العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الأحقاف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 09:31 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير سورة الأحقاف [ من الآية (26) إلى الآية (28) ]

{وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (26) وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (27) فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آَلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (28) }


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 09:32 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (26) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد مكنّاهم فيما إن مكنّاكم فيه وجعلنا لهم سمعًا وأبصارًا وأفئدةً فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيءٍ إذ كانوا يجحدون بآيات اللّه وحاق بهم مّا كانوا به يستهزءون}.
يقول تعالى ذكره لكفّار قريشٍ: ولقد مكّنّا أيّها القوم عادًا الّذين أهلكناهم بكفرهم فيما لم نمكّنكم فيه من الدّنيا، وأعطيناهم منها الّذي لم نعطكم منهم من كثرة الأموال، وبسطة الأجسام، وشدّة الأبدان.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: ثني أبو صالحٍ، قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ولقد مكّنّاهم فيما إن مكّنّاكم فيه} يقول: لم نمكّنكم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ولقد مكّنّاهم فيما إن مكّنّاكم فيه}: أنبأكم أنّه أعطى القوم ما لم يعطكم.
وقوله: {وجعلنا لهم سمعًا} يسمعون به مواعظ ربّهم، وأبصارًا يبصرون بها حجج اللّه، وأفئدةً يعقلون بها ما يضرّهم وينفعهم {فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيءٍ} يقول: فلم ينفعهم ما أعطاهم من السّمع والبصر والفؤاد إذ لم يستعملوها فيما أعطوها له، ولم يعملوها فيما ينجيهم من عقاب اللّه، ولكنّهم استعملوها فيما يقرّبهم من سخطه {إذ كانوا يجحدون بآيات الله} يقول: إذ كانوا يكذّبون بحجج اللّه وهم رسله، وينكرون نبوّتهم {وحاق بهم مّا كانوا به يستهزئون} يقول: وعاد عليهم ما استهزءوا به، ونزل بهم ما سخروا به، فاستعجلوا به من العذاب، وهذا وعيدٌ من اللّه جلّ ثناؤه لقريشٍ، يقول لهم: فاحذروا أن يحلّ بكم من العذاب على كفركم باللّه وتكذيبكم رسله، ما حلّ بعادٍ، وبادروا بالتّوبة قبل النّقمة). [جامع البيان: 21/160]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 26 - 28.
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه} يقول: لم نمكنكم فيه). [الدر المنثور: 13/339]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ولقد مكناهم} الآية قال: عاد مكنوا في الأرض أفضل مما مكنت فيه هذه الأمة وكانوا أشد قوة وأكثر أولادا وأطول أعمارا). [الدر المنثور: 13/339-340]

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (27) )
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا أبو أسامة، عن زائدة، عن منصورٍ، عن إبراهيم {لعلّهم يرجعون} قال: يتوبون). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 420-421]

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرّفنا الآيات لعلّهم يرجعون (27) فلولا نصرهم الّذين اتّخذوا من دون اللّه قربانًا آلهةً بل ضلّوا عنهم وذلك إفكهم وما كانوا يفترون}.
يقول تعالى ذكره لكفّار قريشٍ محذّرهم بأسه وسطوته، أن يحلّ بهم على كفرهم {ولقد أهلكنا} أيّها القوم من القرى ما حول قريتكم، كحجر ثمود وأرض سدوم ومأرب ونحوها، فأنذرنا أهلها بالمثلات، وخرّبنا ديارها، فجعلناها خاويةً على عروشها.
وقوله: {وصرّفنا الآيات} يقول: ووعظناهم بأنواع العظات، وذكّرناهم بضروبٍ من الذّكر والحجج، وبيّنّا لهم ذلك.
- كما: حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وصرّفنا الآيات} قال بيّنّاها.
{لعلّهم يرجعون} يقول ليرجعوا عمّا كانوا عليه مقيمين من الكفر باللّه وآياته وفي الكلام متروكٌ ترك ذكره استغناءً بدلالة الكلام عليه، وهو: فأبوا إلاّ الإقامة على كفرهم، والتّمادي في غيّهم، فأهلكناهم، فلن ينصرهم منّا ناصرٌ يقول جلّ ثناؤه: فلولا نصر هؤلاء الّذين أهلكناهم من الأمم الخالية قبلهم أوثانهم وآلهتهم الّتي اتّخذوا عبادتها قربانًا يتقرّبون بها فيما زعموا إلى ربّهم منّا إذ جاءهم بأسنا، فتنقذهم من عذابنا إن كانت تشفع لهم عند ربّهم كما يزعمون.
وهذا احتجاجٌ من اللّه لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم على مشركي قومه، يقول لهم: لو كانت آلهتكم الّتي تعبدون من دون اللّه تغني عنكم شيئًا، أو تنفعكم عند اللّه كما تزعمون أنّكم إنّما تعبدونها لتقرّبكم إلى اللّه زلفى، لأغنت عمّن كان قبلكم من الأمم الّتي أهلكتها بعبادتهم إيّاها، فدفعت عنها العذاب إذا نزل، أو لشفعت لهم عند ربّهم، فقد كانوا من عبادتها على مثل الّذي عليه أنتم، ولكنّها ضرّتهم ولم تنفعهم: يقول تعالى ذكره: {بل ضلّوا عنهم} يقول: بل تركتهم آلهتهم الّتي كانوا يعبدونها، فأخذت غير طريقهم، لأنّ عبدتها هلكت، وكانت هي حجارةً أو نحاسًا، فلم يصبها ما أصابهم ودعوها، فلم تجبهم، ولم تغثهم، وذلك ضلالها عنهم، وذلك إفكهم، يقول عزّ وجلّ هذه الآلهة الّتي ضلّت عن هؤلاء الّذين كانوا يعبدونها من دون اللّه عند نزول بأس اللّه بهم، وفي حال طمعهم فيها أن تغيثهم، فخذلتهم، هو إفكهم: يقول: هو كذبهم الّذي كانوا يكذبون، ويقولون به هؤلاء آلهتنا وما كانوا يفترون، يقول: وهو الّذي كانوا يفترون، فيقولون: هي تقرّبنا إلى اللّه زلفى، وهي شفعاؤنا عند اللّه وأخرج الكلام مخرج الفعل، والمعني المفعول به، فقيل: وذلك إفكهم، والمعني فيه: المأفوك به لأنّ الإفك إنّما هو فعل الآفك، والآلهة مأفوكٌ بها وقد مضى البيان عن نظائر ذلك قبل، قال: وكذلك قوله: {وما كانوا يفترون}.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله {وذلك إفكهم} فقرأته عامّة قرّاء الأمصار: {وذلك إفكهم} بكسر الألف وسكون الفاء وضمّ الكاف بالمعنى الّذي بيّنّا.
- وروي عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما في ذلك ما: حدّثني أحمد بن يوسف، قال: حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن عوفٍ، عمّن حدّثه، عن ابن عبّاسٍ، أنّه كان يقرأها وذلك أفكهم يعني بفتح الألف والكاف وقال: أضلّهم.
فمن قرأ القراءة الأولى الّتي عليها قرّاء الأمصار، فالهاء والميم في موضع خفضٍ ومن قرأ هذه القراءة الّتي ذكرناها عن ابن عبّاسٍ فالهاء والميم في موضع نصبٍ، وذلك أنّ معنى الكلام على ذلك، وذلك صرفهم عن الإيمان باللّه.
والصّواب من القراءة في ذلك عندنا القراءة الّتي عليها قرأة الأمصار لإجماع الحجّة عليها). [جامع البيان: 21/161-163]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى} ههنا وههنا شيئا باليمن واليمامة والشام). [الدر المنثور: 13/340]

تفسير قوله تعالى: (فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آَلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (28) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرّفنا الآيات لعلّهم يرجعون (27) فلولا نصرهم الّذين اتّخذوا من دون اللّه قربانًا آلهةً بل ضلّوا عنهم وذلك إفكهم وما كانوا يفترون}.
يقول تعالى ذكره لكفّار قريشٍ محذّرهم بأسه وسطوته، أن يحلّ بهم على كفرهم {ولقد أهلكنا} أيّها القوم من القرى ما حول قريتكم، كحجر ثمود وأرض سدوم ومأرب ونحوها، فأنذرنا أهلها بالمثلات، وخرّبنا ديارها، فجعلناها خاويةً على عروشها.
وقوله: {وصرّفنا الآيات} يقول: ووعظناهم بأنواع العظات، وذكّرناهم بضروبٍ من الذّكر والحجج، وبيّنّا لهم ذلك.
- كما: حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وصرّفنا الآيات} قال بيّنّاها.
{لعلّهم يرجعون} يقول ليرجعوا عمّا كانوا عليه مقيمين من الكفر باللّه وآياته وفي الكلام متروكٌ ترك ذكره استغناءً بدلالة الكلام عليه، وهو: فأبوا إلاّ الإقامة على كفرهم، والتّمادي في غيّهم، فأهلكناهم، فلن ينصرهم منّا ناصرٌ يقول جلّ ثناؤه: فلولا نصر هؤلاء الّذين أهلكناهم من الأمم الخالية قبلهم أوثانهم وآلهتهم الّتي اتّخذوا عبادتها قربانًا يتقرّبون بها فيما زعموا إلى ربّهم منّا إذ جاءهم بأسنا، فتنقذهم من عذابنا إن كانت تشفع لهم عند ربّهم كما يزعمون.
وهذا احتجاجٌ من اللّه لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم على مشركي قومه، يقول لهم: لو كانت آلهتكم الّتي تعبدون من دون اللّه تغني عنكم شيئًا، أو تنفعكم عند اللّه كما تزعمون أنّكم إنّما تعبدونها لتقرّبكم إلى اللّه زلفى، لأغنت عمّن كان قبلكم من الأمم الّتي أهلكتها بعبادتهم إيّاها، فدفعت عنها العذاب إذا نزل، أو لشفعت لهم عند ربّهم، فقد كانوا من عبادتها على مثل الّذي عليه أنتم، ولكنّها ضرّتهم ولم تنفعهم: يقول تعالى ذكره: {بل ضلّوا عنهم} يقول: بل تركتهم آلهتهم الّتي كانوا يعبدونها، فأخذت غير طريقهم، لأنّ عبدتها هلكت، وكانت هي حجارةً أو نحاسًا، فلم يصبها ما أصابهم ودعوها، فلم تجبهم، ولم تغثهم، وذلك ضلالها عنهم، وذلك إفكهم، يقول عزّ وجلّ هذه الآلهة الّتي ضلّت عن هؤلاء الّذين كانوا يعبدونها من دون اللّه عند نزول بأس اللّه بهم، وفي حال طمعهم فيها أن تغيثهم، فخذلتهم، هو إفكهم: يقول: هو كذبهم الّذي كانوا يكذبون، ويقولون به هؤلاء آلهتنا وما كانوا يفترون، يقول: وهو الّذي كانوا يفترون، فيقولون: هي تقرّبنا إلى اللّه زلفى، وهي شفعاؤنا عند اللّه وأخرج الكلام مخرج الفعل، والمعني المفعول به، فقيل: وذلك إفكهم، والمعني فيه: المأفوك به لأنّ الإفك إنّما هو فعل الآفك، والآلهة مأفوكٌ بها وقد مضى البيان عن نظائر ذلك قبل، قال: وكذلك قوله: {وما كانوا يفترون}.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله {وذلك إفكهم} فقرأته عامّة قرّاء الأمصار: {وذلك إفكهم} بكسر الألف وسكون الفاء وضمّ الكاف بالمعنى الّذي بيّنّا.
- وروي عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما في ذلك ما: حدّثني أحمد بن يوسف، قال: حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن عوفٍ، عمّن حدّثه، عن ابن عبّاسٍ، أنّه كان يقرأها وذلك أفكهم يعني بفتح الألف والكاف وقال: أضلّهم.
فمن قرأ القراءة الأولى الّتي عليها قرّاء الأمصار، فالهاء والميم في موضع خفضٍ ومن قرأ هذه القراءة الّتي ذكرناها عن ابن عبّاسٍ فالهاء والميم في موضع نصبٍ، وذلك أنّ معنى الكلام على ذلك، وذلك صرفهم عن الإيمان باللّه.
والصّواب من القراءة في ذلك عندنا القراءة الّتي عليها قرأة الأمصار لإجماع الحجّة عليها). [جامع البيان: 21/161-163] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور عن ابن الزبير رضي الله عنه أنه قرأ وتلك إفكهم). [الدر المنثور: 13/340]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس أنه كان يقرأها وذلك أفكهم يعني بفتح الألف والكاف وقال: أصلهم). [الدر المنثور: 13/340]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 09:34 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (26) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ...}.
يقول: في الذي لم نمكنكم فيه، و{إن}. بمنزلة ما في الجحد.
وقوله: {وَحَاقَ بِهِمْ ...} وهو في كلام العرب: عاد عليهم، وجاء في التفسير: أحاط بهم، ونزل بهم). [معاني القرآن: 3/56]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ } أي: فيما لم نمكنكم (فيه) و«إن» بمعنى «لم».
ويقال: بل هي زائدة، والمعنى: مكناهم فيما مكناكم فيه). [تفسير غريب القرآن: 408]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(إن الخفيفة) تزاد، كقول الشاعر:

ما إن رأيت ولا سمعت به = كاليومِ هَانِي أَيْنُقٍ جُرْبِ
وقال عز وجل: {ولقد مكّنّاهم فيما إن مكّنّاكم فيه} [الأحقاف: 26].
وقال بعضهم: أراد فيما مكَّنَّاكم فيه، و{إن} زائدة.
[تأويل مشكل القرآن: 251]
وقال بعضهم: هي بمعنى مكّنّاهم فيما لم نمكنكم فيه). [تأويل مشكل القرآن: 252]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: ({وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (26)}
({وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ})
{إن} ههنا في معنى " ما " و {إن} في النفي مع " ما " التي في معنى الّذي أحسن في اللفظ من " ما "، ألا ترى أنك لو قلت رغبت فيما ما رغبت فيه لكان الأحسن أن تقول: قد رغبت فيما إن رغبت فيه، تريد في الذي ما رغبت فيه، لاختلاف اللفظين). [معاني القرآن: 4/446]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً } [آية: 26]
قال قتادة أنبأنا الله أنه قد مكنهم في شيء لم يمكنا فيه
قال أبو جعفر فإن على هذا القول بمعنى (ما)
وقد قيل إنها زائدة والأول أولى لأنه لا يعرف زيادتها إلا في النفي وفي الإيجاب أن بالفتح). [معاني القرآن: 6/453-454]

تفسير قوله تعالى: (فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آَلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (28) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ...}.
ويقرأ أفكهم، وأفكهم. فأمّا الإفك والأفك فبمنزلة قولك: الحذر والحذر، والنّجس والنّجس. وأمّا من قال: أفكهم فإنه يجعل الهاء والميم في موضع نصب يقول: ذلك صرفهم عن الإيمان وكذبهم، كما قال عز وجل: {يؤفك عنه من أفك} أي يصرف عنه من صرف). [معاني القرآن: 3/56]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آَلِهَةً} أي اتخذوهم آلهة يتقربون بهم إلى اللّه). [تفسير غريب القرآن: 408]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجل: ({بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (28)}
أي دعاؤهم آلهتهم هو إفكهم، ويقرأ {أفكهم} بمعنى وذلك كذبهم وكفرهم، والأفك والأفك مثل النجس والنجس ويقرأ أفكهم، أي ذلك جعلهم ضلالا كافرين، أي صرفهم عن الحق، ويقرأ آفكهم أي جعلهم يأفكون، كما تقول: ذلك أكفرهم وأضلهم). [معاني القرآن: 4/446]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 09:35 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (26) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال في قوله عز وجل: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ} قال: الفراء يقول: فيما لم نمكنكم فيه، والكسائي يقول: في الذي مكناكم فيه). [مجالس ثعلب: 267]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( وقال بعض أهل العلم: إنْ حرف من الأضداد. أعني المكسورة الهمزة المسكنة النون، يقال: إن قام عبد الله. يراد به: ما قام عبد الله؛ حكى الكسائي عن العرب: إن أحد خيرا من أحد إلا بالعافية؛ فمعناه ما احد. وحكى الكسائي أيضا عن العرب: إن قائما؛ على معنى (إن أنا قائما)، فترك الهمز من (أنا)، وأدغمت نون (إن) في (أنا)؛ فصارتا نونا مشددة، كما قال الشاعر:
وترمينني بالطرف أي أنت مذنب = وتقلينني لكن إياك لا أقلي
أراد لكن أنا إياك؛ فترك الهمز وأدغم؛ يقال: إن قام عبد الله، بمعنى (قد قام عبد الله).
قال جماعة من العلماء في تفسير قوله جل وعز: {فذكر إن نفعت الذكرى}، معناه: فذكر قد نفعت الذكرى. وكذلك قالوا في قوله: {ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه}، معناه (في الذي قد مكناكم فيه).
وقال الفراء: لا تكون (إن) بمعنى (قد)؛ حتى تدخل
معها اللام أو أَلاَ؛ فإذا قالت العرب: إن قام لعبد الله، وأَلاَ إن قام عبد الله، فمعناه (قد قام عبد الله)، قال الشاعر:
ألا إن بليل بان مني حبائبي = وفيهن ملهى لو أردن للاعب
معناه: قد بان مني حبائبي بليل. وقال في إدخال اللام:
هبلتك أمك إن قتلت لمسلما = وجبت عليك عقوبة المتعمد
معناه: قد قتلت مسلما، فالذي احتج به أصحاب القول الأول من قوله عز وجل: (ما إن مكناكم فيه) ليس الأمر فيه كما قالوا؛ لأنه أراد: في الذي ما مكناكم فيه وفي الذي لم نمكنكم فيه؛ فإن معناها الجحد، وليست إيجابا. ولا حجة لهم أيضا في قوله: {فذكر إن نفعت الذكرى} لأن (إن) ليست إيجابا، وإنما معناها الشرط، والتأويل: فذكر إن نفعهم تذكيرك، أي إن دمت على ذاك وثبت، فكأنه تحضيض للنبي صلى الله عليه وسلم وتوكيد عليه أن يديم تذكيرهم وتعليمهم، والله أعلم وأحكم). [كتاب الأضداد: 189-190] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (27) }

تفسير قوله تعالى: {فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آَلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (28) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 10:57 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 10:57 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 05:35 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (26) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم خاطب تعالى قريشا -على جهة الموعظة- بقوله سبحانه: {ولقد مكناهم فيما إن} "ما"، بمعنى الذي، و"إن" نافية وقعت مكان "ما" ليختلف اللفظ، ولا يتصل "ما" ب "ما"، لأن الكلام كأنه قال: في الذي ما مكناكم، ومعنى الآية: ولقد أعطيناهم من القوة والغنى والبسطة في الأموال والأجسام ما لم نعطكم، ونالهم بسبب كفرهم هذا العذاب، فأنتم أحرى بذلك إذا كفرتم، وقالت فرقة: "إن" شرطية، والجواب محذوف تقديره: في الذي إن مكناكم فيه طغيتم، وهذا تنطع في التأويل.
ثم عدد تعالى عليهم نعم الحواس والإدراك، وأخبر أنها لم تغن حين لم تستعمل على ما يجب، و"ما": نافية في قوله تعالى: {فما أغنى عنهم}، ويقوي ذلك دخول "من" في قوله سبحانه: {من شيء}، وقالت فرقة: "ما" في قوله تعالى: {فما أغنى عنهم} استفهام بمعنى التقرير، ومن شيء -على هذا- تأكيد، وهذا على غير مذهب سيبويه في دخول "من" في الواجب.
و "حاق" معناه: نزل ولزم، وهذا مستعمل في المكاره، والمعنى: جزاء ما كانوا به يستهزءون). [المحرر الوجيز: 7/ 628-629]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (27) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون * فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة بل ضلوا عنهم وذلك إفكهم وما كانوا يفترون * وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين}
قوله تعالى: {ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى} مخاطبة لقريش على جهة التمثيل لهم بمأرب وسدوم وحجر ثمود، وقوله تعالى: {وصرفنا الآيات} يعني لهذه القرى المهلكة).[المحرر الوجيز: 7/ 629]

تفسير قوله تعالى: {فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آَلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (28) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله سبحانه: {فلولا نصرهم الذين اتخذوا} الآية، يعني: هلا نصرتهم أصنامهم التي اتخذوها. و"قربانا" إما أن يكون المفعول الثاني بـ "اتخذوا" و"آلهة" بدل منه، وإما أن يكون حالا. و"آلهة" المفعول الثاني، والمفعول الأول هو الضمير العائد على: "الذين اتخذوا"، والتقدير: اتخذوهم. وقوله تعالى: {بل ضلوا عنهم} معناه: أتلفوا لهم حتى لم يجدوهم في وقت حاجة.
وقوله تعالى: "وذلك" تختلف الإشارة به تختلف بحسب اختلاف القراءات في قوله سبحانه: "إفكهم"، فقرأ الجمهور بكسر الهمزة وسكون الفاء وضم الكاف، فالإشارة بـ "ذلك" -على هذه القراءة- إلى قولهم في الأصنام: إنها آلهة، وذلك هو اتخاذهم إياها آلهة، وكذلك هي الإشارة في قراءة من قرأ: "أفكهم" بفتح الهمزة، وهي لغة في الإفك، وهما بمعنى الكذب، وكذلك هي الإشارة في قراءة من قرأ: "أفكهم" بفتح الهمزة والفاء والكاف على الفعل الماضي، بمعنى: صرفهم، وهي قراءة ابن عباس رضي الله عنهما، وأبي عياض، وعكرمة، وحنظلة بن النعمان، وقرأ أبو عياض أيضا، وعكرمة -فيما حكى الثعلبي -: "أفكهم" بشد الفاء وفتح الهمزة والكاف، وذلك على تعدية الفعل بالتضعيف، وقرأ عبد الله بن الزبير: "آفكهم" بمد الهمزة، وفتح الفاء والكاف على التعدية بالهمزة، قال الزجاج: جعلهم يأفكون، كما يقال: أكفرهم، وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما فيما روى قطرب: "آفكهم" بهمزة مفتوحة ممدودة وفاء مكسورة، وكاف مضمومة على وزن فاعل، بمعنى: صارفهم، وحكى الفراء أنه يقرأ: "أفكهم" بفتح الهمزة والفاء وضم الكاف، وهي لغة في "الإفك"، والإشارة بـ "ذلك" على هذه القراءات التي ليست مصدرا يحتمل أن تكون إلى الأصنام، وقوله تعالى: {وما كانوا يفترون} ويحتمل أن تكون "ما" مصدرية فلا تحتاج إلى عائد، ويحتمل أن تكون بمعنى "الذي" فهناك عائد محذوف تقديره: يفترونه). [المحرر الوجيز: 7/ 629-630]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 06:18 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 06:21 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (26) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولقد مكّنّاهم فيما إن مكّنّاكم فيه وجعلنا لهم سمعًا وأبصارًا وأفئدةً فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيءٍ إذ كانوا يجحدون بآيات اللّه وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون (26) ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرّفنا الآيات لعلّهم يرجعون (27) فلولا نصرهم الّذين اتّخذوا من دون اللّه قربانًا آلهةً بل ضلّوا عنهم وذلك إفكهم وما كانوا يفترون (28)}.
يقول تعالى: ولقد مكّنّا الأمم السّالفة في الدّنيا من الأموال والأولاد، وأعطيناهم منها ما لم نعطكم مثله ولا قريبًا منه، {وجعلنا لهم سمعًا وأبصارًا وأفئدةً فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيءٍ إذ كانوا يجحدون بآيات اللّه وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون} أي: وأحاط بهم العذاب والنّكال الّذي كانوا يكذّبون به ويستبعدون وقوعه، أي: فاحذروا أيّها المخاطبون أن تكونوا مثلهم، فيصيبكم مثل ما أصابهم من العذاب في الدّنيا والآخرة). [تفسير ابن كثير: 7/ 288]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (27) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى} يعني: أهل مكّة، قد أهلك اللّه الأمم المكذّبة بالرّسل ممّا حولها كعادٍ، وكانوا بالأحقاف بحضرموت عند اليمن وثمود، وكانت منازلهم بينهم وبين الشّام، وكذلك سبأٌ وهم أهل اليمن، ومدين وكانت في طريقهم وممرّهم إلى غزّة، وكذلك بحيرة قوم لوطٍ، كانوا يمرّون بها أيضًا.
وقوله: {وصرّفنا الآيات} أي: بيّنّاها ووضّحناها، {لعلّهم يرجعون}). [تفسير ابن كثير: 7/ 288]

تفسير قوله تعالى: {فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آَلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (28) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فلولا نصرهم الّذين اتّخذوا من دون اللّه قربانًا آلهة} أي: فهلّا نصروهم عند احتياجهم إليهم، {بل ضلّوا عنهم} أي: بل ذهبوا عنهم أحوج ما كانوا إليهم، {وذلك إفكهم} أي: كذبهم، {وما كانوا يفترون} أي: وافتراؤهم في اتّخاذهم إيّاهم آلهةً، وقد خابوا وخسروا في عبادتهم لها، واعتمادهم عليها). [تفسير ابن كثير: 7/ 288]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:31 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة