العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء الذاريات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 04:49 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي تفسير سورة القمر [ من الآية (47) إلى الآية (55) ]

{إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50) وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (51) وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (53) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ (55)}


روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- أسباب النزول
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 05:16 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ضلال وسعر قال ضلال وعناء). [تفسير عبد الرزاق: 2/260-261]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن داود بن قيس قال سمعت محمد بن كعب القرظي قال كنت أقرأ هذه الآية فلا أدري من عني بها حتى سقطت عليها إن المجرمين في ضلال وسعر إلى كلمح بالبصر فإذا هم المكذبون بالقدر). [تفسير عبد الرزاق: 2/261]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن محمد بن يحيى عن الثوري عن زياد بن إسماعيل عن محمد ابن عباد بن جعفر عن أبي هريرة قال جاء مشركو قريش إلى النبي يخاصمونه في القدر فنزلت إن المجرمين في ظلل وسعر يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقنه بقدر). [تفسير عبد الرزاق: 2/261]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّ المجرمين في ضلالٍ وسعرٍ} يقول تعالى ذكره: إنّ المجرمين في ذهابٍ عن الحقّ، وأخذٍ على غير هدًى {وسعرٍ} يقول: في احتراقٍ من شدّة العناء والنّصب في الباطل.
- كما: حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {في ضلالٍ وسعرٍ} قال: في عناءٍ). [جامع البيان: 22/159]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن محمد بن كعب قال: كنت أقرأ هذه الآية فما أدري من عني بها حتى سقطت عليها {إن المجرمين في ضلال وسعر} إلى قوله {كلمح بالبصر} فإذا هم المكذبون بالقدر). [الدر المنثور: 14/94]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال: نزلت هذه الآية في أهل التكذيب إلى آخر الآية قال مجاهد: قلت لابن عباس: ما تقول فيمن يكذب بالقدر قال: أجمع بيني وبينه قلت: ما تصنع به قال: أخنقه حتى أقتله). [الدر المنثور: 14/94]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صنفان من أمتي ليس لهما في الإسلام نصيب المرجئة والقدرية أنزلت فيهم آية من كتاب الله {إن المجرمين في ضلال وسعر} إلى آخر الآية). [الدر المنثور: 14/94-95]

تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) )
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {يسحبون في النّار على وجوههم}
- أخبرنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا خالدٌ، قال: حدّثنا ابن جريجٍ، قال: حدّثني يونس بن يوسف، عن سليمان بن يسارٍ، قال: تفرّق النّاس على أبي هريرة، فقال له ناتلٌ: أيّها الشّيخ، حدّثني حديثًا سمعته، قال: نعم، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: " أوّل النّاس يقضى يوم القيامة عليه ثلاثةٌ: رجلٌ استشهد فأتي به فعرّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟، قال: قاتلت فيك حتّى استشهدت، قال: كذبت، ولكن قاتلت لأن يقال: فلانٌ جريءٌ، قد قيل، ثمّ أمر به فسحب على وجهه، حتّى ألقي في النّار، ورجلٌ تعلّم العلم وعلّمه، وقرأ القرآن، فأتي به فعرّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟، قال: تعلّمت العلم وعلّمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكن تعلّمت العلم ليقال: عالمٌ، وقرأت القرآن ليقال: قارئٌ، فقد قيل، ثمّ أمر به فسحب على وجهه حتّى ألقي في النّار، ورجلٌ وسّع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كلّه، فأتي به فعرّفه نعمه فعرفها، قال: ما عملت فيها؟، قال: ما تركت من سبيلٍ تحبّ أن ينفق فيها إلّا أنفقت فيها لك، قال: كذبت، ولكن فعلت ليقال: جوادٌ، فقد قيل، ثمّ أمر به فسحب على وجهه حتّى ألقي في النّار "). [السنن الكبرى للنسائي: 10/284]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {يوم يسحبون في النّار على وجوههم} يقول تعالى ذكره: يوم يسحب هؤلاء المجرمون في النّار على وجوههم.
وقد تأوّل بعضهم قوله: {في النّار على وجوههم} إلى النّار وذكر أنّ ذلك في قراءة عبد اللّه يوم يسحبون إلى النّار على وجوههم.
وقوله: {ذوقوا مسّ سقر} يقول تعالى ذكره: يوم يسحبون في النّار على وجوههم، يقال لهم: ذوقوا مسّ سقر، وترك ذكر يقال لهم استغناءً بدلالة الكلام عليه من ذكره.
فإن قال قائلٌ: وكيف يذاق مسّ سقر، أو له طعمٌ فيذاق؟ فإنّ ذلك مختلفٌ فيه؛ فقال بعضهم: قيل ذلك كذلك على مجاز الكلام، كما يقال: كيف وجدت طعم الضّرب وهو مجازٌ؟ وقال آخر: ذلك كما يقال: وجدت مسّ الحمّى يراد به أوّل ما نالني منها، وكذلك وجدت طعم عفوك.
وأمّا سقر فإنّها اسم بابٍ من أبواب جهنّم وترك إجراؤها لأنّها اسمٌ لمؤنّثٍ معرفةٍ). [جامع البيان: 22/159-160]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: إني لأجد في كتاب الله قوما يسحبون في النار على وجوههم يقال لهم {ذوقوا مس سقر} لأنهم كانوا يكذبون بالقدر وإني لا أراهم فلا أدري أشيء كان قبلنا أم شيء فيما بقي). [الدر المنثور: 14/95]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال: ما نزلت هذه الآية إلا تعييرا لأهل القدر {ذوقوا مس سقر (48) إنا كل شيء خلقناه بقدر}). [الدر المنثور: 14/95]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) )
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا أبو كريبٍ، وأبو بكرٍ بندارٌ، قالا: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن زياد بن إسماعيل، عن محمّد بن عبّاد بن جعفرٍ المخزوميّ، عن أبي هريرة، قال: جاء مشركو قريشٍ يخاصمون النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في القدر فنزلت {يوم يسحبون في النّار على وجوههم ذوقوا مسّ سقر (48) إنّا كلّ شيءٍ خلقناه بقدرٍ}.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). [سنن الترمذي: 5/252]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّا كلّ شيءٍ خلقناه بقدرٍ} يقول تعالى ذكره: إنّا خلقنا كلّ شيءٍ بمقدارٍ قدّرناه وقضيناه، وفي هذا بيانٌ أنّ اللّه جلّ ثناؤه، توعّد هؤلاء المجرمين على تكذيبهم بالقدر مع كفرهم به.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس بن عبد الأعلى قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: حدّثنا هشام بن سعدٍ، عن أبي ثابتٍ، عن إبراهيم بن محمّدٍ، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، أنّه كان يقول: إنّي أجد في كتاب اللّه قومًا يسحبون في النّار على وجوههم، يقال لهم: {ذوقوا مسّ سقر} لأنّهم كانوا يكذّبون بالقدر، وإنّي لا أراهم، فلا أدري أشيءٌ كان قبلنا، أم شيءٌ فيما بقي؟
- حدّثنا ابن بشّارٍ، وابن المثنّى قالا: حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ قال: حدّثنا سفيان، عن زياد بن إسماعيل السّهميّ، عن محمّد بن عبّاد بن جعفرٍ، عن أبي هريرة، أنّ مشركي، قريشٍ خاصمت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في القدر، فأنزل اللّه {إنّا كلّ شيءٍ خلقناه بقدرٍ}.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، وابن المثنّى، وأبو كريبٍ، قالوا: حدّثنا وكيع بن الجرّاح قال: حدّثنا سفيان، عن زياد بن إسماعيل السّهميّ، عن محمّد بن عبّاد بن جعفرٍ المخزوميّ، عن أبي هريرة قال: جاء مشركو قريشٍ إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يخاصمونه في القدر، فنزلت {إنّ المجرمين في ضلالٍ وسعرٍ}.
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، عن سفيان، عن زياد بن إسماعيل السّهميّ، عن محمّد بن عبّاد بن جعفرٍ المخزوميّ، عن أبى هريرة، بنحوه.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم قال: حدّثنا هشيمٌ قال: أخبرنا حصينٌ، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرّحمن السّلميّ قال: لمّا نزلت هذه الآية {إنّا كلّ شيءٍ خلقناه بقدرٍ} قال رجلٌ: يا رسول اللّه ففيم العمل؟ أفي شيءٍ نستأنفه، أو في شيءٍ قد فرغ منه؟ قال: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: اعملوا فكلٌّ ميسّرٌ، سنيسّره لليسرى، وسنيسّره للعسرى.
- حدّثنا ابن أبي الشّوارب قال: حدّثنا عبد الواحد بن زيادٍ قال: حدّثنا خصيفٌ قال: سمعت محمّد بن كعبٍ القرظيّ، يقول: لمّا تكلّم النّاس في القدر نظرت، فإذا هذه الآية أنزلت فيهم {إنّ المجرمين في ضلالٍ وسعرٍ} إلى قوله {خلقناه بقدرٍ}.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، ويزيد بن هارون قالا: حدّثنا سفيان، عن سالمٍ، عن محمّد بن كعبٍ قال: ما نزلت هذه الآية إلاّ تعييرًا لأهل القدر {ذوقوا مسّ سقر إنّا كلّ شيءٍ خلقناه بقدرٍ}.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن سالم بن أبي حفصة، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ {ذوقوا مسّ سقر} قال: نزلت تعييرًا لأهل القدر.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال حدّثنا مهران، عن سفيان، عن زياد بن إسماعيل السّهميّ، عن محمّد بن عبّاد بن جعفرٍ المخزوميّ، عن أبي هريرة قال: جاء مشركو قريشٍ إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يخاصمونه في القدر، فنزلت: {إنّا كلّ شيءٍ خلقناه بقدرٍ}.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن خارجة، عن أسامة، عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ، مثله.
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إنّا كلّ شيءٍ خلقناه بقدرٍ} قال: خلق اللّه الخلق كلّهم بقدرٍ، وخلق لهم الخير والشّرّ بقدرٍ، فخير الخير السّعادة، وشرّ الشّرّ الشّقاء، وبئس الشّرّ الشّقاء.
واختلف أهل العربيّة في وجه نصب قوله: {كلّ شيءٍ خلقناه بقدرٍ} فقال بعض نحويّي البصرة: نصب كلّ شيء في لغة من قال: عبد اللّه ضربته؛ قال: وهي في كلام العرب كثيرٌ قال: وقد رفعت كلّ في لغة من رفع، ورفعت على وجهٍ آخر قال {إنّا كلّ شيءٍ خلقناه بقدرٍ} فجعل خلقناه من صفة الشّيء.
وقال غيره: إنّما نصب كلّ لأنّ قوله خلقناه فعلٌ، لقوله إنّا، وهو أولى بالتّقديم إليه من المفعول، فلذلك اختير النّصب، وليس قيل عبد اللّه في قوله: عبد اللّه ضربته شيءٌ هو أولى بالفعل، وكذلك إنّا طعامك أكلناه الاختيار النّصب لأنّك تريد: إنّا أكلنا طعامك الأكل، أولى بأنّا من الطّعام قال: وأمّا قول من قال: خلقناه وصفٌ للشّيء فبعيدٌ، لأنّ المعنى: إنّا خلقناه كلّ شيءٍ بقدرٍ.
وهذا القول الثّاني أولى بالصّواب عندي من الأوّل للعلل الّتي ذكرت لصاحبها). [جامع البيان: 22/160-163]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا محمّد بن أحمد بن تميمٍ القنطريّ، ثنا أبو قلابة، ثنا أبو عنبسة، عن الزّهريّ، أنّه تلا قول اللّه تعالى {إنّ المجرمين في ضلالٍ وسعرٍ} [القمر: 47] الآية إلى {بقدرٍ} [القمر: 49] فقال: ثنا سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «آخر الكلام في القدر لشرار هذه الأمّة» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط البخاريّ ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/514]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: جاء مشركو قريشٍ يخاصمون رسول الله صلى الله عليه وسلم في القدر، فنزلت {يوم يسحبون في النّار على وجوههم ذوقوا مسّ سقر (48) إنا كلّ شيءٍ خلقناه بقدرٍ} [القمر: 48، 49].
أخرجه مسلم، والترمذي). [جامع الأصول: 2/372-373]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {إنّا كلّ شيءٍ خلقناه بقدرٍ} [القمر: 49].
- عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: ما أنزلت هذه الآية {إنّ المجرمين في ضلالٍ وسعرٍ (47) يوم يسحبون في النّار على وجوههم ذوقوا مسّ سقر (48) إنّا كلّ شيءٍ خلقناه بقدرٍ} [القمر: 47 - 49] إلّا في أهل القدر.
رواه البزّار، وفيه يونس بن الحارث وثّقه ابن معينٍ وابن حبّان وفيه ضعفٌ، وبقيّة رجاله ثقاتٌ.
- وعن ابن عبّاسٍ قال: نزلت هذه الآية في القدريّة {يوم يسحبون في النّار على وجوههم ذوقوا مسّ سقر (48) إنّا كلّ شيءٍ خلقناه بقدرٍ (49)} [القمر: 48، 49].
رواه الطّبرانيّ، وفيه عبد الوهّاب بن مجاهدٍ وهو ضعيفٌ.
- وعن زرارة عن النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - «{ذوقوا مسّ سقر (48) إنّا كلّ شيءٍ خلقناه بقدرٍ} [القمر: 48 - 49] قال: " نزلت في أناسٍ من أمّتي في آخر الزّمان يكذّبون بقدر اللّه - عزّ وجلّ» ".
رواه الطّبرانيّ، وفيه من لم أعرفه). [مجمع الزوائد: 7/117]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (حدّثنا عمرو بن عليٍّ، ثنا الضّحّاك بن مخلدٍ، ثنا يونس بن الحارث، عن عمرو بن شعيبٍ، عن أبيه، عن جدّه، قال: ما أنزلت هذه الآية: {إنّ المجرمين في ضلالٍ وسعرٍ {47} يوم يسحبون في النّار على وجوههم ذوقوا مسّ سقر {48} إنّا كلّ شيءٍ خلقناه بقدرٍ {49} } [القمر: 47-49] إلا في أهل القدر). [كشف الأستار عن زوائد البزار: 3/72-73]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال أحمد بن منيعٍ: ثنا مروان بن شجاع، عن ابن جريج، عن عطاء قال: "أتيت ابن عباس وهو ينزع في زمزم وقد ابتلت أسافل ثيابه، فقلت له: قد تكلم في القدر. قال: قد فعلوها! ما نزلت هذه الآية إلا فيهم (ذوقوا مس سقر (48) إنا كل شيء خلقناه بقدر) أولئك شرار هذه الأمة، لا تعودوا مرضاهم، ولا تصلوا على موتاهم، إن أريتني أحداً، منهم لأفقأن عينه بأصبعي هاتين".
هذا إسناد رواته ثقات). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/280]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 47 - 53.
أخرج أحمد ومسلم، وعبد بن حميد والترمذي، وابن ماجة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء مشركو قريش إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم يخاصمونه في القدر فنزلت {يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر (48) إنا كل شيء خلقناه بقدر}). [الدر المنثور: 14/89]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البزار، وابن المنذر بسند جيد من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: ما أنزلت هذه الآية {إن المجرمين في ضلال وسعر (47) يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر (48) إنا كل شيء خلقناه بقدر} إلا في أهل القدر). [الدر المنثور: 14/89]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه، وابن شاهين، وابن منده والباوردي في الصحابة والخطيب في تالي التلخيص، وابن عساكر عن زرارة رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنه تلا هذه الآية {ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر} قال: في أناس من أمتي في آخر الزمان يكذبون بقدر الله). [الدر المنثور: 14/89-90]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عدي، وابن مردويه والديلمي، وابن عساكر بسند ضعيف عن أبي أمامة رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن هذه الآية نزلت في القدرية {إن المجرمين في ضلال وسعر}). [الدر المنثور: 14/90]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن سعد، وابن المنذر عن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه وكانت أمه لبابة بنت عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قالت: كنت أزور جدي ابن عباس رضي الله عنهما في كل يوم جمعة قبل أن يكف بصره فسمعته يقرأ في المصحف فلما أتى على هذه الآية {إن المجرمين في ضلال وسعر (47) يوم يسحبون في النار على وجوههم} قال: يا بنية ما أعرف أصحاب هذه الآية ما كانوا بعد وليكونن). [الدر المنثور: 14/90]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه من طريق عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قيل له: قد تكلم في القدر فقال: أو فعلوها والله ما نزلت هذه الآية إلا فيهم {ذوقوا مس سقر (48) إنا كل شيء خلقناه بقدر} أولئك شرار هذه الأمة لا تعودوا مرضاهم ولا تصلوا على موتاهم إن أريتني واحدا منهم فقأت عينيه بأصبعي هاتين). [الدر المنثور: 14/90-91]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني، وابن مردويه من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نزلت هذه الآية في القدرية {يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر (48) إنا كل شيء خلقناه بقدر}). [الدر المنثور: 14/91]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما {إنا كل شيء خلقناه بقدر} قال: خلق الله الخلق كلهم بقدر وخلق لهم الخير والشر بقدر). [الدر المنثور: 14/91]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج مسلم عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل شيء بقضاء وقدر حتى العجز والكيس). [الدر المنثور: 14/91]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في تاريخه عن ابن عباس قال: كل شيء بقضاء وقدر حتى وضعك يدك على خدك). [الدر المنثور: 14/91]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لكل أمة مجوس ومجوس أمتي الذين يقولون لا قدر إن مرضوا فلا تعودهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم). [الدر المنثور: 14/91]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سفيان بن عيينة في جامعه عن محمد بن كعب القرظي قال: إنما نزلت هذه {يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر (48) إنا كل شيء خلقناه بقدر} تعييرا لأهل القدر). [الدر المنثور: 14/92]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر قال: المكذبون بالقدر مجرمو هذه الأمة وفيهم أنزلت هذه الآية {إن المجرمين في ضلال وسعر} إلى قوله {إنا كل شيء خلقناه بقدر}). [الدر المنثور: 14/93]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله {إنا كل شيء خلقناه بقدر} قال: يقول خلق كل شيء فقدره فقدر الدرع للمرأة والقميص للرجل والقتب للبعير والسرج للفرس ونحو هذا). [الدر المنثور: 14/93]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لكل أمة مجوسا وإن مجوس هذه الأمة الذين يقولون لا قدر فمن مرض فلا تعوده وإن مات فلا تشهدوه وهم من شيعة الدجال حق على الله أن يلحقهم به). [الدر المنثور: 14/95]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: سمعت بأذني هاتين رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول ما خلق الله القلم قيل: اكتب لا بد قال: وما لا بد قال: القدر قال: وما القدر قال: تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك إن مت على غير ذلك دخلت النار). [الدر المنثور: 14/95-96]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا كان يوم القيامة أمر الله مناديا ينادي أين خصماء الله فيقومون مسودة وجوههم مزرقة عيونهم مائلا شفاههم يسيل لعابهم يقذرهم من رآهم فيقولون: والله يا ربنا ما عبدنا من دونك شمسا ولا قمرا ولا حجرا ولا وثنا قال ابن عباس رضي الله عنهما: لقد أتاهم الشرك من حيث لا يعلمون ثم تلا ابن عباس (يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون) (المجادلة 18) هم والله القدريون ثلاث مرات). [الدر المنثور: 14/96]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه قال: ذكر لابن عباس أن قوما يقولون في القدر فقال ابن عباس رضي الله عنهما: إنهم يكذبون بكتاب الله فلآخذن بشعر أحدهم فلأنصينه إن الله كان على عرشه قبل أن يخلق شيئا وأول شيء خلق القلم وأمره أن يكتب ما هو كائن فإنما يجري الناس على أمر قد فرغ منه). [الدر المنثور: 14/96]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي يحيى الأعرج قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما وذكر القدرية فقال: لو أدركت بعضهم لفعلت به كذا وكذا ثم قال: الزنا بقدر والسرقة بقدر وشرب الخمر بقدر). [الدر المنثور: 14/96]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن أبي عبد الرحمن السلمي رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية {إنا كل شيء خلقناه بقدر} قال رجل: يا رسول الله ففيم العمل أفي شيء نستأنفه أم في شيء قد فرغ منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اعملوا فكل ميسر سنيسره لليسرى وسنيسره للعسرى). [الدر المنثور: 14/97]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما أمرنا إلاّ واحدةٌ كلمحٍ بالبصر (50) ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مّدّكرٍ (51) وكلّ شيءٍ فعلوه في الزّبر}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: وما أمرنا للشّيء إذا أمرناه وأردنا أن نكوّنه إلاّ قولةٌ واحدةٌ: كن فيكون، لا مراجعة فيها ولا مرادّة {كلمحٍ بالبصر} يقول جلّ ثناؤه: فيوجد ما أمرناه وقلنا له: كن كسرعة اللّمح بالبصر لا يبطئ ولا يتأخّر). [جامع البيان: 22/163-164]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: ما طن ذباب إلا بقدر ثم قرأ {وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر}). [الدر المنثور: 14/93]

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (51) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب {ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدّكرٍ} [القمر: 51]
- حدّثنا يحيى، حدّثنا وكيعٌ، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد، عن عبد اللّه، قال: قرأت على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (فهل من مذّكرٍ) فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم " {فهل من مدّكرٍ} [القمر: 51] "). [صحيح البخاري: 6/143]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (بابٌ: {ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مذّكرٍ} (القمر: 51)
أي: هذا باب في قوله تعالى: {ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مذكّر} هذا في قضيّة القدريّة وفي المجرمين. قوله: (أشياعكم) ، أي: أشباهكم في الكفر من الأمم السالفة.
- حدّثنا يحيى حدّثنا وكيعٌ عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد عن عبد الله قال قرأت على النبيّ صلى الله عليه وسلم فهل من مذّكرٍ فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: {فهل من مذّكرٍ}..
هذا طريق آخر في الحديث المذكور أخرجه عن يحيى بن موسى السّختيانيّ البلخي الّذي يقال له: الخت، بالخاء المعجمة
وتشديد التّاء المثنّاة من فوق عن وكيع عن إسرائيل بن يونس عن جده أبي إسحاق عمرو السبيعي إلى آخره.
واعلم أن البخاريّ روى هذا الحديث من ستّة طرق كما رأيت. الأول: مترجم بقوله: {تجري بأعيننا} (القمر: 14) إلى آخره، والباقي وهو الخمسة بخمس تراجم أيضا على رأس كل ترجمة لفظ: باب، وفي بعض النّسخ لم يذكر لفظ باب، أصلا. وقال الكرماني: ما معنى تكرار هذا الحديث في هذه التراجم السّتّة؟ وما وجه المناسبة بينه وبينها؟ فأجاب بقوله: لعلّ غرضه أن المذكور في هذه السّورة الّذي هو في المواضع السّتّة كله بالمهملة. انتهى. قلت: مدار هذا الحديث بطرقه على أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد، وأما فائدة قوله: {فذوقوا عذابي ونذر (39) ولقد يسرنا القرآن للذّكر فهل من مدكر} (القمر: 39، 40) أن يجددوا عند استماع كل نبأ من الأنباء الّتي أتت من الأمم السالفة إدكارا واتعاظا. وينتبهوا إذا سمع الحث على ذلك). [عمدة القاري: 19/209-210]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب {ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدّكرٍ}
هذا (باب) بالتنوين في قوله تعالى: ({ولقد أهلكنا أشياعكم}) أشباهكم ونظراءكم في الكفر من الأمم السالفة ({فهل من مدّكر}) [القمر: 51] من يتذكر ويعلم أن ذلك حق فيخاف ويعتبر وسقط لفظ باب لغير أبي ذر.
- حدّثنا يحيى، حدّثنا وكيعٌ عن إسرائيل، عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد عن عبد اللّه قال: قرأت على النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- {فهل من مذّكرٍ} فقال النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم-: {فهل من مدّكرٍ}.
وبه قال: (حدّثنا يحيى) بن موسى الختي بالخاء المعجمة والفوقية المشددة المكسورة قال: (حدّثنا وكيع) الرؤاسي بضم الراء وهمزة فمهملة الكوفي (عن إسرائيل) بن يونس (عن) جده (أبي إسحاق) السبيعي (عن الأسود بن يزيد) بن قيس النخعي (عن عبد الله) بن مسعود -رضي الله عنه- أنه (قال: قرأت على النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- {فهل من مذّكرٍ}) بالذال المعجمة (فقال النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم-: فهل من مدّكر) بالمهملة والتكرير في فهل من مدّكر بالسورة بعد القصص المذكورة في السورة استدعاء لأفهام السامعين ليعتبروا). [إرشاد الساري: 7/366]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله{ ولقد أهلكنا أشياعكم فهل}. يقول تعالى ذكره لمشركي قريشٍ الّذين كذّبوا رسوله محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم: ولقد أهلكنا أشياعكم معشر كفّار قريشٍ من الأمم السّالفة والقرون الخالية، على مثل الّذي أنتم عليه من الكفر باللّه، وتكذيب رسوله {فهل من مدّكر} يقول: فهل منكم من متّعظٌ يتّعظ بذلك، ومنزجرٌ ينزجر به؟.
- كما: حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدّكر} قال: أشياعكم من أهل الكفر من الأمم الماضية، يقول: فهل من أحدٍ يتذكّر؟). [جامع البيان: 22/164]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن زيد: (ولقد أهلكنا أشياعكم) قال: أشياعهم من أهل الكفر من الامم السالفة (فهل من مذكر) يقول: هل من أحد يتذكر). [الدر المنثور: 14/92]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن زيد {ولقد أهلكنا أشياعكم} قال: أشياعهم من أهل الكفر من الأمم السالفة {فهل من مدكر} يقول: هل من أحد يتذكر). [الدر المنثور: 14/93]

تفسير قوله تعالى: (وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وكلّ شيءٍ فعلوه في الزّبر} يقول تعالى ذكره: وكلّ شيءٍ فعله أشياعكم الّذين مضوا قبلكم معشر كفّار قريشٍ في الزّبر، يعني في الكتب الّتي كتبتها الحفظة عليهم وقد يحتمل أن يكون مرادًا به في أمّ الكتاب.
- كما: حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ يقول: حدّثنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك يقول في قوله: {في الزّبر}. قال: الكتب.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وكلّ شيءٍ فعلوه في الزّبر}. قال: في الكتاب). [جامع البيان: 22/164-165]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن شاهين في السنة عن محمد بن كعب القرظي قال: طلبت هذا القدر فيما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم فوجدته في {اقتربت الساعة} {وكل شيء فعلوه في الزبر} {وكل صغير وكبير مستطر}). [الدر المنثور: 14/92]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج {وكل شيء فعلوه في الزبر} قال: في الكتاب). [الدر المنثور: 14/92]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: جاء العاقب والسيد وكانا رأسي النصارى بنجران فتكلما بين يدي النّبيّ صلى الله عليه وسلم بكلام شديد في القدر والنبي صلى الله عليه وسلم ساكت ما يجيبهما بشيء حتى انصرفا فأنزل الله {أكفاركم خير من أولئكم} الذين كفروا وكذبوا بالله قبلكم {أم لكم براءة في الزبر} في الكتاب الأول إلى قوله {ولقد أهلكنا أشياعكم} الذين كفروا وكذبوا بالقدر قبلكم {وكل شيء فعلوه في الزبر} في أم الكتاب). [الدر المنثور: 14/93-94] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (53) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني مسلم بن خالد عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله: {وكل صغيرٍ وكبيرٍ مستطرٌ}، قال: مكتوبٌ). [الجامع في علوم القرآن: 1/19]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله مستطر قال محفوظ مكتوب). [تفسير عبد الرزاق: 2/261]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وكلّ صغيرٍ وكبيرٍ مستطرٌ (53) إنّ المتّقين في جنّاتٍ ونهرٍ (54) في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدرٍ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: {وكلّ صغيرٍ وكبيرٍ مستطرٌ} كلّ صغيرٍ من الأشياء وكبيرٍ. يقول: وكلّ صغيرٍ وكبيرٍ منهم {مستطرٌ} يقول: مثبتٌ في الكتاب مكتوبٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وكلّ صغيرٍ وكبيرٍ مستطرٌ} يقول: مكتوبٌ، فإذا أراد اللّه أن ينزل كتابًا نسخته السّفرة.
- حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرنا مسلمٌ،عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله: {وكلّ صغيرٍ وكبيرٍ مستطرٌ} قال: مكتوبٌ.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا عبيد اللّه بن معاذٍ، عن أبيه، عن عمران بن حديرٍ، عن عكرمة قال: مكتوبٌ في كلّ سطرٍ.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {مستطرٌ} قال: محفوظٌ مكتوبٌ.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وكلّ صغيرٍ وكبيرٍ مستطرٌ} أي محفوظٌ.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول: {مستطرٌ} قال: مكتوبٌ.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وكلّ صغيرٍ وكبيرٍ مستطرٌ} قال: مكتوبٌ.
وقرأ {وما من دابّةٍ في الأرض إلاّ على اللّه رزقها ويعلم مستقرّها ومستودعها كلٌّ في كتابٍ مبينٍ}.
وقرأ {وما من دابّةٍ في الأرض ولا طائرٍ يطير بجناحيه إلاّ أممٌ أمثالكم ما فرّطنا في الكتاب من شيءٍ} إنّما هو مفتعلٌ من سطرت: إذا كتبت سطرًا). [جامع البيان: 22/165-166]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن شاهين في السنة عن محمد بن كعب القرظي قال: طلبت هذا القدر فيما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم فوجدته في {اقتربت الساعة} {وكل شيء فعلوه في الزبر} {وكل صغير وكبير مستطر}). [الدر المنثور: 14/92] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله تعالى {وكل صغير وكبير مستطر} قال: مسطور في الكتاب). [الدر المنثور: 14/92]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة {وكل صغير وكبير مستطر} قال: محفوظ مكتوب). [الدر المنثور: 14/92]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله {وكل صغير وكبير مستطر} قال: مكتوب). [الدر المنثور: 14/93]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن عكرمة {مستطر} مكتوب في سطر). [الدر المنثور: 14/93]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: جاء العاقب والسيد وكانا رأسي النصارى بنجران فتكلما بين يدي النّبيّ صلى الله عليه وسلم بكلام شديد في القدر والنبي صلى الله عليه وسلم ساكت ما يجيبهما بشيء حتى انصرفا فأنزل الله {أكفاركم خير من أولئكم} الذين كفروا وكذبوا بالله قبلكم {أم لكم براءة في الزبر} في الكتاب الأول إلى قوله {ولقد أهلكنا أشياعكم} الذين كفروا وكذبوا بالقدر قبلكم {وكل شيء فعلوه في الزبر} في أم الكتاب {وكل صغير وكبير مستطر} يعني مكتوب إلى آخر السورة). [الدر المنثور: 14/93-94]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّ المتّقين في جنّاتٍ ونهرٍ} يقول تعالى ذكره: إنّ الّذين اتّقوا عقاب اللّه بطاعته وأداء فرائضه، واجتناب معاصيه في بساتين يوم القيامة، وأنهارٍ.
ووحّد النّهر في اللّفظ ومعناه الجمع، كما وحّد الدّبر، ومعناه الإدبار في قوله: {ويولّون الدّبر}.
وقد قيل: إنّ معنى ذلك: إنّ المتّقين في سعةٍ يوم القيامة وضياءٍ، فوجّهوا معنى قوله: {ونهرٍ} إلى معنى النّهار وزعم الفرّاء أنّه سمع بعض العرب ينشد:
إن تك ليليًّا فإنّي نهر متى أتى الصّبح فلا أنتظر.
وقوله: نهرٍ على هذا التّأويل مصدرٌ من قولهم: نهرت أنهر نهرًا وعنى بقوله: فإنّي نهر: أي إنّي لصاحب نهارٍ، أي: لست بصاحب ليلٍ). [جامع البيان: 22/166-167]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 54 - 55.
أخرج ابن مردويه بسند واه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: النهر الفضاء والسعة ليس بنهر جار). [الدر المنثور: 14/97]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله {في جنات ونهر} قال: النهر السعة، قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت لبيد بن ربيعة وهو يقول:
ملكت بها فأنهرت فتقها * يرى قائم من دونها ما وراءها). [الدر المنثور: 14/97]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن شريك في قوله {في جنات ونهر} قال: جنات وعيون). [الدر المنثور: 14/97]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي بكر بن عياش رضي الله عنه أن عاصما قرأ {في جنات ونهر} مثلثة منتصبة النون قال أبو بكر رضي الله عنه: وكان زهير القرشي يقرأ {ونهر} يريد جماعة النهر). [الدر المنثور: 14/98]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي عن بريدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله {في جنات ونهر (54) في مقعد صدق عند مليك مقتدر} قال: إن أهل الجنة يدخلون على الجبار كل يوم مرتين فيقرأ عليهم القرآن وقد جلس كل امرئ منهم مجلس الذي هو مجلسه على منابر الدر والياقوت والزبرجد والذهب والفضة بالأعمال فلا تقر أعينهم قط كما تقر بذلك ولم يسمعوا شيئا أعظم منه ولا أحسن منه ثم ينصرفون إلى رحالهم قريرة أعينهم ناعمين إلى مثلها من الغد). [الدر المنثور: 14/98]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن محمد بن كعب رضي الله عنه في قوله {إن المتقين في جنات ونهر} قال: في نور وضياء). [الدر المنثور: 14/98]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي عن ثور بن يزيد رضي الله عنه قال: بلغنا أن الملائكة يأتون المؤمنين يوم القيامة فيقولون: يا أولياء الله انطلقوا فيقولون: إلى أين فيقولون: إلى الجنة فيقولون: إنكم تذهبون بنا إلى غير بغيتنا فيقال لهم: وما بغيتكم فيقولون: المقعد مع الحبيب وهو قوله {إن المتقين في جنات ونهر (54) في مقعد صدق عند مليك مقتدر}). [الدر المنثور: 14/98-99]

تفسير قوله تعالى: (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: حدثني عبد الجبار بن عبيد الله بن سلمان، قال: دخل عيسى على أصحابه ليلة رفع، فقال لهم: لا تأكلوا بكتاب الله، فإنكم إن لم تفعلوا أقعدكم الله على منابر الحجر، الحجرة منها خيرٌ من الدنيا وما فيها.
قال عبد الجبار: وهي المقاعد التي ذكر الله: {في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر} [سورة القمر: 55] ورفع). [الزهد لابن المبارك: 2/672]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {في مقعد صدقٍ} يقول: في مجلس حقٍّ لا لغوٌ فيه ولا تأثيمٌ {عند مليكٍ مقتدرٍ} يقول: عند ذي ملكٍ مقتدرٍ على ما يشاء، وهو اللّه ذو القوّة المتين، وتعالى عزّ وجلّ عمّا يقول الظّالمون علوًّا كبيرًا). [جامع البيان: 22/167]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي عن بريدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله {في جنات ونهر (54) في مقعد صدق عند مليك مقتدر} قال: إن أهل الجنة يدخلون على الجبار كل يوم مرتين فيقرأ عليهم القرآن وقد جلس كل امرئ منهم مجلس الذي هو مجلسه على منابر الدر والياقوت والزبرجد والذهب والفضة بالأعمال فلا تقر أعينهم قط كما تقر بذلك ولم يسمعوا شيئا أعظم منه ولا أحسن منه ثم ينصرفون إلى رحالهم قريرة أعينهم ناعمين إلى مثلها من الغد). [الدر المنثور: 14/98] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي عن ثور بن يزيد رضي الله عنه قال: بلغنا أن الملائكة يأتون المؤمنين يوم القيامة فيقولون: يا أولياء الله انطلقوا فيقولون: إلى أين فيقولون: إلى الجنة فيقولون: إنكم تذهبون بنا إلى غير بغيتنا فيقال لهم: وما بغيتكم فيقولون: المقعد مع الحبيب وهو قوله {إن المتقين في جنات ونهر (54) في مقعد صدق عند مليك مقتدر}). [الدر المنثور: 14/98-99] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن المسيب قال: دخلت المسجد وأنا أرى أني قد أصبحت فإذا علي ليل طويل وإذا ليس فيه أحد غيري فقمت فسمعت حركة خلفي ففزعت فقال: أيها الممتلئ قلبه فرقا لا تفرق أو لا تفزع وقل: اللهم إنك مليك مقتدر ما تشاء من أمر يكون ثم سل ما بدا لك قال سعيد: فما سألت الله شيئا إلا استجاب لي). [الدر المنثور: 14/99]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو نعيم، عن جابر قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما في مسجد المدينة فذكر بعض أصحابه الجنة فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: يا أبا دجانة أما علمت أن من أحبنا وابتلي بمحبتنا أسكنه الله تعالى معنا ثم تلا {في مقعد صدق عند مليك مقتدر}). [الدر المنثور: 14/99]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 05:19 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({في ظلال وسعر}: يقال ناقة مسعورة كأنها مجنونة من نشاطها). [غريب القرآن وتفسيره: 359]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إنّ المجرمين في ضلال وسعر}

في التفسير إن هذه الآية نزلت في القدريّة). [معاني القرآن: 5/92]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يوم يسحبون في النّار على وجوههم...}.
وفي قراءة عبد الله "يوم يسحبون إلى النار على وجوههم".
وقوله: {ذوقوا مسّ سقر...}. (سقر): اسم من أسماء جهنم لا يجري، وكل اسم كان لمؤنث فيه الهاء أو ليس فيه الهاء فهو يجري إلا أسماء مخصوصة خفت فأجريت، وترك بعضهم إجراءها، وهي: هند، ودعد، وجمل، ورئم، تجري ولا تجري. فمن لم يجرها قال: كل مؤنث فحظه ألا يجري، لأن فيه معنى الهاء، وإن لم تظهر ألا ترى أنك إذا حقّرتها وصغرتها قلت: هنيدة، ودعيدة، ومن أجراها قال: خفت لسكون الأوسط منها، وأسقطت الهاء، فلم تظهر فخفّفت فجرت). [معاني القرآن: 3/110]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({يوم يسحبون في النّار على وجوههم ذوقوا مسّ سقر * إنّا كلّ شيءٍ خلقناه بقدرٍ}
وقال: {ذوقوا مسّ سقر} {إنّا كلّ شيءٍ خلقناه بقدرٍ} فجعل المس يذاق في جواز الكلام ويقال: "كيف وجدت طعم الضرب"؟ وهذا مجاز. وأما نصب {كلّ} ففي لغة من قال "عبد الله ضربته" وهو في كلام العرب كثير.
وقد رفعت "كلّ" في لغة من رفع ورفعت على وجه آخر). [معاني القرآن: 4/23]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله تعالى: {يوم يسحبون في النّار على وجوههم ذوقوا مسّ سقر}
المعنى يقال لهم: {ذوقوا مسّ سقر}). [معاني القرآن: 5/92]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): (قال: {إنّا كلّ شيءٍ خلقناه} فجعل {خلقناه} من صفة الشيء). [معاني القرآن: 4/23]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يخاطب الواحد بلفظ الجميع:
كقوله سبحانه: {قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ}، وأكثر من يخاطب بهذا الملوك، لأنّ من مذاهبهم أن يقولوا: نحن فعلنا. بقوله الواحد منهم يعني نفسه، فخوطبوا بمثل ألفاظهم. يقول الله عز وجل: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ}، و{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}.
ومن هذا قوله عز وجل: {عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ}، وقوله: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ}، وقوله: {فَأْتُوا بِآَبَائِنَا}). [تأويل مشكل القرآن: 293-294](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({إنّا كلّ شيء خلقناه بقدر}
أي كل ما خلقنا فمقدور مكتوب في اللوح المحفوظ قبل وقوعه.
ونصب " كلّ شيء " بفعل مضمر، المعنى إنا خلقنا كل شيء خلقناه بقدر.
ويدل على هذا). [معاني القرآن: 5/92]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وما أمرنا إلاّ واحدةٌ...} أي: مرة واحدة هذا للساعة كلمح خطفة). [معاني القرآن: 3/110]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقد روي "وما أمرنا إلاّ وحدةً" بالنصب وكأنه أضمر فعلا ينصب به الواحدة، كما تقول للرجل: ما أنت إلا ثيابك مرة، ودابتك مرة، ورأسك مرة، أي: تتعاهد ذاك.
وقال الكسائي: سمعت العرب تقول: إنما العامري عمّته، أي: ليس يعاهد من لباسه إلا العمة، قال الفراء: ولا أشتهي نصبها في القراءة). [معاني القرآن: 3/111]

تفسير قوله تعالى: {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فعلوه في الزّبر} جماعة زبور ويقال: زبرت الكتاب وذبرته). [مجاز القرآن: 2/241]

تفسير قوله تعالى: {وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (53)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وكلّ صغيرٍ وكبيرٍ مّستطرٌ...}. يريد: كل صغير من الذنوب أو كبير فهو مكتوب). [معاني القرآن: 3/111]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({مستطرٌ} أي مفتعل مكتوب، مجازها مجاز مسطور). [مجاز القرآن: 2/241]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وكلّ صغيرٍ وكبيرٍ مّستطرٌ}
وقال: {وكلّ صغيرٍ وكبيرٍ مّستطرٌ} فجعل الخبر واحدا على الكل). [معاني القرآن: 4/23]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({مستطر}: مكتوب). [غريب القرآن وتفسيره: 359]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({مستطرٌ} أي مكتوب: «مفتعل» من «سطرت»: إذا كتبت. وهو مثل «مسطور»). [تفسير غريب القرآن: 434]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وكلّ شيء فعلوه في الزّبر * وكلّ صغير وكبير مستطر}
(مستطر) مفعول من السطر، المعنى كل صغير من الذنوب وكبير مستطر مكتوب على فاعليه قبل أن يفعلوه، ومكتوب لهم وعليهم إذا فعلوه ليجازوا على أفعالهم.
وقوله: {سيهزم الجمع ويولّون الدّبر} المعنى: ويولّون الأدبار، كما قال: {وإن يقاتلوكم يولّوكم الأدبار ثمّ لا ينصرون}.
وكذا المعنى في قوله: {إنّ المتّقين في جنّات ونهر}). [معاني القرآن: 5/92-93]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُسْتَطَرٌ}: أي مكتوب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 251]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مُسْتَطَرٌ}: مكتوب). [العمدة في غريب القرآن: 290]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّ المتّقين في جنّاتٍ ونهرٍ...} معناه: أنهار، وهو في مذهبه كقوله: {سيهزم الجمع ويولّون الدّبر} . وزعم الكسائي أنه سمع العرب يقولون: أتينا فلاناً فكنّا في لحمةٍ ونبيذة فوحد ومعناه الكثير.
ويقال: {إنّ المتّقين في جنّاتٍ ونهرٍ} في ضياء وسعة، وسمعت بعض العرب ينشد:
إن تك ليليا فإني نهر = متى أرى الصبح فلا أنتظر
ومعنى نهر: صاحب نهار وقد روي). [معاني القرآن: 3/111]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({في جنّاتٍ ونهرٍ} مجازها: أنهار). [مجاز القرآن: 2/241]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {إنّ المتّقين في جنّاتٍ ونهرٍ}.
قال الفراء: «وحّد: لأنه رأس آية، فقابل بالتوحيد رؤوس الآي».
قال: ويقال: «النهر: الضياء والسعة، من قولك: أنهرت الطعنة، إذا وسعتها. قال قيس بن الخطيم يصف طعنة:
ملكت بها كفى، فانهرت فتقها = يرى قائم من دونها ما وراءها
أي وسعت فتقها). [تفسير غريب القرآن: 434-435]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {إنّ المتّقين في جنّات ونهر}
المعنى في جنات وأنهار والاسم الواحد يدل على الجميع فيجتزأ به من الجميع.
وأنشد سيبويه والخليل:
بها جيف الحسرى فأمّا عظامها = فبيض وأمّا جلدها فصليب
يريدون وأما جلودها.
وأنشد:
في حلقكم عظم وقد شجينا
المعنى في حلوقكم عظام، وكما قال:
كلوا في بعض بطنكم تعفّوا = فإنّ زمانكم زمن خميص
المعنى كلوا في بعض بطونكم). [معاني القرآن: 5/93]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَنَهَرٍ}: قيل ضياء وقيل أنهار). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 251]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 05:21 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) }

قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (و«سَقَر» و«لَظى»: اسمان لجهنم، مؤنثان). [المذكور والمؤنث: 83]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) )
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (فأما قوله عزّ وجلّ: {إنّا كلّ شيء خلقناه بقدرٍ} فإنّما هو على قوله زيداً ضربته وهو عربيٌّ كثير. وقد قرأ بعضهم: (وأما ثَمُودَ فهديناهم) إلاّ أنّ القراءة لا تخالف لأنّ القراءة السّنّة). [الكتاب: 1/148]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وأما نقض الخبر فقولك: ما زيد إلا منطلق؛ لأنك نفيت عنه كل شيء إلا الانطلاق. فلم تصلح ما أن تكون عاملة في نقض النفي؛ كما لم تعمل في تقديم الخبر.
قال الله عز وجل: {وما أمرنا إلا واحدة كلمح} و{ما هذا إلا بشر مثلكم} وقال حيث كانت في موضعها {ما هذا بشراً} و{ما هن أمهاتهم}.
فهذا أصلها الذي شرحنا، وسنفرد باباً للمسائل؛ إذ كانت لا تصح إلا بعد الفراغ من الأصول). [المقتضب: 4/190]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (51) }

تفسير قوله تعالى: {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52) }

تفسير قوله تعالى: {وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (53) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) }
قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت:215هـ): (أسماء المياه
النَّهْر والنَّهَر وجماعة الأنهار وهو نَهْر إن صغر أو عظم). [كتاب المطر: 16] (م)
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

إن يغد في شيعة لم يثنه نهر = وإن غدا واحدا لا يتقي الظلما
...
والنَّهر: الزجر والانتهار، وإنما يقال: نَهَره نَهْرًا بالتخفيف فثقل. ويقال: نَهَر، أراد النهر من الماء. وقال آخر: من النَّهار، وذلك إذا أبان الضوء، ويقال: ليلة نَهِرة أي مضيئة). [شرح ديوان كعب بن زهير: 225]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 02:10 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 02:10 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 02:15 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى عن المجرمين أنهم في الدنيا في حيرة وإتلاف وفقد هدى، وفي الآخرة في احتراق وتسعر من حيث هم صائرون إليه، قال ابن عباس رضي الله عنهما: المعنى: في خسران وجنون، و"السعر" الجنون، وأكثر المفسرين على أن المجرمين هنا يراد بهم الكفار، وقال قوم: المراد بالمجرمين القدرية الذين يقولون إن أفعال العباد ليست بقدر من الله تعالى.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهم المتوعدون بالسحب في جهنم، والسحب هو الجر، وفي قراءة ابن مسعود رضي الله عنه: "إلى النار".
وقوله تعالى: "فذوقوا" استعارة، والمعنى: يقال لهم: ذوقوا، على جهة التوبيخ.
واختلف الناس في قوله تعالى: {إنا كل شيء خلقناه بقدر} فقرأ جمهور الناس: "إنا كل شيء" بالنصب، وقالوا: المعنى: إنا خلقنا كل شيء خلقناه بقدر، وليست "خلقناه" في موضع الصفة لـ "شيء"، بل هو فعل دال على الفعل المضمر، وهذا المعنى يقتضي أن كل شيء مخلوق، إلا ما قام دليل العقل على أنه ليس بمخلوق كالقرآن والصفة وقرأ أبو السمال -ورجحه أبو الفتح-: "إنا كل" بالرفع على الابتداء، والخبر "خلقناه بقدر"، قال أبو حاتم: "هذا هو الوجه في العربية، وقراءتنا بالنصب مع الجماعة".
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وقرأها قوم من أهل السنة بالرفع، والمعنى عندهم على نحو ما هو عند الأولين من أن كل شيء فهو مخلوق بقدر سابق، و"خلقناه" -على هذا- ليست صفة لـ "شيء"، وهذا مذهب أهل السنة، ولهم احتجاج قوي بالآية على هذين القولين.
وقالت القدرية، وهم الذين يقولون: لا قدر، والمرء وحده فاعل أفعاله، القراءة: "إنا كل شيء خلقناه" برفع "كل"، و"خلقناه" في موضع الصفة لـ "كل"، أي: إن أمرنا وشأننا كل شيء خلقناه فهو بقدر، أي: بمقدار وعلى حد ما في هيئته وزمنه وغير ذلك، فيزيلون بهذا التأويل موضع الحجة عليهم بالآية.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: إني أجد في كتاب الله تعالى قوما يسحبون في النار على وجوههم لأنهم كانوا يكذبون بالقدر، يقولون: المرء يخلق أفعاله، وإني لا أراهم، فلا أدري أشيء مضى قبلنا أم شيء بقي، وقال أبو هريرة رضي الله عنه: خاصمت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم في القدر فنزلت هذه الآية، قال أبو عبد الرحمن السلمي: فقال رجل: يا رسول الله، ففيم العمل؟ أفي شيء نستأنفه أم في شيء قد فرغ منه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اعملوا فكل ميسر لما خلق له، سنيسره لليسرى، سنيسره للعسرى". وقال أنس بن مالك: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "القدرية الذين يقولون الخير والشر بأيدينا، ليس لهم في شفاعتي نصيب، ولا أنا منهم ولا هم مني").[المحرر الوجيز: 8/ 154-156]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "إلا واحدة" أي: إلا قولة واحدة وهي "كن"، وقوله تعالى: "كلمح بالبصر" تفهيم للناس بأعجل ما يحسون، وفي أشياء من أمر الله تعالى أوحى من لمح البصر).[المحرر الوجيز: 8/ 156]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (51) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الأشياع": الفرق المتشابهة في مذهب ودين، ونحوه، الأول شيعة للآخر، الآخر شيعة للأول). [المحرر الوجيز: 8/ 156]

تفسير قوله تعالى: {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (53) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى أن كل أفعال الأمم المهلكة مكتوبة محفوظة عليهم إلى يوم الحساب، قاله ابن عباس، سطرت وأسطرت بمعنى، وروي عن عاصم شد الراء من "مستطر"، قال أبو عمرو: وهذا لا يكون إلا عند الوقوف، لغة معروفة). [المحرر الوجيز: 8/ 156]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ جمهور الناس: "ونهر" بفتح الهاء والنون على أنها اسم الجنس يريد به الأنهار، أو على أنه بمعنى سعة في الرزق والمنازل، ومنه قول قيس بن الخطيم:
ملكت بها كفي فأنهرت فتقها يرى قائم من خلفها ما وراءها
فقوله: "أنهرت" معناه جعلت فتقها كنهر، وقرأ زهير الفرقبي، والأعمش: "ونهر" بضم النون والهاء على أنه جمع نهار، إذ لا ليل في الجنة، وهذا سائغ في اللفظ قلق في المعنى، ويحتمل أن يكون جمع نهر، وقرأ مجاهد، وحميد، وأبو السمال، والفياض بن غزوان: "نهر" بسكون الهاء على الإفراد). [المحرر الوجيز: 8/ 156-157]

تفسير قوله تعالى: {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {في مقعد صدق} يحتمل أن يريد به الصدق الذي هو ضد الكذب، أي: في المقعد الذي صدقوا في الخبر به، ويحتمل أن يكون من قولك: "عود صدق" أي: جيد، و"رجل صدق "أي: خير وذو خلال حسان، وقرأ جمهور الناس: "في مقعد" على اسم الجنس، وقرأ عثمان البتي: "في مقاعد" على الجمع، و"المليك المقتدر" هو الله تبارك وتعالى.
كمل تفسير سورة القمر والحمد لله رب العالمين).[المحرر الوجيز: 8/ 157]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 02:45 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 02:50 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ المجرمين في ضلالٍ وسعرٍ (47) يوم يسحبون في النّار على وجوههم ذوقوا مسّ سقر (48) إنّا كلّ شيءٍ خلقناه بقدرٍ (49) وما أمرنا إلا واحدةٌ كلمحٍ بالبصر (50) ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدّكرٍ (51) وكلّ شيءٍ فعلوه في الزّبر (52) وكلّ صغيرٍ وكبيرٍ مستطرٌ (53) إنّ المتّقين في جنّاتٍ ونهرٍ (54) في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدرٍ (55)}
يخبرنا تعالى عن المجرمين أنّهم في ضلالٍ عن الحقّ، وسعر ممّا هم فيه من الشّكوك والاضطراب في الآراء، وهذا يشمل كلّ من اتّصف بذلك من كافرٍ ومبتدعٍ من سائر الفرق.
ثمّ قال: {يوم يسحبون في النّار على وجوههم} أي: كما كانوا في سعر وشكٍّ وتردّدٍ أورثهم ذلك النّار، وكما كانوا ضلّالًا سحبوا فيها على وجوههم، لا يدرون أين يذهبون، ويقال لهم تقريعًا وتوبيخًا: {ذوقوا مسّ سقر}.
وقوله: {إنّا كلّ شيءٍ خلقناه بقدرٍ}، كقوله: {وخلق كلّ شيءٍ فقدّره تقديرًا} [الفرقان:2] وكقوله: {سبّح اسم ربّك الأعلى. الّذي خلق فسوّى. والّذي قدّر فهدى} [الأعلى:1-3] أي: قدّر قدرًا، وهدى الخلائق إليه؛ ولهذا يستدلّ بهذه الآية الكريمة أئمة السّنّة على إثبات قدر اللّه السّابق لخلقه، وهو علمه الأشياء قبل كونها وكتابته لها قبل برئها، وردّوا بهذه الآية وبما شاكلها من الآيات، وما ورد في معناها من الأحاديث الثّابتات على الفرقة القدرية الّذين نبغوا في أواخر عصر الصّحابة. وقد تكلّمنا على هذا المقام مفصّلًا وما ورد فيه من الأحاديث في شرح "كتاب الإيمان" من "صحيح البخاريّ" رحمه اللّه، ولنذكر هاهنا الأحاديث المتعلّقة بهذه الآية الكريمة:
قال أحمد: حدّثنا وكيع، حدّثنا سفيان الثّوريّ، عن زياد بن إسماعيل السّهميّ، عن محمّد بن عبّاد بن جعفرٍ، عن أبي هريرة قال: جاء مشركو قريشٍ إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يخاصمونه في القدر، فنزلت: {يوم يسحبون في النّار على وجوههم ذوقوا مسّ سقر. إنّا كلّ شيءٍ خلقناه بقدرٍ}.
وهكذا رواه مسلمٌ والتّرمذيّ وابن ماجه، من حديث وكيعٍ، عن سفيان الثّوريّ، به.
وقال البزّار: حدّثنا عمرو بن عليٍّ، حدّثنا الضّحّاك بن مخلد، حدّثنا يونس بن الحارث، عن عمرو بن شعيبٍ، عن أبيه، عن جده قال: ما نزلت هذه الآيات: {إنّ المجرمين في ضلالٍ وسعرٍ. يوم يسحبون في النّار على وجوههم ذوقوا مسّ سقر. إنّا كلّ شيءٍ خلقناه بقدرٍ}، إلّا في أهل القدر.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا سهل بن صالحٍ الأنطاكيّ، حدّثني قرّة بن حبيبٍ، عن كنانة حدّثنا جرير بن حازمٍ، عن سعيد بن عمرو بن جعدة، عن ابن زرارة، عن أبيه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه تلا هذه الآية: {ذوقوا مسّ سقر. إنّا كلّ شيءٍ خلقناه بقدرٍ}، قال: "نزلت في أناسٍ من أمّتي يكونون في آخر الزّمان يكذّبون بقدر اللّه".
وحدّثنا الحسن بن عرفة، حدّثنا مروان بن شجاعٍ الجزري، عن عبد الملك بن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، قال: أتيت ابن عبّاسٍ وهو ينزع من زمزم، وقد ابتلّت أسافل ثيابه، فقلت له: قد تكلّم في القدر. فقال: أو [قد] فعلوها؟ قلت: نعم. قال: فواللّه ما نزلت هذه الآية إلّا فيهم: {ذوقوا مسّ سقر. إنّا كلّ شيءٍ خلقناه بقدرٍ}، أولئك شرار هذه الأمّة، فلا تعودوا مرضاهم ولا تصلّوا على موتاهم، إن رأيت أحدًا منهم فقأت عينيه بأصبعيّ هاتين.
وقد رواه الإمام أحمد من وجهٍ آخر، وفيه مرفوعٌ، فقال:
حدّثنا أبو المغيرة، حدّثنا الأوزاعيّ، عن بعض إخوته، عن محمّد بن عبيد المكّيّ، عن عبد اللّه بن عبّاسٍ، قال: قيل له: إنّ رجلًا قدم علينا يكذّب بالقدر فقال: دلّوني عليه -وهو أعمى-قالوا: وما تصنع به يا أبا عبّاسٍ قال: والّذي نفسي بيده لئن استمكنت منه لأعضّنّ أنفه حتّى أقطعه، ولئن وقعت رقبته في يدي لأدقّنّها؛ فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "كأنّي بنساء بني فهر يطفن بالخزرج، تصطفق ألياتهنّ مشركاتٍ، هذا أوّل شرك هذه الأمّة، والّذي نفسي بيده لينتهينّ بهم سوء رأيهم حتّى يخرجوا اللّه من أن يكون قدّر خيرًا، كما أخرجوه من أن يكون قدّر شرًّا".
ثمّ رواه أحمد عن أبي المغيرة، عن الأوزاعيّ، عن العلاء بن الحجّاج، عن محمّد بن عبيد، فذكر مثله. لم يخرجوه.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا عبد اللّه بن يزيد، حدّثنا سعيد بن أبي أيّوب، حدّثني أبو صخرٍ، عن نافعٍ قال: كان لابن عمر صديقٌ من أهل الشّام يكاتبه، فكتب إليه عبد اللّه بن عمر: إنّه بلغني أنّك تكلّمت في شيءٍ من القدر، فإيّاك أن تكتب إليّ، فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "سيكون في أمّتي أقوامٌ يكذّبون بالقدر".
رواه أبو داود، عن أحمد بن حنبلٍ، به.
وقال أحمد: حدّثنا أنس بن عياضٍ، حدّثنا عمر بن عبد اللّه مولى غفرة، عن عبد اللّه بن عمر؛ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "لكلّ أمّةٍ مجوسٌ، ومجوس أمّتي الّذين يقولون: لا قدر. إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم".
لم يخرجه أحدٌ من أصحاب الكتب السّتّة من هذا الوجه.
وقال أحمد: حدّثنا قتيبة، حدّثنا رشدين، عن أبي صخرٍ حميد بن زيادٍ، عن نافعٍ، عن ابن عمر قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول: "سيكون في هذه الأمّة مسخٌ، ألا وذاك في المكذّبين بالقدر والزّنديقيّة".
ورواه التّرمذيّ وابن ماجه، من حديث أبي صخرٍ حميد بن زيادٍ، به. وقال التّرمذيّ: حسنٌ صحيحٌ غريبٌ.
وقال أحمد: حدّثنا إسحاق بن الطّبّاع، أخبرني مالكٌ، عن زياد بن سعدٍ، عن عمرو بن مسلمٍ، عن طاوسٍ اليمانيّ قال: سمعت ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم: "كل شيء بقدرن حتّى العجز والكيس".
ورواه مسلمٌ منفردًا به، من حديث مالكٍ .
وفي الحديث الصّحيح: "استعن باللّه ولا تعجز، فإن أصابك أمرٌ فقل: قدّر اللّه وما شاء فعل، ولا تقل: لو أنّي فعلت لكان كذا، فإنّ لو تفتح عمل الشّيطان".
وفي حديث ابن عبّاسٍ: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قال له: "واعلم أنّ الأمّة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيءٍ، لم يكتبه اللّه لك، لم ينفعوك، ولو اجتمعوا على أن يضرّوك بشيءٍ، لم يكتبه اللّه عليك، لم يضروك. جفّت الأقلام وطويت الصحف".
وقال الإمام أحمد: حدّثنا الحسن بن سوّار، حدّثنا اللّيث، عن معاوية، عن أيّوب بن زيادٍ، حدّثني عبادة بن الوليد بن عبادة، حدّثني أبي قال: دخلت على عبادة وهو مريضٌ أتخايل فيه الموت، فقلت: يا أبتاه، أوصني واجتهد لي. فقال: أجلسوني. فلمّا أجلسوه قال: يا بنيّ، إنّك لـمّا تطعم طعم الإيمان، ولم تبلغ حقّ حقيقة العلم باللّه، حتّى تؤمن بالقدر خيره وشرّه. قلت: يا أبتاه، وكيف لي أن أعلم ما خير القدر وشرّه؟ قال: تعلم أنّ ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك. يا بنيّ، إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "إنّ أوّل ما خلق اللّه القلم. ثمّ قال له: اكتب. فجرى في تلك السّاعة بما هو كائنٌ إلى يوم القيامة" يا بنيّ، إن متّ ولست على ذلك دخلت النّار.
ورواه التّرمذيّ عن يحيى بن موسى البلخي، عن أبي داود الطّيالسيّ، عن عبد الواحد بن سليمٍ، عن عطاء بن أبي رباحٍ، عن الوليد بن عبادة، عن أبيه، به. وقال: حسنٌ صحيحٌ غريبٌ.
وقال سفيان الثّوريّ، عن منصورٍ، عن ربعي بن خراش، عن رجلٍ، عن عليّ بن أبي طالبٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: "لا يؤمن عبدٌ حتّى يؤمن بأربعٍ: يشهد أن لا إله إلّا اللّه، وأنّي رسول اللّه، بعثني بالحقّ، ويؤمن بالموت، ويؤمن بالبعث بعد الموت، ويؤمن بالقدر خيره وشرّه".
وكذا رواه التّرمذيّ من حديث النّضر بن شميل، عن شعبة، عن منصورٍ، به. ورواه من حديث أبي داود الطّيالسيّ، عن شعبة، عن منصورٍ، عن ربعيٍّ، عن عليٍّ، فذكره وقال: "هذا عندي أصحّ". وكذا رواه ابن ماجه من حديث شريكٍ، عن منصورٍ، عن ربعيٍّ، عن عليٍّ، به.
وقد ثبت في صحيح مسلمٍ من رواية عبد اللّه بن وهبٍ وغيره، عن أبي هانئٍ الخولانيّ، عن أبي عبد الرّحمن الحبلي، عن عبد اللّه بن عمرٍو، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ اللّه كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السّموات والأرض بخمسين ألف سنةٍ" زاد ابن وهبٍ: {وكان عرشه على الماء} [هودٍ: 7]. ورواه التّرمذيّ وقال: حسنٌ صحيحٌ غريبٌ). [تفسير ابن كثير: 7/ 482-485]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وما أمرنا إلا واحدةٌ كلمحٍ بالبصر}. وهو إخبارٌ عن نفوذ مشيئته في خلقه كما أخبر بنفوذ قدره فيهم، فقال: {وما أمرنا إلا واحدةٌ} أي: إنّما نأمر بالشّيء مرّةً واحدةً، لا نحتاج إلى تأكيدٍ بثانيةٍ، فيكون ذلك الّذي نأمر به حاصلًا موجودًا كلمح البصر، لا يتأخّر طرفة عينٍ، وما أحسن ما قال بعض الشّعراء:
إذا ما أراد اللّه أمرًا فإنّما = يقول له: كن، قولةً فيكون
). [تفسير ابن كثير: 7/ 485-486]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (51) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ولقد أهلكنا أشياعكم} يعني: أمثالكم وسلفكم من الأمم السّابقة المكذّبين بالرّسل، {فهل من مدّكرٍ} أي: فهل من متّعظٍ بما أخزى اللّه أولئك، وقدّر لهم من العذاب، كما قال: {وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل} [سبأٍ: 54]). [تفسير ابن كثير: 7/ 486]

تفسير قوله تعالى: {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وكلّ شيءٍ فعلوه في الزّبر} أي: مكتوبٌ عليهم في الكتب الّتي بأيدي الملائكة عليهم السّلام). [تفسير ابن كثير: 7/ 486]

تفسير قوله تعالى: {وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (53) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وكلّ صغيرٍ وكبيرٍ} أي: من أعمالهم {مستطرٌ} أي: مجموعٌ عليهم، ومسطّرٌ في صحائفهم، لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلّا أحصاها.
وقد قال الإمام أحمد: حدّثنا أبو عامرٍ، حدّثنا سعيد بن مسلم بن بانك: سمعت عامر بن عبد اللّه بن الزّبير، حدّثني عوف بن الحارث -وهو ابن أخي عائشة لأمّها- عن عائشة أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقول: "يا عائشة، إيّاك ومحقّرات الذّنوب، فإنّ لها من اللّه طالبًا".
ورواه النّسائيّ وابن ماجه، من طريق سعيد بن مسلم بن بانك المدنيّ. وثّقه أحمد، وابن معينٍ، وأبو حاتمٍ، وغيرهم.
وقد رواه الحافظ ابن عساكر في ترجمة سعيد بن مسلمٍ هذا من وجهٍ آخر، ثمّ قال سعيدٌ: فحدّثت بهذا الحديث عامر بن هشامٍ فقال لي: ويحك يا سعيد بن مسلمٍ! لقد حدّثني سليمان بن المغيرة أنّه عمل ذنبًا فاستصغره، فأتاه آتٍ في منامه فقال له: يا سليمان:
لا تحقرنّ من الذنوب صغيرا = إنّ الصّغير غدًا يعود كبيرا...
إنّ الصّغير ولو تقادم عهده = عند الإله مسطّرٌ تسطيرا...
فازجر هواك عن البطالة لا تكن = صعب القياد وشمّرن تشميرا...
إنّ المحبّ إذا أحبّ إلهه = طار الفؤاد وألهم التّفكيرا...
فاسأل هدايتك الإله بنيّة = فكفى بربّك هاديًا ونصيرا
).[تفسير ابن كثير: 7/ 486]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّ المتّقين في جنّاتٍ ونهرٍ} أي: بعكس ما الأشقياء فيه من الضّلال والسّعر والسّحب في النّار على وجوههم، مع التّوبيخ والتّقريع والتّهديد). [تفسير ابن كثير: 7/ 487]

تفسير قوله تعالى: {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {في مقعد صدقٍ} أي: في دار كرامة اللّه ورضوانه وفضله، وامتنانه وجوده وإحسانه، {عند مليكٍ مقتدرٍ} أي: عند الملك العظيم الخالق للأشياء كلّها ومقدّرها، وهو مقتدرٌ على ما يشاء ممّا يطلبون ويريدون؛ وقد قال الإمام أحمد:
حدّثنا سفيان، عن عمرو بن دينارٍ، عن عمرو بن أوسٍ، عن عبد اللّه بن عمرٍو -يبلغ به النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: "المقسطون عند اللّه يوم القيامة على منابر من نورٍ، عن يمين الرّحمن، وكلتا يديه يمينٌ: الّذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولّوا".
انفرد بإخراجه مسلمٌ والنّسائيّ، من حديث سفيان بن عيينة، بإسناده مثله). [تفسير ابن كثير: 7/ 487]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:42 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة