جمهرة تفاسير السلف
تفسير قوله تعالى: (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا (27) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق قال أري في المنام أنهم يدخلون المسجد وهم آمنون محلقين رؤوسهم ومقصرين). [تفسير عبد الرزاق: 2/227]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أن النبي قال يوم الحديبية اللهم اغفر للمحلقين فقال رجل وللمقصرين فقال النبي اللهم اغفر للمحلقين حتى قالها ثلاثا أو أربعا ثم قال وللمقصرين). [تفسير عبد الرزاق: 2/227-228]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر قال قتادة قال بعد الثالثة قال وللمقصرين). [تفسير عبد الرزاق: 2/228]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {لقد صدق اللّه رسوله الرّؤيا بالحقّ لتدخلنّ المسجد الحرام إن شاء اللّه آمنين محلّقين رءوسكم ومقصّرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحًا قريبًا}.
يقول تعالى ذكره: لقد صدق اللّه رسوله محمّدًا رؤياه الّتي أراها إيّاه أنّه يدخل هو وأصحابه بيت اللّه الحرام آمنينٍ، لا يخافون أهل الشّرك، مقصّرًا بعضهم رأسه، ومحلّقًا بعضهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: ثني أبي، قال: ثني عمّي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {لقد صدق اللّه رسوله الرّؤيا بالحقّ لتدخلنّ المسجد الحرام إن شاء اللّه آمنين} قال: هو دخول محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم البيت والمؤمنون، محلّقين رءوسهم ومقصّرين.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {الرّؤيا بالحقّ} قال: أري بالحديبية أنّه يدخل مكّة وأصحابه محلّقين، فقال أصحابه حين نحر بالحديبية: أين رؤيا محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {لقد صدق اللّه رسوله الرّؤيا بالحقّ} قال: رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه يطوف بالبيت وأصحابه، فصدق اللّه رؤياه، فقال: {لتدخلنّ المسجد الحرام إن شاء اللّه آمنين} حتّى بلغ {لا تخافون}.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {لقد صدق اللّه رسوله الرّؤيا بالحقّ} قال: أري في المنام أنّهم يدخلون المسجد الحرام، وأنّهم آمنون محلّقين رءوسهم ومقصّرين.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {لقد صدق اللّه رسوله الرّؤيا بالحقّ} إلى آخر الآية قال: قال لهم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّي قد رأيت أنّكم ستدخلون المسجد الحرام محلّقين رءوسكم ومقصّرين فلمّا نزل بالحديبية ولم يدخل ذلك العام طعن المنافقون في ذلك، فقالوا: أين رؤياه؟ فقال اللّه {لقد صدق اللّه رسوله الرّؤيا بالحقّ} فقرأ حتّى بلغ {ومقصّرين لا تخافون} إنّي لم أره يدخلها هذا العام، وليكوننّ ذلك.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، {لقد صدق اللّه رسوله الرّؤيا بالحقّ} إلى قوله: {إن شاء اللّه آمنين} [يوسف: ] لرؤيا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الّتي أريها أنّه سيدخل مكّة آمنًا لا يخاف، يقول: محلّقين ومقصّرين لا تخافون.
وقوله: {فعلم ما لم تعلموا} يقول تعالى ذكره: فعلم اللّه جلّ ثناؤه ما لم تعلموا، وذلك علمه تعالى ذكره بما بمكّة من الرّجال والنّساء المؤمنين، الّذين لم يعلمهم المؤمنون، ولو دخلوها في ذلك العام لوطئوهم بالخيل والرّجل، فأصابتهم منهم معرّةٌ بغير علمٍ، فردّهم اللّه عن مكّة من أجل ذلك.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فعلم ما لم تعلموا} قال: ردّه لمكانٍ من بين أظهرهم من المؤمنين والمؤمنات، وأخّره ليدخل اللّه في رحمته من يشاء من يريد أن يهديه.
وقوله: {فجعل من دون ذلك فتحًا قريبًا} اختلف أهل التّأويل في الفتح القريب، الّذي جعله اللّه للمؤمنين دون دخولهم المسجد الحرام محلّقين رءوسهم ومقصّرين، فقال بعضهم: هو الصّلح الّذي جرى بين رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وبين مشركي قريشٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {من دون ذلك فتحًا قريبًا} قال: النّحر بالحديبية، ورجعوا فافتتحوا خيبر، ثمّ اعتمر بعد ذلك، فكان تصديق رؤياه في السّنة القابلة.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن الزّهريّ، قوله: {فجعل من دون ذلك فتحًا قريبًا} يعني: صلح الحديبية، وما فتح في الإسلام فتحٌ كان أعظم منه، إنّما كان القتال حيث التقى النّاس؛ فلمّا كانت الهدنة وضعت الحرب، وأمن النّاس كلّهم بعضهم بعضًا، فالتقوا فتفاوضوا في الحديث والمنازعة، فلم يكلّم أحدٌ بالإسلام يعقل شيئًا إلاّ دخل فيه، فلقد دخل في تينك السّنتين في الإسلام مثل من كان في الإسلام قبل ذلك وأكثر.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، {فجعل من دون ذلك فتحًا قريبًا} قال: صلح الحديبية.
وقال آخرون: عنى بالفتح القريب في هذا الموضع: فتح خيبر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فجعل من دون ذلك فتحًا قريبًا} قال: خيبر حين رجعوا من الحديبية، فتحها اللّه عليهم، فقسمها على أهل الحديبية كلّهم إلاّ رجلاً واحدًا من الأنصار، يقال له: أبو دجانة سماك بن خرشة، كان قد شهد الحديبية وغاب عن خيبر.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب أن يقال: إنّ اللّه أخبر أنّه جعل لرسوله والّذين كانوا معه من أهل بيعة الرّضوان فتحًا قريبًا من دون دخولهم المسجد الحرام، ودون تصديقه رؤيا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وكان صلح الحديبية وفتح خيبر دون ذلك، ولم يخصص اللّه تعالى ذكره خبره ذلك عن فتحٍ من ذلك دون فتحٍ، بل عمّ ذلك، وذلك كلّه فتحٌ جعله اللّه من دون ذلك.
والصّواب أن يعمّه كما عمّه، فيقال: جعل اللّه من دونى تصديقه رؤيا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بدخوله وأصحابه المسجد الحرام محلّقين رءوسهم ومقصّرين، لا يخافون المشركين صلح الحديبية وفتح خيبر). [جامع البيان: 21/315-319]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالحديبية أنه دخل مكة وأصحابه آمنين محلقين رؤوسهم ومقصرين فقال له أصحابه حين نحر بالحديبية أين رؤياك يا رسول الله فأنزل الله عز وجل لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق إلى قوله فجعل من دون ذلك فتحا قريبا يعني النحر بالحديبية ثم رجعوا ففتحوا خيبر ثم اعتمر بعد ذلك فكان تصديق رؤياه في السنة المقبلة). [تفسير مجاهد: 2/603]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 27 - 28
أخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن مجاهد قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالحديبية أنه يدخل مكة هو وأصحابه آمنين محلقين رؤوسهم ومقصرين فلما نحر الهدي بالحديبية قال له أصحابه: أين رؤياك يا رسول الله فأنزل الله {لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق} إلى قوله {فجعل من دون ذلك فتحا قريبا} فرجعوا ففتحوا خيبر ثم اعتمر بعد ذلك فكان تصديق رؤياه في السنة المقبلة). [الدر المنثور: 13/510]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما: {لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق} قال: كان تأويل رؤياه في عمرة القضاء). [الدر المنثور: 13/511]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق} قال: هو دخول محمد صلى الله عليه وسلم البيت والمؤمنين محلقين رؤوسهم ومقصرين). [الدر المنثور: 13/511]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله {لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق} قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يطوف بالبيت وأصحابه فصدق الله رؤياه بالحق). [الدر المنثور: 13/511]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله {لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق} قال: رأى في المنام أنهم يدخلون المسجد الحرام وأنهم آمنون محلقين رؤوسهم ومقصرين). [الدر المنثور: 13/511]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله {لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق} إلى آخر الآية، قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم لهم: إني قد رأيت أنكم ستدخلون المسجد الحرام محلقين رؤوسكم ومقصرين فلما نزلت بالحديبية ولم يدخل ذلك العام طعن المنافقون في ذلك فقال الله {لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق} إلى قوله {لا تخافون} أي لم أره أنه يدخله هذا العام وليكونن ذلك {فعلم ما لم تعلموا} قال: رده لمكان من بين أظهرهم من المؤمنين والمؤمنات وأخره ليدخل الله في رحمته من يشاء ممن يريد الله أن يهديه {فجعل من دون ذلك فتحا قريبا} قال: خيبر حين رجعوا من الحديبية فتحها الله عليهم فقسمها على أهل الحديبية كلهم إلا رجلا واحدا من الأنصار يقال له أبو دجانة سماك بن خرشة كان قد شهد الحديبية وغاب عن خيبر). [الدر المنثور: 13/511-512]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء قال: خرج النّبيّ صلى الله عليه وسلم معتمرا في ذي القعدة معه المهاجرون والأنصار حتى أتى الحديبية فخرجت إليه قريش فردوه عن البيت حتى كان بينهم كلام وتنازع حتى كاد يكون بينهم قتال فبايع النّبيّ صلى الله عليه وسلم أصحابه وعدتهم ألف وخمسمائة تحت الشجرة وذلك يوم بيعة الرضوان فقاضاهم النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقالت قريش: نقاضيك على أن تنحر الهدي مكانه وتحلق وترجع حتى إذا كان العام المقبل نخلي لك مكة ثلاثة أيام ففعل فخرجوا إلى عكاظ فأقاموا فيها ثلاثة أيام واشترطوا عليه أن لا يدخلها بسلاح إلا بالسيف ولا يخرج بأحد من أهل مكة إن خرج معه فنحر الهدي مكانه وحلق ورجع حتى إذا كان في قابل من تلك الأيام دخل مكة وجاء بالبدن معه وجاء الناس معه فدخل المسجد الحرام فأنزل الله عليه {لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين} وأنزل عليه (الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص) (البقرة الآية 194) الآية). [الدر المنثور: 13/512-513]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أما قوله تعالى: {محلقين رؤوسكم ومقصرين}
أخرج مالك والطيالسي، وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي، وابن ماجة عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رحم الله المحلقين قالوا: والمقصرين يا رسول الله قال: رحم الله المحلقين قالوا: والمقصرين يا رسول الله قال: والمقصرين). [الدر المنثور: 13/513]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم، وابن ماجة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اغفر للمحلقين قالوا يا رسول الله والمقصرين قال: اللهم اغفر للمحلقين ثلاثا قالوا يا رسول الله والمقصرين قال والمقصرين). [الدر المنثور: 13/513]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطيالسي وأحمد وأبو يعلى عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حلقوا رؤوسهم يوم الحديبية إلا عثمان بن عفان وأبا قتادة فاستغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم للمحلقين ثلاثا وللمقصرين مرة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن حبشي بن جنادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اغفر للمحلقين قالوا يا رسول الله والمقصرين قال اللهم اغفر للمحلقين قالوا يا رسول الله والمقصرين قال اللهم اغفر للمقصرين). [الدر المنثور: 13/514]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن يزيد بن أبي مريم أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: اللهم اغفر للمحلقين ثلاثا قالوا يا رسول الله والمقصرين قال والمقصرين وكنت يومئذ محلوق الرأس فما يسرني بحلق رأسي حمر النعم). [الدر المنثور: 13/514]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم عن يحيى بن أبي الحصين عن جدته أنها سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم دعا للمحلقين ثلاثا وللمقصرين مرة في حجة الوداع). [الدر المنثور: 13/514]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن مالك بن ربيعة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم اغفر للمحلقين ثلاثا قال رجل: والمقصرين فقال في الثالثة أو الرابعة وللمقصرين). [الدر المنثور: 13/515]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في الدلائل عن ابن عباس أنه قيل له لم ظاهر رسول الله صلى الله عليه وسلم للمحلقين ثلاثا وللمقصرين مرة فقال: إنهم لم يشكوا). [الدر المنثور: 13/515]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اغفر للمحلقين قالها ثلاثا فقالوا يا رسول الله ما بال المحلقين ظاهرت لهم الترحم قال: إنهم لم يشكوا). [الدر المنثور: 13/515]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم قال: كانوا يستحبون للرجل أول ما يحج أن يحلق وأول ما يعتمر أن يحلق). [الدر المنثور: 13/515]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر أنه كان يقول للحلاق إذا حلق في الحج والعمرة أبلغ للعظمين). [الدر المنثور: 13/515]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء قال: السنة أن يبلغ بالحلق إلى العظمين). [الدر المنثور: 13/516]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس أنه رأى النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال للحلاق هكذا وأشار بيده إلى الجانب الأيمن). [الدر المنثور: 13/516]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو داود والبيهقي في "سننه" عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس على النساء حلق إنما على النساء التقصير). [الدر المنثور: 13/516]
تفسير قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (28) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {هو الّذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدّين كلّه وكفى باللّه شهيدًا (28) محمّدٌ رّسول اللّه والّذين معه أشدّاء على الكفّار رحماء بينهم تراهم ركّعًا سجّدًا يبتغون فضلاً من اللّه ورضوانًا سيماهم في وجوههم مّن أثر السّجود ذلك مثلهم في التّوراة ومثلهم في الإنجيل كزرعٍ أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزّرّاع ليغيظ بهم الكفّار وعد اللّه الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات منهم مغفرةً وأجرًا عظيمًا}.
يعني تعالى ذكره بقوله: {هو الّذي أرسل رسوله بالهدى} الله الّذي أرسل رسوله محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم بالبيان الواضح، {ودين الحقّ}، وهو الإسلام؛ الّذي أرسله داعيًا خلقه إليه {ليظهره على الدّين كلّه} يقول: ليبطل به الملل كلّها، حتّى لا يكون دينٌ سواه، وذلك كان كذلك حتّى ينزل عيسى ابن مريم، فيقتل الدّجّال، فحينئذٍ تبطل الأديان كلّها، غير دين اللّه الّذي بعث به محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم، ويظهر الإسلام على الأديان كلّها.
وقوله: {وكفى باللّه شهيدًا} يقول جلّ ثناؤه لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أشهدك يا محمّد ربّك على نفسه، أنّه سيظهر الدّين الّذي بعثك به {وكفى باللّه شهيدًا} يقول: وحسبك به شاهدًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ قال: حدّثنا أبو بكرٍ الهذليّ، عن الحسن، {هو الّذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدّين كلّه وكفى باللّه شهيدًا} يقول: أشهد لك على نفسه أنّه سيظهر دينك على الدّين كلّه.
وهذا إعلامٌ من اللّه تعالى نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم، والّذين كرهوا الصّلح يوم الحديبية من أصحابه، أنّ اللّه فاتحٌ عليهم مكّة وغيرها من البلدان، مسلّيهم بذلك عمّا نالهم من الكآبة والحزن، بانصرافهم عن مكّة قبل دخولهموها، وقبل طوافهم بالبيت). [جامع البيان: 21/319-320]
تفسير قوله تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا سفيان وزائدة، عن منصور، عن مجاهد، في قوله: {سيماهم في وجوههم من أثر السجود} [سورة الفتح: 29] قال: هو الخشوع). [الزهد لابن المبارك: 2/76]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدثني مالك هذه الآية: {سيماهم في وجوههم من أثر السجود}، قال: يقال ذلك مما يتعلق بجباههم من الأرض عند السجود). [الجامع في علوم القرآن: 2/135]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى يبتغون فضلا من ربهم ورضونا قال هي للمشركين يلتمسون فضل الله ورضوانه بما يصلح لهم في دنياهم). [تفسير عبد الرزاق: 1/182]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن منصور عن مجاهد في قوله سيماهم في وجوههم من أثر السجود قال التخشع). [تفسير عبد الرزاق: 2/228]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن حميد الأعرج عن مجاهد قال التخشع والتواضع). [تفسير عبد الرزاق: 2/228]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى سيماهم في وجوههم من أثر السجود قال علامتهم الصلاة فذلك مثلهم في التوراة وذكر مثلا آخر في الإنجيل فقال كزرع أخرج شطأه). [تفسير عبد الرزاق: 2/228]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر وقال قتادة والزهري أخرج نباته فآزره يقولون فتلاحق قال يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار يقولان ليغيظ الله بالنبي وأصحابه الكفار). [تفسير عبد الرزاق: 2/228]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن حميدٍ الأعرج عن مجاهدٍ في قوله: {سيماهم في وجوههم} قال: الخشوع والتواضع [الآية: 29].
سفيان [الثوري] عن منصورٍ عن مجاهدٍ قال: هو الخشوع). [تفسير الثوري: 278]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن رجلٍ، عن عكرمة {سيماهم في وجوههم} قال: السّهر). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 436]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({سيماهم في وجوههم} [الفتح: 29] : «السّحنة» وقال منصورٌ: عن مجاهدٍ، " التّواضع {شطأه} [الفتح: 29] : فراخه، {فاستغلظ} [الفتح: 29] : غلظ، {سوقه} [الفتح: 29] : السّاق حاملة الشّجرة "). [صحيح البخاري: 6/134]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({شطأه} [الفتح: 29] شطء السّنبل، تنبت الحبّة عشرًا، أو ثمانيًا، وسبعًا، فيقوى بعضه ببعضٍ، فذاك قوله تعالى {فآزره} [الفتح: 29] قوّاه، ولو كانت واحدةً لم تقم على ساقٍ، وهو مثلٌ ضربه اللّه للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إذ خرج وحده، ثمّ قوّاه بأصحابه، كما قوّى الحبّة بما ينبت منها "). [صحيح البخاري: 6/135]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله سيماهم في وجوههم السّحنة وفي رواية المستمليّ والكشميهنيّ والقابسيّ السّجدة والأول أولى فقد وصله بن أبي حاتمٍ من طريق الحاكم عن مجاهدٍ كذلك والسّحنة بالسّين وسكون الحاء المهملتين وقيّده بن السّكن والأصيليّ بفتحهما قال عياضٌ وهو الصّواب عند أهل اللّغة وهو لين البشرة والنّعمة وقيل الهيئة وقيل الحال انتهى وجزم بن قتيبة بفتح الحاء أيضًا وأنكر السّكون وقد أثبته الكسائيّ والفرّاء وقال العكبريّ السّحنة بفتح أوّله وسكون ثانيه لون الوجه ولرواية المستمليّ ومن وافقه توجيهٌ لأنّه يريد بالسّجدة أثرها في الوجه يقال لأثر السّجود في الوجه سجدةٌ وسجّادةٌ ووقع في رواية النّسفيّ المسحة قوله وقال منصورٌ عن مجاهدٍ التّواضع وصله عليّ بن المدينيّ عن جريرٍ عن منصورٍ ورويناه في الزّهد لابن المبارك وفي تفسير عبد بن حميد وبن أبي حاتمٍ عن سفيان وزائدة كلاهما عن منصورٍ عن مجاهدٍ قال هو الخشوع زاد في رواية زائدة قلت ما كنت أراه إلّا هذا الأثر الّذي في الوجه فقال ربّما كان بين عيني من هو أقسى قلبًا من فرعون قوله شطأه فراخه فاستغلظ غلظ سوقه السّاق حاملة الشّجرة قال أبو عبيدة في قوله كزرع أخرج شطأه أخرج فراخه يقال قد أشطأه الزّرع فآزره ساواه صار مثل الأمّ فاستغلظ غلظ فاستوى على سوقه السّاق حاملة الشّجر وأخرج عبد بن حميد من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ في قوله كزرعٍ أخرج شطأه قال ما يخرج بجنب الحقلة فيتمّ وينمى وبه في قوله على سوقه قال على أصوله قوله شطأه شطء السّنبل تنبت الحبّة عشرًا أو ثمانيًا وسبعًا فيقوى بعضه ببعضٍ فذاك قوله تعالى فآزره قوّاه ولو كانت واحدة لم تقم على ساق وهو مثل ضربه اللّه للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم إذ خرج وحده ثمّ قوّاه بأصحابه كما قوي الحبّة بما ينبت منها). [فتح الباري: 8/581-582]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال مجاهد سيماهم في وجوههم السحنة وقال منصور عن مجاهد التّواضع شطأه فراخه فاستغلظ غلظ سوقه السّاق حاملة الشّجر
قال ابن أبي حاتم ثنا أبو سعيد القطّان ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن الحكم عن مجاهد في قوله 29 الفتح {سيماهم في وجوههم من أثر السّجود} قال السحنة
أخبرنا غير واحد من شيوخنا مشافهة عن أبي الفتح الميدوميّ أن أبا الفرج ابن الصيقل أخبره أنا إسماعيل بن وكاس أنا أبو غالب بن البناء أنا أبو الحسين ابن النّرسي ثنا أبو القاسم السراج ثنا محمّد بن محمّد بن سليمان ثنا علّي بن المدينيّ ثنا جرير بن عبد الحميد عن منصور عن مجاهد في قوله 29 الفتح {سيماهم في وجوههم من أثر السّجود} قال هو الخشوع قلت هو أثر السّجود قال يكون الرجل بين عينيه مثل ركبة البعير وهو كما شاء الله
وبه إلى علّي ثنا سفيان ثنا حميد هو ابن قيس عن مجاهد سيماهم في وجوههم من أثر السّجود قال الخشوع والتواضع
وكذا رواه الفريابيّ عن سفيان عن منصور وعن حميد جميعًا بمعناه
وأخبرنا به عاليا عبد الله بن محمّد بن أحمد بن عبيدالله أنا أحمد بن أبي طالب إذنا عن محمّد بن عبد الواحدأن أبا الوقت كتب إليهم أنا يعلى بن هبة الله الفضيلي أنا ابن أبي شريح ثنا محمّد بن عقيل
ثنا موسى بن إسحاق ثنا وكيع ثنا سفيان عن حميد الأعرج عن مجاهد سيماهم في وجوههم من أثر السّجود قال الخشوع والتواضع
وبه إلى سفيان عن منصور عن مجاهد قال ليس الأثر الّذي في الوجه ولكن الخشوع
وأخبرنا به من وجه آخر أبو المعالي بن عمر عن أحمد بن منصور أن أحمد ابن شيبان أخبره أنا عمر بن محمّد أنا أحمد بن الحسن أنا الحسن بن علّي أنا محمّد بن إسماعيل ثنا يحيى بن صاعد ثنا الحسين بن الحسن ثنا ابن المبارك عن سفيان وزائدة عن منصور عن مجاهد في قول الله تعالى سيماهم في وجوههم من أثر السّجود قال هو الخشوع
وقال عبد بن حميد أخبرني شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 29 الفتح {كزرع أخرج شطأه} قال ما يخرج بجنب الحقلة فيتم ويتم
أنا عبد الله بن بكر ثنا حميد عن أنس في زرع أخرج شطأه قال نباته فروخه
وبه إلى مجاهد قال في قوله 29 الفتح {على سوقه} قال على أصوله وقال ......). [تغليق التعليق: 4/313-314]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال مجاهدٌ: {سيماهم في وجوههم} السّحنة
فسر مجاهد سيماهم بالسحنة وقال ابن الأثير: السحنة بشرة الوجه وهيأته وحاله، وهي مفتوحة السّين وقد تكسر، ويقال: السحناء أيضا بالمدّ، وقيده الأصيليّ وابن السكن بفتحها، وقال عياض: هو الصّواب عند أهل اللّغة، وهذا التّعليق رواه الإسماعيليّ القاضي عن نصر بن عليّ عن بشر بن عمر عن شعبة عن الحكم عن مجاهد، وفي رواية المستملي والكشميهني والقابسي: سيماهم في وجوههم: السّجدة، وفي رواية النّسفيّ: المسحة.
وقال منصورٌ عن مجاهدٍ التّواضع
أي: قال منصور بن المعتمر عن مجاهد في تفسير: سيماهم التّواضع، وروى ابن أبي حاتم: نا المنذر بن شاذان، نا يعلى حدثنا سفيان نا حميد بن قيس عن مجاهد في قوله: (سيماهم في وجوههم) قال: الخشوع والتواضع، وقال ابن أبي حاتم أيضا حدثنا أبي نا عليّ بن محمّد الطنافسي نا حسين الجعفيّ عن منصور عن مجاهد في هذه الآية. قال: هو الخشوع، وقال عبد بن حميد: حدثنا عمرو بن سعد وعبد الملك بن عمرو وقبيصة عن سفيان عن منصور عن مجاهد {سيماهم في وجوههم من أثر السّجود} قال: الخشوع وحدثني معاوية بن عمرو عن زائدة عن منصور عن مجاهد: هو الخشوع. قلت: ينظر النّاظر في الّذي علقه البخاريّ.
شطأه: فراخه
أشار به إلى قوله تعالى: {كزرع أخرج شطأه} وفسره بقوله: (فراخه) وهكذا فسره الأخفش، يقال: اشطأ الزّرع إذا أفرخ، وعن أنس: شطأه نباته وعن السّديّ، هو أن يخرج معه الطّاقة الأخرى، وعن الكسائي: طرفه.
فاستغلظ غلظ
غلظ، بضم اللّام ويروى تغلظ أي: قوي وتلاحق نباته.
سوقه السّاق حاملة الشّجرة
أشار بقوله: (سوقه) إلى قوله تعالى: {فاستوى على سوقه} أي قام على أصوله، والسوق بالضّمّ جمع ساق وفسره بقوله: (السّاق حامله الشّجرة) وهي جذعه، وهكذا فسره الجوهري.
شطأه شطء السّنبل تنبت الحبّة عشرا وثمانيا وسبعا فيقوى بعضه ببعضٍ فذاك قوله تعالى فآزره قوّاه ولو كانت واحدةً لم تقم على ساقٍ وهو مثلٌ ضربه الله للنبيّ صلى الله عليه وسلم إذ خرج وحده ثمّ قوّاه بأصحابه كما قوّى الحبّة بما ينبت منها.
قوله: (شطأه شطء السنبل) ، إلى آخره، ليس بمذكور في بعض النّسخ ولا الشّرّاح تعرضوا لشرحه. قوله: {تنبت} ، من الإنبات. قوله: (وثمانيا وسبعا) ويروى: أو ثمانيا أو سبعا وكلمة: أو للتنويع أي: تنبت الحبّة الواحدة عشرة سنابل، وتارة ثمان سنابل، وتارة سبع سنابل. قال الله تعالى: {كمثل حبّة أنبتت سبع سنابل} (البقرة: 261) قوله: (وهو مثل ضربه الله) إلى آخره وفي التّفسير وهو مثل ضربه الله تعالى لأصحاب محمّد صلى الله عليه وسلم يعني: أنهم يكونون قليلا ثمّ يزدادون ويكثرون ويقوون، وعن قتادة: مثل أصحاب محمّد صلى الله عليه وسلم في الإنجيل مكتوب أنه سيخرج قوم ينبتون نبات الزّرع يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. قوله: (إذ خرج) أي: حين خرج وحده يحتمل أن يكون المراد حين خرج على كفار مكّة وحده يدعوهم إلى الإيمان باللّه. ثمّ قواه الله تعالى بإسلام من أسلم منهم في مكّة، ويحتمل أن يكون حين خرج من بيته وحده حين اجتمع الكفّار على أذاه ثمّ رافقه أبو بكر ثمّ لما دخل المدينة قواه الأنصار). [عمدة القاري: 19/174-175]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال مجاهد) فيما وصله ابن أبي حاتم في قوله تعالى: ({سيماهم في وجوههم}) [الفتح: 29] هي (السحنة) بفتح السين المهملة في اليونينية وهي في الفرع كذلك مصلحة وتحت السين كشط وبذلك ضبطه ابن السكن والأصيلي. وقال القاضي عياض: إنه الصواب عند أهل اللغة وفي كثير من الأصول بكسرها والحاء المهملة ساكنة وجزم ابن قتيبة بفتحها وأنكر السكون وقد أثبته الكسائي والفراء وهي لين البشرة والنعمة، ولأبي ذر عن المستملي والكشميهني: السجدة وكذا في رواية القابسي أي أثر السجدة في الوجه: لكن في التئام هذا مع قوله: {من أثر السجود} [الفتح: 29] قلق لا يخفى.
وعن ابن عباس في رواية عطية العوفي عنه نور وبياض في وجوههم يوم القيامة وعن عطاء بن أبي رباح استنارة وجوههم من كثرة صلاتهم أي ما يظهره الله تعالى في وجوه الساجدين نهارًا إذا قاموا بالليل متهجدين فمن توجه إلى الله بكليته لا بدّ أن يظهر في وجهه نور تبهر منه الأنوار. وعن شهر بن حوشب تكون مواضع السجود من وجوههم كالقمر ليلة البدر وعن الضحاك صفرة الوجه. وروى السلمي عن عبد العزيز المكي ليس هو الصفرة ولكنه نور يظهر على وجوه العابدين يبدو من باطنهم على ظاهرهم يتبين ذلك للمؤمنين ولو كان ذلك في رنجي أو حبشي. قال ابن عطاء: ترى عليهم خلع الأنوار لائحة وقال الحسن إذا رأيتهم حسبتهم مرضى وما هم بمرضى.
(وقال منصور) هو ابن المعتمر فيما وصله علي بن المديني عن جرير عنه (عن مجاهد) هو (التواضع) وزاد في رواية زائدة عن منصور عند عبد بن حميد قلت ما كنت أراه إلا هذا الأثر الذي في الوجه فقال ربما كان بين عيني من هو أقسى قلبًا من فرعون وقال بعضهم أن للحسنة نورًا في القلب وضياء في الوجه وسعة في الرزق ومحبة في قلوب الناس فما كمن في النفس ظهر على صفحات الوجه وفي حديث جندب بن سفيان البجلي عند الطبراني مرفوعًا ما أسرّ أحد سريرة إلا ألبسه الله رداءها إن خيرًا فخير وإن شرًّا فشرّ.
({شطأه}) في قوله: {كزرع أخرج شطأه} [الفتح: 29] أي (فراخه) يقال: أشطأ الزرع إذا فرّخ وهل يختص ذلك بالحنطة فقط أو بها وبالشعير فقط أو لا يختص خلاف مشهور قال:
أخرج الشطء على وجه الثرى = ومن الأشجار أفنان الثمر
({فاستغلظ}) أي (غلظ) بضم اللام ذلك الزرع بعد الدقة ولأبي ذر تغلظ أي قوي.
({سوقه}) من قوله تعالى: {فاستوى على سوقه} [الفتح: 29] (الساق حاملة الشجرة) والجار متعلق باستوى ويجوز أن يكون حالًا أي كائنًا على سوقه أي قائمًا عليها). [إرشاد الساري: 7/344]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (السحنة): بفتح المهملة، وكسرها، وفتح الثانية، وسكونها، وهي لين البشرة والنعومة في المنظر، وهو المراد بقول بعضهم: هي الهيئة.
وقال منصور عن مجاهد فيما نقله بعد هي التواضع، وهذا الضبط في "الصحاح"، و"القاموس"، وبعضه في "نهاية ابن الأثير"، وبه سقط قول من قال: إن الصواب فتح المهملتين عند أهل اللغة، وفي نسخة بدل السحنة السجدة، أي: أثر السجدة في الوجه. سورة الفتح
قوله: (حاملة الشجرة) بالإضافة البيانية كشجر أراك.
قوله: (إذ خرج وحده) أي: على كفار مكة يدعوهم إلى الله). [حاشية السندي على البخاري: 3/69-70]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قوله عزّ وجلّ: {كزرعٍ أخرج شطأه} قال: شطأه: ورقه). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 120]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قوله عز وجل: {فآزره} قال: ثبت في أصل الورقة). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 121]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (باب: {محمّدٌ رسول الله}
- أخبرنا حميد بن مسعدة، حدّثنا بشر يعني ابن المفضّل، عن شعبة، عن قتادة، عن أنسٍ، قال: " أراد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يكتب إلى الرّوم، فقالوا: إنّهم لا يقرءون كتابًا إلّا مختومًا، فاتّخذ خاتمًا من فضّةٍ، كأنّي أنظر إلى بياضه في يده، ونقش فيه: {محمّدٌ رسول الله} [الفتح: 29] "). [السنن الكبرى للنسائي: 10/266]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {محمّدٌ رسول اللّه والّذين معه أشدّاء على الكفّار رحماء بينهم} يقول تعالى ذكره: محمّدٌ رسول اللّه وأتباعه من أصحابه الّذين هم معه على دينه، أشدّاء على الكفّار، غليظةٌ عليهم قلوبهم، قليلةٌ بهم رحمتهم {رحماء بينهم} يقول: رقيقةٌ قلوب بعضهم لبعضٍ، لينةٌ أنفسهم لهم، هيّنةٌ عليهم لهم.
- كما: حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {رحماء بينهم} ألقى اللّه في قلوبهم الرّحمة، بعضهم لبعضٍ.
{تراهم ركّعًا سجّدًا} يقول: تراهم ركّعًا أحيانًا للّه في صلاتهم سجّدًا أحيانًا {يبتغون فضلاً من اللّه} يقول: يلتمسون بركوعهم وسجودهم وشدّتهم على الكفّار ورحمة بعضهم بعضًا، فضلاً من اللّه، وذلك رحمته إيّاهم، بأن يتفضّل عليهم، فيدخلهم جنّته {ورضوانًا} يقول: وأن يرضى عنهم ربّهم.
وقوله: {سيماهم في وجوههم من أثر السّجود} يقول: علامتهم في وجوههم من أثر السّجود في صلاتهم.
ثمّ اختلف أهل التّأويل في السّيما الّذي عناه اللّه في هذا الموضع، فقال بعضهم: ذلك علامةٌ يجعلها اللّه في وجوه المؤمنين يوم القيامة، يعرفون بها لما كان من سجودهم له في الدّنيا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {سيماهم في وجوههم من أثر السّجود} قال: صلاتهم تبدو في وجوههم يوم القيامة.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ قال: حدّثنا عبيد اللّه العتكيّ، عن خالدٍ الحنفيّ، قوله: {سيماهم في وجوههم من أثر السّجود} قال: يعرف ذلك يوم القيامة في وجوههم من أثر سجودهم في الدّنيا، وهو كقوله: {تعرف في وجوههم نضرة النّعيم}.
- حدّثني عبيد بن أسباط بن محمّدٍ قال: حدّثنا أبي، عن فضيل بن مرزوقٍ، عن عطيّة، في قوله: {سيماهم في وجوههم من أثر السّجود} قال: مواضع السّجود من وجوههم يوم القيامة أشدّ وجوههم بياضًا.
- حدّثنا محمّد بن عمارة قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى قال: أخبرنا ابن فضيلٍ، عن فضيلٍ، عن عطيّة، بنحوه.
- حدّثني أبو السّائب قال: حدّثنا ابن فضيلٍ، عن فضيلٍ، عن عطيّة، بنحوه حدّثنا مجاهد بن موسى قال: حدّثنا يزيد قال: أخبرنا فضيلٌ، عن عطيّة، مثله.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا المعتمر قال: سمعت شبيبًا، يقول عن مقاتل بن حيّان قال: {سيماهم في وجوههم من أثر السّجود} قال: النّور يوم القيامة.
- حدّثنا ابن سنانٍ القزّاز قال: حدّثنا هارون بن إسماعيل قال: قال عليّ بن المبارك: سمعت غير واحدٍ، عن الحسن، في قوله: {سيماهم في وجوههم من أثر السّجود} قال: بياضًا في وجوههم يوم القيامة.
وقال آخرون: بل ذلك سيما الإسلام وسمته وخشوعه، وعنى بذلك أنّه يرى من ذلك عليهم في الدّنيا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {سيماهم في وجوههم} قال: السّمت الحسن.
- حدّثنا مجاهدٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا الحسن بن معاوية، عن الحكم، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {سيماهم في وجوههم من أثر السّجود} قال: أما إنّه ليس بالّذي ترون، ولكنّه سيما الإسلام وسحنته وسمته وخشوعه.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا أبو عامرٍ قال: حدّثنا سفيان، عن حميدٍ الأعرج، عن مجاهدٍ، سيماهم في وجوههم من أثر السّجود قال: الخشوع والتّواضع.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا مؤمّلٌ قال: حدّثنا سفيان، عن حميدٍ الأعرج، عن مجاهدٍ، مثله.
- قال: حدّثنا أبو عامرٍ قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهد سيماهم في وجوههم من أثر السّجود قال: الخشوع.
- حدّثنا محمّد بن المثنّى قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، عن شعبة، عن الحكم، عن مجاهدٍ، في هذه الآية سيماهم في وجوههم من أثر السّجود قال: السّحنة.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: سيماهم في وجوههم من أثر السّجود قال: هو الخشوع، فقلت: هو أثر السّجود، فقال: إنّه يكون بين عينيه مثل ركبة العنز، وهو كما شاء اللّه.
وقال آخرون: ذلك أثرٌ يكون في وجوه المصلّين، مثل أثر السّهر، الّذي يظهر في الوجه مثل الكلف والتّهيّج والصّفرة، وما أشبه ذلك ممّا يظهره السّهر والتّعب في الوجه، ووجّهوا التّأويل في ذلك إلى أنّه سيما في الدّنيا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن رجلٍ، عن الحسن، {سيماهم في وجوههم من أثر السّجود} قال: الصّفرة.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا المعتمر، عن أبيه قال: زعم الشّيخ الّذي كان يقصّ في عسرٍ، وقرأ {سيماهم في وجوههم من أثر السّجود} فزعم أنّه السّهر يرى في وجوههم.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يعقوب القمّيّ، عن حفصٍ، عن شمر بن عطيّة، في قوله: {سيماهم في وجوههم} قال: تهيّجٌ في الوجه من سهر اللّيل.
وقال آخرون: ذلك آثارٌ ترى في الوجه من ثرى الأرض، أو ندى الطّهور.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا حوثرة بن محمّدٍ المنقريّ قال: حدّثنا حمّاد بن مسعدة، وحدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا جريرٌ، جميعًا عن ثعلبة بن سهيلٍ، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله: {سيماهم في وجوههم من أثر السّجود} قال: ثرى الأرض، وندى الطّهور.
- حدّثنا ابن سنانٍ القزّاز قال: حدّثنا هارون بن إسماعيل قال: حدّثنا عليّ بن المبارك قال: حدّثنا مالك بن دينارٍ قال: سمعت عكرمة، يقول: {سيماهم في وجوههم من أثر السّجود} قال: هو أثر التّراب.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب أن يقال: إنّ اللّه تعالى ذكره أخبرنا أنّ سيّما هؤلاء القوم الّذين وصف صفتهم في وجوههم من أثر السّجود، ولم يخصّ ذلك على وقت دون وقتٍ وإذ كان ذلك كذلك، فذلك على كلّ الأوقات، فكان سيماهم الّذي كانوا يعرفون به في الدّنيا آثار الإسلام، وذلك خشوعه وهديه وسمته، وآثار عناء فرائضه وتطوّعه، وفي الآخرة ما أخبر أنّهم يعرفون به، وذلك الغرّة في الوجه والتّحجيل في الأيدي والأرجل من أثر الوضوء، وبياض الوجوه من أثر السّجود.
وبنحو الّذي قلنا في معنى السّيما قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {سيماهم في وجوههم من أثر السّجود} يقول: علامتهم أو أعلمتهم الصّلاة.
وقوله: {ذلك مثلهم في التّوراة} يقول: هذه الصّفة الّتي وصفت لكم من صفة أتباع محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم الّذين معه صفتهم في التّوراة.
وقوله: {ومثلهم في الإنجيل كزرعٍ أخرج شطأه} يقول: وصفتهم في إنجيل عيسى صفة زرعٍ أخرج شطأه، وهو فراخه، يقال منه: قد أشطأ الزّرع: إذا فرّخ فهو يشطئ إشطاءً، وإنّما مثّلهم بالزّرع المشطئ، لأنّهم ابتدأوا في الدّخول في الإسلام، وهم عددٌ قليلون، ثمّ جعلوا يتزايدون، ويدخل فيه الجماعة بعدهم، ثمّ الجماعة بعد الجماعة، حتّى كثر عددهم، كما يحدث في أصل الزّرع الفرخ منه، ثمّ الفرخ بعده حتّى يكثر وينمي.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: حدّثنا معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {محمّدٌ رسول اللّه والّذين معه} أصحابه مثلهم يعني نعتهم مكتوبٌ في التّوراة والإنجيل قبل أن يخلق السّماوات والأرض.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ قال: حدّثنا عبيدٌ، عن الضّحّاك، {محمّدٌ رسول اللّه والّذين معه أشدّاء على الكفّار} إلى قوله: {ذلك مثلهم في التّوراة} ثمّ قال: {ومثلهم في الإنجيل كزرعٍ أخرج شطأه} الآية.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {ذلك مثلهم في التّوراة} أي هذا المثل في التّوراة {ومثلهم في الإنجيل كزرعٍ أخرج شطأه} فهذا مثل أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في الإنجيل.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {سيماهم في وجوههم من أثر السّجود} قال {ذلك مثلهم في التّوراة ومثلهم في الإنجيل كزرعٍ أخرج شطأه}.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {سيماهم في وجوههم من أثر السّجود ذلك مثلهم في التّوراة} يعني السّيما في الوجوه مثلهم في التّوراة، وليس بمثلهم في الإنجيل، ثمّ قال عزّ وجلّ: {ومثلهم في الإنجيل كزرعٍ أخرج شطأه} الآية، هذا مثلهم في الإنجيل.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {سيماهم في وجوههم من أثر السّجود ذلك مثلهم في التّوراة ومثلهم في الإنجيل كزرعٍ أخرج شطأه}.
- حدّثني عمرو بن عبد الحميد قال: حدّثنا مروان بن معاوية، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، في قول اللّه: {محمّدٌ رسول اللّه والّذين معه} الآية قال: هذا مثلهم في التّوراة، ومثل آخر في الإنجيل {كزرعٍ أخرج شطأه فآزره} الآية.
وقال آخرون: هذان المثلان في التّوراة والإنجيل مثلهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {ذلك مثلهم في التّوراة} والإنجيل واحدٌ.
وأولى القولين في ذلك بالصّواب قول من قال: مثلهم في التّوراة، غير مثلهم في الإنجيل، وإنّ الخبر عن مثلهم في التّوراة متناهٍ عند قوله: {ذلك مثلهم في التّوراة} وذلك أنّ القول لو كان كما قال مجاهدٌ من أنّ مثلهم في التّوراة والإنجيل واحدٌ، لكان التّنزيل: ومثلهم في الإنجيل، وكزرعٍ أخرج شطأه، فكان تمثيلهم بالزّرع معطوفًا على قوله: {سيماهم في وجوههم من أثر السّجود} حتّى يكون ذلك خبرًا عن أنّ ذلك مثلهم في التّوراة والإنجيل، وفي مجيء الكلام بغير واو في قوله: {كزرعٍ} دليلٌ بيّنٌ على صحّة ما قلنا، وأنّ قولهم {ومثلهم في الإنجيل} خبر مبتدأٍ عن صفتهم الّتي هي في الإنجيل دون ما في التّوراة منها.
وبنحو الّذي قلنا في قوله {أخرج شطأه} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يحيى بن إبراهيم المسعوديّ قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه، عن الأعمش، عن خيثمة قال: بينا عبد اللّه يقرئ رجلاً عند غروب الشّمس، إذ مرّ بهذه الآية {كزرعٍ أخرج شطأه} قال: أنتم الزّرع، وقد دنا حصادكم.
- قال: حدّثنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدّثنا ابن عليّة، عن حميدٍ الطّويل قال: قرأ أنس بن مالكٍ: {كزرعٍ أخرج شطأه فآزره} قال: تدرون ما شطأه؟ قال: نباته.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ذلك مثلهم في التّوراة ومثلهم في الإنجيل كزرعٍ أخرج شطأه} قال: سنبله حين يتسلّع نباته عن حبّاته.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ومثلهم في الإنجيل كزرعٍ أخرج شطأه} قال: هذا مثل أصحاب محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم في الإنجيل، قيل لهم: إنّه سيخرج قومٌ ينبتون نبات الزّرع، منهم قومٌ يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، والزّهريّ، {كزرعٍ أخرج شطأه} قالا: أخرج نباته.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {ومثلهم في الإنجيل كزرعٍ أخرج شطأه} يعني: أصحاب محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، يكونون قليلاً، ثمّ يزدادون ويكثرون ويستغلظون.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {كزرعٍ أخرج شطأه} أولاده، ثمّ كثرت أولاده.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {كزرعٍ أخرج شطأه} قال: ما يخرج بجنب الحقلة فيتمّ وينمي
وقوله: {فآزره} يقول: فقوّاه: أي قوّى الزّرع شطأه وأعانه، وهو من المؤازرة الّتي بمعنى المعاونة {فاستغلظ} يقول: فغلظ الزّرع {فاستوى على سوقه} والسّوق: جمع ساقٍ، وساق الزّرع والشّجر: حاملته.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {فآزره} يقول: نباته مع التفافه حين يسنبل {ذلك مثلهم في التّوراة ومثلهم في الإنجيل} فهو مثلٌ ضربه لأهل الكتاب إذا خرج قومٌ ينبتون كما ينبت الزّرع فيبلغ فيهم رجالٌ يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ثمّ يغلظون، فهم أولئك الّذين كانوا معهم وهو مثلٌ ضربه اللّه لمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: بعث اللّه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وحده، ثمّ اجتمع إليه ناسٌ قليلٌ يؤمنون به، ثمّ يكون القليل كثيرًا، ويستغلظون، ويغيظ اللّه بهم الكفّار.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله {فآزره} قال: فشدّه وأعانه
وقوله: {على سوقه} قال: أصوله.
- حدّثني ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، والزّهريّ، {فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه} يقول: فتلاحق.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فآزره} اجتمع ذلك فالتفّ؛ قال: وكذلك المؤمنون خرجوا وهم قليلٌ ضعفاء، فلم يزل اللّه يزيد فيهم، ويؤيّدهم بالإسلام، كما أيّد هذا الزّرع بأولاده، فآزره، فكان مثلاً للمؤمنين.
- حدّثني عمرو بن عبد الحميد قال: حدّثنا مروان بن معاوية، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، {كزرعٍ أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه} يقول: حبّ برٍّ نثر متفرّقًا، فتنبت كلّ حبّةٍ واحدةً، ثمّ أنبتت كلّ واحدةٍ منها، حتّى استغلظ فاستوى على سوقه؛ قال: يقول: كان أصحاب محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم قليلاً، ثمّ كثروا، ثمّ استغلظوا {ليغيظ} اللّه {بهم الكفّار}.
وقوله: {يعجب الزّرّاع ليغيظ بهم الكفّار} يقول تعالى ذكره: يعجب هذا الزّرع الّذي استغلظ فاستوى على سوقه في تمامه وحسن نباته، وبلوغه وانتهائه الّذين زرعوه {ليغيظ بهم الكفّار} يقول: فكذلك مثل محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه، واجتماع عددهم حتّى كثروا ونموا، وغلظ أمرهم كهذا الزّرع الّذي وصف جلّ ثناؤه صفته، ثمّ قال: {ليغيظ بهم الكفّار} فدلّ ذلك على متروكٍ من الكلام، وهو أنّ اللّه تعالى فعل ذلك بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه ليغيظ بهم الكفّار.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: {ليغيظ بهم الكفّار} يقول اللّه: مثلهم كمثل زرعٍ أخرج شطأه فآزره، فاستغلظ، فاستوى على سوقه، حتّى بلغ أحسن النّبات، يعجب الزّرّاع من كثرته، وحسن نباته.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {يعجب الزّرّاع} قال: يعجب الزّرّاع حسنه {ليغيظ بهم الكفّار} بالمؤمنين، لكثرتهم، فهذا مثلهم في الإنجيل.
وقوله: {وعد اللّه الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات منهم مغفرةً وأجرًا عظيمًا} يقول تعالى ذكره: وعد اللّه الّذين صدّقوا اللّه ورسوله {وعملوا الصّالحات} يقول: وعملوا بما أمرهم اللّه به من فرائضه الّتي أوجبها عليهم0.
وقوله: {منهم} يعني: من الشّطء الّذي أخرجه الزّرع، وهم الدّاخلون في الإسلام بعد الزّرع الّذي وصف ربّنا تبارك وتعالى صفته.
والهاء والميم في قوله {منهم} عائدةٌ على معنى الشّطء لا على لفظه، ولذلك جمع فقيل: منهم، ولم يقل منه وإنّما جمع الشّطء لأنّه أريد به من يدخل في دين محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم إلى يوم القيامة بعد الجماعة الّذين وصف اللّه صفتهم بقوله: {والّذين معه أشدّاء على الكفّار رحماء بينهم تراهم ركّعًا سجّدًا}.
وقوله {مغفرةً} يعني: عفوًا عمّا مضى من ذنوبهم، وسيّئ أعمالهم بحسنها.
وقوله: {وأجرًا عظيمًا} يعني: وثوابًا جزيلاً، وذلك الجنّة). [جامع البيان: 21/321-334]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله عز وجل ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل قال يقول مثلهم كزرع أخرج شطأه يعني ما يخرج بجنب الحقل فيتم الأول ويتم الآخر فآزره يعني فشده وأعانه فاستغلظ فاستوى على سوقه يقول فلحق بأصحابه). [تفسير مجاهد: 2/604]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ جريرٌ، عن الأعمش، عن خيثمة، قال: قرأ رجلٌ على عبد اللّه رضي اللّه عنه سورة الفتح، فلمّا بلغ {كزرعٍ أخرج شطأه، فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزّرّاع ليغيظ بهم الكفّار} [الفتح: 29] قال: «ليغيظ اللّه بالنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وبأصحابه الكفّار» قال: ثمّ قال عبد اللّه: «أنتم الزّرع وقد دنا حصاده» حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/501]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنبأ موسى بن إسحاق القاضي، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو أسامة، ووكيعٌ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي اللّه عنها، {ليغيظ بهم الكفّار} [الفتح: 29] قالت: أصحاب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، «أمروا بالاستغفار لهم فسبّوهم» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/501]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {سيماهم في وجوههم من أثر السّجود} [الفتح: 29].
- عن أبيّ بن كعبٍ قال: «قال رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - في قول اللّه - عزّ وجلّ - {سيماهم في وجوههم من أثر السّجود} [الفتح: 29] قال: " النّور يوم القيامة» ".
رواه الطّبرانيّ في الصّغير والأوسط، وفيه روّاد بن الجرّاح وثّقه ابن حبّان وغيره وضعّفه الدّارقطنيّ وغيره.
- وعن الجعيد بن عبد الرّحمن قال: كنت عند السّائب بن يزيد إذ جاء الزّبير بن سهيل بن عبد الرّحمن بن عوفٍ وفي وجهه أثر السّجود، فلمّا رآه قال: من هذا؟ قيل الزّبير، قال: لقد أفسد هذا وجهه، أما واللّه ما هي السّيماء الّتي سمّاها اللّه، ولقد صلّيت على وجهي منذ ثمانين سنةً ما أثّر السّجود بين عينيّ.
رواه الطّبرانيّ، ورجاله ثقاتٌ). [مجمع الزوائد: 7/107]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 29.
أخرج الخطيب في رواة مالك بسند ضعيف عن أبي هريرة أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: {والذين معه} {مثلهم في التوراة} إلى قوله {كزرع أخرج شطأه} قال مالك: نزل في الإنجيل نعت النّبيّ وأصحابه). [الدر المنثور: 13/516]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد في الطبقات، وابن أبي شيبة عن عائشة قالت: لما مات سعد بن معاذ حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر فوالذي نفس محمد بيده إني لأعرف بكاء أبي بكر من بكاء عمر وأنا في حجرتي وكانوا كما قال الله {رحماء بينهم} قيل فكيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع فقالت: كانت عينه لا تدمع على أحد ولكنه كان إذا وجد فإنما هو آخذ بلحيته). [الدر المنثور: 13/516-517]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والترمذي عن جرير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يرحم الله من لا يرحم الناس). [الدر المنثور: 13/517]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود عن عبد الله بن عمرو يرويه قال: من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا). [الدر المنثور: 13/517]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تنزع الرحمة إلا من شقي). [الدر المنثور: 13/517]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما يرحم الله من عباده الرحماء). [الدر المنثور: 13/518]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله {سيماهم في وجوههم} قال: أما إنه ليس بالذين ترون ولكنه سيما الإسلام وسحنته وسمته وخشوعه). [الدر المنثور: 13/518]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج محمد بن نصر في كتاب الصلاة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في "سننه" عن ابن عباس في قوله: {سيماهم في وجوههم} قال السمت الحسن). [الدر المنثور: 13/518]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في الأوسط والصغير، وابن مردويه بسند حسن عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله {سيماهم في وجوههم من أثر السجود} قال: النور يوم القيامة). [الدر المنثور: 13/518]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في تاريخه، وابن نصر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {سيماهم في وجوههم من أثر السجود} قال: بياض يغشى وجوههم يوم القيامة.
وأخرج عبد بن حميد، وابن نصر، وابن جرير عن الحسن رضي الله عنه مثله). [الدر المنثور: 13/518]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن نصر، وابن جرير عن عطية العوفي رضي الله عنه قال: موضع السجود أشد وجوههم بياضا يوم القيامة). [الدر المنثور: 13/519]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الأنبياء عليهم السلام يتباهون أيهم أكثر أصحابا من أمته فأرجو أن أكون يومئذ أكثرهم كلهم واردة وإن كل رجل منهم يومئذ قائم على حوض ملآن معه عصا يدعو من عرف من أمته ولكل أمة سيما يعرفهم بها نبيهم). [الدر المنثور: 13/519]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني والبيهقي في "سننه" عن حميد بن عبد الرحمن قال: كنت عند السائب بن يزيد إذ جاء رجل في وجهه أثر السجود فقال: لقد أفسد هذا وجهه أما والله ما هي السيما التي سمى الله ولقد صليت على وجهي منذ ثمانين سنة ما أثر السجود بين عيني). [الدر المنثور: 13/519]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن نصر، وابن جرير عن مجاهد {سيماهم في وجوههم} قال: ليس الأثر في الوجه ولكن الخشوع). [الدر المنثور: 13/519]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المبارك، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن نصر عن مجاهد {سيماهم في وجوههم} قال: ليس الأثر في الوجه ولكن الخشوع). [الدر المنثور: 13/520]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المبارك، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن نصر عن مجاهد {سيماهم في وجوههم} قال: الخشوع والتواضع). [الدر المنثور: 13/520]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن نصر عن سعيد بن جبير في الآية قال: ندى الطهور وثرى الأرض). [الدر المنثور: 13/520]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن نصر، وابن المنذر عن الضحاك في الآية قال: هو السهر إذا سهر الرجل من الليل أصبح مصفرا). [الدر المنثور: 13/520]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن نصر عن عكرمة رضي الله عنه {سيماهم في وجوههم} قال: السهر). [الدر المنثور: 13/520]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله {سيماهم في وجوههم} قال: إن جبريل قال: إذا نظرت إلى الرجل من أمتك عرفت أنه من أهل الصلاة بأثر الوضوء وإذا أصبحت عرفت أنه قد صلى من الليل وهو يا محمد العفاف في الدين والحياء وحسن السمت.
وأخرج ابن إسحاق وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يهود خيبر بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله صاحب موسى وأخيه المصدق لما جاء به موسى ألا إن الله قد قال لكم يا معشر أهل التوراة وإنكم تجدون ذلك في كتابكم {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم} إلى آخر السورة). [الدر المنثور: 13/520-521]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن مردويه، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما {ذلك مثلهم في التوراة} يعني مكتوب في التوراة والإنجيل قبل أن يخلق السموات والأرض). [الدر المنثور: 13/521]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد وأبو نعيم في الحلية، وابن المنذر عن عمار مولى بني هاشم قال: سألت أبا هريرة رضي الله عنه عن القدر قال: اكتف منه بآخر سورة الفتح {محمد رسول الله والذين معه} إلى آخر السورة يعني أن الله نعتهم قبل أن يخلقهم). [الدر المنثور: 13/521]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله {رحماء بينهم} قال: جعل الله في قلوبهم الرحمة بعضهم لبعض {سيماهم في وجوههم من أثر السجود} قال: علامتهم الصلاة {ذلك مثلهم في التوراة} قال: هذا المثل في التوراة {ومثلهم في الإنجيل} قال: هذا مثل آخر {كزرع أخرج شطأه} قال: هذا نعت أصحاب محمد في الإنجيل، قيل له: أنه سيخرج قوم ينبتون نبات الزرع يخرج منهم قوم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر). [الدر المنثور: 13/521]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {سيماهم في وجوههم من أثر السجود} قال: صلاتهم تبدو في وجوههم يوم القيامة {ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه} قال: سنبله حين يبلغ نباته عن حباته {فآزره} يقول: نباته مع التفافه حين يسنبل فهذا مثل ضربه الله لأهل الكتاب إذا خرج قوم ينبتون كما ينبت الزرع فيهم رجال يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ثم يغلظ فيهم الذين كانوا معهم وهو مثل ضربه لمحمد يقول: يبعث الله النّبيّ وحده ثم يجتمع إليه ناس قليل يؤمنون به ثم يكون القليل كثيرا وسيغلظون ويغيظ الله بهم الكفار يعجب الزراع من كثرته وحسن نباته). [الدر المنثور: 13/522]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه {كزرع أخرج شطأه} قال: يقول حب بر متفرقا فأنبتت كل حبة واحدة ثم أنبتت من حولها مثلها حتى استغلظ واستوى على سوقه يقول: كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قليلا ثم كثروا واستغلظوا). [الدر المنثور: 13/523]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه والخطيب، وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {كزرع} قال: أصل الزرع عبد المطلب أخرج شطأه محمد صلى الله عليه وسلم فآزره بأبي بكر فاستغلظ بعمر فاستوى بعثمان على سوقه بعلي ليغيظ بهم الكفار). [الدر المنثور: 13/523]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه والقلظي وأحمد بن محمد الزهري في فضائل الخلفاء الأربعة والشيرازي في الألقاب عن ابن عباس رضي الله عنهما {محمد رسول الله والذين معه} أبو بكر {أشداء على الكفار} عمر {رحماء بينهم} عثمان {تراهم ركعا سجدا} علي {يبتغون فضلا من الله ورضوانا} طلحة والزبير {سيماهم في وجوههم من أثر السجود} عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وأبو عبيدة بن الجراح {ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره} بأبي بكر {فاستغلظ} بعمر {فاستوى على سوقه} بعثمان {يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار} بعلي {وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات} جميع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 13/523-524]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه {كزرع أخرج شطأه} قال: نباته). [الدر المنثور: 13/524]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن أنس رضي الله عنه {كزرع أخرج شطأه} قال: نباته فروخه). [الدر المنثور: 13/524]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه {كزرع أخرج شطأه} قال: حين تخرج منه الطاقة {فآزره} قواه {فاستغلظ فاستوى على سوقه} قال: على مثل المسلمين). [الدر المنثور: 13/524]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله {كزرع أخرج شطأه} قال: ما يخرج بجنب كتابه الجعلة فيتم وينمو، {فآزره} قال: فشده وأعانه {على سوقه} قال: على أصوله). [الدر المنثور: 13/524]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن خيثمة قال: قرأ رجل على عبد الله سورة الفتح فلما بلغ {كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار} قال: ليغيظ الله بالنبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه الكفار ثم قال: أنتم الزرع وقد دنا حصاده). [الدر المنثور: 13/524-525]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه عن عائشة في قوله {ليغيظ بهم الكفار} قالت: أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أمروا بالاستغفار لهم فسبوهم). [الدر المنثور: 13/525]