العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الدخان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 11:30 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي تفسير سورة الدخان [ من الآية 30 إلى الآية 37]

تفسير سورة الدخان [ من الآية 30 إلى الآية 37]


{وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ (30) مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ (31) وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (32) وَآَتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآَيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ (33) إِنَّ هَؤُلَاءِ لَيَقُولُونَ (34) إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ (35) فَأْتُوا بِآَبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (36)أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (37)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 11:31 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ (30) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {ولقد نجّينا بني إسرائيل من العذاب المهين} يقول تعالى ذكره: ولقد نجّينا بني إسرائيل من العذاب الّذي كان فرعون وقومه يعذّبونهم به، المهين يعني المذلّ لهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ولقد نجّينا بني إسرائيل من العذاب المهين} بقتل أبنائهم، واستحياء نسائهم). [جامع البيان: 21/45]

تفسير قوله تعالى: (مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ (31) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {من فرعون إنّه كان عاليًا من المسرفين} يقول تعالى ذكره: ولقد نجّينا بني إسرائيل من العذاب من فرعون.
فقوله: {من فرعون} مكرّرةٌ على قوله: {من العذاب المهين} مبدلةٌ من الأولى.
ويعني بقوله: {إنّه كان عاليًا من المسرفين} إنّه كان جبّارًا مستعليًا مستكبرًا على ربّه، {من المسرفين} يعني: من المتجاوزين ما ليس لهم تجاوزه وإنّما يعني جلّ ثناؤه أنّه كان ذا اعتداءٍ في كفره، واستكبارٍ على ربّه جلّ ثناؤه). [جامع البيان: 21/45]

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (32) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة ولقد اخترناهم على علم على العالمين قال على عالم ذلك الزمان). [تفسير عبد الرزاق: 2/208]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {على علمٍ على العالمين} [الدخان: 32] : «على من بين ظهريه» ). [صحيح البخاري: 6/131]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله على علمٍ على العالمين على من بين ظهريه هو قول مجاهدٍ أيضًا وصله الفريابيّ عنه بلفظ فضّلناهم على من هم بين ظهريه أي على أهل عصرهم). [فتح الباري: 8/570]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد رهوا طريقا يابسا على العالمين على من بين ظهريه فاعتلوه ادفعوه وزوجناهم بحور عين أنكحناهم حورا عينا يحار فيها الطّرف ترجمون القتل
وقال ابن عبّاس كالمهل أسود كمهل الزّيت
أما أقوال مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 24 الدّخان {واترك البحر رهوا} قال يابسا كهيئته يوم ضربه يقول لا تأمره أن يرجع اتركه حتّى يدخل آخرهم
وبه في قوله 32 الدّخان {ولقد اخترناهم على علم على العالمين} قال فضلناهم على من هم بين ظهرانيه). [تغليق التعليق: 4/309-310]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (على علم على العالمين على من بين ظهريه
أشار به إلى قوله تعالى: {ولقد اخترناهم على علم على العالمين} (الدّخان: 32) وفسره بقوله: (على من بين ظهريه) أي: على أهل عصره، وهو أيضا قول مجاهد. قوله: (ولقد اخترناهم) ، يعني: موسى وبني إسرائيل. قوله: (على العالمين) ، يعني: عالمي زمانهم). [عمدة القاري: 19/162]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({على العالمين}) ولأبي ذر على علم على العالمين (على من بين ظهريه) أي اخترنا مؤمني بني إسرائيل على عالمي زمانهم). [إرشاد الساري: 7/335]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد اخترناهم على علمٍ على العالمين (32) وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاءٌ مبينٌ}.
يقول تعالى ذكره: ولقد اخترنا بني إسرائيل على علمٍ منّا بهم على عالمي أهل زمانهم يومئذٍ، وذلك زمان عليه السلام.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ولقد اخترناهم على علمٍ على العالمين} أي اختيروا على أهل زمانهم ذلك، ولكلّ زمانٍ عالمٌ.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {ولقد اخترناهم على علمٍ على العالمين} قال: عالم ذلك الزّمان.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {ولقد اخترناهم على علمٍ على العالمين} قال: على من هم بين ظهرانيه). [جامع البيان: 21/46]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ولقد اخترناهم على علم على العالمين يقول على من بين ظهريه). [تفسير مجاهد: 589]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 32 - 36.
أخرج الفريابي، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله: {ولقد اخترناهم على علم على العالمين} قال: فضلناهم على من بين أظهرهم). [الدر المنثور: 13/276-277]

تفسير قوله تعالى: (وَآَتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآَيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ (33) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (قوله: {وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاءٌ مبينٌ} يقول تعالى ذكره: وأعطيناهم من العبر والعظات ما فيه اختبارٌ يبيّن لمن تأمّله أنّه اختبارٌ اختبرهم اللّه به واختلف.
أهل التّأويل في ذلك البلاء، فقال بعضهم: ابتلاهم بنعمه عندهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاءٌ مبينٌ} أنجاهم اللّه من عدوّهم، ثمّ أقطعهم البحر، وظلّل عليهم الغمام، وأنزل عليهم المنّ والسّلوى.
وقال آخرون: بل ابتلاهم بالرّخاء والشّدّة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاءٌ مبينٌ}، وقرأ {ونبلوكم بالشّرّ والخير فتنةً وإلينا ترجعون} [الأنبياء: ] وقال: بلاءٌ مبينٌ لمن آمن بها وكفر بها، بلوى نبتليهم بها، نمحّصهم، بلوى اختبارٍ، نختبرهم بالخير والشّرّ، نختبرهم لننظر فيما أتاهم من الآيات من يؤمن بها، وينتفع بها ويضيّعها.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب أن يقال: إنّ اللّه أخبر أنّه آتى بني إسرائيل من الآيات ما فيه ابتلاؤهم واختبارهم، وقد يكون الابتلاء والاختبار بالرّخاء، ويكون بالشّدّة، ولم يضع لنا دليلاً من خبرٍ ولا عقلٍ، أنّه عنى بعض ذلك دون بعضٍ، وقد كان اللّه اختبرهم بالمعنيين كليهما جميعًا وجائزٌ أن يكون عنى اختباره إيّاهم بهما، فإذا كان الأمر على ما وصفنا، فالصّواب من القول فيه أن نقول كما قال جلّ ثناؤه إنّه اختبرهم). [جامع البيان: 21/47-48]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال: اخترناهم على خير علمه الله فيهم على العالمين، قال: العالم الذي كانوا فيه ولكل زمان عالم {وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين} قال: أنجاهم من عدوهم وأقطعهم البحر وظلل عليهم الغمام وأنزل عليهم المن والسلوى {إن هؤلاء ليقولون (34) إن هي إلا موتتنا الأولى} قال: قد قال مشركو العرب {وما نحن بمنشرين} قال: بمبعوثين). [الدر المنثور: 13/277]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَؤُلَاءِ لَيَقُولُونَ (34) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ هؤلاء ليقولون (34) إن هي إلاّ موتتنا الأولى وما نحن بمنشرين (35) فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين}.
يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل مشركي قريشٍ لنبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ هؤلاء المشركين من قومك يا محمّد {ليقولون (34) إن هي إلاّ موتتنا الأولى} ). [جامع البيان: 21/48]

تفسير قوله تعالى: (إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ (35) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( { ليقولون (34) إن هي إلاّ موتتنا الأولى} الّتي نموتها، وهي الموتة الأولى {وما نحن بمنشرين} بعد مماتنا، ولا بمبعوثين تكذيبًا منهم بالبعث والثّواب والعقاب.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {إنّ هؤلاء ليقولون (34) إن هي إلاّ موتتنا الأولى وما نحن بمنشرين} قال: قد قال مشركو العرب {وما نحن بمنشرين} أي: بمبعوثين). [جامع البيان: 21/48]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال: اخترناهم على خير علمه الله فيهم على العالمين، قال: العالم الذي كانوا فيه ولكل زمان عالم {وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين} قال: أنجاهم من عدوهم وأقطعهم البحر وظلل عليهم الغمام وأنزل عليهم المن والسلوى {إن هؤلاء ليقولون (34) إن هي إلا موتتنا الأولى} قال: قد قال مشركو العرب {وما نحن بمنشرين} قال: بمبعوثين). [الدر المنثور: 13/277] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَأْتُوا بِآَبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (36) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين} يقول تعالى ذكره: قالوا لمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: فأتوا بآبائنا الّذين قد ماتوا إن كنتم صادقين، أنّ اللّه باعثنا من بعد بلانا في قبورنا، ومحيينا من بعد مماتنا، وخوطب صلّى اللّه عليه وسلّم هو وحده خطاب الجميع، كما قيل: {يا أيّها النّبيّ إذا طلّقتم النّساء} وكما قال {ربّ ارجعون} وقد بيّنت ذلك في غير موضعٍ من كتابنا). [جامع البيان: 21/49]

تفسير قوله تعالى: (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (37) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا إسرائيل عن فرات القزاز عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال أربع آيات في كتاب الله لم أدر ما هن حتى سألت عنهن كعب الأحبار قوم تبع في القرآن ولم يذكر تبع قال إن تبعا كان ملكا وكان قومه كهانا وكان في قومه قوم من أهل الكتاب فكان الكهان يبغون على أهل الكتاب ويقتلون تابعتهم فقال أصحاب الكتاب لتبع إنهم يكذبون علينا قال فإن كنتم صادقين فقربوا قربانا فأيكم كان أفضل أكلت النار قربانه قال فقرب أهل الكتاب والكهان فنزلت نار من السماء فأكلت قربان أهل الكتاب قال فاتبعهم تبع فأسلم فلهذا ذكر الله قومه في القرآن ولم يذكره وسألته عن قول الله وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب قال شيطان أخذ خاتم سليمان الذي فيه ملكه فقذف به في البحر فوقع في بطن سمكة فانطلق سليمان يطوف إذ تصدق عليه بتلك السمكة فاشتراها فأكلها فإذا فيها خاتمه فرجع إليه ملكه). [تفسير عبد الرزاق: 2/165-166] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله قوم تبع أن عائشة قالت كان تبع رجلا صالحا وقال كعب ذم الله قومه ولم يذممه). [تفسير عبد الرزاق: 2/208]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أخبرني معمر وأخبرنيه تميم بن عبد الرحمن أنه سمع سعيد بن جبير قال إن تبعا كسا البيت ونهى سعيد عن سبه). [تفسير عبد الرزاق: 2/208-209]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا بكار قال سمعت وهبا يقول نهى رسول الله عن سب تبع قلنا يا أبا عبد الله وما كان تبع قال صابئا قلنا يا أبا عبد الله وما الصابئ قال على دين إبراهيم كان إبراهيم يصلي كل يوم صلاة ولم تكن له شريعة). [تفسير عبد الرزاق: 2/209]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أخبرني أبو الهذيل قال أخبرني تميم بن عبد الرحمن قال: قال لي عطاء بن أبي رباح أتسبون تبعا يا تميم قال قلت نعم قال فلا تسبوه فإن رسول الله قد نهى عن سبه). [تفسير عبد الرزاق: 2/209]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا عبدالصمد بن معقل أنه سمع هماما يقول في قوله تعالى أهم خير أم قوم تبع قال: قال الله لنبيه سلهم يعني قريشا أهم خير أم قوم تبع فقد أهلكناهم أي إنهم لم يكونوا خيرا منهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/209]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال غيره: {تبّعٍ} [الدخان: 37] : «ملوك اليمن، كلّ واحدٍ منهم يسمّى تبّعًا، لأنّه يتبع صاحبه، والظّلّ يسمّى تبّعًا لأنّه يتبع الشّمس» ). [صحيح البخاري: 6/131]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال غيره تبّعٍ ملوك اليمن كلّ واحدٍ منهم يسمّى تبّعًا لأنّه يتبع صاحبه والظّلّ يسمّى تبّعًا لأنّه يتبع الشّمس هو قول أبي عبيدة بلفظه وزاد وموضع تبّعٍ في الجاهليّة موضع في الخليفة في الإسلام وهم ملوك العرب الأعاظم وروى عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة قال قالت عائشة كان تبّعٌ رجلًا صالحًا قال معمرٌ وأخبرني تميم بن عبد الرّحمن أنّه سمع سعيد بن جبيرٍ يقول إنّه كسا البيت ونهى عن سبّه وقال عبد الرّزّاق أنبأنا بكّار بن عبد الرّحمن سمعت وهب بن منبّهٍ يقول نهى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عن سبّ أسعد وهو تبّعٌ قال وهبٌ وكان على دين إبراهيم وروى أحمد من حديث سهل بن سعدٍ رفعه لا تسبّوا تبّعًا فإنّه كان قد أسلم وأخرجه الطّبرانيّ من حديث ابن عبّاسٍ مثله وإسناده أصلح من إسناد سهلٍ وأمّا ما رواه عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن ابن أبي ذئبٍ عن المقبريّ عن أبي هريرة مرفوعًا لا أدري تبّعًا كان لعينًا أم لا وأخرجه ابن أبي حاتمٍ والحاكم والدّارقطنيّ وقال تفرّد به عبد الرّزّاق فالجمع بينه وبين ما قبله أنّه صلّى اللّه عليه وسلّم أعلم بحاله بعد أن كان لا يعلمها فلذلك نهى عن سبّه خشية أن يبادر إلى سبّه من سمع الكلام الأوّل). [فتح الباري: 8/570-571]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال غيره التّبّع ملوك اليمن كلّ واحدٍ منهم يسمّى تبّعا لأنّه يتبع صاحبه والظّلّ يسمّى تبّعا لأنّه يتبع الشّمس
أي: قال غير ابن عبّاس في قوله تعالى: {أهم خير أم قوم تبع} (الدّخان: 37) وفسّر التبع بقوله: (ملوك اليمن) وهذا كل من ملك اليمن يسمى تبعا كما أن كل من ملك فارسًا يسمى كسرى، وكل من ملك الرّوم يسمى قيصرا. وكل من ملك الحبشة يسمى النّجاشيّ، وكل من ملك التّرك يسمى خاقان). [عمدة القاري: 19/162]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال غيره) أي غير ابن عباس في ({تبع}) من قوله تعالى: {أهم خير أم قوم تبع} [الدخان: 37] هم (ملوك اليمن كل واحد منهم يسمى تبعًا لأنه يتبع صاحبه) وقيل لأن أهل الدنيا كانوا يتبعونه وموضع تبع في الجاهلية موضع الخليفة في الإسلام (والظل يسمى تبعًا لأنه يتبع الشمس) قاله أبو عبيدة وقالت عائشة فيما رواه عبد الرزاق كان تبع رجلًا صالحًا). [إرشاد الساري: 7/335]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أهم خيرٌ أم قوم تبّعٍ والّذين من قبلهم أهلكناهم إنّهم كانوا مجرمين}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: أهؤلاء المشركون يا محمّد من قومك خيرٌ، أم قوم تبّعٍ، يعني تبّعًا الحميريّ.
- كما: حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه عزّ وجلّ: {أهم خيرٌ أم قوم تبّعٍ} قال: الحميريّ.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {أهم خيرٌ أم قوم تبّعٍ} ذكر لنا أنّ تبّعًا كان رجلاً من حمير، سار بالجيوش حتّى حير الحيرة، ثمّ أتى سمرقند فهدمها وذكر لنا أنّه كان إذا كتب كتب باسم الّذي تسمّى وملك برًّا وبحرًا وصحًا وريحًا وذكر لنا أنّ كعبًا كان يقول: نعت نعت الرّجل الصّالح ذمّ اللّه قومه ولم يذمّه وكانت عائشة تقول: لا تسبّوا تبّعًا، فإنّه كان رجلاً صالحًا.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة قال: قالت عائشة: كان تبّعٌ رجلاً صالحًا وقال كعبٌ: ذمّ قومه ولم يذمّه.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن تميم بن عبد الرّحمن، عن سعيد بن جبيرٍ، أن تبّعًا، كسا البيت ونهى سعيدٌ عن سبّه.
وقوله {والّذين من قبلهم} يقول تعالى ذكره: أهؤلاء المشركون من قريشٍ خيرٌ أم قوم تبّعٍ والّذين من قبلهم من الأمم الكافرة بربّها، يقول: فليس هؤلاء بخيرٍ من أولئك، فنصفح عنهم، ولا نهلكهم، وهم باللّه كافرون، كما كان الّذين أهلكناهم من الأمم من قبلهم كفّارًا.
وقوله: {إنّهم كانوا مجرمين} يقول: إنّ قوم تبّعٍ والّذين من قبلهم من الأمم الّذين أهلكناهم إنّما أهلكناهم لإجرامهم، وكفرهم بربّهم.
وقيل: إنّهم كانوا مجرمين، فكسرت ألف إنّ على وجه الابتداء، وفيها معنى الشّرط استغناءً بدلالة الكلام على معناها). [جامع البيان: 21/49-50]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ) : (أخبرني يحيى بن منصورٍ القاضي، ثنا أبو عمرٍو أحمد بن المبارك، حدّثني محمّد بن رافعٍ القشيريّ، ثنا عبد الرّزّاق، أنبأ معمرٌ، عن الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة رضي اللّه عنها، أنّها قالت: «كان تبّعٌ رجلًا صالحًا، ألا ترى أنّ اللّه عزّ وجلّ ذمّ قومه ولم يذمّه؟» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/488]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ) : (حدّثنا عبد الرّحمن بن الحسن القاضي، بهمدان، ثنا إبراهيم بن الحسين، ثنا آدم بن أبي إياسٍ، ثنا ابن أبي ذئبٍ، عن المقبريّ، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «ما أدري أتبّعٌ كان لعينًا أم لا، وما أدري أذو القرنين كان نبيًّا أم لا، وما أدري الحدود كفّارةٌ لأهلها أم لا؟» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/488]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 37 - 42
أخرج الطبراني، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا تبعا فإنه قد أسلم). [الدر المنثور: 13/277]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والطبراني، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا تبعا فإنه كان قد أسلم). [الدر المنثور: 13/277]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لا يشتبهن عليكم أمر تبع فإنه كان مسلما). [الدر المنثور: 13/278]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لا تقولوا لتبع إلا خيرا فإنه قد حج البيت وآمن بما جاء به عيسى بن مريم). [الدر المنثور: 13/278]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن كعب رضي الله عنه قال: لا تقولوا لتبع إلا خيرا فإنه قد حج البيت وآمن بما جاء به عيسى بن مريم). [الدر المنثور: 13/278]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن كعب رضي الله عنه قال: إن تبعا نعت الرجل الصالح ذم الله قومه ولم يذمه، قال: وكانت عائشة رضي الله عنها تقول: لا تسبوا تبعا فإنه كان رجلا صالحا). [الدر المنثور: 13/278]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان تبع رجلا صالحا ألا ترى أن الله ذم قومه ولم يذمه). [الدر المنثور: 13/278]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر عن عطاء بن أبي رباح رضي الله عنه قال: لا تسبوا تبعا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن سبه). [الدر المنثور: 13/278]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن عساكر عن وهب بن منبه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سب أسعد وهو تبع، قيل: وما كان أسعد قال: كان على دين إبراهييم وكان إبراهيم يصلي كل يوم صلاة ولم تكن شريعة). [الدر المنثور: 13/278-279]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا أسعد الحميري وقال: هو أول من كسا الكعبة). [الدر المنثور: 13/279]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن عساكر عن سعيد بن جبير قال: إن تبعا كسا البيت). [الدر المنثور: 13/279]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر عن سعيد بن عبد العزيز قال: كان تبع إذا عرض الخيل قاموا صفا من دمشق إلى صنعاء اليمن). [الدر المنثور: 13/279]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن عساكر عن ابن عباس قال: سألت كعبا عن تبع فإني أسمع الله يذكر في القرآن قوم تبع ولا يذكر تبعا فقال: إن تبعا كان رجلا من أهل اليمن ملكا منصورا فسار بالجيوش حتى انتهى إلى سمرقند رجع فأخذ طريق الشام فأسر بها أحبارا فانطلق بهم نحو اليمن - حتى إذا دنا من ملكه طار في الناس أنه هادم الكعبة فقال له الأحبار: ما هذا الذي تحدث به نفسك فإن هذا البيت لله وإنك لن تسلط عليه فقال: إن هذا لله وأنا أحق من حرمه فأسلم من مكانه وأحرم فدخلها محرما فقضى نسكه ثم انصرف نحو اليمن راجعا حتى قدم على قومه فدخل عليه أشرافهم فقالوا: يا تبع أنت سيدنا، وابن سيدنا خرجت من عندنا على دين وجئت على غيره فاختر منا أحد أمرين أما أن تخلينا وملكنا وتعبد ما شئت وإما أن تذر دينك الذي أحدثت - وبينهم يومئذ نار تنزل من السماء - فقال الأحبار عند ذلك: اجعل بينك وبينهم النار فتواعد القوم عند ذلك جميعا على أن يجعلوا بينهم النار فجيء بالأحبار وكتبهم وجيء بالأصنام وعمارها وقدموا جميعا إلى النار وقامت الرجال خلفهم بالسيوف فهدرت النار هدير الرعد ورمت شعاعا لها فنكص أصحاب الأصنام وأقبلت النار فأحرقت الأصنام وعمالها وسلم الآخرون فأسلم قوم واستسلم قوم فلبثوا بعد ذلك عمر تبع حتى إذا نزل بتبع الموت استخلف أخاه وهلك فقتلوا أخاه وكفروا صفقة واحدة). [الدر المنثور: 13/279-280]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد، وابن عساكر عن أبي بن كعب قال: لما قدم تبع المدينة ونزل بفناه بعث إلى أحبار يهود فقال: إني مخرب هذا البلد حتى لا تقوم به يهودية ويرجع الأمر إلى دين العرب، فقال له شابور اليهودي: - وهو يومئذ أعلمهم - أيها الملك إن هذا بلد يكون إليه مهاجر نبي من بني إسماعيل مولده بمكة اسمه أحمد وهذه دار هجرته إن منزلك هذا الذي نزلت به يكون من القتال والجراح أمر كثير في أصحابه وفي عدوهم، قال تبع: ومن يقاتله يومئذ وهو نبي كما تزعم قال: يسير إليه قومه فيقتتلون ههنا، قال: فأين قبره قال: بهذا البلد، قال: فإذا قوتل لمن تكون الدبرة قال: تكون عليه مرة وله مرة وبهذا المكان الذي أنت به يكون عليه ويقتل به أصحابه مقتلة عظيمة لم تقتل في موطن ثم تكون العاقبة له ويظهر فلا ينازعه هذا الأمر أحد، قال: وما صفته قال: رجل ليس بالقصير ولا بالطويل في عينيه حمرة يركب البعير ويلبس الشملة سيفه على عاتقه ولا يبالي من لاقى حتى يظهر أمره، فقال تبع: ما إلى هذا البلد من سبيل وما كان ليكون خرابها على يدي فرجع تبع منصرفا إلى اليمن). [الدر المنثور: 13/280-282]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر عن عباد بن زياد المري عمن أدرك قال: أقبل تبع يفتتح المدائن ويعمل العرب حتى نزل المدينة وأهلها يومئذ يهود فظهر على أهلها وجمع أحبار اليهود فأخبروه أنه سيخرج نبي بمكة يكون قراره بهذا البلد اسمه أحمد وأخبروه أنه لا يدركه فقال تبع للأوس والخزرج: أقيموا بهذا البلد فإن خرج فيكم فآزروه وصدقوه وإن لم يخرج فأوصوا بذلك أولادكم وقال في شعره:
حدثت أن رسول المليك * يخرج حقا بأرض الحرم
ولو مد دهري إلى دهره * لكنت وزيرا له، وابن عم). [الدر المنثور: 13/282]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن عبد الله بن سلام قال: لم يمت تبع حتى صدق بالنبي صلى الله عليه وسلم لما كان يهود يثرب يخبرونه). [الدر المنثور: 13/282]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر عن ابن إسحاق قال: أري تبع في منامه أن يكسو البيت فكساه الخصف ثم أري أن يكسوه أحسن من ذلك فكساه العافر ثم أري أن يكسوه أحسن من ذلك فكساه الوصائل وصائل اليمن فكان تبع فيما ذكر لي أول من كساه وأوصى بها ولاته من جرهم وأمر بتطهيره وجعل له بابا ومفتاحا). [الدر المنثور: 13/282-283]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 11:32 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

التفسير اللغوي



تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ (30)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {من العذاب المهين...}, وفي حرف عبد الله: {من عذاب المهين} , وهذا مما أضيف إلى نفسه لاختلاف الاسمين مثل قوله: {ولدار الآخرة خيرٌ}, مثل قوله: {وذلك دين القيّمة} , وهي في قراءة عبد الله: {وذلك الدين القيّمة} ). [معاني القرآن: 3/41]

تفسير قوله تعالى: {مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ (31)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين من فرعون إنه كان عاليا من المسرفين}
قال قتادة : كان يذبح أبناءهم , ويستحيي نساءهم. ). [معاني القرآن: 6/406]

تفسير قوله تعالى:{وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (32)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ولقد اخترناهم على علم على العالمين (32)} : أي : على عالمي دهرهم). [معاني القرآن: 4/427]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ولقد اخترناهم على علم على العالمين}
قال قتادة: على عالمي أهل زمانهم). [معاني القرآن: 6/406]

تفسير قوله تعالى: {وَآَتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآَيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ (33)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وآتيناهم مّن الآيات ما فيه بلاءٌ مّبينٌ...}.
يريد: نعم مبيّنة، منها: أن أنجاهم من آل فرعون، وظللهم بالغمام، وأنزل عليهم المنّ والسلوى، وهو كما تقول للرجل: إن بلائي عندك لحسن.
وقد قيل فيهما: إن البلاء عذاب، وكلٌّ صواب). [معاني القرآن: 3/42]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبينٌ}: أي: نعم بينة عظام). [تفسير غريب القرآن: 403]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قال الله عز وجل: {وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ} [البقرة: 49]، أي: نعمة عظيمة. {وَآَتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآَيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ} [الدخان: 33]، أي: نعم بيّنة عظام). [تأويل مشكل القرآن: 470] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ)
: (ثم قال جل وعز: {وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين}
قال قتادة: أنجاهم من عدوهم , وأقطعهم البحر , وأنزل عليهم المن والسلوى
قال أبو جعف: ر فالبلاء ههنا النعمة على هذا القول كما قال الشاعر:
فأبلاهما خير البلاء الذي يبلو
وقد يكون البلاء ههنا العذاب ضد النعمة , أي: لحقهم البلاء لما كفروا بآيات الله). [معاني القرآن: 6/407]

تفسير قوله تعالى: { إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ (35)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وما نحن بمنشرين} : أي: بمحيين). [تفسير غريب القرآن: 403]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: { إنّ هؤلاء ليقولون (34) إن هي إلّا موتتنا الأولى وما نحن بمنشرين (35)} : هذا قاله الكفار من قريش، معنى {إن هي} ما هي، ومعنى{بمنشرين} بمبعوثين، يقال أنشر اللّه الموتى فنشروا هم إذا حيوا). [معاني القرآن: 4/427]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {إن هؤلاء ليقولون إن هي إلا موتتنا الأولى وما نحن بمنشرين}
{إن هؤلاء } : يعني قريشا , { إن هي } : بمعنى ما هي والمنشرون المبعوثون أنشر الله الموتى فنشروا , كما قال الشاعر:

يا آل بكر أنشروا لي كليبايا آل بكر أين أين الفرار ).

[معاني القرآن: 6/408]

تفسير قوله تعالى: {فَأْتُوا بِآَبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (36)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين...}.
يخاطبون النبي - صلى الله عليه - وحده، وهو كقوله: {يا أيّها النبي إذا طلّقتم النّساء} في كثير من كلام العرب، أن تجمع العرب فعل الواحد، منه قول الله عز وجل: {قال ربّ ارجعون}). [معاني القرآن: 3/42]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يخاطب الواحد بلفظ الجميع:
كقوله سبحانه: {قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ}، وأكثر من يخاطب بهذا الملوك، لأنّ من مذاهبهم أن يقولوا: نحن فعلنا. بقوله الواحد منهم يعني نفسه، فخوطبوا بمثل ألفاظهم. يقول الله عز وجل: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} [يوسف: 3]، و{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49].
ومن هذا قوله عز وجل: {عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ}،
وقوله: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ} [هود: 14]،
وقوله: {فَأْتُوا بِآَبَائِنَا} [الدخان: 36]). [تأويل مشكل القرآن: 293-294] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ)
: ( ثم قال جل وعز: {فأتوني بآبائنا إن كنتم صادقين}
الفراء يذهب إلى أن قوله: {فائتوا} : مخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم وحده على ما تستعمله العرب في مخاطبة الجليل). [معاني القرآن: 6/408]

تفسير قوله تعالى: {أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (37)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ أهم خيرٌ أم قوم تبّع }: ملوك اليمن كان كل واحد منهم يسمى تبعاً لأنه يتبع صاحبه وكذلك الظل لأنه يتبع الشمس , وموضع تبع في الجاهلية موضع الخليفة في الإسلام , وهم ملوك العرب الأعاظم). [مجاز القرآن: 2/209]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {أهم خير أم قوم تبّع والّذين من قبلهم أهلكناهم إنّهم كانوا مجرمين (37)}
جاء في التفسير أن تبّعا كان مؤمنا، وأن قومه كانوا كافرين، وجاء أنه نظر إلى كتاب على قبرين بناحية حمير، على قبر أحدهما: هذا قبر رضوى, وعلى الآخر: هذا قبر حبى ابنتي تبّع لا يشركان باللّه شيئا). [معاني القرآن: 4/427]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم أهلكناهم}
قالت عائشة: كان تبع رجلا صالحا , فذم الله قومه , ولم يذمه
وقال سعيد بن جبير: سأل ابن عباس كعب: كيف ذكر الله جل وعز قوم تبع , ولم يذكر تبعا ؟
فقال: كان تبع ملكا من الملوك , وكان قومه كهانا , وكان معهم قوم من أهل الكتاب, فكان قومه يكذبون على أهل الكتاب عنده.
فقال لهم جميعا: قربوا قربانا فقربوا , فتقبل قربان أهل الكتاب, ولم يتقبل قربان قومه، فأسلم , فلذلك ذكر الله قومه ولم يذكره). [معاني القرآن: 6/409]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 11:33 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]



تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ (30)}

تفسير قوله تعالى: {مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ (31)}

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (32)}

تفسير قوله تعالى: {وَآَتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآَيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ (33)}

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَؤُلَاءِ لَيَقُولُونَ (34)}

تفسير قوله تعالى: {إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ (35)}

تفسير قوله تعالى: {فَأْتُوا بِآَبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (36)}

تفسير قوله تعالى: {أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (37)}
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب أم وأو
فأما أم فلا تكون إلا استفهاماً، وتقع من الاستفهام في موضعين: أحدهما أن تقع عديلةً على معنى أي. وذلك قولك: أزيد في الدار أم عمرو? وكذلك: أأعطيت زيداً أم حرمته?. فليس جواب هذا لا، ولا نعم؛ كما أنه إذا قال: أيهما لقيت? أو: أي الأمرين فعلت? لم يكن جواب هذا لا ولا نعم؛ لأن المتكلم مدعٍ أن أحد الأمرين قد وقع، ولا يدري أيهما. فالجواب أن تقول: زيدٌ أو عمرو. فإن كان الأمر على غير دعواه فالجواب أن تقول: لم ألق واحدا، أو كليهما. فمن ذلك قول الله عز وجل: {اتخذناهم سخرياً أم زاغت عنهم الأبصار}.
وقوله: {أأنتم أشد خلقاً أم السماء بناها} ومثله: {أهم خيرٌ أم قوم تبعٍ}، فخرج هذا مخرج التوقيف والتوبيخ، ومخرجه من الناس يكون استفهاماً، ويكون توبيخاً. فهذا أحد وجهيها). [المقتضب: 3/286-287](م


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20 صفر 1440هـ/30-10-2018م, 09:25 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 20 صفر 1440هـ/30-10-2018م, 09:26 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 20 صفر 1440هـ/30-10-2018م, 09:29 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ (30) مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ (31) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم ذكر تعالى نعمته على بني إسرائيل في إنجائهم من فرعون وقومه، والعذاب المهين: هو ذبح الأبناء والتسخير في المهن كالبنيان والحفر وغيره، وفي قراءة ابن مسعود رضي الله عنه: "من عذاب المهين" بسقوط التعريف بالألف واللام من "العذاب"،
وقوله تعالى: {من فرعون} بدل من قوله تعالى: {من العذاب}، و"من" بكسر الميم هي قراءة الجمهور، وروى قتادة أن ابن عباس رضي الله عنهما كان يقرؤها "من" بفتح الميم "فرعون" برفع النون). [المحرر الوجيز: 7/ 580]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (32) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {على علم} أي: على شيء سبق عندنا فيهم وثبت في علمنا أنه سينفذ، وقوله تعالى: {على العالمين} يريد: على جميع الناس، هذا على التأويل المتقدم في العلم، والمعنى: لقد اخترناها لهذا الإنجاء وهذه النعم على سابق علم لنا فيهم، وخصصناهم بذلك دون العالم، ويحتمل قوله تعالى: {على علم} أن يكون: على علم لهم وفضائل فيهم، والمعنى: اخترناهم للنبوءات والرسالات، فيكون قوله تعالى: {على العالمين} -في هذا التأويل- معناه: على عالم زمانهم، وذلك بدليل فضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم لهم وعليهم، وأن أمة محمد صلى الله عليه وسلم هي خير أمة أخرجت للناس).[المحرر الوجيز: 7/ 580]

تفسير قوله تعالى: {وَآَتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآَيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ (33) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وآتيناهم من الآيات} لفظ جامع لمعجزات موسى عليه السلام، وللعبر التي ظهرت في قوم فرعون من الجراد والقمل والضفادع وغير ذلك، ولما أنعم به على بني إسرائيل من تظليل الغمام والمن والسلوى وغير ذلك، فإن لفظ الآيات يعم جميع هذا، و"البلاء" -في هذا الموضع-: الاختبار والامتحان، وهذا كما قال تعالى: {ونبلوكم بالشر والخير فتنة}، و"مبين" هنا بمعنى: بين). [المحرر الوجيز: 7/ 580]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَؤُلَاءِ لَيَقُولُونَ (34) إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ (35) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم ذكر تعالى قريشا وحكى عنهم -على جهة الإنكار لقولهم حين أنكروا فيه ما هو جائز في العقل- فقال تعالى: {إن هؤلاء ليقولون إن هي إلا موتتنا الأولى} أي: ما آخر أمرنا ومنتهى وجودنا إلا عند موتنا، وما نحن بمنشرين أي: بمبعوثين، يقال: أنشر الله الميت فنشر هو).[المحرر الوجيز: 7/ 580]

تفسير قوله تعالى: {فَأْتُوا بِآَبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (36) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقول قريش: فأتوا بآبائنا مخاطبة للنبي صلى الله عليه وسلم، إلا أنه من حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم مسندا في أقواله وأفعاله إلى الله تعالى وبواسطة ملك خاطبوه كما تخاطب الجماعة، وهم يريدونه وربه تعالى وملائكته. واستدعى الكفار في هذه الآية أن يحيي لهم بعض آبائهم -وسموا قصيا- لكي يسألوهم عما رأوا في آخرتهم، ولم يستقص في هذه الآية الرد عليهم لبيانه، وإثباته في غير ما آية من كتاب الله تعالى، فإن الله تعالى قد جزم البعث من القبور في أجل مسمى لا يتعداه أحد، وقد بينت الأمثلة من الأرض الميتة وحال النبات أمر البعث من القبور). [المحرر الوجيز: 7/ 580-581]

تفسير قوله تعالى: {أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (37) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم أهلكناهم إنهم كانوا مجرمين * وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين * ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون * إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين * يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون * إلا من رحم الله إنه هو العزيز الرحيم * إن شجرت الزقوم * طعام الأثيم}
قوله تعالى: {أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم} تقرير فيه وعيد، وتبع ملك حميري، وكان يقال لكل ملك منهم: "تبع"، إلا أن المشار إليه في هذه الآية رجل صالح من التبابعة، قال كعب الأحبار: ذم الله تعالى قومه ولم يذمه، ونهى العلماء عن سبه، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق سهل بن سعد: أن تبعا هذا أسلم وآمن بالله تعالى، وروي أن ذلك كان على يد أهل كتاب كانوا بحضرته. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: كان "تبع" نبيا. وروى أبو هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما أدري أكان "تبع" نبيا أم غير نبي؟". وقال ابن جبير رضي الله عنه: هو الذي كسا الكعبة، وقد ذكره ابن إسحاق في السيرة، والله أعلم.
وقوله تعالى: {إنهم كانوا مجرمين} يريد: بالكفر.
وقرأت فرقة: "أنهم" بفتح الألف، وقرأ الجمهور بكسرها). [المحرر الوجيز: 7/ 581-582]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 08:48 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 08:52 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ (30) مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ (31) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ولقد نجّينا بني إسرائيل من العذاب المهين من فرعون إنّه كان عاليًا من المسرفين} يمتنّ عليهم تعالى بذلك، حيث أنقذهم ممّا كانوا فيه من إهانة فرعون وإذلاله لهم، وتسخيره إيّاهم في الأعمال المهينة الشّاقّة.
وقوله: {من فرعون إنّه كان عاليًا [من المسرفين]} أي: مستكبرًا جبّارًا عنيدًا، كقوله: {إنّ فرعون علا في الأرض [وجعل أهلها شيعًا]} [القصص: 4].
وقوله: {فاستكبروا وكانوا قومًا عالين} [المؤمنون: 46]، [وقوله {فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين}] [العنكبوت: 39]، [فكان فرعون] سرفًا في أمره، سخيف الرّأي على نفسه). [تفسير ابن كثير: 7/ 255]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (32) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ولقد اخترناهم على علمٍ على العالمين} قال مجاهدٌ: {اخترناهم على علمٍ على العالمين} على من هم بين ظهريه. وقال قتادة: اختيروا على أهل زمانهم ذلك. وكان يقال: إن لكلّ زمانٍ عالـمًا. وهذه كقوله تعالى: {قال يا موسى إنّي اصطفيتك على النّاس} [الأعراف: 144] أي: أهل زمانه، وكقوله لمريم: {واصطفاك على نساء العالمين} [آل عمران: 42] أي: في زمانها؛ فإنّ خديجة أفضل منها، وكذا آسية بنت مزاحمٍ امرأة فرعون، أو مساويةٌ لها في الفضل، وفضل عائشة على النّساء كفضل الثّريد على سائر الطّعام). [تفسير ابن كثير: 7/ 255-256]

تفسير قوله تعالى: {وَآَتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآَيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ (33) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وآتيناهم من الآيات} أي: [من] الحجج والبراهين وخوارق العادات {ما فيه بلاءٌ مبينٌ} أي: اختبارٌ ظاهرٌ جليٌّ لمن اهتدى به). [تفسير ابن كثير: 7/ 256]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَؤُلَاءِ لَيَقُولُونَ (34) إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ (35) فَأْتُوا بِآَبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (36) أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (37) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ هؤلاء ليقولون (34) إن هي إلا موتتنا الأولى وما نحن بمنشرين (35) فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين (36) أهم خيرٌ أم قوم تبّعٍ والّذين من قبلهم أهلكناهم إنّهم كانوا مجرمين (37)}
يقول تعالى منكرًا على المشركين في إنكارهم البعث والمعاد، وأنّه ما ثمّ إلّا هذه الحياة الدّنيا، ولا حياة بعد الممات، ولا بعث ولا نشور. ويحتجّون بآبائهم الماضين الّذين ذهبوا فلم يرجعوا، فإن كان البعث حقًّا {فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين} وهذه حجّةٌ باطلةٌ وشبهةٌ فاسدةٌ، فإنّ المعاد إنّما هو يوم القيامة لا في هذه الدّار، [بل] بعد انقضائها وذهابها وفراغها يعيد اللّه العالمين خلقًا جديدًا، ويجعل الظّالمين لنار جهنّم وقودًا، يوم تكون شهداء على النّاس ويكون الرّسول عليكم شهيدًا.
ثمّ قال تعالى متهدّدًا لهم، ومتوعّدًا ومنذرًا لهم بأسه الّذي لا يردّ، كما حلّ بأشباههم ونظرائهم من المشركين والمنكرين للبعث وكقوم تبّعٍ -وهم سبأٌ- حيث أهلكهم اللّه وخرّب بلادهم، وشرّدهم في البلاد، وفرّقهم شذر مذر، كما تقدّم ذلك في سورة سبأٍ، وهي مصدّرة بإنكار المشركين للمعاد. وكذلك هاهنا شبّههم بأولئك، وقد كانوا عربًا من قحطان كما أنّ هؤلاء عربٌ من عدنان، وقد كانت حمير -وهم سبأٌ-كلّما ملك فيهم رجلٌ سمّوه تبّعًا، كما يقال: كسرى لمن ملك الفرس، وقيصر لمن ملك الرّوم، وفرعون لمن ملك مصر كافرًا، والنّجاشيّ لمن ملك الحبشة، وغير ذلك من أعلام الأجناس. ولكن اتّفق أنّ بعض تبابعتهم خرج من اليمن وسار في البلاد حتّى وصل إلى سمرقند، واشتدّ ملكه وعظم سلطانه وجيشه، واتّسعت مملكته وبلاده، وكثرت رعاياه وهو الّذي مصّر الحيرة فاتّفق أنّه مرّ بالمدينة النّبويّة وذلك في أيّام الجاهليّة، فأراد قتال أهلها فمانعوه وقاتلوه بالنّهار، وجعلوا يقرونه باللّيل، فاستحيا منهم وكفّ عنهم، واستصحب معه حبرين من أحبار يهود كانا قد نصحاه وأخبراه أنّه لا سبيل له على هذه البلدة؛ فإنّها مهاجر نبيٍّ يكون في آخر الزّمان، فرجع عنها وأخذهما معه إلى بلاد اليمن، فلمّا اجتاز بمكّة أراد هدم الكعبة فنهياه [عن ذلك] أيضًا، وأخبراه بعظمة هذا البيت، وأنّه من بناية إبراهيم الخليل وأنّه سيكون له شأنٌ عظيمٌ على يدي ذلك النّبيّ المبعوث في آخر الزّمان، فعظّمها وطاف بها، وكساها الملاء والوصائل والحبير. ثمّ كرّ راجعًا إلى اليمن ودعا أهلها إلى التّهوّد معه، وكان إذ ذاك دين موسى، عليه السّلام، فيه من يكون على الهداية قبل بعثة المسيح، عليه السّلام، فتهوّد معه عامّة أهل اليمن. وقد ذكر القصّة بطولها الإمام محمّد بن إسحاق في كتابه السّيرة وقد ترجمه الحافظ ابن عساكر في تاريخه ترجمةً حافلةً، أورد فيها أشياء كثيرةً ممّا ذكرنا وما لم نذكر. وذكر أنّه ملك دمشق، وأنّه كان إذا استعرض الخيل صفّت له من دمشق إلى اليمن، ثمّ ساق من طريق عبد الرّزّاق، عن معمرٍ، عن ابن أبي ذئبٍ، عن المقبريّ، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما أدري الحدود طهّارةٌ لأهلها أم لا؟ ولا أدري تبّعٌ لعينًا كان أم لا؟ ولا أدري ذو القرنين نبيًّا كان أم ملكًا؟ " وقال غيره: "أعزيرًا كان نبيًّا أم لا؟ ". وكذا رواه ابن أبي حاتمٍ، عن محمّد بن حمّادٍ الظّهرانيّ، عن عبد الرّزّاق.
قال الدّارقطنيّ: تفرّد به عبد الرّزّاق. ثمّ روى ابن عساكر من طريق محمّد بن كريب، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، مرفوعًا: "عزير لا أدري أنبيًّا كان أم لا؟ ولا أدري ألعينٌ تبّع أم لا؟ ".
ثمّ أورد ما جاء في النّهي عن سبّه ولعنته، كما سيأتي. وكأنّه -واللّه أعلم-كان كافرًا ثمّ أسلم وتابع دين الكليم على يدي من كان من أحبار اليهود في ذلك الزّمان على الحقّ قبل بعثة المسيح، عليه السّلام، وحجّ البيت في زمن الجرهميين، وكساه الملاء والوصائل من الحرير والحبر ونحر عنده ستّة آلاف بدنةٍ وعظّمه وأكرمه. ثمّ عاد إلى اليمن. وقد ساق قصّته بطولها الحافظ ابن عساكر، من طرقٍ متعدّدةٍ مطوّلةٍ مبسوطةٍ، عن أبيّ بن كعبٍ وعبد اللّه بن سلامٍ، وعبد اللّه بن عبّاسٍ وكعب الأحبار. وإليه المرجع في ذلك كلّه، وإلى عبد اللّه بن سلامٍ أيضًا، وهو أثبت وأكبر وأعلم. وكذا روى قصّته وهب بن منبّه، ومحمّد بن إسحاق في السّيرة كما هو مشهورٌ فيها. وقد اختلط على الحافظ ابن عساكر في بعض السّياقات ترجمة تبّع هذا بترجمة آخر متأخّرٍ عنه بدهرٍ طويلٍ، فإنّ تبّعًا هذا المشار إليه في القرآن أسلم قومه على يديه، ثمّ لمّا مات عادوا بعده إلى عبادة الأصنام والنّيران، فعاقبهم اللّه تعالى كما ذكره في سورة سبأٍ، وقد بسطنا قصّتهم هنالك، وللّه الحمد والمنّة.
وقال سعيد بن جبيرٍ: كسا تبّعٌ الكعبة، وكان سعيد ينهى عن سبه.
وتبّع هذا هو تبّع الأوسط، واسمه أسعد أبو كريب بن ملكيكرب اليمانيّ ذكروا أنّه ملك على قومه ثلاثمائة سنةٍ وستًّا وعشرين سنةً، ولم يكن في حمير أطول مدّةً منه، وتوفّي قبل مبعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بنحو من سبعمائة عامٍ. وذكروا أنّه لمّا ذكر له الحبران من يهود المدينة أنّ هذه البلدة مهاجر نبيٍّ آخرٍ في الزّمان، اسمه أحمد، قال في ذلك شعرًا واستودعه عند أهل المدينة. وكانوا يتوارثونه ويروونه خلفًا عن سلفٍ. وكان ممّن يحفظه أبو أيّوب خالد بن زيدٍ الّذي نزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في داره، وهو:
شهدت على أحمد أنّه = رسولٌ من الله باري النّسم...
فلو مدّ عمري إلى عمره = لكنت وزيرا له وابن عم...
وجاهدت بالسّيف أعداءه = وفرّجت عن صدره كلّ غم...
وذكر ابن أبي الدّنيا أنّه حفر قبرٌ بصنعاء في الإسلام، فوجدوا فيه امرأتين صحيحتين، وعند رءوسهما لوحٌ من فضّةٍ مكتوبٌ فيه بالذّهب: "هذا قبر حبّى ولميس -وروي: حبّى وتماضر- ابنتي تبّع ماتتا، وهما تشهدان أن لا إله إلّا اللّه ولا تشركان به شيئًا، وعلى ذلك مات الصّالحون قبلهما.
وقد ذكرنا في "سورة سبأٍ" شعر سبأٍ في ذلك أيضًا.
قال قتادة: ذكر لنا أنّ كعبًا كان يقول في تبّعٍ: نعت نعت الرّجل الصّالح، ذمّ اللّه تعالى قومه ولم يذمّه، قال: وكانت عائشة تقول: لا تسبّوا تبّعًا؛ فإنّه قد كان رجلًا صالحًا.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو زرعة، حدّثنا صفوان، حدّثنا الوليد، حدّثنا عبد اللّه بن لهيعة عن أبي زرعة -يعني عمرو بن جابرٍ الحضرميّ- قال: سمعت سهل بن سعدٍ السّاعديّ يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "لا تسبّوا تبّعًا؛ فإنّه قد كان أسلم".
ورواه الإمام أحمد في مسنده عن حسن بن موسى، عن ابن لهيعة، به.
وقال الطّبرانيّ: حدّثنا أحمد بن عليٍّ الأبّار، حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي بزّة، حدثنا مؤمل ابن إسماعيل، حدّثنا سفيان، عن سماك بن حربٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "لا تسبّوا تبّعًا؛ فإنّه قد أسلم".
وقال عبد الرّزّاق: أخبرنا معمر، عن ابن أبي ذئبٍ، عن المقبري، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " ما أدري، تبّع نبيًّا كان أم غير نبي".
وتقدّم بهذا السّند من رواية ابن أبي حاتمٍ كما أورده ابن عساكر: "لا أدري تبّع كان لعينًا أم لا؟ ". فاللّه أعلم.
ورواه ابن عساكر من طريق زكريّا بن يحيى البدّيّ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ موقوفًا.
وقال عبد الرّزّاق: أخبرنا عمران أبو الهذيل، أخبرني تميم بن عبد الرّحمن قال: قال عطاء بن أبي رباحٍ: لا تسبّوا تبّعًا؛ فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نهى عن سبّه). [تفسير ابن كثير: 7/ 256-259]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة