سورة ص
[ من الآية (55) إلى الآية (64) ]
{هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ (55) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ (56) هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (57) وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ (58) هَذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ (59) قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ (60) قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ (61) وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ (62) أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ (63) إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ (64)}
قوله تعالى: {هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ (55)}
قوله تعالى: {جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ (56)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ (56)}
{يَصْلَوْنَهَا}
- قرأ بتفخيم اللام الأزرق وورش.
{فَبِئْسَ}
- قرأ أبو جعفر وأبو عمرو بخلاف عنه والأزرق وورش والأصبهاني واليزيدي (فبيس) بإبدال الهمزة ياءً.
- وهي قراءة حمزة في الوقف.
- والجماعة على تحقيق الهمز). [معجم القراءات: 8/113]
قوله تعالى: {هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (57)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (12 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {وغساق} 57
فَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي وَحَفْص عَن عَاصِم {وغساق} مشددا هَهُنَا وفي {عَم يتساءلون} النبأ 25 مثله
وَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر {وغساق} خَفِيفا في الْمَوْضِعَيْنِ). [السبعة في القراءات: 555]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (وغساق) مشدد كوفي- غير أبي بكر-). [الغاية في القراءات العشر: ٣80]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (وغساق) [57]: مشدد: هما، وخلف، وحفص). [المنتهى: 2/935]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص وحمزة والكسائي (وغساق) بتشديد السين هنا وفي عمّ
[التبصرة: 320]
يتساءلون، وخففهما الباقون). [التبصرة: 321]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص، وحمزة، والكسائي: {وغساق} (57)، وفي النبأ (25): {وغساقًا}: بتشديد السين فيهما.
والباقون: بتخفيفها). [التيسير في القراءات السبع: 436]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص وحمزة والكسائيّ وخلف: (وغساق) وكذلك في النبأ [وغساقا] بتشديد السّين فيهما والباقون بتخفيفها. أبو عمرو ويعقوب). [تحبير التيسير: 532]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (غَسَّاقٌ) مشدد، وفي النبأ أيضا ابْن مِقْسَمٍ، وكوفي غير أبي بكر، وقاسم، والمفضل، وأبان، وابْن سَعْدَانَ ومنصور بن وردان عن علي وهارون عن أَبِي عَمْرٍو، وهو الاختيار على التشديد عليهم، الباقون خفيف). [الكامل في القراءات العشر: 629] قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([57]- {وَغَسَّاقٌ} هنا، وفي النبأ {وَغَسَّاقًا} [25] مشدد: حفص وحمزة والكسائي). [الإقناع: 2/748]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (1002- .... .... .... .... .... = وَثَقَّلْ غَسَّاقاً مَعاً شَائِدٌ عُلاَ). [الشاطبية: 80]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( [1002] وفي يوعدون (د)م (حـ)ـلا وبقاف (د)م = وثقل غساقا معا (شـ)ـائد (عـ)ـلا
....
والغَسَاق والغَسَّاق، ما غسق من صديد أهل النار، من: غسق الدمع، إذا سال، فسمى الله الصديد غساقًا وغساقًا لسيلانه.
ويجوز أن يكون غساق صفة، لأن فعالا في الصفات أكثر؛ أي شراب غساق؛ أي سيال.
ويكون {غساقٌ} اسما، لأن فعالًا في الأسماء أكثر، كعذاب ونكال.
وقال بعض أهل العربية في تفسيره: إنه الشديد البرد الذي يحرق من برده، كما يحرق الحميم من حره.
[فتح الوصيد: 2/1214]
وقيل: لو قطرت منه قطرةٌ في طرف الدنيا، لنتنت الطرف الآخر.
وقيل: الغساق، تركي تكلمت به العرب، وهو بلسانهم: الشديد البرد، والنتن.
روي أنهم يدخلون واديًا فيه من الزمهرير، ما يميز بعض أوصالهم من بعض. اللهم أعذنا من سخطك وعذابك). [فتح الوصيد: 2/1215]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [1002] وفي يوعدون دم حلًا وبقاف دم = وثقل غساقًا معًا شائدٌ علا
ح: (حلا): حال من فاعل (دم)، أو تمييز، أي: دم ذا حُلًا، أو دام حلاك، أمرٌ بمعنى الدعاء، (في يوعدون): ظرفه، وكذلك: (بقاف) ظرف
[كنز المعاني: 2/578]
(دم) بعده، (شائدٌ): فاعل (ثقل)، (غساقًا): مفعوله، (عُلًا): مفعول (شائدٌ)، أي: شدده قارئ رافعٌ لبناء العُلا.
ص: قرأ ابن كثير وأبو عمرو: (هذا ما يوعدون ليوم الحساب) هنا [53] وابن كثير وحده: (هذا ما يوعدون لكل أوابٍ) في ق [32] بالغيبة، لأن السابق هنا: {وعندهم قاصراتُ} [52]، وفي ق: {وأزلفت الجنة للمتقين} [31]، والباقون: بالخطاب فيهما للمؤمنين.
وقرأ حمزة والكسائي وحفص: {حميمٌ وغساقٌ} [57]، وفي النبأ: (إلا حميمًا وغساقًا) [25] بتشديد السين، والباقون: فيهما بالتخفيف، لغتان لما يغسق من صديد أهل النار، أي: يسيل). [كنز المعاني: 2/579] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (والغساق بتخفيف السين وتشديدها واحد وهو ما يسيل من صديد أهل النار: أعاذنا الله بكرمه منها، وقوله: شائد علا فاعل ثقل؛ أي: قارئ هذه صفته شاد العلا: فيما حصل من العلم والمعرفة، وقوله: معا؛ يعني: هنا: {هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ}، وفي سورة النبأ: {إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا} ). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/135]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (1002 - .... .... .... .... .... = وثقّل غسّاقا معا شائد علا
....
وقرأ حمزة والكسائي وحفص: فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ هنا، إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً في سورة النبأ بتشديد السين في الموضعين، فتكون قراءة غيرهم بتخفيفها فيهما). [الوافي في شرح الشاطبية: 352]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: غَسَّاقٌ هُنَا وَغَسَّاقًا فِي النَّبَأِ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ وَحَفْصٌ بِتَشْدِيدِ السِّينِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَخْفِيفِهَا فِيهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/361]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص {وغساق} هنا [57]، والنبأ [25] بالتشديد، والباقون بالتخفيف فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 664]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (889- .... .... .... .... .... = .... .... غسّاقٌ الثقل معا
890 - صحبٌ .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 94]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (غساق) يريد قوله تعالى «حميم وغسّاق» هنا وفي سورة النبأ «إلا حميما وغسّاقا» قرأهما بالتشديد مدلول صحب، والباقون بالتخفيف). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 304]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ [ذو] (صحب) [أول التالي حمزة، والكسائي، وخلف، وحفص]: حميم وغسّاق هنا [الآية: 57] وحميما وغسّاقا في عمّ [النبأ: 1] بتشديد السين، وخففها الباقون. قال الفراء: وهما لغتان للحجاز). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/535]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف فيه "غساق" هنا، وفي النبأ فحفص وحمزة والكسائي وخلف بتشديد السين فيهما صفة كالضراب مبالغة؛ لأن فعالا في الصفات أغلب منه في الأسماء فموصوفه محذوف، وافقهم الأعمش، والباقون بالتخفيف فيهما اسم لا صفة؛ لأن فعالا مخففا في الأسماء كالعذاب أغلب منه في الصفات وهو الزمهرير أو صديد أهل النار أو القيح يسيل منهم فيسقونه، وعن الحسن عذاب لا يعلمه إلا الله تعالى إذ الناس أخفوا لله طاعة فأخفى لهم ثوابا في قوله تعالى: فلا تعلم نفس ما أخفي، إلخ وأخفوا معصية فأخفى لهم عقوبة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/423] قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وغساق} قرأ حفص والأخوان بتشديد السين، للمبالغة، والباقون بتخفيفها، اسم للزمهرير، وهو البرد المفرط، كما أن الحميم هو الحر المفرط.
وعن عطاء: ما يسيل من صديد أهل النار، من: غسقت العين، إذا سال دمعها، اللهم إنا نسألك بوجهك الكريم ونبيك العظيم صلى الله عليه وسلم أن تجيرنا من ذلك كله يا أرحم الراحمين). [غيث النفع: 1056]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (57)}
{فَلْيَذُوقُوهُ}
- قرأ ابن كثير بوصل الهاء بواو في الوصل (فليذوقوهو).
- وقراءة الجماعة بهاء مضمومة (فليذوقوه).
{غَسَّاقٌ}
- قرأ حفص عن عاصم وحمزة والكسائي وطلحة وخلف والأعمش ويحيى بن وثاب وابن أبي إسحاق وقتادة والمفضل وابن سعدان
[معجم القراءات: 8/113]
وهارون عن أبي عمرو وعبد الله بن مسعود وعامة أصحابه (غساق) بتشديد السين، وهو الزمهرير، أو ما يجري من صديد أهل النار.
- وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر ويعقوب وأبو جعفر (غساق) بتخفيف السين.
واختاره أبو حاتم، والقراءتان عند الطبري سواء). [معجم القراءات: 8/114]
قوله تعالى: {وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ (58)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (13 - قَوْله {وَآخر من شكله أَزوَاج} 58
قَرَأَ أَبُو عَمْرو وَحده {وَأخر} جمَاعَة
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ (وءاخر) وَاحِدًا
وَحدثنَا عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ حَدثنَا أَبي قَالَ حَدثنَا مُؤَمل قَالَ حَدثنَا حَمَّاد بن سَلمَة قَالَ سَمِعت ابْن كثير يقْرَأ {وَأخر} مَضْمُومَة الْألف
وَحدثنَا ابْن حَيَّان عَن أَبي هِشَام عَن سُوَيْد بن عَمْرو عَن حَمَّاد ابْن سَلمَة عَن ابْن كثير {وَأخر} بِالضَّمِّ مثله). [السبعة في القراءات: 555]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (وأخر) جمع بصري). [الغاية في القراءات العشر: ٣80]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (وأخر) [58]: جمع: بصري غير أيوب، والمفضل). [المنتهى: 2/936]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو (وأخر من) بضم الهمزة من غير مد، وقرأ الباقون بفتح الهمزة والمد إلا أن ورشًا أمكن مدًا من غيره). [التبصرة: 321]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو: {وأخر من شكله} (58): بضم الهمزة، على الجمع.
والباقون: بفتحها، وألف بعدها، على التوحيد). [التيسير في القراءات السبع: 436]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :( (وأخر من شكله) بضم الهمزة على الجمع، والباقون بفتحها وألف بعدها على التّوحيد). [تحبير التيسير: 532]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (شَكْلِهِ) بكسر الشين مجاهد وهو أول، الباقون بفتحها، وهو الاختيار لأن الشكل هو المثل). [الكامل في القراءات العشر: 629] قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([58]- {وَآخَرُ} جمع: أبو عمرو). [الإقناع: 2/748]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (1003 - وَآخَرُ لِلْبَصْرِي بَضَمٍّ وَقَصْرِهِ = .... .... .... .... .... ). [الشاطبية: 80]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( [1003] وآخر لـ(لبصري) بضم وقصره = ووصل اتخذناهم (حـ)ـلا (شـ)ـرعه ولا
و(أخر)، أي وعقوبات أخر من شكل المذكور.{أزوج}: أنواع.
و{ءاخر}، أي وعذاب آخر. و{أزوج}: صفة لـ{ءاخر}، لأنه ضروب؛ أو (أزوج): صفة لـ{حميم وغساق وءاخر} ). [فتح الوصيد: 2/1215]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [1003] وآخرُ للبصري بضم وقصره = ووصل اتخذناهم حلا شرعه ولا
ح: (آخرُ): مبتدأ، (بضم): خبر، و(قصره): عطف على (بضم) (للبصري): حال، (وصل): مبتدأ، أضيف إلى (اتخذناهم)، (حلا): خبر، (شرعه): فاعله، (ولا)- بالكسر -: حال، أي: ذا متابعة، أو مفعول له، أي: للمتابعة.
[كنز المعاني: 2/579]
ص: قرأ أبو عمرو البصري: (وأخر من شكله أزواجٌ) [58] بضم الهمزة وقصرها على أنه جمع (أخرى)، نحو: (كبر) و (كبرى)، أي: عقوبات أُخر من شكله أزواج، والباقون: بفتح الهمزة ومدةٍ على وزن (أفعل)، أي: عذاب آخر، وأخبر بالجمع عنه، لأنه ألوان، نحو: (عذابُ زيدٍ أنواعٌ).
وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي: {اتخذناهم سخريًا} [63] بوصل الهمزة الساقطة في الدرج على الإخبار، لأن المشركين لم يشكوا في اتخاذ المؤمنين سخريًا، ولهذا مدحها بقوله: (حلا شرعه)، فـ {أم}: على هذا منقطعة بمعنى (بل)، أو همزة الاستفهام محذوفة، و {أم} متصلة، والباقون: بقطع الهمزة على أنها همزة استفهام اجتمعت مع همزة الوصل من {اتخذناهم}، فانحذفت، والمعنى: شكهم في اتخاذ المؤمنين سخريًّا، وليسوا كذلك، فلم يدخلوا معهم النار). [كنز المعاني: 2/580] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (1003- وَآخَرُ لِلْبَصْرِي بَضَمٍّ وَقَصْرِهِ،.. وَوَصْلُ اتَّخَذْناهُمْ "حَـ"ـلًا "شَـ"ـرْعُهُ وِلا
يريد: {وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ}؛ أي: وعذاب آخر، وقرأه أبو عمرو وأُخر بضم الهمزة ولا مد بعدها فصار على وزن كُبر جمع أخرى؛ أي: وعقوبات أخر وقوله بعد ذلك: أزواج خبر وأخر على
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/135]
القراءتين وجاز أن يكون لفظ المبتدأ واحدا والخبر جمعا؛ لأن العذاب يشتمل على ضروب كما تقول عذاب فلان أنواع شتى). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/136]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (1003 - وآخر للبصري بضمّ وقصره = .... .... .... .... ....
[الوافي في شرح الشاطبية: 352]
قرأ أبو عمرو البصري: وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ بضم همزة وآخر بلا ألف بعدها، فتكون قراءة غيره بفتح الهمزة وألف بعدها، فالمراد بالقصر حذف الألف وضده المد إثباتها). [الوافي في شرح الشاطبية: 353]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ فَقَرَأَ الْبَصْرِيَّانِ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ مِنْ غَيْرِ مَدٍّ عَلَى الْجَمْعِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَأَلِفٍ بَعْدَهَا عَلَى التَّوْحِيدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/361]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ البصريان {وآخر من شكله} [58] بضم الهمزة من غير مد، والباقون بالفتح والمد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 664]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (890- .... وآخر اضمم اقصره حما = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 94]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (صحب) وآخر اضمم اقصره (حما) = قطع اتّخذنا (عمّ ن) ل (د) م أنّما
يريد قوله تعالى «وآخر من شكله أزواج» قرأه أبو عمرو ويعقوب بضم الهمزة ولا مد بعدها، والباقون بالمد والفتح). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 304]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ثم كمل فقال:
ص:
صحب وآخر اضمم اقصره (حما) = قطع اتّخذنا (عمّ) (ن) لـ (د) م أنّما
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/535]
ش: أي: قرأ [ذو] (حما) البصريان: وأخر من شكله [ص: 58] بضم الهمزة بلا ألف جمع «أخرى» كالكبرى والكبر، لا ينصرف؛ للعدل عن قياسه، والوصف، أي: وعقوبات أخر، والثمانية بفتحها وألف بعدها على جعله واحدا لا ينصرف؛ للوزن الغالب والصفة، أي: وعذاب آخر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/536]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "وَآخَر" [الآية: 58] فأبو عمرو ويعقوب بضم الهمزة مقصورة جمع أخرى كالكبرى، والكبر لا ينصرف للعدل عن قياسه والوصف وهو مبتدأ ومن شكله في موضع الصفة، وأزواج بمعنى أجناس خبرا وصفة والخبر محذوف أي: لهم أو أزواج مبتدأ ومن شكله خبره والجملة خبر آخر، وافقهما اليزيدي، والباقون بالفتح والمد على الإفراد لا ينصرف أيضا للوزن الغالب والصفة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/423] قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وءاخر} [58] قرأ البصري بضم الهمزة، وحذف الألف لفظًا، والباقون بفتح الهمزة، وألف بعدها). [غيث النفع: 1056]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ (58)}
{وَآخَرُ}
- قراءة الجمهور (وآخر) على الإفراد، مرفوع على الابتداء، وأزواج: مبتدأ ثانٍ.
ومن شكله: خبر المبتدأ الثاني، والجملة خبر عن المبتدأ الأول (آخر)، أو آخر: مبتدأ، ومن شكله: في موضع الصفة، وأزواج خبره.
[معجم القراءات: 8/114]
وهذه القراءة أعجب القراءتين إلى الطبري وإن كانت الثانية صحيحة.
- وقرأ الحسن ومجاهد والجحدري وابن جبير وعيسى بن عمر ويعقوب والمفضل عن عاصم والحسن واليزيدي وأبو عمرو وحماد ابن سلمة عن ابن كثير (وأخر) على الجمع.
ورجح أبو عبيد هذه القراءة، وكذلك أبو حاتم لكون الصفة جمعًا.
وعند القرطبي: (وأنكر أبو عمرو: (وآخر) لقوله تعالى (أزواج) أي لا يخبر بواحد عن الجماعة.
وأنكر عاصم الجحدري (وأخر)، قال: ولو كانت (وأخر) لكان من شكلها.
وكلا الردين لا يلزم والقراءتان صحيحتان).
{مِنْ شَكْلِهِ}
- قراءة الجمهور (من شكله) بفتح الشين.
- وقرأ مجاهد وأبو بحرية من طريق الطرسوسي الأهوازي (من شكله) بكسرها.
قالوا: وهما لغتان بمعنى المثل والضرب، وذكر الصفراوي القراءتين من طريق المعدل عن هبيرة عن حفص.
وقال الطوسي: (بفتح الشين الضرب المشابه ... وبكسر الشين النظير في الحسن).
وقال العكبري: (بكسر الشين، والأشبه أنها لغة) ). [معجم القراءات: 8/115]
قوله تعالى: {هَذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ (59)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ (59)}
{النَّارِ}
- سبقت الإمالة فيه، وانظر الآية/39 من سورة البقرة، و/16 من آل عمران). [معجم القراءات: 8/116]
قوله تعالى: {قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ (60)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا بَلْ أَنْتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ (60)}
{فَبِئْسَ}
- سبقت القراءة فيه في الآية/56 من هذه السورة بإبدال الهمزة ياءً (فبيس) ). [معجم القراءات: 8/116]
قوله تعالى: {قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ (61)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَالُوا رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ (61)}
{فِي النَّارِ}
- تقدمت الإمالة فيه، وكذا الإمالة قبل قليل في الآية/59). [معجم القراءات: 8/116]
قوله تعالى: {وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ (62)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (14 - قَوْله {من الأشرار} 62 {أتخذناهم} 63
قَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَابْن عَامر وَعَاصِم (الأشرار أتخذنهم) بِقطع الْألف
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي (الأشرار اتخذنهم) بِأَلف مَوْصُولَة
وأمال الرَّاء من {الأشرار} أَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي وَفتحهَا ابْن كثير وَعَاصِم
وَقَرَأَ نَافِع بإشمام الرَّاء الإضجاع). [السبعة في القراءات: 556]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "من الأشرار" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والكسائي وخلف عن نفسه، وقلله الأزرق وأما حمزة فعنه الإمالة الكبرى والصغرى من روايتيه وعنه الفتح من رواية خلاد ومر تفصيله في باب الإمالة كآل عمران). [إتحاف فضلاء البشر: 2/423]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ (62)}
{لَا نَرَى}
- قراءة الإمالة فيه عن أبي عمرو وحمزة والكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري واليزيدي والأعمش.
- وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح، وهي قراءة ابن ذكوان من طريق الأخفش.
{مِنَ الْأَشْرَارِ}
- قرأه بالإمالة أبو عمرو والدوري عن الكسائي وحمزة برواية العجلي وابن عامر وابن ذكوان من طريق الصوري، والداجوني عن هشام وأبو الحارث وأبو حمدون وحمدون بن ميمون وخلف.
- وقرأه بالتقليل الأزرق وورش ونافع وحمزة بخلاف عنه.
[معجم القراءات: 8/116]
وقرأه الباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان وحمزة من رواية خلاد ورجاء وورش برواية الأصبهاني.
قال ابن الأنباري: (.. والأشرار، إنما جازت إمالته وإن كان فيه راء مفتوحة، والراء المفتوحة تمنع من الإمالة، لأن فيه راء مكسورة، والراء المكسورة تجلب الإمالة، وإنما غلبت الراء المكسورة في جلب الإمالة على الراء المفتوحة المانعة من الإمالة لأن الراء المكسورة أقوى، والراء المفتوحة أضعف، فلما تعارضا في جلب الإمالة وسلبها كان الأقوى أولى من الأضعف) ). [معجم القراءات: 8/117]
قوله تعالى: {أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ (63)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (14 - قَوْله {من الأشرار} 62 {أتخذناهم} 63
قَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَابْن عَامر وَعَاصِم (الأشرار أتخذنهم) بِقطع الْألف
وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي (الأشرار اتخذنهم) بِأَلف مَوْصُولَة
وأمال الرَّاء من {الأشرار} أَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي وَفتحهَا ابْن كثير وَعَاصِم
وَقَرَأَ نَافِع بإشمام الرَّاء الإضجاع). [السبعة في القراءات: 556] (م)
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (15 - قَوْله {سخريا} 63
قَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر وَعَاصِم {سخريا} كسرا
وروى الْمفضل عَن عَاصِم {سخريا} بِالضَّمِّ
وَقَرَأَ نَافِع وَحَمْزَة والكسائي {سخريا} ضما). [السبعة في القراءات: 556]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (الأشرار اتخذناهم) وصل عراقي- غير عاصم-). [الغاية في القراءات العشر: ٣81]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (الأشرار * اتخذناهم) [62-63]: وصل: عراق غير عاصم وأيوب). [المنتهى: 2/936]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي (من الأشرار أتخذناهم) موصولة الألف على الخبر والابتداء بالكسر، وقرأ الباقون بقطع الألف، جعلوها ألف استفهام والابتداء بالفتح). [التبصرة: 321]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (أبو عمرو، وحمزة، والكسائي: {من الأشرار * اتخذناهم} (62، 63): بوصل الألف، وإذا ابتدؤوا كسروها.
والباقون: بقطعها في الحالين). [التيسير في القراءات السبع: 436]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وحمزة، والكسائي: {سخريا} (63): بضم السين.
والباقون: بكسرها). [التيسير في القراءات السبع: 436]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (أبو عمرو ويعقوب وحمزة والكسائيّ وخلف: (من الأشرار اتخذناهم) بوصل الألف وإذا ابتدؤوا كسروها، والباقون بقطعها في الحالين). [تحبير التيسير: 532]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (سخريا) قد ذكر في المؤمنين). [تحبير التيسير: 532]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([62، 63]- {الْأَشْرَارِ * أَتَّخَذْنَاهُمْ} وصل: أبو عمرو وحمزة والكسائي). [الإقناع: 2/748] قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (1003- .... .... .... .... .... = وَوَصْلُ اتَّخَذْناَهُمْ حَلاً شَرْعُهُ وِلاَ). [الشاطبية: 80]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ( [1003] وآخر لـ(لبصري) بضم وقصره = ووصل اتخذناهم (حـ)ـلا (شـ)ـرعه ولا
...
و{اتخذنهم} بوصل الهمزة، على أنه صفة لـ{رجالًا}، وكذلك {كنا نعدهم من الأشرار}: صفة أيضًا. و{أم} بعده، منقطعةٌ على معني: (بل) أزاغت عنهم الأبصار، «أي: مالنا لا نراهم في النار، بل أزاغت عنهم أبصارنا، فلا نراهم وهم فيها» وقد خفي مكانهم علينا.
[فتح الوصيد: 2/1215]
ويجوز أن تقدر همزة الاستفهام محذوفة، لدلالة {أم} عليها، فيتخذ معنى القراءتين.
ومن قطع الهمزة، جعلها للإنكار، أنكروا على أنفسهم اتخاذهم سخريًا، وزيغ أبصارهم عنهم في الدنيا. وإليه ذهب الحسن.
قال: «كل ذلك قد فعلوا، اتخذوهم سخريًا، وزاغت أبصارهم عنهم، محقرة لهم».
ويجوز أن تكون (أم) منقطعة على ما ذكرته أولا، كقولك: (أزيدٌ عندك أم عمرو)، على معنى: بل أعندك عمرو.
و(ولاء) بالكسر، وقد سبق معناه). [فتح الوصيد: 2/1216]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [1003] وآخرُ للبصري بضم وقصره = ووصل اتخذناهم حلا شرعه ولا
ح: (آخرُ): مبتدأ، (بضم): خبر، و(قصره): عطف على (بضم) (للبصري): حال، (وصل): مبتدأ، أضيف إلى (اتخذناهم)، (حلا): خبر، (شرعه): فاعله، (ولا)- بالكسر -: حال، أي: ذا متابعة، أو مفعول له، أي: للمتابعة.
[كنز المعاني: 2/579]
ص: قرأ أبو عمرو البصري: (وأخر من شكله أزواجٌ) [58] بضم الهمزة وقصرها على أنه جمع (أخرى)، نحو: (كبر) و (كبرى)، أي: عقوبات أُخر من شكله أزواج، والباقون: بفتح الهمزة ومدةٍ على وزن (أفعل)، أي: عذاب آخر، وأخبر بالجمع عنه، لأنه ألوان، نحو: (عذابُ زيدٍ أنواعٌ).
وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي: {اتخذناهم سخريًا} [63] بوصل الهمزة الساقطة في الدرج على الإخبار، لأن المشركين لم يشكوا في اتخاذ المؤمنين سخريًا، ولهذا مدحها بقوله: (حلا شرعه)، فـ {أم}: على هذا منقطعة بمعنى (بل)، أو همزة الاستفهام محذوفة، و {أم} متصلة، والباقون: بقطع الهمزة على أنها همزة استفهام اجتمعت مع همزة الوصل من {اتخذناهم}، فانحذفت، والمعنى: شكهم في اتخاذ المؤمنين سخريًّا، وليسوا كذلك، فلم يدخلوا معهم النار). [كنز المعاني: 2/580] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وقرئ: {أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا} بوصل الهمزة، فتذهب في الدرج وتكسر إذا ابتدئ بها، وقرئت بالقطع فتفتح مطلقا.
فإن قلتَ: من أين علم أن همزة القطع هنا مفتوحة؟
قلتُ: من جهة أنها همزة في أول فعل ماض فلا تكون إذا كانت للقطع إلا مفتوحة؛ لأنها همزة استفهام هنا وتقع في غير الاستفهام في نحو أكرم لا تخرج همزة الفعل الماضي المقطوعة عن ذلك و{أَتَّخَذْنَاهُم} بالوصل جملة صفة واقعة لرجالا بعد صفة وبالقطع على أنه استفهام إنكار على أنفسهم وأم بعد الاستفهام متصلة وبعد الخبر منقطعة، وولا بالكسر حال؛ أي: ذا ولاء؛ أي: متابعة أو يكون مفعولا من أجله؛ أي: حلا شرعه من أجل ما لزمه من المتابعة ويجوز أن يكون تمييزا؛ أي: حلت متابعة شرعه). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/136]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (1003 - .... .... .... .... = ووصل اتّخذناهم حلا شرعه ولا
....
وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي: اتّخذتهم سخريّا بوصل الهمزة أي بجعلها همزة وصل تسقط في الدرج أي في وصل اتّخذتهم بكلمة الْأَشْرارِ، فإذا وقف على الْأَشْرارِ فيبدأ بكسر همزة اتّخذتهم وقرأ الباقون بقطع الهمزة مفتوحة وصلا وبدءا). [الوافي في شرح الشاطبية: 353]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مِنَ الْأَشْرَارِ أَأَتَّخَذْنَاهُمْ فَقَرَأَ الْبَصْرِيَّانِ،
[النشر في القراءات العشر: 2/361]
وَحَمْزَةُ، وَالْكِسَائِيُّ، وَخَلَفٌ بِوَصْلِ هَمْزِ أَأَتَّخَذْنَاهُمْ عَلَى الْخَبَرِ وَالِابْتِدَاءِ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِقَطْعِ الْهَمْزَةِ مَفْتُوحَةً عَلَى الِاسْتِفْهَامِ). [النشر في القراءات العشر: 2/362]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ الْخِلَافُ فِي سِخْرِيًّا فِي الْمُؤْمِنِينَ). [النشر في القراءات العشر: 2/362]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ البصريان وحمزة والكسائي وخلف {أتخذناهم} [63] بوصل الهمزة وابتدائها بالكسر خبرًا، والباقون بقطعها مفتوحة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 664]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({سخريًا} [63] ذكر في المؤمنون). [تقريب النشر في القراءات العشر: 664]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (890- .... .... .... .... .... = قطع اتّخذنا عمّ نل دم .... ). [طيبة النشر: 94]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (قطع اتخذنا) أي قرأ مدلول عم وعاصم وابن كثير بقطع همزة «أتخذناهم سخريا» مفتوحة، والباقون بوصلها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 304]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ مدلول المدنيان، وابن عامر، ونون (نل) عاصم، ودال (دم) ابن كثير: أتّخذنهم سخريّا [ص: 63] بجعل الهمزة همزة وصل، وهو إخبار لتحققهم سخريتهم في الدنيا صفة [وحالا، أي: رجالا عددناهم من الأشرار، وأم [ص: 63] منقطعة]، والباقون بجعلها همزة قطع للاستفهام، أصلها: «أاتخذناهم»، حذفت همزة الوصل استغناء عنها، وأم [ص: 63] متصلة على الأفصح). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/536]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أَتَّخَذْنَاهُم" [الآية: 63] فأبو عمرو وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف بوصل الهمزة بما قبلها ويبتدأ لهم بكسر همزة على الخبر، وتكون الجملة في محل نصب صفة ثانية لرجالا [إتحاف فضلاء البشر: 2/423]
وأم منقطعة أي: بل أزاغت كقولك إنها لا بل أم شاء أي: بل شاء، وافقهم الأعمش واليزيدي، والباقون بقطع الهمزة مفتوحة وصلا وابتداء على الاستفهام وأم متصلة لتقدم الهمزة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/424]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "سُخْرِيًّا" بضم السين نافع وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف، والباقون بكسرها وسبق مبينا بالمؤمنين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/424]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر اتفاقهم على عدم إمالة "زاغت" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/424]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ا تخذناهم} [63] قرأ البصري والأخوان بوصل همزه، فتنطق في حال الوصل بتاء مشددة بعد الراء المكسورة، وتبدأ بهمزة مكسورة، والباقون بهمزة قطع مفتوحة في الحالين). [غيث النفع: 1057]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {سخريا} قرأ نافع والأخوان بضم السين، والباقون بالكسر.
وكيفية قراءة هذه الآية من قوله تعالى {وقالوا ما لنا} [62] إلى {الأبصار} والوقف عليه تام على الأصح:
أن تبدأ بقالون بالفتح والتسكين والقطع والضم، واندرج معه الشامي وعاصم، وتخلفا في {سخريا} فتعطفهما منه بكسر السين.
ثم تأتي بضم الميم لقالون، ويندرج معه المكي، ويتخلف في {سخريا} فتعطفه منه بالكسر.
ثم تأتي بورش بالتقليل والقطع والضم، ولا يندرج معه أحد.
ثم البصري بالإمالة ووصل {أتخذناهم} وكسر سين {سخريا} واندرج معه علي وتخلف في {سخريا} فتعطفه منه بالضم.
ثم تعطف حمزة بالسكت في {الأشرار} وتقليله، والوصل والضم والتقليل والسكت في {الأبصار}.
ثم خلاد بعدم السكت في {الأشرار} وتقليله، والوصل والضم والنقل في {الأبصار} ). [غيث النفع: 1057]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ (63)}
{أَتَّخَذْنَاهُمْ}
- قرأ أبو عمرو والكسائي وحمزة ويعقوب والأعمش واليزيدي وخلف وعبد الله بن مسعود وأصحابه (اتخذناهم) بهمزة وصل من غير استفهام.
وكان أبو عبيد وأبو حاتم يميلان إلى هذه القراءة، وهي إما أن تكون على الخبر، أو أن الاستفهام مضمر، والتقدير: أتفقدونهم أم زاغت عنهم الأبصار، ودلت (أم) على الاستفهام المحذوف.
[معجم القراءات: 8/117]
- وقرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير وابن عامر وحفص عن عاصم والأعرج والحسن وقتادة وشيبة (أتخذناهم) بهمزة الاستفهام، وحذف همزة الوصل للاستغناء عنها.
ووجدت في بعض المراجع ابن كثير مذكورًا مع قراء القراءة الأولى بهمزة الوصل، وأغلبها لا يذكر هذا، ويتركه مع القراء بهمزة القطع.
ومما سبق فإن من قرأ بهمزة وصل لا يقف على لفظ (الأشرار)؛ لأن (اتخذناهم) حال أو نعت للرجال.
ومن قرأ (أتخذناهم) بقطع الألف يقف على (الأشرار)، ثم يستفهم. وإذا ابتدأوا بالفعل، فمن قرأ بهمزة الوصل نطق بها مكسورة، ومن قرأ بهمزة الاستفهام نطق بها مفتوحة، وكذا إذا وصل من غير وقف.
{سِخْرِيًّا}
- قرأ عبد الله وأصحابه ومجاهد والضحاك وأبو جعفر وشيبة والأعرج والمفضل عن عاصم وهبيرة ويحيى والأعمش ونافع وحمزة والكسائي وخلف (سخريًا) بضم السين.
- وقرأ الحسن وأبو رجاء وعيسى بن عمر وأبن محيصن واليزيدي الحسن وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وحفص عن عاصم
[معجم القراءات: 8/118]
(سخريًا) بكسر السين.
وتقدم هذا في الآية/110 من سورة المؤمنين.
- أمال حمزة (زاغ) واستثنى موضعين اثنين:
الأول هو الآية/10 في سورة الأحزاب.
والثاني هو هذه الآية/63 من هذه السورة، وعبارة بعض المتقدمين تقتضي الإطلاق في الإمالة، وانفرد ابن مهران بإمالته عن خلاد نصًا، وهي رواية العبسي والعجلي عن حمزة.
قال في النشر: (وقد خالف ابن مهران في ذلك سائر الرواة والله أعلم).
قلت: استثنى ابن مجاهد من قراءة الإمالة آية الأحزاب، ولم يستثن آية سورة/ص هذه.
وفي المبسوط للأصبهاني: (وزاد خلاد وإبراهيم عن سليم (زاغت) أي: بالإمالة عن حمزة) ). [معجم القراءات: 8/119]
قوله تعالى: {إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ (64)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (تَخَاصُمُ) بنصب الميم، الباقون رفع وهو الاختيار على البدل من الحق). [الكامل في القراءات العشر: 629]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ (64)}
{تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ}
- قرأ الجمهور (تخاصم أهل...) بالرفع مضافًا إلى أهل، بدل من (حق)، أو هو خبر مبتدأ محذوف، وهو تخاصم، أو هو خبر ثانٍ لـ(إن). والرابع أن يكون بدلًا من (ذلك) على الموضع.
- وقرأ أبو الجوزاء وأبو الشعثاء وأبو عمران الجوني وابن أبي عبلة
[معجم القراءات: 8/119]
(تخاصم أهل...) بنصب الميم وجر (أهل).
أما نصب تخاصم: فهو عند الزمخشري صفة لـ(ذلك)، وعند الرازي بدل من (ذلك).
- وقرأ أبو مجلز وأبو العالية وأبو المتوكل وابن السميفع (تخاصم أهل...).
تخاصم: فعل ماضٍ، أهل: فاعل.
- وقرأ ابن محيصن (تخاصم أهل النار) بتنوين الأول ورفع الثاني.
{النَّارِ}
- سبقت الإمالة فيه، وانظر الآية/39 من سورة البقرة، والآية/16 من سورة آل عمران). [معجم القراءات: 8/120]