العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 صفر 1440هـ/27-10-2018م, 07:00 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة القصص

[ من الآية (14) إلى الآية (21) ]
{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (14) وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15) قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (16) قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ (17) فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ (18) فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ (19) وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (20) فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (21)}


قوله تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (14)}
قوله تعالى: {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15) }
قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (16)}
قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ (17)}
قوله تعالى: {فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ (18)}
قوله تعالى: {فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ (19)}
قوله تعالى: {وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (20)}
قوله تعالى: {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (21)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17 صفر 1440هـ/27-10-2018م, 07:16 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة القصص

[ من الآية (22) إلى الآية (28) ]
{وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ (22) وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24) فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25) قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26) قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (27) قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (28)}


قوله تعالى: {وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ (22)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (عسى ربّي أن يهديني سواء السّبيل)
فتح الياء ابن كثير ونافع وأبو عمرو). [معاني القراءات وعللها: 2/250]

قوله تعالى: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (حتّى يصدر الرّعاء (23)
[معاني القراءات وعللها: 2/249]
قرأ أبو عمرو وابن عامر (حتّى يصدر الرّعاء) بفتح الياء وضم الدال.
وقرأ الباقون (حتّى يصدر) بضم الياء وكسر الدال.
قال أبو منصور: من قرأ (يصدر) فهو من صدر عن الماء، يصدر إذا رجع عنه بعد الورود.
ومن قرأ (حتّى يصدر الرّعاء) فمعناه: حتى يصدروا واردتهم من الماشية.
يقال: صدر بنفسه، وأصدر ورده أي: إبله أو غنمه.
والرعاء: جمع الراعي). [معاني القراءات وعللها: 2/250]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- قوله تعالى: {حتى يصدر الرعاء} [23].
قرأ أبو عمرو وابن عامر {يصدر} بفتح الياء.
وقرأ الباقون: {يصدر} بضم الياء {يصدر} بفتح الياء.
وقرأ الباقون: {يصدر} بضم الياء {حتى يصدر الرعاء} بضم الياء.
فمن فتح جعل الفعل للرعاء، والرعاء: جمع راع، مثل صاحب وصحاب، ويقال: راع ورعاة مثل قاض وقضاة، وراع وراعون مثل قاض وقاضون.
فإن سائل سائل فقال: ما مثال رعاة من الصحيح؟ فقل: لا مثال له من الصحيح عند البصريين؛ لأن وزن رعاة (فعلة)، وعند الكوفيين (فعل) مثل غزى في جمع غاز، والأصل: رعي، فحذفوا حرفًا كراهية التشديد وعوضوا الهاء في آخره. ومثل رعي في جمع راع بدى في الأعراب يريدون: {بادون}. قرأ بذلك ابن مسعود.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/169]
ومن قرأ: {يصدر} بالضمة فمعناه: حتى يصدروا إبلهم ومواشيهم عن الماء، يقال: ورد زيد الماء يرده وردًا فهو وارد، وصدر عن الماء يصدر صدرًا فهو صادر. وأصدر: صدر غيره وأورده يصدره ويورده إصدارًا وإيرادًا، والموضع: المصدر والمورد.
وقرأ حمزة والكسائي: {حتى يصدر الرعاء} بإشمام الراء.
ومن العرب من يقول: حتى يزدر الرعاء بالزاي خالصًا أنشدني ابن دريد:
ولا تهيبني الموماة أركبها = إذا تجاوبت الأزداء بالسحر
يريدون بأزداء: الصداء، وهو جمع صدي. والصدى: ذكر البوم، والصدى: الصوت الذي يجيبك في الحمام والصحراء. والصدى: العطش، والصدى: القيام بأمر المعاش، يقال: فلان صدى مال. والصدى: عظام الميت إذا بلي، قال أبو دؤاد:
سلط الموت والمنون عليهم = فلهم في صدي المقابر هام
والصدى أيضًا -: من ألوان الخيل، يقال: فرس أصدى والأنثى
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/170]
صداء. والصدأ بالهمز صدأ الحديد والسيف، قال النابغة:
سهكين من صدأ الحديد كأنهم = تحت السنور جنة البقار
تقول العرب: بدى من الحديد سهكه ومن الأشنان فضيضه. ومن المراد روطه، ومن الخمر وحده، ومن الزعفران ردعه، ومن المسك والطيب عبقه، ومن الزبد وضره، ومن اللحم زهمه، ومن الغثات قشمه. وقال النضر بن شميل: يقال لخمر العجين إذا حمض: الوصد). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/171]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله جلّ وعزّ: (حتى يصدر الرعاء) [القصص/ 23] في فتح الياء وضمّها.
فقرأ أبو عمرو وابن عامر: (حتّى يصدر) بنصب الياء ورفع الدال من صدرت. وقرأ الباقون: حتى يصدر برفع الياء وكسر الدال من أصدرت.
[قال أبو علي]: (حتّى يصدر الرّعاء): حتّى يرجعوا من سقيهم، وفي التنزيل: يومئذ يصدر الناس أشتاتا [الزلزلة/ 6]، فمن قرأ: (حتّى يصدر الرّعاء) أراد: حتّى يصدروا مواشيهم من
[الحجة للقراء السبعة: 5/412]
وردهم، فحذف المفعول، وحذف المفعول كثير في التنزيل وفي سائر الكلام، قال سبحانه: لينذر بأسا شديدا [الكهف/ 2]، فحذف أحد المفعولين اللّذين ثبتا في قوله سبحانه، فقل أنذرتكم صاعقة [فصلت/ 13] والمفعول المحذوف إنّما هو لتنذر الناس، أو المبعوث إليهم، وقال الشاعر:
لا يعدلنّ أتاويّون تضربهم... نكباء صرّ
بأصحاب المحلّات [أي أحدا] ). [الحجة للقراء السبعة: 5/413]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قالتا لا نسقي حتّى يصدر الرعاء}
قرأ أبو عمرو وابن عامر {حتّى يصدر الرعاء} بفتح الياء ورفع الدّال أي حتّى يرجعوا من سقيهم وفي التّنزيل {يصدر النّاس أشتاتا} قال أبو عمرو والمراد من ذلك حتّى ينصرف الرعاء عن الماء ولو كان {يصدر} كان الوجه أن يذكر المفعول فيقول حتّى يصدر الرعاء ماشيتهم فلمّا لم يذكر مع الفعل المفعول علم أنه غير واقع وأنه {يصدر الرعاء} بمعنى ينصرفون عن الماء و{الرعاء} جمع راع مثل صاحب وصحاب
وقرأ الباقون {يصدر} بضم الياء وكسر الدّال أي حتّى يصدر الرعاء غنمهم عن لماء فالمفعول محذوف وحذف المفعول كثير قال الله تعالى {ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون} ولم يذكر مع الإراحة والسرح مفعولا لدلالة الكلام على المفعول لأن المعنى حين تريحون إبلكم وتسرحون إبلكم فكذلك {يصدر الرعاء} استغني بالإصدار عن المفعول). [حجة القراءات: 543]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {يصدر الرعاء} قرأه أبو عمرو وابن عامر بفتح الياء، وضم الدال، وقرأ الباقون بضم الياء، وكسر الدال.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/172]
وحجة من فتح الياء أنه جعله ثلاثيًا غير متعد من «صدرت الرعاء تصدر» إذا رجعت من سقيها، دليله قوله: {يصدر الناس أشتاتًا} «الزلزلة 6».
4- وحجة من ضم الياء أنه جعله رباعيًا متعديًا إلى مفعول محذوف، فهو من «أصدرت الإبل» إذا رددتها من السقي، وتقديره: حتى يُصدر الرعاء مواشيهم من السقي، فهو الاختيار، لأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/173]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {حَتَّى يَصْدُرَ} بفتح الياء وضم الدال، {الرِّعَاءُ} بالرفع [آية/ 23]:
قرأها أبو عمرو وابن عامر.
والوجه أنه مضارع صدر، والفعل مسند إلى {الرِّعَاءُ}، والمعنى: حتى يصدُر الرعاء من موضع سقيهم، والرعاء جمع راعٍ، أي حتى يرجعوا من المورد الذي يسقون فيه المواشي.
وكان حمزة والكسائي ويعقوب يس- يُشِمّون الصاد الزاي، وكذلك يفعلون بكل صاد ساكنة بعدها دال.
والوجه أن الصاد حرف مهموس، وقد جاور الدال وهو حرف مجهور، فتباعدا، فأرادوا المقاربة بينهما، فأشمّوا الصاد الزاي، والزاي حرف مجهور ليحصل بينهما تقارب من جهة الجهر وقد سبق مثله.
[الموضح: 979]
وقرأ الباقون {يُصْدِرَ} بضم الياء وكسر الدال {الرِّعَاءُ} بالرفع أيضًا.
والوجه أنه مضارع أصدر، والمعنى: حتى يُصدروا المرعى أو المواشي من موضع السقي، فحذف المفعول به). [الموضح: 980]

قوله تعالى: {فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24)}
قوله تعالى: {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن محيصن: [فَجَاءَتْهُ احْدَاهُمَا]، بإسقاط الهمزة.
قال أبو الفتح: قد قدمنا ذكر ضَعف ذلك، وأنه إنما يجوز في الشعر لا في التنزيل). [المحتسب: 2/150]

قوله تعالى: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26)}
قوله تعالى: {قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (27)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله: (إنّي أريد (27) و(ستجدني إن شاء اللّه (27)
فتح الياءين نافع وحده). [معاني القراءات وعللها: 2/250]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنّ} [آية/ 27] بتشديد النون:
قرأها ابن كثير وحده.
والوجه أن هذان وهاتان قد يُشدد نونهما تعويضًا عن ألف هذا، وقد سبق مثله.
وقرأ الباقون {هَاتَيْنِ} مخففة.
والوجه أنه على الأشهر). [الموضح: 980]

قوله تعالى: {قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (28)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن: [أَيْمَا الْأَجَلَيْنِ]، خفيفة الياء.
قال أبو الفتح: في تخفيف هذه الياء طريقان يكادان يَعْذِران:
أحدهما تضعيف الحرف، وقد امتد عنهم حذف أحد المثلين إذا تجاورا، نحو أحَسْت، ومَسْت، وظَلْت. وحكى ابن الأعرابي: ظَنْت في ظَنَنْت.
والآخر أن الياء حرف ثقيل منفردةً، فكيف بها إذا ضُعِّفت؟ غير أن في واجب الصنعة شيئا أذكره لك. وذلك أن "أيّا" عندنا مما عينه واو ولامه ياء، وهذا من باب أَوَيْتُ، هكذا موجَب القياس والاشتقاق جميعا.
أما القياس فلأن ما عينه واو ولامه ياء أضعاف ما لامه وعينه ياءان، ألا ترى إلى كثرة باب لَوَيْت وشَوَيْت وطَوَيْت وعَوَيْت يَدَه وزَوَيْت جانبه، إلى قلة باب عَييت وحَييت؟
[المحتسب: 2/150]
فأصل "أيٍّ" على هذا أَوْيٌ، فاجتمع الواو والياء، وسبقت الواو بالسكون؛ فقلبت ياء، وأدغمت في الياء؛ فصارت "أيٌّ"، كقولهم: طَوَيْت الثوب طيًّا، وزَوَى وجهه زَيًّا.
وأما الاشتقاق فلأن "أيًّا" أين وقعت غيرُ مُتبَلَّعٍ بها؛ فإنها بعض من كل، كقولنا: أيّ الناس عندك؟ وأيُّهم قام قمت معه، وأيُّهم يقوم زيد وبعض الشيء آو إلى جميعه ألا ترى إلى قول العجلي في صفة البعير:
يَأْوي إلى مُلْطٍ لَهُ وَكَلْكَلٍ
أي يتساند إليها، ويعتمد عليها وهذا في المعنى كقول طفيل:
وَآلَتْ إلى أجْوَازَها وتَقَلْقَلَتْ ... قَلَائِدُ في أَعْنَاقِها لَمْ تُقَضَّب
وهذا واضح، فأصل "أيٌّ" على هذا أَوْي، ثم أدغمت الواو في الياء على ما مضى؛ فصارت "أيّ" فإذا حذفت الياء تخفيفا فإنها الثانية. فإذا زالت الثانية أوجب القياس أن تعود الأولى إلى أصلها وهي الواو، فيقال: أوْما الأجلين قضيت.
والذي حسُن عندي إظهار العين هنا ياء مع زوال الياء القالبة لها من بعدها -أنها إنما حذفت اللام تخفيفا وهي منوية مرادة معتقدة؛ فأقرت العين مقلوبة ياء؛ دلالة على إرادة الياء التي هي لام، وإشادة بها، كما صحت الواو الثانية في قوله:
وَكَحّلَ العَيْنَيْن بالْعَواوَر
دلالة على إرادة الياء في عوَاوِير، وأنها إنما حذفت استحسانا وتخفيفا، لا وجوبا وتصميما. وكما قالوا: اضْتَقَطْتُ النوَى، فصحّت التاء، ولم تقلب طاء لوقوع الضاد قبلها، كما قلبت
[المحتسب: 2/151]
في اضطراب واضطمر؛ دلالة على أن الضاد فيها بدل من شين اشْتَقَطْتُ، فقد قالوهما جمعيا: اضْتَقَطْت، واشْتَقَطْتُ. وكما قالوا: كان من الأمر ذَيْتَ وكَيْت، فأقروا الياء بحالها دلالة على أن التاء فيها بدل من ياء ذَيَّةَ وكَيَّةَ؛ فتركت الياء على إرادة التثقيل. ويجب -على ما قدمنا -أن "ذَيَّةَ" من باب طويت على ما مضى، فكان يجب إذا حذفت اللام التي هي الياء أن تعاد الواو إلى أصلها، فيقال: ذَوْتَ، وكذلك القول في كَيْتَ، والعلة في الجميع واحدة. وأنشدَنا أبو علي للفرزدق:
تَنَظَّرْتُ نَصْرًا والسِّماكَيْن أيْهُما ... عَلَيَّ من الغَيْثِ اسْتَهَلَّتْ مُوَاطِرُهْ
فهذا كقراءة الحسن: [أَيْمَا الْأَجَلَيْنِ] سواء). [المحتسب: 2/152]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17 صفر 1440هـ/27-10-2018م, 07:17 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة القصص

[ من الآية (29) إلى الآية (35) ]
{فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آَنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30) وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآَمِنِينَ (31) اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (32) قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (33) وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (34) قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآَيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ (35)}


قوله تعالى: {فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آَنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله: (إنّي آنست... لعلّي آتيكم (29)
فتحهما ابن كثير ونافع وأبو عمرو، وفتح ابن عامر (لعلّي آتيكم) ). [معاني القراءات وعللها: 2/250]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أو جذوةٍ من النّار (29)
قرأ عاصم (أو جذوةٍ) بفتح الجيم.
وقرأ حمزة (جذوةٍ) بضم الجيم
وقرأ الباقون (جذوةٍ) بكسر الجيم.
[معاني القراءات وعللها: 2/250]
قال أبو منصور: هي لغات معروفة، ومثله: أوطأته عشوة، وعشوة، وعشوة). [معاني القراءات وعللها: 2/251]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {أو جذوة} [29].
قرأ حمزة وحده: {أو جذوة} بالضم، وجمعها جذى.
وقرأ عاصم: {جذوة} بالفتح، وجمعها جذي.
وقرأ الباقون: {جذوة} بالكسر وجمعها جذي، قال الشاعر:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/171]
باتت حواطب ليلي يلتمسن لها = جزل الجذا غير خوار ولا دعر
الدعر من الحطب: المدخن الموذى. ويمسي الرجل العياب المؤذي الداعر تشبيها بالعود الدعر، والعامة تصحف فتقول: ذاعر بالذال، وهو خطأ. وإنما الذاعر المفزع، يقال: ذعر فلان فلانًا: إذا أفزعه. قال الشاعر:
وماء قد وردت لوصل أروى = عليه الطير كالورق اللجين
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/172]
ذعرت به القطا ونفيت عنه = مقام الذئب كالرجل اللعين
فجذوة وجذوة وجذوة لغات ثلاث بمعنى، وهو الخشب في رأسه نار، ومثله رغوة اللبن، ورغوة، ورغوة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/173]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في ضمّ الجيم وكسرها وفتحها من قوله تعالى: (جذوة) [القصص/ 29].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر والكسائي: (أو جذوة) بكسر الجيم.
وقرأ عاصم وحده: جذوة بفتح الجيم، وقرأ حمزة بضمّ الجيم.
[قال أبو علي]: هذه لغات في الكلمة، قال أبو عبيدة:
[الحجة للقراء السبعة: 5/413]
الجذوة مثل الجذمة وهي: القطعة الغليظة من الخشب ليس فيها لهب، قال ابن مقبل:
باتت حواطب ليلى يلتمسن لها... جزل الجذا غير خوّار ولا دعر
وذكر أبو عبيدة المكسورة منها). [الحجة للقراء السبعة: 5/414]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النّار لعلّكم تصطلون} 29
قرأ عاصم {جذوة من النّار} بالفتح وقرأ حمزة {جذوة} بالضّمّ وقرأ الباقون {جذوة} بالكسر ثلاث لغات مثل ربوة
[حجة القراءات: 543]
ربوة ربوة وسمعت الشّيخ أبا الحسين يقول سمعنا قديما بعض أهل العلم يقول جذوة قطعة وجذوة جمرة وجذوة شعلة). [حجة القراءات: 544]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (5- قوله: {جذوة} قرأه حمزة بضم الجيم، وقرأ عاصم بالفتح. وقرأ الباقون بالكسر، وهي لغات كلها في الجذوة من النار، وهي للقطعة الغليظة من الحطب، فيها نار ليس فيها لهب). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/173]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {أَوْ جَذْوَةٍ} [آية/ 29] بفتح الجيم:
قرأها عاصم وحده.
وقرأها حمزة {جُذْوَةٍ} بضم الجيم.
وقرأ الباقون {جِذْوَةٍ} بكسر الجيم.
والوجه أن هذه الكلمة جاءت بالحركات الثلاث في الجيم، وكلها لغات فيها، مثل ربوة، فإن فيها أيضًا الحركات الثلاث في الراء). [الموضح: 980]

قوله تعالى: {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30)}
قوله تعالى: {وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآَمِنِينَ (31)}
قوله تعالى: {اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (32)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (جناحك من الرّهب (32)
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب (من الرّهب) بفتح الراء والهاء.
وقرأ حفص عن عاصم (من الرّهب) بفتح الراء وسكون الهاء.
وقرأ الباقون (من الرّهب) بضم الراء وسكون الهاء.
قال أبو منصور: يقال: رهبٌ، ورهبٌ، ورهبٌ، ورهبٌ - بمعنى واحد، وهو: الفرق والخوف.
وروى أبو عمرو لأبي عمرو الشيياني وابن الأعرابي أنهما قالا: الرّهب: الكم - وأما أهل التفسير فالرّهب عندهم: الفزع، ويقويه قراءة من قرأ (الرّهب) - والجناح: العضد، ويقال: اليد كلها جناح - واللّه أعلم بما أراد). [معاني القراءات وعللها: 2/251]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فذانك برهانان من ربّك (32)
قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب (فذانّك) بتشديد النون.
وروى علي بن نصر عن شبل عن ابن كثير (فذانيك برهانان) بنون خفيفة بعدها ياء.
وقرأ الباقون (فذانك) خفيفة.
قال النحويون: (فذانك) تثنية ذاك.
و (ذانّك) مشدد تثنية ذلك.
[معاني القراءات وعللها: 2/251]
وأما (ذانيك) فشاذ). [معاني القراءات وعللها: 2/252]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {واضمم إليك جناحك من الرهب} [32].
قرأ أهل الكوفة وابن عامر بضم الراء.
وقرأ الباقون: {من الرهب} بفتح الراء، والهاء.
وروى حفص عن عاصم: {من الرهب} بفتح الراء، وجزم الهاء فقال قوم: هن لغات ثلاث معناه: الفزع والرهبة، أي: اضمم إليك يديك، وهما جناحا الرجل. كما أن الأذن قمع، والعين مسلحة، والقلب أمير؛ لأنه لما ألقي عصاه صلى الله عليه وسلم فصارت جانا تثني رهب وفزع فأمره الله أن يضم إليه جناحيه ليذهب عنه الفزع.
فقال مجاهد: كل من فزع من شيء فضم جناحه إليه أي: يديه وقرأ هذه الآية ذهب عنه الفزع، ومن آوى إلي مضجعه فقرأ: {قل يا أيها الكافرون} لم يفزع في نومه.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/173]
وقال آخرون: الرهب بالضم: الكم، يقال للكمك ردن وأردان ورهب ورهبان وقن وأقنان.
قال الشعبي: دخلت حيا من أحياء العرب لأسألهم عن الرهب فدللت إلى أفصح من في الحي فصادفته غائبًا عن بيته. وخرجت بنية له تروح عشراوية فقلت لها: أي بنية أين أبوك؟
فقالت: إن دللتك بعلى أبي أنطيتني ما في رهبك؟ فنثرت كسرات كانت في كمي، فأعطيتها ورجعت. وقال قوم: الرهب بالإسكان لا يكون مخففًا من مثقل؛ لأن العرب تسكن المضموم والمكسور ولا يسكنون المفتوح.
وقال الأصمعي: فسألت أبا عمرو: لم لم تقرأ: {ويدعوننا رغبًا ورهبا} مع ميلك إلى التخفيف؟ فقال: ويلك أجمل أخف أم جمل. ويقال: ناقة رهب: إذا كانت غزيرة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/174]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6- وقوله تعالى: {فذانك برهانان} [32].
قرأ ابن كثير وأبو عمرو: {فذانك} مشددًا، وهو تثنية ذلك باللام فأدغمت اللام في النون.
وقال آخرون: لما قلت حروف الاسم قووها بالتشديد.
وقرأ الباقون: {فذانك} خفيفة، وهو تثنية ذاك بغير لام.
وروى شبل عن ابن كثير: {فذانيك برهانان} والبرهانان: البيانان، وهما اليد والعصا، وذلك أن موسى أعطي تسع آيات بينات: واليد، والعصا،
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/174]
والقمل، والضفادع، والدم، وفلق البحر، والطوفان، [والجراد]، وانفجار الماء من الحجر.
وحدثني أبو الحسن الحافظ، قال حدثني يحيى بن أبي طالب قال: أخبرنا يزيد بن هرون عن جويير عن الضحاك في قوله: {ءاتينا موسى تسع آيات بينات} قال: خمس في (الأعراف) عصا موسى، ويده، وعقدة لسانه، قال الضحاك: والقمل: الدبا يعني: صغار الجراد). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/175]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح الرّاء وضمّها من قوله عزّ وجلّ: الرهب [القصص/ 32].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو: (من الرّهب) بفتح الراء والهاء.
وقرأ عاصم في رواية أبي بكر وحمزة والكسائي وابن عامر:
(الرّهب) مضمومة الراء ساكنة الهاء، وروى هبيرة عن حفص عن عاصم: (الرّهب) بفتح الراء والهاء، وهو غلط، وروى عمرو بن الصباح عن حفص عن عاصم: من الرهب مفتوحة الراء ساكنة الهاء وهو الصواب.
أبو عبيدة، جناحا الرجل يداه، والرّهب: الرّهبة، وهو الخوف.
[الحجة للقراء السبعة: 5/414]
قال: (واضمم إليك جناحك من الرهب) [القصص/ 32] لمّا جاء فخرج منها خائفا يترقب [القصص/ 21]، ولا تخف نجوت من القوم الظالمين [القصص/ 25] وقال: إني أخاف أن يكذبون [الشعراء/ 12]، وقال: لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى [طه/ 46]. وقال: إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى طه/ 45]، وقال: فأوجس في نفسه خيفة موسى [طه/ 67] وقال: لا تخاف دركا ولا تخشى [طه/ 77]، فأضاف عليه السلام الخوف في هذه المواضع إلى نفسه، أو نزل منزلة من أضافه إلى نفسه، قيل له:
اضمم إليك جناحك من الرهب [القصص/ 32] فأمر بالعزم على ما أريد له ممّا أمر به وحضّ على الجدّ فيه، لئلّا يمنعه من ذلك الخوف والرهبة الذي قد تغشّاه في بعض الأحوال، وأن لا يستشعر ذلك، فيكون مانعا له مما أمر بالمضاء فيه، وقال تعالى: سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا [القصص/ 35]، فكما أنّ الشد هاهنا ليس بخلاف الحلّ، كذلك الضم في قوله: واضمم إليك جناحك ليس يراد به الضّمّ المزيل للفرجة، والخصاصة بين الشيئين، وكذلك قول الشاعر:
[الحجة للقراء السبعة: 5/415]
أشدد حيازيمك للموت... فإن الموت لاقيك
ليس يريد به الشدّ الذي هو الرّبط والضّمّ، وإنّما يريد: تأهّب له، واستعدد للّقاء به، حتّى لا تهاب لقاءه، ولا تجزع من وقوعه.
فتكون بحسن الاستعداد له، كمن قيل فيه: حبيب جاء على فاقة، كما يروى أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام قال للحسن: إنّ أباك لا يبالي أوقع على الموت، أو وقع الموت عليه وقالوا: في رأى فلان فسخ وفكّة، فهذا خلاف الشّدّ والضّمّ.
ووصفوا الرأي والهمّة بالاجتماع، وألّا يكون منتشرا في نحو قوله:
[الحجة للقراء السبعة: 5/416]
حمى ذات أهوال تخطّيت حوله... بأصمع
من همّي حياض المتالف وقد جاء ذكر اليدين في مواضع يراد بها: جملة ذي اليد. من ذلك قولهم: لبّيك وخير بين يديك، ومن ذلك قوله سبحانه: ذلك بما قدمت يداك [الحج/ 10]، وقالوا: يداك أوكتا وفوك نفخ. فهذا يقال عند تفريع الجملة، قال:
فزاريا أحذّ يد القميص فنسب الخيانة إلى اليد، وهي للجملة، وعلى هذا نسب الآخر الإغلال إلى الإصبع فجعلها بمنزلة اليد فقال:
... ولم يكن... للغدر خائنة مغلّ الإصبع
[الحجة للقراء السبعة: 5/417]
وقال أبو عبيدة: جناحا الرجل: يداه، وقد ذكر أن غيره قال في قوله: واضمم إليك جناحك [القصص/ 32]: إنّه العضد.
وقول أبي عبيدة: أبين عندنا، ويدلّ على قول من قال: إنّه العضد، [أن العضد] قد قام مقام الجملة في قوله تعالى: سنشد عضدك بأخيك [القصص/ 35]، واليد في هذا المعنى أكثر وأوسع، وقد جاء الاسم المفرد يراد به التثنية، وأنشد أبو الحسن:
يداك يد إحداهما الجود كلّه... وراحتك الأخرى طعان تغايره
المعنى: يداك يدان، بدلالة قوله: إحداهما، ولأنّك إن جعلت يدا مفردا [بقيت لا يتعلق بها شيء].
ومن وقوع التثنية بلفظ الإفراد ما أنشده أبو الحسن:
[الحجة للقراء السبعة: 5/418]
وعين لها حدرة بدرة... شقّت مآقيهما من أخر
فيجوز على على هذا القياس في قوله: واضمم إليك جناحك أن يراد بالإفراد التثنية، كما أريد بالتثنية الإفراد في قوله:
فإن تزجراني يا بن عفّان أنزجر...
ومن الناس من يحمل قوله [جلّ وعزّ]: ألقيا في جهنم كل كفار عنيد [ق/ 24] عليه). [الحجة للقراء السبعة: 5/419]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في تشديد النون وتخفيفها من قوله جلّ وعزّ: فذانك [القصص/ 32].
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو (فذانّك) مشدّدة النون.
عليّ بن نصر عن أبي عمرو: يخفف ويثقّل، وروى نصر بن علي عن أبيه عن شبل عن ابن كثير: (فذانيك) خفيفة النون بياء.
وقرأ الباقون: فذانك خفيفة.
[الحجة للقراء السبعة: 5/419]
[قال أبو علي]: وجه ما روى من قوله تعالى: (فذانيك) أنّه أبدل من النون الثانية الياء كراهية التضعيف، وحكى أحمد بن يحيى: لا وربيك ما أفعل، يريد: لا وربّك، وأنشد أبو زيد:
فآليت لا أشريه حتى يملّني... بشيء ولا أملاه حتّى يفارقا
يريد: لا أملّه، فأبدل من التضعيف الألف، كما أبدل منه الأوّل الياء، وقيل في قوله تعالى: ثم ذهب إلى أهله يتمطى [القيامة/ 33]، أي يتمطط من المطيطياء ويجوز أن يكون: يتمطّى يتكفّى في مشيته، فيجري فيها مطاه، وهو الظهر، فيكون يتفعّل:
من المطا ولا يكون على القلب، ووجه التثقيل، قد مرّ فيما تقدّم). [الحجة للقراء السبعة: 5/420]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({واضمم إليك جناحك من الرهب فذانك برهانان من ربك} 32
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {من الرهب} بفتح الرّاء والهاء وقرأ حفص الرهب بفتح الرّاء وسكون الهاء وقرأ الباقون {من الرهب} بضم الرّاء وسكون الهاء والرهب والرهب لغتان مثل الحزن والحزن والسقم والسقم ومن سكن الهاء مع فتح الرّاء فإنّه ذهب إلى التّخفيف مثل شعر وشعر ونهر ونهر
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {فذانك} بالتّشديد وقرأ الباقون بالتّخفيف
قال الزّجاج كأن (ذانك) بالتّشديد تثنية ذلك وذانك بالتّخفيف تثنية ذاك يكون بدل اللّام في ذلك تشديد النّون في ذانك
وقال بعض النّحويين إنّما شددت النّون في الاثنين للتّأكيد لأنهم زادوا على نون الاثنين نونا كما زادوا قبل كاف المشار إليه لاما للتّأكيد
[حجة القراءات: 544]
فقالوا في ذاك ذلك فلمّا زادوا في ذاك لاما زادوا في ذانك نونا أخرى فقالوا ذانك وقال آخرون إن الأصل في ذانك ذا انك بألفين فحذفت الألف وجعل التّشديد عوضا من الألف المحذوفة الّتي كانت في ذا ومن العرب من إذا حذف عوض ومنهم من إذا حذف لم يعوض من عوض آثر تمام الكلمة ومن لم يعوض آثر التّخفيف ومثل ذلك في تصغير مغتسل منهم من يقول مغيسل فلا يعوض ومنهم من يقول مغيسيل فيعوض من التّاء ياء). [حجة القراءات: 545]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (6- قوله: {من الرهب} قرأ الحرميان وأبو عمرو بفتح الراء والهاء، وقرأ حفص بفتح الراء وإسكان الهاء، وقرأ الباقون بضم الراء، وإسكان الهاء، وهي لغات بمعنى واحد، و«الرهب» و«الرهبة» الخوف، وجناحا الرجل يداه، وقيل عضداه، وقد تقدم ذكر «فذانك» و«هاتين» وعلة ذلك في النساء، وقد تقدم ذكر «لأهله امكثوا» و«أئمة» و«في أمها» و«بضياء» وشبهه، فأغنى عن الإعادة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/173]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {مِنَ الرَّهَبِ} [آية/ 32] بفتح الراء والهاء:
قرأها ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب.
و-ص- عن عاصم {الرَّهْبِ} بفتح الراء وسكون الهاء.
وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي و-ياش- عن عاصم {الرُّهْبِ} بضم الراء وسكون الهاء.
والوجه أن الرَهَب والرَهْب بفتح الهاء وإسكانها مثل الشَعَر والشَعْر والشَّمَع والشَمْع، وقد مضى مثله، والرُهب أيضًا بضم الراء وإسكان الهاء لغة بمعنى الرَهَب، كالبُخْل بمعنى البَخَل. والمراد بالرهب: الخوف، يعني الخوف الذي ناله من الثعبان، وقيل: الرَهَب الكُمُّ). [الموضح: 981]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {فَذَانِّكَ} [آية/ 32] بالمد وتشديد النون:
قرأها ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب يس-.
والوجه قد سبق في سورة النساء وغيرها، وذكرنا إن إحدى النونين عِوضٌ من الألف المحذوفة من هذا في التثنية.
وقرأ الباقون ويعقوب ح- و-ان- {فَذَانِكَ} بالتخفيف.
والوجه ظاهر.
[الموضح: 981]
وروي عن ابن كثير أنه قرأ {فَذَانِيكَ} بنون خفيفة، بعدها ياء.
والوجه أنه شدد النون من ذانِّك على ما سبق، ثم أبدل من النون الثانية ياءً، استثقالًا للتضعيف، وإبدال الياء من إحدى حرفي التضعيف كثير كتقضَّى البازي وتظَنَّيْت ونحوهما.
وروى أبو العباس ثعلب عن العرب: لاوربيك بتخفيف الباء وياء بعدها، أي وربِّك، وذلك قوله تعالى {لَمْ يَتَسَنَّهْ} عند من جعله من المسنون، وكذلك قوله سبحانه {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسّيهَا} أي دسَّسها، وقال الشاعر:
115- فآليت لا أشريه حتى يملّني = بشيءٍ ولا أملأه حتى أُفارقا
أي لا أملُّهُ، فجعل الألف من تسنّى ودسّاها وأملاه بدلًا من إحدى حرفي التضعيف، كما أبدل ابن كثير منه الياء ههنا). [الموضح: 982]

قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (33)}
قوله تعالى: {وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (34)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ردءًا يصدّقني (34)
قرأ نافع وحده (ردًا) مفتوحة الدال، غير مهموزة.
وقرأ الباقون (ردءًا) بوزن (ردعًا) ساكن الدال، مهموزًا.
قال أبو منصور: أما قراءة نافع (ردًا) بالتخفيف فإنه ألقى فتحة الهمزة على الدال وليّن الهمزة.
ومن قرأ (ردءًا) بالهمزة فهو الأصل.
ومعناهما: العون، يقال: أردأت الرجل، إذا أعنته.
وقال ابن شميل: ردأت الحائط أردؤه، إذا دعمته بخشبة أو كنس يدفعه. أن يسقط.
وقال يونس: أردأت الحائط بهذا المعنى.
قال: والأرداء: الأعدال الثقيلة، كل عدل منها ردء). [معاني القراءات وعللها: 2/252]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (يصدّقني (34)
قرأ عاصم وحمزة (يصدّقني) بالرفع.
وقرأ الباقون (يصدّقني) بجزم القاف.
[معاني القراءات وعللها: 2/252]
قال أبو منصور: من ضم القاف أراد: (مصدقا) على الحال.
ومن جزم فلأنه جواب الأمر، ومعناه الجزاء، كأنه قال: إن أرسلته ردءا يصدقني). [معاني القراءات وعللها: 2/253]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله تعالى: {ردءا يصدقني} [34].
قرأ عاصم وحمزة: {يصدقني} بالرفع، ولم يجعلاه جوابًا للأمر، ولكن حالا، وصلة للردء، والتقدير: ردءًا مصدقًا لي. قال قطرب: يقال: ردأت الرجل وأرداته: إذا أعنته.
وقرأ الباقون: {ردءا يصدقني} بالجزم جوابًا للأمر، أرسله ردءًا يصدقني، وإنما يجزم جواب الأمر، لأنه في تقدير شرط وجزاء أي: إنك إن أرسلته صدقني.
وأما قوله: {ردءا} فإن القراء يهمزونه إلا نافعًا فإنه قرأ {ردًا يصدقني} بترك الهمز.
تقول العرب: أردأه يرديه إرداءة: إذا أعانه
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/175]
وقال آخرون: رداه ردى يردي فهو عدو الفرس.
وقال الأصمعي: سألت منتجع بن نبهان عن رديان الفرس فقال: هو عدو بين آريه ومتمكعه.
وسئل الأصمعي عن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم:
«إذا أذن المؤذن خرج الشيطان له حصاص». قال أما رأيت الحمار إذا حرك ذنبه ي عدوه، ونفخ الأصمعي شدقيه.
وأما ردي يغير همز فمعناه: هلك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/176]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ نافع وحده: (ردا) [القصص/ 34] غير مهموز منون، وهمزه كلّهم غير نافع فإنّه لم يهمزه، وفتح الدال وأسكنها الباقون.
أبو عبيدة: الردء: المعين، يقال: أردأته بشيء على عدوّه، وعلى ضيعته أي: أعنته.
[قال أبو علي]: أمّا قول نافع: فإنّه خفّف الهمزة، وكذلك
[الحجة للقراء السبعة: 5/420]
حكم الهمزة إذا خفّفت وكان قبلها ساكن أن تحذف، وتلقى حركتها على الساكن الذي قبلها، وهكذا قرأ أهل التخفيف: (الذي يخرج الخب في السموات والأرض) [النمل/ 25]، فمن آثر منهم التخفيف قال كما قال نافع، وقد جاء في بعض القوافي في الردء: الرّدّ، ذلك على أنّه خفّف الهمزة، وألقى حركتها على ساكن قبلها، ثم وقف بعد التخفيف على الحرف فثقّل كما يثقّل هذا فرجّ، وهذا خالد، فيضعف الحرف للوقف، ثم يطلق كما أطلق نحو:
سبسبّا... والقصبّا.
وحكى أبو الحسن: (ردّا) وحمله على أنّه فعل من (رددت) أي يردّ عنّي). [الحجة للقراء السبعة: 5/421]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في ضمّ القاف وإسكانها من قوله جلّ وعزّ: يصدقني [القصص/ 34] فقرأ عاصم وحمزة يصدقني بضم القاف. وقرأ الباقون (يصدّقني)، ساكنة القاف.
قال أبو علي: وجه الرفع في يصدقني أنّه صفة للنّكرة، وتقديره: ردءا مصدقا، وسأل ربّه إرساله بهذا الوصف، ومن جزم كان على معنى الجزاء، إن أرسلته صدّقني، وهو جيّد في المعنى، لأنّه إذا أرسله معه صدّقه). [الحجة للقراء السبعة: 5/421]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فأرسله معي ردءًا يصدقني إنّي أخاف أن يكذبون}
قرأ نافع ردا بغير همز الأصل ردءًا خفف الهمزة ونقل حركة الهمزة إلى ما قبلها فصار ردا بتحريك الدّال
وقرأ الباقون {ردءًا} بالهمز
قرأ عاصم وحمزة {يصدقني} بالرّفع على الابتداء أي هو يصدقني
[حجة القراءات: 545]
قال أهل البصرة من رفع لم يجعله جوابا للأمر ولكن جعله حالا وصفة للنكرة والتّقدير ردءًا مصدقا
وقرأ الباقون {يصدقني} بالجزم جوابا للمسألة أي أرسله يصدقني). [حجة القراءات: 546]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (7- قوله: {ردءًا يصدقني} قرأه عاصم وحمزة بالرفع، وقرأ الباقون بالجزم.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/173]
وحجة من رفعه أنه جعله صفة لـ «ردء» فهو صفة لنكرة، وكذلك الأفعال لا تكون صفة إلا لنكرة، وتكون حالًا من المعرفة، كذلك الجمل تكون صفة للنكرة وحالًا من المعرفة، والتقدير: ردءًا مصدقًا لي، والردء المعين، سأل موسى عليه السلام ربه أن يرسل معه معينًا مُصدقًا له، وقد ذكرنا قراءة ورش في «ردءًا» وإلقاءه الحركة في كلمة على «الدال» ولم يفعل ذلك في غير هذا الحرف، وبينا علته في باب إلقاء الحركة.
8- وحجة من جزمه أنه جعله جوابًا للطلب وهو «فأرسله» كأنه قال: إن ترسله معي يصدقني، وهو الاختيار، لأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/174]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {رِدًا} [آية/ 34] بتنوين الدال غير مهموزة:
قرأها نافع وحده.
والوجه أن أصله ردْءًا كقراءة الباقين إلا أنه خفف الهمزة، وتخفيف الهمزة المتحركة إذا سكن ما قبلها هو أن تُلقى حركتها على الساكن الذي قبلها، وتُحذف الهمزة نحو {يُخْرِجُ الْخَبْ}، {وَيَحُولُ بَيْنَ الْمَرِ}، {وكُفًا أَحَدٌ} عند أهل التخفيف.
وقرأ الباقون {رِدْءًا} بسكون الدال وهمزة بعدها.
والوجه هو أنه هو الأصل، والردء: المعين، يقال أردأته على عدوه أي أعنته، وهو من قولهم أردأت الحائط إذا دعمته). [الموضح: 983]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (9- {يُصَدِّقُنِي} [آية/ 34] بالرفع:
قرأها عاصم وحمزة.
والوجه أنه فعل مضارع قد وقع صفة للنكرة، والتقدير: ردءًا مصدقًا لي، فقد وقع موقع الاسم، وبهذا المعنى قد ارتفع الفعل المضارع، أعني بوقوعه
[الموضح: 983]
موقع الاسم، والمراد: أن موسى عليه السلام سأل الله تعالى رِدْءًا بهذه الصفة.
وقرأ الباقون {يُصَدِّقْنِي} بالجزم.
والوجه أنه جواب الأمر، وهو قوله تعالى {أَرْسِلْهُ}؛ لأنه مضمّن لمعنى الشرط، كأنه قال: إن ترسله يصدقني). [الموضح: 984]

قوله تعالى: {قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآَيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ (35)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن: [عُضُدَكَ].
قال أبو الفتح: فيها خمس لغات: عَضُد، وعَضْد، وعُضُد، وعُضْد، وعَضِد. وأفصحها وأعلاها عَضُد بوزن رَجُل. وعَضْد مُسَكنٌ من عَضُد، وعُضْد منقول الضمة من الضاد إلى العين، وعُضُد بالضمتين جميعا كأنه تثقيل عُضْد. وقد شاع عنهم نحو ذلك، كقولهم في تكسير أحمر: حُمُر، قال طرفة:
وِرَادًا وَشُقُرْ
يريد: شُقْرًا.
وأما عَضِد فلغة صريحة غير مصنوعة، ونظيرها رجل وَقِل وَوَقْل، ووظيف عَجِر وعَجُر. من العَضُد قولهم: عَضَدْت فلانا إذا قويتَه؛ وذلك لأن العضد أقوى اليد، ومنه عِضادتا الباب: جانباه؛ لأنهما كالعضدين له، وعليه بقية الباب). [المحتسب: 2/152]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 17 صفر 1440هـ/27-10-2018م, 07:21 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة القصص

[ من الآية (36) إلى الآية (42) ]
{فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآَيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آَبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (36) وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (37) وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38) وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ (39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ (41) وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (42)}


قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآَيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آَبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (36)}
قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (37)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وقال موسى ربّي أعلم (37)
قرأ ابن كثير وحده (قال موسى) بغير واو، وكذلك هي في مصاحف أهل مكة.
وقرأ الباقون (وقال موسى).
قال أبو منصور: من قرأ بالواو عطفه على كلام تقدمه.
ومن قرأ (قال) فهو استئناف كلام). [معاني القراءات وعللها: 2/253]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (8- وقوله تعالى: {وقال موسى ربي أعلم} [37].
قرأ ابن كثير: {قال موسى} بغير واو. وكذلك في مصاحف أهل مكة.
وقرأ الباقون بالواو). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/176]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (9- وقوله تعالى: {من تكون له عاقبة الدار} [37].
قرأ حمزة، والكسائي {من يكون} بالياء؛ لأن تأنيث العاقبة غير حقيقي؛ ولأنه قد حجز بين الاسم والفعل حاجز.
وقرأ الباقون بالتاء، لتأنيث العاقبة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/176]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن كثير وحده: (قال موسى) [القصص/ 37] بغير واو، وكذلك في مصاحف أهل مكة. وقرأ الباقون: وقال موسى بالواو، وكذلك في مصاحفهم.
[قال أبو علي]: قد مضى القول في نحو هذا قبل.
اختلفوا في الياء والتاء، من قوله جلّ وعزّ: ومن تكون له عاقبة الدار [القصص/ 37].
فقرأ حمزة والكسائي: (ومن يكون) بالياء، وقرأ الباقون بالتاء.
الياء والتاء في هذا النحو حسنان [وقد مضى ذلك] ). [الحجة للقراء السبعة: 5/422]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وقال موسى ربّي أعلم بمن جاء بالهدى من عنده ومن تكون له عاقبة الدّار} 37
قرأ ابن كثير (قال موسى ربّي) بغير واو كذلك في مصحف أهل مكّة وقرأ الباقون {وقال} بالواو
قرأ حمزة والكسائيّ (من يكون له عاقبة) بالياء لأن تأنيث العاقبة غير حقيقيّ والثّاني أنه قد حجز بين الاسم والفعل حاجز فصار كالعوض من التّأنيث
وقرأ الباقون بالتّاء لتأنيث العاقبة ذهبوا إلى اللّفظ لا إلى المعنى). [حجة القراءات: 546]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (9- قوله: {وقال موسى} قرأه ابن كثير «قال» بغير واو، لأنها كذلك في مصحف أهل مكة، كأنه استئناف كلام، وقرأه الباقون «وقال» بالواو، كأنه عطف على ما قبله عطف جملة على جملة، وكذلك هي بالواو في غير مصاحف أهل مكة، وهو الاختيار لأن الأكثر عليه، وقد تقدم ذكر {ومن تكون له عاقبة الدار} في الأنعام). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/174]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (10- {قَالَ مُوسَى} [آية/ 37] بغير واو في أوله:
قرأها ابن كثير وحده.
وقرأها الباقون {وَقَالَ مُوسَى} بواو في أوله.
وقد سبقا الكلام في نحوه في سورة البقرة عند قوله {قَالُوا اتَّخَذَ الله وَلَدًا}، وفي غيرها من السور). [الموضح: 984]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (11- {وَمَنْ يَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ} [آية/ 37] بالياء:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه في تذكير الفعل أن تأنيث فاعله غير حقيقي؛ لأنه مصدر فيجوز أن يراد بالعاقبة التعقّب وقد مضى نحوه.
وقرأ الباقون {تَكُونُ} بالتاء.
[الموضح: 984]
والوجه أن الفاعل هو العاقبة، وهي مؤنثة، لمكان التاء فيها، فأنث الفعل لذلك). [الموضح: 985]

قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38)}
قوله تعالى: {وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ (39)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وظنّوا أنّهم إلينا لا يرجعون (39)
قرأ نافع وحمزة والكسائي والحضرمي (لا يرجعون) بفتح الياء وكسر الجيم.
وقرأ الباقون (لا يرجعون) بضم الياء وفتح الجيم.
قال أبو منصور: من قرأ (لا يرجعون) فهو فعل لازم، ومن قرأ (لا يرجعون)
فمعناه: ظنوا أنهم لا يردّون إلينا، من رجعته فرجع، لازم ومتعدٍّ). [معاني القراءات وعللها: 2/253]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (10- وقوله تعالى: {إنهم إليهم لا يرجعون} [39].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/176]
قرأ نافع وحمزة والكسائي: {لا يرجعون} أي: لا يصيرون.
وقرأ الباقون: {لا يرجعون} أي: لا يردون. تقول العرب: رجع زيد عمرًا، وسلمت على زيد، فرجع زيد السلام إلى قال ذو الرمة:
وهل يرجع التسليم أو يكشف العمي = ثلاث الأثافي والديار البلاقع
والرجع: المطر، قال الله تعالى: {والسماء ذات الرجع} بالمطر {والأرض ذات الصدع} بالنبات، والرجع: جمع رجعة، وهي الإبل يرثها الإنسان عن أبيه فيبيعها ويشترى غيرها فيضعف رأيه. ويسمي الذي اشترى الطارف، والذي باع التالد). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/177]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم: أنهم إلينا لا يرجعون [القصص/ 39] برفع الياء، وقرأ نافع وحمزة والكسائي: (لا يرجعون) بفتح الياء.
[قال أبو علي]: حجّة الفتح قوله: وإنا إليه راجعون [البقرة/ 156]، وحجّة الضّمّ: ولئن رددت إلى ربي [الكهف/ 36] وقوله: ثم ردوا إلى الله [الأنعام/ 62] [وقوله: فارجعنا نعمل صالحا [السجدة/ 12]). [الحجة للقراء السبعة: 5/422]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون}
قرأ نافع وحمزة والكسائيّ {وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون} بفتح الياء أي لا يصيرون
وقرأ الباقون {لا يرجعون} أي لا يردون وحجتهم قوله ثمّ ردوا إلى الله وحجّة الفتح قوله {وإنّا إليه راجعون} ). [حجة القراءات: 546]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (10- قوله: {لا يرجعون} قرأه نافع وحمزة والكسائي بفتح الياء، وكسر الجيم، وقرأ الباقون بضم الياء، وفتح الجيم، وقد تقدمت علة ذلك في البقرة وغيرها). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/174]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (12- {إِلَيْنَا لَا يَرْجِعُونَ} [آية/ 39] بفتح الياء وكسر الجيم:
قرأها نافع وحمزة والكسائي ويعقوب.
والوجه أن الفعل أُسند إليهم؛ لأنهم إذا رُجعوا رَجعوا، ومثله قوله تعالى {وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}.
وقرأ الباقون {يُرْجَعُونَ} بضم الياء وفتح الجيم.
والوجه أن الفعل مبني لما لم يُسم فاعله من رجعت الشيء إذا رددته، فهذا متعدٍ، والأول لازم؛ لأن رجع يأتي متعديًا ولازمًا، والمعنى: وظنوا أنهم إلينا لا يُردّون). [الموضح: 985]

