سورة عبس
[ من الآية (1) إلى الآية (10) ]
{عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}
قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({عَبَسَ وَتَوَلَّى (1)}
{عَبَسَ}
- قرأ الجمهور (عبس) مخففًا.
- وقرأ زيد بن ع لي (عبس) بشد الباء، والتشديد للمبالغة.
{تَوَلَّى}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف والأعمش.
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش وأبو عمرو.
- والباقون بالفتح.
- وقال في المكرر: (والفتح عن ورش قليل) ). [معجم القراءات: 10/301]
قوله تعالى: {أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وَعَنِ الْحَسَنِ (آن جَاءَهُ) بِمَدَّةٍ بَعْدَ الْهَمْزَةِ عَلَى الاسْتِفْهَامِ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/588]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2)}
{أَنْ}
- قراءة الجمهور (أن) بهمزة واحدة، أي: لأن جاء...، وقيل هو بمعنى: إذ، وقيل: هو مفعول من أجله.
- وقرأ زيد بن علي والحسن وأبو عمران الجوني وعيسى (أآن) بهمزة ومدة بعدها.
قال الشهاب: (قراءة زيد وغيره بهمزتين بينهما ألف للفصل
[معجم القراءات: 10/301]
بينهما)، وذكر هذا الزمخشري.
- وقرأ ابن مسعود وابن السميفع (أأن) بهمزتين.
قال أبو حيان: (والهمزة في هاتين القراءتين للاستفهام، وفيهما يقف على (تولى)، والمعنى: ألأن جاءه كان كذا وكذا)، وأخذ هذا عن الزمخشري.
- وقرأ الحسن وعيسى (آأن) بمدة ثم همزة، وتخريجهما كالقراءتين السابقتين.
- وقرأ أبي بن كعب وأبو المتوكل وأبو عمران وعيسى والحسن ((آن) بالمد.
- وقال ابن عطية: (... بمدة تقرير وتوقيف، والوقف على هذه القراءة على تولى، وهذه قراءة عيسى).
{جَاءَهُ}
- أمال الألف حمزة وابن ذكوان.
- وإذا وقف حمزة فله وجهان في الهمز.
1- التسهيل مع المد والقصر.
2- إبدال الهمزة ألفًا مع المد والقصر.
وتقدمت الإمالة والوقف مرارًا، وانظر الآية/ 87 من سورة البقرة، والآية/ 43 من سورة النساء.
{الْأَعْمَى}
- الإمالة فيه كالإمالة في (تولى) في الآية السابقة، وكذلك رؤوس
[معجم القراءات: 10/302]
الآيات مما يأتي). [معجم القراءات: 10/303]
قوله تعالى: {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3)}
{يَزَّكَّى}
- الإمالة فيه مثل (تولى) في الآية الأولى). [معجم القراءات: 10/303]
قوله تعالى: {أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (1 - قَوْله {فتنفعه الذكرى} 4
قَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي وأحسب ابْن عَامر {فتنفعه الذكرى} رفعا
وَقَرَأَ عَاصِم وَحده {فتنفعه الذكرى} نصبا). [السبعة في القراءات: 672]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (فتنفعه) نصب عاصم- غير الأعشى والبرجمي-). [الغاية في القراءات العشر: 430]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (فتنفعه): بفتح العين عاصم غير على والأعشى والبرجمي). [المنتهى: 2/1031]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ عاصم (فتنفعه الذكرى) بالنصب، ورفع الباقون). [التبصرة: 377]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ عاصم: {فتنفعه} (4): بنصب العين.
والباقون: برفعها). [التيسير في القراءات السبع: 512]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قرأ عاصم: (فتنفعه الذكرى) بنصب العين. والباقون برفعها). [تحبير التيسير: 605]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَتنَفَعَهُ) نصب الزَّعْفَرَانِيّ، وأبو حيوة، وابن أبي عبلة، وابْن مِقْسَمٍ إلا أنه بالياء، وعَاصِم غير أبي الحسن، والْأَعْمَش، والبرجمي، والجعفي، وهو الاختيار على جواب لعل، الباقون رفع). [الكامل في القراءات العشر: 657] قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): (4- {فَتَنْفَعَهُ} بنصبِ العينِ: عاصِمٌ). [الإقناع: 2/804]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (1102 - فَتَنْفَعُهُ فِي رَفْعِهِ نَصْبُ عَاصِمٍ = .... .... .... .... ....). [الشاطبية: 88]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([1102] فتنفعه في رفعه نصب (عاصم) = وإنا صببنا فتحه (ثـ)ـبته تلا
{فتنفعه}: الرفع عطفت على {يذكر}.
والنصب، جواب (لعل)، وقد سبق في غافر). [فتح الوصيد: 2/1310]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): (1102- فَتَنْفَعُهُ فِي رَفْعِهِ نَصْبُ عَاصِمٍ = وَإنَّا صَبَبْناَ فَتْحُهُ ثَبْتُهُ تَلاَ
[كنز المعاني: 2/706]
(ب) الثَّبْتُ بِسُكُونِ الْبَاءِ الثَّابِتُ.
(ح) فَتَنْفَعُهُ: مُبْتَدَأٌ، فِي رَفْعِهِ نَصْبُ عَاصِمٍ: خَبَرٌ وَمُبْتَدَأٌ، وَالْجُمْلَةُ خَبَرُ الأَوَّلِ، وَإِنَّا صَبَبْنَا: مُبْتَدَأٌ، ثَبْتُهُ: مُبْتَدَأٌ ثَانٍ، تَلاَ: خَبَرُهُ، فَتْحُهُ: مَفْعُولُ (تَلا)، وَالْجُمْلَةُ خَبَرُ الأَوَّلِ، وَالضَّمِيرَانِ فِي (فَتْحُهُ)، وَ (ثَبْتُهُ) لـ (أَنَّا صَبَبْنَا).
(ص) أَيْ: قَرَأَ عَاصِمٌ {فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى} بِالنَّصْبِ عَلَى جَوَابِ (لَعَلَّ)، وَالْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ عَطْفًا عَلَى {أَوْ يَذَّكَّرَ}، وَقَرَأَ الْكُوفِيُّونَ: {أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ} بِالْفَتْحِ بَدَلُ اشْتِمَالٍ مِنْ {طَعَامِهِ} لأَنَّ الطَّعَامَ مُشْتَمِلٌ عَلَى كَوْنِهِ وَحُدُوثِهِ، وَالْبَاقُونَ بِالْكَسْرِ عَلَى الاسْتِئْنَافِ). [كنز المعاني: 2/707] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (1102- [فَتَنْفَعُهُ فِي رَفْعِهِ نَصْبُ عَاصِمٍ ،... وَأَنَّا صَبَبْناَ فَتْحُهُ (ثَـ)ـبْتُهُ تَلاَ]
الرَّفْعُ عَطْفًا على (يَذَّكُرُ)، والنَّصْب ُعلى أنَّهُ جَوابُ التَّرَجِّي مِنْ (لَعَلَّهُ يَزَّكَى) كما تَقَدَّمَ مِنْ: (فاطَّلَعَ) في سُورَةِ غَافِرٍ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/247]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (1102- فَتَنْفَعُهُ فِي رَفْعِهِ نَصْبُ عَاصِمٍ = .... .... .... .... ....
قَرَأَ عَاصِمٌ: {فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى} بِالنَّصْبِ فِي مَكَانِ الرَّفْعِ، أَيْ بِنَصْبِ الْعَيْنِ بَدَلاً عَنْ رَفْعِهَا فِي قِرَاءَةِ غَيْرِهِ). [الوافي في شرح الشاطبية: 377]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (واخْتَلَفُوا في {فَتَنْفَعَهُ} [عبس: 4]؛ فقَرَأَ عاصمٌ بنصبِ العينِ، وقَرَأَ الباقونَ برفعِها). [النشر في القراءات العشر: 2/398]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قَرَأَ عَاصِمٌ {فَتَنْفَعَهُ} بنَصْبِ العَيْنِ، والباقُونَ بالرَّفْعِ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 736]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (982- .... فتنفع انصب الرّفع نوى = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 100]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (نوّن فتنفع انصب الرّفع (نوى) = إنّا صببنا افتح (كفا) وصلا (غ) وى
يعني قوله تعالى: فتنفعه الذكرى قرأه بالنصب عاصم على أنه جواب الترجى وهو «لعله يزّكى» والباقون بالرفع عطفا على «يذكّر» ). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 327]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
نون فتنفع انصب الرفع (ن) وى = إنا صببنا افتح (كفا) وصلا (غ) وى
ش: أي: قرأ ذو نون (نوى) عاصم: فتنفعه الذّكرى بالنصب على أنه جواب التمني.
والتسعة بالرفع عطفا على يذّكّر [4] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/611]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وَاخْتُلِفَ فِي {فَتَنْفَعَهُ}: فَعَاصِمٌ بِنَصْبِ الْعَيْنِ، بِأَنْ مُضْمَرَةٍ بَعْدَ الفَاءِ، عَلَى جَوَابِ التَّرَجِّي، مِثْلُ {فَأَطَّلِعَ} بـ (غَافِرٍ) لَكِنَّهُ مَذْهَبٌ كُوفِيٌّ. [إتحاف فضلاء البشر: 2/588]
وَقِيلَ: فِي جَوَابِ التَّمَنِّي الْمَفْهُومِ، مِنْ {أَوْ يَذَّكَّرُ} قَالَهُ ابْنُ عَطِيَّةَ، وَأَقَرَّهُ عَلَيْهِ السَّمِينُ.
وَالْبَاقُونَ بِالرَّفْعِ عَطْفًا عَلَى {يَذَّكَّرُ} ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/589]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فتنفعه} [4] قرأ عاصم بنصب العين، والباقون برفعها). [غيث النفع: 1258]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4)}
{يَذَّكَّرُ}
- قرأ الجمهور (يذكر) بشد الذال والكاف، وأصله: يتذكر، فأدغم التاء في الذال.
- وقرأ الأعرج وعاصم في رواية (يذكر) بسكون الذال وضم الكاف.
{فَتَنْفَعَهُ}
- قرأ حفص عن عاصم في المشهور عنه والأعرج وأبو حيوة وابن أبي عبلة ومجاهد وأبي بن كعسب وابن أبي إسحاق وعيسى والسلمي وزر بن حبيش (فتنفعه) بالنصب على جواب الترجي، وقيل في جواب التمني المفهوم من (أو يذكر).
[معجم القراءات: 10/303]
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي وابن عامر وأبو بكر في رواية الأعشى والبرجمي عنه عن عاصم، وأبو جعفر ويعقوب (فتنفعه) بالرفع عطفًا على (يذكر).
{الذِّكْرَى}
- قرأه بالإمالة حمزة والكسائي وخلف وأبو عمرو، وابن ذكوان من رواية الصوري.
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
- وقرأ الباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 10/304]
قوله تعالى: {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6)}
{اسْتَغْنَى}
- الإمالة فيه كالإمالة في (تولى) في الآية الأولى). [معجم القراءات: 10/304]
قوله تعالى: {فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (2 - قَوْله {فَأَنت لَهُ تصدى} 6
قَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع {تصدى} مشدد الصَّاد
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {تصدى} خَفِيفَة). [السبعة في القراءات: 672]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((تصدى) مشدد حجازي). [الغاية في القراءات العشر: 430]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (تصدى) [6]: مشدد: حجازي، وأيوب). [المنتهى: 2/1031]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الحرميان (تصدى) بتشديد الصاد، وخفف الباقون). [التبصرة: 377]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الحرميان: {له تصدى} (6): بتشديد الصاد.
والباقون: بتخفيفها). [التيسير في القراءات السبع: 512]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الحرميان وأبو جعفر: (له تصدى) بتشديد الصّاد، والباقون بتخفيفها). [تحبير التيسير: 605]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((تَصَدَّى) مشدد حجازي، والزَّعْفَرَانِيّ، وأيوب، وهو الاختيار على معنى تتصدى، الباقون خفيف). [الكامل في القراءات العشر: 657] قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): (6- {تَصَدَّى} مشددٌ: الحرميانِ). [الإقناع: 2/804]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (1101- .... .... .... .... وَفي = تَزَكَّى تَصَدَّى الثَّانِ حِرْمِيٌّ اثْقَلاَ). [الشاطبية: 88] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([1101] وناخرة بالمد (صحبتـ)ـهم وفي = تزكى تصدى الثان (حرمي) اثقلا
...
و{تزكى}، مثل {تظهرون}. وكذلك {تصدی}.
ومعنى قوله: (الثان)، أي ثقل الحرميان الحرف الثاني منهما). [فتح الوصيد: 2/1310] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): (1101- وَنَاخِرَةً بِالْمَدِّ صُحْبَتُهُمْ وَفي = تَزَكَّى تَصَدَّى الثَّانِ حِرْمِيٌّ اثْقَلاَ
(ح) نَاخِرَةً صُحْبَتُهُمْ: مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ، أَيْ قِرَاءَةُ صُحْبَتِهِمْ، حِرْمِيٌّ: مُبْتَدَأٌ، اثْقَلا خَبَرُهُ، وَالأَلِفُ لِلإِطْلاقِ أَوْ ضَمِيرُ التَّثْنِيَةِ لِمَدْلُولِ الْحِرْمِيِّ، الثَّانِ: مَفْعُولُ (أَثْقَلا) حُذِفَ يَاؤُهُ ضَرُورَةً، فِي (تَزَكَّى) ظَرْفُهُ (تَصَدَّى): عُطِفَ بِحَذْفِ الْعَاطِفِ.
(ص) أَيْ: قَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ فِي النَّازِعَاتِ (عِظَامًا نَاخِرَةً) بِالْمَدِّ، وَالْبَاقُونَ بِتَرْكِهِ، لُغَتَانِ، بِمَعْنَى: بَالِيَةً، وَالْقَصْرُ أَبْلَغُ، وَأَثْقَلَ الْحِرْمِيَّانِ -نَافِعٌ وَابْنُ كَثِيرٍ- الْحَرْفَ الثَّانِيَ مِنْ (تَزَكَّى) فِي: (هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَّكَّى) وَمِنْ (تَصَدَّى) فِي عَبَسَ: (فَأَنْتَ لَهُ تَصَّدَّى)، الزَّايَ وَالصَّادَ بِإِدْغَامِ إِحْدَى التَّاءَيْنِ فِيهِمَا، وَالْبَاقُونَ بِالتَّخْفِيفِ فِيهِمَا عَلَى حَذْفِ إِحْدَى التَّاءَيْنِ). [كنز المعاني: 2/706] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وأمَّا -فقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى- وفي سُورَةِ عَبَسَ -فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى- فَثَقَّلَ الحَرَمِيَّانِ الحَرْفَ الثَّانِيَ مِنَ الكَلِمَتَيْنِ وهما الزَّايُ والصَّادُ، فهذا معْنَى قوْلِهِ: (الثَّانِ) أي ثَانِي حُروفِهما، والأَصْلُ تَتَزَكَّى وتَتَصَدَّى بتاءَيْنِ، فمَنْ ثَقَّلَ أَدَْغَمَ ومن خَفَّفَ حَذَفَ على ما سَبَقَ في -تَظَاهَرُونَ- وتَقْدِيرُ (حِرْمِيٍّ أَثْقَلَ) الحَرْفَ الثَّانِيَ في تَزَكَّى وتَصَدَّى، فقَوْلُهُ الثَّانِي مَفْعُولُ أَثْقَلَا والأَلِْفُ في أَثْقَلَ يَجوزُ أَنْ تَكُونَ للإطْلَاقِ، وأَنْ تَكُونَ ضَمِيرَ التَّثْنِيَةِ حَمْلا على لَفْظِ حِرْمِيٍّ، فإنَّهُ مُفْرَدٌ، وعلى مَعْنَاهُ الآن مَدْلُولَهُ اثْنانِ، وأَلْقَى حَرْكَةَ هَمْزَةِ أَثْقَلَا على تَنْوِينِ حِرْمِيٍّ، وحَذَفَ الياءَ مِنَ الثَّانِ، ولم يَفْتَحْهَا، وهو مَفْعُولٌ به ضَرُورَةً، وجَاءَ لَفْظُ الثَّانِي منها مُلْبِسًا على الْمُبْتَدَئِ
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/247]
يَظُنُّ أَنَّ تَصَدَّى مَوْضِعانِ، الخِلافُ في الثَّانِي فيهما، وإنَّما ذََكَرَ الثَّانِيَ هنا كقَوْلِهِ: ءآلِهَةٌ كوف يُحَقِّقُ ثانِِِِيًا أي ثَانِيَ حُرُوفِهِ.
ولأَجْلِ أَنَّ مُرَادَهُ: أَثْقَلا الحَرْفَ الثَّانِيَ في هَاتَيْنِ الكَلِمَتَيْنِ عَدَلَ إلى حَرْفِ (في) عَنْ أَنْ يَقُولَ: وأَنْ تَزَكَّي على لَفْظِ التِّلاوَةِ، واللهُ أَعْلَمُ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/247] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (1101- .... .... .... وَفِي = تَزَكَّى تَصَدَّى الثَّانِ حِرْمِيٌّ اثْقَلاَ
....
وَقَرَأَ الْحِرْمِيَّانِ: {إِلَى أَنْ تَزَكَّى}، {فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى} بِتَشْدِيدِ الْحَرْفِ الثَّانِي فِي الْفِعْلَيْنِ؛ أَيْ: تَشْدِيدِ الزَّايِ فِي (تَزَكَّى) وَالصَّادِ فِي (تَصَدَّى) وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَخْفِيفِ الْحَرْفَيْنِ). [الوافي في شرح الشاطبية: 377] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (واخْتَلَفُوا في {لَهُ تَصَدَّى}؛ فقَرَأَ المَدَنِيَّانِ وابنُ كَثِيرٍ بتشديدِ الصادِ، وقَرَأَ الباقونَ بتخفيفِها). [النشر في القراءات العشر: 2/398]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قَرَأَ المَدَنِيِّانِ وابْنُ كَثِيرٍ {لَهُ تَصَّدَّى} بتَشْدِيدِ الصَّادِ، والباقُونَ بالتَّخْفِيفِ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 736]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (981- .... .... .... .... .... = له تصدّى الحرم .... .... ). [طيبة النشر: 100]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (له تصدى) يعني قوله تعالى: فأنت له تصدى في عبس قرأه بتشديد الصاد نافع وأبو جعفر وابن كثير، والباقون بالتخفيف وقدم «تزكى» عن «منذر» مع أنه في عبس لأجل تزكى لأن ترجمتها واحدة). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 326]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وشدد (حرم) أيضا: فأنت له تصدّى [6] وخففها الباقون، وهي مثل: تزكّى [النازعات: 18] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/611]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وَاخْتُلِفَ فِي {لَهُ تَصَدَّى}: فَنَافِعٌ وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو جَعْفَرٍ بِتَشْدِيدِ الصَّادِ، أَدْغَمُوا التَّاءَ الثَّانِيَةَ فِي الصَّادِ تَخْفِيفًا، وَافَقَهُمُ ابْنُ مُحَيْصِنٍ. وَالْبَاقُونَ بِالتَّخْفِيفِ فَحَذَفُوا التَّاءَ الأُولَى). [إتحاف فضلاء البشر: 2/589]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تصدى} قرأ الحرميان بتشديد الصاد، والباقون بتخفيفها). [غيث النفع: 1258]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({فَأَنْتَ}
- قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمز بين بين.
{تَصَدَّى}
- قرأ الحسن وأبو رجاء وقتادة والأعرج وعيسى والأعمش وحمزة والكسائي وعاصم وأبو عمرو ويعقوب (تصدى) بتخفيف الصاد، وأصله: تتصدى، فحذف التاء.
[معجم القراءات: 10/304]
- وقرأ نافع وابن كثير وأبو جعفر وابن محيض (تصدى) بشد الصاد، وذلك على إدغام التاء الثانية في الصاد تخفيفًا، إذ أصله: تتصدى.
- وقرأ أبو جعفر يزيد بن القعقاع وأبو جعفر الباقر (تصدى) بضم التاء وتخفيف الصاد، أي يصديك حرصك على إسلامه، أو يدعوك داعٍ إلى التصدي له من الحرص على إسلامه.
- وقرأ ابن مسعود وابن السميفع والجحدري (تصدى) بتاء واحدة مضمومة وتخفيف الصاد.
وذكر هذه القراءة الصفراوي لأبي عمرو وقد قرأها كذلك من طريق الأهوازي ولم يذكر في التاء شيئًا، ولعلها بالفتح (تصدى).
- وقرأ أبي بن كعب وأبو الجوزاء وعمرو بن دينار (تتصدى) بتاءين مع تخفيف الصاد.
- وقراءة الإمالة في (تصدى) كالإمالة في (تولى) في الآية الأولى). [معجم القراءات: 10/305]
قوله تعالى: {وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7)}
{يَزَّكَّى}
- الإمالة والتقليل فيه كالذي ذكرته في (تلهى) في الآية الأولى). [معجم القراءات: 10/305]
قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8)}
{جَاءَكَ}
- الإمالة فيه والوقف على آخره مثل (جاءه) في الآية/ 2 من هذه السورة.
{يَسْعَى}
- حالة في الإمالة والتقليل كحال (تولى) في الآية الأولى). [معجم القراءات: 10/306]
قوله تعالى: {وَهُوَ يَخْشَى (9)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَهُوَ يَخْشَى (9)}
{وَهُوَ}
- تقدم ضم الهاء وإسكانها مرارًا، وانظر الآيتين/ 29 و85 من سورة البقرة.
{يَخْشَى}
- الإمالة فيه والتقليل كالذي تقدم في الآية الأولى في (تولى) ). [معجم القراءات: 10/306]
قوله تعالى: {فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (3 - قَوْله {فَأَنت عَنهُ تلهى} 10
قَرَأَ ابْن أَبي بزَّة وَابْن فليح عَن ابْن كثير {عَنهُ تلهى} مُشَدّدَة التَّاء
وروى قنبل عَن النبال {عَنهُ تلهى} خَفِيفَة التَّاء مثل البَاقِينَ). [السبعة في القراءات: 672]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وتَقَدَّمَ {عَنْهُ تَلَهَّى} في تاآتِ البَزِّيِّ مِن (البقرةِ) ). [النشر في القراءات العشر: 2/398]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({عَنْهُ تَلَهَّى} ذُكِرَ للبَزِّيِّ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 736]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وَشَدَّدَ الْبَزِّيُّ بِخُلْفِهِ تَاءَ {عَنْه تَلَهَّى} وَصْلاً مَعَ صِلَةِ الْهَاءِ قَبْلَهَا بِوَاوٍ، وَإِشْبَاعِ الْمَدِّ للسَّاكِنَيْنِ، كَمَا مَرَّ فِي (الْبَقَرَةِ) ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/589]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {عنه تلهى} قرأ البزي بتشديد التاء، وأثبت الصلة في {عنه} فهو مستثنى من قاعدة قولهم: لا يجوز صلة الضمير إذا وقع قبل ساكن، وليس له نظير، وحيث اجتمع واو الصلة والتشديد فلا بد من المد الطويل لالتقاء الساكنين). [غيث النفع: 1258]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}
{فَأَنْتَ}
- تقدم تسهيل الهمز في الآية/ 6.
{عَنْهُ}
- قرأ ابن كثير والبزي (عنهو) بوصل الهاء بواو عند وصلها بما بعدها.
- وقراءة الجماعة (عنه) بهاء مضمومة.
{عَنْهُ تَلَهَّى}
- قرأ البزي وابن فليح عن ابن كثير (عنهو تلهى) بتشديد التاء في الوصل مع صلة الهاء قبله بواو، وقد ذكرته.
قال أبو حيان: (بإدغام تاء المضارع في تاء تفعل) وأصله: تتلهى.
- وقرأ أبو جعفر يزيد بن القعقاع وأبو جعفر الباقر (تلهى).
[معجم القراءات: 10/306]
قال ابن خالويه: (سمعت ابن مجاهد يحكيها...).
وقرأ ابن مسعود وأبو الجوزاء وطلحة بن مصرف (تتلهى) بتاءين.
- وعن طلحة أيضًا (تلهى) بتاء واحدة مفتوحة وسكون اللام.
- وهي قراءة الحلواني عن عصمه عن أبي بكر عن عاصم من طريق الداني، كذا عند الصفراوي.
- وقرأ أبي وابن المسيفع والجحدري (تلهى) بتاء واحدة خفيفة مرفوعة ولام ساكنة.
- وقراءة الجماعة (تلهى) على وزن تفعل، وهي رواية قنبل عن النبال عن ابن كثير.
- والإمالة فيه على سنن الإمالة في (تولى) في الآية الأولى، فانظر هذا حيث هو). [معجم القراءات: 10/307]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين