سورة الزلزلة
[ من الآية (1) إلى آخر السورة ]
{إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)}
قوله تعالى: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1)}
{زُلْزِلَتِ}
- قراءة الجمهور (زُلزلت) بضم الزاي الأولى.
- وقرأ اللؤلؤي والأزرق كلاهما عن أبي عمرو (زلزِلت) بكسر الزاي الأولى وهو من اتباع الأول والثاني وشبه بـ (رد).
{زِلْزَالَهَا}
- قرأ الجمهور (زلزالها) بكسر الزاي، وهو مصدر، وهو الاختيار عند الزجاج.
- وقرأ عاصم الجحدري وعيسى بن عمر الثقفي وأبو البرهسم وأبو العالية وأبو عمران وأبو حيوة والجحدري (زلزالها) بفتح الزاي.
قال الزمخشري: (... والمفتوح اسم).
قال أبو حيان: (وجعله غيره مصدرًا جاء على فَعلال- بالفتح-).
وهو عند ابن عطية مصدر كالوسواس، وقد يراد بالمفتوح معنى اسم الفاعل.
[معجم القراءات: 10/533]
- وقرأ نعيم بن ميسرة (زلزالها) بضم الزاي). [معجم القراءات: 10/534]
قوله تعالى: {وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2)}
قوله تعالى: {وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3)}
قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4)}
{تُحَدِّثُ}
- قرأ الجمهور (تحدث).
- وقرئ (يُحدث) بالياء، يعني الإنسان، أي يخبر الإنسان يومئذٍ عن أخبارها.
- وقرا ابن مسعود وسعيد بن جبير (تنبئ) خفيفًا من (أنبأ).
- وقرأ عبد الله بن مسعود وسعيد بن جبير (تنبئ) بشد الياء من (نبأ).
- وقرأ سعيد بن جبير (تبين) ). [معجم القراءات: 10/534]
قوله تعالى: {بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5)}
{أَوْحَى}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف والأعمش.
- والفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح). [معجم القراءات: 10/534]
قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (لِيُرَوا) بفتح الياء على تسمية الفاعل أبو حيوة، وقَتَادَة، والزَّعْفَرَانِيّ، الباقون على ما لم يسم فاعله، وهو الاختيار؛ لقرب الفعل من اللَّه). [الكامل في القراءات العشر: 662]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وتَقَدَّمَ {يَصْدُرُ} في (النساءِ) ). [النشر في القراءات العشر: 2/403]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({يَصْدُرُ} ذُكِرَ في النِّساءِ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 743]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة: تقدم خيرا يره [7]، وشرّا يره [8] في الكناية، ويصدر [6] في [«أم القرآن»] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/623] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وَقَرَأَ {يَصْدُرُ} بِإِشْمَامِ اَلصَّادِ اَلزَّايِ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ ورُوَيْسٌ، وَمَرَّ بـ(النِّسَاءِ) ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/623]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يصدر} [6] قرأ الأخوان بإشمام الصاد الزاي، والباقون بالصاد الخالصة). [غيث النفع: 1317]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6)}
{يَصْدُرُ}
- قراءة الجمهور (يصدر) بالصاد الخالصة.
- وقرأ بإشمام الصاد الزاي حمزة والكسائي وخلف ورويس عن يعقوب والأعمش.
- وقرئ (يزدر) بالزاي، وحكى مثل هذا الفراء عن حمزة.
{لِيُرَوْا}
- قرأ الجمهور (ليروا) بضم الياء مبنيًا للمفعول.
- وقرأ الحسن والأعرج وقتادة وحماد بن سلمة والزهري وأبو حيوة وعيسى بن عمر ونصر بن عاصم وطلحة ونافع في رواية وعائشة والجحدري وأبو بكر الصديق السميفع (ليروا) بفتح الياء مبنيًا للفاعل.
- ورويت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحكى هذا أبو حاتم.
قال الزجاج: (... ولا أعلم أحدًا قرأ بها (كذا) ولا يجوز أن يُقرأ بما يجوز في العربية إذا لم يقرأ به من أُخذت عنه القراءة) ). [معجم القراءات: 10/535]
قوله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (1 - قَوْله {خيرا يره} 7 و{شرا يره} 8
روى أبان عَن عَاصِم {خيرا يره} و{شرا يره} بِضَم الياءين
وَقَرَأَ ابْن كثير وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي وَعَاصِم في رِوَايَة حَفْص عَنهُ وبريد عَن أَبي بكر عَن عَاصِم وَنَافِع في رِوَايَة الحلواني عَن قالون وَرِوَايَة ورش عَن نَافِع {يره} بإشباع الضَّم وَفتح الْيَاء
وروى هِشَام بن عمار عَن ابْن عَامر {خيرا يره} و{شرا يره} جزما
والكسائي عَن أَبي بكر عَن عَاصِم {خيرا يره} و{شرا يره} ساكنتين
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو في رِوَايَة اليزيدي وعباس {خيرا يره} و{شرا يره} مشبعتين). [السبعة في القراءات: 694]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ هشام (خيرًا يره وشرًا يره) بإسكان الهاء فيهما، وكذلك روى الكسائي عن أبي بكر، وكذلك ذكر عن أبي عمرو، والذي قرأت لأبي بكر وأبي عمرو مثل الجماعة بصلة واو، وليس لهشام إلا الإسكان فيهما فيما رويت عنه). [التبصرة: 388] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ هشام: {خيرا يره} (7)، و: {شرا يره} (8): بإسكان الهاء فيهما.
والباقون: بصلتها). [التيسير في القراءات السبع: 530] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قرأ هشام: (خيرا يره) و(شرا يره) بإسكان الهاء فيهما، والباقون [بصلتها] ). [تحبير التيسير: 616]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَرَهُ) فيهما بضم الباء ابْن مِقْسَمٍ، وأبو حيوة، وابن أبي عبلة، وأبان، وابن الجلاء عن نصير، وابن بسام عن هشام، الباقون بفتح الياء، والاختيار ما عليه أبو حيوة، لقرب الفعل من اللَّه وأسكن ها هنا أبو الحسن عن حَمْزَة، وأبي بكر وهشام غير الحلواني باختلاسهن أبو جعفر طريق الفضل، وسالم، وأبو مَرْوَان، وأبو عون عن قَالُون، وابن كيسة وابن حبشان عن رُوَيْس وافق روح، وأبو بشر ها هنا، الباقون بالإشباع، وهو الاختيار؛ لأنه أشهر). [الكامل في القراءات العشر: 662] (م) قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وتَقَدَّمَ {خَيْراً يَرَهُ} و{شَرًّا يَرَهُ} في هاءِ الكِنايةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/403]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({رَبَّهُ}و{يَرَهُ} كِلاهُما ذُكِرا في هاءِ الكِنايَةِ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 743] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة: تقدم خيرا يره [7]، وشرّا يره [8] في الكناية، ويصدر [6] في [«أم القرآن»] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/623] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وَقَرَأَ {يَرَهُ} مَعًا بِإِسْكَانِ الْهَاءِ هِشَامٌ وَابْنُ وَرْدَانَ مِنْ طَرِيقِ النَّهْرَوَانِيِّ عَنِ ابْنِ شَيْبٍ.
وَقَرَأَهُمَا بِالاخْتِلاَسِ يَعْقُوبُ بخُلْفِهِ وَابْنُ وَرْدَانَ مِنْ طَرِيقِ اِبْنِ هَارُونَ وَالْعَلاَّفِ [عَنِ] ابْنِ شَيْبٍ.
وَالْبَاقُونَ بِالإِشْبَاعِ وَبِهِ قَرَأَ يَعْقُوبُ فِي الْوَجْهِ اَلثَّانِي، وَابْنُ وَرْدَانَ مِنْ بَاقِي طُرُقِهِ فِي الْوَجْهِ اَلثَّالِثِ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/623] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يره} [7 – 8] معًا قرأ هشام بإسكان الهاء، والباقون بضم الهاء، وصلته بواو في اللفظ). [غيث النفع: 1317]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7)}
{خَيْرًا}
- ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{يَرَهُ}
- قرأ ابن كثير وابن عامر وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم وبريد عن أبي بكر عنه ونافع في رواية الحلواني عن قالون ورواية
[معجم القراءات: 10/535]
ورش عن نافع وهشام ابن عمار عن ابن عامر وأبو عمرو في رواية اليزيدي وعباس وأبو جعفر ويعقوب برواية روح ورويس ونصير وابن مهران وبكار (يره) بفتح الياء، أي: يرى جزاءه من ثواب وعقاب.
- وقرأ الحسين بن علي وزيد بن علي، وعلي بن الحسين وابن عباس والكلبي وأبو حيوة وخليد بن نشيط والجحدري والسلمي وعيسى ابن عمر وعبد الله بن مسلم وهارون وأبان عن عاصم والكسائي في رواية حميد بن الربيع عنه، وهي قراءة أبي جعفر من طريق ابن الغلاف، وروح، ونصير (يره) بضم الياء.
- وكان الكسائي يقرأ بالفتح، ورجع إلى الضم، ذكر هذا ابن مهران.
حركة الهاء:
وفيها ما يلي:
أ- إسكان الهاء: (يره... يره).
وهي قراءة هشام بن عمار ابن عامر والكسائي عن أبي بكر عن عاصم وأبي عمر الدوري عن اليزيدي، وأوقية عنه وابن وردان
[معجم القراءات: 10/536]
من طريق النهرواني عن ابن شبيب وأبي جعفر وأبي حيوة والمغيرة والحلواني ورواها حمزة عن الكسائي، ولم يروه عنه غيره.
ب- اختلاس الحركة: (يره... يره).
وهي قراءة يعقوب براوية روح ورويس وابن وردان من طريق ابن هارون والغلاف من ابن شبيب، وأبي جعفر وشيبة والجحدري والزهري، وهي رواية أبان عن عاصم.
ج- إشباع الحركة: (يرهو... يرهو)
وهي قراءة ابن كثير وابن عامر وحمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص وبريد عن أبي بكر عن عاصم ونافع في رواية الحلواني عن قالون ورواية ورش عن نافع وأبو عمرو في رواية اليزيدي وعباس، والدوري وشجاع وابن عامر من رواية ابن ذكوان، وهو الوجه الثاني ليعقوب، والوجه الثالث لابن وردان، وذهب أبو علي إلى إن الإشباع هو الأصل، وهو الوجه.
وذكر أبو حيان: القراءة بإشباع الأولى وإسكان الثانية، وقد بنى هذا على أن حال (يره) الأول هو الوصل وحال (يره) الثاني هو الوقف.
وما ذكره هذا غيره، بل تحدثوا عن إشباع الحركة في الموضعين على حد أنك إن وصلت فهذا الحكم، وإن وقفت فبالسكون فهذا لا يحتاج إلى بيان.
وكان أبا حيان عني أن الإسكان في الوصل أيضًا. ولذلك قال: (والإسكان في الوصل لغة حكاها الأخفش ولم يحكها سيبوبه، وحكاها الكسائي أيضًا عن بني كلاب وبني عقيل).
[معجم القراءات: 10/537]
وصورة القراءة عنده (يرهو... يره) وذكرها عن باقي السبعة.
قال القلانسي: (وأجمعوا على إسكان الهاء في الموضعين في الوقف إلا من أشار) أي: أشار إلى الحركة.
وقال مكي: (وليس لهشام إلا إسكان فيهما فيما رويت عنه).
- وقرا عكرمة (يراه... يراه) بالألف فيهما.
قال أبو يحان: (وذلك على لغة من يرى الجزم بحذف الحركة المقدرة في حروف العلة، وحكاها الأخفش، أو على توهم أن (من) موصولة لا شرطية).
- وقرئ: (فمن يعمل مثقال ذرة شرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره) على التقديم والتأخير.
وساق خبر هذه القراءة ابن خالويه في المختصر، وإعراب ثلاثين سورة.
قال: (حدثني أبو عبد الله عن أبي العيناء عن الأصمعي قال: قرأ علي أعرابي (فمن يعمل مثقال ذرة شرًا يره) فقدم وأخر، فقلت له: قدمت وأخرت، فقال:
خذا يجنب هرشى أوقفاها فإنه = كلا جانبي هرشى لهن طريق
وهذا الخبر ذكره الزمخشري في الكشاف أيضًا والقرطبي في الجامع ورواية البيت فيه (خذا بطن...)، ونقله عن الزمخشري السمين). [معجم القراءات: 10/538]
روابط مهمة: