تفسير قوله تعالى: (فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (37) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا جويبر، عن الضحاك: {فكانت وردة كالدهان} [سورة الرحمن:37] قال: صافية كالدهان الصافية، يعني: الوردة أنها مخالطها صفرة). [الزهد لابن المبارك: 2/731]
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا المبارك، عن الحسن، قال: {وردةً كالدهان} قال: تتلون ألوانًا). [الزهد لابن المبارك: 2/731]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (قال زيد: {فكانت وردة كالدهان}، كعكر الزيت).
[الجامع في علوم القرآن: 1/124]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله وردة كالدهان قال إنها اليوم خضراء وسيكون لها يومئذ لون آخر).
[تفسير عبد الرزاق: 2/264]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فإذا انشقّت السّماء فكانت وردةً كالدّهان} يقول تعالى ذكره: فإذا انشقّت السّماء وتفطّرت، وذلك يوم القيامة، فكان لونها لون البرذون الورد أحمر.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني سليمان بن عبد الجبّار قال: حدّثنا محمّد بن الصّلت قال: حدّثنا أبو كدينة، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {فكانت وردةً كالدّهان} قال: كالفرس الورد.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فإذا انشقّت السّماء فكانت وردةً كالدّهان}. يقول: تغيّر لونها.
- حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن شبّويه قال: حدّثنا شهاب بن عبّادٍ قال: حدّثنا إبراهيم بن حميدٍ، عن إسماعيل ابن أبي خالدٍ، عن أبي صالحٍ، في قوله: {وردةً كالدّهان} قال كلون البرذون الورد، ثمّ كانت بعد كالدّهان.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {فكانت وردةً كالدّهان}. يقول: تتغيّر السّماء فيصير لونها كلون الدّابّة الوردة.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وردةً كالدّهان} هي اليوم خضراء كما ترون، ولونها يوم القيامة لونٌ آخر.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا محمّد بن مروان قال: حدّثنا أبو العوّام، عن قتادة، في قوله: {فإذا انشقّت السّماء فكانت وردةً كالدّهان} قال: هي اليوم خضراء، ولونها يومئذٍ الحمرة.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {وردةً كالدّهان} قال: إنّها اليوم خضراء، وسيكون لها يومئذٍ لونٌ آخر.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فكانت وردةً كالدّهان} قال: مشرقةٌ كالدّهان.
واختلف أهل التّأويل في معنى قوله: {كالدّهان} فقال بعضهم: معناه كالدّهن، صافية الحمرة مشرقةٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وردةً كالدّهان} قال: كالدّهن.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {كالدّهان} يقول: خالصةً.
وقال آخرون: عني بذلك: فكانت وردةً كالأديم، وقالوا: الدّهان: واحدٌ جماعهٌ: أدهنٌ ودهنٌ، وأمّا الذين قالوا: الدّهان من الدّهن، فإنّهم قالوا: الدّهان جماعٌ، واحدها دهنٌ.
وأولى القولين في ذلك بالصّواب قول من قال: عني به الدّهن في إشراق لونه، لأنّ ذلك هو المعروف في كلام العرب).
[جامع البيان: 22/226-229]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله كالدهان قال تصير السماء كالدهن
). [تفسير مجاهد: 2/642]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان}. قال تغير لونها. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: (فكانت وردة). يقول: حمراء {كالدهان} قال: هو الأديم الأحمر).
[الدر المنثور: 14/126-127]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {فكانت وردة كالدهان} قال: مثل لون الفرس الورد).
[الدر المنثور: 14/127]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه {فكانت وردة كالدهان} قال: حمراء كالدابة الوردة).
[الدر المنثور: 14/127]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي الجوزاء رضي الله عنه {فكانت وردة كالدهان} قال: وردة الجل {كالدهان} قال: كصفاء الدهن ألم تر العربي يقول: الجل الورد).
[الدر المنثور: 14/127]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن عطاء {فكانت وردة كالدهان} قال: لون السماء كلون دهن الورد في الصفرة).
[الدر المنثور: 14/127-128]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة {فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان} قال: هي اليوم خضراء كما ترون وإن لها يوم القيامة لونا آخر).
