تفاسير القرن الثامن الهجري
تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (18) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (19) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({كذّبت عادٌ فكيف كان عذابي ونذر (18) إنّا أرسلنا عليهم ريحًا صرصرًا في يوم نحسٍ مستمرٍّ (19) تنزع النّاس كأنّهم أعجاز نخلٍ منقعرٍ (20) فكيف كان عذابي ونذر (21) ولقد يسّرنا القرآن للذّكر فهل من مدّكرٍ (22) }
يقول تعالى مخبرًا عن عادٍ قوم هودٍ: إنّهم كذّبوا رسولهم أيضًا، كما صنع قوم نوح، وأنه تعالى أرسل {عليهم ريحًا صرصرًا}، وهي الباردة الشّديدة البرد، {في يوم نحسٍ} أي: عليهم. قاله الضّحّاك، وقتادة، والسّدّيّ. {مستمرٍّ} عليهم نحسه ودماره؛ لأنّه يومٌ اتّصل فيه عذابهم الدّنيويّ بالأخرويّ). [تفسير ابن كثير: 7/ 478-479]
تفسير قوله تعالى: {تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (20) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (21) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (22) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {تنزع النّاس كأنّهم أعجاز نخلٍ منقعرٍ} وذلك أنّ الرّيح كانت تأتي أحدهم فترفعه حتّى تغيّبه عن الأبصار، ثمّ تنكّسه على أمّ رأسه، فيسقط إلى الأرض، فتثلغ رأسه فيبقى جثّةً بلا رأسٍ؛ ولهذا قال: {كأنّهم أعجاز نخلٍ منقعرٍ. فكيف كان عذابي ونذر. ولقد يسّرنا القرآن للذّكر فهل من مدّكرٍ}).[تفسير ابن كثير: 7/ 479]