قوله تعالى: {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40)}
قوله تعالى: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ (41)}
قوله تعالى: {وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (42)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 صفر 1440هـ/27-10-2018م, 07:22 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة القصص

[ من الآية (43) إلى الآية (46) ]
{وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (43) وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44) وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (45) وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46)}


قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (43)}
قوله تعالى: {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44)}
قوله تعالى: {وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (45)}
قوله تعالى: {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 صفر 1440هـ/27-10-2018م, 07:26 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة القصص

[ من الآية (47) إلى الآية (50) ]
{وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (47) فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48) قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (49) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(50)}


قوله تعالى: {وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (47)}
قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ساحران تظاهرا (48)
[معاني القراءات وعللها: 2/253]
قرأ عاصم وحمزة والكسائي (سحران) بغير ألف -
وقرأ الباقون (ساحران) بألف.
قال الفراء: من قرأ (سحران تظاهرا) عنوا: التوراة والقرآن.
ومن قرأ (ساحران تظاهرا) عنوا: محمدًا وموسى عليهما السلام.
وقيل في قوله (ساحران) إنهما موسى وهارون.
وقيل: موسى وعيسى.
ودليل من قرأ (سحران) قوله جلّ وعزّ: (فأتوا بكتابٍ من عند اللّه هو أهدى منهما) ). [معاني القراءات وعللها: 2/254]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (11- وقوله تعالى: {قالوا سحران} [48].
قرأ أهل الكوفة: {سحران} يريدون كتابيه؛ التوراة والفرقان، تظاهر أي: تعاونا.
وقرأ الباقون: {سحران} بألف يريدون محمدًا وموسى صلى الله عليهما. ولا يجوز التشديد في {تظهرا} لأنه فعل ماض، ولو كان مستقبلا
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/177]
لكان تظاهران بالنون؛ لأن الفعل المضارع لابد له من نون في تثنيته وجمعه إذا استتر فيه الاسم، كقولك: الرجلان يقومان، والرجال يقومون). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/178]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله تعالى: (قالوا ساحران تظاهرا) [القصص/ 48] في الألف وإسقاطها، فقرأ عاصم وحمزة والكسائي: قالوا سحران ليس قبل الحاء ألف، وقرأ الباقون: (ساحران) بألف قبل الحاء.
[قال أبو علي]: حجّة من قال: (ساحران) أنّه قال: تظاهرا، والمظاهرة: المعاونة، وفي التنزيل: وإن تظاهرا عليه [التحريم/ 4]، والمعاونة إنّما تكون في الحقيقة للساحرين لا للساحرين.
ووجه من قال: سحران أنّه نسب المعاوية إلى السحرين على الاتساع، كأنّ المعنى: كلّ سحر منهما يقوّي الآخر. [لأنّهما تشابها واتفقا ونحو ذلك].
وممّا يقوّي ذلك قوله سبحانه: قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما [القصص/ 49] على الكتابين اللّذين قالوا فيهما سحران.
ومن قال: (ساحران) قال: المعنى هو أهدى من كتابيهما، فحذف المضاف، وزعموا أن سحران قراءة الأعمش). [الحجة للقراء السبعة: 5/423]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا سحران تظاهرا}
[حجة القراءات: 546]
قرأ عاصم وحمزة والكسائيّ {قالوا سحران} بغير ألف وقرأ الباقون (ساحران) بالألف وحجتهم ذكرها اليزيدي فقال السحران كيف يتظاهران إنّما يعني موسى وهارون وقيل عنوا موسى وعيسى وقيل عنوا موسى ومحمدا صلى الله عليها وسلم ومن قرأ {سحران} يعني الكتابين فالكتابان كيف يتظاهران إنّما يعني الرجلين فكان تأويل قوله إن التظاهر بالنّاس وأفعالهم أشبه منه بالكتب كما قال عز وجل {وإن تظاهرا عليه} {وظاهروا على إخراجكم} فأسند التظاهر إلى النّاس فكذلك أسندوه ها هنا إلى الرجلين وحجّة من قرأ {سحران} ما روي عن ابن عبّاس وعكرمة وقتادة أنهم تأولوا ذلك بمعنى الكتابين التّوراة والقرآن وإنّما نسب المعاونة إلى السحرين على الاتساع كأن المعنى أن كل سحر منهما يقوي الآخر
وقول أهل الكوفة أولى بالصّواب لأن الكلام جرى عقيب ذكر الكتاب في قوله تعالى {لولا أوتي مثل ما أوتي موسى} فجرت القصّة بعد ذلك بذكر الكتاب وهو قوله {فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما} فهذا على الكتابين اللّذين قالوا فيهما {سحران} فلأن يكون ما بينهما داخلا في قصتهما أولى به). [حجة القراءات: 547]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (11- قوله: {قالوا سحران} قرأه الكوفيون بغير ألف بعد السين،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/174]
تثنية «سحر» جعلوه إشارة إلى الكتابين، ودل ذلك قوله تعالى: {قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه} «49» أي: أهدى من هذين الكتابين، وإنما جاز أن تنسب المظاهرة للكتابين، لأنه على معنى يقوي أحدهما الآخر بالتصديق، فهو على الاتساع، وقرأ الباقون بألف بعد السين، تثنية «ساحر» يريدون به أن موسى وهارون تعاونا، وقيل: لموسى ومحمد عليهما السلام، ويقوي ذلك أن بعده «تظاهرا» بمعنى تعاونا، ولا تأتي المعاونة على الحقيقة من السحرين إنما تأتي من الساحرين، وهو الاختيار؛ لأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/175]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (13- {قَالُوا سِحْرَانِ} [آية/ 48] بكسر السين من غير ألف:
قرأها الكوفيون.
والوجه أن التظاهر قد نُسب إلى السحرين على الاتساع؛ كأن كل واحد من السحرين يقوي الآخر؛ لأنه إذا تعاون الساحران تعاون سحراهما.
وقرأ الباقون {سَاحِرَانِ} بالألف.
والوجه ظاهر، وذلك لأن تعاون الساحرين حقيقةٌ، وتعاون السحرين
[الموضح: 985]
مجاز.
ولم يختلف القراء المشهورون في {تَظَاهَرَا} من هذه السورة أنه على تخفيف الظاء، بل اتفقوا عليه). [الموضح: 986]

قوله تعالى: {قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (49)}
قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 صفر 1440هـ/27-10-2018م, 07:37 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة القصص

[ من الآية (51) إلى الآية (56) ]
{وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (51) الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آَمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53) أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (54) وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ (55) إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56)}


قوله تعالى: {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (51)}
قوله تعالى: {الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52)}
قوله تعالى: {وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آَمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53)}
قوله تعالى: {أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (54)}
قوله تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ (55)}
قوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 صفر 1440هـ/27-10-2018م, 07:42 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة القصص

[ من الآية (57) إلى الآية (61) ]
{ وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (57) وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ (58) وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ (59) وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ (60) أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (61)}


قوله تعالى: {وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (57)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (يجبى إليه ثمرات كلّ شيءٍ (57)
قرأ نافع ويعقوب وحده (تجبى إليه) بالتاء.
وقرأ الباقون (يجبى إليه) بالياء.
قال أبو منصور: من قرأ (تجبى) بالتاء فلتأنيث الثمرات.
ومن قرأ (يجبى) فللتفريق بين الفعل والأسماء بقوله (إليه)
قال الشاعر:
[معاني القراءات وعللها: 2/254]
لقد ولد الأخيطل أمّ سوءٍ ... على قمع استها صلبٌ وشام). [معاني القراءات وعللها: 2/255]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (12- وقوله تعالى: {يجبى إليه ثمرات كل شيء} [57].
قرأ نافع: {تجبى} بالتاء لتأنيث الثمرات.
وقرأ الباقون بالياء لثلاث علل:
إحداهن: أنه فعل مقدم فشبه بمقام النسوة.
والعلة الثانية أنك قد حجزت بين الاسم والفعل بحاجز.
والعلة الثالثة: إن كان علم التأنيث في الثمرات التاء فإن تأنيثها غير حقيقي.
فإن قيل لك: قد قال الله تعالى: {يجبى إليه ثمرات كل شيء} وقد رأينا بعضًا من الثمرات لا يجبي إليه كفواكه الجبل، وخراسان؟
ففي ذلك جوابان:
أحدهما: أن «كل» بمعنى «بعض»، كما قال: {يأتيها رزقها رغدًا من كل مكان} أي: من بعض الأمكنة.
وقال آخرون: إن الثمرات تصل إليه من كل مكان، ومن كل قطر من أقطار الأرض ما يشاء، إما يابسا، وإما رطبا، وإما مقددًا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/178]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والتاء من قوله جلّ وعزّ: (تجبى إليه ثمرات) [القصص/ 57].
[الحجة للقراء السبعة: 5/423]
فقرأ نافع وحده: (تجبى إليه) بالتاء، [وقرأ الباقون بالياء].
قال أبو علي: تأنيث ثمرات تأنيث جمع، وليس بتأنيث حقيقي، فإذا كان كذلك كان بمنزلة الوعظ، والموعظة والصوت، والصيحة إذا ذكّرت كان حسنا، وكذلك إذا أنّثت). [الحجة للقراء السبعة: 5/424]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءَة أبان بن تغلب: [ثُمُرَات]، بضمتين.
قال أبو الفتح: الواحدة ثَمَرَة، كخَشَبَة. وثُمُر، كخُشُب. ومثله أَكَمَة وأُكُم، ثم ضمت الميم إشباعا وتمكينا، كقولهم، في بُرْد: بُرُد، وفي قُفْل قُفُل. ثم جمع ثُمُر على ثُمُرات جمع التأنيث؛ لأنه لمّا لم يَعقل جرى مجرى المؤنث. وذلك عندنا لِتَخَضُّع ما لا عقل له، فلحق بذلك بِضَعْفَة التأنيث، فعليه قالوا: يا لثارات فلان: جمع ثأر لما لم يكن من ذوي العلم. ونحو قول أبي طالب:
أُسْدٌ تَهُدُّ بِالزَّئِيراتِ الصَّفَا
جمع زئير، والعلة واحدة. وقد ذكرنا هذا مستقصى في تفسير ديوان المتنبي عند قوله:
ففِي الناسِ بُوقَاتٌ لَهَا وَطُبُولٌ
ومنه ما أنشده الأصمعي من قول الراجز:
وارْدُدْ إلَى حُورَاتِ حُور شِقَّه
فجمع حُورًا على حُورات لما ذكرنا). [المحتسب: 2/153]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أو لم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء} 57
قرأ نافع (تجبى إليه) بالتّاء لتأنيث الثمرات وقرأ الباقون بالياء لأن تأنيث الثمرات غير حقيقيّ فإذا كان كذلك كان بمنزلة الوعظ والموعظة إذا ذكرت جاز وكذلك إذا أنثت). [حجة القراءات: 548]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (12- قوله: {يُجبى إليه} قرأه نافع بالتاء لتأنيث الثمرات، وقرأ الباقون بالياء، لأنه قد فرق بين المؤنث وفعله، بـ «إليه» لأنه تأنيث غير حقيقي، ولأن معنى الثمرات الرزق فحمل على المعنى فذكر، وقد مضى له نظائر، وعللت بأشبع من هذا، والياء الاختيار لأن الجماعة على ذلك). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/175]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (14- {تُجْبَى إِلَيْهِ} [آية/ 57] بالتاء:
قرأها نافع ويعقوب يس- و-ان-.
والوجه أنه إنما أنث الفعل لتأنيث الفاعل وهو الثمرات، وأنها جماعة ثمرة.
وقرأ الباقون {يُجْبَى} بالياء، وكذلك ح- عن يعقوب.
والوجه أن الثمرات وإن كانت جمعًا لثمرة، فليس تأنيثها بحقيقي؛ لأنه تأنيث جمع، فيجوز فيه التذكير حملًا على الجمع، والتأنيث حملًا على الجماعة، وقد ازداد التركيز ههنا حسنًا؛ لمكان الفصل بالجار والمجرور). [الموضح: 986]

قوله تعالى: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ (58)}
قوله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ (59)}
قوله تعالى: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ (60)}
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ أبو عمرو وحده: (أفلا يعقلون) وتعقلون بالتاء والياء [القصص/ 60] وقرأ الباقون: بالتاء.
[قال أبو علي]: حجّة التاء قوله: وما أوتيتم من شيء أفلا تعقلون [القصص/ 60] ليكون الكلام وجها واحدا.
والياء: أفلا يعقلون يا محمّد). [الحجة للقراء السبعة: 5/424]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدّنيا وزينتها} {أفلا تعقلون}
قرأ أبو عمرو {أفلا يعقلون} بالياء على أنه قل لهم يا محمّد وما أوتيتم من شيء ثمّ قال {أفلا يعقلون}
وقرأ الباقون {أفلا تعقلون} بالتّاء لقوله {وما أوتيتم من شيء} ثمّ قال {أفلا تعقلون} فأجروا على ما تقدمه من الخطاب). [حجة القراءات: 548]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (13- قوله: {أفلا تعقلون} قرأه أبو عمرو بالياء على لفظ الغائب، رده على ما قبله من لفظ الغيبة في قوله: {ولكن أكثرهم لا يعلمون} «57» وقوله: {فتلك مساكنهم} «58» وقوله: {من بعدهم} وقوله: {عليهم} «59» وقوله: {وأهلها ظالمون}، وقرأ الباقون بالتاء، وهو الاختيار، ردوه على ما هو أقرب إليه من الخطاب في قوله: {وما أوتيتم من شيء}، وروي عن أبي عمرو أنه خيّر فيه، والمشهور عنه الياء). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/175]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {أَفَلَا يَعْقِلُونَ} [آية/ 60] بالياء:
قرأها أبو عمرو وحده.
والوجه أنه على الغيبة، فإن هذا ليس بخطاب النبي (صلى الله عليه وسلم)، كأنه قال: أفلا يعقل هؤلاء يا محمد؟ أي ألا يعلمون أن الباقي
[الموضح: 986]
خير من الفاني.
وقرأ الباقون {تَعْقِلُونَ} بالتاء.
والوجه أنه على موافقة ما قبله، وهو قوله تعالى {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}، ليكون الكلام على نسق واحد من حيث الخطاب). [الموضح: 987]

قوله تعالى: {أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (61)}
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ثمّ هو يوم القيامة من المحضرين}
قرأ الحلواني وإسماعيل عن نافع والكسائيّ {ثمّ هو يوم القيامة} بتخفيف الهاء وقرأ أبو عمرو بضم الهاء وكذلك الباقون وحجّة أبي عمرو في ضم الهاء أن {ثمّ} تنفصل من الكتابة ويحسن الوقف عليها وكأن هو مبتدأة في المعنى وإذا كانت مبتدأة لم يجز فيها غير الضّم وحجّة من سكن الهاء أنّها إذا اتّصلت بفاء أو واو كانت في قولهم أجمعين ساكنة و{ثمّ} أخت الفاء والواو فجرت مجراهما في حكم ما بعدها). [حجة القراءات: 548]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (16- {ثُمَّ هُوَ} [آية/ 61] بسكون الهاء:
قرأها نافع ن- والكسائي.
والوجه أنه على إجراء المنفصل مجرى المتصل؛ لأنه أجرى مهو من: {ثُمَّ هُوَ} مجرى عضد، فأُسكن الأوسط كما أسكن من عضدٍ فقيل: عضدٌ، وهذا لاستثقالهم توالي الحركات المختلفة، وقد سبق مثله.
وقرأ الباقون {ثُمَّ هُوَ} بتحريك الهاء. وهو الأصل). [الموضح: 987]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 17 صفر 1440هـ/27-10-2018م, 07:45 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة القصص

[ من الآية (62) إلى الآية (70) ]
{وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (62) قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ (63) وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ (64) وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ (65) فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ (66) فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ (67) وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68) وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (69) وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآَخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (70) }


قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (62)}
قوله تعالى: {قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ (63)}
قوله تعالى: {وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ (64)}
قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ (65)}
قوله تعالى: {فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ (66)}
قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ (67)}
قوله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68)}
قوله تعالى: {وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (69)}
قوله تعالى: {وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآَخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (70)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:51 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة