تفسير قوله تعالى: (حم (1) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {حم (1) تنزيل الكتاب من اللّه العزيز الحكيم (2) ما خلقنا السّموات والأرض وما بينهم إلاّ بالحقّ وأجلٍ مّسمًّى والّذين كفروا عمّا أنذروا معرضون}.
قد تقدّم بياننا في معنى قوله {حم (1) تنزيل الكتاب} بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع). [جامع البيان: 21/111]
تفسير قوله تعالى: (تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {حم (1) تنزيل الكتاب من اللّه العزيز الحكيم (2) ما خلقنا السّموات والأرض وما بينهم إلاّ بالحقّ وأجلٍ مّسمًّى والّذين كفروا عمّا أنذروا معرضون}.
قد تقدّم بياننا في معنى قوله {حم (1) تنزيل الكتاب} بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع). [جامع البيان: 21/111] (م)
تفسير قوله تعالى: (مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ (3) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ما خلقنا السّموات والأرض وما بينهما إلاّ بالحقّ}.
يقول تعالى ذكره: ما أحدثنا السّماوات والأرض فأوجدناهما خلقًا مصنوعًا، وما بينهما من أصناف العالم إلاّ بالحقّ، يعني: إلاّ لإقامة الحقّ والعدل في الخلق.
وقوله: {وأجلٍ مسمًّى} يقول: وإلاّ بأجلٍ لكلّ ذلك معلومٍ عنده يفنيه إذا هو بلغه، ويعدمه بعد أن كان موجودًا بإيجاده إيّاه.
وقوله: {والّذين كفروا عمّا أنذروا معرضون} [الأحقاف: 3] يقول تعالى ذكره: والّذين جحدوا وحدانيّة اللّه عن إنذار اللّه إيّاهم معرضون، لا يتّعظون به، ولا يتفكّرون فيعتبرون). [جامع البيان: 21/111]
تفسير قوله تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (4) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن من سمع الحسن في قوله تعالى أو أثارة من علم قال أثرة شيء يستخرجه فيثيره.
قال معمر وقال قتادة أو خاصة من علم). [تفسير عبد الرزاق: 2/215]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا ابن عيينة عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار قال سئل رسول الله عن الخط فقال علم علمه نبي فمن وافق علمه علم قال صفوان فحدثت به أبا سلمة بن عبد الرحمن فقال أبو سلمة حدثت به ابن عباس فقال هو أثرة من علم ائتوني بكتب من قبل هذا أو أثرة من علم). [تفسير عبد الرزاق: 2/215]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن صفوان بن سليمٍ عن عطاء بن يسارٍ قال: كان نبيٌّ من الأنبياء يخطّ فمن وافق مثل خطّه علمه فهو علم [الآية: 4]). [تفسير الثوري: 276]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن صفوان بن سليمٍ عن أبي سلمة في قوله: {أو أثارة من علم} قال: الخط [الآية: 4]). [تفسير الثوري: 276]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال بعضهم: " أثرةٍ وأثرةٍ وأثارةٍ: بقيّةٌ من علمٍ "). [صحيح البخاري: 6/133]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال بعضهم أثرة وأثرة وأثارة بقيّة من علمٍ قال أبو عبيدة في قوله أو أثارة من علم أي بقيّةٌ من علمٍ ومن قال أثرةً أي بفتحتين فهو مصدر أثره يأثره فذكره قال الطّبريّ قرأ الجمهور أو أثارةٌ بالألف وعن أبي عبد الرّحمن السّلميّ أو أثرةٌ بمعنى أو خاصّةٌ من علمٍ أوتيتموه وأوثرتم به على غيركم قلت وبهذا فسّره الحسن وقتادة
قال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن الحسن في قوله أو أثرةٌ من علمٍ قال أثرةٌ شيءٌ يستخرجه فيثيره قال وقال قتادة أو خاصّةٌ من علمٍ وأخرج الطّبريّ من طريق أبي سلمة عن بن عبّاسٍ في قوله أو أثارةٍ من علمٍ قال خطٌّ كانت تخطّه العرب في الأرض وأخرجه أحمد والحاكم وإسناده صحيحٌ ويروى عن بن عبّاسٍ جودة الخطّ وليس بثابتٍ وحمل بعض المالكيّة الخطّ هنا على المكتوب وزعم أنّه أراد الشّهادة على الخطّ إذا عرفه والأوّل هو الّذي عليه الجمهور وتمسّك به بعضهم في تجويد الخطّ ولا حجّة فيه لأنّه إنّما جاء على ما كانوا يعتمدونه فالأمر فيه ليس هو لإباحته). [فتح الباري: 8/575-576]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (وقال بعضهم أثره وأثره وأثرة وأثاره بقيّة) أشار به إلى قوله تعالى: {ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين} وفسّر بعضهم هذه الألفاظ الثّلاثة ببقيّة فالأول أثرة بفتحتين، والثّاني: أثرة بضم الهمزة وسكون الثّاء المثلّثة، والثّالث: أثارة على وزن فعال بالفتح والتّخفيف، وفسّر أبو عبيدة. أو أثارة من علم أي: بقيّة من علم. وقال الطّبريّ: قراءة الجمهور أثاره، بالألف، وعن الكلبيّ: بقيّة من علم بقيت عليكم من علوم الأوّلين تقول العرب: لهذه النّاقة أثارة من سنّ، أي: بقيّة، وعن عكرمة ومقاتل رواية عن الأنبياء، عليهم السّلام، أصل الكلمة من الأثر وهو الرّواية. يقال: أثرت الحديث أثره آثرا وإثارة، كالشجاعة والجلادة والصلابة فأنا آثره ومنه قيل للخبر أثر، وعن مجاهد: معناه رواية يؤثرونها ممّن كان قبلهم، وقيل: أثارة ميراث من علم، وقيل: مناظرة من علم لأن المناظرة في العلم مثيرة لمعانيه، وقيل: اجتهاد من علم). [عمدة القاري: 19/168]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال بعضهم: أثرة) بفتحات من غير ألف وعزيت لقراءة علي وابن عباس وغيرهما (وأثرة) بضم فسكون ففتح وعزيت لقراءة الكسائي في غير المشهور (وأثارة) بالألف بعد المثلثة وهي قراءة العامة مصدر على فعالة كضلالة ومراده قوله تعالى: {ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم} [الأحقاف: 4] هي (بقية علم) ولأبي ذر من علم وأثرة وإثرة وإثارة برفع الثلاثة والتنزيل بالجر وبهذا قاله أبو عبيدة والفرّاء). [إرشاد الساري: 7/339]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل أرأيتم ما تدعون من دون اللّه أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شركٌ في السّموات ائتوني بكتابٍ من قبل هذا أو أثارةٍ من علمٍ إن كنتم صادقين}.
يقول تعالى ذكره: قل يا محمّد لهؤلاء المشركين باللّه من قومك: أرأيتم أيّها القوم الآلهة والأوثان الّتي تعبدون من دون اللّه، أروني أيّ شيءٍ خلقوا من الأرض، فإنّ ربّي خلق الأرض كلّها، فدعوتموها من أجل خلقها ما خلقت من ذلك آلهةً وأربابًا، فيكون لكم بذلك في عبادتكم إيّاها حجّةٌ، فإنّ من حجّتي على عبادتي إلهي، وإفرادي له الألوهة، أنّه خلق الأرض فابتدعها من غير أصلٍ.
وقوله: {أم لهم شركٌ في السّموات} يقول تعالى ذكره: أم لآلهتكم الّتي تعبدونها أيّها النّاس، شركٌ مع اللّه في السّماوات السّبع، فيكون لكم أيضًا بذلك حجّةٌ في عبادتكموها، فإنّ من حجّتي على إفرادي العبادة لربّي، أنّه لا شريك له في خلقها، وأنّه المنفرد بخلقها دون كلّ ما سواه.
وقوله: {ائتوني بكتابٍ من قبل هذا} [الأحقاف: 4] يقول تعالى ذكره: بكتابٍ جاء من عند اللّه من قبل هذا القرآن الّذي أنزل عليّ، بأنّ ما تعبدون من الآلهة والأوثان خلقوا من الأرض شيئًا، أو أنّ لهم مع اللّه شركًا في السّماوات، فيكون ذلك حجّةً لكم على عبادتكم إيّاها؛ لأنّها إذا صحّ لها ذلك صحّت لها الشّركة في النّعم الّتي أنتم فيها، ووجب لها عليكم الشّكر، واستحقّت منكم الخدمة، لأنّ ذلك لا يقدر أن يخلقه إلاّ اللّه.
وقوله: {أو أثارةٍ من علمٍ} اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء الحجاز والعراق {أو أثارةٍ من علمٍ} بالألف، بمعنى: أو ائتوني ببقيّةٍ من علمٍ وروي عن أبي عبد الرّحمن السّلميّ أنّه كان يقرأه (أو أثرةٍ من علمٍ) بمعنى: أو خاصّةٍ من علمٍ أوتيتموه، وأوثرتم به على غيركم.
والقراءة الّتي لا أستجيز غيرها {أو أثارةٍ من علمٍ} بالألف، لإجماع قرّاء الأمصار عليها.
واختلف أهل التّأويل في تأويلها، فقال بعضهم: معناه: أو ائتوني بعلمٍ بأنّ آلهتكم خلقت من الأرض شيئًا، وأنّ لها شركًا في السّماوات من قبل الخطّ الّذي تخطّونه في الأرض، فإنّكم معشر العرب أهل عيافةٍ وزجرٍ وكهانةٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشر بن آدم، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، عن سفيان، عن صفوان بن سليمٍ، عن أبي سلمة، عن ابن عبّاسٍ، {أو أثارةٍ من علمٍ} قال: خطٌّ كان يخطّه العرب في الأرض.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: قال أبو بكرٍ: يعني ابن عيّاشٍ: الخطّ: هو العيافة.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أو خاصّةً من علمٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {أو أثارةٍ من علمٍ} قال: أو خاصّةٍ من علمٍ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {أو أثارةٍ من علمٍ} قال: أي خاصّةٍ من علمٍ.
- حدّثنا عبد الوارث بن عبد الصّمد بن عبد الوارث، قال: ثني أبي، عن الحسين، عن قتادة {أو أثارةٍ من علمٍ} قال: خاصّةٍ من علمٍ.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أو علمٍ تثيرونه فتستخرجونه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الحسن، في قوله: {أو أثارةٍ من علمٍ} قال: أثارةٍ شيءٍ يستخرجونه فطرةً.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أو تأثرون ذلك علمًا عن أحدٍ ممّن قبلكم؟.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {أو أثارةٍ من علمٍ} قال: أحدٌ يأثر علمًا.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أو ببيّنةٍ من الأمر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: ثني أبي، قال: ثني عمّي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {أو أثارةٍ من علمٍ} يقول: ببيّنةٍ من الأمر.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: ببقيّةٍ من علمٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: سئل أبو بكرٍ يعني ابن عيّاشٍ عن، {أثارةٍ من علمٍ} قال: بقيّةٍ من علمٍ.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب قول من قال: الأثارة: البقيّة من علمٍ، لأنّ ذلك هو المعروف من كلام العرب، وهي مصدرٌ من قول القائل: أثر الشّيء أثارةً، مثل سمج سماجةً، وقبح قباحةً، كما قال راعي الإبل.
* وذات أثارةٍ أكلت عليها *
يعني: وذات بقيّةٍ من شحمٍ.
فأمّا من قرأه (أو أثرةٍ) فإنّه جعله أثرةً من الأثر، كما قيل: قترةٌ وغبرةٌ.
وقد ذكر عن بعضهم أنّه قرأه أو أثرةٍ بسكون الثّاء، مثل الرّجفة والخطفة، وإذا وجّه ذلك إلى ما قلنا فيه من أنّه بقيّةٌ من علمٍ، جاز أن تكون تلك البقيّة من علم الخطّ، ومن علمٍ استثير من كتب الأوّلين، ومن خاصّة علمٍ كانوا أوثروا به.
وقد روي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في ذلك خبرٌ بأنّه تأوّله أنّه بمعنى الخطّ، سنذكره إن شاء اللّه تعالى، فتأويل الكلام إذن: ائتوني أيّها القوم بكتابٍ من قبل هذا الكتاب، بتحقيق ما سألتكم تحقيقه من الحجّة على دعواكم ما تدعون لآلهتكم، أو ببقيّةٍ من علمٍ يوصل بها إلى علم صحّة ما تقولون من ذلك {إن كنتم صادقين} في دعواكم لها ما تدعون، فإنّ الدّعوى إذا لم يكن معها حجّةٌ لم تغن عن المدّعي شيئًا). [جامع البيان: 21/111-116]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله أو أثارة من علم قال يقول أو أحد يأثر علما). [تفسير مجاهد: 2/593]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن سلمان الفقيه ببغداد، ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث السّجستانيّ، ثنا محمّد بن كثيرٍ العبديّ، ثنا سفيان، عن صفوان بن سليمٍ، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله عزّ وجلّ {أو أثارةٍ من علمٍ} [الأحقاف: 4] قال: «هو الخطّ» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه، وقد أسند عن الثّوريّ من وجهٍ غير معتمدٍ "). [المستدرك: 2/493]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكّي، حقًّا لا على العادة، ثنا أبو العبّاس محمّد بن إسحاق، ثنا أبو همّام بن أبي بدرٍ، ثنا يحيى بن سعيدٍ القطّان، ثنا أبو عثمان عمرو بن الأزهر البصريّ، عن ابن عونٍ، عن الشّعبيّ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله عزّ وجلّ {أو أثارةٍ من علمٍ} [الأحقاف: 4] قال: «جودة الخطّ» هذا زيادةٌ عن ابن عبّاسٍ في قوله عزّ وجلّ غريبةٌ في هذا الحديث "). [المستدرك: 2/493]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {أو أثارةٍ من علمٍ} [الأحقاف: 4].
- عن ابن عبّاسٍ «عن النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - {أو أثارةٍ من علمٍ} [الأحقاف: 4] قال: " الخطّ» ".
رواه أحمد والطّبرانيّ في الكبير والأوسط، ولفظه: «عن رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - أنّه سئل عن الخطّ فقال: " هو أثارةٌ من علمٍ»
- وفي روايةٍ في الأوسط: عن ابن عبّاسٍ - رضي اللّه عنهما - في قوله - عزّ وجلّ - {أو أثارةٍ من علمٍ} [الأحقاف: 4] قال: جودة الخطّ، ورجال أحمد للحديث المرفوع رجال الصّحيح). [مجمع الزوائد: 7/105]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 4 - 8
أخرج أحمد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ابن عباس عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم {أو أثارة من علم} قال: الخط). [الدر المنثور: 13/309-310]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد والحاكم وصححه، وابن مردويه والخطيب من طريق أبي سلمة عن ابن عباس {أو أثارة من علم} قال: هذا الخط). [الدر المنثور: 13/310]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور من طريق صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخط فقال: علمه نبي ومن كان وافقه علم، قال: صفوان: فحدثت به أبا سلمة بن عبد الرحمن فقال: سألت ابن عباس فقال: {أو أثارة من علم}). [الدر المنثور: 13/310]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن مردويه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان نبي من الأنبياء يخط فمن صادف مثل خطه علم). [الدر المنثور: 13/310]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله {أو أثارة من علم} قال: حسن خط). [الدر المنثور: 13/310-311]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في الأوسط والحاكم من طريق الشعبي عن ابن عباس {أو أثارة من علم} قال: جودة الخط). [الدر المنثور: 13/311]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير من طريق أبي سلمة عن ابن عباس في قوله {أو أثارة من علم} قال: خط كان تخطه العرب في الأرض). [الدر المنثور: 13/311]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة في قوله {أو أثارة من علم} قال: أو خاصة من علم). [الدر المنثور: 13/311]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس {أو أثارة من علم} يقول: بينة من الأمر). [الدر المنثور: 13/311]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله {أو أثارة من علم} قال: أحد يأثر علما وفي قوله {هو أعلم بما تفيضون فيه} قال: تقولون). [الدر المنثور: 13/311]
تفسير قوله تعالى: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ومن أضلّ ممّن يدعو من دون اللّه من لا يستجيب له إلى يوم القيامة}.
يقول تعالى ذكره: وأيّ عبدٍ أضلّ من عبدٍ يدعو من دون اللّه آلهةً لا تستجيب له إلى يوم القيامة: يقول: لا تجيب دعاءه أبدًا، لأنّها حجرٌ أو خشبٌ أو نحو ذلك
وقوله: {وهم عن دعائهم غافلون}.
يقول تعالى ذكره: وآلهتهم الّتي يدعونهم عن دعائهم إيّاهم في غفلةٍ، لأنّها لا تسمع ولا تنطق، ولا تعقل وإنّما عنى بوصفها بالغفلة، تمثيلها بالإنسان السّاهي عمّا يقال له، إذ كانت لا تفهم ممّا يقال لها شيئًا، كما لا يفهم الغافل عن الشّيء ما غفل عنه وإنّما هذا توبيخٌ من اللّه لهؤلاء المشركين لسوء رأيهم، وقبح اختيارهم في عبادتهم من لا يعقل شيئًا ولا يفهم، وتركهم عبادة من جميع ما بهم من نعمته، ومن به استغاثتهم عندما ينزل بهم من الحوائج والمصائب.
وقيل: من لا يستجيب له، فأخرج ذكر الآلهة وهي جمادٌ مخرج ذكر بني آدم، ومن له الاختيار والتّمييز، إذ كانت قد مثّلتها عبدتها بالملوك والأمراء الّتي تخدم في خدمتهم إيّاها، فأجرى الكلام في ذلك على نحو ما كان جاريًا فيه عندهم). [جامع البيان: 21/116-117]
تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ (6) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذا حشر النّاس كانوا لهم أعداءً وكانوا بعبادتهم كافرين (6) وإذا تتلى عليهم آياتنا بيّناتٍ قال الّذين كفروا للحقّ لمّا جاءهم هذا سحرٌ مبينٌ}.
يقول تعالى ذكره: وإذا جمع النّاس يوم القيامة لموقف الحساب، كانت هذه الآلهة الّتي يدعونها في الدّنيا لهم أعداءً، لأنّهم يتبرّءون منهم {وكانوا بعبادتهم كافرين} يقول تعالى ذكره: وكانت آلهتهم الّتي يعبدونها في الدّنيا بعبادتهم جاحدين، لأنّهم يقولون يوم القيامة: ما أمرناهم بعبادتنا، ولا شعرنا بعبادتهم إيّانا، تبرّأنا إليك منهم يا ربّنا). [جامع البيان: 21/117]