قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ (38)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38)}
{لُغُوبٍ}
- قرأ الجمهور (لغوب) بضم اللام.
- وقرأ علي بن أبي طالب والسلمي وطلحة ويعقوب ويحيى بن يعمر وسعيد بن جبير ويزيد النحوي (لغوب) بفتح اللام.
قال أبو حيان: (وهما مصدران: الأول مقيس، وهو الضم، أما الفتح فغير مقيس كالقبول والولوع).
وسبقت القراءتان في الآية/35 من سورة فاطر). [معجم القراءات: 9/116]
قوله تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39)}
{رَبِّكَ قَبْلَ}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الكاف في القاف بخلاف عنهما). [معجم القراءات: 9/116]
قوله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (40)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (3 - وَاخْتلفُوا في كسر الْألف وَفتحهَا من قَوْله {وأدبار السُّجُود} 40
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَحَمْزَة (وإدبار السُّجُود) بِكَسْر الْألف
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَعَاصِم والكسائي (وَأدبر السُّجُود) بِفَتْح الْألف). [السبعة في القراءات: 607]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (وإدبار السجود) بالكسر حجازي، وحمزة، وخلف). [الغاية في القراءات العشر: 398]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (وإدبار) [40]: جر: حجازي، وحمزة وخلف، وأيوب، وزيد، وجبلة). [المنتهى: 2/978]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الحرميان وحمزة (وإدبار السجود) بكسر الهمزة، وقرأ الباقون بفتحها، وكلهم كسروا الهمزة في والطور، وقد ذكرنا في الفرقان (تشقق) ). [التبصرة: 343]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الحرميان، وحمزة: {وإدبار السجود} (40): بكسر الهمزة.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 467]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الحرميان وأبو جعفر وحمزة وخلف: (وإدبار السّجود) بكسر الهمزة، والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 563]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([40]- {وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} بكسر الهمزة: الحرميان وحمزة). [الإقناع: 2/771] قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (1044- .... .... .... .... .... = .... وَاكْسِرُوا أَدْبَارَ إذ فَازَ دُخْلُلاَ). [الشاطبية: 84]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([1044] وفي يعملون (د)م يقول بياء (إ)ذ = (صـ)ـفا واكسروا (أ)دبار إذ (فاز) (د)خللا
...
(وأدبر) بالفتح، جمع دُبر؛ أي وقت أدبار). [فتح الوصيد: 2/1252]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [1044] وفي يعملون دم يقول بياء إذ = صفا واكسروا أدبار إذ فاز دخللا
ح: (في يعلمون): ظرف (دم)، (يقول بياءٍ): مبتدأ وخبر، (إذ صفا): تعليله، والضمير: للياء، (أدبار): مفعول (اكسروا)، (إذ فاز): تعليله، والضمير: للكسر المدلول عليه بـ (اكسروا)، (دخللا): حال من الضمير.
ص: قرأ ابن كثير في آخر الحجرات: {والله بصيرٌ بما يعملون} [18] بالغيبة، والباقون بالخطاب.
وقرأ نافع وأبو بكر: (يوم يقول لجنهم) [ق: 30] بالياء، والقائل هو الله تعالى، والباقون، بالنون للعظمة.
وقرأ نافع وحمزة وابن كثير: (وإدبار السجود) [ق: 40] بكسر الهمزة على أنه مصدر (أدبر)، والباقون: بالفتح جمع (دُبر)، كـ (أعناق) في
[كنز المعاني: 2/628]
(عُنق)، ولم يلتبس بما في الطور: {وإدبار النجوم} [49] المتفق على كسره، للعلم بأنه لم تنته النوبة إلى بحث خلافه.
ووصف الكسر بكونه دُخللا، أي: مناسبًا، لموافقته لما في الطور [49] المجمع على كسره). [كنز المعاني: 2/629] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (أما: {أَدْبَارَ السُّجُودِ} فهو بالكسر مصدر أدبر وبالفتح جمع دبر؛ أي: وقت أدبار السجود وإنما قال في الكسر فاز دخلل؛ لموافقته الذي في آخر الطور فهو مجمع على كسره). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/182]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (1044 - .... .... .... .... .... = .... واكسروا أدبار إذ فاز دخللا
....
وقرأ نافع وحمزة وابن كثير: وَأَدْبارَ السُّجُودِ بكسر الهمزة، فتكون قراءة غيرهم بفتحها). [الوافي في شرح الشاطبية: 363]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَأَدْبَارَ السُّجُودِ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ، وَابْنُ كَثِيرٍ وَحَمْزَةُ وَخَلَفٌ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا، وَاتَّفَقُوا عَلَى حَرْفِ وَالطُّورِ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ أَنَّهُ بِالْكَسْرِ إِذِ الْمَعْنَى عَلَى الْمَصْدَرِ، أَيْ: وَقْتَ أُفُولِ النُّجُومِ وَذَهَابِهَا، لَا جَمْعُ دُبُرٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/376]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان وابن كثير وحمزة وخلف {وأدبار} [40] بكسر الهمزة، والباقون بالفتح). [تقريب النشر في القراءات العشر: 695]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (929- .... .... .... أدبار كسر = حرمٌ فتىً .... .... .... ). [طيبة النشر: 96]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (كسر) أي كسر الهمزة من قوله تعالى «وأدبار السجود» مدلول حرم المدنيان وابن كثير ومدلول فتى حمزة وخلف، والباقون بفتحها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 313]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ مدلول (حرم) المدنيان وابن كثير، و(فتى) حمزة [وخلف] وإدبار السّجود [40] بكسر الهمزة: مصدر «أدبر»: مضى، ونصب على الظرفية، أي: وقت انقضاء السجود.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/566]
والباقون بفتحها جمع «دبر» لتعدد السجود معنى.
وهذا آخر مسائل «ق» ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/567]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَأَدْبَارَ السُّجُود" [الآية: 41] فنافع وابن كثير وحمزة وأبو جعفر وخلف بكسر الهمزة على أنه مصدر أدبر مضى ونصب على الظرفية بتقدير زمان أي: وقت انقضاء السجود، وافقهم ابن محيصن والأعمش، والباقون بفتحها جمع دبر وهو آخر الصلاة وعقبها وجمع باعتبار تعدد السجود وخرج بقيد السجود الطور المتفق على كسره إلا ما يأتي عن المطوعي إن شاء الله تعالى). [إتحاف فضلاء البشر: 2/489] قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وإدبار} قرأ الحرميان وحمزة بكسر الهمزة، والباقون بفتحها.
فعلى الأول مصدر (أدبر) بمعنى: مضى، والمصادر تجعل ظروفًا، على إرادة إضافة أسماء الزمان إليها وحذفها، تقول: جئتك مقدم الحاج، وخفوق النجم، أي وقت مجيء الحاج، ووقت خفوق النجم، فحذف اسم الزمان وأقيم المصدر مقامه.
وعلى الثاني جمع (دبر) – بضم الدال والباء – عقب الشيء، تقول: جئتك دبر الشهر، أي: عقبة، وجمع باعتبار تعدد السجود، ونصبه على الظرفية، والعامل فيه {سبح} [29].
ولا خلاف بينهم أن حرف الطور وهو {وإدبار} [49] بالكسر، لأنه مصدر لا جمع). [غيث النفع: 1151]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (40)}
{وَأَدْبَارَ}
- قرأ ابن عباس وأبو جعفر وشيبة والأعمش وطلحة وشبل وخلف وابن محيصن وابن كثير ونافع وحمزة وخلف وعيسى بن عمر وجبلة عن المفضل عن عاصم (إدبار) بكسر الهمزة، وهو مصدر (أدبر)، ونصب على الظرفية بتقدير زمان، أي: وقت انقضاء السجود.
- وقرأ الحسن والأعرج ويعقوب وابن عامر وعاصم وأبو عمرو والكسائي وعلي وابن عباس (أدبار) بفتح الهمزة، جمع دبر، وهو آخر الصلاة وعقبها، وجمع باعتبار تعدد السجود، وعن علي رضي الله عنه أنهما الركعتان بعد المغرب على هذه القراءة، وهذه القراءة هي الصواب عند الطبري). [معجم القراءات: 9/117]
قوله تعالى: {وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ (41)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (4 - قَوْله {يَوْم يناد المناد من مَكَان قريب} 41
قَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو {يناد المناد} بياء في الْوَصْل
ووقف ابْن كثير وَحده بياء ووقف نَافِع وَأَبُو عَمْرو بِغَيْر يَاء
وَوصل الْبَاقُونَ ووقفوا بِغَيْر يَاء). [السبعة في القراءات: 607]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (1045 - وَبِالْيَا يُنَادِي قِفْ دَلِيلاَ بِخُلْفِهِ = .... .... .... .... .... ). [الشاطبية: 84] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([1045] وباليا ينادي قف (د)ليلا بخلفه = وقل مثل ما بالرفع (شـ)ـمم (صـ)ـندلا
روی ابن مجاهد في كتابه الجامعة عن قنبل: {ينادي} بالياء في الوقف.
وكذلك روى النقاش عن أبي ربيعة عن البزي.
وحكى أبو ربيعة أيضًا ذلك عن قنبله.
وكذلك ذكر الحلواني عن القواس.
والقياس لمن لم ترد عنه رواية فيه، أن يقف على الرسم، وهي محذوفة فيه.
ومن أثبتها في الوقف، فلأنها لأم الفعل. وإنما كتب على لفظ الوصل). [فتح الوصيد: 2/1252] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [1045] وباليا ينادي قف دليلا بخلفه = وقل مثل ما بالرفع شمم صندلا
ح: (ينادي): مفعول (قف)، أي: على (ينادي)، (باليا): متعلق به، (دليلًا): حال من الفاعل، الهاء في (بخلفه): لابن كثير لما دلّ عليه بالدال، (مثل ما): مبتدأ، (شمم): خبر، (صندلًا): مفعوله، (بالرفع): حال من المبتدأ.
ص: قرأ ابن كثير – بخلافٍ عنه في كلا طريقيه -: (يوم يناد) [41] بإثبات الياء في حال الوقف على الأصل دون حالة الوصل لالتقاء الساكنين، والباقون: بحذفها وصلًا ووقفًا، لأنها محذوفة في الرسم، ولم
[كنز المعاني: 2/629]
يعدها الناظم – رحمه الله تعالى – من الياءات الزوائد؛ لأن شرطها أن يكون مختلفًا فيها وصلًا ووقفًا، وههنا لم يختلف فيها وصلًا). [كنز المعاني: 2/630] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (1045- وَبِاليَا يُنَادِى قِفْ "دَ"لِيلا بِخُلْفِهِ،.. وَقُلْ مِثْلُ مَا بِالرَّفْعِ "شَـ"ـمَّمَ "صَـ"ـنْدَلا
يريد: {وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ} ياء ينادي محذوفة في الرسم؛ لأنها محذوفة في الوصل؛ لالتقاء الساكنين فإذا وقف عليها فكلهم يحذفها؛ اتباعا للوصل والرسم، وابن كثير أثبتها في أحد الوجهين عنه على الأصل، وليست هذه معدودة من الياءات الزوائد وإن كانت محذوفة في الرسم؛ لأن تلك شرطها أن يكون مختلفا في إثباتها وصلا ووقفا، وهذه وإن اختلف في إثباتها وقفا فلم يختلف في حذفها وصلا، وإنما عد من الزوائد: {فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ}، {فَبَشِّرْ عِبَادِ، الَّذِينَ}؛ لأن من فتحهما أثبتهما وصلا وهي ياء إضافة قابلة للفتح وهذه ياء ينادي لام الفعل فهي ساكنة في حال الرفع ولكن في قاف ثلاثة زوائد: "المنادي" بعد ينادي أثبتها في الوصل نافع وأبو عمرو، وفي الحالين ابن كثير. "فَحَقَّ وَعِيدِي"، "مَنْ يَخَافُ وَعِيدِي" أثبتهما في الوصل ورش وحده). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/183] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (1045 - وباليا ينادي قف دليلا بخلفه = .... .... .... .... ....
وقف ابن كثير: على يَوْمَ يُنادِ بالياء بخلف عنه، ووقف الباقون عليه بحذف الياء وهو الوجه الثاني لابن كثير، واتفقوا على حذف الياء وصلا). [الوافي في شرح الشاطبية: 363] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ يُنَادِي فِي الْوَقْفِ عَلَى الْمَرْسُومِ). [النشر في القراءات العشر: 2/376]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({يناد} [41] ذكر في الوقف على الرسم). [تقريب النشر في القراءات العشر: 695]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم يناد [41] في الوقف، وتشقّق [44] في الفرقان [الآية: 25] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/567] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ووقف على "يناد" بثبوت الياء ابن كثير بخلفه ويعقوب على الأصل، ووقف الباقون بحذفها للرسم، وتقدم في الوقف على المرسوم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/490] قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأثبت الياء في "المنادي" وصلا نافع وأبو عمرو وأبو جعفر وفي الحالين ابن كثير ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/490]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يناد} [41] لا خلاف بينهم في حذف الياء، وصلاً، واختلف في الوقف: فالمكي بخلاف عنه بإثبات الياء على الأصل، لأنه فعل مضارع مرفوع، فتثبت الياء فيه مطلقًا.
والباقون بحذفها، فيقفون على الدال، لأن الياء حذفت في الوصل، لالتقاء الساكنين، فحذفت خطًا ووقفًا، حملاً على الوصل، وهو الطريق الثاني للمكي.
والأول أصح، فيقدم في الأداء.
[غيث النفع: 1151]
تنبيه: ليست هذه الياء من ياءات الزوائد، ولم يعدها أحد – فيما رأيت – منها، لأن ياءات الزوائد شرطها أن تكون مختلفًا في إثباتها وصلاً ووقفًا، وهذه وإن اختلف في إثباتها وقفًا لم يختلف في حذفها وصلاً.
وإنما عد في الزوائد {فمآ ءاتان الله} [النمل: 36] {فبشر عباد الذين} بالزمر وإن كان مثله في كونهما مما حذف منه الياء لالتقاء الساكنين، لأن من فتحهما أثبتهما وصلاً، وكلاهما ياء ضمير قابلة للفتح، وياء {يناد} لام الفعل، فهي ساكنة في حال الرفع، وهو في هذه الآية مرفوع). [غيث النفع: 1152]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {المناد} [41] قرأ نافع والبصري بزيادة ياء بعد الدال في الوصل دون الوقف، والمكي بزيادتها مطلقًا، والباقون بحذفها مطلقًا). [غيث النفع: 1152]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (41)}
{يُنَادِ}
- قرأ ابن كثير بخلاف عنه والنقاش عن أبي ربيعة عن البزي، وابن مجاهد عن قنبل ويعقوب وابن محيصن (ينادي) بالياء في الوقف.
[معجم القراءات: 9/117]
- وقرأ الباقون (يناد) بحذف الياء في الحالين للرسم، ولأن الوقف محل تخفيف، وهو اختيار أبي عبيد اتباعًا للخط.
{الْمُنَادِ}
- قرأ ابن كثير ويعقوب وابن محيصن وسهل (المنادي) بياء في الوقف والوصل على الأصل، وهو الجيد عند سيبويه.
- وقرأ نافع وأبو جعفر وأبو عمرو واليزيدي والحسن (المنادي) بياء في الوقف.
- وقرأ عيسى وطلحة والأعمش وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف (المناد) بحذف الياء في الحالين اتباعًا للرسم، وهو اختيار أبي عبيد). [معجم القراءات: 9/118]
قوله تعالى: {يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (42)}
قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ (43)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ (43)}
{نَحْنُ نُحْيِي}
- قرأ بإدغام النون في النون أبو عمرو ويعقوب.
وسبق مثل هذا في الآية/23 من سورة الحجر، والآية/36 من سورة يس.
وفي التاج: (فأما قراءة من قرأ (نحن نحي ونميت) [أي بالإدغام]، فلابد من أن تكون النون الأولى مختلسة الضم تخفيفًا، وهي بمنزلة المتحركة، فأما أن تكون ساكنة والحاء قبلها ساكنة فخطأ) ). [معجم القراءات: 9/118]
قوله تعالى: {يَوْمَ تَشَقَّقُ الأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ (44)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (5 - قَوْله {يَوْم تشقق الأَرْض عَنْهُم} 44
قَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَابْن عَامر {تشقق} بتَشْديد الشين
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {تشقق} خَفِيفَة). [السبعة في القراءات: 607 - 608]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون، وأبو عمرو: {يوم تشقق الأرض} (44): بتخفيف الشين.
والباقون: بتشديدها). [التيسير في القراءات السبع: 467]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (يوم تشقق الأرض) قد ذكر في الفرقان). [تحبير التيسير: 563]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ تَشَقَّقُ فِي الْفُرْقَانِ لِأَبِي عَمْرٍو، وَالْكُوفِيِّينَ). [النشر في القراءات العشر: 2/376]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({تشقق} [44] ذكر في الفرقان). [تقريب النشر في القراءات العشر: 695]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم يناد [41] في الوقف، وتشقّق [44] في الفرقان [الآية: 25] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/567] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "يَوْمَ تَشَقَّق" [الآية: 44] بتخفيف الشين أبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وخلف ومر بالفرقان). [إتحاف فضلاء البشر: 2/490]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تشقق} [44] قرأ الحرميان والشامي بتشديد الشين، والباقون بالتخفيف). [غيث النفع: 1152]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ (44)}
{تَشَقَّقُ}
- قرأ أبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وخلف والأعمش واليزيدي (تشقق) بتخفيف الشين، وأصله تتشقق، فحذفت التاء استخفافًا لاجتماع المثلين.
- وقرأ نافع وابن عامر وابن كثير وأبو جعفر ويعقوب (تشقق) بشد الشين، وأصله تتشقق بتاءين فأدغمت التاء في الشين. وسبق هذا في سورة الفرقان الآية/25.
- وقرئ (تشقق) بضم التاء مضارع شققت على البناء للمفعول.
- وقرأ زيد بن علي (تتشقق) بفك الإدغام، وذكره أبو علي الأهوازي عن زيد، وعن أبو حيان بفك الإدغام، فك التاء من الشين؛ لأن تشقق أصله: تتشقق فقد فك زيد التاء من الشين، فعادت مخففة على النحو الذي ضبطته لك.
- وقرئ (تنشق) مضارع (انشقت).
- وقرئ (تنشقق) بنون ساكنة وتخفيف الشين والقاف وبكسر القاف الأولى كأنه أظهر المدغم) ). [معجم القراءات: 9/119]
قوله تعالى: {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ (45)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأثبت الياء في "وعيد" وصلا ورش وفي الحالين يعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/490]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وعيد} زيادة الياء وصلاً لورش، وحذفها للباقين مطلقًا جلي). [غيث النفع: 1152]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45)}
{أَعْلَمُ بِمَا}
- قرأ أبو عمرو ويعقوب بإدغام الميم في الباء وبالإظهار.
{عَلَيْهِمْ}
- سبقت القراءة بضم الهاء وكسرها، وانظر الآية/7 من سورة الفاتحة، و/16 من سورة الرعد.
{بِجَبَّارٍ}
- قرأه بالإمالة أبو عمرو والدوري عن الكسائي وابن ذكوان برواية الصوري.
- وبالتقليل الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
- وقرأه السوسي في الوقف بالإمالة والتقليل والفتح.
{بِالْقُرْآنِ}
- سبق النقل فيه لابن كثير مرارًا، وانظر الآية/1 من هذه السورة.
{وَعِيدِ}
- قرأ ورش عن نافع في الوصل (وعيدي) بإثبات الياء.
- وقرأ يعقوب في الحالين وسلام (وعيدي) بإثبات الياء.
- وقراءة الباقين (وعيد) بحذف الياء في الحالين.
- وتقدمت قراءة أبي عمرو بحذف الياء وسكون الدال في الحالين في الآية/14 من هذه السورة). [معجم القراءات: 9/120]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين