التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {لولا نزّل هذا القرآن على رجلٍ مّن القريتين عظيمٍ}.
ومعناه: على أحد رجلين عنى نفسه, وأبا مسعود الثقفي، وقال هذا الوليد بن المغيرة المخزومي، والقريتان: مكة والطائف). [معاني القرآن: 3/31]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وقالوا لولا نزّل هذا القرآن} معناها : هلا). [مجاز القرآن: 2/203]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وقالوا لولا نزّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم}
المعنى: على رجل من رجلي القريتين عظيم، والرجلان: أحدهما الوليد ابن المغيرة المخزومي من أهل مكة، والآخر حبيب بن عمرو بن عمير الثقفي من أهل الطائف، والقريتان ههنا مكة والطائف.
ويجوز {لولا نزّل} أي: لولا نزّل اللّه هذا القرآن،, ويجوز لولا نزل هذا القرآن.
ومعنى: {لولا}: هلّا, ولم يقرأ بهاتين الأخريين، إنما القراءة {نزّل}.
و{هذا} في موضع رفع، والقرآن ههنا مبيّن عن هذا ويسميه سيبويه عطف البيان، لأن لفظه لفظ الصفة، ومما يبين أنه عطف البيان قولك مررت بهذا الرجل وبهذه الدار، و{هذا القرآن} إنما يذكر بعد هذا اسما يبين بها اسم الإشارة). [معاني القرآن: 4/409]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم}
قال ابن عباس: القريتان مكة , والطائف.
قال قتادة: الرجلان أبو مسعود الثقفي, واسمه عروة بن مسعود من أهل الطائف, والوليد بن المغيرة بن عبد الله المخزومي من أهل مكة.
قال مجاهد: الرجلان عتبة بن ربيعة من أهل مكة, وأبو مسعود الثقفي واسمه: عمير بن عمرو بن مسعود.
قال أبو جعفر: روي هذا عن جماعة ثقات منهم ابن جريج, وابن أبي نجيح .
وروى ذلك عن قتادة الثقات أيضا إلا أن قول قتادة أشبه بالصواب لأن معمرا روى عنه أنه قال: قال الوليد بن المغيرة : لو كان ما يقول محمد حقا أنزل علي, أو على أبي مسعود الثقفي. فخبر قتادة بسبب نزول الآية.
قال أبو العباس: التقدير في العربية : على رجل من رجلين, من القريتين .
قال أبو جعفر: حقيقة التقدير في العربية : على رجل من رجلي القريتين كما قال سبحانه: {واسأل القرية}). [معاني القرآن: 6/351-352]
تفسير قوله تعالى: {أهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (32)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ورفعنا بعضهم فوق بعضٍ درجاتٍ...}.
فرفعنا المولى فوق عبده، وجعلنا بعضهم يسبي بعضا، فيكون العبد , والذي يسبي مسخّرين لمن فوقهما.
وقوله: {لّيتّخذ بعضهم بعضاً سخريّاً...}، و"سخريّاً" , وهما واحد هاهنا وفي:{قد أفلح}، وفي ص - سواء الكسر فيهن , والضم لغتان). [معاني القرآن: 3/31]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ {أهم يقسمون رحمت ربّك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدّنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتّخذ بعضهم بعضا سخريّا ورحمت ربّك خير ممّا يجمعون}
أي قولهم: لم لم ينزل هذا القرآن على غير محمد عليه السلام اعتراض منهم، وليس تفضل اللّه عزّ وجلّ يقسمه غيره.
ولما أتى النبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة , قالت العرب أو أكثرها: كيف لم يرسل اللّه ملكا وكيف أرسل اللّه بشرا؟!, فقال اللّه عزّ وجلّ: {وما أرسلنا من قبلك إلّا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى}.
وقال: {أكان للنّاس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم}.
فلما سمعوا أن الرسالة كانت في رجال من أهل القرى قالوا: { لولا نزل على أحد هذين الرجلين }.
وقال عزّ وجلّ : {أهم يقسمون رحمت ربّك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدّنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات}
قكما فضلنا بعضهم على بعض في الرزق وفي المنزلة، كذلك اصطفينا للرسالة من نشاء.
وقوله:{ليتّخذ بعضهم بعضا سخريّا}.
و {سخريا}: أي: ليستعمل بعضهم بعضا، ويستخدم بعضهم بعضا.
وقيل {سخريّا}: أي، يتخذ بعضهم بعضا عبيدا.
ثم أعلم - عزّ وجلّ - أن الآخرة أحظّ من الدنيا فقال: {ورحمت ربّك خير ممّا يجمعون}). [معاني القرآن: 4/409-410]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا}
أي: كما قسمنا بينهم الأرزاق, وفضلنا بعضهم على بعض كذلك فضلنا بعضهم على بعض بالاصطفاء بالرسالة, ثم قال جل وعز: {ليتخذ بعضهم بعضا سخريا}
أي: ليكون بعضهم لبعض خولا, وسخري وسخري واحد
ثم أخبر جل وعز أن ما عنده من الرحمة خير فقال: {ورحمة ربك خير مما يجمعون}
وقرأ الحسن: (تجمعون) بالتاء). [معاني القرآن: 6/353]
تفسير قوله تعالى: {وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولولا أن يكون النّاس أمّةً واحدةً...}.
أن في موضع رفع.
وقوله: {لّجعلنا لمن يكفر بالرّحمن لبيوتهم...}.
إن شئت جعلت اللام مكررة في لبيوتهم، كما قال: {يسألونك عن الشّهر الحرام قتالٍ فيه}، وإن شئت جعلت اللامين مختلفتين , كأنّ الثانية في معنى على كأنه قال: لجعلنا لهم على بيوتهم سقفاً، وتقول للرجل في وجهه: جعلت لك لقومك الأعطية، أي جعلته من أجلك لهم.
و{السّقف} قرأها عاصم والأعمش والحسن {سقفاً}, وإن شئت جعلت واحدها سقيفة، وإن شئت جعلت سقوفا، فتكون جمع الجمع كما قال الشاعر:
حتى بلت حلاقيم الحلق = أهوى لأدنى فقرة على شفق
ومثله قراءة من قرأ {كلوا من ثمره}, وهو جمع، وواحده ثمار، وكقول من قرأ:{فرهنٌ مقبوضة}, واحدها رهان ورهون, وقرأ مجاهد وبعض أهل الحجاز {سقفاً} كالواحد مخفف؛ لأن السّقف مذهب الجماع). [معاني القرآن: 3/31-32]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({سقفاً من فضّةٍ}, واحدها سقفٌ, مجازها مجاز رهنٍ ورهنٍ .
قال قعنب بن أم صاحب:-
بانت سعاد وأمسى دونهـا عـدن = وغلقت عندها من قبلك الرّهن
ومن قال: سقفاً, فهو جمع: السقفة). [مجاز القرآن: 2/203]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ومعارج}: المعارج: الدرج .
قال جندل بن المثنى:
يا ربّ ربّ البيت ذي المعارج).
[مجاز القرآن: 2/203-204]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({ولولا أن يكون النّاس أمّةً واحدةً لّجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفاً مّن فضّةٍ ومعارج عليها يظهرون}
وقال: {ومعارج عليها يظهرون}, ومثله قول العرب "مفاتح" و"مفاتيح" , و"معاطٍ" في "المعطاء" , و"أثافٍ" من "الأثفيّة" , وواحد "المعارج" "المعراج", ولو شئت قلت في جمعه "المعاريج"). [معاني القرآن: 4/13]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ولولا أن يكون النّاس أمّةً واحدةً} أي: كفارا كلهم.
والمعارج: الدرج. يقال: عرج، أي صعد, ومنه «المعراج»، كأنه سبب إلى السماء أو طريق.
{عليها يظهرون} أي: يعلون, يقال: ظهرت على البيت، إذا علوت سطحه). [تفسير غريب القرآن: 397]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وأعلم قلّة الدنيا عنده عزّ وجلّ فقال: {ولولا أن يكون النّاس أمّة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرّحمن لبيوتهم سقفا من فضّة ومعارج عليها يظهرون}
ويقرأ سقفا من فضة، ويجوز سقفا بسكون القاف وضم السين، فمن قال: سقفا, وسقفا فهو جمع: سقف, كما قيل: رهن, ورهن ورهن، ومن قال سقفا فهو واحد يدلّ على الجمع .
المعنى: جعلنا لبيت كل واحد منهم سقفا من فضة.
وقوله: {ومعارج عليها يظهرون}
{معارج}: درج, واحدها معرج.
المعنى: وجعلنا معارج من فضة، وكذلك: {أبوابا وسررا عليها يتّكئون}). [معاني القرآن:4/410-411]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( وقوله: {ولولا أن يكون النّاس أمّة واحدة}
أي: لولا أن تميل بهم الدنيا , فيصير الخلق كفارا ؛ لأعطى اللّه الكافر في الدنيا غاية ما يتمنى فيها ؛ لقلّتها عنده، ولكنه عزّ وجلّ لم يفعل ذلك؛ لعلمه بأن الغالب على الخلق : حبّ العاجلة). [معاني القرآن: 4/411]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله - عزّ وجلّ -: (لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم) يصلح أن يكون بدلا من قوله {لمن يكفر بالرحمن}, ويكون المعنى لجعلنا لبيوت من يكفر بالرحمن، ويصلح أن يكون لبيوتهم على معنى لجعلنا لمن يكفر بالرحمن على بيوتهم). [معاني القرآن: 4/412]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون}
في معنى الآية قولان:
- قال الحسن وقتادة: لولا أن يكفر الناس جميعا, لفعلنا هذا .
قال أبو جعفر: ومعنى هذا القول: لولا أن يميل الناس إلى الدنيا فيكفروا , لأعطينا الكافر , هذا لهوان الدنيا على الله عز وجل.
- والقول الآخر: قاله الكسائي: قال المعنى: لولا إرادتنا أن يكون في الكفار غني وفقير, وفي المسلمين مثل ذلك, لأعطينا الكفار من الدنيا, هذا لهوانها على الله جل وعز .
قال الفراء: يجوز أن يكون معنى (لبيوتهم) على بيوتهم.
قال أبو جعفر: روى سفيان, عن إسماعيل, عن الشعبي: {سقفا من فضة}: قال: جزوعا, و{معارج}, قال: درجا عليها يظهرون, قال: يصعدون.
وقرأ جماعة سقفا من فضة , وأنكر هذه القراءة بعض أهل اللغة , وقال: لو كان كذا, لقال عليه .
قال أبو جعفر: وهذا لا يلزم لأنه يجوز أن يكون عليها للدرج). [معاني القرآن: 6/353-355]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({ومعارج عليها يظهرون} أي: نجعل للسقوف درجا, يصعدون عليها إلى السقوف). [ياقوتة الصراط: 459-460]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَظْهَرُونَ}: أي يعلون). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 222]
تفسير قوله تعالى: {وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (34)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({أبوابا وسررا عليها يتّكئون} أي: أبوابا من فضة وسررا من فضة). [معاني القرآن: 4/411]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {ولبيوتهم أبوابا}
أي : من فضة وسررا , أي: من فضة وزخرفا .
روى شعبة , عن الحكم , عن مجاهد قال: كنت لا أدري ما معنى: {وزخرفا} حتى وجدته في قراءة عبد الله بن مسعود :{وذهبا} .
قال أبو جعفر: في معناه قولان:
أحدهما: أن المعنى: وجعلنا لهم زخرفا, أي: غنى
والآخر: أن المعنى: من فضة, ومن زخرف, ثم حذف من ونصب). [معاني القرآن: 6/355-356]
تفسير قوله تعالى: {وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (35)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وزخرفاً...}.
وهو الذهب، وجاء في التفسير نجعلها لهم من فضة , ومن زخرف، فإذا ألقيت من الزخرف , نصبته على الفعل , توقعه عليه أي : وزخرفا، تجعل ذلك لهم منه.
وقال آخرون: ونجعل لهم مع ذلك ذهبا, وغنى مقصور, فهو أشبه الوجهين بالصواب). [معاني القرآن: 3/32]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وزخرفاً وإن كلّ ذلك لمّا متاع الحياة الدّنيا والآخرة عند ربّك للمتّقين}
وقال: {وإن كلّ ذلك لمّا متاع الحياة الدّنيا} خفيفة منصوبة اللام, وقال بعضهم {لمّا} فثقّل ونصب اللام, وضعف الميم, وزعم أنها في التفسير الأول {إلاّ}, وأنها من كلام العرب). [معاني القرآن: 4/13]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ((والزخرف): الذهب). [تفسير غريب القرآن: 397]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({لمّا}: تكون بمعنى {لم} في قوله: {بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ} أي: بل لم يذوقوا عذاب.
وتكون بمعنى {إلّا}، قال تعالى: {وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}أي: إلّا متاع الحياة الدنيا، {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} أي: إلّا عليها، وهي لغة هذيل مع {إن} الخفيفة التي تكون بمعنى {ما}.
ومن قرأ {وإن كلّ ذلك لما متاع} بالتخفيف {إن كلّ نفسٍ لما عليها حافظٌ} جعل {ما} صلة، وأراد: وإن كلّ ذلك لمتاع الحياة، وإن كلّ نفس لما عليها حافظ). [تأويل مشكل القرآن: 542]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {وزخرفا وإن كلّ ذلك لمّا متاع الحياة الدّنيا والآخرة عند ربّك للمتّقين}
{وزخرفا}: الزخرف - جاء في التفسير أنه ههنا الذهب، إلا زيد بن أسلم فإنه قال: هو متاع البيت، والزخرف في اللغة الزينة وكمال الشيء فيها، ودليل ذلك قوله: {حتى إذا أخذت الأرض زخرفها} أي: كمالها وتمامها.
{وإن كلّ ذلك لمّا متاع الحياة الدّنيا والآخرة} معناه: وما كل ذلك إلا متاع الحياة الدنيا، ويقرأ: {لما متاع}, و "ما" ههنا لغو، المعنى: لمتاع). [معاني القرآن: 4/411]