سورة المسد
[ من الآية (1) إلى آخر السورة ]
{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)}
قوله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (1 - قَوْله {تبت يدا أبي لَهب} 1
قَرَأَ ابْن كثير {يدا أبي لَهب} سَاكِنة الْهَاء
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {لَهب} بِفَتْح الْهَاء). [السبعة في القراءات: 700]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (أبي لهب) ساكنة الهاء مكي). [الغاية في القراءات العشر: 439]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يدا أبي لهب) [المسد: 1]: ساكنة الهاء: مكي). [المنتهى: 2/1046]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير (أبي لهب) بإسكان الهاء، وفتح الباقون، وكلهم فتحوا الهاء من (ذات لهب) ). [التبصرة: 391]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ ابن كثير: {يدا أبي لهب} (1): بإسكان الهاء.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 533]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قرأ ابن كثير: (أبي لهب) بإسكان الهاء، والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 619]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (أَبِي لَهْبٍ) ساكنة الهاء مكي غير ابْن مِقْسَمٍ، الباقون متحرك، وهو الاختيار لقوله: (ذَاتَ لَهَبٍ)). [الكامل في القراءات العشر: 663] قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ({يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [المسد: 1] ساكنةُ الهاءِ: ابنُ كَثيرٍ). [الإقناع: 2/814]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (1120 - وَهَا أَبِي لَهْبٍ بِالإِسْكَانِ دَوَّنُوا = .... .... .... .... ....). [الشاطبية: 90]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([1120] وها أبي لهب بالاسكان دونوا = وحمالة المرفوع بالنصب (نـ)ـزلا
لهْبٌ ولهَبٌ، مثل: شعْرٍ وشعَرٍ، وضجْر وضجَر، ونهْر ونهَر.
وقيل: هو من تغيير الأعلام، كقولهم شمس بن مالك بالضم، قيل: كان اسمه عبد العزى، وكني بذلك لتلهب وجنتيه، ولأجل أن اسمه عبد العزى، عدل عن اسمه إلى كنيته). [فتح الوصيد: 2/1331]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): (1120- وَهَا أَبِي لَهْبٍ بِالإِسْكَانِ دَوَّنُوا = وَحَمَّالَةُ المَرْفُوعُ بِالنَّصْبِ نُزِّلاَ
(ب) دَوَّنُوا: أَثْبَتُوا، مِنْ دُوِّنَتِ الْمَسْأَلَةُ: إِذَا كُتِبَتْ.
(ح) هَا: مَفْعُولُ دَوَّنُوا، أُضِيفَ إِلَى أَبِي لَهَبٍ، بِالإِسْكَانِ: مُتَعَلِّقُالْفِعْلِ، حَمَّالَةُ: مُبْتَدَأٌ، الْمَرْفُوعُ: نَعْتُهُ، نُزِّلا: خَبَرٌ، بِالنَّصْبِ: مُتَعَلِّقٌ بِهِ.
(ص) أَيْ: قَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهْبٍ) بِإِسْكَانِ الْهَاءِ وَالْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا، لُغَتَانِ، كَالْمَعْزِ وَالْمَعَزِ، وَقَرَأَ عَاصِمٌ: {حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} بِالنَّصْبِ عَلَى الذَّمِّ أَوِ الْحَالِ،
[كنز المعاني: 2/731]
وَالْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ (امْرَأَتُهُ) أَوْ نَعْتُهَا أَوْ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ؛ أَيْ: هِيَ حَمَّالَةُ، وَمَدَحَ قِرَاءَةَ النَّصْب بِأَنَّهُ نَزَلَ أَيْضًا كَمَا أُنْزِلَ الرَّفْعُ). [كنز المعاني: 2/732] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (1120- [وَهَا أَبِي لَهْبٍ بِالإِسْكَانِ (دَ)وَّنُوا ،... وَحَمَّالَةُ المَرْفُوعُ بِالنَّصْبِ (نُـ)ـزِّلاَ]
أي أَثْبَتُوا هَاءَهُ بالإسْكانِ لابْنِ كَثِيرٍ وفَتَحَها الباقونَ، ولعلَّهما لُغَتانِ كالنَّهْرِ ، ولم يَخْتَلِفوا في فتْحِ الهاءِ من قَوْلِهِ تعالى -ذَاتَ لَهَبٍ- وكذا (وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ) قال أَبُو عَلِيٍّ هذا يَدُلُّ على أنَّهُ أَوْجَهُ مِنَ الإسْكانِ ، وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ الإسْكانُ في أَبِي لَهْبٍ من تَغْييرِ الأَعْلامِ كقَوْلِهم: شَمْسُ بْنُ مَالِكٍ بالضَّمِّ.
قُلْتُ: وفي الإسْكانِ مُغَايَرَةٌ بَيْنَ اللَّفْظَيْن ِفي الموْضِعَيْنِ وخَفَّفَ الْعَلَمَ بالإسْكانِ لِثُقْلِ الْمُسَمَّى على الجِنَانِ والاسْمِ على اللِّسانِ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/270]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (1120- وَهَا أَبِي لَهْبٍ بِالإِسْكَانِ دَوَّنُوا = .... .... .... ....
قَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهْبٍ) بِإِسْكَانِ الْهَاءِ، وَقَرَأَ غَيْرُهُ بِفَتْحِهَا، وَقَيَّدَ مَوْضِعَ الْخِلافِ بِقَوْلِهِ (أَبِي لَهْبٍ) لِلاحْتِرَازِ عَنْ {ذَاتَ لَهَبٍ} فَقَدِ اتَّفَقَ الْقُرَّاءُ عَلَى قِرَاءَتِهِ بِفَتْحِ الْهَاءِ). [الوافي في شرح الشاطبية: 381]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (واخْتَلَفُوا في {أَبِي لَهَبٍ} [المسد: 1]؛ فقَرَأَ ابنُ كَثِيرٍ بإسكانِ الهاءِ، وقَرَأَ الباقونَ بفتحِها.
واتَّفَقُوا على فتحِ الهاءِ مِن {ذَاتَ لَهَبٍ}، ومِن {وَلاَ يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ}؛ لتناسُبِ الفواصِلِ ولِثِقَلِ العِلْمِ بالاستعمالِ. واللَّهُ أَعْلَمُ.
وما أَحْسْنَ قولَ الإمامِ أبي شَامَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ حيثُ قالَ: خَفِّفِ العَلَمَ بالإسكانِ؛ لِثِقَلِ المُسَمَّى على الجَنَانِ والاسمِ على اللِّسَانِ). [النشر في القراءات العشر: 2/404]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ {أَبِي لَهْبٍ} بإِسْكانِ الهاءِ، والباقُونَ بفَتْحِها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 745]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (998- .... .... .... .... .... = .... .... وها أبي لهبٍ سكن
[طيبة النشر: 101]
999 - دينًا .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 102]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وقرأ «يدا أبي لهب» بإسكان الهاء ابن كثير كما سيأتي في أول البيت الآتي، والباقون بفتحها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 331]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
... ... ... .... = ..... وها أبي لهب سكن
(د) ينا وحمّالة نصب الرّفع (ن) م = ... ... ... .....
ش: أي: أسكن الهاء من أبي لهب [1] ذو دال (دينا) ابن كثير، وفتحها الباقون؛ كالشّمع [والشّمع]، والنّهر والنّهر، والفتح أكثر استعمالا.
واتفقوا على فتحها من ذات لهب [3] ولا يغني من اللهب [المرسلات: 31]؛ لتناسب الفواصل، ولثقل العلم بالاستعمال). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/626] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وَاخْتُلِفَ فِي {لَهَبٍ} الأَوَّلِ. فَابْنُ كَثِيرٍ بِإِسْكَانِ الْهَاءِ، وَافَقَهُ ابْنُ مُحَيْصِنٍ.
وَالْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا، لُغَتَانِ كَالنَّهْرِ وَالنَّهَرِ، وَالْفَتْحُ أَكْثَرُ اسْتِعْمَالاً، وَخَرَجَ بِالأَوَّلِ الثَّانِي الْمُتَّفَقِ عَلَى الْفَتْحِ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/636]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أبي لهب} قرأ المكي بإسكان الهاء، والباقون الفتح، لغتان، كالشعر والشعر، والنهر والنهر.
ولا خلاف بينهم في فتح الثاني، هو {ذات لهب} لأنها فاصلة، والسكون يخرجها عن مشابهة الفواصل قبلها وبعدها). [غيث النفع: 1351] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1)}
{يَدَا أَبِي}
- قراءة الجماعة (تبت يدا أبي لهب)، أبي بالياء؛ لأنه في موضع الجر.
