العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة فصلت

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 جمادى الأولى 1434هـ/6-04-2013م, 03:27 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي تفسير سورة فصلت[ من الآية 37 إلى الآية 39 ]

تفسير سورة فصلت[ من الآية 37 إلى الآية 39 ]

{وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37) فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ (38) وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26 جمادى الأولى 1434هـ/6-04-2013م, 03:28 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37) )
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {ومن آياته اللّيل والنّهار والشّمس والقمر}
- أخبرنا قتيبة بن سعيدٍ، قال: حدّثنا حمّادٌ، عن يونس، عن الحسن، عن أبي بكرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الشّمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحدٍ ولا لحياته، ولكنّ الله يخوّف بهما عباده»، قال أبو عبد الرّحمن: خالفه قتادة
- أخبرنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا معاذ بن هشامٍ، قال: حدّثني أبي، عن قتادة، عن الحسن، عن النّعمان بن بشيرٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ الشّمس والقمر لا ينخسفان لموت أحدٍ ولا لحياته، ولكنّهما خليقتان من خلقه، يحدث الله في خلقه ما يشاء» مختصرٌ). [السنن الكبرى للنسائي: 10/247-248]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ومن آياته اللّيل والنّهار والشّمس والقمر لا تسجدوا للشّمس ولا للقمر واسجدوا للّه الّذي خلقهنّ إن كنتم إيّاه تعبدون}.
يقول تعالى ذكره: ومن حجج اللّه تعالى على خلقه ودلالته على وحدانيّته، وعظيم سلطانه، اختلاف اللّيل والنّهار، ومعاقبة كلّ واحدٍ منهما صاحبه، والشّمس والقمر، لا الشّمس تدرك القمر {ولا اللّيل سابق النّهار وكلٌّ في فلكٍ يسبحون} لا تسجدوا أيّها النّاس للشّمس ولا للقمر، فإنّهما وإن جريا في الفلك بمنافعكم، فإنّما يجريان به لكم بإجراء اللّه إيّاهما لكم طائعين له في جريهما ومسيرهما، لا بأنّهما يقدران بأنفسهما على سيرٍ وجريٍ دون إجراء اللّه إيّاهما وتسييرهما، أو يستطيعان لكم نفعًا أو ضرًّا، وإنّما اللّه مسخّرهما لكم لمنافعكم ومصالحكم، فله فاسجدوا، وإيّاه فاعبدوا دونها، فإنّه إن شاء طمس ضوءهما، فترككم حيارى في ظلمةٍ لا تهتدون سبيلاً، ولا تبصرون شيئًا.
وقيل: {واسجدوا للّه الّذي خلقهنّ} فجمع بالهاء والنّون، لأنّ المراد من الكلام: واسجدوا للّه الّذي خلق اللّيل والنّهار والشّمس والقمر، وذلك جمعٌ، وأنّث كنايتهنّ، وإن كان من شأن العرب إذا جمعوا الذّكر إلى الأنثى أن يخرجوا كنايتهما بلفظ كناية المذكّر فيقولوا: أخواك وأختاك كلّموني، ولا يقولوا: كلّمنني، لأنّ من شأنهم أن يؤنّثوا أخبار الذّكور من غير بني آدم في الجمع، فيقولوا: رأيت مع عمرٍو أثوابًا فأخذتهنّ منه، وأعجبني خواتيم لزيدٍ قبضتهنّ منه.
وقوله: {إن كنتم إيّاه تعبدون} يقول: إن كنتم تعبدون اللّه، وتذلّون له بالطّاعة؛ وإنّ من طاعته أن تخلصوا له العبادة، ولا تشركوا في طاعتكم إيّاه وعبادتكموه شيئًا سواه، فإنّ العبادة لا تصلح لغيره ولا تنبغي لشيءٍ سواه). [جامع البيان: 20/436]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنبأ موسى بن إسحاق الخطميّ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا ابن فضيلٍ، ثنا عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، أنّه «كان يسجد بآخر الآيتين من حم السّجدة، وكان أبو عبد الرّحمن يعني ابن مسعودٍ يسجد بالأولى منهما» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/479]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 37 - 38.
أخرج أبو يعلى، وابن مردويه، عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا الليل والنهار ولا الشمس ولا القمر ولا الرياح فإنها ترسل رحمة لقوم وعذابا لقوم). [الدر المنثور: 13/117]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله {لا يسأمون} قال: لا يملون ولا يفترون قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت قول الشاعر:
من الخوف لا ذي سأمة من عبادة * ولا مؤمن طول التعبد يجهد). [الدر المنثور: 13/117]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه والبيهقي في "سننه" من طريق سعيد بن جبير رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما كان يسجد بآخر الآيتين من (حم) السجدة وكان ابن مسعود رضي الله عنه يسجد الأولى منهما). [الدر المنثور: 13/117-118]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور عن أبي إسحاق قال: كان عبد الله رضي الله عنه وأصحابه يسجدون بالآية الأولى). [الدر المنثور: 13/118]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن رجل من بني سليم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد بالآية الأولى). [الدر المنثور: 13/118]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد، وابن أبي شيبة من طريق نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يسجد بالآية الأولى). [الدر المنثور: 13/118]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري عن عبدة بن حسن البصري رضي الله عنه وله صحبة أنه سجد في الآية الأولى من (حم) ). [الدر المنثور: 13/118]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور من طريق مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يسجد في الآية الأخيرة). [الدر المنثور: 13/118]

تفسير قوله تعالى: (فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ (38) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (قال الثوري: وحدثني ابن أبي ليلى عن طلحة عن إبراهيم أنهما كانا يسجدان في {يسأمون}). [الجامع في علوم القرآن: 3/105]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فإن استكبروا فالّذين عند ربّك يسبّحون له باللّيل والنّهار وهم لا يسأمون}.
يقول تعالى ذكره: فإن استكبر يا محمّد هؤلاء الّذين أنت بين أظهرهم من مشركي قريشٍ، وتعظّموا عن أنّ يسجدوا للّه الّذي خلقهم وخلق الشّمس والقمر، فإنّ الملائكة الّذين عند ربّك لا يستكبرون عن ذلك، ولا يتعظّمون عنه، بل يسبّحون له، ويصلّون ليلاً ونهارًا، {وهم لا يسأمون} يقول وهم لا يفترون عن عبادتهم، ولا يملّون الصّلاة له.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ قوله: {فإن استكبروا فالّذين عند ربّك يسبّحون له باللّيل والنّهار} قال: يعني محمّدًا، يقول: عبادي، ملائكةٌ صافّون يسبّحون ولا يستكبرون). [جامع البيان: 20/437]

تفسير قوله تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى اهتزت وربت قال حسنت وعرف الغيث في ربوها وأنبتت من كل زوج بهيج يقول حسن). [تفسير عبد الرزاق: 2/32-33]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله ترى الأرض خاشعة قال غبراء متهشمة). [تفسير عبد الرزاق: 2/188]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {اهتزّت} [فصلت: 39] : «بالنّبات» ، {وربت} [فصلت: 39] : «ارتفعت» ). [صحيح البخاري: 6/128]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله اهتزّت بالنّبات وربت ارتفعت من أكمامها حين تطلع كذا لأبي ذرٍّ والنّسفيّ وفي رواية غيرهما إلى قوله ارتفعت وهذا هو الصّواب وقد وصله الفريابيّ من طريق مجاهدٍ إلى قوله ارتفعت وزاد قبل أن تنبت). [فتح الباري: 8/560]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال مجاهد ممنون محسوب أقواتها أرزاقها في كل سماء أمرها ممّا أمر به نحسات مشائيم وقيضنا لهم قرناء قرناهم بهم تتنزل عليهم الملائكة عند الموت اهتزت بالنبات وربت ارتفعت من أكمامها حين تطلع ليقولن هذا لي أي بعملي أنا محقوق بهذا
قال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 8 فصلت {أجر غير ممنون} قال غير محسوب
وفي قوله 10 فصلت {وقدر فيها أقواتها} قال من المطر
وبه في قوله 12 فصلت {وأوحى في كل سماء أمرها} قال ما أمر به أو أراده
وفي قوله 16 فصلت {نحسات} قال مشائيم
وفي قوله 25 فصلت {وقيضنا لهم قرناء} شياطين
وفي قوله 30 فصلت {تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا} قال عند الموت
وبه في قوله 39 فصلت {فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت} بالنبات.
{وربت} قال ارتفعت قبل أن تنبت). [تغليق التعليق: 4/302-303]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (اهتزّت بالنبات وربت ارتفعت
أشار به إلى قوله تعالى: {فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت} (فصلت: 39) وفسّر: اهتزت يعني بالنبات وربت يعني ارتفعت من الربو وهو النمو والزّيادة، كذا في رواية أبي ذر والنسفي، وعند غيرهما بزيادة وهي قوله: ....... ). [عمدة القاري: 19/152]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({اهتزت}) في قوله: {فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت} [فصلت: 39] أي (بالنبات وربت) أي (ارتفعت) لأن النبت إذا قرب أن يظهر تحركت له الأرض وانتفخت ثم تصدعت عن النبات (وقال غيره) أي غير مجاهد في معنى وربت أي ارتفعت). [إرشاد الساري: 7/327]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ومن آياته أنّك ترى الأرض خاشعةً فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزّت وربت إنّ الّذي أحياها لمحيي الموتى إنّه على كلّ شيءٍ قديرٌ}.
يقول تعالى ذكره: ومن حجج اللّه أيضًا وأدلّته على قدرته على نشر الموتى من بعد بلاها، وإعادتها لهيئتها كما كانت من بعد فنائها أنّك يا محمّد ترى الأرض دارسةً غبراء، لا نبات فيها ولا زرع.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ومن آياته أنّك ترى الأرض خاشعةً} أي غبراء متهشّمةً.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {ومن آياته أنّك ترى الأرض خاشعةً} قال: يابسةً متهمّشةً.
{فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزّت} يقول تعالى ذكره: فإذا أنزلنا من السّماء غيثًا على هذه الأرض الخاشعة اهتزّت بالنّبات. يقول: تحرّكت به.
- كما حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {اهتزّت} قال: بالنّبات.
{وربت} يقول: انتفخت.
- كما حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ {وربت} انتفخت.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزّت وربت} يعرف الغيث في سحّتها وربوها.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {وربت} للنّبات، قال: ارتفعت قبل أن تنبت.
وقوله: {إنّ الّذي أحياها لمحيي الموتى} يقول تعالى ذكره: إنّ الّذي أحيا هذه الأرض الدّارسة فأخرج منها النّبات، وجعلها تهتزّ بالزّرع من بعد يبسها ودثورها بالمطر الّذي أنزل عليها لقادرٌ أن يحيي أموات بني آدم من بعد مماتهم بالماء الّذي ينزل من السّماء لإحيائهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال: كما يحيي الأرض بالمطر، كذلك يحيي الموتى بالماء يوم القيامة بين النّفختين يعني بذلك تأويل قوله: {إنّ الّذي أحياها لمحيي الموتى}.
وقوله: {إنّه على كلّ شيءٍ قديرٌ} يقول تعالى ذكره: إنّ ربّك يا محمّد على إحياء خلقه بعد مماتهم وعلى كلّ ما يشاء ذو قدرةٍ لا يعجزه شيءٌ أراده، ولا يتعذّر عليه فعل شيءٍ شاءه). [جامع البيان: 20/437-439]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله اهتزت يعني بالنبات وربت يقول ارتفعت قبل أن تنبت). [تفسير مجاهد: 571]

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 39.
أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة} قال: غبراء متهشمة {فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت} قال: تغرف الغيث وربوها إذا ما أصابها). [الدر المنثور: 13/119]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {اهتزت} قال: بالنبات {وربت} قال: ارتعشت قبل أن تنبت). [الدر المنثور: 13/119]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 جمادى الأولى 1434هـ/6-04-2013م, 03:29 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

التفسير اللغوي



تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لا تسجدوا للشّمس ولا للقمر واسجدوا للّه الّذي خلقهنّ...}: خلق الشمس , والقمر , والليل , والنهار، وتأنيثهن في قوله: {خلقهن}؛ لأن كل ذكر من غير الناس وشبههم , فهو في جمعهمؤنث تقول: مرّ بي أثواب فابتعتهن، وكانت لي مساجد فهدمتهن , وبنيتهن , يبنى على هذا). [معاني القرآن: 3/18]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ومن آياته اللّيل والنّهار والشّمس والقمر لا تسجدوا للشّمس ولا للقمر واسجدوا لله الّذي خلقهن }: أي: خلق الليل , والنهار, والشمس , والقمر, فلما انتهى الكلام إلى الشمس والقمر, وهم يعبدان , نهى عن عبادتهما, وأمر بعبادة الذي خلقهما , وخلق الليل والنهار , فصار هاهنا جميعاً , وجميع الحيوان ذكراً كان أو مؤنثاً , أو ذكراً مع مؤنث يخرج إلى التأنيث.). [مجاز القرآن: 2/197]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ومن آياته اللّيل والنّهار والشّمس والقمر لا تسجدوا للشّمس ولا للقمر واسجدوا للّه الّذي خلقهنّ إن كنتم إيّاه تعبدون (37)}
أي: من علاماته التي تدلّ على أنه واحد.
وقوله:
{واسجدوا للّه الّذي خلقهن} : وقد قال: الليل , والنهار , والقمر, وهي مذكرة.
وقال:
{خلقهنّ} : والهاء , والنون يدلان على التأنيث، ففيها وجهان:
أحدهما : أن ضمير غير ما يعقل على لفظ التأنيث، تقول: هذه كباشك فسقها، وإن شئت فسقهن، وإنّما يكون " خلقهم " لما يعقل لا غير، ويجوز أن يكون
{خلقهنّ} راجعا على معنى الآيات ؛ لأنه قال: ومن آياته هذه الأشياء {واسجدوا للّه الّذي خلقهنّ}.). [معاني القرآن: 4/387]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن}
أي: ومن علاماته التي تدل على قدرته , ووحدانيته الليل والنهار, والشمس والقمر , لا تسجدوا للشمس ولا للقمر , واسجدوا لله الذي خلقهن.
ويجوز أن يكون المعنى : واسجدوا لله الذي خلق الليل والنهار , والشمس والقمر.
ويجوز أن يكون المضمر يعود على الشمس والقمر ؛ لأن الاثنين جميع .
ويجوز أن يكون يعود على معنى الآيات.).
[معاني القرآن: 6/271-272]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ (38)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( { فإن استكبروا فالّذين عند ربّك يسبّحون له باللّيل والنّهار وهم لا يسأمون (38)}
هذه خطاب لمحمد - صلى الله عليه وسلم - , و
{الّذين} ههنا يعنى به الملائكة، فالمعنى فإن استكبروا ولم يوحّدوا اللّه , ويعبدوه , ويؤمنوا برسوله؛ فالملائكة {يسبّحون له باللّيل والنّهار}.
{وهم لا يسأمون}: لا يملّون.).[معاني القرآن: 4/387]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسامون}
أي: فإن استكبروا عن أن يوحدوا الله , ويتبعوك ؛ فالذين عند ربك, أي: فالملائكة الذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار , وهم لا يسأمون , أي: لا
يملون.). [معاني القرآن: 6/272]

تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {اهتزّت وربت...}.
زاد ريعها، وربت، أي: أنها تنتفخ، ثم تصدّع عن النبات).
[معاني القرآن: 3/18]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({اهتزّت} :أي: اهتزت بالنبات، {وربت}: علت ,وانتفخت.). [تفسير غريب القرآن: 389]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم زادهم في الدلالة فقال:{ومن آياته أنّك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزّت وربت إنّ الّذي أحياها لمحي الموتى إنّه على كلّ شيء قدير (39)}
أي: متهشمة متغيرة، وهو مثل هامدة.
{فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزّت وربت}:ويقرأ وربأت بالهمز، ومعنى ربت عظمت، ومعنى ربأت :ارتفعت ؛ لأن النبت إذا همّ أن يظهر ارتفعت له الأرض). [معاني القرآن: 4/386-387]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم زادهم في الدلالة فقال جل وعز: {ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة}
قال قتادة: أي: غبراء متهشمة.
ثم قال جل وعز:
{فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت}
قال مجاهد: اهتزت , أي: بالنبات.
قال أبو جعف:ر يقال: اهتز الإنسان , أي: تحرك, ومنه قوله:-
تراه كنصل السيف يهتز للندى = إذا لم تجد عند امرئ السوء مطمعا
ثم قال: وربت , قال مجاهد :أي: ارتفعت , لتنبت.
قال أبو جعفر: قرأ أبو جعفر : يزيد بن القعقاع , وخالد :
{وربأت}, معناه : عظمت من الربيئة.). [معاني القرآن: 6/273]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 جمادى الأولى 1434هـ/6-04-2013م, 03:31 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37)}

تفسير قوله تعالى: {فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ (38)}

تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39)}

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 03:05 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 03:06 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 03:46 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم عدد آياته ليعتبر فيها من صدف عن التوحيد، بذكر الليل والنهار، وذكرهما يتضمن ما فيهما من القصر والطول والتداخل والاستواء في مواضع وسائر عبرهما، وكذلك الشمس والقمر متضمن عجائبهما وحكمة الله تعالى فيهما ونفعه عباده بهما، ثم قال تعالى: {لا تسجدوا} لهذه المخلوقات وإن كانت تنفعكم; لأن النفع منهما إنما هو بتسخير الله إياهما، فهو الذي ينبغي أن يسجد له، والضمير في "خلقهن" قالت فرقة: هو عائد على الأيام المتقدم ذكرها، وقالت فرقة: الضمير عائد على الشمس والقمر، والاثنان جمع، وجمع ما لا يعقل يؤنث، فلذلك قال: "خلقهن".
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ومن حيث يقال: شموس وأقمار لاختلافهما بالأيام، ساغ أن يعود الضمير مجموعا، وقالت فرقة: هو عائد على الأربعة المذكورة، وشأن ضمير ما لا يعقل، إذا كان العدد أقل من العشرة أن يجيء هكذا، فإذا زاد أفرد مؤنثا، فتقول: الأجذاع انكسرن، والجذوع انكسرت، ومنه: إن عدة الشهور الآية، ومنه قول حسان بن ثابت:
وأسيافنا يقطرن من نجدة دما
وقال السموأل:
ولا عيب فينا غير أن سيوفنا ... بها من قراع الدارعين فلول
وهذا كثير مهيع وإن كان الأمر قد يوجد متداخلا بعضه على بعض). [المحرر الوجيز: 7/ 485-487]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ (38) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم خاطب الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بما يتضمن وعيدهم وحقارة أمرهم، وأن الله تعالى غير محتاج إلى عبادتهم بقوله تعالى: {فإن استكبروا} الآية، وقوله تعالى: {فالذين عند ربك} يعني بهم الملائكة وهم صافون يسبحون، و"عند" في هذه الآية ليست بظرف مكان، وإنما هي بمعنى المنزلة والقربة، كما تقول: زيد عند الملك جليل، وفي نفسه رفيع، ويروى أن تسبيح الملائكة قد صار لهم كالنفس لابن آدم، و"يسأمون" معناه: يملون). [المحرر الوجيز: 7/ 487]

تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم ذكر تعالى آية منصوبة ليعتبر بها في أمر البعث من القبور، ويستدل بما شوهد من هذه على ما لم يشاهد بعد من تلك، وهي آية يراها عيانا كل مفطور على عقل. و"خشوع الأرض" هو ما يظهر عليها من استكانة وشعث بالجدب وصليم السموم، فهي عابسة كما الخاشع عابس يكاد يبكي، و"الماء المنزل" هو المطر، و"اهتزاز الأرض" هو تخلخل أجزائها بالماء وتشققها للنبات، و"ربوها" هو انتفاخها بالماء وعلو سطحها به. وقرأ الجمهور: "وربت"، وقرأ أبو جعفر بن القعقاع: "وربأت" بألف مهموزة، ورواها الرواسي عن أبي عمرو، وهو أيضا بمعنى: علت وارتفعت، ومنه الربيئة وهو الذي يرتفع حتى يرصد للقوم، ثم ذكر تعالى بالأمر الذي ينبغي أن يقاس على هذه الآية والعبرة، وذلك إحياء الموتى، وقوله تعالى: {إنه على كل شيء قدير}: عموم، و"الشيء" في اللغة: الموجود). [المحرر الوجيز: 7/ 487-488]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 04:56 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 04:58 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37) فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ (38) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {ومن آياته اللّيل والنّهار والشّمس والقمر لا تسجدوا للشّمس ولا للقمر واسجدوا للّه الّذي خلقهنّ إن كنتم إيّاه تعبدون (37) فإن استكبروا فالّذين عند ربّك يسبّحون له باللّيل والنّهار وهم لا يسأمون (38) ومن آياته أنّك ترى الأرض خاشعةً فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزّت وربت إنّ الّذي أحياها لمحيي الموتى إنّه على كلّ شيءٍ قديرٌ (39)}
يقول تعالى منبّهًا خلقه على قدرته العظيمة، وأنّه الّذي لا نظير له وأنّه على ما يشاء قادرٌ، {ومن آياته اللّيل والنّهار والشّمس والقمر} أي: أنّه خلق اللّيل بظلامه، والنّهار بضيائه، وهما متعاقبان لا يقرّان، والشّمس ونورها وإشراقها، والقمر وضياءه وتقدير منازله في فلكه، واختلاف سيره في سمائه، ليعرف باختلاف سيره وسير الشّمس مقادير اللّيل والنّهار، والجمع والشّهور والأعوام، ويتبيّن بذلك حلول الحقوق، وأوقات العبادات والمعاملات.
ثمّ لـمّا كان الشّمس والقمر أحسن الأجرام المشاهدة في العالم العلويّ والسّفليّ، نبّه تعالى على أنّهما مخلوقان عبدان من عبيده، تحت قهره وتسخيره، فقال: {لا تسجدوا للشّمس ولا للقمر واسجدوا للّه الّذي خلقهنّ إن كنتم إيّاه تعبدون} أي: ولا تشركوا به فما تنفعكم عبادتكم له مع عبادتكم لغيره، فإنّه لا يغفر أن يشرك به؛ ولهذا قال: {فإن استكبروا} أي: عن إفراد العبادة له وأبوا إلّا أن يشركوا معه غيره، {فالّذين عند ربّك} يعني: الملائكة، {يسبّحون له باللّيل والنّهار وهم لا يسأمون}، كقوله {فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكّلنا بها قومًا ليسوا بها بكافرين} [الأنعام: 89].
وقال الحافظ أبو يعلى: حدّثنا سفيان -يعني ابن وكيعٍ- حدّثنا أبي، عن ابن أبي ليلى، عن أبي الزّبير، عن جابرٍ قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم: "لا تسبّوا اللّيل ولا النّهار، ولا الشّمس ولا القمر، ولا الرّياح فإنّها ترسل رحمةً لقومٍ، وعذابًا لقومٍ").[تفسير ابن كثير: 7/ 182]

تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ومن آياته} أي: على قدرته على إعادة الموتى {أنّك ترى الأرض خاشعةً} أي: هامدةً لا نبات فيها، بل هي ميتةٌ {فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزّت وربت} أي: أخرجت من جميل ألوان الزّروع والثّمار، {إنّ الّذي أحياها لمحيي الموتى إنّه على كلّ شيءٍ قديرٌ} ). [تفسير ابن كثير: 7/ 182]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:01 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة