جمهرة تفاسير السلف
تفسير قوله تعالى: (وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (22) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وأمددناهم بفاكهةٍ ولحمٍ ممّا يشتهون (22) يتنازعون فيها كأسًا لا لغوٌ فيها ولا تأثيمٌ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: وأمددنا هؤلاء الّذين آمنوا باللّه ورسوله، واتّبعتهم ذرّيّتهم بإيمانٍ في الجنّة، بفاكهةٍ ولحمٍ ممّا يشتهون من اللّحمان). [جامع البيان: 21/587]
تفسير قوله تعالى: (يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ (23) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله لا لغو فيها ولا تأثيم قال ليس فيها لغو ولا باطل إنما اللغو والباطل في الدنيا). [تفسير عبد الرزاق: 2/248]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال غيره: {يتنازعون} [الطور: 23] : «يتعاطون»). [صحيح البخاري: 6/140]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال غيره يتنازعون يتعاطون هو قول أبي عبيدة وصله بن المنذر من طريقه وزاد أي يتداولون قال الشّاعر:
نازعته الرّاح حتّى وقفه السّاري). [فتح الباري: 8/603]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال غيره: يتنازعون: يتعاطون
أي: قال غير ابن عبّاس في قوله تعالى: {يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم} (الطّور: 23) وفسّر: (يتنازعون) بقوله: (يتعاطون) وكذا فسره أبو عبيدة وزاد فيه: يتداولون. قوله: (كأسا) أي: إناء فيه خمر (لا لغو فيها) قال قتادة: هو الباطل وعن مقاتل بن حبان: لا فضول فيها، وعن ابن زيد: لا سباب ولا تخاصم فيها، وعن عطاء: أي لغو يكون في مجلس محله جنّة عدن والساقي فيه الملائكة وشربهم على ذكر الله وريحانهم تحيّة من عند الله مباركة طيبة والقوم أضياف الله تعالى؟). [عمدة القاري: 19/194]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال غيره) غير ابن عباس ({يتنازعون}) أي (يتعاطون) هم وجلساؤهم بتجاذب وتجاذبهم تجاذب ملاعبة لا تجاذب منازعة وفيه نوع لذة). [إرشاد الساري: 7/357]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {يتنازعون فيها كأسًا} يقول: يتعاطون فيها كأس الشّراب، ويتداولونها بينهم، كما قال الأخطل:
نازعته طيّب الرّاح الشّمول وقد صاح الدّجاج وحانت وقعة السّاري.
وقوله {لا لغوٌ فيها} يقول: لا باطل في الجنّة.
والهاء في قوله فيها من ذكر الكأس، ويكون المعنى لما فيها الشّراب بمعنى: أنّ أهلها لا لغوٌ عندهم فيها ولا تأثيمٌ، واللّغو: الباطل.
وقوله: {ولا تأثيمٌ} يقول: ولا فعل فيها يؤثّم صاحبه وقيل: عنى بالتّأثيم: الكذب.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {لا لغوٌ فيها} يقول: لا باطلٌ فيها. وقوله: {ولا تأثيمٌ} يقول: لا كذبٌ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {لا لغوٌ فيها} قال: لا يستبّون {ولا تأثيمٌ} يقول: ولا يؤثّمون.
- حدّثنا بشرٌ قال حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {لا لغوٌ فيها ولا تأثيمٌ} أي لا لغوٌ فيها ولا باطلٌ، إنّما كان الباطل في الدّنيا مع الشّيطان.
- وحدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {لا لغوٌ فيها ولا تأثيمٌ} قال: ليس فيها لغوٌ ولا باطلٌ، إنّما اللّغو والباطل في الدّنيا.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {لا لغوٌ فيها ولا تأثيمٌ} فقرأ ذلك عامّة قرأة المدينة والكوفة {لا لغوٌ فيها ولا تأثيمٌ} بالرّفع والتّنوين على وجه الخبر، على أنّه ليس في الكأس لغوٌ ولا تأثيمٌ وقرأه بعض قرأة البصرة (لا لغو فيها ولا تأثيم) نصبًا غير منونٍ على وجه التّبرئة.