[الدر المنثور: 14/128]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله {فكانت وردة كالدهان} قال: كالدهن).
[الدر المنثور: 14/128]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه في قوله {فكانت وردة كالدهان} قال: صافية كصفاء الدهن).
[الدر المنثور: 14/128]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج محمد بن نصر عن لقمان بن عامر الحنفي أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم مر بشاب يقرأ {فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان} فوقف فاقشعر وخنقته العبرة يبكي ويقول: ويلي من يوم تنشق فيه السماء فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: يا فتى فوالذي نفسي بيده لقد بكيت الملائكة من بكائك).
[الدر المنثور: 14/128]
تفسير قوله تعالى: (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (38) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان} يقول تعالى ذكره: فبأيّ قدرة ربّكما معشر الجنّ والإنس على ما أخبركم بأنّه فاعلٌ بكم تكذّبان؟).
[جامع البيان: 22/229]
تفسير قوله تعالى: (فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ (39) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الحسن في قوله تعالى لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان قال قد حفظ الله عليهم أعمالهم).
[تفسير عبد الرزاق: 2/265]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فيومئذٍ لا يسأل عن ذنبه إنسٌ ولا جانٌّ (39) فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان (40) يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنّواصي والأقدام (41) فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: فيومئذٍ لا يسأل الملائكة المجرمين عن ذنوبهم، لأنّ اللّه قد حفظها عليهم، ولا يسأل بعضهم عن ذنوب بعضٍ ربّهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فيومئذٍ لا يسأل عن ذنبه إنسٌ ولا جانٌّ} يقول تعالى ذكره: لا يسألهم عن أعمالهم، ولا يسأل بعضهم عن بعضٍ وهو مثل قوله: {ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون} ومثل قوله لمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم {ولا تسأل عن أصحاب الجحيم}.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {لا يسأل عن ذنبه إنسٌ ولا جانٌّ} قال: حفظ اللّه عزّ وجلّ عليهم أعمالهم.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {لا يسأل عن ذنبه إنسٌ ولا جانٌّ}. قال: كان مجاهدٌ يقول: لا يسأل الملائكة عن المجرم، يعرفون بسيماهم.
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ قال: حدّثنا محمّد بن مروان قال: حدّثنا أبو العوّام، عن قتادة، {فيومئذٍ لا يسأل عن ذنبه إنسٌ ولا جانٌّ} قال: قد كانت مسألةٌ ثمّ ختم على ألسنة القوم فتتكلّم أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون).
[جامع البيان: 22/229-230]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان يقول لا تسأل الملائكة عن المجرم إنسا ولا جانا يقول يعرفون بسيماهم
). [تفسير مجاهد: 2/642-643]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان} قال: لا يسألهم هل عملتم كذا وكذا لأنه أعلم بذلك منهم ولكن يقول: لم عملتم كذا وكذا).
[الدر المنثور: 14/129]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن مردوية عن ابن عباس رضي الله عنهما {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان} يقول: لا أسألهم عن أعمالهم ولا أسأل بعضهم عن بعض وهو مثل قوله (ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون) (القصص 78) ومثل قوله (ولا تسأل عن أصحاب الجحيم) (البقرة 119) ).
[الدر المنثور: 14/129]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردوية عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يحاسب أحد يوم القيامة فيغفر له ويرى المسلم عمله في قبره يقول الله {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان}).
[الدر المنثور: 14/129]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج آدم، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر والبيهقي في الشعب عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان} قال: لا تسأل الملائكة عن المجرم يعرفونهم بسيماهم).
[الدر المنثور: 14/129]
تفسير قوله تعالى: (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (40) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان} يقول تعالى ذكره: فبأيّ نعم ربّكما معشر الثّقلين، الّتي أنعم عليكم من عدله فيكم، أنّه لم يعاقب منكم إلاّ مجرمًا - تكذّبان؟).
[جامع البيان: 22/231]
تفسير قوله تعالى: (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ (41) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الحسن في قوله تعالى يعرف المجرمون بسيماهم قال يعرفون باسوداد الوجوه وزرق الأعين).
[تفسير عبد الرزاق: 2/265]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا ابن نميرٍ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: لا يحاسب أحدٌ يوم القيامة إلاّ دخل الجنّة، ثمّ قرأت: {فأمّا من أوتي كتابه بيمينه * فسوف يحاسب حسابًا يسيرًا} ثمّ قرأت: {يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنّواصي والأقدام}). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 231]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {يعرف المجرمون بسيماهم} يقول تعالى ذكره تعرف الملائكة المجرمين بعلاماتهم وسيماهم الّتي يسوّمهم اللّه بها من اسوداد الوجوه، وازرقاق العيون.
- كما: حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الحسن، في قوله: {يعرف المجرمون بسيماهم} قال: يعرفون باسوداد الوجوه، وزرق الأعين.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا محمّد بن مروان قال: حدّثنا أبو العوّام، عن قتادة، {يعرف المجرمون بسيماهم} قال: زرق العيون، سود الوجوه.
وقوله: {فيؤخذ بالنّواصي والأقدام} يقول تعالى ذكره: فتأخذهم الزّبانية بنواصيهم وأقدامهم فتسحبهم إلى جهنّم، وتقذفهم فيها).
[جامع البيان: 22/231]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج هناد، وعبد بن حميد عن الضحاك رضي الله عنه في قوله {يعرف المجرمون بسيماهم} قال: بسواد وجوههم وزرقة عيونهم).
[الدر المنثور: 14/129-130]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه {يعرف المجرمون بسيماهم} قال: بسواد الوجوه وزرقة العيون).
[الدر المنثور: 14/130]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {فيؤخذ بالنواصي والأقدام} قال: تأخذ الزبانية بناصيته وقدميه ويجمع فيكسر كما يكسر الحطب في التنور).
[الدر المنثور: 14/130]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه في قوله {فيؤخذ بالنواصي والأقدام} قال: يأخذ الملك بناصية أحدهم فيقرنها إلى قدميه ثم يكسر ظهره ثم يلقيه في النار).
[الدر المنثور: 14/130]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج هناد في الزهد عن الضحاك رضي الله عنه في الآية قال: يجمع بين ناصيته وقدميه في سلسلة من وراء ظهره).
[الدر المنثور: 14/130]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن رجل من كندة قال: قلت لعائشة رضي الله عنها: أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنه يأتي عليه ساعة لا يملك لأحد شفاعة قالت: نعم لقد سألته فقال: نعم حين يوضع الصراط وحين تبيض وجوه وتسود وجوه وعند الجسر حتى يشحذ حتى يكون مثل شفرة السيف ويسجر حتى يكون مثل الجمرة فأما المؤمن فيجيزه ولا يضره وأما المنافق فينطلق حتى إذا كان في وسطه خز في قدميه يهوى بيديه إلى قدميه فهل رأيت من رجل يسعى حافيا فيؤخذ بشوكة حتى تكاد تنفذ قدميه فإنه كذلك يهوى بيديه إلى قدميه فيضربه الزباني بخطاف في ناصيته فيطرح في جهنم يهوي فيها خمسين عاما فقلت: أيثقل قال: يثقل خمس خلفات فيومئذ {يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام}).
[الدر المنثور: 14/130-131]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه والضياء المقدسي في صفة النار عن أنس رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: والذي نفسي بيده لقد خلقت زبانية جهنم قبل أن تخلق جهنم بألف عام فهم كل يوم يزدادون قوة إلى قوتهم حتى يقبضوا من قبضوا عليه بالنواصي والأقدام).
[الدر المنثور: 14/131]
تفسير قوله تعالى: (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (42) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان} يقول تعالى ذكره: فبأيّ نعم ربّكما معشر الجنّ والإنس الّتي أنعم عليكم بها من تعريفه ملائكته أهل الإجرام من أهل الطّاعة منكم حتّى خصّوا بالإذلال والإهانة المجرمين دون غيرهم- تكذّبان؟).
[جامع البيان: 22/231]
تفسير قوله تعالى: (هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (43) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {هذه جهنّم الّتي يكذّب بها المجرمون (43) يطوفون بينها وبين حميمٍ آنٍ (44) فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: يقال لهؤلاء المجرمين الّذين أخبر جلّ ثناؤه أنّهم يعرفون يوم القيامة بسيماهم حين يؤخذ بالنّواصي منهم والأقدام: هذه جهنّم الّتي يكذّب بها المجرمون، فترك ذكر يقال اكتفاءً بدلالة الكلام عليه منه.
وذكر أنّ ذلك في قراءة عبد اللّه هذه جهنّم الّتي كنتما بها تكذّبان، تصليانها، لا تموتان فيها ولا تحييان).
[جامع البيان: 22/232]
تفسير قوله تعالى: (يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آَنٍ (44) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الحسن في قوله تعالى وبين حميم آن قال يقول قد آن أي قد بلغ منتهى حره).
[تفسير عبد الرزاق: 2/265]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {يطوفون بينها وبين حميمٍ آنٍ} يقول تعالى ذكره: يطوف هؤلاء المجرمون الّذين وصف صفتهم في جهنّم بين أطباقها {وبين حميمٍ آنٍ} يقول: وبين ماءٍ قد سخن وغلي حتّى انتهى حرّه وأنى طبخه؛ وكلّ شيءٍ قد أدرك وبلغ فقد أنى؛ ومنه قوله: {غير ناظرين إناه} يعني: إدراكه وبلوغه، كما قال نابغة بني ذبيان:
ويخضب لحيةً غدرت وخانت بأحمر من نجيع الجوف آني.
يعني: مدركٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وبين حميمٍ آنٍ}. يقول: انتهى حرّه.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وبين حميمٍ آنٍ}. يقول: غلى حتّى انتهى غليه.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {وبين حميمٍ آنٍ} قال: قد بلغ إناه.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يعقوب، عن جعفرٍ، عن سعيدٍ قال: الآني الّذي قد انتهى حرّه.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا شبيب بن بشرٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، {يطوفون بينها وبين حميمٍ آنٍ} قال: الآني: ما اشتدّ غليانه ونضجه.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {حميمٍ آنٍ}. قال: هو الّذي انتهى غليه.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا محمّد بن مروان قال: حدّثنا أبو العوّام، عن قتادة، {وبين حميمٍ آنٍ} قال: أنى طبخها منذ يوم خلق اللّه السّماوات والأرض.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {يطوفون بينها وبين حميمٍ آنٍ} يقول: حميمٍ قد أنى طبخه منذ خلق اللّه السّماوات والأرض.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الحسن، {حميمٍ آنٍ}، يقول: قد آن منتهى حرّه.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {حميمٍ آنٍ} قال: قد انتهى حرّه.
وقال بعضهم: عني بالآني: الحاضر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {يطوفون بينها وبين حميمٍ آنٍ} قال: يطوفون بينها وبين حميمٍ حاضرٍ، الآني: الحاضر).
[جامع البيان: 22/232-234]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وبين حميم آن يقول حميم قد بلغ إناه
). [تفسير مجاهد: 2/643]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وبين حميم آن} قال: الذي انتهى حره).
[الدر المنثور: 14/131-132]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي والطبراني عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله {حميم آن} قال: الآني الذي انتهى طبخه وحره قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت نابغة بني ذبيان وهو يقول:
ويخضب لحية غدرت وخانت * بأحمى من نجيع الجوف آني).
[الدر المنثور: 14/132]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وبين حميم آن} قال: قد آنى طبخة منذ خلق الله السموات والأرض).
[الدر المنثور: 14/132]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {وبين حميم آن} قال: قد بلغ إناه).
[الدر المنثور: 14/132]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه {وبين حميم آن} قال: نار قد اشتد حرها).
[الدر المنثور: 14/132]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن سعيد بن جبير {وبين حميم آن} قال: النحاس انتهى حره).
[الدر المنثور: 14/132]
تفسير قوله تعالى: (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (45) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان} يقول: فبأيّ نعم ربّكما معشر الجنّ والإنس الّتي أنعمها عليكم بعقوبته أهل الكفر به وتكريمه أهل الإيمان به تكذّبان).
[جامع البيان: 22/234]