سورة البينة
[ من الآية (6) إلى الآية (8) ]
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8)}
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (1 - قَوْله {أُولَئِكَ هم شَرّ الْبَريَّة} 6 و{أُولَئِكَ هم خير الْبَريَّة} 7
قَرَأَ نَافِع وَابْن عَامر (شَرّ البريئة) و(خير البريئة) مهموزتين
وَقَالَ هِشَام بن عمار عَن ابْن عَامر بِغَيْر همز
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {شَرّ الْبَريَّة} و{خير الْبَريَّة} بِلَا همز مَعَ تَشْدِيد الياءين). [السبعة في القراءات: 693]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (البَريْئَةِ) مهموزة نافع، وابن ذكوان). [الغاية في القراءات العشر: 438]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (البريئة) [البينة: 6، 7]: بالهمز فيهما نافع، وابن ذكوان). [المنتهى: 2/1044]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع وابن ذكوان (شر البريئة وخير البريئة) بالهمز، وقرأ الباقون بتشديد الياء من غير همز، فيجوز أن يكون على ما تقدم من أصول التسهيل في الهمز مع حرف المد واللين الزائد). [التبصرة: 387]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ نافع، وابن ذكوان: {البريئة} (6، 7)، في الحرفين: بالهمز.
والباقون: بغير همز، وتشديد الياء فيهما). [التيسير في القراءات السبع: 529]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قرأ نافع وابن ذكوان (البريئة) في الحرفين بالهمز والمدّ، والباقون بغير همز وتشديد الياء فيهما وباللّه التّوفيق). [تحبير التيسير: 616]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (1116- .... .... .... وَحَرْفَي الْـ = ـبَرِيَّة فَاهْمِزْ آهِلاً مُتَأَهِّلاَ). [الشاطبية: 89]
قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([1116] ومطلع كسر اللام (ر)حب وحرفي الـ = ـبرية فاهمز (آ)هلا (مـ)ـتأهلا
...
والبرئة بالهمز على الأصل، لأنها من: برأ الله الخلق.
والبريَّة بالتشديد، هو أكثر استعمالًا حتى قال بعضهم: «استمر الاستعمال على تخفيفه ورفض الأصل».
والتخفيف فيه على ما ذكرنا في {خطية}.
قال الفراء: «يجوز أن تكون البريَّة مأخوذةً من البرى، وهو التراب».
[فتح الوصيد: 2/1325]
و(آهلا)، منصوب على الحال من مفعول (اهمز). وهو من أهل المكان، فهو آهل، إذا كان له أهل؛ أي اهمزه ذا أهل، لأن له جماعة يختارونه وينصرونه.
ولا تغتر بقول أبي عبيد: «إن الأمة على البرية».
و(متأهلًا): حال من الفاعل في (اهمز)، أي طالبًا أن تكون لها أهلًا). [فتح الوصيد: 2/1326]
قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): (1116- وَمَطلَعِ كَسْرُ اللاَّمِ رَحْبٌ وَحَرْفَيِ الْـ = ـبَرِيَّةِ فَاهْمِزْ آهِلاً مُتَأَهِّلاَ
(ب) الرَّحْبُ: الْوَاسِعُ، الآهِلُ: ذُو الأَهْلِ مِنْ أَهُلَ الْمَكَانُ: إِذَا كَانَ لَهُ أَهْلٌ، الْمُتَأَهِّلُ: الْمَائِلُ إِلَى الأَهْلِ لِلتَّزَوُّجِ.
(ح) مَطْلَعِ: مُبْتَدَأٌ، كَسْرُ اللامِ: مُبْتَدَأٌ ثَانٍ، رَحْبٌ: خَبَرُهُ، وَاللامُ بَدَلُ الْعَائِدِ وَالْجُمْلَةُ خَبَرُ الأَوَّلِ، حَرْفَيِ الْبَرِّيَّةِ: مَفْعُولُ فِعْلٍ يُفَسِّرُهُ (فَاهْمِزْ) أَوْ مَفْعُولُهُ، وَالْفَاءُ زَائِدَةٌ، آهِلاً مُتَأَهِّلاً: حَالانِ مِنَ الْفَاعِلِ؛ أَيْ: ذَا أَهْلٍ لَكَ يَنْصُرُونَكَ لِتَوْجِيهِ الْكَسْرِ، مُتَأَهِّلاً: مَائِلاً إِلَى أَهْلِ نُصْرَتِهِ وَالاحْتِجَاجِ لَهُ.
(ص) أَيْ: قَرَأَ الْكِسَائِيُّ فِي الْقَدْرِ: (حَتَّى مَطْلِعِ الْفَجْرِ) بِكَسْرِ اللامِ عَلَى أَنَّهُ اسْمُ زَمَانٍ، وَقَدْ جَاءَ اسْمُ الزَّمَانِ وَالْمَكَانِ مِمَّا مُضَارِعُهُ مَضْمُومُ الْعَيْنِ بِالْكَسْرِ، نَحْوَ: الْمَسْجِدِ وَالْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، وَلِهَذَا قَالَ: رَحْبٌ؛ أَيْ: لَمْ تَضِقْ وُجُوهُ الْعَرَبِيَّةِ عَنْ تَوْجِيهِهِ، وَالْبَاقُونَ بِالْفَتْحِ عَلَى الأَصْلِ فِي اسْمِ الزَّمَانِ مِنْ بَابِ (يَفْعُلُ) بِالضَّمِّ، وَقِيلَ: الْمَفْتُوحُ وَالْمَكْسُورُ
[كنز المعاني: 2/726]
مَصْدَرَانِ فَيُحْتَاجُ إِلَى تَقْدِيرِ مُضَافٍ؛ أَيْ: وَقْتِ طُلُوعِ، وَقَرَأَ نَافِعٌ وَابْنُ ذَكْوَانَ فِي (لَمْ يَكُنْ) حَرْفَيِ الْبَرِيَّةِ يَعْنِي: {أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} {أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} بِالْهَمْزِ عَلَى الأَصْلِ لأَنَّهُ مِنَ الْبُرْءِ، كَمَا فَعَلَ نَافِعٌ فِي (النَّبِيءِ) وَفِي (النُّبُوءَةِ) فِي كُلِّ الْقُرْآنِ، وَالْبَاقُونَ بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ مِنْ غَيْرِ هَمْزٍ عَلَى أَنَّهُ خَفَّفَ الْهَمْزَةَ، فَلَمَّا اجْتَمَعَ يَاءَانِ أَدْغَمَ الْيَاءَ فِي الْيَاءِ، أَوْ هُوَ مِنَ الْبُرَا، وَهُوَ التُّرَابُ. قَالَ الشَّاعِرُ:
.................. = بفيك مَنْ سَارَ إِلَى الْقَوْمِ الْبَرَى
لَكِنَّ قِرَاءَةَ الْهَمْزِتَرُدُّ هَذَا الْوَجْهَ، وَمَا قِيلَ: إِنَّ الْهَمْزَ أَصْلٌ مَرْفُوضٌ، مَرْدُودٌ بِالْقِرَاءَةِ بِالْهَمْزِ الْمُتَوَاتِرِة). [كنز المعاني: 2/727] (م)
قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وهَمْزُ الْبَرِيَّةِ هو الأَصْلُ ؛ لأنَّها من بَرَأَ اللهُ الخَلْقَ ، ومَنْ لم يَهْمِزْها فإمَّا أنْ يَكونَ خَفَّفَ الْهَمْزَ كما تَقَدَّمَ في النَّبِيءِ وهو الأَوْلَى ، أو يَكونَ مأْخوذًا مِنَ البَرَا وهو التُّرابُ فلا هَمْزَ فيه ، ولَكِنَّ قِرَاءةَ الهَمْزِ تَرُدُّ هذا الوَجْهَ . قالَ أَبُو عَلِيٍّ: الْبَرِيَّةُ مِنْ بَرَأَ اللهُ الخَلْقَ فالقِياسُ فيه الهَمْزُ إلا أنَّهُ مِمَّا تُرِكَ هَمْزُهُ كقَوْلِهم: النَّبِيُّ والذُّرِّيَّةُ والخَابِيَةُ في أنَّهُ تَرَكَ الهَمْزَ ، فالهَمْزُ فيه كالرَّدِّ إلى الأَصْلِ المَتْروكِ في الاسْتِعْمالِ كما أنَّ مَنْ هَمَزَ النَّبِيَّ كانَ كذلك، وتَرْكُ الهَمْزِ فيها أَجْودُ وإنْ كانَ الأَصْلُ الهَمْزَ؛ لأنَّهُ لَمَّا تَرَكَ فيه الهَمْزَ صَارَ كرَدِّهِ إلى الأُصولِ المَرْفُوضَةِ مِثْلِ ضَنَنُوا وما أَشْبَهَ ذلك مِنَ الأُصولِ الَّتِي لا تُسْتَعْمَلُ، قالَ: قالَ وهَمْزُ مَنْ هَمَزَ البَرِيَّةَ يَدُلُّ على فَسَادِ قَوْلِ من قالَ: إنَّهُ من البَرَاءِ الَّذِي هو التُّرابُ ألا تَرَى أنَّهُ لو كان كذلك لم يُجَزْ هَمْزُ من هَمَزَ على حالٍ إلَّا على
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/266]
وَجْهِ الغَلَطِ كما حَكُوا امْتَلَئَتِ الحَجَرُ ونَحْوُ ذلك من الغَلَطِ الَّذِي لا وَجْهَ له في الهَمْزِ، والفاءُ في قَوْلِهِ فاهْمِزْهُ زائِدَةٌ ، وحَرْفَيِ البَرِيَّةِ مَفْعُولُ (فاهْمِزْ) وآهِلا مُتَأَهِّلا حالانِ من فاعِلِ اهْمِزْ ومَعْنَى آهِلا ذا أَهْلٍ من قَوْلِهم أَهِلَ المَكانُ إذا كانَ له أَهْلٌ، ومَكانٌ مأْهُولٌ فيه أَهْلُهُ ، وقد أَهَلَ فُلانٌ بفَتْحِ الهاءِ يَأْهُلُ بضَمِّها وكَسْرِها أُهُولًا أي تَزَوَّجَ ، وكذا تَأَهَّلَ فيَكونُ دُعاءً له أي اهْمِزْهُ مُزَوَّجًا إنْ شَاءَ اللهُ تعالى في الجَنَّةِ نَحْوُ اذْهَبْ راشِدًا ، أوِ اهْمِزْهُ كائِنًا في جَماعَةٍ يُرِيدونَهُ ويَنْصُرونَهُ أي لَسْتَ مُنْفَرِدًا بذلك ، وإنَّمَا قالَ ذلك إشارَةً إلى خِلافِ مَنْ يَرُدُّ الهَمْزَ في هذا ، ومَعْنَى مُتَأَهِّلا أي مُتَصَدِّيًا للقِيامِ بحُجَّتِهِ مُحَصِّلًا لها أي لك أَهْلِيَةُ ذلك ، وقالَ الشَّيْخُ: آهِلا حالٌ من مَفْعُولِ اهْمِزْ ، ويُشْكَلُ عَلَيْهِ أنَّ مَفْعُولَ اهْمِزْ مُثَنًّى والحالُ مَفْرَدَةً ونَافِعٌ مَذْهَبُهُ هَمْزُ النَّبِيِّ والبَرِيَّةِ معًا ووَافَقَهُ ابْنُ ذَكْوَانَ على هَمْزِ البَرَيَّةِ فَقَطْ، فقد صَارَ هَمْزُ البَرَيَّةِ له أَهْلٌ أَكْثَرُ مِنْ أَهْلِ الْهَمْزِ في النَّبِيِّ وبابِهِ واللهُ أَعْلَمُ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/267]
قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (1116- .... .... .... .... وَحَرْفَيِ الْـ = ـبَرِيَّةِ فَاهْمِزْ آهِلاً مُتَأَهِّلاَ
....
وَقَرَأَ نَافِعٌ وَابْنُ ذَكْوَانَ: (أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيئَةِ)، و(أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيئَةِ) بِهَمْزَةٍ مَفْتُوحَةٍ بَعْدَ الْبَاءِ السَّاكِنَةِ فِي الْكَلِمَتَيْنِ، وَالْمَدُّ عِنْدَهُمَا مِنْ قَبِيلِ الْمَدِّ الْمُتَّصِلِ، فَيَمُدُّهُ كُلٌّ حَسَبَ مَذْهَبِهِ، وَأُخِذَ فَتْحُ الْهَمْزَةِ لَهُمَا مِنْ لَفْظِهِ، وَقَرَأَ غَيْرُهُمَا بِيَاءٍ مُشَدَّدَةٍ مَفْتُوحَةٍ بَعْدَ الرَّاءِ). [الوافي في شرح الشاطبية: 381]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (233 - وَقُلْ لُبَدًا مَعْهُ الْبَرِيَّةِ شُدَّ أُدْ = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 42] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (وقوله: مع البرية يريد به المقارنة في التشديد لأبي جعفر ولذا ذكره هنا وإلا فموضعه سورة لم يكن يعني قرأ مرموز (ألف) إد وهو أبو جعفر بتشديد ياء {البرية} [البينة: 6، 7] في الموضعين وعلم من الوفاق للآخرين كذلك فاتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 255]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وتَقَدَّمَ {الْبَرِيَّةِ} لنافعٍ وابنِ ذَكْوَانَ في الهَمْزِ المُفْرَدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/403] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({الْبَرِيَّةِ} كِلاهُما ذُكِرا في الهَمْزِ المُفْرَدِ لنَافِعٍ وابْنِ ذَكْوانَ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 743]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة: تقدم البريّة [6، 7] في الهمز [المفرد] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/623]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وَأَبْدَلَ هَمْزَ {الْبَرِّيَّةِ} مَعًا يَاءً مَعَ اَلتَّشْدِيدِ كُلُّهُمْ إِلاَ نَافِعًا وَابْنَ ذَكْوَانَ، وَمَرَّ فِي الْهَمْزِ الْمُفْرَدِ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/622]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {البريئة} [6 – 7] معًا قرأ نافع وابن ذكوان بهمزة مفتوحة بعد ياء ساكنة، من: برأ الله الخلق، أوجدهم، فهي (فعيلة) بمعنى (مفعولة).
والباقون بياء مشددة بعد الراء مفتوحة في الكلمتين، بقلب الهمزة ياء، وإدغام الياء فيها). [غيث النفع: 1316]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6)}
{فِي نَارِ جَهَنَّمَ}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآية/39 من سورة البقرة، والآية/16 من آل عمران، والآية/31 من سورة المدثر.
{الْبَرِيَّةِ}
- قراءة الجمهور (البرية) بشد الياء، وهي رواية هشام بن عمار عن ابن عامر.
ويحتمل أن يكون من الهمز (برأ)، ثم سُهل بالإبدال وأدغم، واحتمل أن يكون من البرى، وهو التراب.
- وقرأ الأعرج ونافع وابن عامر في رواية ابن ذكوان (البريئة) بالهمزة من برأ بمعنى: خلق، وهي لغة الحجاز.
قال الزمخشري: (والقراءة على التخفيف. أي من غير همز. والنبي والبرية مما استمر الاستعمال على تخفيفه، ورفض الأصل).
وقال الزجاج: (القراءة: البرية، بترك الهمز، وقد قرأ نافع البريئة والقراء غيره مجمعون على ترك الهمز، كما أجمعوا في النبي، والأصل البريئة، إلا أن الهمزة خُففت لكثرة الاستعمال...، واشتقاقه من برأ الله الخلق.
[معجم القراءات: 10/527]
وقال بعضهم: جائز أن يكون اشتقاقها من البرى وهو التراب، ولو كان كذلك لما قرأوا البريئة بالهمز، والكلام: برأ الله الخلق يبرؤهم، ولم يحك أحد براهم يبريهم، فيكون اشتقاقه من البرى وهو التراب).
وذهب ابن عطية إلى أن هذا الاشتقاق (أي من البرى) يجعل الهمز خطأ، ورد هذا أبو حيان، وذهب إلى ان قراءة الهمز مشتقة من (برأ) وغير الهمز من (برى) والقراءتان قد تختلفان في الاشتقاق نحو (أو ننساهما أو ننسيها)، فهو اشتقاق مرضي) ). [معجم القراءات: 10/528]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7)}
{خَيْرُ}
- قراءة الجماعة (خير).
- ورقق الأزرق وورش الراء بخلاف عنهما.
- وقرأ حميد وعامر بن عبد الواحد وأبو الأسود الدؤلي (خيار) وقد سمع هذا عامر من إمام لأهل مكة.
وهو جمع خير، مثل جياد جمع جيد.
{الْبَرِيَّةِ}
- القراءة بالهمز وبغيره، كالذي تقدم في الآية السابقة). [معجم القراءات: 10/528]
قوله تعالى: {جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وتَقَدَّمَ {خَشِيَ رَبَّهُ} في هاءِ الكنايةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/403]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({رَبَّهُ}و{يَرَهُ} كِلاهُما ذُكِرا في هاءِ الكِنايَةِ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 743] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ (8)}
الْبَرِيَّةِ/ جَزَاؤُهُمْ
أدغم التاء في الجيم أبو عمرو ويعقوب.
{لِمَنْ خَشِيَ}
- أخفى النون في الخاء أبو جعفر.
{رَبَّهُ}
- اختلاس ضمة الهاء في الوصل الجمال عن أحمد عن قالون عن نافع من طريق الأهوازي، وأبو نشيط عن قالون عن نافع). [معجم القراءات: 10/529]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين