العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة فصلت

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 جمادى الأولى 1434هـ/6-04-2013م, 12:54 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي تفسير سورة فصلت[ من الآية 13 إلى الآية 18]

تفسير سورة فصلت[ من الآية 13 إلى الآية 18]


{فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (13) إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (14) فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ (16) وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (17) وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (18) }


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26 جمادى الأولى 1434هـ/6-04-2013م, 12:58 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (13) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود قال يقول أنذرتكم وقيعة مثل وقيعة عاد وثمود). [تفسير عبد الرزاق: 2/184]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقةً مثل صاعقة عادٍ وثمود (13) إذ جاءتهم الرّسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألاّ تعبدوا إلاّ اللّه قالوا لو شاء ربّنا لأنزل ملائكةً فإنّا بما أرسلتم به كافرون}.
يقول تعالى ذكره: فإن أعرض هؤلاء المشركون عن هذه الحجج الّتي بيّنتها لهم يا محمّد، ونبّهتهم عليها فلم يؤمنوا بها ولم يقرّوا أنّ فاعل ذلك هو اللّه الّذي لا إله غيره، فقل لهم: أنذرتكم أيّها النّاس صاعقةً تهلككم مثل صاعقة عادٍ وثمود.
وقد بيّنّا فيما مضى أنّ معنى الصّاعقة: كلّ ما أفسد الشّيء وغيّره عن هيئته وقيل في هذا الموضع عني بها وقيعةٌ من اللّه وعذابٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {صاعقةً مثل صاعقة عادٍ وثمود} قال: يقول: أنذرتكم وقيعة عادٍ وثمود.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {صاعقةً مثل صاعقة عادٍ وثمود} قال: عذابٌ مثل عذاب عادٍ وثمود). [جامع البيان: 20/395]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 13 - 18.
أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن الكلبي رضي الله عنه قال: كل شيء في القرآن {صاعقة} فهو عذاب). [الدر المنثور: 13/96]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله {أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود} يقول: أنذرتكم وقيعة عاد وثمود، وفي قوله {ريحا صرصرا} باردة، وفي قوله {نحسات} قال: مشؤمات نكدات). [الدر المنثور: 13/96-97]

تفسير قوله تعالى: (إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (14) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إذ جاءتهم الرّسل من بين أيديهم ومن خلفهم} يقول: فقل: أنذرتكم صاعقةً مثل صاعقة عادٍ وثمود الّتي أهلكتهم، إذ جاءت عادًا وثمود الرّسل من بين أيديهم؛ فقوله {إذ} من صلة {صاعقةً} وعني بقوله: {من بين أيديهم} الرّسل الّتي أتت إلى الّذين هلكوا بالصّاعقة من هاتين الأمّتين، وعني بقوله: {ومن خلفهم} من خلف الرّسل الّذين بعثوا إلى آبائهم رسلاً إليهم، وذلك أنّ اللّه بعث إلى عادٍ هودًا، فكذّبوه من بعد رسلٍ كانت قد جاءت آبائهم فأهلكهم اللّه، ثمّ بعث صالحًا إلى ثمود من بعد رسلٍ قد كانت تقدّمته إلى آبائهم أيضًا، فكذّبوهم، فأهلكوا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقةً مثل صاعقة عادٍ وثمود. إذ جاءتهم الرّسل من بين أيديهم ومن خلفهم} قال: الرّسل الّتي كانت قبل هودٍ، والرّسل الّذين كانوا بعده، بعث اللّه قبله رسلاً، وبعث من بعده رسلاً.
وقوله: {ألاّ تعبدوا إلاّ اللّه} يقول تعالى ذكره: جاءتهم الرّسل بأن لا تعبدوا إلاّ اللّه وحده لا شريك له قالوا: {لو شاء ربّنا لأنزل ملائكةً} يقول جلّ ثناؤه: فقالوا لرسلهم إذ دعوهم إلى الإقرار بتوحيد اللّه: لو شاء ربّنا أن نوحّده، ولا نعبد من دونه شيئًا غيره، لأنزل إلينا ملائكةً من السّماء رسلاً بما تدعوننا أنتم إليه، ولم يرسلكم وأنتم بشرٌ مثلنا، ولكنّه رضي عبادتنا ما نعبد، فلذلك لم يرسل إلينا بالنّهي عن ذلك ملائكةً.
وقوله: {فإنّا بما أرسلتم به كافرون} يقول: قالوا لرسلهم: فإنّا بالّذي أرسلكم به ربّكم إلينا جاحدون غير مصدّقين به). [جامع البيان: 20/395-396]

تفسير قوله تعالى: (فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فأمّا عادٌ فاستكبروا في الأرض بغير الحقّ وقالوا من أشدّ منّا قوّةً أولم يروا أنّ اللّه الّذي خلقهم هو أشدّ منهم قوّةً وكانوا بآياتنا يجحدون}.
يقول تعالى ذكره: {فأمّا عادٌ} قوم هودٍ {فاستكبروا} على ربّهم وتجبّروا {في الأرض} تكبّرًا وعتوا بغير ما أذن اللّه لهم به، وقالوا: من أشدّ منّا بطشًا وأقوى أجسامًا، يقول اللّه جلّ ثناؤه: {أولم يروا أنّ اللّه الّذي خلقهم} وأعطاهم ما أعطاهم من عظم الخلق، وشدّة البطش {هو أشدّ منهم قوّةً} فيحذروا عقابه، ويتّقوا سطوته بهم، لكفرهم به، وتكذيبهم رسله {وكانوا بآياتنا يجحدون} يقول: وكانوا بأدلّتنا وحججنا عليهم يجحدون). [جامع البيان: 20/397]

تفسير قوله تعالى: (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ (16) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله ريحا صرصرا قال باردة وقال النحسات المشئومات النكدات). [تفسير عبد الرزاق: 2/184]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {نحساتٍ} [فصلت: 16] : «مشائيم»). [صحيح البخاري: 6/128]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله نحساتٍ مشائيم وصله الفريابيّ من طريق مجاهدٍ به وقال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة ريحًا صرصرًا باردة نحسات مشومات وقال أبو عبيدة الصّرصر هي الشّديدة الصّوت العاصفة نحساتٍ ذوات نحوسٍ أي مشائيم). [فتح الباري: 8/559]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال مجاهد ممنون محسوب أقواتها أرزاقها في كل سماء أمرها ممّا أمر به نحسات مشائيم وقيضنا لهم قرناء قرناهم بهم تتنزل عليهم الملائكة عند الموت اهتزت بالنبات وربت ارتفعت من أكمامها حين تطلع ليقولن هذا لي أي بعملي أنا محقوق بهذا
قال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 8 فصلت {أجر غير ممنون} قال غير محسوب
وفي قوله 10 فصلت {وقدر فيها أقواتها} قال من المطر
وبه في قوله 12 فصلت {وأوحى في كل سماء أمرها} قال ما أمر به أو أراده
وفي قوله 16 فصلت {نحسات} قال مشائيم). [تغليق التعليق: 4/302] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (نحساتٍ: مشائيم
أشار به إلى قوله تعالى: {فأرسلنا عليهم ريحًا صرصرًا في أيّام نحسات} (فصلت: 16) وفسره بقوله: (مشائيم) جمع مشومة، وهو أيضا عن مجاهد، وقال أبو عبيدة: الصرصر شديدة الصّوت العاصفة، نحسات ذوات نحوس أي: مشائيم). [عمدة القاري: 19/152]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({نحسات}) بكسر الحاء في قراءة ابن عامر والكوفيين في قوله تعالى: {فأرسلنا عليهم ريحًا صرصرًا في أيام نحسات} [فصلت: 16] قال مجاهد أي (مشاييم) بفتح الميم والشين المعجمة وبعد الألف تحتيتان الأولى مكسورة والثانية ساكنة جمع مشومة أي من الشوم ونحسات نعت لأيام والجمع بالألف والتاء مطرد في صفة ما لا يعقل كأيام معدودات قيل كانت الأيام النحسات آخر شوّال من الأربعاء إلى الأربعاء وما عذب قوم إلا في يوم الأربعاء). [إرشاد الساري: 7/327]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قوله تعالى: {ريحٍ صرصرٍ} قال: صرصرٌ باردةٌ شديدةٌ). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 91]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فأرسلنا عليهم ريحًا صرصرًا في أيّامٍ نحساتٍ لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدّنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون}.
يقول تعالى ذكره: فأرسلنا على عادٍ ريحًا صرصرًا.
واختلف أهل التّأويل في معنى الصّرصر، فقال بعضهم: عني بذلك أنّها ريحٌ شديدةٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله {ريحًا صرصرًا} قال: شديدةً.
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ {ريحًا صرصرًا} شديدة السّموم عليهم.
وقال آخرون: بل عنى بها أنّها باردةٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فأرسلنا عليهم ريحًا صرصرًا} قال: الصّرصر: الباردة.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {ريحًا صرصرًا} قال: باردةً.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {ريحًا صرصرًا} قال: باردةً ذات الصّوت.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {ريحًا صرصرًا} يقول: ريحًا فيها بردٌ شديدٌ.
قال أبو جعفرٍ: وأولى القولين في ذلك بالصّواب قول مجاهدٍ، وذلك أنّ قوله: {صرصرًا} إنّما هو صوت الرّيح إذا هبّت بشدّةٍ، فسمع لها كقول قائل: (صرّر)، ثمّ جعل ذلك من أجل التّضعيف الّذي في الرّاء، فقال ثمّ أبدلت إحدى الرّاءات صادًا لكثرة الرّاءات، كما قيل في ردّده: ردرده، وفي نهّهه: نهنهه، كما قال رؤبة:
فاليوم قد نهنهني تنهنهي = أوّل حلمٍ ليس بالمسفّه
وكما قيل في كفّفه: كفكفه، كما قال النّابغة:
أكفكف عبرةً غلبت عزائي = إذا نهنهتها عادت ذباحا
وقد قيل: إنّ النّهر الّذي يسمّى صرصرًا، إنّما سمّي بذلك لصوت الماء الجاري فيه، وإنّه (فعلل) من (صرّر) نظير الرّيح الصّرصر.
وقوله: {في أيّامٍ نحساتٍ} اختلف أهل التّأويل في تأويل النّحسات، فقال بعضهم: عني بها المتتابعات.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {في أيّامٍ نحساتٍ} قال: أيّامٍ متتابعاتٍ أنزل اللّه فيهنّ العذاب.
وقال آخرون: عني بذلك المشائيم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {أيّامٍ نحساتٍ} قال: مشائيم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {في أيّامٍ نحساتٍ} أيّامٍ واللّه كانت مشؤوماتٍ على القوم.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، قال: النّحسات: المشؤومات النّكدات.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {في أيّامٍ نحساتٍ} قال: أيّامٍ مشؤوماتٍ عليهم.
وقال آخرون: معنى ذلك: أيّامٌ ذات شرٍّ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ قوله: {أيّامٍ نحساتٍ} قال: النّحس: الشّرّ؛ أرسل عليهم ريح شرٍّ ليس فيها من الخير شيءٌ.
وقال آخرون: النّحسات: الشّداد.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول {في أيّامٍ نحساتٍ} قال: شدادٍ.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب قول من قال عنى بها: أيّامٍ مشائيم ذات نحوسٍ، لأنّ ذلك هو المعروف من معنى النّحس في كلام العرب.
وقد اختلفت القراة في قراءة ذلك؛ فقرأته عامّة قرّاء الأمصار غير نافعٍ وأبي عمرٍو {في أيّامٍ نحساتٍ} بكسر الحاء، وقرأه نافعٌ وأبو عمرٍو: (نحساتٍ) بسكون الحاء وكان أبو عمرٍو فيما ذكر لنا عنه يحتجّ لتسكينه الحاء بقوله: {يوم نحسٍ مستمرٍّ} وأنّ الحاء فيه ساكنةٌ.
والصّواب من القول في ذلك أن يقال: إنّهما قراءتان مشهورتان، قد قرأ بكلّ واحدةٍ منهما قرّاء علماء مع اتّفاق معنييهما، وذلك أن تحريك الحاء وتسكينها في ذلك لغتان معروفتان، يقال هذا يوم نحسٍ، ويوم نحسٍ، بكسر الحاء وسكونها؛ قال الفرّاء: أنشدني بعض العرب:
أبلغ جذامًا ولخمًا أنّ إخوتهم = طيًّا وبهراء قومٌ نصرهم نحس
وأمّا من السّكون فقول اللّه: {يوم نحسٍ}؛ ومنه قول الرّاجز:
يومين غيمين ويومًا شمسًا = نجمين بالسّعد ونجمًا نحسًا
فمن كان من لغته: يوم نحسٍ قال: (في أيّامٍ نحساتٍ)، ومن كان من لغته: {يوم نحسٍ} قال: {في أيّامٍ نحساتٍ}، وقد قال بعضهم: النّحس بسكون الحاء: هو الشّؤم نفسه، وإنّ إضافة اليوم إلى النّحس، إنّما هو إضافةٌ إلى الشّؤم، وإنّ النّحس بكسر الحاء نعتٌ لليوم بأنّه مشؤومٌ، ولذلك قيل: {في أيّامٍ نحساتٍ} لأنّها أيّامٌ مشائيم.
وقوله: {لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدّنيا} يقول تعالى ذكره: لننالهم بهوانٍ في حياتهم الدّنيا بما نزل بهم من العذاب {ولعذاب الآخرة أخزى} يقول جلّ ثناؤه: ولعذابنا إيّاهم في الآخرة أخزى لهم وأشدّ إهانةٍ وإذلالاً {وهم لا ينصرون} يقول: وهم يعني عادًا لا ينصرهم من اللّه يوم القيامة إذا عذّبهم ناصرٌ، فينقذهم منه، أو ينتصر لهم). [جامع البيان: 20/397-402]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله صرصرا قال يعني ريحا شديدة الشؤم عليهم). [تفسير مجاهد: 570]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله أيام نحسات قال يعني أيام مشائيم). [تفسير مجاهد: 570]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله {أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود} يقول: أنذرتكم وقيعة عاد وثمود، وفي قوله {ريحا صرصرا} باردة، وفي قوله {نحسات} قال: مشؤمات نكدات). [الدر المنثور: 13/96-97] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه {فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا} قال: شديدة الشؤم قال: مشؤومات). [الدر المنثور: 13/97]

تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (17) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم قال يقول بينا لهم فاستحبوا العمى على الهدى). [تفسير عبد الرزاق: 2/184-185]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] {وأما ثمود فهديناهم} قال: دعوناهم [الآية: 17]). [تفسير الثوري: 265]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {فهديناهم} [فصلت: 17] : " دللناهم على الخير والشّرّ، كقوله: {وهديناه النّجدين} [البلد: 10] وكقوله: {هديناه السّبيل} [الإنسان: 3] : والهدى الّذي هو الإرشاد بمنزلة أصعدناه، ومن ذلك قوله: {أولئك الّذين هدى اللّه فبهداهم اقتده} [الأنعام: 90] ). [صحيح البخاري: 6/128]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله فهديناهم دللناهم على الخير والشّر كقوله وهديناه النجدين وكقوله هديناه السّبيل والهدى الّذي هو الإرشاد بمنزلة أسعدناه ومن ذلك قوله أولئك الّذين هدى اللّه فبهداهم اقتده كذا لأبي ذرٍّ والأصيليّ ولغيرهما أصعدناه بالصّاد المهملة قال السّهيليّ هو بالصّاد أقرب إلى تفسير أرشدناه من أسعدناه بالسّين المهملة لأنّه إذا كان بالسّين كان من السّعد والسّعادة وأرشدت الرّجل إلى الطّريق وهديته السّبيل بعيدٌ من هذا التّفسير فإذا قلت أصعدناهم بالصّاد خرج اللّفظ إلى معنى الصّعدات في قوله إيّاكم والقعود على الصّعدات وهي الطّرق وكذلك أصعد في الأرض إذا سار فيها على قصدٍ فإن كان البخاريّ قصد هذا وكتبها في نسخته بالصّاد التفاتًا إلى حديث الصّعدات فليس بمنكرٍ انتهى والّذي عند البخاريّ إنّما هو بالسّين كما وقع عند أكثر الرّواة عنه وهو منقولٌ من معاني القرآن قال في قوله تعالى وأما ثمود فهديناهم يقال دللناهم على مذهب الخير ومذهب الشّرّ كقوله وهديناه النجدين ثمّ ساق عن عليٍّ في قوله وهديناه النّجدين قال الخير والشّرّ قال وكذلك قوله إنّا هديناه السّبيل قال والهدى على وجهٍ آخر وهو الإرشاد ومثله قولك أسعدناه من ذلك أولئك الّذين هدى الله فبهداهم اقتده في كثيرٍ من القرآن). [فتح الباري: 8/560]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (فهديناهم دللناهم على الخير والشّرّ كقوله: {وهديناه النّجدين} (البلد: 10) وكقوله: {هديناه السّبيل} (الإنسان: 3) والهدى الّذي هو الإرشاد بمنزلة أسعدناه ومن ذلك قوله: {أولئك الّذين هدى الله فبهداهم اقتده} (الأنعام: 90) .
أشار بقوله: (فهديناهم) إلى قوله عز وجل: {وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى} (فصلت: 71) وفسّر: فهديناهم بقوله: (دللناهم على الخير والشّر) أراد أن الهداية هنا بمعنى الدّلالة المطلقة فيه وفي أمثاله، كقوله: {وهديناه النجدين} أي: دللناه الثديين، قاله سعيد بن المسيب والضّحّاك، والنجد طريق في ارتفاع، وقال أكثر المفسّرين: بينا له طريق الخير والشّر والحق والباطل والهدى والضلالة، وكذلك الهداية بمعنى الدّلالة في قوله: {هديناه السّبيل} وهو في سورة الإنسان {إنّا هديناه السّبيل إمّا شاكراً وإمّا كفوراً} قوله: (والهدى الّذي هو الإرشاد)
إلى آخره، والمعنى هنا الدّلالة الموصلة إلى البغية، وعبر عنه البخاريّ بالإرشاد والإسعاد فهو في قوله تعالى: {أولئك الّذين هدى الله فبهداهم اقتده} ونحوه، وغرضه أن الهداية في بعض الآيات بمعنى الدّلالة، وفي بعضها بمعنى الدّلالة الموصلة إلى المقصود، وهل هو مشترك فيهما أو حقيقة ومجاز؟ وفيه خلاف). [عمدة القاري: 19/153]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({فهديناهم}) في قوله: {وأما ثمود فهديناهم} [فصلت: 17] أي (دللناهم) دلالة مطلقة (على الخير والشر) على طريقهما (كقوله) تعالى في سورة البلد ({وهديناه النجدين}) أي طريق الخير والشر (وكقوله) تعالى في سورة الإنسان ({هديناه النجدين}) [الإنسان: 3] (و) أما (الهدى الذي هو الإرشاد) إلى البغية (بمنزلة) أي بمعنى (أصعدناه) بالصاد في الفرع كغيره ولأبوي ذر والوقت أسعدناه بالسين بدل الصاد قال السهيلي فيما نقله عنه الزركشي والبرماوي وابن حجر وغيرهم بالصاد أقرب إلى تفسير أرشدناه من أسعدناه بالسين لأنه إذا كان بالسين كان من السعد والسعادة ضد الشقاوة وأرشدت الرجل إلى الطريق وهديته السبيل بعيد من هذا التفسير، فإذا قلت أصعدناهم بالصاد خرج اللفظ إلى معنى الصعدات في قوله: إياكم والقعود على الصعدات وهي الطرق وكذلك أصعد في الأرض إذا سار فيها على قصد فإن كان البخاري قصد هذا وكتبها في نسخته بالصاد التفاتًا إلى حديث الصعدات فليس بمنكر. اهـ.
قال الشيخ بدر الدين الدماميني: لا أدري ما الذي أبعد هذا التفسير مع قرب ظهوره فإن الهداية إلى السبيل والإرشاد إلى الطريق إسعاد لذلك الشخص المهدي إذ سلوكه في الطريق مفضٍ إلى السعادة ومجانبته لها مما يؤدي إلى ضلاله وهلاكه. وأما قوله فإذا قلت: أصعدناه بالصاد الخ ففيه تكلّف لا داعي له وما في النسخ صحيح بدونه. اهـ.
(من ذلك) ولأبي ذر ومن ذلك أي من الهداية التي بمعنى الدلالة الموصلة إلى البغية التي عبّر عنها المؤلّف الإرشاد والإسعاد (قوله) تعالى بالأنعام: ({أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده}) [الأنعام: 90] ونحوه مما هو كثير في القرآن). [إرشاد الساري: 7/328]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وأمّا ثمود فهديناهم فاستحبّوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون (17) ونجّينا الّذين آمنوا وكانوا يتّقون}.
يقول تعالى ذكره: وأمّا ثمود فبيّنّا لهم سبيل الحقّ وطريق الرّشد.
- كما حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وأمّا ثمود فهديناهم} أي بيّنّا لهم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وأمّا ثمود فهديناهم} بيّنّا لهم سبيل الخير والشّرّ.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ {وأمّا ثمود فهديناهم} بيّنّا لهم.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وأمّا ثمود فهديناهم} قال: أعلمناهم الهدى والضّلالة، ونهيناهم أن يتّبعوا الضّلالة، وأمرناهم أن يتّبعوا الهدى.
وقد اختلفت القرّاء في قراءة قوله: {ثمود} فقرأته عامّة القرّاء من الأمصار غير الأعمش وعبد اللّه بن أبي إسحاق برفع ثمود، وترك إجرائها على أنّها اسمٌ للأمّة الّتي تعرف بذلك، وأمّا الأعمش فإنّه ذكر عنه أنّه كان يجري ذلك في القرآن كلّه إلاّ في قوله: {وآتينا ثمود النّاقة مبصرةً} فإنّه كان لا يجريه في هذا الموضع خاصّةً من أجل أنّه في خطّ المصحف في هذا الموضع بغير ألفٍ، وكان يوجّه ثمود إلى أنّه اسم رجلٍ بعينه معروفٍ، أو اسم جبلٍ معروفٍ. وأمّا ابن إسحاق فإنّه كان يقرؤه نصبًا (وأمّا ثمود) بغير إجراءٍ.
وذلك وإن كان له في العربيّة وجهٌ، فإنّ أفصح منه وأصحّ في الإعراب عند أهل العربيّة الرّفع لطلب الأسماء وأنّ الأفعال لا تليها، وإنّما تعمل العرب الأفعال الّتي بعد الأسماء فيها إذا حسن تقديمها قبلها والفعل في أمّا لا يحسن تقديمه قبل الاسم؛ ألا ترى أنّه لا يقال: وأمّا هدينا فـ ثمود، كما يقال: (وأمّا ثمود فهديناهم).
والصّواب من القراءة في ذلك عندنا الرّفع وترك الإجراء؛ أمّا الرّفع فلما وصفت، وأمّا ترك الإجراء فلأنّه اسمٌ للأمّة.
وقوله: {فاستحبّوا العمى على الهدى} يقول: فاختاروا العمى على البيان الّذي بيّنت لهم، والهدى الّذي عرّفتهم، بأخذهم طريق الضّلال على الهدى، يعني على البيان الّذي بيّنه لهم، من توحيد اللّه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {فاستحبّوا العمى على الهدى} قال: اختاروا الضّلالة والعمى على الهدى.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وأمّا ثمود فهديناهم فاستحبّوا العمى على الهدى} قال: أرسل اللّه إليهم الرّسل بالهدى فاستحبّوا العمى على الهدى.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {فاستحبّوا العمى} يقول: بيّنّا لهم، فاستحبّوا العمى على الهدى.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فاستحبّوا العمى على الهدى} قال: استحبّوا الضّلالة على الهدى وقرأ: {كذلك زيّنّا لكلّ أمّةٍ عملهم} إلى آخر الآية، قال: فزيّن لثمود عملها القبيح وقرأ: {أفمن زيّن له سوء عمله فرآه حسنًا فإنّ اللّه يضلّ من يشاء} إلى آخر الآية.
وقوله: {فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون} يقول: فأهلكتهم من العذاب المذلّ المهين لهم مهلكةً أذلّتهم وأخزتهم؛ والهون: هو الهوان.
- كما حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ {العذاب الهون} قال: الهوان.
وقوله: {بما كانوا يكسبون} من الآثام بكفرهم باللّه قبل ذلك، وخلافهم إيّاه، وتكذيبهم رسله). [جامع البيان: 20/402-405]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وأما ثمود فهديناهم} قال: بينا لهم). [الدر المنثور: 13/97]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه {وأما ثمود فهديناهم} يقول: بينا لهم سبيل الخير والشر والله أعلم). [الدر المنثور: 13/97]

تفسير قوله تعالى: (وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (18) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ونجّينا الّذين آمنوا} يقول: ونجّينا من العذاب الّذي أخذهم بكفرهم باللّه، الّذين وحّدوا اللّه، وصدّقوا رسله {وكانوا يتّقون} يقول: وكانوا يخافون اللّه أن يحلّ بهم من العقوبة على كفرهم لو كفروا ما حلّ بالّذين هلكوا منهم، فآمنوا اتّقاء اللّه وخوف وعيده، وصدّقوا رسله، وخلعوا الآلهة والأنداد). [جامع البيان: 20/405]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 جمادى الأولى 1434هـ/6-04-2013م, 01:03 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (13)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والصاعقة: العذاب، كقوله: {أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ}). [تأويل مشكل القرآن: 501]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم قال: {فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود (13)}
أي: فإن لم يقبلوا رسالتك بعد هذه الإبانة , ويوحدوا اللّه: {فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود}
أي: أنذرتهم بأن ينزل بكم ما نزل بمن كفر من الأمم قبلكم). [معاني القرآن: 4/382]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود}
أي: فإن أعرضوا عن التوحيد وما جئت به , فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود , أي: أنذرتكم أن ينزل بكم عذاب كما نزل بهم إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم , يعني: من جاء قبلهم كما قال تعالى: {مصدقا لما بين يديه} , ثم قال :{ ومن خلفهم} , فيه قولان:
أحدهما: أن المعنى , ومن بعد كونهم
والقول الآخر: أن يكون الضمير يعود على الرسل). [معاني القرآن: 6/253-254]

تفسير قوله تعالى: {ِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (14)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إذ جاءتهم الرّسل من بين أيديهم ومن خلفهم ...}.
أتت الرسل آباءهم، ومن كان قبلهم ومن خلفهم يقول: وجاءتهم أنفسهم رسل من بعد أولئك الرسل، فتكون الهاء والميم في {خلفهم} للرسل، وتكون لهم تجعل من خلفهم لما معهم). [معاني القرآن: 3/13]

تفسير قوله تعالى: { فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم قصّ قصة كفرهم , والسبب في عتوّهم , وإقامتهم على ضلالتهم فقال:
{فأمّا عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحقّ وقالوا من أشدّ منّا قوّة}
فأرسل اللّه عليهم ريحا صرصرا , فقال: { فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيّام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدّنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون (16) } .).[معاني القرآن: 4/382] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ (16)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ريحاً صرصراً...}.: باردة تحرق كما تحرق النار.
وقوله: {في أيّامٍ نّحساتٍ...}.
العوام على تثقيلها لكسر الحاء، وقد خفف بعض أهل المدينة: {نحسات}.
قال: و قد سمعت بعض العرب ينشد:
أبلغ جذاما ولخما أن إخوتهم = طيا وبهراء قوم نصرهم نحس
وهذا لمن ثقّل، ومن خفّف بناه على قوله: {في يوم نحسٍ مستمرٍّ} ). [معاني القرآن: 3/13-14]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فأرسلنا عليهم ريحاً صرصراً }: الشديدة الصوت العاصف، وقال ابن ميادة:
أشاقك المنزل والمحضر= أودت به ريدانه صرصر.
{ نحسأتٍ }: ذوات نحوس, أي: مشايم). [مجاز القرآن: 2/197]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فأرسلنا عليهم ريحاً صرصراً في أيّامٍ نّحساتٍ لّنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدّنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون}
وقال: {في أيّامٍ نّحساتٍ} , وهي لغة من قال: نحس , و{نحسات} لغة من قال "نحس"). [معاني القرآن: 4/7]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({ريحا صرصرا}: شديدة الصوت.
{نحسات}: ذات نحوس، مشائيم). [غريب القرآن وتفسيره: 328]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( (الريح الصرصر): الشديدة.
{في أيّامٍ نحساتٍ} : قال قتادة: نكدات مشئومات, قال الشاعر:
فسيروا بقلب العقرب اليوم= إنه سواء عليكم بالنحوس وبالسعد) [تفسير غريب القرآن: 388]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم قصّ قصة كفرهم , والسبب في عتوّهم , وإقامتهم على ضلالتهم فقال:
{ فأمّا عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحقّ , وقالوا من أشدّ منّا قوّة} , فأرسل اللّه عليهم ريحا صرصرا , فقال: {فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيّام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدّنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون (16)}
{نحسات} : ويروى نحسات.
قال أبو عبيدة: الصرصر الشديدة الصوت.
وجاء في التفسير الشديدة البرد، ونحسات مشئومات واحدها نحس.
ومن قرأ نحسات فواحدها نحس، قال اللّه عزّ وجلّ :-
{في يوم نحس مستمرّ (19) } .). [معاني القرآن: 4/382-382]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا}
روى ابن أبي نجيح , عن مجاهد قال : (شديدة السموم).
وروى معمر, عن قتادة قال : (باردة) .
قال أبو جعفر : قول قتادة أبين , وكذا قال عطاء ؛ لأن صرصرا مأخوذ من: صر , والصر في كلام العرب : البرد , كما قال الشاعر:-
لها غدر كقرون النساء = ركبن في يوم ريح وصر
وليس القولان بمتناقضين , لأنه يروى : أنها كانت ريحا باردة تحرق كما تحرق النار .
وقد قال أبو عبيدة : صرصر : شديدة الصوت عاصف
وقد روي , عن مجاهد: شديدة الشؤم.
ثم قال جل وعز: {في أيام نحسات}
قال مجاهد : أي : مشائيم , وقال قتادة : مشئومات , نكدات.). [معاني القرآن: 6/255]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : {ريحا صرصرا}:أي: باردة. {نحسات:}: أي: مشائيم). [ياقوتة الصراط: 454]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {صَرْصَرًا}: شديد الصوت , {نَّحِسَاتٍ}: ميشومات). [العمدة في غريب القرآن: 264]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (17)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وأمّا ثمود فهديناهم...}.
القراءة برفع ثمود، قرأ بذلك عاصم، وأهل المدينة والأعمش. إلا أن الأعمش كان يجرى ثمود في كل القرآن إلا قوله: {وآتينا ثمود النّاقة}، فإنه كان لا ينون، لأنّ كتابه بغير ألف. ومن أجراها جعلها اسماً لرجل أو لجبل، ومن لم يجرها جعلها اسماً للأمة التي هي منها قال: وسمعت بعض العرب يقول: تترك بني أسد وهم فصحاء، فلم يجر أسد، وما أردت به القبيلة من الأسماء إلى تجرى فلا تحرها، وإجراؤها أجود في العربية مثل قولك: جاءتك تميمٌ بأسرها، وقيس بأسرها، فهذا مما يجري، ولا يجري مثل التفسير في ثمود وأسد.
وكان الحسن يقرأ: "وأمّا ثمود فهديناهم" بنصب، وهو وجه، والرفع أجود منه، لأنّ أمّا تطلب الأسماء، وتمتنع من الأفعال، فهي بمنزلة الصلة للاسم، ولو كانت أمّا حرفا يلي الاسم إذا شئت، والفعل إذا شئت كان الرفع والنصب معتدلين مثل قوله: {والقمر قدّرناه منازل}، ألا ترى أنّ الواو تكون مع الفعل، ومع الاسم؟ فتقول: عبد الله ضربته وزيداً تركته؛ لأنك تقول: وتركت زيدا، فتصلح في الفعل الواو كما صلحت في الاسم، ولا تقول: أمّا ضربت فعبد الله، كما تقول: أمّا عبد الله فضربت، ومن أجاز النصب وهو يرى هذه العلة فإنه يقول: خلقة ما نصب الأسماء أن يسبقها لا أن تسبقه. وكل صواب.
وقوله: {فهديناهم...}.
يقول: دللناهم على مذهب الخير، ومذهب الشر كقوله: {وهديناه النّجدين}.: الخير، والشر...
- حدثني قيس , عن زياد بن علاقة , عن أبي عمارة, عن علي بن أبي طالب أنه قال في قوله: {وهديناه النّجدين}: الخير، والشر.
قال أبو زكريا: وكذلك قوله: {إنّا هديناه السّبيل إمّا شاكراً وإمّا كفوراً}.
والهدى على وجه آخر : الذي هو الإرشاد بمنزلة قولك: أسعدناه، من ذلك قوله: {أولئك الّّذين هدى اللّه فبهداهم اقتده} في كثير من القرآن.). [معاني القرآن: 3/14-15]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({العذّاب الهون }:أي: الهوان). [مجاز القرآن: 2/197]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({الهون}: أي الهوان). [غريب القرآن وتفسيره: 329]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وأمّا ثمود فهديناهم}: أي : دعوناهم, ودللناهم.
{العذاب الهون}: أي : الهوان). [تفسير غريب القرآن: 388-389]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ثم يصير الإرشاد بمعان، كقوله: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ}، أي بيّنا لهم). [تأويل مشكل القرآن: 444]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وأمّا ثمود فهديناهم فاستحبّوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون (17)}
الجيّد إسقاط التنوين، ويقرأ ثمود - بالتنوين - ويجوز ثمودا بالنصب.
بفعل مضمر الذي ظهر تفسيره.
ومعنى {هديناهم}: قال قتادة : بينّا لهم طريق الهدى , وطريق الضلالة.
{فاستحبّوا العمى على الهدى}: الاختيار رفع ثمود على الابتداء والخبر، وهذا مذهب جميع النحويين.
اختيار الرفع، وكلهم يجيز النصب.
وقوله عزّ وجلّ : {فأخذتهم صاعقة العذاب الهون}
فالهون,والخزي:الذي يهينهم ويخزيهم). [معاني القرآن: 4/383]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى}
روى علي بن أبي طلحة,عن ابن عباس قال: (بينا لهم).
قال أبو جعف: بينا لهم الخير والشر ,قال سبحانه: {إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا}, وكما قال تعالى: {وهديناه النجدين}
قال علي بن أبي طالب: الخير والشر, و{الهون}: الهوان). [معاني القرآن: 6/255-256]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وأما ثمود فهديناهم}: أي: بينا لهم.).[ياقوتة الصراط: 454]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْعَذَابِ الْهُونِ}أي: الهوان). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 217]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْهُونِ}: الهوان). [العمدة في غريب القرآن: 264]
تفسير قوله تعالى: {وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (18) }

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 جمادى الأولى 1434هـ/6-04-2013م, 01:17 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (13) }

تفسير قوله تعالى: {إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (14)}

تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15)}

تفسير قوله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ (16)}
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (قال أبو يوسف يقال هو مني أصري وإصري وصري وصري وهي مشتقة من أصررت على الشيء إذا أقمت ودمت عليه قال أبو سمال الأسدي وضلت ناقته أيمنك لئن لم تردها على لاعبدتك فأصاب ناقته وقد تعلق زمامها بشجرة فأخذها وقال علم ربي أنها مني أصري ويقال رجل صرورة وصارورة وصرورى وهو الذي لم يحج وحكى الفراء عن بعض العرب قال رأيت قوما صرارى واحدهم صرارة والصرورة الذي في شعر النابغة الذي لم يأت النساء كأنه أصر على تركهن ويقال درهم صرى وصرى للذي له طنين إذا نقر ويقال: للبرد صر وقولهم: {ريح صرصر} فيها قولان: يقال أصلها صرر من الصر فأبدلوا مكان الراء الوسطى فاء الفعل وكذلك قوله عز وجل: {فكبكبوا فيها} أصلها فكببوا ويقال تجفجف الثوب وأصلها تجفف قال الكلابي


(فقام على قوائـم لينـات قبيل تجفجف الوبر الرطيب)

ويقال لقيته فتبشبش بي أصلها فتبشش بي ويقال "قد صر نابيه" و"صر ناقته" والصرار: الخيط الذي يشد فوق الخلف والتودية والصرة: الصيحة، والشدة قال امرؤ القيس:
(جواحرها في صرة لم تزيل)
وقال الله عز وجل: {فأقبلت امرأته في صرة} ويقال المحمل يصر صريرا ويقال قد صر الفرس أذنيه فإذا لم يوقعوا قالوا أصر الفرس). [إصلاح المنطق: 319-320]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (


كعريضة الشيزى يكلل فوقهـا شحم السنام غداة ريح صرصر

الصرصر: الباردة). [شرح ديوان الحطيئة: 62]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (والصرصر: الريح الشديدة الصوت، الباردة). [التعازي والمراثي: 107]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (والصرصر: الشديدة الصوت). [الكامل: 3/1406]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (17)}
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (فإذا بنيت الفعل على الاسم قلت زيدٌ ضربته فلزمته الهاء. وإنما تريد بقولك مبنيٌّ عليه الفعل أنّه في موضع منطلقٍ إذا قلت عبد الله منطلقٌ فهو في موضع هذا الذي بني على الأول وارتفع به فإنّما قلت عبد الله فنسبته له ثمّ بنيت عليه الفعل ورفعته بالابتداء.
ومثل ذلك قوله جلّ ثناؤه: {وأما ثمود فهديناهم}. وإنما حسن أن يبنى الفعل على الاسم حيث كان معملاً في المضمر وشغلته به ولولا ذلك لم يحسن لأنّك لم تشغله بشيء.
وإن شئت قلت زيداً ضربته وإنّما نصبه على إضمار فعلٍ هذا يفسره كأنّك قلت ضربت زيداً ضربته إلاّ أنّهم لا يظهرون هذا الفعل هنا للاستغناء بتفسيره. فالاسم ها هنا مبنيٌّ على هذا المضمر.
ومثل ترك إظهار الفعل ها هنا ترك الإظهار في الموضع الذي تقدّم فيه الإضمار. وستراه إن شاء الله.
وقد قرأ بعضهم: (وأما ثَمُودَ فهديناهم) وأنشدوا هذا البيت على وجهين على النصب والرفع قال بشر بن أبي خازمٍ


فأمّا تميمٌ تميم بـن مـرٍّ فألفاهم القوم روبى نياما

ومنه قول ذي الرمّة:


إذا ابن أبي موسى بلالٌ بلغته فقام بفأسٍ بين وصليك جازر

فالنصب عربٌّ ى كثيرٌ والرفع أجود لأنّه إذا أراد الإعمال فأقرب
إلى ذلك أن يقول ضربت زيدا وزيداً ضربت ولا يعمل الفعل في مضمر ولا يتناول به هذا المتناول البعيد. وكلّ هذا من كلامهم. ومثل هذا زيدا أعطيت وأعطيت زيدا وزيدٌ أعطيته لأن أعطيت بمنزلة ضربت. وقد بيّن المفعول الذي هو بمنزلة الفاعل في أول الكتاب). [الكتاب: 1/81-82]
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (ولا يجوز أن تضمر فعلاً لا يصل إلاّ بحرف جرّ لأنّ حرف الجرّ لا يضمر وسترى بيان ذلك. ولو جاز ذلك لقلت زيدٍ تريد مرّ بزيد
ومثل هذا: ( وحوراً عيناً ) في قراء أبى بن كعب.
فإن قلت لقيت زيدا وأماّ عمروٌ فقد مررت به ولقيت زيدا وإذا عبد الله يضربه عمروٌ فالرفع إلاّ في قول من قال زيداً رأيته وزيدا مررت به لأنّ أمّا وإذا يقطع بهما الكلام وهما من حروف الابتداء يصرفان الكلام إلى الابتداء إلاّ أن يدخل عليهما ما ينصب ولا يحمل بواحدٍ منهما آخرٌ على أوّل كما يحمل بثمّ والفاء ألا ترى أنهّم قرءوا: (وأما ثَمُودُ فهديناهم) وقبله نصبٌ وذلك لأنها تصرف الكلام إلى الابتداء إلاّ أن يوقع بعدها فعلٌ نحو أمّا زيداً فضربت). [الكتاب: 1/94-95] (م)
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (فأما قوله عزّ وجلّ: {إنّا كلّ شيء خلقناه بقدرٍ} فإنّما هو على قوله زيداً ضربته وهو عربيٌّ كثير. وقد قرأ بعضهم: (وأما ثَمُودَ فهديناهم) إلاّ أنّ القراءة لا تخالف لأنّ القراءة السّنّة). [الكتاب: 1/148]
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (فأما ثمود وسبأ فهما مرةً للقبيلتين ومرةً للحيين وكثرتهما سواءٌ وقال تعالى: {وعاداً وثموداً} وقال تعالى: {ألا
إن ثموداً كفروا ربهم} وقال: {وآتينا ثمود الناقة مبصرةً} وقال: {وأما ثمود فهديناهم} وقال: {لقد كان لسبأٍ في مساكنهم} وقال: {من سبأٍ بنبأٍ يقينٍ}.
وكان أبو عمرو لا يصرف سبأ يجعله اسماً للقبيلة وقال الشاعر:


من سبأ الحاضرين مأرب إذ يبنون من دون سيله العرما

وقال في الصرف للنابغة الجعدي:


أضحت ينفّرها الولدان من سبأٍ كأنّهم تحت دفّيها دحاريـج).

[الكتاب: 3/252-253] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وتقول: أما يوم الجمعة فإنك مرتحل؛ لأن معنى أما: مهما يكن من شيءٍ فإنك مرتحل يوم الجمعة. فما بعد الفاء يقع مبتدأ، ألا ترى أنك تقول: أما زيداً فضربت، فإنما هو على التقديم والتأخير. لا يكون إلا ذلك، لأن المعنى: مهما يكن من شيء فزيداً ضربت، أو فضربت زيداً.
ولو قال قائل: أما يوم الجمعة فإنك مرتحل لجاز، فيكون التقدير: مهما يكن من شيء ففي يوم الجمعة رحلتك. فهذا تقدير ما يقع في أما.
والدليل على أنها في معنى الجزاء لزوم الفاء لجوابها، نحو: أما زيد فمنطلق، {فأما اليتيم فلا تقهر}، {وأما ثمود فهديناهم} و{أما من استغنى * فأنت له تصدى} فالمعنى: مهما يكن من شيء فهذا الأمر فيه. فإنما تقديرها في الكلام كله التقديم والتأخير، لا يكون إلا على ذلك). [المقتضب: 2/352-353] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب أمّا وإمّا
أما المفتوحة فإن فيها معنى المجازاة. وذلك قولك: أما زيدٌ فله درهم، وأما زيد فأعطه درهماً. فالتقدير: مهما يكن من شيءٍ فأعط زيدا درهماً، فلزمت الفاء الجواب؛ لما فيه من معنى الجزاء. وهو كلام معناه التقديم والتأخير. ألا ترى أنك تقول: أما زيدا فاضرب؛ فإن قدمت الفعل لم يجز؛ لأن أما في معنى: مهما يكن من شيء؛ فهذا لا يتصل به فعلٌ، وإنما حد الفعل أن يكون بعد الفاء. ولكنك تقدم الاسم؛ ليسد مسد المحذوف الذي هذا معناه، ويعمل فيه ما بعده. وجملة هذا الباب: أن الكلام بعد أما على حالته قبل أن تدخل إلا أنه لا بد من الفاء؛ لأنها جواب الجزاء؛ ألا تراه قال - عز وجل - {وأما ثمود فهديناهم} كقولك: ثمود هديناهم. ومن رأى أن يقول: زيدا ضربته نصب بهذا فقال: أما زيدا فاضربه. وقال: {فأما اليتيم فلا تقهر} فعلى هذا فقس هذا الباب.
وأما إما المكسورة فإنها تكون في موضع أو، وذلك قولك: ضربت إما زيدا، وإما عمرا؛ لأن المعنى: ضربت زيدا أو عمرا، وقال الله عز وجل: {إما العذاب وإما الساعة} وقال: {إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً}. فإذا ذكرت إما فلا بد من تكريرها، وإذا ذكرت المفتوحة فأنت مخير: إن شئت وقفت عليها إذا تم خبرها. تقول: أما زيد فقائم، وأما قوله: {أما من استغنى. فأنت له تصدى. وما عليك ألا يزكى. وأما من جاءك يسعى. وهو يخشى. فأنت عنه تلهى} فإن الكلام مستغنٍ من قبل التكرير، ولو قلت: ضربت إما زيداً، وسكت، لم يجز؛ لأن المعنى: هذا أو هذا؛ ألا ترى أن ما بعد إما لا يكون كلاماً مستغنياً). [المقتضب: 3/27-28]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت: 291هـ): ({وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى} قال: أي بينَّا لهم الطريقين فتركوا طريق الخير واتبعوا طريق الشر). [مجالس ثعلب: 556]

تفسير قوله تعالى: {وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (18)}

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 12:42 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 12:42 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 12:47 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (13) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود * إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون * فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون}
المعنى: فإن أعرضت قريش والعرب الذين دعوتهم إلى الله تعالى عن هذه الآيات البينات، فأعلمهم بأنك تحذرهم أن يصيبهم من العذاب الذي أصاب الأمم التي كذبت كما تكذب هي الآن، وقرأ جمهور الناس: "صاعقة مثل صاعقة"، وقرأ النخعي، وأبو عبد الرحمن، وابن محيصن: "صعقة مثل صعقة"، فأما هذه القراءة الأخيرة، ففيها المعنى بين; لأن الصعقة: الهلاك للإنسان، وأما الأولى، فالمعروف في الصاعقة أنها الوقعة الشديدة من صوت الرعد، وهي تكون معها في الأحيان قطعة نار، فشبهت هنا وقعة العذاب بها; لأن عادا لم تعذب إلا بريح، وإنما هذا تشبيه واستعارة، وبالوقعة فسر هنا الصاعقة قتادة وغيره. وخص عادا وثمودا بالذكر لوقوف قريش على بلادها في اليمن وفي الحجر في طريق الشام). [المحرر الوجيز: 7/ 469]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (14) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {من بين أيديهم}، أي: قد تقدموا في الزمن واتصلت نذارتهم إلى أعمار عاد وثمود، وبهذا الاتصال قامت الحجة، وقوله تعالى: {ومن خلفهم}، أي: جاءهم رسول بعد اكتمال أعمارهم وبعد تقدم وجودهم في الزمن، فلذلك قال تعالى: {ومن خلفهم}، وجاء من مجموع العبارة إقامة الحجة عليهم في أن الرسالة والنذارة عمتهم خبرا ومباشرة، ولا يتوجه أن يجعل ومن خلفهم عبارة عما أتى بعدهم في الزمان; لأن ذلك لا يلحقهم منه تقصير، وأما الطبري رحمه الله تعالى، فقال: إن الضمير في قوله تعالى: {ومن خلفهم} عائد على الرسل، والضمير في قوله تعالى: {من بين أيديهم} على الأمم، وتابعه الثعلبي، وهذا غير قوي; لأنه يفرق الضمائر ويشعب المعنى.
و"أن" في قوله تعالى: {ألا تعبدوا إلا الله} نصب على إسقاط الخافض، التقدير: "بأن"، و"تعبدوا" مجزوم على النهي، ويتوجه أن يكون منصوبا على أن تكون "لا" نافية، وفيه بعد، وكان من تلك الأمم إنكار بعثة البشر واستدعاء الملائكة، وهذه أيضا كانت من مقالاتقريش، وقولهم: {فإنا بما أرسلتم به كافرون} ليس على جهة الإقرار بأنهم أرسلوا بشيء، وإنما معناه: على زعمكم ودعواكم).[المحرر الوجيز: 7/ 469-470]

تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم وصف حالة القوم، وأن عادا طلبوا التكبر ووضعوا أنفسهم فيه بغير حق، بل بالكفر والمعاصي، وغوتهم قوتهم وعظم أبدانهم والنعم عليهم، فقالوا - على جهة التقرير -: من أشد منا قوة؟ أي: لا أحد أشد منا قوة، فعرض الله تعالى بقوله: {أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة}، وهذا بين في العقل، فإن الموجد للشيء المخترع له المذهب متى شاء هو أقوى منه، وأخبر تبارك وتعالى عنهم بجحودهم لآياته المنصوبة للنظر والمنزلة من عنده; إذ لفظ الآية يعم ذلك).[المحرر الوجيز: 7/ 470]

تفسير قوله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ (16) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون * وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون * ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون}
روي في الحديث أن الله تعالى أمر خزنة الريح، ففتحوا على عاد منها مقدار حلقة الخاتم، ولو فتحوا مقدار منخر الثور، لهلكت الدنيا، وروي أن الريح كانت ترفع العير بأوقارها فتطيرها، حتى تطرحها في البحر، وقال جابر بن عبد الله، والتيمي: حبس عنهم المطر ثلاثة أعوام، وإذا أراد الله بقوم شرا، حبس عنهم المطر، وأرسل عليهم الريح. واختلف الناس في الصرصر، فقال قتادة، والسدي، والضحاك: هو مأخوذ من الصر وهو البرد، والمعنى: ريحا باردة لها صوت، وقال مجاهد: صرصر: شديدة السموم عليهم، وقال الطبري وجماعة من المفسرين: هو من صرصر إذا صوت صوتا يشبه الصاد والراء، وكذلك يجيء صوت الريح في كثير من الأوقات بحسب ما تلقى.
وقرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، والأعرج، والنخعي وعيسى: "نحسات" بسكون الحاء، وهو جمع نحس، يقال: يوم نحس وقوم نحس، فهو مصدر يوصف به أحيانا ويضاف إليه "اليوم" أحيانا، وعلى الصفة به جمع في هذه الآية، واحتج أبو عمرو لهذه القراءة بقوله تعالى: {يوم نحس مستمر}، وقال النخعي: نحسات وليست بنحسات بكسر الحاء، وقرأ الباقون، وأبو جعفر، وشيبة، وأبو رجاء، وقتادة، والجحدري، والأعمش: "نحسات" بكسر الحاء، وهي جمع لنحس على وزن حذر، فهو صفة لليوم مأخوذ من النحس، وقال الطبري: نحس ونحس لغتان.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله
وليس كذلك، بل اللغة الواحدة تجمعهما، أحدهما مصدر والآخر من أمثلة اسم الفاعل، وأنشد الفراء:
أبلغ جذاما ولخما أن إخوتهم ... طيا وبهراء قوم نصرهم نحس
وقالت فرقة: إن "نحسات" بالسكون مخففة من "نحسات" بالكسر، والمعنى في هذه اللفظة: مشائيم، من النحس المعروف، قاله مجاهد، وقتادة، والسدي. وقال الضحاك: معناه: شديدة، أي شديدة البرد حتى كان البرد عذابا لهم، قال أبو علي: وأنشد الأصمعي في النحس بمعنى البرد:
كأن سلافة عرضت لنحس ... يحيل شفيفها الماء الزلالا
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: "نحسات" معناه: متتابعات، وكانت آخر شوال من الأربعاء إلى الأربعاء.
و"عذاب الخزي في الدنيا": الهلاك بسبب الكفر ومخالفة أمر الله تعالى، ولا خزي أعظم من هذا، إلا ما في الآخرة من الخلود في النار). [المحرر الوجيز: 7/ 470-472]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (17) وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (18) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ جمهور الناس: "وأما ثمود" بغير صرف، وهذا على إرادة القبيلة، وقرأ يحيى بن وثاب، والأعمش، وبكر بن حبيب: "وأما ثمود" بالتنوين والإجراء، وهذا على إرادة الحي، وبالصرف كان الأعمش، ويحيى بن وثاب يقرءان في جميع القرآن، إلا في قوله تعالى: {وآتينا ثمود الناقة} لأنه في المصحف بغير ألف. وقرأ ابن أبي إسحاق، والأعرج - بخلاف - والأعمش، وعاصم: "ثمود" بالنصب، وهذا على إضمار فعل يدل عليه قوله تعالى: {فهديناهم}، وتقديره عند سيبويه: مهما يكن من شيء فهدينا ثمود هديناهم، والرفع عنده أوجه، وروي عن ابن أبي إسحاق، والأعمش: (ثمودا) منونة منصوبة، وروى الفضل عن عاصم الوجهين.
وقوله تعالى: {[فهديناهم]} معناه: بينا لهم، قاله ابن عباس، وقتادة، والسدي، وابن زيد.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ليس الهدى هنا بمعنى الإرشاد، وهذا كما هي الآن شريعة الإسلام مبينة لليهود والنصارى المختلطين بنا، ولكنهم يعرضون ويشتغلون بالضد، فذلك استحباب العمى على الهدى. وقوله تعالى: {فاستحبوا العمى على الهدى} عبارة عن تكسبهم في العمى، وإلا فهو بالاختراع لله تعالى، ويدلك على أنها إشارة إلى تكسبهم قوله تعالى: {بما كانوا يكسبون}. وقوله تعالى: {العذاب الهون} وصف بالمصدر، والمعنى: الذي معه هوان وإذلال،
ثم قرن تعالى بذكرهم ذكر من آمن واتقى ونجا به ليبين الفرق).[المحرر الوجيز: 7/ 472-473]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 04:41 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 16 صفر 1440هـ/26-10-2018م, 04:43 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (13) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقةً مثل صاعقة عادٍ وثمود (13) إذ جاءتهم الرّسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألّا تعبدوا إلّا اللّه قالوا لو شاء ربّنا لأنزل ملائكةً فإنّا بما أرسلتم به كافرون (14) فأمّا عادٌ فاستكبروا في الأرض بغير الحقّ وقالوا من أشدّ منّا قوّةً أولم يروا أنّ اللّه الّذي خلقهم هو أشدّ منهم قوّةً وكانوا بآياتنا يجحدون (15) فأرسلنا عليهم ريحًا صرصرًا في أيّامٍ نحساتٍ لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدّنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون (16) وأمّا ثمود فهديناهم فاستحبّوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون (17) ونجّينا الّذين آمنوا وكانوا يتّقون (18) }
يقول تعالى: قل يا محمّد لهؤلاء المشركين المكذّبين بما جئتهم به من الحقّ: إن أعرضتم عمّا جئتكم به من عند اللّه فإنّي أنذركم حلول نقمة اللّه بكم، كما حلّت بالأمم الماضين من المكذّبين بالمرسلين {صاعقةً مثل صاعقة عادٍ وثمود} أي: ومن شاكلهما ممّن فعل كفعلهما). [تفسير ابن كثير: 7/ 168]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (14) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إذ جاءتهم الرّسل من بين أيديهم ومن خلفهم} [الأحقاف: 21]، كقوله تعالى: {واذكر أخا عادٍ إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت النّذر من بين يديه ومن خلفه} [الأحقاف: 21] أي: في القرى المجاورة لبلادهم، بعث الله إليهم الرسل يأمرون بعبادة اللّه وحده لا شريك له، ومبشّرين ومنذرين ورأوا ما أحلّ اللّه بأعدائه من النّقم، وما ألبس أولياءه من النّعم، ومع هذا ما آمنوا ولا صدّقوا، بل كذّبوا وجحدوا، وقالوا: {لو شاء ربّنا لأنزل ملائكةً} أي: لو أرسل اللّه رسلًا لكانوا ملائكةً من عنده، {فإنّا بما أرسلتم به} أي: أيّها البشر {كافرون} أي: لا نتّبعكم وأنتم بشرٌ مثلنا). [تفسير ابن كثير: 7/ 168-169]

تفسير قوله تعالى: {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ (16) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(قال اللّه تعالى: {فأمّا عادٌ فاستكبروا في الأرض [بغير الحقٍّ]} أي: بغوا وعتوا وعصوا، {وقالوا من أشدّ منّا قوّةً} أي: منّوا بشدّة تركيبهم وقواهم، واعتقدوا أنّهم يمتنعون به من بأس اللّه! {أولم يروا أنّ اللّه الّذي خلقهم هو أشدّ منهم قوّةً} أي: أفما يتفكّرون فيمن يبارزون بالعداوة؟ فإنّه العظيم الّذي خلق الأشياء وركّب فيها قواها الحاملة لها، وإنّ بطشه شديدٌ، كما قال تعالى: {والسّماء بنيناها بأيدٍ وإنّا لموسعون} [الذّاريات: 47]، فبارزوا الجبّار بالعداوة، وجحدوا بآياته وعصوا رسوله، فلهذا قال: {فأرسلنا عليهم ريحًا صرصرًا} قال بعضهم: وهي الشّديدة الهبوب. وقيل: الباردة. وقيل: هي الّتي لها صوتٌ.
والحقّ أنّها متّصفةٌ بجميع ذلك، فإنّها كانت ريحًا شديدةً قويّةً؛ لتكون عقوبتهم من جنس ما اغترّوا به من قواهم، وكانت باردةً شديدة البرد جدًّا، كقوله تعالى: {بريحٍ صرصرٍ عاتيةٍ} [الحاقّة:6]، أي: باردةٍ شديدةٍ، وكانت ذات صوتٍ مزعجٍ، ومنه سمّي النّهر المشهور ببلاد المشرق "صرصرًا لقوّة صوت جريه.
وقوله: {في أيّامٍ نحساتٍ} أي: متتابعاتٍ، {سبع ليالٍ وثمانية أيّامٍ حسومًا} [الحاقّة: 7]، كقوله {في يوم نحسٍ مستمرٍّ} [القمر: 19]، أي: ابتدئوا بهذا العذاب في يوم نحسٍ عليهم، واستمرّ بهم هذا النّحس سبع ليالٍ وثمانية أيّامٍ حتّى أبادهم عن آخرهم، واتّصل بهم خزي الدّنيا بعذاب الآخرة؛ ولهذا قال تعالى: {لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدّنيا ولعذاب الآخرة أخزى} [أي] أشدّ خزيًا لهم، {وهم لا ينصرون} أي: في الأخرى، كما لم ينصروا في الدّنيا، وما كان لهم من اللّه من واقٍ يقيهم العذاب ويدرأ عنهم النّكال). [تفسير ابن كثير: 7/ 169]

تفسير قوله تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (17) وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (18) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وأمّا ثمود فهديناهم} قال ابن عبّاسٍ، وأبو العالية، وسعيد بن جبيرٍ، وقتادة، والسّدّيّ، وابن زيدٍ: بيّنّا لهم.
وقال الثّوريّ: دعوناهم.
{فاستحبّوا العمى على الهدى} أي: بصّرناهم، وبيّنّا لهم، ووضّحنا لهم الحقّ على لسان نبيّهم صالحٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، فخالفوه وكذّبوه، وعقروا ناقة اللّه الّتي جعلها آيةً وعلامةً على صدق نبيّهم، {فأخذتهم صاعقة العذاب الهون} أي: بعث اللّه عليهم صيحةً ورجفةً وذلًّا وهوانًا وعذابًا ونكالًا {بما كانوا يكسبون} أي: من التكذيب والجحود.
{ونجّينا الّذين آمنوا [وكانوا يتّقون]} أي: من بين أظهرهم، لم يمسّهم سوءٌ، ولا نالهم من ذلك ضررٌ، بل نجّاهم اللّه مع نبيّهم صالحٍ [عليه السّلام] بإيمانهم، وتقواهم للّه، عزّ وجلّ). [تفسير ابن كثير: 7/ 169-170]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:47 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة