سورة النمل
[ من الآية (20) إلى الآية (26) ]
{وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)}
قوله تعالى: {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20)} قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (6 - وَاخْتلفُوا في فتح الْيَاء من قَوْله {مَا لي لَا أرى الهدهد} 20
فَقَرَأَ ابْن كثير وَعَاصِم والكسائي (مالي لَا أرى الهدهد) (ومالي لَا أعبد) بِفَتْح الْيَاء في يس 22 وَهَهُنَا
وَقَرَأَ نَافِع وَأَبُو عَمْرو (مالي لَا أرى الهدهد) سَاكِنة الْيَاء هَهُنَا وقرآ (ومالي لَا أعبد) بِفَتْح الْيَاء في يس
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَحَمْزَة الحرفين جَمِيعًا سَاكِنة ياؤهما). [السبعة في القراءات: 479]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وفتح ياء "مَا لِيَ لا أَرَى" ابن كثير وعاصم والكسائي واختلف عن هشام وابن وردان). [إتحاف فضلاء البشر: 2/324]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "أَرَى الْهُدْهُدَ" وصلا السوسي بخلفه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/324]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {الطير} [20] ترقيق رائه لورش لا يخفى). [غيث النفع: 944]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ما لي لا أرى} قرأ المكي وهشام وعاصم وعلي بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 944]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20)}
{الطَّيْرَ}
- تقدم في الآية/16 ترقيق الراء عن الأزرق وورش.
{مَا لِيَ}
- قرأ ابن كثير برواية البزي؛ وابن عامر من رواية هشام وعاصم والكسائي وابن محيصن ويعقوب (ما لي لا...) بفتح الياء.
- واختلف فيه عن هشام وابن وردان، وهي قراءة أبي جعفر من طريق النهرواني.
- وقراءة الباقين بالإسكان، وهو اختيار أبي حاتم وأبي عبيد.
قال أبو جعفر: (واللغة الفصيحة في ياء النفس أن تكون مفتوحة؛ لأنها اسم، وهي على حرف واحد فكان الاختيار ألا تسكن فيجحف بالاسم).
- قال الزجاج: (والفتح أجود).
{لَا أَرَى الْهُدْهُدَ}
- قرأ السوسي بإمالة (أرى) في الوصل بخلاف عنه.
- وقراءة الباقين بالفتح.
- وأمال (أرى) في الوقف حمزة والكسائي وأبو عمرو وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري.
- والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون على الفتح في الوقف، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان). [معجم القراءات: 6/495]
قوله تعالى: {لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (7 - قَوْله {أَو ليأتيني} 21
قَرَأَ ابْن كثير وَحده (أو ليأتينني) بنونين وَكَذَلِكَ هي في مصاحفهم
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ (أو ليأتيني) على الْإِدْغَام بنُون وَاحِدَة وَكَذَلِكَ هي في مصاحفهم). [السبعة في القراءات: 479]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (أو ليأتينني) بنونين مكي). [الغاية في القراءات العشر: ٣٤7]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أو ليأتينني) [21]: بنونين مكي). [المنتهى: 2/878]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير (أو ليأتينني) بنون مكسورة بعد النون المشددة وفتح النون المشددة، وقرأ الباقون بنون مشددة مكسورة). [التبصرة: 292]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير: {أو ليأتينني} (21): بنونين، الأولى مفتوحة مشددة). [التيسير في القراءات السبع: 394]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير (أو ليأتينني) بنونين الأولى مفتوحة مشدّدة، والباقون بواحد مكسورة مشدّدة). [تحبير التيسير: 491]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([21]- {أَوْ لَيَأْتِيَنِّي} بنونين: ابن كثير). [الإقناع: 2/719] قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (932- .... .... .... وَقُلْ يَأْتِيَنَّنِي = دَنَا .... .... .... .... ). [الشاطبية: 74]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([932] شهاب بنون (ثـ)ـق وقل يأتينني = (د)نا مكث افتح ضمة الكاف (نـ)ـوفلا
...
{وليأتينني}: الأولى نون التأكيد الثقيلة، والثانية نون الوقاية.
و{ليأتيني}، حذفت نون الوقاية استخفافًا واستغناءً بنون التأكيد، إذ الغرض أن تسلم لام الفعل من الكسر، وكسرت نون التأكيد لمحاورة الياء.
ويجوز أن يكون هذا القسم مؤكدًا بالنون الخفيفة، ثم أدغمت في نون الوقاية). [فتح الوصيد: 2/1153]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [932] شهاب بنون ثق وقل يأتينني = دنا مكث افتح ضمة الكاف نوفلا
ب: (النوفل): الكثيرالعطاء.
ح: (شهاب): مبتدأ، (بنونٍ): خبره، (ثق): جملة مستأنفة، (يأتيني دنا): مبتدأ وخبر، والجملة: مقول القول، (مكث): مفعول فعل محذوفيفسره ما بعده، أي: لابس مکث، أو: مبتدأ، (افتح ضمة الكاف): جملة فعلية خبره، واللام: بدل العائد، (نوفلا): حال من الفاعل.
ص: قرأ الكوفيون {بشهابٍ قبسٍ} [7] بنون التنوين على أن {قبسٍ}: بدل منه، والباقون بترك التنوين على الإضافة، نحو: (باب ساجٍ)، لأن القبس الشعلة من النار، وكذلك الشهاب.
وقرأ ابن كثير: (أو ليأتينني بسلطانٍ) [۲۱] بنون الوقاية بعد نون التوكيد الشديدة، كما هو الأصل، والباقون: بنون مشددة فقط على
[كنز المعاني: 2/495]
أنهحذف نون الوقاية وكسر نون التأكيد اكتفاءً بها، أو أنها نون تأكيد مخففة، أدغمت في نون الوقاية.
ولم يقيد (ليأتينني) اكتفاء بقيد الأول، أو باللفظ.
وقرأ عاصم: {فمكث غير بعيدٍ} بفتح الكاف، والباقون: بضمها، لغتان، وأشار إلى فضيلة الفتح بقوله: (نوفلا)، لأنه يقال في اسم الفاعلمنه (ماکث):،وأكثراسم الفاعل مما عين فعل ماضيه مضموم على وزن (فعيل)، نحو: (ظريف) و (کريم) و (شريف) و (نصيرٍ) ). [كنز المعاني: 2/496] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (ثم قال: وقل: يأتينني دنا؛ أي: بزيادة نون أيضا فاستغني بقيد شهاب عن تقييده كما استغني في التخفيف والتثقيل بقيد المسألة الأولى عن الثانية نحو سكرت فاسعرت عن أولى ملاد وفي اللفظ ما ينبيء عن ذلك فهو فيهما من باب الإثبات والحذف، أراد: {أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} زاده ابن كثير نونا وهو نون الوقاية وقبلها نون التأكيد الشديدة، وقراءة الجماعة إما على إسقاط نون الوقاية أو على أن الفعل مؤكد بالنون الخفيفة ثم أدغمت في نون الوقاية). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/50]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (932 - .... .... .... وقل يأتينّني = دنا .... .... .... ....
....
وقرأ ابن كثير: أو ليأتينّني بزيادة نون مكسورة خفيفة بعد النون المشددة مع فتح المشددة كما لفظ به، وقرأ غيره بحذف النون الزائدة وكسر النون المشددة). [الوافي في شرح الشاطبية: 333]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَوْ لَيَأْتِيَنِّي فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ بِنُونَيْنِ، الْأُولَى مُشَدَّدَةٌ، وَالثَّانِيَةُ مَكْسُورَةٌ مُخَفَّفَةٌ، وَكَذَلِكَ فِي مَصَاحِفِ أَهْلِ مَكَّةَ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِنُونٍ وَاحِدَةٍ مَكْسُورَةٍ مُشَدَّدَةٍ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي مَصَاحِفِهِمْ). [النشر في القراءات العشر: 2/337]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير {ليأتيني} [21] بنونين الأولى مفتوحة مشددة، والثانية مكسورة مخففة، والباقون بنون واحدة مكسورة مشددة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 625]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (828- .... .... .... .... = .... .... يأتينّني دفا). [طيبة النشر: 89]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (يأتينّني) قرأه ابن كثير بنونين الأولى مشددة مفتوحة والثانية مكسورة مخففة، والباقون بنون واحدة مكسورة مشددة إما على إسقاط نون الوقاية أو على أن الفعل مؤكد بالنون الخفيفة ثم أدغمت في نون الوقاية، والله سبحانه وتعالى أعلم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 289]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو دال (دفا) ابن كثير: أو ليأتيّنني [21] بزيادة نون مكسورة بعد المشددة وفتحها، وهي نون الوقاية]، وأصلها الثبوت، وعليه الرسم المكي.
وفتحت المؤكدة على قياسها بـ «كأنّني»، وحذفها الباقون؛ للاستغناء عنها بالمؤكدة؛ ولذلك كسرت «كأنّي»، وعليه بقية الرسوم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/488]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ليأتِيَنِّي" [الآية: 21] فابن كثير بنون التأكيد المشددة وبعدها نون الوقاية على الأصل وعليه الرسم المكي، [إتحاف فضلاء البشر: 2/324]
والباقون بحذف نون الوقاية للاستغناء عنها بالمؤكدة، ولذا كسرت مثل كأني وعليه بقية الرسوم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/325]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ليأتيني} [21] قرأ المكي بنونين بعد الياء الأولى، نون التوكيد المشددة، والثانية نون الوقاية، وهذا هو الأصل، مع موافقة المصحف المكي، والباقون بنون واحدة مشددة.
قال في الدر: «والأظهر أنها نون التوكيد الشديدة، توصل بكسرها لياء المتكلم، وقيل بل هي نون التوكيد الخفيفة، أدغمت في نون الوقاية، وليس بشيء، لمخالفة الفعلين قبله» انتهى.
وإبدال ورش وسوسي له جلي). [غيث النفع: 944]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21)}
{لَيَأْتِيَنِّي}
- قرأ ورش والأزرق وأبو جعفر والأصبهاني وأبو عمرو بخلاف عنه (لياتيني) بالألف من غير همز.
- وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
- قراءة الجمهور (ليأتيني) بنون مشددة بعدها ياء المتكلم، وكذا هي في مصاحفهم، وقد استغني عن نون الوقاية بالنون المؤكدة.
- وقرأ ابن كثير وعكرمة وابن محيصن (ليأتينني) بنون التأكيد المشددة، وبعدها نون الوقاية على الأصل، وهي كذلك في مصاحف أهل مكة.
- وقرأ عيسى بن عمر (ليأتين) بنون مشددة مفتوحة من غير ياء.
- وجاءت قراءة عيسى هذه عند ابن خالويه بالنون المكسورة (ليأتين)، كذا!
فإن صح ضبط القراءة، فالكسرة تشير إلى الياء المحذوفة). [معجم القراءات: 6/496]
قوله تعالى: {فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (8 - قَوْله {فَمَكثَ غير بعيد} 22
قَرَأَ عَاصِم وَحده {فَمَكثَ} بِفَتْح الْكَاف
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {فَمَكثَ} بِضَم الْكَاف). [السبعة في القراءات: 479 - 480]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (9 - وَاخْتلفُوا في إِجْرَاء سبأ من قَوْله {وجئتك من سبإ بنبإ} 22 وَقَوله {لسبإ فِي مسكنهم} سبأ 15
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو {من سبإ} غير مجراة
هَذِه رِوَايَة البزي
وقرأت على قنبل عَن النبال {من سبإ بنبإ} سَاكِنة الْهمزَة وَكَذَلِكَ في قَوْله {لسبإ فِي مسكنهم} وَهَكَذَا الْحسن بن مُحَمَّد بن عبيد الله بن أَبي يزِيد عَن شبْل عَن ابْن كثير
وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب رِوَايَة البزي {من سبإ} مَفْتُوحَة الْهمزَة مثل أَبي عَمْرو وَكَذَلِكَ {لسبإ} في سُورَة سبأ
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {من سبإ} و{لسبإ} مجراة). [السبعة في القراءات: 480]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (فمكث) بالفتح عاصم، وسهل، وروح ويد). [الغاية في القراءات العشر: ٣٤7]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (من سَبَأّ)، (لِسَبَأ) بالفتح أبو عمرو، والزّي بغير همز مكي). [الغاية في القراءات العشر: ٣٤7]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (فمكث) [22]: بفتح الكاف عاصم، وسهل، وروح، والمنهال). [المنتهى: 2/878]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (من سبأ) [22]، و(لسبأ) [15]: بفتح الهمزة أبو عمرو، وأبو عبيد، والبزي.
[المنتهى: 2/878]
وافق المفضل طريق جبلة هناك. يتركهما الفليحي، وقنبل طريق الربعي وابن الصباح والزينبي والبلخي. بهمزة ساكنة قنبل طريق من بقي. الباقون بهمزة مكسورة). [المنتهى: 2/879] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ عاصم (فمكث) بفتح الكاف، وقرأ الباقون بالضم). [التبصرة: 292]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ أبو عمرو والبزي من (سبأ) بفتح الهمزة من غير تنوين، وقرأ قنبل بإسكان الهمزة وقرأ الباقون بالتنوين وهمزة مكسورة، وكذلك الخلف في سورة سبأ). [التبصرة: 292]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (عاصم: {فمكث} (22): بفتح الكاف.
والباقون: بضمها). [التيسير في القراءات السبع: 394]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (البزي، وأبو عمرو: {من سبأ} (22)، هنا، وفي سبأ (15): بفتح الهمزة فيهما، من غير تنوين.
قنبل: بإسكانها فيهما، على نية الوقف.
والباقون: بخفضها فيهما، مع التنوين). [التيسير في القراءات السبع: 394]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(عاصم وروح (فمكث) بفتح الكاف، والباقون بضمها.
البزي وأبو عمرو: (من سبأ) هنا وفي سبأ بفتح الهمزة فيهما من غير تنوين، وقنبل بإسكانها فيهما على نيّة الوقف، والباقون بخفضها فيهما مع التّنوين). [تحبير التيسير: 491]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فَمَكَثَ) بفتح الكاف الزَّعْفَرَانِيّ، وعَاصِم، وسهل، وَرَوْحٌ، والمنهال، والجعفي عن أَبِي عَمْرٍو، وقال العراقي: غير رُوَيْس بزعم أن زيدا كروح وهو خلاف الجماعة والمفرد قال أبو الحسين الخطيب عن ابن حبيب بضم الكاف والجماعة بخلافه، الباقون بالضم، وهو الاختيار؛ لأنا اخترنا التخفيف في (أَلَّا يَسْجُدُوا) ). [الكامل في القراءات العشر: 612] قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([22]- {فَمَكَثَ} بفتح الكاف: عاصم.
[22]- {مِنْ سَبَأٍ}، و{لِسَبَأٍ} [سبأ: 15] بفتح الهمزة: البزي وأبو عمرو.
بإسكانها: قنبل، وقيل عنه بتخفيفها). [الإقناع: 2/719]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (932- .... .... .... .... .... = .... مَكُثَ افْتَحْ ضَمَّةَ الْكَافِ نَوْفَلاَ). [الشاطبية: 74]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (933 - مَعاً سَبَأَ افْتَحْ دُونَ نُونٍ حِمًى هُدًى = وَسَكِّنْهُ وَانْوِ الْوَقْفَ زُهْراً وَمَنْدَلاَ). [الشاطبية: 74]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([932] شهاب بنون (ثـ)ـق وقل يأتينني = (د)نا مكث افتح ضمة الكاف (نـ)ـوفلا
...
و(مكث) بالفتح والضم لغتان.
فإن قالوا: اسم الفاعل منه ماكثٌ، ولو كان من مكث لقيل: مكيث، مثل: ظریف.
قيل: قد جاء من فعل: حامض، وامرأةٌ طاهرٌ وطالقٌ. وفره فهو فاره). [فتح الوصيد: 2/1153]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([933] معًا سبأ افتح دون نون (حـ)ـمى (هـ)ـدى = وسكنه وانو الوقف (ز)هرا ومندلا
(معًا)، يعني: هنا وفي سورة سبأ.
(افتح دون نون)، لأنه اسم للقبيلة أو للمدينة، فيمنعه من الصرف العلمية والتأنيث.
والباقون على الكسر والتنوين، لأنه اسم للأب أو الحي أو الموضع.
(وسكنه)، واصلًا بنية الوقف.
(زهرًا): حال من الفاعل، أو المفعول في (وسكنه)، أي مشبهًا ذلك في طيبه، غير طاعن أو مطعون عليه.
وقال الشاعر فلم يصرف:
من سبأ الحاضرين مأرب إذ = يبنون من دون سيله العرما
وقال فصرف:
الواردون وتيم ذرى سبأ = قد عض أعناقهم جلدُ الجواميس). [فتح الوصيد: 2/1154]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [932] شهاب بنون ثق وقل يأتينني = دنا مكث افتح ضمة الكاف نوفلا
ب: (النوفل): الكثيرالعطاء.
ح: (شهاب): مبتدأ، (بنونٍ): خبره، (ثق): جملة مستأنفة، (يأتيني دنا): مبتدأ وخبر، والجملة: مقول القول، (مكث): مفعول فعل محذوفيفسره ما بعده، أي: لابس مکث، أو: مبتدأ، (افتح ضمة الكاف): جملة فعلية خبره، واللام: بدل العائد، (نوفلا): حال من الفاعل.
ص: قرأ الكوفيون {بشهابٍ قبسٍ} [7] بنون التنوين على أن {قبسٍ}: بدل منه، والباقون بترك التنوين على الإضافة، نحو: (باب ساجٍ)، لأن القبس الشعلة من النار، وكذلك الشهاب.
وقرأ ابن كثير: (أو ليأتينني بسلطانٍ) [۲۱] بنون الوقاية بعد نون التوكيد الشديدة، كما هو الأصل، والباقون: بنون مشددة فقط على
[كنز المعاني: 2/495]
أنهحذف نون الوقاية وكسر نون التأكيد اكتفاءً بها، أو أنها نون تأكيد مخففة، أدغمت في نون الوقاية.
ولم يقيد (ليأتينني) اكتفاء بقيد الأول، أو باللفظ.
وقرأ عاصم: {فمكث غير بعيدٍ} بفتح الكاف، والباقون: بضمها، لغتان، وأشار إلى فضيلة الفتح بقوله: (نوفلا)، لأنه يقال في اسم الفاعلمنه (ماکث):،وأكثراسم الفاعل مما عين فعل ماضيه مضموم على وزن (فعيل)، نحو: (ظريف) و (کريم) و (شريف) و (نصيرٍ) ). [كنز المعاني: 2/496] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [933] معا سبأ افتح دون نون حمى هدى = وسكنه وانو الوقف زهرًا ومندلا
ب: (الزهر): النور، (المندل): نوع من الطيب، مضي معناهما.
ح: (سبأ): مفعول (افتح)، (معًا): حال، أي: مصاحبين، (دون نونٍ حال): من المفعول، (حمى هدى): حال من الفاعل، أي: ذا حمى يتحصن بها المهدي، الهاء في (سكنه: لسبأ، (زهرًا) حال من الفاعل، أي: ذا طيب، كناية عن أخذه بقبول من غير إنكار.
[كنز المعاني: 2/496]
ص: قرأ أبو عمرو والبزي لفظ (سبإٍ) في الموضعين: {وجئتك من سبأ} هنا [22]، و{لقد كان لسبأ} في سورة سبأ [15] بفتح الهمزة من غير تنوين لامتناعه من الصرف للتأنيث والعلمية؛ لأنه اسم قبيلة، والباقون - غير قنبل - بالجر والتنوين لانصرافه بناء على أنه اسم الحي، وللتناسب أيضًا في (سبإٍ بنبإٍ)، أما قنبل فقرأ بسكون الهمز على نية الوقف في الوصل، وأنكر عليه، لأنه لو فتح هذا الباب لذهب الإعراب رأسًا من كلام العرب، ولم يجيء ذلك إلا في ضرورة الشعر). [كنز المعاني: 2/497]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (أما "مكث" ففتح الكاف منه وضمها لغتان، ويقوى الفتح أنكم ماكثون ماكثين فيه أبدا، ونوفلا حال من فاعل افتح وقد تقدم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/50]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (933- مَعًا سَبَأَ افْتَحْ دُونَ نُونٍ "حِـ"ـمًى "هُـ"ـدًى،.. وَسَكِّنْهُ وَانْوِ الْوَقْفَ "زُ"هْرًا وَمَنْدَلا
يريد: {وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأ}: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ}، فهذا معنى قوله: "معا"؛ أي: هنا وفي سورة سبأ افتح الهمز من لفظ سبأ دون نون؛ أي: من
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/50]
غير تنوين؛ لأنه لا ينصرف، وحمى هدى حال وقراءة الباقين بالصرف كسروا الهمزة ونونوا وهما لغتان في لفظ سبأ وثمود الصرف وتركه نص سيبويه وغيره عليهما بناء على أنه يقصد بهما الحي أو القبيلة، وحسن لفظ الصرف هنا؛ ليناسب الكلمة التي بعده وهي قوله: "بنبأ" فهو أولى من صرف سلاسلا وقواريرا للتناسب على ما يأتي في موضعه، وروى قنبل إسكان الهمزة، وقرأ به ابن مجاهد عليه وقال: هو وهم وبين الناظم علته بقوله: وانو الوقف؛ أي: تكون واصلا بنية الوقف وهذا باب لو فتح لذهب الإعراب من كلام العرب واستوى الوقف والوصل ولكن يقع مثل هذا نادرا في ضرورة الشعر، قال مكي، الإسكان في الوصل بعيد غير مختار ولا قوي، وقوله: زهرا ومندلا حالان من فاعل سكنه أو مفعوله؛ أي: ذا زهر ومندل؛ أي: ذا طيب بمعنى طيبا؛ أي: خذه بقبول غير متكره له). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/51]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (932 - .... .... .... .... .... = .... مكث افتح ضمّة الكاف نوفلا
....
وقرأ عاصم: فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ بفتح ضمة الكاف، وقرأ غيره بضمتها). [الوافي في شرح الشاطبية: 333]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (933 - معا سبا افتح دون نون حمي هدى = وسكّنه وانو الوقف زهرا ومندلا
قرأ أبو عمرو والبزي لفظ سبأ في: وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ هنا، لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ في سورة سبأ بفتح الهمزة دون تنوينها في الموضعين، وقرأ قنبل بتسكين الهمزة، وبين الناظم علة قراءة قنبل بقوله (وانو الوقف) أي تكون واصلا بنية الوقف ففي قراءة قنبل حمل الوصل على الوقف، وقرأ الباقون بكسر الهمزة منونة في الموضعين، وفهمت قراءتهم من ضد الترجمة الأولى). [الوافي في شرح الشاطبية: 333]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (174- .... .... .... وَنَوِّنْ سَبَأْ شِهَا = بِ حُزْ .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 35] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (174- .... .... .... .... .... = .... مَكُثَ افْتَحْ يَا .... .... ). [الدرة المضية: 35]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم شرع في سورة النمل بقوله: ونون سبأ شهاب حز يعني قرأ مرموز (حا) حز وهو يعقوب {من سبأ} [22] هنا {لقد كان لسبأ} [15] في سورته علم من إطلاقه بالتنوين فيهما على أنه منصرف اسم للحي وعلم للآخرين كذلك). [شرح الدرة المضيئة: 191]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: مكث افتح يا أي قرأ المشار إليه (بياء) يا وهو روح {مكث} [22] بفتح الكاف). [شرح الدرة المضيئة: 191]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَمَكَثَ فَقَرَأَ عَاصِمٌ، وَرَوْحٌ بِفَتْحِ الْكَافِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/337]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مِنْ سَبَأٍ هُنَا وَلِسَبَأٍ فِي سُورَةِ سَبَأٍ فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو وَالْبَزِّيُّ، بِفَتْحِ الْهَمْزِ مِنْ غَيْرِ تَنْوِينٍ فِيهِمَا، وَرَوَى قُنْبُلٌ بِإِسْكَانِ الْهَمْزَةِ مِنْهُمَا، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ فِي الْحَرْفَيْنِ بِالْخَفْضِ وَالتَّنْوِينِ). [النشر في القراءات العشر: 2/337]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ عاصم وروح {فمكث} [22] بفتح الكاف، والباقون بضمها). [تقريب النشر في القراءات العشر: 625]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو عمرو والبزي {من سبإ} [22]، و{لسبإ} في سورتها [15] بفتح الهمزة من غير تنوين، وقنبل بإسكان الهمزة منهما، والباقون بالخفض والتنوين فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 625]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (829 - سبأ معًا لا نون وافتح هل حكم = سكّن زكا مكث نهىً شد فتح ضم). [طيبة النشر: 89]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (سبأ معا لا نون وافتح (هـ) ل (ح) كم = سكّن (ز) كامكث (ن) هى (ش) دّ فتح ضم
يريد «وجئتك من سبأ، لقد كان لسبأ» فهذا معنى قوله معا: أي بفتح الهمزة من لفظ سبأ من غير تنوين البزي وأبو عمرو لأنه لا ينصرف قوله: (سكن) أي سكن الهمزة فيهما قنبل، والباقون بالخفض وبالتنوين منصرفا قوله: (مكث) يريد
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 289]
قوله تعالى: فمكث غير بعيد قرأه بفتح الكاف عاصم وروح، والباقون بضمها وهما لغتان). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 290]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
سبأ معا لا نون وافتح (هـ) لـ (ح) كم = سكن (ز) كا مكث (ن) هي (ش) د فتح ضمّ
ش: أي: قرأ ذو هاء (هل) البزي وحاء (حكم) أبو عمرو: وجئتك من سبأ بنبأ يقين هنا [22]، وو لقد كان لسبأ [15] بفتح الهمزة بلا تنوين، فهو غير منصرف للعلمية والتأنيث؛ لأن المراد به القبيلة.
وسكن همزتها ذو زاي (زكا) قنبل؛ حملا للوصل على الوقف ك يتسنّه [البقرة: 259] وعوجا [الكهف: 1]، والأولى] أن يكون من نوع المنصرف لتحققه.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/488]
والباقون بالكسر والتنوين؛ فهو مصروف لإرادة الحي لا البلد، والعلمية لا تستقل.
وقرأ ذو نون (نهى) عاصم وشين (شد) روح: فمكث غير بعيد [22] بفتح الكاف، والباقون بضمها، وهما لغتان كطهر [وطهر] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/489]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فَمَكُث" [الآية: 22] فعاصم وروح بفتح الكاف، والباقون بضمها لغتان كطهر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/325] قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واتفقوا على إدغام الطاء مع بقاء صفتها في التاء من "أحطت" وإن زيادة الصفة في المدغم لا تمنع). [إتحاف فضلاء البشر: 2/325]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مِنْ سَبَأ" [الآية: 22] هنا وفي سورة [سبأ الآية: 15] فالبزي وأبو عمرو بفتح الهمزة من غير تنوين ممنوعا من الصرف للعلمية والتأنيث اسم للقبيلة، أو البقعة، وافقهما ابن محيصن واليزيدي، وقرأ قنبل بسكون الهمزة كأنه نوى الوقف، وأجرى الوصل مجراه كيتسنه وعوجا، والباقون بالكسر والتنوين فهو مصروف لإرادة الحي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/325]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فمكث} [22] قرأ عاصم بفتح الكاف، والباقون بالضم، لغتان، وبالفتح أشهر). [غيث النفع: 945]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وجئتك} إبداله لسوسي لا يخفى). [غيث النفع: 945]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {سبأ} قرأ البزي والبصري بفتح الهمزة، من غير تنوين، ممنوعًا من الصرف، للعلمية والتأنيث، اسم للقبيلة، أو البقعة، وقنبل بسكون الهمزة، كأنه نوى الوقف، وأجرى الوصل مجراه، والباقون بالجر والتنوين منصرف، اسم للحي، أو المكان). [غيث النفع: 945]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22)}
{فَمَكَثَ ... فَقَالَ}
- قرأ عاصم وأبو عمرو في رواية الجعفي، وسهل وروح والأعمش وزيد عن يعقوب وعبد الله بن مسعود (فمكث ... فقال) بفتح الكاف، وهي عند مكي أكثر وأشهر.
- وقرأ الباقون، ورويس عن يعقوب (فمكث ... فقال) بضم الكاف، كطهر وهما لغتان، والضم أعجب القراءتين إلى الطبري، لأنها أشهر اللغتين وأفصحهما.
- وقرأ أبي بن كعب (فيمكث ثم قال).
- وجاءت قراءة أبي عند ابن عطية (فتمكث ثم قال).
- وقرأ عبد الله بن مسعود (فيمكث ... فقال).
- وفي مصحفه (فيمكث غير بعيد).
- وعن ابن مسعود أنه قرأ (فتمكث ثم جاء فقال).
[معجم القراءات: 6/497]
قال أبو حيان: (وكلاهما في الحقيقة تفسير لا قراءة، لمخالفة ذلك سواد المصحف، وما روي عنهما بالنقل الثابت).
أي ما روي عنهما بالنقل الثابت كقراءة الجماعة.
{أَحَطْتُ}
- في هذا اللفظ صورتان من الإدغام:
الأولى: (أحط)، وذلك بإدغام الطاء في التاء مع بقاء صفة الإطباق، فكأنك في الظاهر قلبت التاء طاء وأدغمتها في الطاء الأولى، وهذا ليس على الحقيقة إدغامًا، وإنما سمي كذلك توسعًا، والعلة في هذه الصورة قوة الطاء وضعف التاء، والنصوص التالية تبين لك هذا.
وهي قراءة السبعة، وكثير من القراء من بعدهم، وأخرجوه مخرج الإجماع.
الثانية: (أحت) وهو الإدغام الحقيقي، وذكره الشهاب قراءة لابن محيصن، فقد أدغمت الطاء في التاء، فجاء التضعيف في التاء بيانًا لصورة هذا الإدغام.
واعترض ابن الحاجب رحمه الله تعالى على القراءة الأولى بأن الإطباق صفة الحرف، والإدغام يقتضي إبدالها تاءً، وهو ينافي وجود الصفة، لأنه يقتضي أن تكون موجودة وغير موجودة، وهو تناقض، فالتحقيق على هذه القراءة أنه لا إدغام فيها، ولكنما
[معجم القراءات: 6/498]
أطلق عليه إدغام توسعًا.
وقال ابن مالك في التسهيل: (إنه إذا أدغم المطبق يجوز إبقاء الإطباق، وعدمه، وقال سيبويه: كل عربي صحيح).
والإطباق: رفع اللسان إلى الحنك.
وذكر الصيمري أن أبا عمرو أدغم الطاء في التاء، وأبقى فيه -أي في الطاء- صوتًا لئلا يخل فيه بحرف الإطباق.
أما ابن الجزري فقد قال: (والطاء أقوى الحروف تفخيمًا، فلتوف حقها ولا سيما إذا كانت مشددة نحو: اطيرنا، وأن يطوف.
وإذا سكنت وأتى بعدها تاء وجب إدغامها إدغامًا غير مستكمل، بل تبقى معه صفة الإطباق والاستعلاء؛ لقوة الطاء وضعف التاء، ولولا التجانس لم يسغ الإدغام...).
ونقل القرطبي والنحاس هذه المسألة عن الفراء.
قال الفراء: (قال بعض العرب: أحط، فأدخل الطاء مكان التاء، والعرب إذا لقيت الطاء تاء فسكنت الطاء قبلها صيروا الطاء تاءً فيقولون: أحت ... ومن العرب من يحول التاء إذا كانت بعد الطاء طاءً فيقول أحط ...).
وقال النشار في المكرر: (اتفق السبعة على إدغام الطاء في التاء؛ لأن مخرج الطاء والتاء واحد لكن الصفة مختلفة؛ فالطاء منطبقة والتاء منفتحة، والطاء مستعلية والتاء مستفلة، والطاء مجهورة، والتاء مهموسة، ويقال في ذلك: إدغام الحرف وإبقاء الصفة).
ولعلك أيها الأخ القارئ رأيت طرفًا من الحرص على المبالغة في نقل النصوص في هذه المسألة، وما كان ذلك مني لتسويد صفحات أو رغبة في التزيد، ولكن طبيعة هذه المسألة في باب الإدغام تقتضي
[معجم القراءات: 6/499]
ذلك؛ فهي مسألة نادرة وغريبة، وتحتاج إلى وقفة المتأني عندها، وقد كان ذلك، وقد فعلت مثل هذا في السورة السابقة سورة الشعراء في (أوعظت) الآية/136.
{وَجِئْتُكَ}
- قرأ أبو جعفر وأبو عمرو بخلاف عنه والأزرق وورش والأصبهاني (وجيتك) بالياء من غير همز.
وانظر الآية/89 من سورة النحل (جئنا)، وسورة الفرقان الآية/32.
{مِنْ سَبَإٍ}
- قراءة الجمهور (من سبأٍ) مصروفًا على إرادة الحي.
- وقرأ ابن كثير في رواية البزي وأبو عمرو وابن محيصن واليزيدي وجبلة عن المفضل عن عاصم (من سبأ) بفتح الهمزة غير مصروف، اسم قبيلة أو امرأة.
قال الفراء: (ولم يجره أبو عمرو بن العلاء، وزعم الرؤاسي أنه سأل أبا عمرو عنه، فقال: لست أدري ما هو.
قال الفراء: وقد ذهب مذهبًا إذ لم يدر ما هو؛ لأن العرب إذا سمعت بالاسم المجهول تركوا إجراءه...).
[معجم القراءات: 6/500]
ونقل نص الفراء هذا أبو جعفر النحاس، ثم قال: (وأبو عمرو أجل من أن يقول مثل هذا، وليس في حكاية الرؤاسي عنه دليل أنه منعه من الصرف لأنه لم يعرفه، وإنما قال: لا أعرفه، ولو سئل نحوي عن اسم فقال: لا أعرفه لم يكن في هذا دليل على أنه يمنعه من الصرف، بل الحق على غير هذا، والواجب إذا لم تعرفه أن تصرفه، لأن أصل الأسماء الصرف...
والقول في سبأ ما جاء التوقيف فيه أنه اسم رجل في الأصل، فإن صرفته، فلأنه قد صار اسمًا للحي، وإن لم تصرفه جعلته اسمًا للقبيلة، مثل ثمود. إلا أن الاختيار عند سيبويه الصرف، وحجته في ذلك قاطعة؛ لأن هذا الاسم لما كان يقع للتذكير والتأنيث كان التذكير أولى؛ لأنه الأصل والأخف) اهـ.
والقراءتان عند الطبري مشهورتان، قرأ بكل واحدةٍ منهما علماء من القراء، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.
- وقرأ قنبل عن النبال والحسن بن محمد بن عبيد الله بن أبي زيد عن شبل عن ابن كثير، وهي قراءة ابن مجاهد على قنبل، والقواس (من سبأ) ساكنة الهمزة.
قال ابن مجاهد: (وهو وهم، والصواب رواية البزي، مفتوحة الهمزة مثل أبي عمرو).
[معجم القراءات: 6/501]
وقال الأصبهاني: (وذكر محمد بن إسحاق البخاري عنهما، وأبو بكر النقاش أيضًا وابن مجاهد عن قنبل بهمزة ساكنة وهو غلط، وقال أبو بكر الهاشمي: من ذكر ذلك عن أصحابنا فقد غلط ولم يضبط).
قال الشهاب: (ومن سكن الهمزة نوى الوقف، وإليه أشار الشاطبي رحمه الله بقوله: وسكنه وانو الوقف زهرًا ومندلًا.
والقواس راوٍ لقنبل رحمه الله.
وذكر هذه القراءة الأزهري مثلًا على إعطاء الوصل حكم الوقف.
- وقرأ الأعمش (من سبأ) بكسر الهمز من غير تنوين.
قال أبو حيان: (حكاها عنه ابن خالويه وابن عطية، ويبعد توجيهها).
- وقرأ ابن كثير في رواية القواس وابن فليح وقنبل في رواية ومعه (من سبأ) بتنوين الباء على وزن رحىً، جعله مقصورًا مصروفًا.
- وذكر أبو معاذ أنه [لعله ابن كثير] قرأ (سبأى) بسكون الباء وهمزة مفتوحة غير منونة بناه على فعلى فامتنع الصرف للتأنيث اللازم، وجاءت القراءة في البحر (سبأ) كذا! وهو تحريف.
[معجم القراءات: 6/502]
- وروى ابن حبيب عن اليزيدي، وابن كثير في رواية القواس وابن فليح (سبا) بالألف الساكنة. مثل: (تفرقوا أيدي سبا).
قلت: لعله -كما ذكر الأزهري- من إعطاء الوصل حكم الوقف!
- وأبدل الهمزة في الوقف ألفًا، حمزة وهشام، ولهما تسهيله بالروم.
{بِنَبَإٍ}
- قراءة الجمهور بتحقيق الهمز (بنبأٍ).
- وقرأت فرقة (بنبا) بألف عوض الهمزة، وكأنها قراءة من قرأ (سبا) بالألف لتتوازن الكلمتان كما توازن في قراءة من قرأهما بالهمز المكسور والتنوين. كذا رأي أبي حيان.
فإذا صح مثل هذا الاجتهاد من أبي حيان فإنها تكون قراءة ابن كثير في رواية، وابن حبيب عن اليزيدي.
- وإبدال الهمزة ألفًا في الوقف قراءة حمزة وهشام، ولهما التسهيل مع الروم). [معجم القراءات: 6/503]
قوله تعالى: {إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23)}
{عَرْشٌ عَظِيمٌ}
- روي عن نافع الوقف على (عرش).
وذكر الأنباري أنه وقف قبيح، ومن ذهب إليه من أهل العلم كان المعنى عنده: (عظيم عبادتها الشمس والقمر)، وذكروا أن عرشها
[معجم القراءات: 6/503]
أحقر وأدق شأنًا من أن يوصف بالعظيم. ورد هذا الأنباري). [معجم القراءات: 6/504]
قوله تعالى: {وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24)}
{زَيَّنَ لَهُمُ}
- إدغام النون في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب). [معجم القراءات: 6/504]
قوله تعالى: {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (10 - قَوْله {أَلا يسجدوا لله} 25
كلهم شدد اللَّام في {أَلا يسجدوا} غير الكسائي فَإِنَّهُ خففها وَلم يَجْعَل فِيهَا أَن ووقف (ألايا) ثمَّ ابْتَدَأَ {اسجدوا}). [السبعة في القراءات: 480]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (11 - وَاخْتلفُوا في التَّاء وَالْيَاء من قَوْله {وَيعلم مَا تخفون وَمَا تعلنون} 25
فَقَرَأَ الكسائي وَحَفْص عَن عَاصِم {مَا تخفون وَمَا تعلنون} بِالتَّاءِ فيهمَا
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ وَأَبُو بكر عَن عَاصِم بِالْيَاءِ فيهمَا). [السبعة في القراءات: 480 - 481]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ألا يسجدوا) خفيف يزيد، وعليّ، ورويس). [الغاية في القراءات العشر: 347 - 348]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((تُخْفُونَ وَمَا تُعْلُنونَ) [(الكسائي وحفص)). [الغاية في القراءات العشر: ٣٤8]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ألا يسجدوا) [25]: خفيف: يزيد، وحمصي، وعلي، ورويس). [المنتهى: 2/879]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (تخفون) [25]، و(تعلنون) [25]: بالتاء علي، وحفص إلا البختري). [المنتهى: 2/880]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكسائي (إلا يسجدوا) بتخفيف (ألا)، فإن وقف على (يا) ابتدأ (اسجدوا) لأنها (يا) التي للنداء، وقرأ الباقون (ألا) بالتشديد، ولا يجوز الوقف على (يا) في هذه القراءة، لأنها ياء الاستقبال متصلة كياء (يقوم) ولا يحسن أن يتعمد الوقف عليه، لأنه ليس بتمام ولا قطع). [التبصرة: 292]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص والكسائي (ما تخفون وما تعلنون) بالتاء فيهما، وقرأهما الباقون بالياء). [التبصرة: 293]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكسائي: {ألا يسجدوا} (25): بتخفيف اللام. ويقف: (ألا يا)، ويبتدئ: (اسجدوا): على الأمر، أي: ألا يا أيها الناس اسجدوا.
والباقون: يشددون اللام لاندغام النون فيها، ويقفون على الكلمة بأسرها). [التيسير في القراءات السبع: 394]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص، والكسائي: {ما تخفون وما تعلنون} (25): بالتاء فيهما.
[التيسير في القراءات السبع: 394]
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 395]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(الكسائي وأبو جعفر ورويس: (ألا يا اسجدوا) بتخفيف اللّام ويقفون (ألايا) ويبتدءون (اسجدوا) على الأمر أي ألا يا أيها النّاس اسجدوا والباقون يشددون اللّام لاندغام النّون فيهما ويقفون على الكلمة بأسرها.
حفص والكسائيّ: (ما تخفون وما تعلنون) بالتّاء فيهما، والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 492]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([25]- {أَلَّا يَسْجُدُوا} خفيف: الكسائي. ويقف "ألا يا" ويبتدئ "اسجدوا" على الأمر، و"ألَا"
[الإقناع: 2/719]
تنبيه المأمور، هذا قول سيبويه). [الإقناع: 2/720]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([25]- {مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} بالتاء: الكسائي وحفص). [الإقناع: 2/720]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (934 - أَلاَ يَسْجُدُوا رَاوٍ وَقِفْ مُبْتَلىً أَلاَ = وَياَ وَاسْجُدُوا وَأبْدَأْهُ بِالضَّمِّ مُوصِلاَ
935 - أَرَادَ أَلاَ يَا هؤُلاَءِ اسْجُدُوا وَقِفْ = لَهُ قَبْلَهُ وَالْغَيْرُ أَدْرَجَ مُبْدِلاَ
936 - وَقَدْ قِيلَ مَفْعُولاً وَإِنْ أَدْغَمُوا بِلاَ = وَلَيْسَ بِمَقْطُوعٍ فَقِفْ يَسْجُدُوا وَلاَ). [الشاطبية: 74]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (937 - وَيُخْفُونَ خَاطِبْ يُعْلِنُونَ عَلَى رِضاً = .... .... .... .... .... ). [الشاطبية: 75]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([934] ألا يسجدوا (ر)او وقف مبتلى ألا = ويا واسجدوا وأبدأه بالضم موصلا
[935] أراد ألا يا هؤلاء اسجدوا وقف = له قبله والغير أدرج مبدلا
[936] وقد قيل مفعولا وأن أدغموا بلا = وليس بمقطوع فقف يسجدوا ولا
قراءة الكسائي لغة مشهورة فصيحة.
يقولون: ألا يا انزلوا، بمعنى: ياقوم، أو: يا هؤلاء؛ قال الشاعر:
ألا يا اسلمي یا درمي على البلى = ولا زال منهلا بجرعائك القطر
وقال آخر:
ألا يا اسلمي يا هند هند بني بدر
وقال آخر:
یا دار هند یا اسلمي ثم اسلمي
بسمسمٍ أو عن يمين سمسم
[فتح الوصيد: 2/1155]
فـ(ألا): تنبيه. و(يا): نداء، والمنادى محذوف.
(وقف مبتليٍ ألا)، لأنك تفصل بعض الكلم من بعض، فـ(ألا): كلمة، و(يا): نداء، {اسجدوا}: كلمة.
و(ابداه بالضم)، يعني اسجدوا.
و(موصلا)، أي في حال وصلك؛ أي أنه ليس بابتداء تستمر عليه، إنما أنت تبتدأ بالضم للاختبار، ثم تصله بما قبله، تاليًا أو موصلًا ناطقًا همزة الوصل.
(وقف) للكسائي قبله؛ يعني على {يهتدون}، لأن (ألا)، للاستفتاح.
(والغير أدرج) {يهتدون} مع (ألا)، فلم يقف مبدلًا، لأن (ألا) بدل من {أعملهم}، أو بدل من {السبيل}، على زيادة (لا).
وقد قيل: هو مفعول {يهتدون}، على زيادة (لا) أيضًا؛ أي: فهم لا يهتدون أن يسجدوا.
وقيل: هو مفعول له؛ أي قصدهم لئلا يسجدوا
وقوله: (وإن أدغموا بلا)، أي أصله: أن لا، فأدغم النون في اللام، وليس بمقطوع؛ يعني في الرسم. (قف) في الاختبار: (يسجدوا)، لأنك لا تقف: (أن)، لما ذكرت، ولا (ألا)، لئلا يفرق بينه وبين {يسجدوا}، وهو معموله.
و(ولاء) بالفتح، وقد سبق). [فتح الوصيد: 2/1156]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([937] ويخفون خاطب يعلنون (عـ)ـلى (ر)ضا = تمدونني الإدغام (فـ)ـاز فثقلا
أما الكسائي، فعلى قراءتها جائت المخاطبة، لأنه قرأ: ألا ياقوم اسجدوا لله، فرجع {تخفون} و{تعلنون} إليه.
وأما حفص، ففي قراءته ابتداء المخاطبة، لأنه يقص خبرهم علی السامعين، فقال: {ما تخفون وما تعلنون} أيها المخاطبون.
(ورضًا): تمييز). [فتح الوصيد: 2/1157]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [934] ألا يسجدوا راوٍ وقف مبتلى ألا = ويا واسجدوا وأبدأه بالضم موصلا
[935] أراد ألا يا هؤلاء اسجدوا وقف = له قبله والغير أدرج مبدلا
ب: (الموصل): الناطق بهمزة الوصل، أو المبلغ، (المبتلى): المختبر، أو المضطر إلى التنفس.
ح: (ألا يسجدوا): مبتدأ، (راوٍ): خبره، أي: قراءة راوٍ، (مبتلًى): اسم مفعول منصوب حالًا من فاعل (قف)، (ألا) وما عطف عليه في محل النصب على مفعول (قف)، أي: قف حالة الاختبار، أو اضطرار التنفس على كل واحد من الكلم الثلاث إن شئتعلى (ألا) وعلى (يا) وعلى (اسجدوا)، والهاء في (ابدأه): راجع إلى (اسجدوا)، (موصلًا):
[كنز المعاني: 2/497]
حال من الفاعل، فاعل (أراد): ضمير الكسائي، (ألا يا هؤلاء): مفعوله، والضمير في (له): للكسائي، وفي (قبله) لقوله: (ألا)، (مبدلا): اسم مفعول مفعول (أدرج)، أو حال من مفعوله، أي: أدرجه بدلًا.
ص: قرأ الكسائي: {ألا يسجدوا} [25] بتخفيف {ألا} بناءً على أنها حرف تنبيه، دخلت على الجملة، وقال: قف إن شئت - على هذه القراءة حالة السؤال عنك وامتحان علمك، أو إذا اضطررت إلى التنفس - على {ألا} لأنها كلمة مستقلة، أو على {يا} أيضًا لأنها حرف نداء مستقلة بنفسها، أو على {اسجدوا} أيضًا لأنه فعل أمر.
ولما احتمل قوله: (مبتلى) الاختبار والاضطرار أيضًا ذكر الكلم الثلاث، وإلا فليس الوقف على {ألا} وعلى (اسجدوا) من باب الاختبار، ولأن حالهما ظاهر، بل على {يا} لأنها رسمت من غير ألف متصلة بسين {اسجدوا}، فهي محل الاشتباه لفظًا وخطًّا، نحو ما كتبوا في (يا ابن أم): [طه: 94]، ورسموا في (يا قوم): {ياقوم}[البقرة: 54].
واحترز بقوله: (مبتلًى) عن حال الاختيار إذا وقف عليهن حينئذ، لارتباط بعضها ببعض.
ثم قال: ابدأ (اسجدوا) بالضم ناطقًا بهمزة الوصل، أو مبلغًا هذا النقل إلى القراء، يعني: ضم همز الوصل من (اسجدوا) لأنه فعل أمرٍ، من
[كنز المعاني: 2/498]
(فعل يفعل)، نحو (انصروا) من(نصر ينصر)، فيجب ضم همزة الوصل ابتداء، بخلاف حالة الوصل لانحذاف الهمزة فيها.
ثم بين أن مراد الكسائي من تخفيف {ألا}: أن أصل الكلام: (ألا يا هؤلاء اسجدوا)، فحذف المنادى، واكتفى بحرف النداء للعلم به، نحو قول الشاعر:
يا لعنة الله والأقوام كلهم = والصالحين على سمعان من جار
أراد: (يا قوم لعنة).
ثم قال: قفللكسائي على هذه القراءة على ما قبلحرف التنبيه،
[كنز المعاني: 2/499]
أي: على قوله: {لا يهتدون} [24] لأن الكلام تم عنده.
ثم قال: غير الكسائي أدرج، أي: وصل {لا يهتدون} بقوله: {ألا}، لأن {ألا} عندهم مشددة،و{يسجدوا}: فعل مضارع، والياء: حرف المضارعة، فحملوا {ألا يسجدوا} على البدل من قوله: {أعمالهم} في قوله: {وزين لهم الشيطان أعمالهم} أي: زين أن يسجدوا، أو من {السبيل} في {فصدهم عن السبيل} [24]، أي: صدهم عن أن يسجدوا، و(لا) مزيدة.
ثم ذكر للغير وجهين آخرين في قوله:
[936] وقد قيل مفعولًا وأن أدغموا بلا = وليس بمقطوعٍ فقف يسجدوا ولا
ب: (الولا): - بالفتح -: النصر.
ح: (مفعولا): نصب على أحد الوجهين المذكورين في (مبدلًا)، (أن): مفعول (ادغموا)، (بلا): متعلق بالفعل، أي: ادغموا في (لا)، اسم (ليس): ضمير (أن يسجدوا): نصب بنزع الخافض، أي: قف على
[كنز المعاني: 2/500]
{يسجدوا}، (ولا): حال من فاعل (قف)، أي: ناصرًا، أو مفعوله، أي: منصورًا.
ص: قال بعضهم: {ألا يسجدوا} [25] بالتشديد مفعول {يهتدون} [24] و(لا): زائدة، أي: لا يهتدون أن يسجدوا، وبعضهم: إنه مفعول له، أي: زين لهم الشيطان أو فصدهم لئلا يسجدوا.
وعلى التقادير الأربعة: لا وقف على {يهتدون} ولهذا قال: (أدرج)، أي: وصل بخلاف قراءة الكسائي.
ثم قال: أدغموا كلمة (أن) في (لا) لسكون نونها: فصار: {ألا}، وليس (أن) في رسم المصاحف مقطوعًا من (لا)، يعني: لا صورة (لنونها)، فقف على {يسجدوا} فقط، لا على الكلم الثلاث التي وقف عليها في قراءة الكسائي، إذ لو وقفت على {ألا} لوقفتعلى (أن) الناصبة دون منصوبها، فلا تقف إلا على {يسجدوا}.
وفيه نظر، لأنه إن أراد وقف الاختيار: فلا يجوز إلا على آخر الآية، أو
[كنز المعاني: 2/501]
الاضطرار: فيجوز على {ألا} أيضًا، كما صرح به بعضهم، إلا أن يجاب: أن الناظم أراد بيان منع الوقف على (أن) من {ألا}، واستغنى عن بيان جواز الوقف على {ألا} لظهوره، لكن، .. ضاق عليه تفاصيل ذلك). [كنز المعاني: 2/502]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ):( [937] ويخفون خاطب تعلنون على رضًى = تمدونني الإدغام فاز فثقلا
ح: (تخفون): مفعول (خاطب)، (تعلنون): عطف بحذف العاطف، (على): حرف جر، (رضًى): مجروره في محل النصب على الحال من فاعل (خاطب)، أي: كائنًا على رضًى، أو (علا): فعل ماضٍ، (رضًى): تمييز أو حال، أي: علا رضاه، أو ذا رضًى، (تمدونني): مبتدأ، (الإدغام): مبتدأ ثاني، (فاز): خبره، أي: ذوالإدغام فيهفاز، والجملة: خبر الأول، و(ثقلا): عطف.
ص: قرأ حفص والكسائي: {ويعلم ما تخفون وما تعلنون} بالخطاب لمن أمروا بالسجود في (يا اسجدوا): عند الكسائي، وعلى ابتداء المخاطبة عند حفص، والباقون: بالغيبة فيهما، لأن قبله {يسجدوا} بالغيبة عندهم.
[كنز المعاني: 2/502]
وقرأ حمزة: (أتمدوني بمالٍ) [36] بإدغام إحدى النونين في الأخرى، كما في: {أتحاجوني} [الأنعام: 80]، والباقون: بنونين على الأصل). [كنز المعاني: 2/503] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (934- أَلا يَسْجُدُوا رَاوٍ وَقِفْ مُبْتَلىً أَلا،.. وَيا وَاسْجُدُوا وَأبْدَأْهُ بِالضَّمِّ مُوصِلا
أي: قراءة الكسائي بتخفيف "ألا" جعله حرف تنبيه نحو: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ}، {أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ}. وتقدير البيتين: ألا يسجدوا قراءة راوٍ فيكون "يسجدوا" بعده كلمتين تقريرهما: يا اسجدوا بحرف النداء وفعل
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/51]
الأمر والمنادى محذوف؛ أي: يا قوم اسجدوا وهذه لغة فصيحة مشهورة كثيرة ومنها قول الشماخ:
ألا يا اصبحاني قبل غارة سنجال
أي: يا صحابي اصبحاني إلا أنه لم يكتب في المصحف إلا على هذه الصورة بحذف ألا يا وحذف ألف الوصل من اسجدوا وحذف الألف من "يا" مطرد في رسم المصاحف نحو: "ينوح"، "يقوم" في يا نوح يا قوم، وحذفت ألف الوصل أيضا في نحو: "بسم الله" فلما اجتمعا في هذه الكلمة حذفا، ونظيرها في الرسم "يبنؤم" في يا ابن أم حذفت الألف من يا وألف الوصل من ابن فحصل من هذا أن الرسم احتمل ما قرأه الكسائي وما قرأ به غيره، واختار أبو عبيد قراءة الجماعة وقال؛ لأنها في بعض التفاسير: وزين لهم اشيطان أن لا يسجدوا قال: ومن قرأها بالتخفيف جعلها أمرا مستأنفا بمعنى: ألا يا أيها اسجدوا وهذا وجه حسن إلا أن فيه انقطاع الجزء الذي كان من أمر ملكة سبأ وقومها ثم رجع بعد إلى ذكرهم والقراءة الأولى خبر يتبع بعضه بعضًا لا انقطاع فيه قال أبو علي: وهذا هو الوجه ولتجري القصة على سننها ولا يفصل بين بعضها وبعض بما ليس منها وإن كان الفصل بهذا النحو غير ممتنع؛ لأنه يجري مجرى الاعتراض وما يساد القصة، وكأنه لما قيل: {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ} الآية قد دل هذا الكلام على أنهم لا يسجدون لله تعالى ولا يتدينون بدين فقال: ألا يا قوم أو يا مسلمون اسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السموات والأرض خلافا عليهم وحمدا لله
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/52]
تعالى مكان ما هداهم لتوحيده فلم يكونوا مثلهم في الطغيان والكفر قال الفراء: قرأها أبو عبد الرحمن السلمي والحسن وحميد الأعرج مخففة على معنى: ألا يا هؤلاء اسجدوا، فيضمر هؤلاء ويكتفي بقوله: يا وسمع بعض العرب يقول: ألا يا ارحمونا، ألا يا تصدقوا علينا، وحدثني الكسائي أن عيسى الهمداني قال: ما كنت أسمع الشيخة يقرؤونها إلا بالتخفيف على نية الأمر وهي في قراءة عبد الله: "هلا تسجدوا" بالتاء فهذه حجة لمن خفف؛ لأن قولك: ألا تقوم بمنزلة قولك: قم، وفي قراءة أبي: "ألا يسجدون لله الذي يعلم سركم وما تعلنون"، قال: وهو وجه الكلام؛ لأنها سجدة ومن قرأ: "أن لا يسجدوا"، فشدد، فلا ينبغي لها أن تكون سجدة؛ لأن المعنى زين لهم الشيطان أن لا يسجدوا، وقول الناظم: وقف مبتلا ألا يا أراد أن يبين هذه الكلمات المتصلة؛ لينفصل بعضها من بعض لفظًا كما هي منفصلة تقديرًا فقال: إذا ابتليت بالوقف؛ أي: اختبرت وسئلت عن ذلك على وجه الامتحان أو أراد بالابتلا الاضطرار؛ أي: إذا اضطررت إلى ذلك؛ لانقطاع نفس أو نسيان فلك أن تقف على ألا؛ لأنه عرف مستقل لا اتصال له بما بعده بخلافها إذا شددت في قراءة الجماعة على ما يأتي، ولك أن تقف على يا؛ لأنها حرف النداء والمنادى بها محذوف فهذا موضع الاختبار؛ لأن الياء متصلة بالفعل لفظًا وخطًّا، أما الوقف على ألا فلا يحتاج إلى الاختبار؛ إذ لا يخفى أنه كلمة وكذا الوقف على اسجدوا بل الوقف عليهما من باب الاضطرار لا الاختبار فلما كان قوله: مبتلا يحتمل الأمرين ذكر موجبهما على كل واحد من التقديرين، ونصب مبتلا على الحال وكذا ما بعده؛ لأن التقدير: قائلا: ألا ويا واسجدوا، ثم قال: وابدأه بالضم؛ أي: ابدأ اسجدوا بضم همزة الوصل؛ لأنه فعل أمر من المضارع المضموم الوسط كاخرج وادخل، فكما
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/53]
تضم الهمزة إذا ابتدأت: {ادْخُلُوا مِصْرَ} كذلك تضم في: "اسْجُدُوا" إذا ابتدأت بها، وغير الناظم من المصنفين لا يذكرون الوقف إلا على "ألا يا"؛ لأنه موضع الاختبار وفي شرح الغاية لابن مهران، روي عن الكسائي أنه وقف: "ألا يا"، وابتدأ اسجدوا قال: فإن صح ذلك فعلى طريق إظهار الأصل لا على طريق الاختبار في الوقف، كأنه قيل: له فعلا أثبت النون كما في: {أَلا يَتَّقُونَ}، {أَلا تُقَاتِلُونَ}، "ألا تجدون" فأخبرهم بأصل الكلمة، وقوله: موصلا حال من أوصلته؛ أي: بلغته؛ أي: مبلغا علم ذلك إلى من لا يعرفه، وذكر الشيخ فيه وجهين أحدهما أن معنى موصلا ناطقا بهمزة الوصل والثاني في حال وصلك؛ أي: إنه ليس بابتداء تستمر عليه إنما أنت تبتدي للضم للاختبار، ثم تصله بما قبله تاليا، قلت: فهي على هذا المعنى حال مقدرة إلا أن في استعمال موصلا بهذا المعنى نظرًا، وقد سبق التنبيه عليه في باب الهمزتين من كلمة وفي سورة البقرة؛ لأنه بمعنى واصلا ثَم.
935- أَرَادَ أَلا يَا هؤُلاءِ اسْجُدُوا وَقِفْ،.. لَهُ قَبْلَهُ وَالغَيْرُ أَدْرَجَ مُبْدِلا
أي: أراد الكسائي هذا التقدير: وقد سبق شرحه، ثم قال: وقف له؛ أي: للكسائي قبله؛ أي: قبل ألا يسجدوا؛ أي: يجوز لك الوقف على:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/54]
{فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ}؛ إذ لا تعلق لما بعده به، ثم قال: والغير أدرج؛ أي: غير الكسائي أدرج "يهتدون" مع "ألا يسجدوا"، ولم يقف قبله، وجعله بدلا من أعمالهم أو من السبيل على زيادة لا فقوله: مبدلا بفتح الدال مفعول أدرج؛ أي: أدرج لفظا مبدلا أو حال من المفعول؛ أي: أدرجه في حال كونه مبدلا مما قبله ثم ذكر وجها آخر فقال:
936- وَقَدْ قيل: مَفْعُولًا وَإِنْ أَدْغَمُوا بِلا،.. وَلَبْسَ بِمَقْطُوعٍ فَقِفْ يَسْجُدُوا وَلا
أي: أدرج مفعولا وفي نصب مفعول الوجهان المقدمان؛ إما مفعول به وإما حال؛ أي: أعرب: {أَلَّا يَسْجُدُوا} بأنه مفعول، واختلفت في ذلك فقيل: هو مفعول به؛ أي: فهم لا يهتدون أن يسجدوا ولا زائدة، وقيل: هو مفعول له؛ أي: زين لهم لئلا يسجدوا أو قصدهم لئلا يسجدوا، وهذا الوجه والأول الذي هو بدل من أعمالهم يكون فيه لا غير زائدة بخلاف البدل من السبيل والنصب بيهتدون، فهي فيهما زائدة فلا يجوز في قراءة الجماعة الوقف على يهتدون؛ لأجل هذا التعلق على الوجوه الأربعة بخلاف قراءة الكسائي فلا تعلق لها بما قبلها، وهذا كله يقال؛ إظهارًا لمعاني الكلام وتعريفا بتعلق بعضه ببعض؛ ليتدرب فيه الطالب وإلا فالمختار عندنا جواز الوقف على رءوس الآي مطلقة.
قال: وإن أدغموا بلا؛ يعني: أن ألا أصلها أن لا فأدغمت النون في اللام إدغاما واجبا؛ لسكونها على ما عرف في باب النون الساكنة فمن ثم جاء التشديد.
ثم قال: وليس بمقطوع؛ يعني: لم يفصل بين الحرفين في الرسم فلم يكتب أن لا بل لم تكتب النون صورة أصلا بل كتبت على لفظ الإدغام فلأجل ذلك احتمل الرسم قراءة الكسائي وقراءة الجماعة، وهي "أن" الناصبة للفعل ولا بعدها
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/55]
للنفي أو زائدة على ما تقرر من المعاني.
ثم قال: فقف يسجدوا؛ يعني: أنه ليس لك أن تقف في الابتلاء ثلاث وقفات كما ذكرنا للكسائي؛ لأن تلك المواضع كل كلمة مستقلة بمقصودها؛ لأن إلا أفادت الاستفتاح ويا مع المنادى المحذوف أفادت الندا.
ثم قال: اسجدوا وهو أمر تام، وههنا إن وقفت على "ألا" كنت قد وقفت على أن الناصبة دون منصوبها، فلا يتم الكلام إلا بقوله: يسجدوا وههنا إشكالان: الأول أن ظاهر قوله: أن لا وقف للجماعة إلا على يسجدوا فإن أراد وقف الاختيار فذاك في آخر الآية، وإن أراد وقف الاضطرار جاز على ألا، وهذا هو المنقول قد صرح به جماعة من المصنفين.
قال ابن الأنباري: من قرأ بالتثقيل: وقف على "ألا"، وابتدأ "يسجدوا" وهو ظاهر كلام صاحب التيسير؛ فإنه قال: الكسائي "ألا يسجدوا" بتخفيف اللام ويقف "ألا يا" ويبتدئ "اسجدوا" على الأمر؛ أي: ألا يا أيها الناس اسجدوا والباقون يشددون اللام؛ لاندغام النون فيها ويقفون على الكلمة بأسرها.
وقال شيخه أبو الحسن ابن غلبون: لا ينبغي أن يتعمد الوقف والابتداء ههنا؛ لأن الكلام مرتبط بعضه ببعض من حيث الندا وخطابه، فلا يفصل بعضه من بعض.
قال: ولا يجوز الوقف للباقين إلا على آخر الآية وإن انقطع نفس القارئ لهم على "ألا" رجع إلى أول الكلام فإن لم يفعل ابتدأ يسجدوا بالياء مفتوحة قال الأهوازي: يقفون عليه ألا ويبتدئون يسجدوا كما في الكتاب.
وقال صاحب الروضة: الوقف عليه قبيح، فإن وقف واقف عليه مضطرًا ابتدأ بـ "يسجدوا" كما يصل.
وقال ابن الفحام: يبتدئ بياء معجمة الأسفل في أول الفعل.
وجواب هذا الإشكال أن الناظم استغنى عن ذكر الوقف على "ألا"؛ لظهور الأمر فيه فلم يكن لهم عنده إلا منع الوقوف على "أن" من "ألا"، فمنع ذلك بقوله: وليس بمقطوع ثم اهتم بمنع فصل الياء من "يسجدوا" كما فصل
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/56]
الكسائي فقال: فقف يسجدوا وضاق عليه البي فلم يتمكن من التنصيص على التفاصيل كلها، ويجوز أن يكون الناظم ما أراد بقوله: وليس بمقطوع إلا أن هذا اللفظ متصل في قراءة الجماعة الياء مع السين؛ لأنها حرف المضارعة بخلافها في قراءة الكسائي؛ فإنها مفصولة منها تقديرًا؛ لأنها من حرف النداء من الفعل.
الإشكال الثاني: لم كان حذف النون من أن في الخط مانعا من الوقوف على هذه الكلمة للجماعة ورد النون في الوقف.
فإن قلتَ: لأنها لم ترسم فالألف من يا لم ترسم في "يسجدوا"، وقد وقف الكسائي عليها، وجوابه: أن النون من "أن" صارت لامًا للإدغام والألف من يا حذفت، ولم تتعوض لفظا آخر فعادت في الوقف.
فإن قلتَ: وقف حفص على اللام من: {بَلْ رَانَ}، وهي اللفظ راء؛ لإدغامها في الراء، وكذا النون في: {مَنْ رَاقٍ}.
قلتُ: سببه أن اللام والنون رسمتا ولو رسمت هنا لفعل مثل ذلك والله أعلم.
وقول الناظم في آخر البيت: وَلا؛ هو بفتح الواو؛ أي: ذا ولاء؛ أي: نصر؛ أي: ناصرا للقراءة أن منصورا بها؛ لوضوحها وعدم الكلفة في تقريرها؛ لأن ما يضاف إلى المصدر يكون تارة في المعنى فاعلا وتارة مفعولا كما أن المصدر يضاف مرة إلى فاعله وتارة إلى مفعوله). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/57]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (937- وَيُخْفُونَ خَاطِبْ يُعْلِنُونَ "عَـ"ـلَى "رِ"ضًا،.. تَمِدُّونَنِي الإِدْغامُ "فَـ"ـازَ فَثَقَّلا
يريد: {وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} قرأهما الكسائي بالخطاب بناء على قراءته بالأمر بالسجود على من قص عليه حكايتهم، وقراءة حفص على ابتداء المخاطبة كما ابتدأها الكسائي في ألا اسجدوا، وقراءة الباقين
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/57]
بالغيب فيهما ظاهرة، وقوله: على رضا؛ أي: كائنا على رضا من ناقليه له وإن كان علا فعلا فرِضى تمييز أو حال؛ أي: علا رضاه أو على ذا رضى). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/58]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (934 - ألا يسجدوا راو وقف مبتلى ألا = ويا واسجدوا وأبدأه بالضّمّ موصلا
935 - أراد ألا يا هؤلاء اسجدوا وقف = له قبله والغير أدرج مبدلا
936 - وقد قيل مفعولا وإن أدغموا بلا = وليس بمقطوع فقف يسجدوا ولا
قرأ الكسائي أَلَّا في قوله تعالى: أَلَّا يَسْجُدُوا بتخفيف اللام، فجعل أَلَّا حرف استفتاح وتنبيه نحو: أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وبناء على هذا يكون قوله يَسْجُدُوا كلمتين الأولى (يا) التي للنداء والمنادى محذوف تقديره هؤلاء أو قوم أو نحو ذلك. والثانية (اسجدوا) وهي فعل أمر والتقدير: ألا يا هؤلاء أو يا قوم اسجدوا، إلا أن هذا اللفظ كتب في المصحف بحذف ألف (يا) وحذف همزة الوصل من (اسجدوا) وحذف ألف (يا) مطرد في رسم المصحف نحو: يقوم، ينوح، يصلح وحذف ألف الوصل أيضا مع هود في المصاحف نحو: بِسْمِ اللَّهِ* وبناء على هذا يكون رسم المصحف محتملا لقراءة الكسائي. وقول الناظم (وقف مبتلى ألا إلخ) معناه: إذا اختبرت بالوقف أي وجه إليك هذا السؤال كيف تقف؟ وعلى أين تقف في قراءة الكسائي بتخفيف ألا؟ وقد أجاب الناظم عن هذا السؤال بجواز الوقف على أَلَّا وحدها؛ لأنها أداة تنبيه مستقلة، وعلى (يا) باعتبارها حرف نداء؛ فهي كلمة مستقلة أيضا، وعلى اسْجُدُوا* لاستقلاله أيضا لكونه فعل أمر وفاعله، ويبتدأ اسْجُدُوا* بضم الهمزة؛ لأنه فعل أمر ثالثة مضموم، وهمزة الوصل تضم إذا كان ثالث فعل الأمر مضموما نحو:
انظر اخرج وهذا معنى قوله (وابدأه بالضم موصلا) أي ابدأ هذا الفعل حال كونك ناطقا بهمزة الوصل مضمومة. ثم ذكر الناظم أن مراد الكسائي بتخفيف أَلَّا بيان أن أصل الكلام: ألا يا هؤلاء اسجدوا، فحذف المنادى واكتفى بحرف النداء للعلم به، ثم قال: (قف) للكسائي على ما قبل حرف التنبيه أي على قوله يَهْتَدُونَ؛ لأن الكلام يتم على لا يَهْتَدُونَ عند الكسائي ثم ذكر أن غير الكسائي أدرج أي وصل يَهْتَدُونَ بقوله أَلَّا؛ لأن أَلَّا عند هؤلاء القراء مشددة ويَسْجُدُوا فعل مضارع، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر، وهذا المصدر بدل من أعمالهم في وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ والتقدير: وزين لهم الشيطان أعمالهم ترك السجود
[الوافي في شرح الشاطبية: 334]
لله الذي يخرج الخبء إلخ. وقوله (وقد قيل مفعولا) معناه: أن بعض العلماء جعل أَلَّا يَسْجُدُوا في قراءة غير الكسائي بتشديد اللام مفعول به، لقوله يَهْتَدُونَ بزيادة لا، والتقدير: فهم لا يهتدون أن لا يسجدوا أي لا يهتدون للسجود. وأَلَّا في قراءة الجماعة مركبة من أن المصدرية ولا النافية، فأدغمت أن في لا ولم ترسم لها صورة في المصحف، وحينئذ فلا يجوز الوقف على أن؛ بل يكون الوقف اختبارا أو اضطرارا على أَلَّا ويكون اختبارا على يَسْجُدُوا.
والخلاصة: أنه يجوز الوقف اختبارا- بالباء الموحدة- على أَلَّا ويا* واسْجُدُوا* في قراءة الكسائي ولا يجوز الوقف اختبارا- بالياء المثناة- إلا على اسْجُدُوا* في هذه القراءة. وأما على قراءة الجماعة. فيجوز الوقف اختبارا بالموحدة على أَلَّا ولا يجوز اختبارا بالياء إلا على يَسْجُدُوا والله تعالى أعلم). [الوافي في شرح الشاطبية: 335]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (937 - ويخفون خاطب يعلنون على رضا = .... .... .... ....
قرأ حفص والكسائي: وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ وَما تُعْلِنُونَ بتاء الخطاب في الفعلين، وقرأ الباقون بياء الغيب فيهما). [الوافي في شرح الشاطبية: 335]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (174- .... .... .... .... .... = .... .... وَإِذْ طَابَ قُلْ أَلَا). [الدرة المضية: 35]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(ثم قال: ألا (ا)تل طب ألا أي قرأ مرموز (ألف) اتل وروى مرموز (طاء) طب وهما أبو جعفر ورويس {ألا يسجدوا} [25] بتخفيف اللامكقراءة الكسائي وعلم من التخفيف من اللفظ إذ لا يتزن البيت إلا به وهما كالكسائي أيضًا في الوقف والابتداء يعين ما ذكرته له في الشاطبية وعلم لخلف وروح بتشديد اللام). [شرح الدرة المضيئة: 191]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: أَلَّا يَسْجُدُوا فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ وَالْكِسَائِيُّ، وَرُوَيْسٌ بِتَخْفِيفِ اللَّامِ وَوَقَفُوا فِي الِابْتِدَاءِ (أَلَا يَا) وَابْتَدَءُوا اسْجُدُوا بِهَمْزَةٍ مَضْمُومَةٍ عَلَى الْأَمْرِ، عَلَى مَعْنَى: أَلَا يَا هَؤُلَاءِ، أَوْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اسْجُدُوا، فَحُذِفَتْ هَمْزَةُ الْوَصْلِ بَعْدَ " يَا " وَقَبْلَ السِّينِ مِنَ الْخَطِّ عَلَى مُرَادِ الْوَصْلِ دُونَ الْفَصْلِ. قَالَ الْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ فِي كِتَابِهِ الْوَقْفِ وَالِابْتِدَاءِ: كَمَا حَذَفُوهَا مِنْ قَوْلِهِ (يَبْنَؤُمَّ) فِي طه عَلَى مُرَادِ ذَلِكَ.
(قُلْتُ): أَمَّا يَا ابْنَ أُمَّ، فَقَدْ قَدَّمْتُ فِي بَابِ وَقْفِ حَمْزَةَ أَنِّي رَأَيْتُهُ فِي الْمَصَاحِفِ الشَّامِيَّةِ مِنَ الْجَامِعِ الْأُمَوِيِّ وَرَأَيْتُهُ فِي الْمُصْحَفِ الَّذِي يُذْكَرُ أَنَّهُ الْإِمَامُ مِنَ الْفَاضِلِيَّةِ بِالدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ، وَفِي الْمُصْحَفِ الْمَدَنِيِّ بِإِثْبَاتِ إِحْدَى الْأَلِفَيْنِ، وَلَعَلَّ الدَّانِيَّ رَآهُ فِي بَعْضِ الْمَصَاحِفِ مَحْذُوفَ الْأَلِفَيْنِ فَنَقَلَهُ، وَكَذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَشْدِيدِ اللَّامِ وَيَسْجُدُوا عِنْدَهُمْ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ مِثْلَ أَلَّا تَعُولُوا فَلَا يَجُوزُ الْقَطْعُ عَلَى شَيْءٍ مِنْهُمَا). [النشر في القراءات العشر: 2/337]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يُخْفُونَ وَيُعْلِنُونَ فَقَرَأَ الْكِسَائِيُّ وَحَفْصٌ بِالْخِطَابِ فِيهِمَا، وَقَرَأَهُمَا الْبَاقُونَ بِالْغَيْبِ). [النشر في القراءات العشر: 2/337]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ أبو جعفر والكسائي ورويس {ألا يسجدوا} [25] بتخفيف اللام ويقفون {ألا يا} ويبتدئون {اسجدوا} بهمزة مضمومة على الأمر، فهو في
[تقريب النشر في القراءات العشر: 625]
تقدير: ألا يا هؤلاء اسجدوا، فهو كلمتان فمن ثم فصلت وقفًا، والباقون بتشديد اللام، و{يسجدوا} [25] كلمة واحدة، فلذا لم تفصل). [تقريب النشر في القراءات العشر: 626]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكسائي وحفص {ما تخفون وما تعلنون} [25] بالخطاب، والباقون بالغيب فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 626]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (830 - ألاّ ألا ومبتلًى قف يا ألا = وابدأ بضمٍّ اسجدوا رح ثب غلا
831 - يخفون يعلنون خاطب عن رقا = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 89]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ألّا ألا ومبتلى قف يا ألا = وابدأ بضمّ اسجدوا (ر) ح (ث) ب (غ) لا
أي قرأ الكسائي وأبو جعفر ورويس عن يعقوب بتخفيف ألا موضع قراءة غيرهم ألا جعله حرف تنبيه نحو «ألا أن أولياء الله» فهو في تقدير ألا يا هؤلاء اسجدوا وهو كلمات فمن ثم فصل وقفا قوله: (ومبتلي الخ) أراد أن يبين هذه الكلمات المتصلة ليفصل بعضها من بعض كما هي منفصلة تقديرا فقال إذا ابتليت بالوقف: أي إذا اختبرت وسئلت عن ذلك على وجه الامتحان، أو أراد بالابتلاء الاضطرار إلى ذلك لانقطاع نفس، فلك أن تقف على «ألّا» لأنه حرف مستقل لا اتصال له بما بعده بخلافها إذا شددت كما في قراءة الجماعة، ولك أن تقف على «يا» لأنها حرف ندا والمنادى هنا محذوف فهذا موضع الاختبار لأن الياء متصلة بالفعل لفظا وخطا، وأما الوقف على ألا فلا يحتاج إلى اختبار إذ لا يخفي أنه كلمة وكذلك الوقف على اسجدوا، فلما كان قوله مبتلا يحتمل الأمرين ذكر موجبهما على كل واحد من التقديرين ثم قال: وابدأ بضم: أي ابدأ اسجدوا بضم همزة الوصل لأنه فعل أمر من المضارع المضموم الوسط، والباقون بتشديد اللام ويسجدوا كلمة واحدة فلذلك لم ينفصل.
يخفون يعلنون خاطب (ع) ن (ر) قا = والسّوق ساقيها وسوق اهمز (ز) قا
يريد «يعلم ما تخفون وما تعلنون» قرأهما حفص والكسائي بالخطاب، والباقون بالغيب). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 290]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): ( [ثم انتقل فقال]:
ص:
ألّا ألا ومبتلى قف يا ألا = وابدأ بضمّ اسجدوا (ر) ح (ث) بـ (غ) لا
ش: أي: قرأ ذو راء (رح) [الكسائي]، وثاء (ثب) أبو جعفر، [وغين (غلا) رويس] ألا [25] بالتخفيف يا اسجدوا [25] [نداء وأمر، ويبتدئون: اسجدوا بهمزة وصل] مضمومة، والباقون ألّا [25] بالتشديد، يسجدوا [25] مضارع [في الحالين].
تنبيه:
علم تخفيف (ألا) من لفظه، وحرف النداء من قوله (يا)، والأمر من قوله (اسجدوا) [ولما كان ألا يا اسجدوا ثلاث كلمات] باتفاق وتوزيعها مختلف، [ولفظ «يسجدوا» للكل واحد]، والتقدير مختلف بيّن ذلك بقوله: (ومبتلى قف) أي: لا تقف على شيء لأحد مختارا للتعليق.
وإذا ابتليت أي: امتحنت [أو] اختبرت بقراءة المخفف وقفا أو ابتداء، أو انقطع نفسك، أو نسيت؛ فقف على كل كلمة جوازا، وقل: «ألا» أو «ألا يا» أو «ألا يسجدوا» [25] وعلم تنويع الوقف من تقديمه «يا» على «ألا»، ولما اختلف ابتداؤهم ووصلهم وابتداء غيرهم، وعرض الابتلاء بيّنه. وقال: (ابدأ بضم)؛ لأنه أمر، وفهم تشديد المسكوت عنه من لفظه، والوقف عند الجماعة على «ألا»، أو على «يسجدوا»، كما أشار إليهما. وجه التخفيف: جعل «ألا» حرف استفتاح وتنبيه، و«يا» حرف نداء، والمنادى محذوف؛ لأنه مفعول، فيجوز حذفه لقرينة، وهي «اسجدوا»؛ لأنه أمر، والجملة لا تقبل
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/489]
النداء، وواو «اسجدوا» دالة على الفعل والذكورية؛ ولهذا [قدر] من جنسه، [أي] يا هؤلاء أو يا قوم، ومنه قولهم: ألا يا انزلوا، وعليه بيت الكتاب:
يا لعنة الله والأقوام كلّهم = ... ... ... ....
وورد فيه كثير، ورسمت [على اللفظ، وقياسها «يا اسجدوا» لكن رسمت على حد يبنؤمّ [طه: 94]، وعلى هذا يتم الوقف على يهتدون [24] ووجه التشديد:
جعل «أن» ناصبة بحذف النون، ثم أدغمت في اللام، وخلفها التشديد، ولا يتم الوقف على يهتدون لتعلقه بتاليه.
[ثم انتقل فقال]:
ص:
يخفون يعلنون خاطب (ع) ن (ر) قا = والسؤق ساقيها وسوق اهمز (ز) قا
ش: أي: قرأ ذو عين (عن) حفص وراء (رقا) الكسائي ما تخفون وما تعلنون [النمل: 25] بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب، فصار الكسائي بتخفيف ألا [النمل: 25] مع الخطاب إجراء للكلام على نسق؛ لأن المنادى يخاطب.
وحفص بالتشديد مع الخطاب؛ للالتفات على وجه التخفيف، وأبو جعفر ورويس بالتخفيف مع الغيب على الالتفات، أو على عود فاعلهما على من «في السموات والأرض»، أي: لا يخفى من فيها، والباقون بالتشديد والغيب للمناسبة بين الثلاث). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/490]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "أَلَّا يَسْجُدُوا" [الآية: 25] فالكسائي وكذا رويس وأبو جعفر بهمزة مفتوحة وتخفيف اللام على أن ألا للاستفتاح، ثم قيل يا حرف تنبيه وجمع بينه وبين إلا تأكيدا، وقيل النداء والمنادي محذوف أي: يا هؤلاء أو يا قوم ورجح الأول لعدم الحذف، ولهم الوقف ابتداء على ألا يا معا والابتداء اسجدوا بهمزة مضمومة فعل أمر، وحذفت همزة الوصل خطأ على مراد الوصل كما حذفت لذلك في يبنؤم بـ"طه" كما قاله الداني، وتعقبه في النشر بأنه رآه في الإمام ومصاحف الشام بإثبات إحدى الألفين، ثم اعتذر عنه باحتمال أنه رآه كذلك محذوفا في بعض المصاحف، ولهم الوقف اختبارا أيضا على ألا وحدها، وعلى يا وحدها؛ لأنهما حرفان منفصلان،
[إتحاف فضلاء البشر: 2/325]
وقد سمع في النثر: ألا يا ارحمونا ألا يا أصدقوا علينا، وفي النظم كثيرا نحو: فقالت ألا يا اسمع أعظك بخطبة، وافقهم الحسن والشنبوذي وكذا المطوعي في أحد وجهيه، والثاني عنه هلا يسجد بقلب الهمزه هاء وتشديد اللام، والباقون بالهمزة وتشديد اللام وأصلها أن لا فإن ناصبة للفعل، ولذا سقطت نون الرفع منه، والنون مدغمة في لا المزيدة للتأكيد إن جعلت أن وما بعدها في موضع مفعول يهتدون بإسقاط إلى أي إلى أن يسجدوا، أو بدلا من السبيل، فإن جعلت بدلا من أعمالهم وما بين المبدل منه والبدل اعتراض أي: وزين لهم الشيطان عدم السجود لله، أو خبرا لمحذوف أي: أعمالهم ألا يسجدوا فلا نافية حينئذ لا مزيدة، وقد كتبت إلا بلا نون فيمتنع وقف الاختبار في هذه القراءة على أن وحدها). [إتحاف فضلاء البشر: 2/326]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("ووقف" على "الخبء" بالنقل مع إسكان الباء للوقف على القياس حمزة وهشام بخلفه، وحكى فيه الحافظ أبو العلاء وجها آخر وهو الخبا بالألف قال في النشر: وله وجه في العربية، وهو الإشباع). [إتحاف فضلاء البشر: 2/326]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يخفون وما يعلنون" [الآية: 25] فحفص والكسائي بالتاء على الخطاب وافقهما الشنبوذي، والباقون بالياء من تحت فيهما). [إتحاف فضلاء البشر: 2/326]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ألا يسجدوا} [25] قرأ علي {ألا} بتخفيف اللام، حرف تنبيه واستفتاح، و{يا} عنده في نية الفصل من {اسجدوا} لأنها حرف نداء، والمنادي محذوف، تقديره: يا هؤلاء اسجدوا، فعل أمر.
ومثله في لسان العرب في النثر والنظم كثير، فمن الأول قولهم: ألا يا ارحمونا، ألا يا تصدقوا علينا، ألا يا انزلوا، ومن الثاني:
قوله: ألا يا اسقياني قبل خيل أبي عمرو.
وقوله: ألا يا اسلمي ذات الدماليج والعقد.
وقوله: ألا يا اسقياني قبل غارة سنجال.
[غيث النفع: 945]
وقوله: ... ألا يا اسمع أعظك بخطة.
وقوله: ألا يا اسلمي يا هند هند أبي بكر.
وقيل: {يا} حرف تنبيه، مؤكد للتنبيه قبله، واختاره جماعة من المحققين، منهم ابن عصفور، واحتجوا له بأن العامل في المنادي محذوف، فلو حذف المنادي كان ذلك إخلالاً كثيرًا.
فإن قلت: هذه القراءة مخالفة لرسم المصحف، إذ فيها زيادة ألفين، وليسا في المصحف.
فالجواب: أن هذا لما سقط في اللفظ سقط في الكتابة، ومثله في القرآن كثير.
[غيث النفع: 946]
والباقون بتشديد {ألا} بإدغام نون {أن} الناصبة لــ {يسجدوا} في لام {لا} ولذلك حذفت منه نون الرفع، و{يسجدوا} فعل مضارع، مثل {أن لا يقولوا} [الأعراف: 169]، بدل من {أعمالهم} [24] أي: زين لهم ألا يسجدوا، فهو في موضع نصب، أو في موضع جر، بدلاً من السبيل، أي صدهم عن السجود.
و{لا} مزيدة، وما بين البدل والمبدل منه معترض، وقيل غير هذا، انظر البحر والدر وغيرهما.
[غيث النفع: 947]
وأما الوقف: فمن قرأ بتخفيف {ألا} فالوقف عنده على {يهتدون} تام، لأن {ألا} في قراءته للاستفتاح، وحكمها أن يفتتح بها الكلام، ويصح له الوقف على {ألا} وعلى {يا} لأن كل واحدة منهما كلمة مستقلة، وعليهما معًا، ويبتدئ بــ {اسجدوا} بضم همزة الوصل، لأنه ثلاثي مضموم الثالث ضمًا لازمًا، لكن هذا وقف اختبار لا وقف اختيار، وتقدم ما فيه.
ومن قرأ {ألا} بالتشديد لم يحسن وقفه على {يهتدون} فإن وقف فهو جائز، لأنه رأس آية، ولا يجوز له الوقف على {يا} لأنها بعض كلمة، ولا يجوز الوقف على بعض الكلمة دون بعض.
ولا يجوز للجميع الوقف على {أن} المدغم نونها في {لا} لأن كل ما كتب موصولاً لا يجوز الوقف إلا على الكلمة الأخيرة منه، لأجل الاتصال الرسمي، ولا يجوز فصله إلا برواية صحيحة، كوقف علي على الياء في {ويكأنه} [القصص: 82] واجتمعت المصاحف على كتابتها كلمة واحدة). [غيث النفع: 948]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تخفون وما تعلنون} قرأ حفص وعلي بالتاء الفوقية، على الخطاب، والباقون بالتحتية، على الغيب). [غيث النفع: 948]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25)}
{أَلَّا يَسْجُدُوا}
- قرأ أبو جعفر والكسائي ورويس عن يعقوب وابن عباس والزهري والسلمي وطلحة وحميد الأعرج والحسن والشنبوذي والمطوعي وقتادة وأبو العالية والأعمش وابن أبي عبلة (ألا يسجدوا) بتخفيف اللام.
و(ألا) هنا للاستفتاح، وقالوا: يا: حرف تنبيه، وجمع بينه وبين (ألا)
[معجم القراءات: 6/504]
للتأكيد، وقيل (يا) للنداء، والمنادى محذوف، أي: يا هؤلاء، أو يا قوم ولهم الوقف على (ألا يا) ثم الابتداء: اسجدوا، بهمزة مضمومة، فعل أمر، وحذفت همزة الوصل من (اسجدوا) خطًا على مراد الوصل.
ولهم الوقف اختبارًا على (ألا) وحدها، وعلى (يا) وحدها؛ لأنهما حرفان منفصلان.
قال الكسائي: (ما كنت أسمع الأشياخ يقرؤونها إلا بالتخفيف على نية الأمر).
قال النشار: (ويقف الكسائي على (ألا)، وعلى (يا)، وعلى (اسجدوا)، وإذا ابتدأ (اسجدوا) ابتدأ بالضم).
كما يجوز على هذه القراءة الوقف على (يهتدون) في الآية السابقة، وتبتدئ (ألا يسجدوا).
- وقرأ أبو عمرو وعاصم ونافع وحمزة وابن مسعود (ألا يسجدوا لله) بتشديد اللام، وأصلها (أن لا)، وأن: ناصبة: للفعل، ولذا سقطت منه نون الرفع، والنون من (أن) مدغمة في (لا) المزيدة للتأكيد، وقيل في الإعراب غير هذا.
وهذه القراءة اختيار أبي حاتم وأبي عبيد.
قال الأصبهاني: (... ومن شدد وقف بـ(ألا)، وابتدأ (يسجدوا) كما يصل).
والقراءتان عند الطبري سواء في الصحة، قرأ بكل واحدة منهما علماء من القراء.
- وقرأ ابن مسعود والأعمش (هلا يسجدون) بقلب الهمزة هاءً على معنى: ألا يسجدون.
[معجم القراءات: 6/505]
- وعن ابن مسعود أنه قرأ (هلا تسجدون) بإبدال الهمزة هاءً، والفعل على الخطاب، على معنى: ألا تسجدون.
- وقرأ عبد الله والأعمش (هلا يسجدون) بإبدال الهمزة هاءً وتخفيف اللام.
- وقرأ ابن مسعود وأبي والأعمش (هلا تسجدوا) بتاء الخطاب وحذف النون.
- وعن الثلاثة أيضًا (هلا يسجدوا) بالياء وحذف النون، وهي قراءة المطوعي في وجهه الثاني.
- وعند ابن عطية: وفي قراءة أبي (ألا تسجدوا).
- وعن ابن مسعود أنه قرأ (ألا هل تسجدون).
- وقرأ أبي (ألا تسجدون)، على العرض، وإسناد الفعل إلى المخاطبين.
- ونقلوا عن أبي أنه قرأ (ألا يسجدون) بتخفيف (ألا)، وما بعدها بياء الغيبة.
[معجم القراءات: 6/506]
{الْخَبْءَ}
- قراءة الجمهور (الخبء) بسكون الباء وهمزة بعدها.
- وقرأ أبي وعيسى وعكرمة ومالك بن دينار (الخب) بفتح الباء من غير همز، وذلك بنقل حركة الهمزة إلى الباء وحذف الهمزة.
قال المهدوي: (وهو التخفيف القياسي).
قال سيبويه: (وإنما حذفت الهمزة ههنا لأنك لم ترد أن تتم، وأردت إخفاء الصوت، فلم يكن ليلتقي ساكنان).
قال الفارسي: (فالحرف الصحيح الساكن إذا وقع قبل الهمزة فخفف الهمزة فتخفيفها أن تحذف وتلقى حركتها على الساكن).
وقال سيبويه: (واعلم أن ناسًا من العرب كثيرًا يلقون على الساكن الذي قبل الهمزة حركة الهمزة، سمعنا ذلك من تميم وأسد، يريدون بذلك بيان الهمزة...).
- وقرأ عكرمة ومالك بن دينار وابن مسعود (الخبا) بألف بدل الهمزة في الوصل.
قال أبو حيان: ويخرج هذا على لغة من يقول في الوقف: هذا الخبو، ومررت بالخبي، ورأيت الخبا، وأجري الوصل مجرى الوقف...، وقيل هي لغة ضعيفة، وإجراء الوصل مجرى الوقف
[معجم القراءات: 6/507]
أيضًا نادر قليل).
وطعن في هذه القراءة أبو حاتم، وقال: لا يجوز في العربية؛ لأنه إن حذف الهمزة ألقى حركتها على الباء فقال: الخب، وإن حولها فقال: الخبي بسكون الباء وياء بعدها.
قال المبرد: (كان أبو حاتم دون أصحابه في النحو، ولم يلحق بهم، إلا أنه إذا خرج من بلدتهم لم يلق أعلم منه).
- وقرأ حمزة وهشام بخلاف عنه، في الوقف (الخب) بنقل حركة الهمزة إلى الباء ثم حذف الهمزة، وأسكن الباء للوقف، وهو عند ابن الجزري القياس المطرد. وهي لغة الحجازيين، وغيرهم يثبت الهمزة ساكنة.
- وقرأ ابن السميفع (الخب) كذا من غير همز، ولم يقيد الصفراوي حركة الباء فلعله أراد الخب.
- وحكى فيه الحافظ أبو العلاء وجهًا آخر وهو (الخبا) في الوقف.
قال ابن الجزري: وله وجه في العربية وهو الإشباع.
قلت هذا يقتضي نقل الحركة إلى الباء، ثم حذف الهمزة فتصبح (الخب)، ثم يقع الإشباع فتصبح (الخبا) قال في النشر: (حكاه سيبويه وغيره).
- وذكر ابن جني أن هناك من وقف عليه بالتشديد (الخب) وهو تخفيف (الخبء).
[معجم القراءات: 6/508]
{يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ}
- قرأ أبي وابن مسعود (يخرج الخبء من السماء) بوضع (من) بدلًا من (في)، (والسماء) مفردًا.
- وقراءة الجماعة (يخرج الخبء في السماوات).
- وفي مصحف أبي (يخرج الخبا...).
{وَيَعْلَمُ مَا}
- إدغام الميم في الميم عن أبي عمرو ويعقوب.
{وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ}
- قرأ الكسائي وحفص عن عاصم والشنبوذي والجحدري وعيسى ابن عمر (... ما تخفون وما تعلنون) بتاء الخطاب على الالتفات، وتدل هذه القراءة على أنها من كلام الله.
- وقراءة الباقين (ما يخفون وما يعلنون) بالياء على الغيبة، جريًا على نسق الآية، وتدل هذه القراءة على أن هذا من كلام الهدهد.
- وقرأ أبي بن كعب (يعلم سركم وما تعلنون).
قال ابن عطية: (وفي مصحف أبي بن كعب ... ألا تسجدوا لله
[معجم القراءات: 6/509]
الذي يخرج الخبا من السماوات والأرض ويعلم سركم وما تعلنون).
- وذكر ابن خالويه هذه القراءة في مختصره لابن مسعود، ويحمل العلماء قراءتهما على التفسير، وما أظن أن (تخفون) بحاجة إلى تفسير بلفظ (سركم) من هذين العالمين الجليلين!!
- ونقل ابن خالويه أن في حرف أبي (ألا تسجدون للذي يعلم سركم وجهركم) ). [معجم القراءات: 6/510]
قوله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن العظيم برفع الميم نعتا للرب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/326]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {العظيم} كاف وقيل تام فاصلة، ومنتهى الربع، اتفاقًا). [غيث النفع: 949]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)}
{هُوَ}
- قرأ ابن كثير في الوقف (هوه) بهاء السكت.
{رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}
- قراءة الجماعة (... العظيم) بالجر، صفة للعرش.
- وقرأ الضحاك وابن محيصن (... العظيم) بالرفع نعتًا للرب). [معجم القراءات: 6/510]