- وقرئ (تبت يدا أبو لهب) بالواو.
وذكر الزمخشري أن الرجل قد يكون مشتهرًا بالكنية دون الاسم، فلما أريد هنا التشهير بأبي لهب بدعوة السوء، وأن تبقى له سمة الأشهر من علمية صرح بأبي لهب، قال: (ويؤيد ذلك قراءة من قرأ: (يدا أبو لهب) كما قيل: علي بن أبي طالب، ومعاوية بن أبو سفيان؛ لئلا يغير منه شيء فيشكل على السامع).
وذكر ابن خالويه هذه القراءة وقال: (بالواو، حكاه أبو معاذ).
قال الشهاب: (وقراءة (أبو) بالواو لحكاية الرفع الذي هو أشرف أحوال اللفظ، وأسبقها؛ ولذا حوفظ عليه، واشتهر الاسم به).
[معجم القراءات: 10/627]
{لَهَبٍ}
- قرأ الجمهور (لهب) بفتح الهاء.
- وقرأ ابن كثير وابن محيصن ومجاهد وحميد (لهب) بسكون الهاء.
وقيل: الفتح والسكون لغتان.
{وَتَبَّ}
- قراءة الجماعة (وتب).
- وقرأ ابن مسعود والأعمش وأبي بن كعب، ورواها عن الأعمش أبو أسامة وابن شنبوذ (وقد تب).
وذكر ابن حجر في الفتح أن الأعمش ليس من قرائها، والذي يظهر له أن الأعمش قرأها حاكيًّا لها، وأنه كان لا يستمر على قراءتها). [معجم القراءات: 10/628]
قوله تعالى: {مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وَأَمَالَ {مَا أَغْنَى}، و{سَيَصْلَى} حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ، وَبِالْفَتْحِ وَالصُّغْرَى الأَزْرَقُ، وَحَيْثُ فَتَحَ {سَيَصْلَى} غَلَّظَ لاَمهَا، وَحَيْثُ قَلَّلَ رَقَّقَهَا، حَتْمًا فِيهِمَا، لِمَا مَرَّ أَنَّ اَلتَّغْلِيظَ وَالإِمَالَةَ ضِدَّانِ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/636] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2)}
{أَغْنَى}
- قراءة بالإمالة حمزة والكسائي وخلف والأعمش بالإمالة بالآية.
[معجم القراءات: 10/628]
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح.
{كَسَبَ}
قراءة الجماعة (كسب).
- وقرأ ابن مسعود والأعمش وأبي بن كعب (اكتسب) بتاء الافتعال). [معجم القراءات: 10/629]
قوله تعالى: {سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3)}
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (سيصلى) بضم الياء البرجمي، مختلف عنه). [الغاية في القراءات العشر: 439]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): (وفي حفظي عن الحضيني عن البرجمي (سيصلى) [المسد: 3] بضم الياء كرواية ابن الصلت عن الشموني). [المنتهى: 2/1046]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (سَيَصْلَى) مضمومة الياء مشدد البرجمي، وهو الحصبي، والأزرق عن أبي بكر، وابن شنبود عن ابن حبيب في قول أبي ...، وأبو حيوة، والحسن في رواية ... وسليمان، وابْن مِقْسَمٍ، وعباس في اختياره ...، وعباس بتخفيف اللام، وهو الاختيار لقرب الفعل من اللَّه، الباقون بالياء ... اللام، حمالة نصب ابن مُحَيْصِن رواية الزَّعْفَرَانِيّ والحسن، والْأَعْمَش رواية ...، وأبو حيوة، وابن أبي عبلة، وعَاصِم، الباقون بالرفع، وهو الاختيار على خبر المبتدأ). [الكامل في القراءات العشر: 663]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
... ... ... .... = ..... وها أبي لهب سكن
(د) ينا وحمّالة نصب الرّفع (ن) م = ... ... ... .....
ش: أي: أسكن الهاء من أبي لهب [1] ذو دال (دينا) ابن كثير، وفتحها الباقون؛ كالشّمع [والشّمع]، والنّهر والنّهر، والفتح أكثر استعمالا.
واتفقوا على فتحها من ذات لهب [3] ولا يغني من اللهب [المرسلات: 31]؛ لتناسب الفواصل، ولثقل العلم بالاستعمال). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/626] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وَأَمَالَ {مَا أَغْنَى}، و{سَيَصْلَى} حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ، وَبِالْفَتْحِ وَالصُّغْرَى الأَزْرَقُ، وَحَيْثُ فَتَحَ {سَيَصْلَى} غَلَّظَ لاَمهَا، وَحَيْثُ قَلَّلَ رَقَّقَهَا، حَتْمًا فِيهِمَا، لِمَا مَرَّ أَنَّ اَلتَّغْلِيظَ وَالإِمَالَةَ ضِدَّانِ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/636] (م) قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {أبي لهب} قرأ المكي بإسكان الهاء، والباقون الفتح، لغتان، كالشعر والشعر، والنهر والنهر.
ولا خلاف بينهم في فتح الثاني، هو {ذات لهب} لأنها فاصلة، والسكون يخرجها عن مشابهة الفواصل قبلها وبعدها). [غيث النفع: 1351] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3)}
{سَيَصْلَى}
- قرأ الجمهور (سيصلى) بفتح الياء وسكون الصاد، وهي الاختيار لإجماع الناس عليها.
- وقرأ أبو رجاء والأعمش والحسن وابن أبي عبلة وابن أبي إسحاق والأعمش والبرجمي عن أبي بكر وأشهب العقيلي ومحبوب عن إسماعيل عن ابن كثير وحسين عن أبي بكر وابن مسعود (سيصلى) بضم الياء وسكون الصاد مبنيًّا للمفعول.
- وقرأ أبو حيوة وابن مقسم وابن عباس في اختياره وأشهب العقيلي وأبو السمال العدوي ومحمد بن السميفع وعبد الله بن مسعود وابن كثير في رواية (سيصلى) بضم الياء وفتح الصاد وشد اللام.
- وقرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف والأعمش.
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
[معجم القراءات: 10/629]
- وإذا فتح ورش والأزرق غلظا اللام، وإذا أمالا رققا.
- وقراءة الباقين بالفتح.
{ذَاتَ لَهَبٍ}
- أجمع القراء على أنه هنا بفتح الهاء (لهب)، لأنها فاصلة، والسكون يزيلها.
قال ابن مهران: (وقد رواه بعضهم عن ابن كثير (لهب) بسكون الهاء مثل الأول، وهو غلط).
وقال القرطبي: (ولم يختلفوا في ذات لهب، أنها مفتوحة لأنهم راعوا فيها رؤوس الآي).
ومثله عند السمين وغيره). [معجم القراءات: 10/630]
قوله تعالى: {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (2 - قَوْله {حمالَة الْحَطب} 4
قَرَأَ عَاصِم وَحده {حمالَة الْحَطب} نصبا
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {حمالَة الْحَطب} رفعا). [السبعة في القراءات: 700]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (حمالة) نصب عاصم). [الغاية في القراءات العشر: 439]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (حمالة) [المسد: 4]: نصب: عاصم). [المنتهى: 2/1046]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ عاصم (حمالة الحطب) بالنصب، وقرأ الباقون بالرفع). [التبصرة: 391]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (عاصم: {حمالة الحطاب} (4): بنصب التاء.
والباقون: برفعها). [التيسير في القراءات السبع: 533]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(عاصم: (حمالة الحطب) بنصب التّاء، والباقون برفعها). [تحبير التيسير: 619]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ( {حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} [المسد:4] نصبٌ: عاصمٌ). [الإقناع: 2/815] قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (1120- .... .... .... .... .... = وَحَمَّالَةُ المَرْفُوعُ بِالنَّصْبِ نُزِّلاَ). [الشاطبية: 90]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([1120] وها أبي لهب بالاسكان دونوا = وحمالة المرفوع بالنصب (نـ)ـزلا
...
{وحمالة}، منصوب على الدم، أو على الحال.
والرفع على الصفة لـ {امرأته}؛ أو البدل منها؛ أو هي حمالة الحطب؛ أو {وامرأته}: مبتدأ، و{حمالة الحطب}: خبرٌ.
أبو علي: «الرفع على الصفة، ولا يقدر في {حمالة الحطب} الانفصال، لأنه مما قد فعل؛ فهو كقولك: مررت بزید ضارب عمروٍ أمس».
قال: «ومما يقوي ذلك، أن قراءة ابن مسعود وأبي: (حمالة للحطب)» ). [فتح الوصيد: 2/1331]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): (1120- وَهَا أَبِي لَهْبٍ بِالإِسْكَانِ دَوَّنُوا = وَحَمَّالَةُ المَرْفُوعُ بِالنَّصْبِ نُزِّلاَ
(ب) دَوَّنُوا: أَثْبَتُوا، مِنْ دُوِّنَتِ الْمَسْأَلَةُ: إِذَا كُتِبَتْ.
(ح) هَا: مَفْعُولُ دَوَّنُوا، أُضِيفَ إِلَى أَبِي لَهَبٍ، بِالإِسْكَانِ: مُتَعَلِّقُالْفِعْلِ، حَمَّالَةُ: مُبْتَدَأٌ، الْمَرْفُوعُ: نَعْتُهُ، نُزِّلا: خَبَرٌ، بِالنَّصْبِ: مُتَعَلِّقٌ بِهِ.
(ص) أَيْ: قَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهْبٍ) بِإِسْكَانِ الْهَاءِ وَالْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا، لُغَتَانِ، كَالْمَعْزِ وَالْمَعَزِ، وَقَرَأَ عَاصِمٌ: {حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} بِالنَّصْبِ عَلَى الذَّمِّ أَوِ الْحَالِ،
[كنز المعاني: 2/731]
وَالْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ (امْرَأَتُهُ) أَوْ نَعْتُهَا أَوْ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ؛ أَيْ: هِيَ حَمَّالَةُ، وَمَدَحَ قِرَاءَةَ النَّصْب بِأَنَّهُ نَزَلَ أَيْضًا كَمَا أُنْزِلَ الرَّفْعُ). [كنز المعاني: 2/732] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (و(حَمَّالَةُ الْحَطَبِ) بالرَّفْعِ صِفَةُ (وامْرَأَتُهُ) وفي جِيدِهَا الخَبَرُ، أو هما خَبَرانِ لها إنْ كانَت مُبْتَدَأً ، وإنْ كانَت عَطْفًا على ضَميِرِ سَيَصْلَى تَعَيَّنَ حَمَّالَةُ الْحَطَبِ للصِّفَةِ ، وكانَ في جِيدِها في مَوْضِعِ الحالِ أو خَبَرًا ومُبْتَدَأً جُمْلَةً مُسْتَأْنَفَةً ، ونَصْبُ (حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) على الذَّمِّ والشَّتْمِ.
قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وأنا أَسْتَحِبُّ هذه القِرَاءَةَ، وقد تَوَسَّلَ إلى رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- بِجَمِيلٍ مَنْ أَحَبَّ شَتْمَ أُمَّ جَمِيلٍ. قُلْتُ: حَمَّالَةُ الْحَطَبِ اسْمُها أُمُّ جَمِيلٍ عَلَيْها وعلى أَبِي لَهَبٍ لَعْنَةُ اللهِ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/270]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (1120- .... .... .... .... .... = وَحَمَّالَةُ المَرْفُوعُ بِالنَّصْبِ نُزِّلاَ
....
وَقَرَأَ عَاصِمٌ: {حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} بِنَصْبِ رَفْعِ التَّاءِ، فَتَكُونُ قِرَاءَةُ غَيْرِهِ بِرَفْعِهَا، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ). [الوافي في شرح الشاطبية: 381]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (واخْتَلَفُوا في {حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} [المسد: 4]؛ فقَرَأَ عاصِمٌ: {حَمَّالَةَ} بالنصبِ، وقَرَأَ الباقونَ بالرفعِ). [النشر في القراءات العشر: 2/404]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرَأَ عَاصِمٌ {حَمَّالَةَ} بالنَّصْبِ, والباقُونَ بالرَّفْعِ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 745]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (999- .... وحمّالة نصب الرّفع نم = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 102]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (د) ينا وحمّالة نصب الرّفع (ن) م = والنّافثات عن رويس الخلف تم
أي وقرأ «حمالة الحطب» بالنصب عاصم على الذم والشتم أو الحال، والباقون بالرفع على الصفة لامرأته أو البدل منها أو خبر مبتدإ محذوف: أي هي). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 331]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو نون [نم] عاصم: حمّالة الحطب [4] بنصب التاء على الذم؛ لأنها كانت مشتهرة بالنميمة.
والباقون بالرفع على الصفة؛ وجاز الوصف به لأنه معرفة؛ [لأنه] [أريد] به
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/626]
المعنى). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/627]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وَاخْتُلِفَ فِي {حَمَّالَةَ}: فَعَاصِمٌ بِالنَّصْبِ عَلَى اَلذَّمِّ، وَقِيلَ: عَلَى الْحَالِ مِنْ {وَامْرَأَتُهُ} لأنَّهَا فَاعِلٌ، لِعَطْفِهَا عَلَيْهِ، و{حَمَّالَةَ} حِينَئِذٍ نَكِرَةٌ; حَيْثُ أُرِيدَ بِهَا الاسْتِقْبَالُ; أَيْ: حَالُهَا فِي اَلنَّارِ كَذَلِكَ، وَافَقَهُ اِبْنُ مُحَيْصِنٍ. وَالْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ خَبَرُ مَحْذُوفٍ، أَوْ خَبَرُ {وَامْرَأَتُهُ} وَ{فِي جِيدِهَا} خَبَرٌ ثَانٍ، وَمَنْ جَعَلَهُ صِفَةَ {امْرَأَتُهُ} قَدَّرَ الْمُضِيَّ فِيهِ; لأنَّهُ قَدْ وَقَعَ عَلَى الْحَقِيقَةِ، فَتَتَعَرَّفُ حِينَئِذٍ بِالإِضَافَةِ، وَجَعَلَهَا بَعْضُهُمْ بَدَلَ كُلٍّ مِنْهَا). [إتحاف فضلاء البشر: 2/636]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {حمالة} [4] قرأ عاصم بنصب التاء، على الذم، أو الحال، والباقون بالرفع، خبر {وامرأته} أو مبتدأ محذوف إن قلنا إن رفع {امرأته} بالعطف على الضمير المستكن في {سيصلى} [3] وسوغه وجود الفصل بالمفعول وصفته). [غيث النفع: 1351]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4)}
{وَامْرَأَتُهُ}
- قراءة الجماعة (وامرأته).
- وقرئ (وامراته) بألف بعد الراء وذلك على إبدال الهمزة ألفًا وهي لغة.
- وقرأ ابن مسعود وعباس (ومريئته) بالتصغير والهمز.
- وقرأ ابن مسعود وعباس (ومريته) بالتصغير، وإبدال الهمزة ياءً وإدغامها في ياء التصغير.
[معجم القراءات: 10/630]
وقرا العنبري عن أبي عمرو باختلاس حركة الهاء في (امرأته).
وعند الطبرسي قراءة ابن مسعود (ومرأته…) كذا!
{حَمَّالَةَ الْحَطَبِ}
قرأ الحسن وزيد بن علي والأعرج وأبو حيوة وابن أبي عبلة وابن محيصن وعيسى بن عمر وعاصم بخلاف عنه وابن أبي إسحاق (حمالة…) بالنصب على الذم والشتم، وقيل بالنصب على الحال.
وقرأ باقي السبعة وعاصم في رواية أبو جعفر ويعقوب وخلف (حمالة) بالرفع على تقدير: هي حمالة، أو امراته: مبتدأ، وحمالة: خبره.
وأجازوا أن يكون عطف بيان، وبدلًا منه، أو نعتًا.
قال الطبري: (والصواب من القراءة في ذلك عندنا الرفع لأنه أفصح الكلامين فيه، ولإجماع الحجة من القراء عليه).
[معجم القراءات: 10/631]
- وقرأ ابن مسعود وعياض (حمالةً للحطب) بالنصب والتنوين في (حمالة)، وبلام الجر في (الحطب).
وقرأ ابن مسعود أيضًا (حمالةٌ للحطب) كالقراءة السابقة إلا أنه بالرفع هنا، قال ابن جني: (حمالةٌ: خبر عن (مريئته).
وتخريج هاتين القراءتين على نسق القراءتين السابقتين.
- وقرأ أبو قلابة (حاملة الحطب) على وزن (فاعلة) مضافًا.
وذكرها أبو حيان من غير ضبط لحركة التاء، وضبطت في المختصر بضم التاء (حاملةٌ…).
وقال العكبري: (فبعضهم يجر بالإضافة، وبعضهم ينون الأول وينصب الحطب به) قلت: الصورتان هما:
- حاملة الحطب.
- حاملةً الحطب). [معجم القراءات: 10/632]
قوله تعالى: {فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)}
{جِيدِهَا}
- قرأه بالإمالة نصير عن الكسائي، أي بإمالة الهاء مع الألف بعدها.
وصورة القراءة: (جيدها) ). [معجم القراءات: 10/632]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين