سورة الليل
[ من الآية (1) إلى الآية (11) ]
{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (11) }
قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (3)}
{يَغْشَى}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف وخارجة وابن جماز عن نافع والأعمش.
- وقراءة التقليل عن الأزرق وورش والمسيبي عن نافع وعبد الوارث واليزيدي عن أبي عمرو.
- وقرأه الباقون بالفتح، وهي رواية ورش وقالون عن نافع.
قال ابن جماز: (كان نافع يبطحها كلها إلا (تلاها) يفتحها وحدها، وقال خارجة عن نافع مثله: يفتح (تلاها) ويبطح سائرها)
- قرأ ابن مسعود وعلقمة وأبو الدرداء (والليل إذا يغشى، والذكر والأنثى) كذا!، وتركوا من قراءة الجماعة الآية الثانية (والنهار إذا تجلى)، وأيضًا (وما خلق) من الآية الثالثة، وهي رواية أبي ذر.
وإليك ما يلي:
جاء في صحيح البخاري:
(حدثنا عمر حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن إبراهيم، قال: قدم أصحاب عبد الله على أبي الدرداء، فطلبهم فوجدهم، فقال: أيكم يقرأ على قراءة عبد الله؟ قال: كلنا، قال: فأيكم يحفظ؟
[معجم القراءات: 10/461]
وأشاروا إلى علقمة، قال: كيف سمعته يقرأ (والليل إذا يغشى)؟
قال علقمة: (والذكر والأنثى)، قال: أشهد أني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هكذا، وهؤلاء يريدونني على أن أقرأ (وما خلق الذكر والأنثى)، والله لا أتابعهم).
وذكر ابن حجر روايتين:
الأولى: من طريق سفيان: (والليل إذا يغشى، والنهار إذا تجلى، والذكر والأنثى).
والثانية: رواية إسرائيل عن مغيرة (والليل إذا يغشى والذكر والأنثى) بحذف (والنهار إذا تجلى) كذا في رواية أبي ذر.
قال ابن حجر: (ولعل هذا ممن نسخت تلاوته، ولم يبلغ النسخ أبا الدرداء ومن ذكر معه.
والعجب من نقل الحفاظ من الكوفيين هذه القراءة عن علقمة وعن ابن مسعود، وإليهما تنتهي القراءة بالكوفة، ثم لم يقرأ بها أحد منهم، وكذا أهل الشام حملوا القراءة عن أبي الدرداء ولم يقرأ أحد منهم بهذا، فهذا مما يقوي أن التلاوة بها نسخت) ). [معجم القراءات: 10/462]
قوله تعالى: {وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَالنَّهَارِ}
- تقدمت الإمالة فيه، انظر الآية/ 164 من سورة البقرة.
{تَجَلَّى}
- الإمالة فيه مثل الإمالة في (يغشى) في الآية الأولى.
- وقرأ الجمهور (تجلى) بتاء واحدة فعل ماض، ضميره (النهار).
- وقرأ عبد الله بن عبيد بن عمير (تتجلى) بتاءين، يعني الشمس.
[معجم القراءات: 10/462]
- وقرئ (تجلي) بضم التاء وسكون الجيم، أي: الشمس، وهو من (أجلى).
- وقرئ (تجلى) بضم التاء). [معجم القراءات: 10/463]
قوله تعالى: {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (3)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَمَا خَلَقَ}
- وقراءة الجماعة (وما خلق).
- وقرأ عبد الله بن مسعود والحسن البصري (والذي خلق..)، ولم يذكرها أبو عبيد إلا عن الحسن البصري.
- وذكر العكبري أنه قرئ (ومن خلق...).
{الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى}
- قراءة الجماعة (وما خلق الذكر والأنثى).
قال أبو حيان: (الثابت في مصاحف الأمصار والمتواتر...).
- وقرأ علي (وما خلق من ذكر...) كذا منكرًا.
- وقرأ ابن مسعود وعلقمة وأبو الدرداء، وسمعها من النبي صلى الله عليه وسلم، وعلقمة من أصحاب عبد الله (والليل إذا يغشى والذكر والأنثى) كذا بحذف الآتية، وجر (الذكر)، وهو هنا عطف على (الليل)، وقد تقدمت هذه القراءة.
[معجم القراءات: 10/463]
- وقرأ ابن مسعود من رواية سفيان وعلي بن أبي طالب وأبو الدرداء وابن عباس وعلقمة وابن شنبوذ (والنهار إذا تجلى، والذكر والأنثى).
قالوا: (وهي قراءة النبي صلى الله عليه وسلم) وليس في هذه القراءة صدر الآية (وما خلق)، وذهب أبو حيان إلى أن هذه القراءة نقل آحاد مخالف للسواد فلا يُعد قرآنًا.
وذكرت من قبل أن ابن حجر يرجح أن التلاوة في هذه القراءة منسوخة.
- وقرأ الكسائي: (والنهار إذا تجلى، وما خلق الذكر والأنثى) بجر (الذكر).
وذكر هذا ثعلب قراءة لبعض السلف.
وتخريج هذه القراءة على وجهين:
الأول: ما: عند الزمخشري مصدرية، والذكر بدل من المصدر.
قال: (بالجر على أنه بدل من محل (ما خلق) بمعنى وما خلقه الله، أي: ومخلوق الله الذكر والأنثى).
الثاني: وهو رأي الأخفش وابن الأنباري وغيرهما وهو أن (ما) اسم موصول.
والذكر: بالخفض بدل من (ما).
[معجم القراءات: 10/464]
قال الأخفش: (وقال بعضهم: (وما خلق الذكر والأنثى)، فجعل القسم بالخلق كأنه أقسم بما خلق، ثم فسره وجعله بدلاً من (ما).
وقال ابن الأنباري: (ويجوز الجر في الذكر والأنثى على البدل من (ما).
قال أبو حيان: (وقد خرجوه على البدل من (ما) على تقدير: والذي خلق الذكر والأنثى، وقد يخرج على توهم المصدر، أي: وخلق الذكر والأنثى...).
قلت: ويشهد للتخريج على أن (ما) اسم موصول قراءة ابن مسعود المتقدمة (والذي خلق الذكر والأنثى).
{وَالْأُنْثَى}
- الإمالة فيه مثل الإمالة في (يغشى) في الآية/ 1). [معجم القراءات: 10/465]
قوله تعالى: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4)}
{لَشَتَّى}
- قراءة الإمالة فيه مثل الإمالة في (يغشى) في الآية/ 1). [معجم القراءات: 10/465]
قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ({وَأَمَّا مَنْ أَعْطَى} فَلَيْسَ بِرَأْسِ آيَةٍ، وَأَمَالَهُ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ، وَقَلَّلَهُ الأَزْرَقُ بخُلْفِهِ، وَمِثْلُهَا (يَصْلَيهَا).
وَمَرَّ عَنِ اَلأَزْرَقِ أَنَّهُ حَيْثُ قَلَّلَهَا رَقَّقَ اللاَّمَ حَتْمًا، وَحَيْثُ فَتَحَهَا غَلَّظَهَا كَذَلِكَ، لِمَا مَرَّ أَنَّ التَّغْلِيظَ وَالإِمَالَةَ ضِدَّانِ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/614] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5)}
{أَعْطَى}
قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف والأعمش.
[معجم القراءات: 10/465]
- وبالفتح والتقليل الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح.
{وَاتَّقَى}
- الإمالة فيه مثل الإمالة في (يغشى) في الآية/ 1). [معجم القراءات: 10/466]
قوله تعالى: {وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6)}
{بِالْحُسْنَى}
- الإمالة فيه مثل الإمالة في (يغشى) في الآية/ 1). [معجم القراءات: 10/466]
قوله تعالى: {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وتَقَدَّمَ {لِلْيُسْرَى} و {لِلْعُسْرَى} لأبي جعفرٍ في (البقرةِ) عندَ {هُزُواً} ). [النشر في القراءات العشر: 2/401] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({لِلْيُسْرَى} و{لِلْعُسْرَى} ذُكِرَ لأَبِي جَعْفَرٍ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 742] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة: تقدم للعسرى [الليل: 10] ولليسرى [الأعلى: 8] والعسر [البقرة: 185] ويسرا [الكهف: 88] لأبي جعفر، واقرا [العلق: 1] له أيضا، [وإمالة] رءوس أي «العلق»، ونارا تّلظّى لرويس والبزي). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/620] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وَقَرَأَ {لِلْيُسْرَى}، و{لِلْعُسْرَى} بِضَمِّ السِّينِ فِيهِمَا أَبُو جَعْفَرٍ وَمَرَّ بـ(الْبَقَرَةِ) ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/614] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7)}
{فَسَنُيَسِّرُهُ}
- قراءة الأزرق وورش بترقيق الراء بخلاف عنهما.
{لِلْيُسْرَى}
- قراءة الجماعة (لليسرى) بسكون السين.
- وقرأ أبو جعفر وأبو عمرو (لليسرى) بضم السين.
- وقرأ بالإمالة أبو عمرو والكسائي وخلف وابن ذكوان من رواية الصوري وابن جماز وخارجة عن نافع.
- وبالتقليل الأزرق وورش والمسيبي عن نافع.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان، ورواية ورش وقالون عن نافع). [معجم القراءات: 10/466]
قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8)}
{وَاسْتَغْنَى}
- الإمالة فيه مثل الإمالة في (يغشى) الآية/ 1). [معجم القراءات: 10/466]
قوله تعالى: {وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9)}
{وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى}
- أدغم الباء في الباء أبو عمرو ويعقوب.
{بِالْحُسْنَى}
- الإمالة فيه مثل الإمالة في (يغشى) الآية/ 1). [معجم القراءات: 10/467]
قوله تعالى: {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وتَقَدَّمَ {لِلْيُسْرَى} و {لِلْعُسْرَى} لأبي جعفرٍ في (البقرةِ) عندَ {هُزُواً} ). [النشر في القراءات العشر: 2/401] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({لِلْيُسْرَى} و{لِلْعُسْرَى} ذُكِرَ لأَبِي جَعْفَرٍ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 742] (م)
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة: تقدم للعسرى [الليل: 10] ولليسرى [الأعلى: 8] والعسر [البقرة: 185] ويسرا [الكهف: 88] لأبي جعفر، واقرا [العلق: 1] له أيضا، [وإمالة] رءوس أي «العلق»، ونارا تّلظّى لرويس والبزي). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/620] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وَقَرَأَ {لِلْيُسْرَى}، و{لِلْعُسْرَى} بِضَمِّ السِّينِ فِيهِمَا أَبُو جَعْفَرٍ وَمَرَّ بـ(الْبَقَرَةِ) ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/614] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10)}
{فَسَنُيَسِّرُهُ}
- رقق الراء الأزرق وورش بخلاف عنهما، وتقدم هذا في الآية/ 7.
{لِلْعُسْرَى}
- قراءة الجماعة (للعسرى) بسكون السين.
- وقرأ أبو عمرو وأبو جعفر (للعسرى) بضم السين.
- وقراءة الإمالة في (العسرى) كالإمامة في (اليسرى) في الآية/ 7). [معجم القراءات: 10/467]
قوله تعالى: {وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (11)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (11)}
{تَرَدَّى}
- الإمالة فيه كالإمالة في (يغشى) الآية/ 1). [معجم القراءات: 10/467]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين