التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ (30)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {من العذاب المهين...}, وفي حرف عبد الله: {من عذاب المهين} , وهذا مما أضيف إلى نفسه لاختلاف الاسمين مثل قوله: {ولدار الآخرة خيرٌ}, مثل قوله: {وذلك دين القيّمة} , وهي في قراءة عبد الله: {وذلك الدين القيّمة} ). [معاني القرآن: 3/41]
تفسير قوله تعالى: {مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ (31)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين من فرعون إنه كان عاليا من المسرفين}
قال قتادة : كان يذبح أبناءهم , ويستحيي نساءهم. ). [معاني القرآن: 6/406]
تفسير قوله تعالى:{وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (32)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ولقد اخترناهم على علم على العالمين (32)} : أي : على عالمي دهرهم). [معاني القرآن: 4/427]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ولقد اخترناهم على علم على العالمين}
قال قتادة: على عالمي أهل زمانهم). [معاني القرآن: 6/406]
تفسير قوله تعالى: {وَآَتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآَيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ (33)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وآتيناهم مّن الآيات ما فيه بلاءٌ مّبينٌ...}.
يريد: نعم مبيّنة، منها: أن أنجاهم من آل فرعون، وظللهم بالغمام، وأنزل عليهم المنّ والسلوى، وهو كما تقول للرجل: إن بلائي عندك لحسن.
وقد قيل فيهما: إن البلاء عذاب، وكلٌّ صواب). [معاني القرآن: 3/42]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبينٌ}: أي: نعم بينة عظام). [تفسير غريب القرآن: 403]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قال الله عز وجل: {وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ} [البقرة: 49]، أي: نعمة عظيمة. {وَآَتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآَيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ} [الدخان: 33]، أي: نعم بيّنة عظام). [تأويل مشكل القرآن: 470] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين}
قال قتادة: أنجاهم من عدوهم , وأقطعهم البحر , وأنزل عليهم المن والسلوى
قال أبو جعف: ر فالبلاء ههنا النعمة على هذا القول كما قال الشاعر:
فأبلاهما خير البلاء الذي يبلو
وقد يكون البلاء ههنا العذاب ضد النعمة , أي: لحقهم البلاء لما كفروا بآيات الله). [معاني القرآن: 6/407]
تفسير قوله تعالى: { إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ (35)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وما نحن بمنشرين} : أي: بمحيين). [تفسير غريب القرآن: 403]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: { إنّ هؤلاء ليقولون (34) إن هي إلّا موتتنا الأولى وما نحن بمنشرين (35)} : هذا قاله الكفار من قريش، معنى {إن هي} ما هي، ومعنى{بمنشرين} بمبعوثين، يقال أنشر اللّه الموتى فنشروا هم إذا حيوا). [معاني القرآن: 4/427]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {إن هؤلاء ليقولون إن هي إلا موتتنا الأولى وما نحن بمنشرين}
{إن هؤلاء } : يعني قريشا , { إن هي } : بمعنى ما هي والمنشرون المبعوثون أنشر الله الموتى فنشروا , كما قال الشاعر:
يا آل بكر أنشروا لي كليبايا آل بكر أين أين الفرار ).
[معاني القرآن: 6/408]
تفسير قوله تعالى: {فَأْتُوا بِآَبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (36)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين...}.
يخاطبون النبي - صلى الله عليه - وحده، وهو كقوله: {يا أيّها النبي إذا طلّقتم النّساء} في كثير من كلام العرب، أن تجمع العرب فعل الواحد، منه قول الله عز وجل: {قال ربّ ارجعون}). [معاني القرآن: 3/42]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يخاطب الواحد بلفظ الجميع:
كقوله سبحانه: {قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ}، وأكثر من يخاطب بهذا الملوك، لأنّ من مذاهبهم أن يقولوا: نحن فعلنا. بقوله الواحد منهم يعني نفسه، فخوطبوا بمثل ألفاظهم. يقول الله عز وجل: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} [يوسف: 3]، و{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49].
ومن هذا قوله عز وجل: {عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ}،
وقوله: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ} [هود: 14]،
وقوله: {فَأْتُوا بِآَبَائِنَا} [الدخان: 36]). [تأويل مشكل القرآن: 293-294] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل وعز: {فأتوني بآبائنا إن كنتم صادقين}
الفراء يذهب إلى أن قوله: {فائتوا} : مخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم وحده على ما تستعمله العرب في مخاطبة الجليل). [معاني القرآن: 6/408]
تفسير قوله تعالى: {أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (37)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ أهم خيرٌ أم قوم تبّع }: ملوك اليمن كان كل واحد منهم يسمى تبعاً لأنه يتبع صاحبه وكذلك الظل لأنه يتبع الشمس , وموضع تبع في الجاهلية موضع الخليفة في الإسلام , وهم ملوك العرب الأعاظم). [مجاز القرآن: 2/209]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {أهم خير أم قوم تبّع والّذين من قبلهم أهلكناهم إنّهم كانوا مجرمين (37)}
جاء في التفسير أن تبّعا كان مؤمنا، وأن قومه كانوا كافرين، وجاء أنه نظر إلى كتاب على قبرين بناحية حمير، على قبر أحدهما: هذا قبر رضوى, وعلى الآخر: هذا قبر حبى ابنتي تبّع لا يشركان باللّه شيئا). [معاني القرآن: 4/427]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم أهلكناهم}
قالت عائشة: كان تبع رجلا صالحا , فذم الله قومه , ولم يذمه
وقال سعيد بن جبير: سأل ابن عباس كعب: كيف ذكر الله جل وعز قوم تبع , ولم يذكر تبعا ؟
فقال: كان تبع ملكا من الملوك , وكان قومه كهانا , وكان معهم قوم من أهل الكتاب, فكان قومه يكذبون على أهل الكتاب عنده.
فقال لهم جميعا: قربوا قربانا فقربوا , فتقبل قربان أهل الكتاب, ولم يتقبل قربان قومه، فأسلم , فلذلك ذكر الله قومه ولم يذكره). [معاني القرآن: 6/409]