العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الزخرف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 03:24 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير سورة الزخرف [من الآية(1)إلى الآية(8)]

{حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4) أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ (5) وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ (6) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (7) فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ (8)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 03:25 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (حم (1) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى {حم (1) والكتاب المبين (2) إنّا جعلناه قرآنًا عربيًّا لّعلّكم تعقلون}
قال أبو جعفرٍ: قد بيّنّا فيما مضى قوله {حم} بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع). [جامع البيان: 20/545]

تفسير قوله تعالى: (وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {والكتاب المبين} قسمٌ من اللّه تعالى أقسم بهذا الكتاب الّذي أنزله على نبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: {والكتاب المبين} لمن تدبّره وفكّر في عبره، وعظاته، هداه، ورشده، وأدلّته على حقيقته، وأنّه تنزيلٌ من حكيمٍ حميدٍ، لا اختلاقٌ من محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم ولا افتراءٌ من أحدٍ
{إنّا جعلناه قرآنًا عربيًّا} يقول: إنّا أنزلناه قرآنًا عربيًّا بلسان العرب، إذ كنتم أيّها المنذرون به من رهط محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم عربًا {لّعلّكم تعقلون} يقول: لتعقلوا معانيه وما فيه من مواعظ، ولم ينزله بلسان العجم، فيجعله أعجميًّا، فتقولوا: نحن عربٌ، وهذا كلامٌ أعجميّ لا نفقه معانيه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، {حم (1) والكتاب المبين} هو هذا الكتاب المبين.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {حم (1) والكتاب المبين} مبينٌ واللّه بركته، وهداه ورشده). [جامع البيان: 20/545-546]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {إنّا جعلناه قرآنًا عربيًّا} يقول: إنّا أنزلناه قرآنًا عربيًّا بلسان العرب، إذ كنتم أيّها المنذرون به من رهط محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم عربًا {لّعلّكم تعقلون} يقول: لتعقلوا معانيه وما فيه من مواعظ، ولم ينزله بلسان العجم، فيجعله أعجميًّا، فتقولوا: نحن عربٌ، وهذا كلامٌ أعجميّ لا نفقه معانيه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل). [جامع البيان: 20/545] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 1 - 3 أما قوله تعالى: {إنا جعلناه قرآنا عربيا}.
أخرج ابن مردويه، عن طاووس رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى ابن عباس من حضرموت فقال له: يا ابن عباس اخبرني عن القرآن أكلام من كلام الله أم خلق من خلق الله قال: بل كلام من كلام الله، أو ما سمعت الله يقول: (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله) (التوبة الآية 6) فقال له الرجل: أفرأيت قوله {إنا جعلناه قرآنا عربيا} قال: كتبه الله في اللوح المحفوظ بالعربية، أما سمعت الله يقول (بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ) (البروج الآية 22) المجيد: هو العزيز أي كتبه الله في اللوح المحفوظ). [الدر المنثور: 13/183]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن مقاتل بن حيان رضي الله عنه قال: كلام أهل السماء العربية، ثم قرأ {حم والكتاب المبين} {إنا جعلناه قرآنا عربيا} الآيتين). [الدر المنثور: 13/183]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وإنه في أم الكتب لدينا قال في أصل الكتاب وجملته عندنا). [تفسير عبد الرزاق: 2/194]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا وكيعٌ، عن العلاء بن عبد الكريم سمعه من ابن سابطٍ: {وإنّه في أمّ الكتاب لدينا لعليٌّ حكيمٌ} قال: في أمّ الكتاب كلّ شيءٍ هو كائنٌ إلى يوم القيامة). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 301]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :(وقال قتادة: " في أمّ الكتاب: جملة الكتاب أصل الكتاب " ). [صحيح البخاري: 6/130]

- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال قتادة في أمّ الكتاب جملة الكتاب أصل الكتاب قال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة في قوله وإنّه في أم الكتاب قال في أصل الكتاب وجملته). [فتح الباري: 8/569]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال قتادة في أمّ الكتاب: جملة الكتاب أصل الكتاب.
أشار به إلى قوله تعالى: {وإنّه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم} (الزخرف: 4) وفسّر قتادة بقوله جملة الكتاب وأصله وقال المفسّرون أم الكتاب اللّوح المحفوظ الّذي عند الله تعالى منه نسخ). [عمدة القاري: 19/161]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال قتادة) فيما رواه عبد الرزاق ({في أم الكتاب} جملة الكتاب أصل الكتاب) وأم كل شيء أصله والمراد المحفوظ لأنه أصل الكتب السماوية وسقط قوله وقال قتادة الخ لغير أبي ذر). [إرشاد الساري: 7/333-334]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإنّه في أمّ الكتاب لدينا لعليّ حكيمٌ}.
يقول تعالى ذكره: وإنّ هذا الكتاب في أصل الكتاب الّذي منه نسخ هذا الكتاب عندنا {لعليّ}: يقول: لذو علوٍّ ورفعةٍ، {حكيمٌ}: قد أحكمت آياته، ثمّ فصّلت فهو ذو حكمةٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب قال: حدّثنا ابن عليّة، عن هشامٍ الدّستوائيّ، عن القاسم بن أبي بزّة قال: حدّثنا عروة بن عامرٍ، أنّه سمع ابن عبّاسٍ، يقول: أوّل ما خلق اللّه القلم، فأمره أن يكتب ما يريد أن يخلق قال: فالكتاب عنده قال: {وإنّه في أمّ الكتاب لدينا لعليّ حكيمٌ}.
- حدّثني أبو السّائب قال: حدّثنا ابن إدريس قال: سمعت أبي، عن عطيّة بن سعدٍ، في قول اللّه تبارك وتعالى: {وإنّه في أمّ الكتاب لدينا لعليّ حكيمٌ} يعني القرآن في أمّ الكتاب الّذي عند اللّه منه نسخ.
- حدّثني أبو السّائب قال: حدّثنا ابن إدريس قال: سمعت مالكًا، يروي عن عمران، عن عكرمة، {وإنّه في أمّ الكتاب لدينا} قال: أمّ الكتاب القرآن.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {وإنّه في أمّ الكتاب لدينا} قال: أمّ الكتاب: أصل الكتاب وجملته.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وإنّه في أمّ الكتاب} أي جملة الكتاب أي أصل الكتاب.
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، {وإنّه في أمّ الكتاب} يقول: في الكتاب الّذي عند اللّه في الأصل.
وقوله: {لدينا لعليّ حكيمٌ} وقد ذكرنا معناه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {لدينا} أي: عندنا {لعليّ حكيمٌ} يخبر عن منزلته وفضله وشرفه). [جامع البيان: 20/546-547]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 4
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أن أول ما خلق الله من شيء القلم فأمره أن يكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة والكتاب عنده ثم قرأ {وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم} ). [الدر المنثور: 13/183-184]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه والديلمي عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض وهو عنده فوق العرش، الخلق منتهون إلى ما في ذلك الكتاب وتصديق ذلك في كتاب الله: (وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم) " . ! ). [الدر المنثور: 13/184]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وإنه في أم الكتاب} قال: في أصل الكتاب وجملته). [الدر المنثور: 13/184]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه {وإنه في أم الكتاب} قال: القرآن عند الله {في أم الكتاب} ). [الدر المنثور: 13/184]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {وإنه في أم الكتاب لدينا} قال: الذكر الحكيم فيه كل شيء كان وكل شيء يكون وما نزل من كتاب فمنه). [الدر المنثور: 13/184]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن ابن سابط رضي الله عنه في قوله: {وإنه في أم الكتاب} ما هو كائن إلى يوم القيامة وكل ثلاثة من الملائكة يحفظون فوكل جبريل عليه السلام بالوحي ينزل به إلى الرسل عليهم الصلاة والسلام وبالهلاك إذا أراد أن يهلك قوما كان صاحب ذلك ووكل أيضا بالنصر في الحروب إذا أراد الله أن ينصر ووكل ميكائيل عليه السلام بالقطر أن يحفظه ووكل ملك الموت عليه السلام بقبض الأنفس فإذا ذهبت الدنيا جمع بين حفظهم وحفظ أهل الكتاب فوجده سواء). [الدر المنثور: 13/184-185]

تفسير قوله تعالى: (أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ (5) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (- أخبرنا جويبر، عن أبي سهل، عن الحسن، قال: لم يبعث الله نبيًا إلا أنزل عليه كتابًا، فإن قبله قومه وإلا رفع، فذلك قوله عز وجل: {أفنضرب عنكم الذكر صفحًا أن كنتم قومًا مسرفين} [سورة الزخرف: 5]، أي: لا تقبلوه فتقبله قلوب نقية، قالوا: قبلنا ربنا، قالها ثلاث مرات، ولو لم يفعلوا رفع، فلم ينزل منه شيء على ظهر الأرض). [الزهد لابن المبارك: 2/466]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :(وقال مجاهدٌ: {أفنضرب عنكم الذّكر} [الزخرف: 5] : «أي تكذّبون بالقرآن، ثمّ لا تعاقبون عليه؟» ). [صحيح البخاري: 6/130]

- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهدٌ أفنضرب عنكم الذّكر صفحًا أي تكذّبون بالقرآن ثمّ لا تعاقبون عليه وصله الفريابيّ من طريق ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ بلفظه وروى الطّبريّ من طريق العوفيّ عن ابن عبّاسٍ قال أفحسبتم أن نصفح عنكم ولم تفعلوا ما أمرتم به). [فتح الباري: 8/566]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما أقوال مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 5 الزخرف {أفنضرب عنكم الذّكر صفحا} قال تكذبون بالقرآن فلا تعاقبون فيه). [تغليق التعليق: 4/306] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال مجاهدٌ: {أفنضرب عنكم الذّكر} (الزخرف: 5) أي تكذّبون بالقرآن ثمّ لا تعاقبون عليه.
أي: قال مجاهد في قوله تعالى: {أفنضرب عنكم الذّكر صفحا إن كنتم قوما مسرفين} وفسره بقوله: {أي تكذبون بالقرآن ثمّ لا تعاقبون} ؟ يعني: أفنعرض عن المكذبين بالقرآن ولا تعاقبهم؟ وقيل: معناه أفنضرب عنكم العذاب ونمسك ونعرض عنكم ونترككم فلا نعاقبكم على كفركم، وروي هذا أيضا عن ابن عبّاس، والسّديّ، وعن الكسائي: أفنطوي عنكم الذّكر طيا فلا تدعون ولا توعظون؟ وهذا من فصيحات القرآن، والعرب تقول لمن أمسك على الشّيء ما أعرض عنه صفحا والأصلح في ذلك أنّك إذا أعرضت عنه وليته صفحة عنقك، وضربت عن كذا وأضربت إذا تركته، وأمسكت عنه، وليس في بعض النّسخ، وقال مجاهد). [عمدة القاري: 19/158]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال مجاهد) مما وصله الفريابي في قوله: ({أفنضرب عنكم الذكر} [الزخرف: 5] أي تكذبون بالقرآن ثم لا تعاقبون عليه) وقال الكلبي أفنترككم سدّى لا نأمركم ولا ننهاكم). [إرشاد الساري: 7/332]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :( {أفنضرب عنكم الذّكر صفحًا أن كنتم قومًا مسرفين} [الزخرف: 5] : «مشركين، واللّه لو أنّ هذا القرآن رفع حيث ردّه أوائل هذه الأمّة لهلكوا» ). [صحيح البخاري: 6/130]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله أفنضرب عنكم الذّكر صفحًا أن كنتم قوما مسرفين مشركين)
واللّه لو أنّ هذا القرآن رفع حيث ردّه أوائل هذه الأمّة لهلكوا وصله ابن أبي حاتمٍ من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة بلفظه وزاد ولكنّ اللّه عاد عليهم بعائدته ورحمته فكرّره عليهم ودعاهم إليه). [فتح الباري: 8/569]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا هشام بن خالد ثنا شعيب ثنا سعيد عن قتادة أفنضرب عنكم الذّكر صفحا قال والله لو أن هذا القرآن رفع حين ردته أوائل هذه الأمة لهلكوا ولكن الله عاد بعائدته ورحمته فكرره عليهم ودعاهم إليه
وبه في قوله 5 الزخرف {أن كنتم قوما مسرفين} أي مشركين). [تغليق التعليق: 4/309]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال قتادة في أم الكتاب جملة الكتاب أصل الكتاب أفنضرب عنكم الذّكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين مشركين والله لو أن هذا القرآن رفع حيث رده أوائل هذه الأمة لهلكوا فأهلكنا أشد منهم بطشا ومضى مثل الأوّلين عقوبة الأوّلين جزءا عدلا
أخبرنا أحمد بن محمّد بن راشد في كتابه أن أبا بكر بن محمّد الرضي الله تبارك وتعالى رضي اللّه عنهن الرب عزّ وجلّ أخبرهم أنا عبد الرّحمن بن مكي إجازة أن الحافظ أبا طاهر السلفي أخبرهم أنا أبو بكر أحمد بن علّي بن الحسين أنا أبو علّي بن شاذان أنا أبو بكر النجاد ثنا أبو داود ثنا محمّد بن عبيد ثنا محمّد بن ثور عن معمر عن قتادة في قوله 39 الرّعد يمح الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب قال جملة الكتاب وأصله
ورواه عبد الرّزّاق في تفسيره عن معمر مثله). [تغليق التعليق: 4/308-309]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (بابٌ: {أفنضرب عنكم الذّكر صفحا إن كنتم قوما مسرفين} (الزخرف: 5) مشركين والله لو أنّ هذا القرآن رفع حيث ردّه أوائل هذه الأمّة لهلكوا)
مر الكلام فيه عن قريب في قوله: {أفنضرب عنكم الذّكر} أي: يكذبون بالقرآن. قوله: (إن كنتم) ، يعني: بأن كنتم على معنى المضيّ، وقيل: معناه: إذ كنتم. كما في قوله تعالى: {وذروا ما بقي من الرّبا إن كنتم مؤمنين} (البقرة: 278) وقوله: إن أردن تحصّنًا. قوله: (مسرفين) ، أي: مشركين مجاوزين الحد وأمر الله تعالى، وقال قتادة: والله لو كان هذا القرآن رفع حين رده أوائل هذه الأمة لهلكوا ولكن الله عز وجل عاد بعبادته ورحمته فكرره عليهم ودعاهم إليه عشرين سنة أو ما شاء الله من ذلك). [عمدة القاري: 19/161]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({أفنضرب عنكم الذكر صفحًا أن كنتم قومًا مسرفين}) [الزخرف: 5] بفتح الهمزة أي لأن كنتم. قال في الأنوار. وهو في الحقيقة علة مقتضية لترك الإعراض، وقرأ نافع وحمزة والكسائي بكسرها على أنها شرطية وإسرافهم كان متحققًا وأن إنما تدخل على غير المحقق أو المحقق المبهم الزمان وأجاب في الكشاف بأنه من الشرط الذي يصدر عن المدلي بصحة الأمر والمتحقق لثبوته كقول الأجير إن كنت عملت لك عملًا فوفني حقي وهو عالم بذلك ولكنه يخيل في كلامه أن تفريطك في إيصال حقي فعل من له شك في استحقاقه إياه تجهيلًا له وقيل المعنى على المجازاة والمعنى أفنضرب عنكم الذكر صفحًا متى أسرفتم أي إنكم متروكون من الإنذار متى كنتم قومًا مسرفين أي (مشركين) سقط مشركين لأبي ذر (والله لو أن هذا القرآن رفع حيث رده أوائل هذه الأمة لهلكوا) قاله قتادة فيما وصله ابن أبي حاتم وزاد ولكن الله عاد عليهم بعائدته ورحمته فكرره عليهم ودعاهم إليه وزاد غير ابن أبي حاتم عشرين سنة أو ما شاء الله). [إرشاد الساري: 7/334]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أفنضرب عنكم الذّكر صفحًا أن كنتم قومًا مسرفين}
اختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معناه: أفنعرض عنكم ونترككم أيّها المشركون فيما تحسبون، فلا نذكّركم بعقابنا من أجل أنّكم قومٌ مشركون.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه عزّ وجلّ: {أفنضرب عنكم الذّكر صفحًا} قال: تكذّبون بالقرآن، ثمّ لا تعاقبون عليه.
- حدّثني محمّد بن عمارة قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى قال: أخبرنا سفيان، عن إسماعيل، عن أبي صالحٍ، قوله: {أفنضرب عنكم الذّكر صفحًا} قال: بالعذاب.
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، {أفنضرب عنكم الذّكر صفحًا} قال: أفنضرب عنكم العذاب.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {أفنضرب عنكم الذّكر صفحًا أن كنتم قومًا مسرفين} يقول: أحسبتم أن نصفح عنكم ولمّا تفعلوا ما أمرتم به.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أفنترك تذكيركم بهذا القرآن، ولا نذكّركم به، لأن كنتم قومًا مسرفين.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {أفنضرب عنكم الذّكر صفحًا أن كنتم قومًا مسرفين} أي مشركين، واللّه لو كان هذا القرآن رفع حين ردّه أوائل هذه الأمّة لهلكوا، ولكنّ اللّه عاد بعائدته ورحمته، فكروه عليهم فدعاهم إليه عشرين سنةً، أو ما شاء اللّه من ذلك.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {أفنضرب عنكم الذّكر صفحًا} قال: لو أنّ أول هذه الأمّة لم يؤمنوا لضرب عنهم الذّكر صفحًا.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {أفنضرب عنكم الذّكر صفحًا} قال: الذّكر ما أنزل عليهم ممّا أمرهم اللّه به ونهاهم، {صفحًا} لا يذكر لكم منه شيئًا.
وأولى التّأويلين في ذلك بالصّواب تأويل من تأوّله: أفنضرب عنكم العذاب فنترككم ونعرض عنكم، لأن كنتم قومًا مشركين لا تؤمنون بربّكم.
وإنّما قلنا ذلك أولى التّأويلين بالآية، لأنّ اللّه تبارك وتعالى أتبع ذلك خبره عن الأمم السّالفة قبل الأمة الّتي توعّدها بهذه الآية في تكذيبها رسلها، وما أحلّ بها من نقمته، ففي ذلك دليلٌ على أنّ قوله: {أفنضرب عنكم الذّكر صفحًا} وعيدٌ منه للمخاطبين به من أهل الشّرك، إذ سلكوا في التّكذيب بما جاءهم عن اللّه رسولهم مسلك الماضين قبلهم.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء المدينة والكوفة: (إن كنتم) بكسر الألف من (إن) بمعنى: أفنضرب عنكم الذّكر صفحًا إذ كنتم قومًا مسرفين وقرأه بعض قرّاء أهل مكّة والكوفة وعامّة قرّاء البصرة: {أن} بفتح الألف من {أن}، بمعنى: لأن كنتم.
واختلف أهل العربيّة في وجه فتح الألف من {أن} في هذا الموضع، فقال بعض نحويّي البصرة: فتحت لأنّ معنى الكلام: لأن كنتم.
وقال بعض نحويّي الكوفة: من فتحها فكأنّه أراد شيئًا ماضيًا، فقال: وأنت تقول في الكلام: أتيت أن حرمتني، تريد: إذ حرمتني، ويكسر إذا أردت: أتيت إن تحرمني، قال: ومثله: {لا يجرمنّكم شنآن قومٍ أن صدّوكم} و(إن صدّوكم) بكسرٍ وبفتحٍ. {فلعلّك باخعٌ نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا} و: (أن لم يؤمنوا) قال: والعرب تنشد قول الفرزدق:
أتجزع أن أذنا قتيبة حزّتا = جهارًا ولم تجزع لقتل ابن حازم
قال: وينشد:
أتجزع أن بان الخليط المودّع = وحبل الصّفا من عزّة المتقطّع
قال: وفي كلّ واحدٍ من البيتين ما في صاحبه من الكسر والفتح.
والصّواب من القول في ذلك عندنا: أنّ الكسر والفتح في الألف في هذا الموضع قراءتان مشهورتان في قرأة الأمصار صحيحتا المعنى، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ، وذلك أنّ العرب إذا تقدّم أن وهي بمعنى الجزاء فعلٌ مستقبلٌ كسروا ألفها أحيانًا، فمحّضوا لها الجزاء، فقالوا: أقوم إن قمت، وفتحوها أحيانًا، وهم ينوون ذلك المعنى، فقالوا: أقوم أن قمت، بتأويل لأن قمت، فإذا كان الّذي تقدّمها من الفعل ماضيًا لم يتكلّموا إلاّ بفتح الألف من (أن) فقالوا: قمت أن قمت، وبذلك جاء التّنزيل، وتتابع شعر الشّعراء). [جامع البيان: 20/548-551]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله أفنضرب عنكم الذكر صفحا يقول أتكذبون بالقرآن ثم لا تعاقبون عليه). [تفسير مجاهد: 579]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 5 – 18
أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {أفنضرب عنكم الذكر صفحا} قال: أحسبتم أن نصفح عنكم ولم تفعلوا ما أمرتم به). [الدر المنثور: 13/185]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه {أفنضرب عنكم الذكر صفحا} قال: تكذبون بالقرآن ثم لا تعاقبون عليه). [الدر المنثور: 13/185]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن أبي صالح رضي الله عنه {أفنضرب عنكم الذكر صفحا} قال: العذاب). [الدر المنثور: 13/185]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة: (أفنضرب عنكم الذكر صفحا) . قال: والله لو أن هذا القرآن رفع حيث رده أوائل هذه الأمة لهلكوا ولكن الله تعالى عاد عليهم بعائدته ورحمته فكرره عليهم ودعاهم إليه). [الدر المنثور: 13/185-186]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج محمد بن نصر في كتاب الصلاة عن الحسن رضي الله عنه قال: لم يبعث الله رسولا إلا أن أنزل عليه كتابا فإن قبله قومه وإلا رفع فذلك قوله: {أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين} لا تقبلونه فيلقنه قلب نبيه، قالوا: قبلناه ربنا قبلناه ربنا ولو لم يفعلوا لرفع ولم يترك منه شيء على ظهر الأرض). [الدر المنثور: 13/186]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ {صفحا أن كنتم} بنصب الألف {جعل لكم الأرض مهدا} بنصب الميم بغير ألف). [الدر المنثور: 13/187]

تفسير قوله تعالى: (وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ (6) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وكم أرسلنا من نبيٍّ في الأوّلين (6) وما يأتيهم مّن نّبيٍّ إلاّ كانوا به يستهزئون}.
يقول تعالى ذكره: {وكم أرسلنا من نبيٍّ} يا محمّد في القرون الأوّلين الّذين مضوا قبل قرنك الّذي بعثت فيه كما أرسلناك في قومك من قريشٍ). [جامع البيان: 20/552]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (7) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وما يأتيهم من نبيٍّ إلاّ كانوا به يستهزئون} يقول: وما كان يأتي قرنًا من أولئك القرون وأمّةً من تلك الأمم الأوّلين لنا من نبيٍّ يدعوهم إلى الهدى وطريق الحقّ، إلاّ كان الّذين يأتيهم ذلك النّبيّ من تلك الأمم ينّبئهم الّذي أرسله إليهم يستهزئون سخريةً منهم به، كاستهزاء قومك بك يا محمّد يقول: فلا يعظمنّ عليك ما يفعل بك قومك، ولا يشقّنّ عليك، فإنّهم إنّما سلكوا في استهزائهم بك مسلك أسلافهم، ومنهاج أئمّتهم الماضين من أهل الكفر باللّه). [جامع البيان: 20/552]

تفسير قوله تعالى: (فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ (8) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ومضى مثل الأولين قال عقوبة الأولين). [تفسير عبد الرزاق: 2/194]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :( {ومضى مثل الأوّلين} [الزخرف: 8] : «سنّة الأوّلين» ). [صحيح البخاري: 6/130]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله ومضى مثل الأوّلين سنّة الأوّلين وصله الفريابيّ عن مجاهدٍ في قوله ومضى مثل الأوّلين قال سننهم وسيأتي له تفسيرٌ آخر قريبًا). [فتح الباري: 8/566-567]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما أقوال مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 5 الزخرف {أفنضرب عنكم الذّكر صفحا} قال تكذبون بالقرآن فلا تعاقبون فيه
وفي قوله 8 الزخرف {ومضى مثل الأوّلين} قال سننهم). [تغليق التعليق: 4/306] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (ومضى مثل الأوّلين سنّة الأوّلين
أشار به إلى قوله: {فأهلكنا أشد منهم بطشا ومضى مثل الأوّلين} وفسره بقوله: (سنة الأوّلين) وقيل: سنتهم وعقوبتهم). [عمدة القاري: 19/158]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({ومضى مثل الأوّلين}) [الزخرف: 8] أي (سنّة الأوّلين) قاله مجاهد فيما وصله الفريابي أيضًا). [إرشاد الساري: 7/332]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :( {فأهلكنا أشدّ منهم بطشًا ومضى مثل الأوّلين} [الزخرف: 8] : «عقوبة الأوّلين» ). [صحيح البخاري: 6/130-131]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله فأهلكنا أشدّ منهم بطشًا ومضى مثل الأوّلين عقوبة الأوّلين وصله عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة بهذا). [فتح الباري: 8/569]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا هشام بن خالد ثنا شعيب ثنا سعيد عن قتادة أفنضرب عنكم الذّكر صفحا قال والله لو أن هذا القرآن رفع حين ردته أوائل هذه الأمة لهلكوا ولكن الله عاد بعائدته ورحمته فكرره عليهم ودعاهم إليه
وبه في قوله 5 الزخرف {أن كنتم قوما مسرفين} أي مشركين
وقال عبد بن حميد أنا عبد الرّزّاق عن معمر عن قتادة ومضى مثل الأوّلين قال عقوبة الأوّلين). [تغليق التعليق: 4/309]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( {فأهلكنا أشدّ منهم بطشا ومضى مثل الأوّلين} (الزخرف: 8) عقوبة الأوّلين
كذا روي عن قتادة، رواه عبد الرّزّاق عن معمر عنه، وفسّر: (مثل الأوّلين) بقوله: (عقوبة الأوّلين) ). [عمدة القاري: 19/161]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({فأهلكنا أشد منهم بطشًا}) [الزخرف: 8] أي من القوم المسرفين.
( (ومضى مثل الأولين) [الزخرف: 8] أي (عقوبة الأولين) قاله قتادة فيما وصله عبد الرزاق). [إرشاد الساري: 7/334]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فأهلكنا أشدّ منهم بطشًا ومضى مثل الأوّلين}.
يقول تعالى ذكره: فأهلكنا أشدّ من هؤلاء المستهزئين بأنبيائهم بطشًا إذا بطشوا فلم يعجزونا بقواهم وشدّة بطشهم، ولم يقدروا على الامتناع من بأسنا إذ أتاهم، فالّذين هم أضعف منهم قوّةً أحرى أن لا يقدروا على الامتناع من غيرنا إذا حلّت بهم {ومضى مثل الأوّلين} يقول جلّ ثناؤه: ومضى لهؤلاء المشركين المستهزئين بك ولمن قبلهم من ضربائهم مثلنا لهم في أمثالهم من مكذّبي رسلنا الّذين أهلكناهم، يقول: فليتوقّع هؤلاء الّذين يستهزئون بك يا محمّد من عقوبتنا مثل الّذي أحللناه بأولئك إن أقاموا على تكذيبك.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {ومضى مثل الأوّلين} قال: عقوبة الأوّلين.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {مثل الأوّلين} قال: سنّتهم). [جامع البيان: 20/552-553]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ومضى مثل الأولين يقول ينصر الله أنبياءه). [تفسير مجاهد: 579]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {ومضى مثل الأولين} قال: سنتهم). [الدر المنثور: 13/186]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن حاتم عن قتادة: (ومضى مثل الأولين) قال: عقوبة الأولين). [الدر المنثور: 13/186]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 03:28 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى:{حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {حم * والكتاب المبين}
قد فسرنا معنى {حم} ، ومعنى {الكتاب المبين}: الذي أبان طرق الهدى من طرق الضلالة، وأبان كل ما تحتاج إليه الأمّة). [معاني القرآن: 4/405]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (من ذلك قوله جل وعز: {حم والكتاب المبين}: أي إبان الهدى من الضلالة,والحق من الباطل,ويكون المبين البين). [معاني القرآن: 6/333]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {إنّا جعلناه قرآنا عربيّا لعلّكم تعقلون} معناه: إنا بيّنّاه قرآنا عربيا). [معاني القرآن: 4/405]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون} أي: بيناه). [معاني القرآن: 6/333]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وإنّه في أمّ الكتاب} أي: في أصل الكتب عند اللّه). [تفسير غريب القرآن: 395]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله:{وإنّه في أمّ الكتاب لدينا لعليّ حكيم}
{أم الكتاب}: أصل الكتاب، وأصل كل شيء أمّه، والقرآن مثبت عند اللّه في اللوح المحفوظ، والدليل على ذلك قوله: {بل هو قرآن مجيد * في لوح محفوظ} ). [معاني القرآن: 4/405]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم}
روى معمر, عن قتادة قال: {في أم الكتاب}:قال: في أصل الكتاب, وجملته عندن.
قال أبو جعفر: ونظير هذا على قول قتادة: {إنه لقرآن مجيد في لوح محفوظ}
وقيل {وإنه في أم الكتاب}: يعني ما قدر من الخير والشر لعلي لقاهر لا يقدر أحد أن يدفعه حكيم محكم). [معاني القرآن: 6/334]

تفسير قوله تعالى: {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ (5)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {أفنضرب عنكم الذّكر صفحاً أن كنتم...}
قرأ الأعمش: (إن كنتم): بالكسر، وقرأ عاصم والحسن: {أن كنتم}: بفتح {أن}، كأنهم أرادوا شيئا ماضيا، وأنت تقول في الكلام: أأسبّك أن حرمتني؟ تريد إذ حرمتني، وتكسر إذا أردت أأسبك إن حرمتني، ومثله: {ولا يجرمنّكم شنآن قومٍ أن صدّوكم} تكسر {إن} وتفتح.
ومثله: {فلعلّك باخعٌ نفسك على آثارهم}, (إن لم يؤمنوا)، و(أن لم يؤمنوا)، والعرب تنشد قول الفرزدق:
أتـــجــــزع إن أذنـــــــا قـتــيــبــة حــــزتــــا = جهاراً، ولم تجزع لقتل ابن خازم؟
وأنشدوني:-
أتجزع أن بـان الخليـط المـودّع = وجبل الصفا من عزة المتقطع؟
وفي كل واحد من البيتين ما في صاحبه من الكسر والفتح..
والعرب تقول: قد أضربت عنك، وضربت عنك إذا أردت به: تركتك، وأعرضت عنك). [معاني القرآن: 3/27-28]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({أفنضرب عنكم الذّكر صفحاً أن كنتم قوماً مّسرفين}
قال: {أن كنتم قوماً مّسرفين}: يقول: "لأن كنتم"). [معاني القرآن: 4/12]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({أفنضرب عنكم الذكر صفحا}: يقال: مر بنا فلان صفحا إذا مر ولم يقف). [غريب القرآن وتفسيره: 332]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({أفنضرب عنكم الذّكر صفحاً}: أي نمسك عنكم فلا نذكركم صفحا، أي إعراضا. يقال: صفحت عن فلان، إذا أعرضت عنه.
والأصل في ذلك: انك توليه صفحة عنقك, قال كثير يصف امرأة:
صـفـوحـا فـمــا تـلـقـاك إلا بحـيـلـة = فمن مل منها ذلك الوصل ملت
أي : معرضة بوجهها.
ويقال: ضربت عن فلان كذا، أي أمسكته , وأضربت عنه.
{أن كنتم قوماً مسرفين} أي: لأن كنتم قوما مسرفين). [تفسير غريب القرآن: 395]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {أفنضرب عنكم الذّكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين}
ويقرأ: {إن كنتم قوما مسرفين}: فمن فتحها, فالمعنى أفنضرب عنكم الذكر صفحا لأن كنتم، ومن كسرها فعلى معنى الاستقبال، على معنى إن تكونوا مسرفين نضرب عنكم الذكر، ويقال: ضربت عنه الذكر, وأضربت عنه الذكر.
والمعنى: أفنضرب عنكم ذكر العذاب , والعذاب بأن أسرفتم.
والدليل على أن المعنى هذا, وأنه ذكر العذاب). [معاني القرآن: 4/405-406]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين}
روى إسماعيل عن أبي صالح: {أفنضرب عنكم الذكر}, قال: العذاب.
وروى ابن أبي نجيح, عن مجاهد قال: أتكذبون بالقرآن, ولا تعاقبون
قال أبو جعفر المعنى على هذين القولين: أفنضرب عنكم ذكر العذاب.
ومذهب قتادة: أن المعنى أفنهملكم, ولا نأمركم ولا ننهاكم
قال أبو جعفر يقال: ضربت عنه, وأضربت, أي: تركته .
ثم قال جل وعز: {صفحا} أي: إعراضا
يجوز أن يكون المعنى: أفنصفح عنكم صفحا, كما يقال هو يدعه تركا .
ويجوز أن يكون المعنى: أفنضرب عنكم الذكر صافحين, كما يقال: جاء فلان مشيا .
ومعنى صفحت عنه: أعرضت عنه , أي وليته صفحة عنقي .
قال الشاعر:
صـفـوحـا فـمــا تـلـقـاك إلا بخـيـلـة = فمن مل منها ذلك الوصل ملت
ثم قال جل وعز: {أن كنتم قوما مسرفين}
- قال قتادة: أي: مشركين .
- قال أبو جعفر: المعنى لأن كنتم إذا فتحت أن, وبذلك قرأ الحسن, وأبو عمرو, وابن كثير.
- وقرأ أهل المدينة, وأهل الكوفة بالكسر وهو عند قوم من أهل اللغة لحن: منهم أبو حاتم, وإنما صار عندهم لحنا لأنهم إنما وبخوا على شيء قد ثبت , وكان فهذا موضع أن مفتوحة كما قال سبحانه: {عبس وتولى أن جاءه الأعمى}
قال أبو جعفر: وهذا عند الخليل , وسيبويه , والكسائي, والقراء جيد.
قال سيبويه: سألت الخليل عن قوله -يعني الفرزدق- :
أتـغــضــب إن أذنـــــا قـتـيـبــة حـــزنـــا = جهارا ولم تغضب لقتل ابن خازم
فقال هي إن مكسورة لأنه قبيح أن يفصل بين أن والفعل
قال أبو جعفر: وهذا شيء قد مضى.
قال أبو إسحاق: وهذا يكون بمعنى الحال إذا كان في الكلام معنى التوبيخ والتقرير, أي: أهذه حالك؟.
قال أبو جعفر: فعلى هذا قوله: {إن كنتم قوما مسرفين}). [معاني القرآن: 6/334-338]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({صَفْحًا}: أي أعراضاً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 221]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({صَفْحًا}: مر, ولم تقف). [العمدة في غريب القرآن: 268]

تفسير قوله تعالى: { فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ (8)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {فأهلكنا أشدّ منهم بطشا ومضى مثل الأوّلين}
أي مضت سنتهم، ويكون {أفنضرب عنكم الذكر}: أي نهملكم, فلا نعرفكم ما يجب عليكم لأن أسرفتم، ومثله:{أيحسب الإنسان أن يترك سدى} ).[معاني القرآن: 4/406]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {فأهلكنا أشد منهم بطشا ومضى مثل الأولين}
- قال مجاهد: أي: سنة الأولين.
- قال قتادة: أي: عقوبة الأولين). [معاني القرآن: 6/338]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 03:30 PM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
Post

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {حم (1) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب تسمية السور والبلدان
أما قولك: هذه هودٌ، وهذه نوحٌ، فأنت مخير: إن أردت هذه سورة نوح، وهذه سورة هود، فحذفت سورة على مثال ما حذف من قوله عز وجل: {واسأل القرية} فمصروف. تقول: هذه هودٌ، وهذه نوحٌ. وإن جعلت واحداً منهما اسماً للسورة لم تصرفه في قول من رأى ألا يصرف زيدا إذا كان اسماً لامرأة. هذا في هود خاصةً. وأما نوح فإنه اسمٌ أعجميٌّ لا ينصرف إذا كان اسماً لمؤنث، كما ذكرت لك قبل هذا. فأما يونس، وإبراهيم فغير مصروفين، للسورة جعلتهما أو للرجلين؛ للعجمة. ويدلك على ذلك أنك إذا قلت: هذه يونس أنك تريد: هذه سورة يونس، فحذفت؛ كما أنك تقول: هذه الرحمن.
وأما حاميم فإنه اسمٌ اعجميٌّ لا ينصرف، للسورة جعلته أو للحرف؛ ولا يقع مثله في أمثلة العرب. لا يكون اسم على فاعيل. فإنما تقديره تقدير: هابيل. وكذلك طس، ويس فيمن جعلهما اسماً؛ كما قال لما جعله اسماً للسورة:
يذكرني حاميم والرمح شاجرٌ = فهلا تلا حاميم قبل التقـدم
وقال الكميت:
وجدنا لكم في آل حاميم آيةً = تأولها منا تقيٌّ ومعـرب
وأما فواتح السور فعلى الوقف؛ لأنها حروفٌ مقطعة؛ فعلى هذا تقول: {الم * ذلك} و{حم والكتاب} لأن حق الحروف في التهجي التقطيع؛ كما قال:
أقبلت من عند زيادٍ كالخرف = تخط رجلاي بخطٍّ مختلـف
تكتبان في الطريف لامَ الِف
فهذا مجاز الحروف. فأما نون في قولك: قرأت نوناً يا فتى، فأنت مخير: إن أردت سورة نون، وجعلته اسماً للسورة جاز فيه الصرف فيمن صرف هندا، وتدع ذلك في قول من لم يصرفها. وكذلك صاد، وقاف. وهذه الأسماء التي على ثلاثة أحرف أوسطها ساكن إنما هي بمنزلة امرأة سميتها دارا). [المقتضب: 3/355-357] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4) }

تفسير قوله تعالى: {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ (5) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وأما التشبيه البعيد الذي لا يقوم بنفسه، فكقوله:
بل لو رأتني أخت جيراننا = إذ أنا في الدار كأني حمار
فإما أراد الصحة، فهذا بعيد، لأن السامع إنما يستدل عليه بغيره. وقال الله جل وعز وهذا البين الواضح: {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} والسفر الكتاب، وقال: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ} في أنهم قد تعاموا عنها. وأضربوا عن حدودها وأمرها ونهيها، حتى صاروا كالحمار الذي يحمل الكتب ولا يعلم ما فيها.
قال أبو الحسن: الصحيح الفصيح: ضربت عن كذا، وبه نزل القرآن، قال الله تعالى: {أفنضرب عنكم الذكر صفحا} لأنه من ضربت، وأضربت لغة جيدة أيضا). [الكامل: 2/1036-1037] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ (6) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (7) }

تفسير قوله تعالى: {فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ (8) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 05:23 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 05:23 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 05:30 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {حم (1) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {حم * والكتاب المبين * إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون * وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم * أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين * وكم أرسلنا من نبي في الأولين * وما يأتيهم من نبي إلا كانوا به يستهزئون * فأهلكنا أشد منهم بطشا ومضى مثل الأولين * ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم}
تقدم القول في الحروف في أوائل السور). [المحرر الوجيز: 7/ 532]

تفسير قوله تعالى: {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "والكتاب" خفض بواو القسم. و"المبين": يحتمل أن يكون من "أبان" الذي هو بمعنى "بان"، أي: ظهر، فلا يحتاج إلى مفعول، ويحتمل أن يكون معدى من "بان"، فهذا لابد من مفعول تقديره: المبين الهدى أو الشرع ونحوه.
وقوله تعالى: {إنا جعلناه} معناه: سميناه وصيرناه، وهو إخبار عليه وقع القسم، والضمير في: "جعلناه" عائد على: "الكتاب"، و"عربيا": معناه: بلسانكم لئلا يبقى لكم عذر، وقوله تعالى: {لعلكم}: ترج بحسب معتقد البشر، أي: إذا أبصر المبصر من البشر هذا الفعل منا يُرجى منه أن يعقل الكلام ويفهم.
وقوله تعالى: "وإنه" عطف على قوله تعالى: {إنا جعلناه}، وهذا الإخبار الثاني واقع أيضا تحت القسم، و"أم الكتاب": اللوح المحفوظ، وهذا فيه تشريف للقرآن وترفيع، واختلف المتأولون، كيف هو في "أم الكتاب"؟ فقال قتادة وعكرمة والسدي وعطية بن سعيد: القرآن بأجمعه فيه منسوخ، ومنه كان جبريل صلى الله عليه وسلم ينزل، وهنالك هو علي حكيم. وقال جمهور الناس: إنما في اللوح المحفوظ ذكره ودرجته ومكانته من العلو والحكمة، وقرأ جمهور الناس: "في أم الكتاب" بضم الهمزة، وقرأها بكسر الهمزة يوسف والي العراق وعيسى بن عمر). [المحرر الوجيز: 7/ 532-533]

تفسير قوله تعالى: {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ (5) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "أفنضرب"، بمعنى: أفنترك، تقول العرب: أضربت عن كذا وضربت إذا أعرضت وتركته، و"الذكر" هو الدعاء إلى الله تعالى والتذكير بعذابه والتخويف من عقابه، وقال أبو صالح: "الذكر" هنا هو العذاب نفسه، وقال مجاهد والضحاك: "الذكر": القرآن، وقوله تعالى: "صفحا" انتصابه كانتصاب صنع الله، فيحتمل أن يكون بمعنى العفو والغفر للذنب، فكأنه تعالى يقول: أفنترك تذكيركم وتخويفكم عفوا عنكم وغفرا لإجرامكم أن كنتم، أو من أجل أن كنتم قوما مسرفين؟ هذا لا يصلح، وهذا قول ابن عباس، ومجاهد، ويحتمل قوله تعالى: "صفحا" أن يكون بمعنى: مغفولا عنه، أي نتركه يمر لا تؤخذون بقبوله ولا بتدبره، ولا تنبهون عليه، وهذا المعنى نظير قول الشاعر:
تمر الصبا صفحا بساكن ذي الغضى ... ويصدع قلبي أن يهب هبوبها
أي: تمر مغفولا عنها، فكأن هذا المعنى: أفنترككم سدى؟ وهذا هو منحى قتادة وغيره، ومن اللفظة قول كثير:
صفوحا فما تلقاك إلا بخيلة ... فمن مل منها ذلك الوصل ملت
وقرأ السميط بن عمرو، والسدوسي: "صفحا" بضم الصاد.
وقرأ نافع، وحمزة، والكسائي: "إن كنتم" بكسر الألف، وهو جزاء دل ما تقدم على جوابه، وقرأ الباقون، والأعرج، وقتادة: "أن كنتم" بفتح الألف، بمعنى: من أجل أن كنتم، وفي قراءة ابن مسعود: "إذ كنتم"، و"الإسراف" في الآية: هو الكفر والضلال البعيد في عبادة غير الله تعالى والتشريك به). [المحرر الوجيز: 7/ 533-534]

تفسير قوله تعالى: {وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ (6) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (7) فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ (8) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وكم أرسلنا من نبي في الأولين} الآيات تسلية لمحمد صلى الله عليه وسلم، وذكره أسوة له ووعيد لهم وتهديد بأن يصيبهم ما أصاب من هو أشد بطشا منهم، و"الأولون": هم الأمم الماضية، كقوم نوح وعاد وثمود وغيرهم.
والضمير في قوله تعالى: {كانوا به يستهزئون} ظاهره العموم، والمراد به: الخصوص فيمن استهزءوا، وإلا فقد كان في الأولين من لم يستهزئ.
والضمير في: "منهم" عائد على قريش، وقوله تعالى: {ومضى مثل الأولين} أي: سلف أمرهم وسنتهم، وصاروا عبرة غابر الدهر). [المحرر الوجيز: 7/ 534]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 08:08 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 08:12 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {حم (1) والكتاب المبين (2) إنّا جعلناه قرآنًا عربيًّا لعلّكم تعقلون (3) وإنّه في أمّ الكتاب لدينا لعليٌّ حكيمٌ (4) أفنضرب عنكم الذّكر صفحًا أن كنتم قومًا مسرفين (5) وكم أرسلنا من نبيٍّ في الأوّلين (6) وما يأتيهم من نبيٍّ إلّا كانوا به يستهزئون (7) فأهلكنا أشدّ منهم بطشًا ومضى مثل الأوّلين (8) }
يقول تعالى: {حم. والكتاب المبين} أي: البيّن الواضح الجليّ المعاني والألفاظ؛ لأنّه نزل بلغة العرب الّتي هي أفصح اللّغات للتّخاطب بين النّاس؛ ولهذا قال: {إنّا جعلناه} أي: أنزلناه {قرآنًا عربيًّا} أي: بلغة العرب فصيحًا واضحًا، {لعلّكم تعقلون} أي: تفهمونه وتتدبّرونه، كما قال: {بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ} [الشّعراء: 195]). [تفسير ابن كثير: 7/ 218]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله تعالى: {وإنّه في أمّ الكتاب لدينا لعليٌّ حكيمٌ} بيّن شرفه في الملأ الأعلى، ليشرّفه ويعظّمه ويطيعه أهل الأرض، فقال تعالى: {وإنّه} أي: القرآن {في أمّ الكتاب} أي: اللّوح المحفوظ، قاله ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، {لدينا} أي: عندنا، قاله قتادة وغيره، {لعليٌّ} أي: ذو مكانةٍ عظيمةٍ وشرفٍ وفضلٍ، قاله قتادة {حكيمٌ} أي: محكمٌ بريءٌ من اللّبس والزّيغ.
وهذا كلّه تنبيهٌ على شرفه وفضله، كما قال: {إنّه لقرآنٌ كريمٌ. في كتابٍ مكنونٍ. لا يمسّه إلا المطهّرون. تنزيلٌ من ربّ العالمين} [الواقعة: 77 -80] وقال: {كلا إنّها تذكرةٌ. فمن شاء ذكره. في صحفٍ مكرّمةٍ. مرفوعةٍ مطهّرةٍ. بأيدي سفرةٍ. كرامٍ بررةٍ} [عبس: 11 -16]؛ ولهذا استنبط العلماء، رحمهم اللّه، من هاتين الآيتين: أنّ المحدث لا يمسّ المصحف، كما ورد به الحديث إن صحّ؛ لأنّ الملائكة يعظّمون المصاحف المشتملة على القرآن في الملأ الأعلى، فأهل الأرض بذلك أولى وأحرى، لأنّه نزل عليهم، وخطابه متوجّهٌ إليهم، فهم أحقّ أن يقابلوه بالإكرام والتّعظيم، والانقياد له بالقبول والتّسليم، لقوله: {وإنّه في أمّ الكتاب لدينا لعليٌّ حكيمٌ}).[تفسير ابن كثير: 7/ 218]

تفسير قوله تعالى: {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ (5) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {أفنضرب عنكم الذّكر صفحًا أن كنتم قومًا مسرفين} اختلف المفسّرون في معناها، فقيل: معناها: أتحسبون أن نصفح عنكم فلا نعذّبكم ولم تفعلوا ما أمرتم به؟ قاله ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ وأبو صالحٍ، والسّدّيّ، واختاره ابن جريرٍ.
وقال قتادة في قوله: {أفنضرب عنكم الذّكر صفحًا}: واللّه لو أنّ هذا القرآن رفع حين ردته أوائل هذه الأمّة لهلكوا، ولكنّ اللّه عاد بعائدته ورحمته، وكرّره عليهم ودعاهم إليه عشرين سنةً، أو ما شاء اللّه من ذلك.
وقول قتادة لطيف المعنى جدًّا، وحاصله أنّه يقول في معناه: إنّه تعالى من لطفه ورحمته بخلقه لا يترك دعاءهم إلى الخير والذّكر الحكيم -وهو القرآن-وإن كانوا مسرفين معرضين عنه، بل أمر به ليهتدي من قدّر هدايته، وتقوم الحجّة على من كتب شقاوته). [تفسير ابن كثير: 7/ 218-219]

تفسير قوله تعالى: {وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ (6) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (7) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال تعالى -مسلّيًا لنبيّه في تكذيب من كذّبه من قومه، وآمرًا له بالصّبر عليهم-: {وكم أرسلنا من نبيٍّ في الأوّلين} أي: في شيع الأوّلين، {وما يأتيهم من نبيٍّ إلا كانوا به يستهزئون} أي: يكذّبونه ويسخرون به). [تفسير ابن كثير: 7/ 219]

تفسير قوله تعالى: {فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ (8) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فأهلكنا أشدّ منهم بطشًا} أي: فأهلكنا المكذّبين بالرّسل، وقد كانوا أشدّ بطشًا من هؤلاء المكذّبين لك يا محمّد. كقوله: {أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الّذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشدّ قوّةً} [غافرٍ: 82] والآيات في ذلك كثيرةٌ.
وقوله: {ومضى مثل الأوّلين} قال مجاهدٌ: سنّتهم. وقال قتادة: عقوبتهم. وقال غيرهما: عبرتهم، أي: جعلناهم عبرةً لمن بعدهم من المكذّبين أن يصيبهم ما أصابهم، كقوله في آخر هذه السّورة: {فجعلناهم سلفًا ومثلا للآخرين} [الزّخرف: 56]. وكقوله: {سنّت اللّه الّتي قد خلت في عباده} [غافرٍ: 85] وقال: {ولن تجد لسنّة اللّه تبديلا} [الأحزاب: 62]). [تفسير ابن كثير: 7/ 219]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة