التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لا تسجدوا للشّمس ولا للقمر واسجدوا للّه الّذي خلقهنّ...}: خلق الشمس , والقمر , والليل , والنهار، وتأنيثهن في قوله: {خلقهن}؛ لأن كل ذكر من غير الناس وشبههم , فهو في جمعهمؤنث تقول: مرّ بي أثواب فابتعتهن، وكانت لي مساجد فهدمتهن , وبنيتهن , يبنى على هذا). [معاني القرآن: 3/18]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ومن آياته اللّيل والنّهار والشّمس والقمر لا تسجدوا للشّمس ولا للقمر واسجدوا لله الّذي خلقهن }: أي: خلق الليل , والنهار, والشمس , والقمر, فلما انتهى الكلام إلى الشمس والقمر, وهم يعبدان , نهى عن عبادتهما, وأمر بعبادة الذي خلقهما , وخلق الليل والنهار , فصار هاهنا جميعاً , وجميع الحيوان ذكراً كان أو مؤنثاً , أو ذكراً مع مؤنث يخرج إلى التأنيث.). [مجاز القرآن: 2/197]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ومن آياته اللّيل والنّهار والشّمس والقمر لا تسجدوا للشّمس ولا للقمر واسجدوا للّه الّذي خلقهنّ إن كنتم إيّاه تعبدون (37)}
أي: من علاماته التي تدلّ على أنه واحد.
وقوله: {واسجدوا للّه الّذي خلقهن} : وقد قال: الليل , والنهار , والقمر, وهي مذكرة.
وقال: {خلقهنّ} : والهاء , والنون يدلان على التأنيث، ففيها وجهان:
أحدهما : أن ضمير غير ما يعقل على لفظ التأنيث، تقول: هذه كباشك فسقها، وإن شئت فسقهن، وإنّما يكون " خلقهم " لما يعقل لا غير، ويجوز أن يكون {خلقهنّ} راجعا على معنى الآيات ؛ لأنه قال: ومن آياته هذه الأشياء {واسجدوا للّه الّذي خلقهنّ}.). [معاني القرآن: 4/387]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن}
أي: ومن علاماته التي تدل على قدرته , ووحدانيته الليل والنهار, والشمس والقمر , لا تسجدوا للشمس ولا للقمر , واسجدوا لله الذي خلقهن.
ويجوز أن يكون المعنى : واسجدوا لله الذي خلق الليل والنهار , والشمس والقمر.
ويجوز أن يكون المضمر يعود على الشمس والقمر ؛ لأن الاثنين جميع .
ويجوز أن يكون يعود على معنى الآيات.). [معاني القرآن: 6/271-272]
تفسير قوله تعالى: {فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ (38)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( { فإن استكبروا فالّذين عند ربّك يسبّحون له باللّيل والنّهار وهم لا يسأمون (38)}
هذه خطاب لمحمد - صلى الله عليه وسلم - , و {الّذين} ههنا يعنى به الملائكة، فالمعنى فإن استكبروا ولم يوحّدوا اللّه , ويعبدوه , ويؤمنوا برسوله؛ فالملائكة {يسبّحون له باللّيل والنّهار}.
{وهم لا يسأمون}: لا يملّون.).[معاني القرآن: 4/387]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسامون}
أي: فإن استكبروا عن أن يوحدوا الله , ويتبعوك ؛ فالذين عند ربك, أي: فالملائكة الذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار , وهم لا يسأمون , أي: لا يملون.). [معاني القرآن: 6/272]
تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {اهتزّت وربت...}.
زاد ريعها، وربت، أي: أنها تنتفخ، ثم تصدّع عن النبات). [معاني القرآن: 3/18]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({اهتزّت} :أي: اهتزت بالنبات، {وربت}: علت ,وانتفخت.). [تفسير غريب القرآن: 389]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم زادهم في الدلالة فقال:{ومن آياته أنّك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزّت وربت إنّ الّذي أحياها لمحي الموتى إنّه على كلّ شيء قدير (39)}
أي: متهشمة متغيرة، وهو مثل هامدة.
{فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزّت وربت}:ويقرأ وربأت بالهمز، ومعنى ربت عظمت، ومعنى ربأت :ارتفعت ؛ لأن النبت إذا همّ أن يظهر ارتفعت له الأرض). [معاني القرآن: 4/386-387]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم زادهم في الدلالة فقال جل وعز: {ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة}
قال قتادة: أي: غبراء متهشمة.
ثم قال جل وعز: {فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت}
قال مجاهد: اهتزت , أي: بالنبات.
قال أبو جعف:ر يقال: اهتز الإنسان , أي: تحرك, ومنه قوله:-
تراه كنصل السيف يهتز للندى = إذا لم تجد عند امرئ السوء مطمعا
ثم قال: وربت , قال مجاهد :أي: ارتفعت , لتنبت.
قال أبو جعفر: قرأ أبو جعفر : يزيد بن القعقاع , وخالد :{وربأت}, معناه : عظمت من الربيئة.). [معاني القرآن: 6/273]