- والقول في ذلك عندي أنّهما قراءتان معروفتان، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ، وإن كان الرّفع والتّنوين أعجب القراءتين إليّ لكثرة القراءة بها، وأنّها أصحّ المعنيين). [جامع البيان: 21/587-589]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال اللغو السب يقول لا يستبون ولا تأثيم يقول ولا يأثمون ولا يؤثمون). [تفسير مجاهد: 2/625]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 23 - 29.
أخرج عبد الرزاق عن ابن جريج في قوله {يتنازعون فيها كأسا} قال: الرجل وأزواجه وخدمه يتنازعون أخذه من خدمة الكأس ومن زوجته وأخذ خدمة الكأس منه ومن زوجته). [الدر المنثور: 13/691]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {لا لغو فيها} يقول: لا باطل فيها {ولا تأثيم}). [الدر المنثور: 13/691]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله {لا لغو فيها} قال: لا يستبون {ولا تأثيم} قال: لا يغوون). [الدر المنثور: 13/691]
تفسير قوله تعالى: (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (24) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى كأنهم لؤلؤ مكنون قال بلغني أنه قيل يا رسول الله هذا الخدم مثل اللؤلؤ فكيف المخدوم فقال والذي نفسي بيده إن فضل ما بينهم كفضل القمر ليلة البدر على النجوم). [تفسير عبد الرزاق: 2/248]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويطوف عليهم غلمانٌ لهم كأنّهم لؤلؤٌ مكنونٌ (24) وأقبل بعضهم على بعضٍ يتساءلون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: ويطوف على هؤلاء القوم الّذين وصف صفتهم في الجنّة غلمانٌ لهم، كأنّهم لؤلؤٌ في بياضه وصفائه مكنونٌ، يعني: مصونٌ في كنٍّ، فهو أنقى له، وأصفى لبياضه وإنّما عنى بذلك أنّ هؤلاء الغلمان يطوفون على هؤلاء المؤمنين في الجنّة بكئوس الشّراب الّتي وصف جلّ ثناؤه صفتها.
- وقد: حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ويطوف عليهم غلمانٌ لهم كأنّهم لؤلؤٌ مكنونٌ} ذكر لنا أنّ رجلاً قال: يا نبيّ اللّه هذا الخادم، فكيف المخدوم؟ قال: (والّذي نفس محمّدٍ بيده، إنّ فضل المخدوم على الخادم كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب).
- وحدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {كأنّهم لؤلؤٌ مكنونٌ} قال: بلغني أنّه قيل: يا رسول اللّه هذا الخادم مثل اللّؤلؤ، فكيف المخدوم؟ قال: والّذي نفسي بيده إنّ فضل ما بينهما كفضل القمر ليلة البدر على النّجوم). [جامع البيان: 21/589]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {كأنهم لؤلؤ مكنون} قال: الذي لم تمر عليه الأيدي). [الدر المنثور: 13/692]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة في قوله {كأنهم لؤلؤ مكنون} قال: بلغني أنه قيل: يا رسول الله هذا الخدم مثل اللؤلؤ فكيف بمخدوم قال: والذي نفسي بيده إن فضل ما بينهما كفضل القمر ليلة البدر على النجوم وفي لفظ لابن جرير إن فضل المخدوم على الخادم كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب). [الدر المنثور: 13/692]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الترمذي وحسنة، وابن مردويه عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أكرم ولد آدم على ربي ولا فخر يطوف علي ألف خادم {كأنهم لؤلؤ مكنون}). [الدر المنثور: 13/692]
تفسير قوله تعالى: (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (25) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وأقبل بعضهم على بعضٍ} الآية، يقول تعالى ذكره: وأقبل بعض هؤلاء المؤمنين في الجنّة على بعضٍ، يسأل بعضهم بعضًا وقد قيل: إنّ ذلك يكون منهم عند البعث من قبورهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {وأقبل بعضهم على بعضٍ يتساءلون} قال: إذا بعثوا في النّفخة الثّانية). [جامع البيان: 21/590]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} الآيات
أخرج البزار عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا دخل أهل الجنة الجنة اشتاقوا إلى الإخوان فيجيء سرير هذا حتى يحاذي سرير هذا فيتحدثان فيتكىئ ذا ويتكئ ذا فيتحدثان بما كانا في الدنيا فيقول أحدهما لصاحبه يا فلان تدري أي يوم غفر الله لنا يوم كنا في موضع كذا وكذا فدعونا الله فغفر لنا). [الدر المنثور: 13/692-693]
تفسير قوله تعالى: (قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قالوا إنّا كنّا قبل في أهلنا مشفقين (26) فمنّ اللّه علينا ووقانا عذاب السّموم (27) إنّا كنّا من قبل ندعوه إنّه هو البرّ الرّحيم}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: قال بعضهم لبعضٍ: إنّا أيّها القوم كنّا في أهلنا في الدّنيا مشفقين خائفين من عذاب اللّه وجلين أن يعذّبنا ربّنا اليوم). [جامع البيان: 21/590]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله {إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين} قال: في الدنيا). [الدر المنثور: 13/693]
تفسير قوله تعالى: (فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({فمنّ اللّه علينا} بفضله {ووقانا عذاب السّموم} يعني: عذاب النّار، يعني فنجّانا من النّار، وأدخلنا الجنّة.
- كما حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {عذاب السّموم} قال: عذاب النّار). [جامع البيان: 21/590]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {ووقانا عذاب السموم} قال: وهج النار). [الدر المنثور: 13/693]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن عائشة عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: لو فتح الله من عذاب السموم على أهل الأرض مثل الأنملة أحرقت الأرض ومن عليها). [الدر المنثور: 13/693]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن عائشة أنه قرأت هذه الآية {فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم} فقالت: اللهم من علينا وقنا عذاب السموم إنك أنت البر الرحيم وذلك في الصلاة.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد، وابن المنذر عن أسماء أنها قرأت هذه الآية فوقعت عليها فجعلت تستعيذ وتدعو). [الدر المنثور: 13/693-694]
تفسير قوله تعالى: (إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (28) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: {البرّ} [الطور: 28] : «اللّطيف»). [صحيح البخاري: 6/140]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال ابن عبّاسٍ البرّ اللّطيف سقط هذا لأبي ذرٍّ هنا وثبت لهم في التّوحيد وقد وصله بن أبي حاتمٍ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ به وسيأتي الكلام عليه في التّوحيد إن شاء اللّه تعالى). [فتح الباري: 8/602]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح ثنا معاوية عن علّي عن ابن عبّاس في قوله 28 الطّور {البر} قال اللّطيف). [تغليق التعليق: 4/321]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: البرّ اللّطيف
أي: قال ابن عبّاس في قوله تعالى: {إنّه هو البر الرّحيم} (الطّور: 28) وفسّر البر باللطيف، وسقط هذا هنا في رواية أبي ذر وثبت في التّوحيد). [عمدة القاري: 19/194]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال ابن عباس) فيما وصله الطبري (البر) أي (اللطيف) قال في الفتح: هذا ساقط لأبي ذر والذي في اليونينية وفرعها علامة أبي ذر مع كتابة إلى على قوله البرّ وعلى قوله اللطيف لا). [إرشاد الساري: 7/357]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّا كنّا من قبل ندعوه} يقول: إنّا كنّا في الدّنيا من قبل يومنا هذا ندعوه: نعبده مخلصين له الدّين، لا نشرك به شيئًا {إنّه هو البرّ} يعني: اللّطيف بعباده.
- كما: حدّثنا عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إنّه هو البرّ} يقول: اللّطيف.
وقوله: {الرّحيم} يقول: الرّحيم بخلقه أن يعذّبهم بعد توبتهم.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {إنّه هو البرّ} فقرأته عامّة قرأة المدينة (أنّه) بفتح الألف، بمعنى: إنّا كنّا من قبل ندعوه لأنّه هو البرّ، أو بأنّه هو البرّ وقرأ ذلك عامّة قرأة الكوفة والبصرة {إنّه} على الابتداء.
والصّواب من القول في ذلك، أنّهما قراءتان معروفتان، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ). [جامع البيان: 21/591]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {إنه هو البر} قال: اللطيف). [الدر المنثور: 13/694]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {إنه هو البر} قال: الصادق). [الدر المنثور: 13/694]