جمهرة تفاسير السلف
تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ (33) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (- أخبرنا مسعر، قال: حدثني معن وعون، أو أحدهما، أن رجلًا أتى عبد الله ابن مسعودٍ، فقال: اعهد إلي؟ فقال: إذا سمعت الله يقول: {يا أيها الذين آمنوا} فارعها سمعك، فإنها خيرٌ يأمر به، أو شرٌّ ينهى عنه). [الزهد لابن المبارك: 2/ 18]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عبدة بن سليمان، عن الأعمش، عن خيثمة، قال: ما تقرؤون في القرآن: {يا أيّها الّذين آمنوا} فإنّ موضعه في التّوراة: يا أيّها المساكين). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 318]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا أطيعوا اللّه وأطيعوا الرّسول ولا تبطلوا أعمالكم (33) إنّ الّذين كفروا وصدّوا عن سبيل اللّه ثمّ ماتوا وهم كفّارٌ فلن يغفر اللّه لهم}
يقول تعالى ذكره: {يا أيّها الّذين آمنوا} باللّه ورسوله {أطيعوا اللّه وأطيعوا الرّسول} في أمرهما ونهيهما {ولا تبطلوا أعمالكم} يقول: ولا تبطلوا بمعصيتكم إيّاهما، وكفركم بربّكم ثواب أعمالكم فإنّ الكفر باللّه يحبط السّالف من العمل الصّالح.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {يا أيّها الّذين آمنوا أطيعوا اللّه وأطيعوا الرّسول ولا تبطلوا أعمالكم} الآية، من استطاع منكم أن لا يبطل عملاً صالحًا عمله بعملٍ سيّئٍ فليفعل، ولا قوّة إلاّ باللّه، فإنّ الخير ينسخ الشّرّ، وإنّ الشّرّ ينسخ الخير، وإنّ ملاك الأعمال خواتيمها). [جامع البيان: 21/225-226]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 33 - 38.
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال: من استطاع منكم أن لا يبطل عملا صالحا بعمل سوء فليفعل ولا قوة إلا بالله فإن الخير ينسخ الشر فإنما ملاك الأعمال خواتيمها). [الدر المنثور: 13/449]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد ومحمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة، وابن أبي حاتم عن أبي العالية قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون أنه لا يضر مع لا إله إلا الله ذنب كما لا ينفع مع الشرك عمل حتى نزلت {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم} فخافوا أن يبطل الذنب العمل ولفظ عبد بن حميد: فخافوا الكبائر أن تحبط أعمالكم). [الدر المنثور: 13/450]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن نصر، وابن جرير، وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنا معشر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نرى أنه ليس شيء من الحسنات إلا مقبولا حتى نزلت {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم} فلما نزلت هذه الآية قلنا: ما هذا الذي يبطل أعمالنا فقال: الكبائر الموجبات والفواحش فكنا إذا رأينا من أصاب شيئا منها قلنا: هلك حتى نزلت هذه الآية (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) (سورة النساء الآية 48) فلما نزلت كففنا عن القول في ذلك وكنا إذا رأينا أحدا أصاب منها شيئا خفنا عليه وإن لم يصب منها شيئا رجونا له). [الدر المنثور: 13/450]
تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ (34) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّ الّذين كفروا وصدّوا عن سبيل اللّه ثمّ ماتوا وهم كفّارٌ} يقول تعالى ذكره: إنّ الّذين أنكروا توحيد اللّه وصدّوا من أراد الإيمان باللّه وبرسوله عن ذلك، ففتنوهم عنه، وحالوا بينهم وبين ما أرادوا من ذلك، ثمّ ماتوا وهم كفّارٌ: يقول: ثمّ ماتوا وهم على ذلك من كفرهم {فلن يغفر اللّه لهم} يقول: فلن يعفو اللّه عمّا صنع من ذلك، ولكنّه يعاقبه عليه، ويفضحه به على رءوس الأشهاد). [جامع البيان: 21/226]
تفسير قوله تعالى: (فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (35) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم قال لا تكونوا أول الطائفتين ضرعت إلى صاحبتها وأنتم الأعلون يقول وأنتم أولى بالله منهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/224]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ولن يتركم أعمالكم قال لن يظلمكم أعمالكم). [تفسير عبد الرزاق: 2/224]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({فلا تهنوا} [محمد: 35] : لا تضعفوا "). [صحيح البخاري: 6/134]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله فلا تهنوا فلا تضعفوا وصله بن أبي حاتمٍ من طريقه كذلك). [فتح الباري: 8/579]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله وقال مجاهد مولى الّذين آمنوا وليهم إذا عزم الأمر جد الأمر فلا تهنوا لا تضعفوا
وقال أبن عبّاس أضغانهم حسدهم آسن متغير
أما قول مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن أبن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 11 محمّد {بأن الله مولى الّذين آمنوا} قال وليهم الله وفي قوله 21 محمّد {فإذا عزم الأمر} قال جد الأمر وفي قوله 35 محمّد {فلا تهنوا} لا تضعفوا). [تغليق التعليق: 4/312] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (فلا تهنوا لا تضعفوا
أشار به إلى قوله تعالى: {فلا تهنوا وتدعوا إلى السّلم وأنتم الأعلون} (محمّد: 35) الآية، وفسّر قوله: (فلا تهنوا) بقوله: (لا تضعفوا) وهكذا فسره مجاهد أيضا). [عمدة القاري: 19/172]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({فلا تهنوا}) أي (لا تضعفوا) بعد ما وجد السبب وهو الأمر بالجد والاجتهاد في القتال). [إرشاد الساري: 7/342]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلا تهنوا وتدعوا إلى السّلم وأنتم الأعلون واللّه معكم ولن يتركم أعمالكم}
يقول تعالى ذكره: فلا تضعفوا أيّها المؤمنون باللّه عن جهاد المشركين وتجبنوا عن قتالهم.
- كما: حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {فلا تهنوا} قال: لا تضعفوا.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فلا تهنوا} لا تضعف أنت.
وقوله: {وتدعوا إلى السّلم وأنتم الأعلون} يقول: لا تضعفوا عنهم وتدعوهم إلى الصّلح والمسالمة، وأنتم القاهرون لهم والعالون عليهم {واللّه معكم} يقول: واللّه معكم بالنّصر لكم عليهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل، غير أنّهم اختلفوا في معنى قوله: {وأنتم الأعلون} فقال بعضهم: معناه: وأنتم أولى باللّه منهم وقال بعضهم مثل الّذي قلنا فيه.
ذكر من قال ذلك
وقال معنى قوله: {وأنتم الأعلون} أنتم أولى باللّه منهم
- حدّثني أحمد بن المقدام، قال: حدّثنا المعتمر، قال: سمعت أبي يحدّث، عن قتادة، في قوله: {فلا تهنوا وتدعوا إلى السّلم} قال: أي لا تكونوا أولى الطّائفتين تصرع.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فلا تهنوا وتدعوا إلى السّلم} قال: لا تكونوا أولى الطّائفتين صرعت لصاحبتها، ودعتها إلى الموادعة، وأنتم أولى باللّه منهم واللّه معكم.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {فلا تهنوا وتدعوا إلى السّلم} قال: لا تكونوا أولى الطّائفتين صرعت إلى صاحبتها {وأنتم الأعلون} قال: يقول: وأنتم أولى باللّه منهم.
ذكر من قال معنى قوله: {وأنتم الأعلون}: أنتم الغالبون الأعزّ منهم
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وأنتم الأعلون} قال: الغالبون مثل يوم أحدٍ، تكون عليهم الدّائرة.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله {فلا تهنوا وتدعوا إلى السّلم وأنتم الأعلون} قال: هذا منسوخٌ، قال: نسخه القتال والجهاد يقول: لا تضعف أنت وتدعوهم أنت إلى السّلم وأنت الأعلى، قال: وهذا حين كانت العهود والهدنة فيما بينه وبين المشركين قبل أن يكون القتال، يقول: لا تهن فتضعف، فيرى أنّك تدعو إلى السّلم وأنت فوقه، وأعزّ منه {وأنتم الأعلون} أنتم أعزّ منهم، ثمّ جاء القتال بعد فنسخ هذا أجمع، فأمره بجهادهم والغلظة عليهم.
وقد قيل: عنى بقوله: {وأنتم الأعلون} وأنتم الغالبون آخر الأمر، وإن غلبوكم في بعض الأوقات، وقهروكم في بعض الحروب.
وقوله: {فلا تهنوا} جزمٌ بالنّهي.
وفي قوله {وتدعوا} وجهان: أحدهما الجزم على العطف على تهنوا، فيكون معنى الكلام: فلا تهنوا ولا تدعوا إلى السّلم، والآخر النّصب على الصّرف.
وقوله: {ولن يتركم أعمالكم} يقول: ولن يظلمكم أجور أعمالكم فينقصكم ثوابها، من قولهم: وترت الرّجل إذا قتلت له قتيلاً، فأخذت له مالاً غصبًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: ثني أبي، قال: ثني عمّي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله يقول: {ولن يتركم أعمالكم} يقول: لن يظلمكم أعمالكم.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {ولن يتركم أعمالكم} قال: لن ينقصكم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ولن يتركم أعمالكم}: أي لن يظلمكم أعمالكم.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، مثله.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {ولن يتركم أعمالكم} قال: لن يظلمكم أعمالكم، ذلك {يتركم}.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {ولن يتركم أعمالكم} قال: لن يظلمكم أعمالكم). [جامع البيان: 21/226-230]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد فلا تهنوا يقول فلا تضعفوا). [تفسير مجاهد: 2/599]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن مجاهد وأنتم الأعلون يعني الغالبين مثل يوم أحد أي تكون عليهم الدائرة). [تفسير مجاهد: 2/599]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ولن يتركم أعمالكم يقول لن ينقصكم أعمالكم). [تفسير مجاهد: 2/599]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون} يقول: ولا تكونوا أول الطائفتين صرعت صاحبتها ودعتها إلى الموادعة وأنتم أولى بالله منهم {ولن يتركم أعمالكم} يقول: لن يظلمكم). [الدر المنثور: 13/451]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {فلا تهنوا} قال: لا تضعفوا {وأنتم الأعلون} قال: الغالبون {ولن يتركم} قال: لن ينقصكم). [الدر المنثور: 13/451]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله {يتركم} قال: يظلمكم). [الدر المنثور: 13/451]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخطيب عن النعمان بن بشير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ {فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم} قال محمد بن المنتشر: منتصبة السين). [الدر المنثور: 13/451]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو نصر السجزي في الإبانة عن عبد الرحمن بن أبزي قال: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقرأ هؤلاء الأحرف (ادخلوا في السلم) (سورة البقرة الآية 208) (وإن جنحوا للسلم) (سورة الأنفال الآية 61) {وتدعوا إلى السلم} بنصب السين). [الدر المنثور: 13/451]
تفسير قوله تعالى: (إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ (36) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّما الحياة الدّنيا لعبٌ ولهوٌ وإن تؤمنوا وتتّقوا يؤتكم أجوركم ولا يسألكم أموالكم (36) إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم}.
يقول تعالى ذكره حاضًّا عباده المؤمنين على جهاد أعدائه، والنّفقة في سبيله، وبذل مهجتهم في قتال أهل الكفر به: قاتلوا أيّها المؤمنون أعداء اللّه وأعداءكم من أهل الكفر، ولا تدعكم الرّغبة في الحياة إلى ترك قتالهم، فإنّما الحياة الدّنيا لعبٌ ولهوٌ، إلاّ ما كان منها للّه من عملٍ في سبيله، وطلب رضاه فأمّا ما عدا ذلك فإنّما هو لعبٌ ولهوٌ، يضمحلّ فيذهب ويندرس فينمحي، أو إثمٌ يبقى على صاحبه عاره وخزيه {وإن تؤمنوا وتتّقوا يؤتكم أجوركم} يقول: وإن تعملوا في هذه الدّنيا الّتي ما كان فيها ممّا هو لها، فلعبٌ ولهوٌ، فتؤمنوا به وتتّقوه بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه، وهو الّذي يبقى لكم منها، ولا يبطل بطول اللّهو واللّعب، ثمّ يؤتكم ربّكم عليه أجوركم، فيعوّضكم منه ما هو خيرٌ لكم منه يوم فقركم وحاجتكم إلى أعمالكم {ولا يسألكم أموالكم} يقول: ولا يسألكم ربّكم أموالكم، ولكنّه يكلّفكم توحيده، وخلع ما سواه من الأنداد، وإفراد الألوهة والطّاعة له). [جامع البيان: 21/230-231]
تفسير قوله تعالى: (إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ (37) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر تلا قتادة إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغنكم قال قد علم الله في مسألة المال خروج الأضغان). [تفسير عبد الرزاق: 2/224]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({إن يسألكموها}: يقول جلّ ثناؤه: إن يسألكم ربّكم أموالكم {فيحفكم} يقول: فيجهدكم بالمسألة، ويلحّ عليكم بطلبها منكم فيلحف، {تبخلوا}: يقول: تبخلوا بها وتمنعوها إيّاه، ضنًّا منكم بها، ولكنّه علم ذلك منكم، ومن ضيق أنفسكم فلم يسألكموها.
وقوله: {ويخرج أضغانكم} يقول: ويخرج جلّ ثناؤه لو سألكم أموالكم بمسألته ذلك منكم أضغانكم قال: قد علم اللّه أنّ في مسألته المال خروج الأضغان.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فيحفكم تبخلوا} قال: الإحفاء: أن تأخذ كلّ شيءٍ بيديك). [جامع البيان: 21/231]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {إن يسألكموها} قال: علم الله في مسألة الأموال خروج الأضغان). [الدر المنثور: 13/452]
تفسير قوله تعالى: (هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني مسلم بن خالدٍ، عن العلاء بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم تلي هذه الآية: {وإن تتولّوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم}، قالوا: يا رسول اللّه، من هؤلاء الّذين إن تولّينا استبدلوا بنا، ثمّ لا يكونوا أمثالنا؛ فضرب على فخذ سلمان الفارسيّ، ثمّ قال: هذا وقومه، لو كان الدّين عند الثّريّا لتناوله رجالٌ من فارس). [الجامع في علوم القرآن: 1/65-66]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم قال إن: إن تتولوا عن طاعة الله). [تفسير عبد الرزاق: 2/224]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا عبد بن حميدٍ، قال: حدّثنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا شيخٌ، من أهل المدينة عن العلاء بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: تلا رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم يومًا هذه الآية {وإن تتولّوا يستبدل قومًا غيركم ثمّ لا يكونوا أمثالكم} قالوا: ومن يستبدل بنا؟ قال: فضرب رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم على منكب سلمان ثمّ قال: هذا وقومه هذا وقومه.
هذا حديثٌ غريبٌ في إسناده مقالٌ.
وقد روى عبد الله بن جعفرٍ، أيضًا هذا الحديث عن العلاء بن عبد الرّحمن). [سنن الترمذي: 5/236]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا عليّ بن حجرٍ، قال: حدّثنا إسماعيل بن جعفرٍ، قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر بن نجيحٍ، عن العلاء بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، أنّه قال: قال ناسٌ من أصحاب رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: يا رسول الله، من هؤلاء الّذين ذكر اللّه إن تولّينا استبدلوا بنا ثمّ لا يكونوا أمثالنا؟ قال: وكان سلمان بجنب رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم قال: فضرب رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم فخذ سلمان قال: هذا وأصحابه، والّذي نفسي بيده لو كان الإيمان منوطًا بالثّريّا لتناوله رجالٌ من فارس.
وعبد الله بن جعفر بن نجيحٍ هو: والد عليّ بن المدينيّ.
وقد روى عليّ بن حجرٍ، عن عبد الله بن جعفرٍ الكثير، وحدّثنا عليٌّ، بهذا الحديث عن إسماعيل بن جعفرٍ، عن عبد الله بن جعفرٍ). [سنن الترمذي: 5/237]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {هأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل اللّه فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنّما يبخل عن نّفسه واللّه الغنيّ وأنتم الفقراء وإن تتولّوا يستبدل قومًا غيركم ثمّ لا يكونوا أمثالكم}.
يقول تعالى ذكره للمؤمنين: {ها أنتم} أيّها النّاس {هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل اللّه} يقول: تدعون إلى النّفقة في جهاد أعداء اللّه ونصرة دينه {فمنكم من يبخل} بالنّفقة فيه.
وأدخلت (ها) في موضعين، لأنّ العرب إذا أرادت التّقريب جعلت المكنيّ بين (ها) وبين (ذا)، فقالت: ها أنت ذا قائمًا، لأنّ التّقريب جواب الكلام، فربّما أعادت (ها) مع (ذا)، وربّما اجتزأت بالأولى، وقد حذفت الثّانية، ولا يقدّمون أنتم قبل ها، لأنّ ها جوابٌ فلا تقرّب بها بعد الكلمة.
- وقال بعض نحويّي البصرة: جعل التّنبيه في موضعين للتّوكيد.
وقوله: {ومن يبخل فإنّما يبخل عن نفسه} يقول تعالى ذكره: ومن يبخل بالنّفقة في سبيل اللّه، فإنّما يبخل عن بخل نفسه، لأنّ نفسه لو كانت جوادًا لم تبخل بالنّفقة في سبيل اللّه، ولكن كانت تجود بها {واللّه الغنيّ وأنتم الفقراء} يقول تعالى ذكره: ولا حاجة للّه أيّها النّاس إلى أموالكم ولا نفقاتكم، لأنّه الغنيّ عن خلقه والخلق الفقراء إليه، وأنتم من خلقه، فأنتم الفقراء إليه، وإنّما حضّكم على النّفقة في سبيله، ليكسبكم بذلك الجزيل من ثوابه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل اللّه فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنّما يبخل عن نفسه واللّه الغنيّ وأنتم الفقراء} قال: ليس باللّه تعالى ذكره إليكم حاجةٌ وأنتم أحوج إليه.
وقوله تعالى ذكره: {وإن تتولّوا يستبدل قومًا غيركم} يقول تعالى ذكره: وإن تتولّوا أيّها النّاس عن هذا الدّين الّذي جاءكم به محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم، فترتدّوا راجعين عنه {يستبدل قومًا غيركم} يقول: يهلككم ثمّ يجيء بقومٍ آخرين غيركم بدلاً منكم يصدّقون به، ويعملون بشرائعه {ثمّ لا يكونوا أمثالكم} يقول: ثمّ لا يبخلوا بما أمروا به من النّفقة في سبيل اللّه، ولا يضيّعون شيئًا من حدود دينهم، ولكنّهم يقومون بذلك كلّه على ما يؤمرون به.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وإن تتولّوا يستبدل قومًا غيركم} يقول: إن تولّيتم عن كتابي وطاعتي أستبدل قومًا غيركم، قادرٌ واللّه ربّنا على ذلك، على أن يهلك، ويأتي من بعدهم من هو خيرٌ منهم.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {وإن تتولّوا يستبدل قومًا غيركم} قال: إن تولّوا عن طاعة اللّه.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وإن تتولّوا يستبدل قومًا غيركم}.
وذكر أنّه عنى بقوله: {يستبدل قومًا غيركم}: العجم من عجم فارس.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بزيعٍ البغداديّ أبو سعيدٍ، قال: حدّثنا إسحاق بن منصورٍ، عن مسلم بن خالدٍ، عن العلاء بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: لمّا نزلت {وإن تتولّوا يستبدل قومًا غيركم ثمّ لا يكونوا أمثالكم} كان سلمان إلى جنب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقالوا: يا رسول اللّه من هؤلاء القوم الّذين إن تولّينا استبدلوا بنا، قال: فضرب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم على منكب سلمان، فقال: (من هذا وقومه، والّذي نفسي بيده لو أنّ الدّين تعلّق بالثّريّا لنالته رجالٌ من أهل فارس).
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني مسلم بن خالدٍ، عن العلاء بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم تلا هذه الآية {وإن تتولّوا يستبدل قومًا غيركم ثمّ لا يكونوا أمثالكم} قالوا: يا رسول اللّه من هؤلاء الّذين إن تولّينا استبدلوا بنا، ثمّ لا يكونوا أمثالنا؟ فضرب على فخذ سلمان قال: هذا وقومه، ولو كان الدّين عند الثّريّا لتناوله رجالٌ من الفرس.
- حدّثنا أحمد بن الحسن التّرمذيّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن الوليد العدنيّ، قال: حدّثنا مسلم بن خالدٍ، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: نزلت هذه الآية وسلمان الفارسيّ إلى جنب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم تحكّ ركبته ركبته {وإن تتولّوا يستبدل قومًا غيركم ثمّ لا يكونوا أمثالكم} قالوا: يا رسول اللّه ومن الّذين إن تولّينا استبدلوا بنا ثمّ لا يكونوا أمثالنا؟ قال: فضرب فخذ سلمان ثمّ قال: (هذا وقومه).
- وقال مجاهدٌ في ذلك ما حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {يستبدل قومًا غيركم} من شاء.
وقال آخرون: هم أهل اليمن.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عوفٍ الطّائيّ، قال: حدّثنا أبو المغيرة، قال: حدّثنا صفوان بن عمرٍو، قال: حدّثنا راشد بن سعدٍ، وعبد الرّحمن بن جبيرٍ، وشريح بن عبيدٍ، في قوله: {وإن تتولّوا يستبدل قومًا غيركم ثمّ لا يكونوا أمثالكم} قال: أهل اليمن). [جامع البيان: 21/231-235]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد يستبدل قوما غيركم قال يستبدل من يشاء بمن يشاء). [تفسير مجاهد: 2/600]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا جعفر بن محمّدٍ الخلديّ، ثنا محمّد بن عليّ بن زيدٍ الصّائغ، ثنا سعيد بن منصورٍ، ثنا عبد العزيز بن محمّدٍ، ثنا العلاء بن عبد الرّحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، قال: لمّا نزلت {وإن تتولّوا يستبدل قومًا غيركم} [محمد: 38] قالوا: يا رسول اللّه، من هؤلاء الّذين إذا تولّينا استبدلوا بنا؟ وسلمان إلى جنبه فقال: «هم الفرس هذا وقومه» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/498]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {وإن تتولوا} الآية.
أخرج سعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت {وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم} قيل: من هؤلاء وسلمان رضي الله عنه إلى جنب النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: هم الفرس وهذا وقومه). [الدر المنثور: 13/452]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد والترمذي، وابن جرير، وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط والبيهقي في الدلائل عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم} فقالوا يا رسول الله: من هؤلاء الذين إن تولينا استبدلوا بنا ثم لا يكونوا أمثالنا فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على منكب سلمان ثم قال: هذا وقومه والذي نفسي بيده لو كان الإيمان منوطا بالثريا لتناوله رجال من فارس). [الدر المنثور: 13/452]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه، عن جابر رضي الله عنه أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية {وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم} الآية فسئل من هم قال: فارس لو كان الدين بالثريا لتناوله رجال من فارس). [الدر المنثور: 13/452]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {ويستبدل قوما غيركم} قال: من شاء). [الدر المنثور: 13/453]