القراءات وعللها: 2/286]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (13- وقوله تعالى: {إنا أطعنا سادتنا وكبرآءنا} [67].
قرأ ابن عامر وحده: {سادتنا} بالألف وكسر التاء، كأنه جعله جمع الجمع؛ لأن سادة جمع سيد، وسادات جمع الجمع، فسادة جمع التكسير يجري آخره، بوجوه الإعراب، ومن قال: سادات فهو جمع السلامة نصبه كجره، فالتاء مكسورة في حال النصب، كقولك: رأيت بناتك و: {إن السموات والأرض كانتا رتقا}.
وحدثني أحمد عن على عن أبي عبيد أن الحسين قرأ: {أطعنا سادتنا} مثل ابن عامر). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/206]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله تعالى: (الظنونا) [الأحزاب/ 10]، و (الرسولا) [الأحزاب/ 66]، و (السبيلا) [الأحزاب/ 67].
فقرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص والكسائي بألف إذا وقفوا عليهنّ وبطرحها في الوصل.
وقال هبيرة: عن حفص عن عاصم وصل أو وقف بألف. وقرأ عاصم في رواية أبي بكر ونافع وابن عامر بألف فيهنّ في الوصل والوقف. وقرأ أبو عمرو بغير ألف في الوصل والوقف هذه رواية
[الحجة للقراء السبعة: 5/468]
اليزيدي وعبد الوارث وروى عبّاس عن أبي عمرو بألف فيهنّ في الوصل والوقف. وروى علي بن نصر عن أبي عمرو: السبيلا يقف عندها بألف. أبو زيد عن أبي عمرو: الظنونا، والرسولا. والسبيلا، يقف ولا يصل ووقفه بألف. عبيد عن هارون عن أبي عمرو يقف عندها الرسولا. وحدّثني الجمال عن الحلواني عن روح عن أحمد بن موسى عن أبي عمرو بألف فيهنّ وصل أو قطع.
قال أبو علي: وجه قول من أثبت في الوصل الألف أنّها في المصحف كذلك، وهي رأس آية. ورءوس الآي تشبّه بالفواصل من حيث كانت مقاطع، كما كانت القوافي مقاطع، فكما شبّه أكرمن [الفجر/ 15] وأهانن [الفجر/ 16] بالقوافي. في حذف الياء منهنّ نحو:
من حذر الموت أن يأتين و: إذا ما انتسبت له أنكرن كذلك يشبّه هذا في إثبات الألف بالقوافي. فأمّا في الوصل، فلا
[الحجة للقراء السبعة: 5/469]
ينون، ويحمل على لغة من لم ينوّن ذلك إذا وصل في الشعر لأنّ من لم ينوّن أكثر. وقال أبو الحسن: وهي لغة أهل الحجاز، فكذلك، فأضلونا السبيلا [الأحزاب/ 67]، وأطعنا الرسولا [الأحزاب/ 66]. فأمّا من طرح الألف في الوصل كابن كثير والكسائي، فإنّهم ذهبوا إلى أنّ ذلك في القوافي، وليس رءوس الآي بقواف، فتحذف في الوقف كما، تحذف في غيرها، ممّا يثبت في الوقف نحو التشديد الذي يلحق الحرف الموقوف عليه، وهذا إذا ثبت في الخطّ فينبغي أن لا يحذف، كما لا تحذف هاء الوقف من حسابيه [الحاقة/ 20] وكتابيه [الحاقة/ 19] وأن يجري مجرى الموقوف عليه، ولا يوصل، وكذلك الهاء التي تلحق في الوقف، فهو وجه، فإذا ثبت ذلك في القوافي في الوصل فيما حكاه أبو الحسن، لأنّه زعم أن هذه اللّغة أكثر، فثبات ذلك في الفواصل، كما يثبت في القوافي حسن). [الحجة للقراء السبعة: 5/470] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: كلّهم قرأ سادتنا [الأحزاب/ 67] على التوحيد غير ابن عامر فإنّه قرأ (ساداتنا) جماعة [سادة.
قال أبو علي]: سادة جمع سيّد وهو فعلة مثل كتبة وفجرة، أنشدنا عليّ بن سليمان:
سليل قروم سادة ثم قادة... يبذّون أهل الجمع يوم المحصّب
ووجه الجمع بالألف والتاء أنّهم قد قالوا الجرزات والطّرقات والمعنات في معن جمع معين، فكذلك يجوز في هذا الجمع سادات وقال الأعشى:
جندك التالد الطّريف من ال... سّادات أهل القباب والآكال
[الحجة للقراء السبعة: 5/480]
قال أبو الحسن: لا يكادون يقولون: سادات. قال وهي عربية، وزعموا أنّ الحسن قرأ (أطعنا ساداتنا) ). [الحجة للقراء السبعة: 5/481]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إنّا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا * ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا} 67 و68
[حجة القراءات: 579]
قرأ ابن عامر (إنّا أطعنا ساداتنا) بالألف وكسر التّاء جعله جمع الجمع لأن سادة جمع سيد وسادات جمع الجمع فسادة جمع التكسير يجري آخره بوجوب الإعراب ومن قرأ (ساداتنا) فهي جمع السّلامة نصب لجره والتّاء مكسورة في حال النصب كقوله أن السّموات وقال بعض النّحويين سادة جمع سائد مثل قائد وقادة وهي جمع التكسير وليس بجمع سيد لأن السّيّد يجمع سيدين مثل ميت تقول في جمعه ميتون وأموات كما قال {إنّك ميت وإنّهم ميتون} وقال {أموات غير أحياء} وسائد وسيد بمعنى واحد وسيد أبلغ في المدح
وقرأ الباقون {سادتنا} بغير ألف وفتح التّاء جمع سيد وقد ذكرنا). [حجة القراءات: 580]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {الظنونا} و{الرسولا} و{السبيلا} قرأ نافع وابن عامر وابو بكر بألف في الثلاثة، في الوصل والوقف، وكذلك حفص وابن كثير
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/194]
والكسائي غير أنهم يحذفون الألف في الوصل، وقرأ الباقون بحذف الألف في الوصل والوقف وكلهم قرأ: {وهو يهدي السبيل} «الأحزاب 4» و{أم هم ضلوا السبيل} «الفرقان 17» بغير ألف في الوصل والوقف.
وحجة من أثبت الألف في الوصل أنه اتبع الخط، فهي في المصحف بألف، وإنما كتبت بألف لأنها رأس آية، فأشبهت القوافي من حيث كانت كلها مقاطع الكلام، وتمام الأخبار.
5- وحجة من حذف الألف في الوصل أنه أتى به على الأصل؛ إذ لا أصل لألف فيه كله، وفرق ما بين هذا والقوافي أن القوافي موضع وقف وسكون، وهذا لا يلزم فيه الوقف والسكون.
6- وحجة من أثبت الألف في الوقف أنه اتبع الخط، فوقف على ما فيه خط المصحف.
7- وحجة من حذف الألف في الوقف أنه أجرى الوقف مجرى الوصل، فحذف في الوقف كما حذف في الوصل؛ لأن الألفات فيها لا أصل لها، إنما جيء بها على التشبيه بالقوافي والفواصل، والاختيار إثبات الألف في الوصل والوقف اتباعًا للمصحف). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/195] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (21- قوله: {سادتنا} قرأه ابن عامر بالجمع، فهو جمع الجمع، على إرادة التكثير، لكثرة من أضلهم وأغواهم من رؤسائهم، فهو جمع سادة، جمع مسلم بالألف والتاء، وقرأ الباقون «سادتنا» على أنه جمع «سيد» فهو يدل على القليل والكثير لأنه جمع مكسر). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/199]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (20- {سَادَاتِنَا} [آية/ 67] بالألف بعد الدال، وبكسر التاء:
قرأها ابن عامر ويعقوب.
والوجه أنه جمع سادة، جُمعت بالألف والتاء وإن كانت السادة جمعًا، كما قالوا الطرقات والبيوتات وصواحبات يوسف.
وقرأ الباقون {سَادَتَنَا} بغير ألف، مفتوحة التاء.
والوجه أنه جمع سيد أو سائد، فكلاهما واحدٌ في المعنى، وفعلةٌ في جمع فاعلٍ كثيرٌ، ومثله قائد وقادةٌ، ومن الصحيح: كاتبٌ وكتبةٌ وفاجرٌ وفجرةٌ). [الموضح: 1040]

قوله تعالى: {رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لعنًا كثيرًا (68)
قرأ عاصم وحده (لعنًا كبيرًا) بالباء.
وقرأ الباقون (كثيرًا) بالثاء.
قال أبو منصور: معنى الكبير والكثير متقارب، والثاء أكثر واللّه أعلم). [معاني القراءات وعللها: 2/286]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (14- وقوله تعالى: {والعنهم لعنا كبيرًا} [68].
قرأ عاصم وابن عامر بالباء.
وقرأ الباقون: {كثيرًا} بالثاء، وقد أنبأت عن علته في (البقرة) عند قوله: {فيهما إثم كبير} ومعنى اللعن في اللغة: الطرد.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/206]
قال الشماخ:
ذعرت به القطا ونفيت عنه = مقام الذئب كالرجل اللعين). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/207]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الباء والثاء من قوله جلّ وعزّ: لعنا كبيرا [الأحزاب/ 68] فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي: (لعنا كثيرا) بالثاء، وقرأ عاصم وابن عامر: كبيرا بالباء كذا في كتابي عن أحمد بن يوسف التغلبي عن ابن ذكوان [عن ابن عامر]، ورأيت في كتاب موسى بن موسى عن ابن ذكوان عن ابن عامر بالثاء، وقال هشام بن عمّار عن ابن عامر بالثاء.
قال أبو علي: الكبر مثل العظم، والكبر وصف للّعن بالكبر، كالعظم، والكثرة أشبه بالمعنى، لأنّهم يلعنون مرّة، وقد جاء: يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون [البقرة/ 159] فالكثرة أشبه بالمرار المتكررة من الكبر). [الحجة للقراء السبعة: 5/481]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (قرأ عاصم {والعنهم لعنا كبيرا} بالباء أي عظيما فالكبر مثل العظم والكبر وصف للفرد كالعظم
وقرأ الباقون {كثيرا} بالثاء أي جما فالكثرة اشبه بالمعنى لأنهم يلعنون بمرّة بعد مرّة وقد جاء {يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون}). [حجة القراءات: 580]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (22- قوله: {لعنًا كبيرًا} قرأه عاصم بالباء، وقرأ الباقون بالثاء.
وحجة من قرأ بالثاء أنه جعله من الكثرة على أنهم يلعون مرة بعد مرة بدلالة.
قوله: {يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون} «البقرة 159» فهذا يدل على كثرة التلعن لهن، فالكثرة أشبه بتكرير اللعن لهم من الكبر.
23- وحجة من قرأ بالباء أنه لما كان الكبر مثل «العظم» في المعنى، وكان كل شيء كبيرًا عظيمًا دل العظم على الكثرة وعلى الكبر، فتضمنت القراءة بالباء المعنيين جميعًا، الكبرة والكثرة، والاختيار الثاء، لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/200]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (21- {لَعْنًا كَبِيرًا} [آية/ 68] بالباء:
قرأها عاصم وحده.
والوجه أنه أراد لعنًا عظيمًا؛ لأن الكبر والعِظَم في معنىً واحدٍ، وقيل: بل أراد بالكبر أنه لا ينقطع.
وقرأ الباقون {لَعْنًا كَثِيرًا} بالثاء.
والوجه أنه أراد تكرر اللعن، فأطلق لفظ الكثرة لذلك). [الموضح: 1040]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #22  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 12:05 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (69) إلى الآية (73) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا (69) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (73)}


قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا (69)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن مسعود: [وَكَانَ عَبْدًا لِلَّهِ وَجِيهًا].
قال أبو الفتح: قراءة الكافة أقوى معنى من هذه القراءة، وذلك أن هذه إنما يُفْهَم منها أنه عبدٌ لله ولا تُفْهَم منها وجاهته عند من هي؟ أعندَ الله، أم عندَ الناس؟ وأما قراءة الجماعة فإنها تفيد كون وجاهته عند الله، وهذا أشرف من القول الأول؛ لإسناد وجاهته إلى الله تعالى، وحسبه هذا شرفا). [المحتسب: 2/185]

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70)}
قوله تعالى: {يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)}
قوله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72)}
قوله تعالى: {لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (73)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة