العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة فصلت

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 جمادى الأولى 1434هـ/6-04-2013م, 03:00 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي تفسير سورة فصلت[ من الآية 25 إلى الآية 29 ]

تفسير سورة فصلت[ من الآية 25 إلى الآية 29 ]


{وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (25) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26) فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (27) ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (28) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ (29) }


روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26 جمادى الأولى 1434هـ/6-04-2013م, 03:01 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (25) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وسمعت يحدث أن الشياطين يموتون كما يموت الناس، قال: وذكر الله ذلك في القرآن حين يقول: {في أممٍ قد خلت من قبلهم من الجن والإنس}). [الجامع في علوم القرآن: 2/159]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {وقيّضنا لهم قرناء} [فصلت: 25] : «قرنّاهم بهم» ). [صحيح البخاري: 6/128]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقيضنا لهم قرناء تتنزل عليهم الملائكة عند الموت كذا في رواية أبي ذرٍّ والنّسفيّ وطائفةٍ وعند الأصيليّ وقيضنا لهم قرناء قرناهم بهم تتنزل عليهم الملائكة عند الموت وهذا هو وجه الكلام وصوابه وليس تتنزّل عليهم تفسيرًا لقيّضنا وقد أخرج الفريابيّ من طريق مجاهدٍ بلفظ وقيّضنا لهم قرناء قال شياطين). [فتح الباري: 8/559-560]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (وقد أخرج الفريابيّ من طريق مجاهدٍ بلفظ وقيّضنا لهم قرناء قال شياطين وفي قوله تتنزّل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا قال عند الموت وكذلك أخرجه الطّبريّ مفرّقًا في موضعيه). [فتح الباري: 8/560] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال مجاهد ممنون محسوب أقواتها أرزاقها في كل سماء أمرها ممّا أمر به نحسات مشائيم وقيضنا لهم قرناء قرناهم بهم تتنزل عليهم الملائكة عند الموت اهتزت بالنبات وربت ارتفعت من أكمامها حين تطلع ليقولن هذا لي أي بعملي أنا محقوق بهذا
قال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 8 فصلت {أجر غير ممنون} قال غير محسوب
وفي قوله 10 فصلت {وقدر فيها أقواتها} قال من المطر
وبه في قوله 12 فصلت {وأوحى في كل سماء أمرها} قال ما أمر به أو أراده
وفي قوله 16 فصلت {نحسات} قال مشائيم
وفي قوله 25 فصلت {وقيضنا لهم قرناء} شياطين). [تغليق التعليق: 4/302] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ({وقيّضنا لهم قرناء} (فصلت: 25) قرنّا بهم تتنزّل عليهم الملائكة عند الموت
كذا في رواية أبي ذر والنسفي وجماعة وعند الأصيليّ: {وقيضنا لهم قرناء} قرناهم بهم تتنزل عليهم الملائكة عند الموت وهذا هو الصّواب، وليس قوله: {تتنزل عليهم الملائكة} (فصلت: 30) عند الموت تفسير قوله: {وقيضنا لهم قرناء} وفي التّفسير معنى: قيضنا سلطنا وبعثنا لهم قرناء يعني نظراء من الشّياطين، وقال الكرماني: وقيضنا لهم قدرنا لهم، وعن مجاهد: قرناء شياطين، وقال في قوله: {تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا} قال: عند الموت، وكذا قال الطّبريّ مفرقاً في موضعين). [عمدة القاري: 19/152]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({وقيضنا لهم قرناء}) [فصلت: 25] أي (قرناهم بهم) بفتح القاف والراء والنون المشددة وسقط هذا التفسير لغير الأصيلي والصواب إثبات إذ ليس للتالي تعلق به وقال الزجّاج سببنا لهم قيل قدرنا للكفرة قرناء أي نظراء من الشياطين يستولون عليهم استيلاء القيض على البيض وهو القشر حتى أضلّوهم وفيه دليل على أن الله تعالى يريد الكفر من الكافر). [إرشاد الساري: 7/327]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقيّضنا لهم قرناء فزيّنوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم وحقّ عليهم القول في أممٍ قد خلت من قبلهم من الجنّ والإنس إنّهم كانوا خاسرين}.
يعني تعالى ذكره بقوله: {وقيّضنا لهم قرناء} وبعثنا لهم نظراء من الشّياطين، فجعلناهم لهم قرناء قرنّاهم بهم يزيّنون لهم قبائح أعمالهم، فزيّنوا لهم ذلك.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ {وقيّضنا لهم قرناء} قال: الشّيطان.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وقيّضنا لهم قرناء} قال: شياطين.
وقوله: {فزيّنوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم} يقول: فزيّن لهؤلاء الكفّار قرناؤهم من الشّياطين ما بين أيديهم من أمر الدّنيا فحسّنوا ذلك لهم وحبّبوه إليهم حتّى آثروه على أمر الآخرة {وما خلفهم} يقول: وحسّنوا لهم أيضًا ما بعد مماتهم بأن دعوهم إلى التّكذيب بالمعاد، وأنّ من هلك منهم فلن يبعث، وأنّ لا ثواب ولا عقاب حتّى صدّقوهم على ذلك، وسهّل عليهم فعل كلّ ما يشتهونه، وركوب كلّ ما يلتذّونه من الفواحش باستحسانهم ذلك لأنفسهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {فزيّنوا لهم ما بين أيديهم} من أمر الدّنيا {وما خلفهم} من أمر الآخرة.
وقوله: {وحقّ عليهم القول} يقول تعالى ذكره: ووجب لهم العذاب بركوبهم ما ركبوا ممّا زيّن لهم قرناؤهم وهم من الشّياطين.
- كما حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ {وحقّ عليهم القول} قال: العذاب، {في أممٍ قد خلت من قبلهم من الجنّ والإنس}، يقول تعالى ذكره: وحقّ على هؤلاء الّذين قيّضنا لهم قرناء من الشّياطين، فزيّنوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم العذاب في أممٍ قد مضت قبلهم من ضربائهم، حقّ عليهم من عذابنا مثل الّذي حقّ على هؤلاء، بعضهم من الجنّ وبعضهم من الإنس {إنّهم كانوا خاسرين} يقول: إنّ تلك الأمم الّذين حقّ عليهم عذابنا من الجنّ والإنس، كانوا مغبونين ببيعهم رضا اللّه بسخطه ورحمته بعذابه). [جامع البيان: 20/415-417]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وقيضنا لهم قرناء قال يعني شياطين). [تفسير مجاهد: 570]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 25.
أخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وقيضنا لهم قرناء} قال: شياطين). [الدر المنثور: 13/101]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {فزينوا لهم ما بين أيديهم} قال: الدنيا يرغبونهم فيها {وما خلفهم} قال: الآخرة زينوا لهم نسيانها والكفر بها). [الدر المنثور: 13/101-102]

تفسير قوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن الكلبي في قوله والغوا قال إذا سمعتموه يتلى فالغوا تحدثوا وضجوا وصيحوا حتى لا تسمعوه). [تفسير عبد الرزاق: 2/186]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقال الّذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلّكم تغلبون (26) فلنذيقنّ الّذين كفروا عذابًا شديدًا ولنجزينّهم أسوأ الّذي كانوا يعملون}.
يقول تعالى ذكره: {وقال الّذين كفروا} باللّه ورسوله من مشركي قريشٍ: {لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه} يقول: قالوا للّذين يطيعونهم من أوليائهم من المشركين: لا تسمعوا لقارئ هذا القرآن إذا قرأه، ولا تصغوا له، ولا تتّبعوا ما فيه فتعملوا به.
- كما حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وقال الّذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلّكم تغلبون} قال: هذا قول المشركين، قالوا: لا تتّبعوا هذا القرآن والغوا عنه.
وقوله: {والغوا فيه} يقول: الغطوا بالباطل من القول إذا سمعتم قارئه يقرؤه كيما لا يسمعوه، ولا يفهموا ما فيه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عنبسة، عن محمّد بن عبد الرّحمن، عن القاسم بن أبي بزّة، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه} قال: المكاء والتّصفير، وتخليطٌ من القول على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا قرأ، قريشٌ تفعله.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى؛ وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: {والغوا فيه} قال: بالمكاء والتّصفير والتّخليط في المنطق على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا قرأ القرآن، قريشٌ تفعله.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وقال الّذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه} أي اجحدوا به وانكروه وعادوه، قال: هذا قول مشركي العرب.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، قال: قال بعضهم في قوله: {والغوا فيه} قال: تحدّثوا وضجًّوا كيما لا يسمعوه.
وقوله: {لعلّكم تغلبون} يقول: لعلّكم بفعلكم ذلك تصدّون من أراد استماعه عن استماعه، فلا يسمعه، وإذا لم يسمعه ولم يفهمه لم يتّبعه، فتغلبون بذلك من فعلكم محمّدًا). [جامع البيان: 20/417-419]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله والغوا فيه قال يعني بالمكاء والتصفير والتخليط في المنطق على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ القرآن قريش تفعله). [تفسير مجاهد: 570-571]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 26 - 28.
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة إذا قرأ القرآن يرفع صوته فكان المشركون يطردون الناس عنه ويقولون {لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون} وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخفى قراءته لم يسمع من يحب أن يسمع القرآن فأنزل الله (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها) (الإسراء 110) ). [الدر المنثور: 13/102]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {والغوا فيه} قال: بالتصفير والتخليط في المنطق على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ القرآن قريش تفعله). [الدر المنثور: 13/102]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه {والغوا فيه} قال: يقولون اجحدوا به وأنكروه وعادوه، والله أعلم). [الدر المنثور: 13/102]

تفسير قوله تعالى: (فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (27) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (قال اللّه جلّ ثناؤه: {فلنذيقنّ الّذين كفروا} باللّه من مشركي قريشٍ الّذين قالوا هذا القول عذابًا شديدًا في الآخرة {ولنجزينّهم أسوأ الّذي كانوا يعملون} يقول: ولنثيبنّهم على فعلهم ذلك وغيره من أفعالهم بأقبح جزاء أعمالهم الّتي عملوها في الدّنيا). [جامع البيان: 20/419]

تفسير قوله تعالى: (ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (28) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ذلك جزاء أعداء اللّه النّار لهم فيها دار الخلد جزاءً بما كانوا بآياتنا يجحدون}.
يقول تعالى ذكره: هذا الجزاء الّذي يجزى به هؤلاء الّذين كفروا بآياتنا من مشركي قريشٍ جزاء أعداء اللّه.
ثمّ ابتدأ جلّ ثناؤه الخبر عن صفة ذلك الجزاء، وما هو فقال: هو النّار، فالنّار بيانٌ عن الجزاء، وترجمةٌ عنه، وهي مرفوعةٌ بالرّدّ عليه؛ ثمّ قال: {لهم فيها دار الخلد} يعني لهؤلاء المشركين باللّه في النّار دار الخلد يعني دار المكث واللبث، إلى غير نهايةٍ ولا أمدٍ؛ والدّار الّتي أخبر جلّ ثناؤه أنّها لهم في النّار هي النّار، وحسن ذلك لاختلاف اللّفظين، كما يقال: لك من بلدتك دارٌ صالحةٌ، ومن الكوفة دارٌ كريمةٌ، والدّار: هي الكوفة والبلدة، فيحسن ذلك لاختلاف الألفاظ، وقد ذكر أنّها في قراءة ابن مسعودٍ: (ذلك جزاء أعداء اللّه النّار دار الخلد) ففي ذلك تصحيح ما قلنا من التّأويل في ذلك، وذلك أنّه ترجم بالدّار عن النّار.
وقوله: {جزاءً بما كانوا بآياتنا يجحدون} يقول: فعلنا هذا الّذي فعلنا بهؤلاء من مجازاتنا إيّاهم النّار على فعلهم جزاءً منّا بجحودهم في الدّنيا بآياتنا الّتي احتججنا بها عليهم). [جامع البيان: 20/419]

تفسير قوله تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ (29) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني شبيب عن شعبة عن سلمة بن كهيلٍ عن أبي مالكٍ عن عليٍّ أنّه قال في هذه الآية: {ربّنا أرنا الّذين أضلانا من الجنّ والإنس}، قال: الشّيطان وابن آدم الّذي قتل أخاه). [الجامع في علوم القرآن: 2/28]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس قال هما الشيطان وابن آدم الذي قتل أخاه). [تفسير عبد الرزاق: 2/186]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن سلمة بن كهيل عن مالك بن حصين بن عقبة الفزاري عن أبيه أن عليا سئل عن الكلاب فقال أمة من الأمم لعنت فجعلت كلابا وسئل عن قوله تعالى ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس فقال ابن آدم الذي قتل آخاه وإبليس). [تفسير عبد الرزاق: 2/186]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن أبي إسحاق عن حبّة العرنيّ عن عليّ بن أبي طالبٍ في قوله: {ربّنا أرنا الّذين أضلانا من الجن والإنس} قال: إبليس الأبالسة وابن آدم الّذي قتل أخاه [الآية: 29]). [تفسير الثوري: 266]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عز وجل: {ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجنّ والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين} قال قابيل ابن آدم الّذي قتل أخاه، وإبليس من الجنّ وقابيل من الإنس قولهم من الجنّ والإنس). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 60]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقال الّذين كفروا ربّنا أرنا الّذين أضلاّنا من الجنّ والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين}.
يقول تعالى ذكره: وقال الّذين كفروا باللّه ورسوله يوم القيامة بعدما أدخلوا جهنّم: يا ربّنا أرنا اللّذين أضلاّنا من خلقك من جنّهم وإنسهم. وقيل: إنّ الّذي هو من الجنّ إبليس، والّذي هو من الإنس ابن آدم الّذي قتل أخاه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن ثابتٍ الحدّاد، عن حبّة العرنيّ، عن عليّ بن أبي طالبٍ، رضي اللّه عنه في قوله: {أرنا اللّذين أضلاّنا من الجنّ والإنس} قال: إبليس الأبالسة وابن آدم الّذي قتل أخاه.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن سلمة، عن مالك بن حصينٍ، عن أبيه عن عليٍّ رضي اللّه عنه في قوله: {ربّنا أرنا الّذين أضلاّنا من الجنّ والإنس} قال: إبليس وابن آدم الّذي قتل أخاه.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثني وهب بن جريرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن سلمة بن كهيلٍ، عن أبي مالكٍ أو ابن مالكٍ، عن أبيه، عن عليٍّ رضي اللّه عنه {ربّنا أرنا اللّذين أضلاّنا من الجنّ والإنس} قال: ابن آدم الّذي قتل أخاه، وإبليس الأبالسة.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، عن عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه، في قوله: {ربّنا أرنا اللّذين أضلاّنا من الجنّ والإنس} الآية ففإنّهما ابن آدم القاتل، وإبليس الأبالس. فأمّا ابن آدم فيدعو به كلّ صاحب كبيرةٍ دخل النّار من أهل الدّعوة، وأمّا إبليس فيدعو به كلّ صاحب شركٍ، يدعو بهما في النّار.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، قال: حدّثنا معمرٌ، عن قتادة، {ربّنا أرنا اللّذين أضلاّنا من الجنّ والإنس} هو الشّيطان، وابن آدم الّذي قتل أخاه.
وقوله {نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين} يقول: نجعل هذين اللّذين أضلاّنا تحت أقدامنا، لأنّ أبواب جهنّم بعضها أسفل من بعضٍ، وكلّ ما سفل منها فهو أشدّ على أهله، وعذاب أهله أغلظ، ولذلك سأل هؤلاء الكفّار ربّهم أن يريهم اللّذين أضلاّهم ليجعلوهما أسفل منهم ليكونا في أشدّ العذاب في الدّرك الأسفل من النّار). [جامع البيان: 20/420-421]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا عليّ بن حمشاذ العدل، ثنا أبو المثنّى، ومحمّد بن أيّوب، قالا: ثنا محمّد بن كثيرٍ العكبريّ، ثنا سفيان، عن سلمة بن كهيلٍ، عن مالك بن حصين بن عقبة الفزاريّ، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنه، وسئل عن قول اللّه عزّ وجلّ: {ربّنا أرنا الّذين أضلّانا من الجنّ والإنس} [فصلت: 29] قال: «ابن آدم الّذي قتل أخاه وإبليس» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/478]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا عليّ بن محمّدٍ القرشيّ، ثنا الحسن بن عليٍّ، ثنا مصعب بن المقدام، ثنا سفيان، عن سلمة بن كهيلٍ، عن مالك بن حصينٍ، عن أبيه، عن عليٍّ رضي اللّه عنه، في قوله تعالى: " {ربّنا أرنا اللّذين أضلّانا من الجنّ والإنس نجعلهما تحت أقدامنا} قال: إبليس وابن آدم الّذي قتل أخاه «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/341]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 29.
أخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه، وابن مردويه وابن عساكر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه سئل عن قوله {ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس} قال: هو ابن آدم الذي قتل أخاه وإبليس.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة وإبراهيم، مثله). [الدر المنثور: 13/102-103]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 جمادى الأولى 1434هـ/6-04-2013م, 03:02 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (25)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وقيّضنا لهم قرناء فزيّنوا لهم مّا بين أيديهم وما خلفهم...}.: من أمر الآخرة، فقالوا: لا جنة، ولا نار، ولا بعث، ولا حساب، وما خلفهم من أمر الدنيا فزينوا لهم اللذات، وجمع الأموال، وترك النفقات فيه وجوه البر، فهذا ما خلفهم.
وبذلك جاء التفسي: وقد يكون ما بين أيديهم ما هم فيه من أمر الدنيا، وما خلفهم من أمر الآخرة).
[معاني القرآن: 3/17]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وقيّضنا لهم قرناء فزيّنوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم وحقّ عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجنّ والإنس إنّهم كانوا خاسرين (25)}
{وقيّضنا} :وسببنا من حيث لا يحتسبون.
{لهم قرناء}.. الآية: يقول زينوا لهم أعمالهم التي يعملونها ويشاهدونها.
{وما خلفهم} : وما يعزمون أن يعملوه). [معاني القرآن: 4/384]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم}
قال مجاهد يعني الشياطين
قال أبو جعفر معنى قيضت له كذا سببته له من حيث لا يحتسب
ثم قال جل وعز: {فزينوا لهم ما بين أيديهم}
أي ما يعملونه من المعاصي وما خلفهم وما عزموا على أن يعملوه). [معاني القرآن: 6/261-262]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وقيضنا لهم}:أي: مثلنا لهم). [ياقوتة الصراط: 454]

تفسير قوله تعالى:{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {والغوا فيه...}.
قاله كفّار قريش، قال لهم أبو جهل: إذا تلا محمد صلى الله عليه القرآن فالغوا فيه الغطوا، لعله يبدّل , أو ينسى فتغلبوه).
[معاني القرآن: 3/17]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وقال الّذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلّكم تغلبون}
وقال:
{لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه}:أي: لا تطيعوه. كما تقول "سمعت لك",وهو - والله أعلم - على وجه "لا تسمعوا القرآن".
وقال:
{والغوا فيه}:لأنها من "لغوت","يلغا",مثل "محوت" "يمحا",وقال بعضهم:{والغوا فيه},وقال:"لغوت" "تلغو",مثل "محوت","تمحو",وبعض العرب يقول: "لغي","يلغى":وهي قبيحة قليلة,ولكن "لغي بكذا وكذا":أي: أغري به,فهو يقوله,ونصنعه). [معاني القرآن: 4/7-8]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {والغوا فيه}: الغطوا فيه.)[تفسير غريب القرآن: 389]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وقال الّذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلّكم تغلبون (26)}
أي: عارضوه بكلام لا يفهم,يكون ذلك الكلام لغوا، يقال: لغا يلغو لغوا، ويقال:لغي يلغى لغوا,إذا تكلم باللغو، وهو الكلام الذي لا يحصّل,ولا تفهم حقيقته).
[معاني القرآن: 4/384]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه}
وقرأ عيسى, وابن أبي إسحاق:
والغوا بضم الغين
حكى الكسائي: لغا يلغو,وعلى هذا:
والغوا فيه , وحكى:لغا يلغى,ولغي يلغى,والمصدر على هذا مقصور
روى داود بن الحصين,عن عكرمة,عن ابن عباس قال: (
كان النبي صلى الله عليه وسلم بمكة إذا قرأ رفع صوته, فتطرد قريش عنه الناس, ويقولون:{ لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون } , وإذا خافت بقراءته, لم يسمع من يريد, فأنزل الله جل وعز: {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا}).
وروى ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قوله:
{والغوا فيه}, قال: بالمكاء , والتصفيق , والتخليط على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ , كانت قريش تفعله .
قال أبو جعف: ر اللغو في اللغة ما لا يعرف له حقيقة , ولا يحصل معناه , فمعنى :{ والغوا فيه }: أي : عارضوه باللغو.).
[معاني القرآن: 6/262-263]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (28)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ذلك جزاء أعداء اللّه النّار}، ثم قال: {لهم فيها دار الخلد...}.
وهي النار بعينها، وذلك صواب لو قلت: لأهل الكوفة منها دار صالحة، والدار هي الكوفة، وحسن حين قلت : بالدار, والكوفة هي والدار , فاختلف لفظاهما، وهي في قراءة عبد الله:
{ذلك جزاء أعداء الله النار دار الخلد}: فهذا بيّن لا شيء فيه، لأن الدار هي النار). [معاني القرآن: 3/17]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : {ذلك جزاء أعداء اللّه النّار لهم فيها دار الخلد جزاء بما كانوا بآياتنا يجحدون}, {ذلك جزاء أعداء اللّه النّار} : رفع على الابتداء , كأنه تفسيرا للجزاء.). [معاني القرآن: 4/8]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ذلك جزاء أعداء اللّه النّار لهم فيها دار الخلد جزاء بما كانوا بآياتنا يجحدون (28)}
{ذلك جزاء أعداء اللّه النّار} : : هذا يدل على رفعه.
قوله:
{فلنذيقنّ الّذين كفروا عذابا شديدا}: المعنى ذلك العذاب الشديد , جزاء أعداء اللّه.
{النّار} : رفع بدل من: {جزاء أعداء اللّه} , وإن شئت رفعت {النّار} على التفسير، كأنّه قيل : ما هو؟, فقيل هي النار.
{لهم فيها دار الخلد}: أي لهم في النار دار الخلد، والنار هي الدار، كما تقول: لك في هذه الدار : دار السرور، وأنت تعني الدار بعينها, كما قال الشاعر:
أخو رغائب يعطيها ويسألها = يأبى الظّلامة منه النّوفل الزّفر)
[معاني القرآن: 4/384-385]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ذلك جزاء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد}
المعنى ذلك العذاب الشديد جزاء أعداء الله ثم بين الجزاء فقال النار لهم فيها دار الخلد
والنار هي دار الخلد والعرب تفعل هذا على التوكيد كما قال:
أخو رغائب بعطيها ويسألها = يأبى الظلامة منه النوفل الزفر
وهو هو كما يقال لك : في هذا المنزل دار واسعة , وهو الدار .
ولا يجوز عند الكوفيين حتى يخالف لفظ الثاني لفظ الأول , تقول على قولهم في هذا: المنزل منزل حسن , على أن الثاني الأول , وهو عند البصريين كله جيد.
وفي قراءة عبد الله بن مسعود:
{ ذلك جزاء أعداء الله النار دار الخلد} ). [معاني القرآن: 6/263-264]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ (29) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ربّنا أرنا الّذين أضلاّنا من الجنّ والإنس...}.
يقال: إن الذي أضلهم من الجن إبليس ,و من الإنس قابيل الذي قتل أخاه يقول: هو أول من سنّ الضلالة من الإنس.).
[معاني القرآن: 3/17-18]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({ربّنا أرنا الّذين أضلّانا من الجنّ والإنس نجعلهما تحت أقدامنا}, يقال: إبليس , وابن آدم الذي قتل أخاه، فسن القتل.). [تفسير غريب القرآن: 389]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وقال الّذين كفروا ربّنا أرنا اللّذين أضلّانا من الجنّ والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين (29)}
(أرنا): بكسر الراء وبإسكانها - لثقل الكسرة كما قالوا في فخذ فخذ، ومن كسر فعلى الأصل، والكسر أجود لأنه في الأصل أرئنا - فحذفت الهمزة وبقيت الكسرة دليلا عليها , والكسر أجود.
ومعنى الآية فيما جاء من التفسير: أنه يعني بهما ابن آدم قابيل الذي قتل أخاه، وإبليس، فقابيل من الإنس وإبليس من الجنّ.
ومعنى:
{نجعلهما تحت أقدامنا}: أي:يكونان - في الدّرك الأسفل). [معاني القرآن: 4/385]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وقال الذين كفروا ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا}
قال حبة العرني,وعقبة الفزاري:سئل علي بن أبي طالب عليه السلام عن قوله جل وعز:
{أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس}.
فقال: (
هما: إبليس الأبالسة, وابن آدم الذي قتل أخاه). و كذلك روي عن ابن مسعود وابن عباس). [معاني القرآن: 6/265]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَرِنَا الَّلذَيْنِ أَضَلَّانَا}: قيل:هما إبليس,وابن آدم الذي قتل أخاه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 217]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 جمادى الأولى 1434هـ/6-04-2013م, 03:05 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (25)}
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (أبو زيد: ..... غيره: قيض الله فلانًا لفلان أي جاءه به). [الغريب المصنف: 3/995]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26) }

تفسير قوله تعالى: {فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (27) }

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (28) }

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ (29) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 12:53 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 12:53 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 12:57 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (25) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم وصف عز وجل حالهم في الدنيا وما أصابهم به حين أعرضوا، فحتم عليهم.
و[قيضنا] أي يسرنا لهم قرناء سوء من الشياطين وغواة الإنس، وقوله سبحانه: {فزينوا لهم ما بين أيديهم}، أي: علموهم وقرروا في نفوسهم معتقدات سوء في الأمور التي تقدمتهم: من أمر الرسل عليهم السلام، والنبوات، ومدح عبادة الأصنام، واتباع فعل الآباء إلى غير ذلك مما يقال فيه: "إنه بين أيديهم"، وذلك كل ما تقدمهم في الزمان واتصل إليهم أثره أو خبره، وكذلك أعطوهم معتقدات سوء فيما خلفهم، وهو كل ما يأتي بعدهم من القيامة والبعث ونحو ذلك مما يقال فيه: "إنه خلف الإنسان"، فزينوا لهم في هذين كل ما يرديهم ويفضي بهم إلى عذاب جهنم.
وقوله تعالى: {وحق عليهم القول} أي: سبق القضاء الحتم وأمر الله بتعذيبهم في جملة أمم معذبين كفار من الجن والإنس، وقالت فرقة: [في] بمعنى: "مع".
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والمعنى يتأدى بالحرفين، ولا نحتاج أن نجعل حرفا بمعنى حرف، إذ قد أبى ذلك رؤساء البصريين). [المحرر الوجيز: 7/ 477-478]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله تعالى: {وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن} حكاية لما فعله بعض قريش; كأبي جهل وغيره، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ القرآن في المسجد الحرام، ويصغي إليه الناس من مؤمن وكافر، فخشي الكفار استمالة القلوب بذلك، فقالوا: متى قرأ محمد فلنغط نحن بالمكاء والصفير والصياح وإنشاد الشعر والإرجاز، حتى يخفى صوته ولا يقع الاستماع منه، وهذا الفعل منهم هو اللغو، وقال أبو العالية: أرادوا: قعوا فيه وعيبوه، و"اللغو" في اللغة: سقط القول الذي لا معنى له، وهو من الحاسة والتطول في حكم لا معنى له، وقرأ جمهور الناس: [والغوا] بفتح الغين وجزم الواو، وقرأ بكر بن حبيب السهمي: "والغوا" بضم الغين وسكون الواو، ورويت عن عيسى، وابن أبي إسحاق - بخلاف عنهما -، وهما لغتان، يقال: لغا يلغو، ويقال: لغي يلغى، ويقال أيضا: لغا يلغى، أصله يفعل - بكسر العين - فرده حرف الحلق إلى الفتح، فالقراءة الأولى من يلغى، والقراءة الثانية من يلغو، قاله الأخفش. وقوله تعالى: {لعلكم تغلبون} أي تطمسون أمر محمد صلى الله عليه وسلم وتميتون ذكره وتصرفون القلوب عنه، فهذه الغاية التي تمنوها). [المحرر الوجيز: 7/ 478]

تفسير قوله تعالى: {فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (27) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون * ذلك جزاء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد جزاء بما كانوا بآياتنا يجحدون * وقال الذين كفروا ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين * إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون}
وقوله تعالى: {فلنذيقن الذين كفروا} الفاء دخلت على لام القسم، وهي آية وعيد لقريش، و"العذاب الشديد" هو عذاب الدنيا في بدر وغيرها، و"الجزاء بأسوإ أعمالهم" هو عذاب الآخرة). [المحرر الوجيز: 7/ 479]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (28) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "ذلك" إشارة إلى الجزاء المتقدم، و"جزاء" خبر الابتداء، و"النار" بدل من قوله تعالى: "جزاء"، ويجوز أن يكون "ذلك" خبر ابتداء تقديره: الأمر ذلك، ويكون قوله تعالى: "جزاء" ابتداء، و"النار" خبره.
وقوله تعالى: {لهم فيها دار الخلد} أي موضع البقاء ومسكن العذاب الدائم، فالظرفية فيه متمكنة على هذا التأويل، ويحتمل أن يكون المعنى: هي لهم دار الخلد، ففي قوله: "فيها" معنى التحديد، كما قال الشاعر:
وفي الله إن لم ينصفوا حكم عدل
وفي قراءة عبد الله بن مسعود: [ذلك جزاء أعداء الله النار دار الخلد]، وسقط: "لهم فيها"، وجحودهم بآيات الله مطرد في علاماته المنصوبة لخلقه، وفي آيات كتابه المنزلة على نبيه صلى الله عليه وسلم). [المحرر الوجيز: 7/ 479-480]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ (29) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم ذكر عز وجل مقالة كفار يوم القيامة، إذا دخلوا النار، فإنهم يرون عظيم ما حل بهم وسوء منقلبهم، فتجول أفكارهم فيمن كان سبب غوايتهم وبادي ضلالتهم، فيعظم غيظهم وحنقهم عليه، ويودون أن يحصل في أشد العذاب، فحينئذ يقولون: ربنا أرنا اللذين أضلانا، وظاهر اللفظ يقتضي أن "الذي" في قولهم: [الذين] إنما هو للجنس، أي: أرنا كل مغو ومضل من الجن والإنس، وهذا قول جماعة من المفسرين، وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقتادة: وطلبوا ولد آدم الذي سن القتل والمعصية من البشر، وإبليس الأبالسة من الجن.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وتأمل هذا، هل يصح هذا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه؟ لأن ولد آدم مؤمن عاص، وهؤلاء إنما طلبوا المضلين بالكفر المؤدي إلى الخلود، وإنما القوي أنهم طلبوا النوعين، وقد أصلح بعضهم هذا القول بأن قال: يطلب ولد آدم كل عاص دخل النار من أهل الكبائر، ويطلب إبليس كل كافر، ولفظ الآية يزحم هذا التأويل; لأنه يقتضي أن الكفرة إنما طلبوا اللذين أضلا.
وقرأ نافع، وحمزة، والكسائي: "أرنا" بكسر الراء، وهي رؤية عين، ولذلك فهو فعل يتعدى إلى مفعولين، وقرأ ابن كثير، وابن عمرو، وأبو بكر عن عاصم: "أرنا" بسكون الراء، فقال هشام بن عامر: هو خطأ، وقال أبو علي: هي مخففة من "أرنا" كما قالوا: ضحك وفخذ، وقرأ أبو عمرو بإشمام الراء الكسر، ورويت عن أهل مكة. وقولهم: {نجعلهما تحت أقدامنا} يريدون: في أسفل طبقة من النار، وهي أشد عذابا، وهي درك المنافقين). [المحرر الوجيز: 7/ 480]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 04:48 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 04:50 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (25) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {وقيّضنا لهم قرناء فزيّنوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم وحقّ عليهم القول في أممٍ قد خلت من قبلهم من الجنّ والإنس إنّهم كانوا خاسرين (25) وقال الّذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلّكم تغلبون (26) فلنذيقنّ الّذين كفروا عذابًا شديدًا ولنجزينّهم أسوأ الّذي كانوا يعملون (27) ذلك جزاء أعداء اللّه النّار لهم فيها دار الخلد جزاءً بما كانوا بآياتنا يجحدون (28) وقال الّذين كفروا ربّنا أرنا الّذين أضلانا من الجنّ والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين (29)}
يذكر تعالى أنّه هو الّذي أضلّ المشركين، وأنّ ذلك بمشيئته وكونه وقدرته، وهو الحكيم في أفعاله، بما قيّض لهم من القرناء من شياطين الإنس والجنّ: {فزيّنوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم} أي: حسّنوا لهم أعمالهم في الماضي، وبالنّسبة إلى المستقبل فلم يروا أنفسهم إلّا محسنين، كما قال تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانًا فهو له قرينٌ وإنّهم ليصدّونهم عن السّبيل ويحسبون أنّهم مهتدون} [الزّخرف: 36، 37].
وقوله تعالى: {وحقّ عليهم القول} أي: كلمة العذاب كما حقّ على أممٍ قد خلت من قبلهم، ممّن فعل كفعلهم، من الجنّ والإنس، {إنّهم كانوا خاسرين} أي: استووا هم وإيّاهم في الخسار والدّمار). [تفسير ابن كثير: 7/ 174]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله تعالى: {وقال الّذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه} أي: تواصوا فيما بينهم ألّا يطيعوا للقرآن، ولا ينقادوا لأوامره، {والغوا فيه} أي: إذا تلي لا تسمعوا له. كما قال مجاهدٌ: {والغوا فيه} يعني: بالمكاء والصّفير والتّخليط في المنطق على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ القرآن قريشٌ تفعله.
وقال الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ: {والغوا فيه} عيبوه.
وقال قتادة: اجحدوا به، وأنكروه وعادوه.
{لعلّكم تغلبون} هذا حال هؤلاء الجهلة من الكفّار، ومن سلك مسلكهم عند سماع القرآن. وقد أمر اللّه -سبحانه-عباده المؤمنين بخلاف ذلك فقال: {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلّكم ترحمون} [الأعراف: 204]). [تفسير ابن كثير: 7/ 174]

تفسير قوله تعالى: {فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (27) ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (28) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال تعالى: منتصرًا للقرآن، ومنتقمًا ممّن عاداه من أهل الكفران: {فلنذيقنّ الّذين كفروا عذابًا شديدًا} أي: في مقابلة ما اعتمدوه في القرآن وعند سماعه، {ولنجزينّهم أسوأ الّذي كانوا يعملون} أي: بشرّ أعمالهم وسيّئ أفعالهم {ذلك جزاء أعداء اللّه النّار لهم فيها دار الخلد جزاءً بما كانوا بآياتنا يجحدون}). [تفسير ابن كثير: 7/ 174]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ (29) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وقال الّذين كفروا ربّنا أرنا الّذين أضلانا من الجنّ والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين}
قال سفيان الثّوريّ، عن سلمة بن كهيل، عن مالك بن الحصين الفزاري، عن أبيه، عن علي، رضي اللّه عنه، في قوله: {الّذين أضلانا} قال: إبليس وابن آدم الّذي قتل أخاه.
وهكذا روى حبّة العرني عن عليٍّ، مثل ذلك.
وقال السّدّيّ، عن عليٍّ: فإبليس يدعو به كلّ صاحب شركٍ، وابن آدم يدعو به كلّ صاحب كبيرةٍ، فإبليس -لعنه اللّه- هو الدّاعي إلى كلّ شرٍّ من شركٍ فما دونه، وابن آدم الأوّل. كما ثبت في الحديث: "ما قتلت نفسٌ ظلمًا إلّا كان على ابن آدم الأوّل كفلٌ من دمها؛ لأنّه أوّل من سنّ القتل".
وقوله {نجعلهما تحت أقدامنا} أي: أسفل منّا في العذاب ليكونا أشدّ عذابًا منّا؛ ولهذا قالوا: {ليكونا من الأسفلين} أي: في الدّرك الأسفل من النّار، كما تقدّم في "الأعراف" من سؤال الأتباع من اللّه أن يعذّب قادتهم أضعاف عذابهم، قال: {لكلٍّ ضعفٌ ولكن لا تعلمون} [الأعراف: 38] أي: إنّه تعالى قد أعطى كلًّا منهم ما يستحقّه من العذاب والنّكال، بحسب عمله وإفساده، كما قال تعالى: {الّذين كفروا وصدّوا عن سبيل اللّه زدناهم عذابًا فوق العذاب بما كانوا يفسدون} [النحل: 88] ). [تفسير ابن كثير: 7/ 174-175]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:40 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة