تفسير قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (66)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (هل: تكون للاستفهام...، ويجعلونها أيضا بمعنى: (ما) في قوله: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ}، و: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ}، و: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ}، و: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ}؟، و: {فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ}؟.
هذا كله عندهم بمعنى: (ما).
وهو والأوّل عند أهل اللغة تقرير). [تأويل مشكل القرآن: 538-539](م)
تفسير قوله تعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ (67)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {الأخلّاء يومئذ بعضهم لبعض عدوّ إلّا المتّقين}
جاء في التفسير عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((الأخلاء أربعة: مؤمنان وكافران, فمات أحد المؤمنين, فسئل عن خليله فقال: ما علمته إلا أمّارا بالمعروف نهّاء عن المنكر، اللهم اهده كما هديتني، وأمته على ما أمتني عليه.
وسئل الكافر عن خليله فقال: ما علمته إلا أمّارا بالمنكر نهّاء عن المعروف، اللهم أضلله كما أضللتني، وأمته على ما أمتني عليه، فإذا كان يوم القيامة أثنى كل واحد على صاحبه شرّا)) ). [معاني القرآن: 4/418]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}
قال مجاهد: أصحاب المعاصي, متعادون يوم القيامة.
وقال الحارث: سئل علي بن أبي طالب عن قوله جل وعز: {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو}, فقال: خليلان مؤمنان وخليلان كافران مات أحد المؤمنين فبشر بالجنة , فقال: اللهم لا تضل خليلي حتى يبشر بما بشرت به, وترضى عنه كما رضيت عني , فلما مات جمع بينهما , فقال له: جزاك الله من خليل, ومن أخ, وصاحب خيرا, فنعم الخليل كنت.
والكافران يقول أحدهما لصاحبه: بئس الخليل, والصاحب كنت. ثم قرأ: {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}).
وقال مجاهد, قال ابن عباس : أحب لله , وأبغض لله , ووال لله, وعاد لله, فإنه إنما ينال ما عند الله بهذا , ولن ينفع أحد كثرة صومه , وصلاته, وحجه حيى يكون هكذا , وقد صار الناس اليوم يحبون , ويبغضون للدنيا, ولن ينفع ذلك أهله , ثم قرأ : {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين} ). معاني القرآن: 6/3803]
تفسير قوله تعالى: {يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (68)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله:{يا عباد لا خوفٌ عليكم اليوم...}.
وهي في قراءة أهل المدينة: {يا عبادي} بإثبات الياء، والكلام, وقراءة العوام على حذف الياء). [معاني القرآن: 3/37]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عز وجل {يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون}
وتقرأ (يا عبادي)بإثبات الياء، وقد فسرنا حذف الياء, وإثباتها في مثل هذا فيما سلف من الكتاب). [معاني القرآن: 4/419]
تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (69)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {الّذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين}
{الذين}: في موضع نصب على النعت لعبادي، لأن عبادي منادى مضاف، وإنّما قيل {لا خوف عليكم اليوم} للمؤمنين لا لغيرهم، وكذلك: {ادخلوا الجنّة لا خوف عليكم} يعنى: يا عبادي المؤمنين ادخلوا الجنّة). [معاني القرآن: 4/419]
تفسير قوله تعالى: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({تحبرون}: تسرون، محبور: مسرور.
قال العجاج: فالحمد لله الذي أعطى الحبر). [مجاز القرآن: 2/205]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({تحبرون} أي: تسرون. و«الحبرة»: السرور). [تفسير غريب القرآن: 400]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله:{أنتم وأزواجكم تحبرون}
{تحبرون}: تكرمون إكراما يبالغ فيه، والحبرة المبالغة فيما وصف بجميل). [معاني القرآن: 4/419]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون}
قال يحيى بن أبي كثير: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: {أنتم وأزواجكم تحبرون}, قال: ((اللذة والسماع بما شاء الله من ذكره)).
قال قتادة: {تحبرون}: تنعمون). [معاني القرآن: 6/383-384]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({تحبرون} أي: تنعمون, {وأزواجكم}: نساؤكم). [ياقوتة الصراط: 461]
تفسير قوله تعالى: {يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (71)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وأكوابٍ...}, والكوب: المستدير الرأس الذي لا أذن له، قال عدي:
خيرٌ لها إن خشيت حجرة = مـــن ربّـهــا زيـــدٍ بــــن أيــــوب
مــتــكــئــا تـــصـــفـــق أبــــوابـــــه = يسقي عليـه العبـد بالكـوب
وقوله: {تشتهي الأنفس...}, وفي مصاحف أهل المدينة: (تشتهيه الأنفس وتلدّ)). [معاني القرآن: 3/37]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وأكوابٍ}، (الأكواب): الأبارق التي لا خراطيم لها). [مجاز القرآن: 2/206]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({الأكواب}: واحدها كوب وهي الأباريق التي لا خراطيم لها). [غريب القرآن وتفسيره: 334]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({الأكواب}: الأباريق لا عرى لها،
ويقال: ولا خراطيم, واحدها: «كوب»). [تفسير غريب القرآن: 400]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذّ الأعين وأنتم فيها خالدون}
"الصحاف" واحدها صحفة, وهي القصعة، والأكواب واحدها كوب, وهو إناء مستدير لا عروة له.
وقوله: {وفيها ما تشتهي الأنفس}
وقرئت (تشتهيه الأنفس) بإثبات الهاء، وأكثر المصاحف بغيرها، وفي بعضها الهاء). [معاني القرآن: 4/419]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( ثم قال جل وعز: {يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب}
روى سعيد, عن قتادة قال: الأكواب دون الأباريق, قال: وبلغني: أنها مدورة,
وكذلك هي عند أهل اللغة إلا أنها لا آذان لها ولا عرى). [معاني القرآن: 6/384]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الأَكْوَابٍ}: كيزان لا آذان لها). [العمدة في غريب القرآن: 269]