سورة الشمس
[ من الآية (1) إلى الآية (10) ]
{وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)}
قوله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (1 - قَوْله {وَالشَّمْس وَضُحَاهَا} 1
قَرَأَ ابْن كثير وَابْن عَامر وَعَاصِم (وضحها) بِفَتْح أَوَاخِر آي هَذِه السُّورَة وَسورَة اللَّيْل وَسورَة الضُّحَى
وَقَرَأَ الكسائي بإضجاع ذَلِك كُله وإضجاع أَوَاخِر آي سُورَة الَّيْلِ وَسورَة الضُّحَى
وَقَرَأَ حَمْزَة (وَالشَّمْس وضحها) و(الَّيْلِ إِذا يغشى) كسرا وَيفتح (تلها) 2 و(طحهآ) 6 وَيفتح في سُورَة الضُّحَى {سجى} وفي النازعات (دحهآ) 30 وَيكسر سَائِر ذَلِك
وَقَرَأَ نَافِع ذَلِك كُله بَين الْكسر وَالْفَتْح
قَالَ خلف عَن إِسْحَق المسيبي عَن نَافِع آياتها وآيات الضُّحَى والأعلى وَاللَّيْل وَمَا أشبههَا بَين الْفَتْح وَالْكَسْر
وَقَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَق عَن أَبِيه وَأحمد بن صَالح عَن ورش وقالون آياتها كلهَا مفتوحات
وَقَالَ ابْن جماز كَانَ نَافِع يبطحها كلهَا إِلَّا (تلها) يفتحها وَحدهَا
وَقَالَ خَارِجَة عَن نَافِع مثله يفتح (تلها) ويبطح سائرها
وَقَالَ اليزيدي عَن أَبي عَمْرو ذَلِك كُله بَين الْفَتْح وَالْكَسْر وَكَذَلِكَ
قَالَ عبد الْوَارِث عَن أَبي عَمْرو
وَقَالَ عَبَّاس سَأَلت أَبَا عَمْرو فَقَرَأَ (وضحها) و(تلها) و(جلها) 13 و(دحها) النازعات 30 بِكَسْرِهَا كلهَا
قَالَ وَسَأَلته فَقَرَأَ {وَالضُّحَى} و{سجى} و{قلى} بِكَسْر
وَقَالَ عبيد عَن عقيل عَن أَبي عَمْرو إِنَّه قَرَأَ آيَات (وَالشَّمْس وضحها) (وَالْقَمَر إِذا تلها) و(جلها) (وَمَا أدْرك) بِالْيَاءِ في الْقُرْآن كُله
{وَإِذا رآك الَّذين كفرُوا} الْأَنْبِيَاء 36 {وَإِذا رأى الَّذين أشركوا} النَّحْل 86 و{لقد رأى من آيَات ربه الْكُبْرَى} النَّجْم 18 بكسرهن في الْقُرْآن كُله
وَلم تأت عَن أَبي عَمْرو في سُورَة الَّيْلِ الإمالة كَمَا جَاءَ عَنهُ في (وَالشَّمْس وضحها)
وروى الْقطعِي عَن عبيد عَن عقيل (رءاك) و(رءا) بِكَسْر الرَّاء والهمزة). [السبعة في القراءات: 688 - 689]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1)} {ضُحَاهَا}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف ونافع من رواية ابن جماز وخارجة وعباس وعبيد عن عقيل عن أبي عمرو.
- وروى خلف عن إسحاق المسيبي عن نافع، وعبد الوارث واليزيدي عن أبي عمرو، وورش والأزرق، وإسماعيل، بالتقليل، وهو تخفيف يشعر بالأصل.
- وقرأ الباقون بالفتح، وهي رواية ورش وقالون عن نافع، والوجه الثاني عن أبي عمرو، والأزرق، والفتح هو الأصل.
قال الزمخشري: (قرئ (وضحاها) بالإمالة لوقوعه مع الممالات للازدواج).
وفي الإتحاف: (أمالوا من الواوي... والضحى كيف جاء مما أوله مكسور أو مضموم، قيل لأن من العرب من يثني ما كان كذلك بالياء وإن كان واويًا فيقول: ربيان ضحيان فرارًا من الواو إلى الياء؛ لأنها أخف حيث ثقلت الحركات بخلاف المفتوح).
ومثل هذا في النشر وقال: (وقال مكي: مذهب الكوفيين أن يثنوا ما كان من ذوات الواو مضموم الأول أو مكسورة بالياء، قلت. أي
[معجم القراءات: 10/451]
ابن الجزري. وقوى هذا السبب سبب آخر وهو الكسرة قبل الألف في (الربا) وكون (الضحى وضحاها...) رأس آية فأميل للتناسب...) ). [معجم القراءات: 10/452]
قوله تعالى: {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2)}
{تَلَاهَا}
- قرأه بالإمالة الكسائي، وهي رواية عباس وعبيد عن عقيل عن أبي عمرو.
- وقرأ الأزرق وورش وأبو عمرو بالتقليل بخلاف عنهم.
- وذكر ابن طاهر التقليل عن نافع أيضًا.
- وقراءة الباقين بالفتح، وهم ابن كثير وابن عامر وعاصم وحمزة ونافع والأعمش وأبو جعفر ويعقوب والحسن وغيرهم.
وفي اللسان والتاج: (فأما قراءة الكسائي (تلاها) فأمال وإن كانت من ذوات الواو، فإنما قرأ به لأنها جاءت مع ما يجوز أن يمال، وهو يغشاها، وبناها).
وقال الفراء: (ومن ذلك تلاها، وطحاها لما ابتدئت السورة بحرف الياء والكسر اتبعها ما هو من الواو، ولو كان الابتداء للواو لجاز فتح ذلك كله، وكان حمزة يفتح ما كان من الواو، ويكسر ما كان من الياء، وذلك من قلة البصر بمجاري كلام العرب [كذا] فإذا انفرد جنس الواو فتحته، وإذا انفرد جنس الياء فأنت
[معجم القراءات: 10/452]
فيه بالخيار، إن فتحت وإن كسرت فصواب).
وذهب ابن مالك وابنه إلى أن الألف أميلت هنا ليشاكل اللفظ بها ما بعدها، وهو (جلاها) في الآية/ 3.
وقال الزجاج: (وهذا الذي يسميه الناس الكسر ليس بكسر صحيح، يسميه الخليل وأبو عمرو الإمالة، وإنما كسر من هذه الحروف ما كان منها من ذوات الياء ليدلوا على أن الشيء من ذوات الياء، ومن فتح (ضحاها) و(تلاها) و(طحاها) فلأنه من ذوات الواو، ومن كسر فلأن ذوات الواو كلها إذا رد الشيء إلى ما لم يسم فاعله انتقل إلى الياء تقول: قد تلي، ودحي، وطحي) ). [معجم القراءات: 10/453]
قوله تعالى: {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3)}
{النَّهَارِ}
- تقدمت الإمالة فيه، وانظر الآية/ 164 من سورة البقرة.
{جَلَّاهَا}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف وعباس عن أبي عمرو.
- وقرأه بالتقليل خلف عن إسحاق المسيبي عن نافع وعبد الوارث واليزيدي عن أبي عمرو وورش والأزرق بخلف عنهما.
- والباقون بالفتح). [معجم القراءات: 10/453]
قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4)}
{يَغْشَاهَا}
- الإمالة فيه مثل الإمالة في (جلاها) آية/ 3). [معجم القراءات: 10/453]
قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5)}
{وَمَا}
- قرأ أبو عمران الجوني وآخرون (ومن بناها).
{بَنَاهَا}
- الإمالة فيه مثل الإمالة في (جلاها) آية/ 3). [معجم القراءات: 10/454]
قوله تعالى: {وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6)}
{وَمَا}
- قرأ أبو عمران الجوني وآخرون (ومن طحاها).
{طَحَاهَا}
- الإمالة فيه مثل الإمالة في (تلاها) آية/ 3). [معجم القراءات: 10/454]
قوله تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7)}
{وَمَا}
- قرأ أبو عمران الجوني وآخرون (ومن سواها).
{سَوَّاهَا}
- الإمالة فيه مثل الإمالة في (جلاها) آية/ 3). [معجم القراءات: 10/454]
قوله تعالى: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8)}
{تَقْوَاهَا}
- الإمالة فيه مثل الإمالة في (ضحاها) آية/ 1، وجلاها آية/ 3). [معجم القراءات: 10/454]
قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9)}
{قَدْ أَفْلَحَ}
- قرأ ورش (قد افلح) بنقل حركة الهمزة إلى الدال وحذف الهمزة. وتقدم هذا في الآية الأولى من سورة المؤمنين، وسورة الأعلى آية/ 14.
{زَكَّاهَا}
- الإمالة فيه مثل الإمالة في (جلاها) آية/ 3). [معجم القراءات: 10/454]
قوله تعالى: {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)}
{خَابَ}
- قرأه بالإمالة حمزة والداجوني.
{دَسَّاهَا}
- الإمالة فيه كالإمالة في (جلاها) الآية/ 3). [معجم القراءات: 10/455]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين