التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({قل أإنّكم لتكفرون بالّذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداداً ذلك ربّ العالمين}
وأما قوله: {خلق الأرض في يومين} , ثم قال: {أربعة أيّامٍ} , فإنما يعني: أن هذا مع الأول أربعة أيام , كما تقول "تزوّجت أمس امرأةً، واليوم اثنتين", وإحداهما التي تزوجتها أمس.
قال: {ووصّينا الإنسان بوالديه} , يقول: "بخيرٍ"). [معاني القرآن: 4/6]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({قل أئنّكم لتكفرون بالّذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك ربّ العالمين (9)}
لو أراد جل وعلا أن يخلقها في لحظة لفعل , ولكان ذلك سائغا في قدرته، ولكنه أحب أن يبصر الخلق وجوه الأناة , والقدرة على خلق السّماوات والأرض في أيام كثيرة , وفي لحظة واحدة , لأن المخلوقين كلهم , والملائكة المقربين لو اجتمعوا على أن يخلقوا مثقال ذرّة منها ما خلقوا.
وجاء في التفسير : أن ابتداء خلق الأرض كان في يوم الأحد , واستقام خلقها في يوم الاثنين.).[معاني القرآن: 4/380]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين}
روى سفيان , عن أبي سعيد , عن عكرمة, عن ابن عباس , وابن أبي ذيب , عن سعيد بن أبي سعيد, عن أبيه , عن عبد الله بن سلام قالا, وهذا معنى قولهما : ابتدأ الله جل وعز بخلق الأرضين يوم الأحد , فخلق سبع أرضين في يوم الأحد ويوم الاثنين , ثم جعل فيها رواسي من فوقها , وبارك فيها , وقدر فيها أقواتها ؛ أرسى الجبال , وشق الأنهار , وغرس الأشجار , وجعل المنافع في يومين يوم الثلاثاء , ويوم الأربعاء , ثم استوى إلى السماء , فخلقها سبع سموات في يوم الخميس , ويوم الجمعة .
قال ابن عباس: (ولذلك سميت يوم الجمعة ؛ لأنه اجتمع فيها الخلق).
قال عبد الله بن سلام: (قضاهن سبع سموات في آخر ساعة من يوم الجمعة , ثم خلق فيها آدم على عجل , وهي الساعة التي تقوم فيها القيامة) .
قال أبو جعفر : معنى : {وبارك فيها }: على قولهما: شق أنهارها , وغرس أشجارها.
وقيل : معنى :{بارك فيها}: أكثر فيها من الأوقات
وقيل معناه كما يقال: باركت عليه , أي قلت : بورك فيك.). [معاني القرآن: 6/244-246]
تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وقدّر فيها أقواتها...}.
وفي قراءة عبد الله: وقسم فيها أقواتها، جعل في هذه ما ليس في هذه ليتعايشوا , ويتجروا.
وقوله: {سواء لّلسّائلين...}
نصبها عاصم وحمزة، وخفضها الحسن، فجعلها من نعت الأيام، وإن شئت من نعت الأربعة، ومن نصبها جعلها متصلة بالأقوات، وقد ترفع كأنه ابتداء، كأنه قال: ذلك سواء للسائلين، يقول : لمن أراد علمه). [معاني القرآن: 3/12-13]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (قوله: { وقدّر فيها أقواتها }: واحدها قوت , وهي الأرزاق , وما احتيج إليه.
{ في أربعةٍ أيّامٍ سواءً للسّائلين}: مجاز نصبها مجاز المصدر). [مجاز القرآن: 2/196]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({قل أإنّكم لتكفرون بالّذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداداً ذلك ربّ العالمين}
وأما قوله: {خلق الأرض في يومين} , ثم قال: {أربعة أيّامٍ} : فإنما يعني: أن هذا مع الأول : أربعة أيام , كما تقول : "تزوّجت أمس امرأةً، واليوم اثنتين", وإحداهما التي تزوجتها أمس.
قال: {ووصّينا الإنسان بوالديه} : يقول: "بخيرٍ"). [معاني القرآن: 4/6] (م)
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدّر فيها أقواتها في أربعة أيّامٍ سواء لّلسّائلين}
وأمّا من نصب {سواء لّلسّائلين} فجعله مصدرا , كأنه قال "استواءً" , وقد قرئ بالجرّ , وجعل اسما للمستويات , أي: في أربعة أيّامٍ تامّةٍ). [معاني القرآن: 4/6]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({أقواتها}: واحدها قوت). [غريب القرآن وتفسيره: 328]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وقدّر فيها أقواتها}: جمع قوت، وهو: ما أوتيه ابن آدم لأكله ومصلحته {سواءً للسّائلين}, قال قتادة: من سأل فهو كما قال اللّه.). [تفسير غريب القرآن: 388]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدّر فيها أقواتها في أربعة أيّام سواء للسّائلين (10)}
{وبارك فيها وقدّر فيها أقواتها}: في الثلاثاء , والأربعاء , فصارت الجملة أربعة أيّام، فذلك قوله: {وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدّر فيها أقواتها في أربعة أيّام} : أي: في تتمة أربعة أيّام.
{سواء للسّائلين} : وسواء، ويجوز الرفع. فمن خفض جعله صفة للأيّام.
المعنى : في أربعة أيام مستويات، ومن - نصب فعلى المصدر، على معنى استوت , سواء، واستواء.
ومن رفع : فعلى معنى : هي سواء.
ومعنى {للسّائلين}, معلق بقوله: {وقدّر فيها أقواتها} : لكل محتاج إلى القوت.
وإنما قيل : {للسّائلين}: لأن كلّا يطلب القوت , ويسأله.
ويجوز أن يكون للسائلين لمن سأل في كم خلقت السماوات والأرضون؛ فقيل: خلقت الأرض في أربعة أيام سواء , لا زيادة فيها , ولا نقصان , جوابا لمن سأل). [معاني القرآن: 4/380-381]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (قال عكرمة في قوله تعالى: {وقدر فيها أوقاتها}
جعل اليماني باليمن , والسابري بسابور
قال أبو جعفر : فالمعنى على هذا جعل فيها ما يتعايش به , ويتجر فيه.
وقيل: أقواتها ما يتقوت , ويؤكل.
وقول ابن عباس , وابن سلام , يحتمل المعنيين , والله أعلم.
ثم قال جل وعز: {في أربعة أيام سواء للسائلين}
المعنى: في تتمة أربعة أيام , سواء : أي: استوت , استواء.
وقال الفراء : هو متعلق بقوله: {وقدر فيها أقواتها} سواء
وقرأ الحسن سواء بالخفض , أي: في أربعة أيام مستوية تامة .
وبالإسناد الأول عن ابن عباس في قوله تعالى: {للسائلين} , قال : (من سألك, فقال لك: في كم خلق الله السموات والأرض ؟., فقل له : في هذا).
قال أبو جعفر : فالمعنى على هذا القول جوابا للسائلين .
وفيه قول آخر : وهو أن المعنى : وقدر فيها أقواتها للسائلين , أي: للمحتاجين , أي لمن سأل ؛ لأن الناس يسألون أقواتهم , وهذا مذهب ابن زيد , قال: قدر ذلك , أي: قدر مسائلهم علم ذلك). [معاني القرآن: 6/246-248]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَقْوَاتَهَا}: جمع قوت.). [العمدة في غريب القرآن: 264]
تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قالتا أتينا...}.
جعل السماوات والأرضين كالثّنتين ,كقوله: {وما خلقنا السّماء والأرض وما بينهما} , ولم يقل: وما بينهن، ولو كان كان صوابا.
وقوله: {أتينا طائعين...}.
ولم يقل: طائعتين، ولا طائعياتٍ., ذهب به إلى السماوات ومن فيهن، وقد يجوز: أن تقول، وإن كانتا اثنتين: أتينا طائعين، فيكونان كالرجال لمّا تكلمتا). [معاني القرآن: 3/13]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ قالتا أتينا طائعين }: هذا مجاز الموات , والحيوان الذي يشبه تقدير فعله بفعل الآدميين). [مجاز القرآن: 2/196]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ثمّ استوى إلى السّماء}:أي: عمد لها.). [تفسير غريب القرآن: 388]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ثمّ استوى إلى السّماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين (11)}
معنى استوى : عمد إلى السماء , وقصد.
{قالتا أتينا طائعين} : على الحال منصوب، وإنما قيل طائعين دون طائعات، لأنّهنّ جرين مجرى ما يعقل ويميز، كما قيل في النجوم: {وكل في فلك يسبحون}
وقد قيل :{قالتا أتينا} : أي، نحن , ومن فينا طائعين.
ومعنى {طوعا أو كرها} على معنى : أطيعا لما أمرت طوعا، , بمنزلة أطيعا الطاعة , أو تكرها إكراها). [معاني القرآن: 4/381]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ثم استوى إلى السماء}
دل على أن خلق السماء بعد خلق الأرض , وقد قال : في موضع آخر , والأرض بعد ذلك دحاها .
ففي هذا أجوبة.
روى هارون بن عنترة , عن أبيه , عن ابن عباس قال: (خلق الله الأرض أول , ثم خلق السماء , ثم دحا الأرض , والماء بعد ذلك) قال: (دحا , أي: بسط) .
وقيل المعنى : ثم أخبركم بهذا , كما قال جل وعز: {ثم كان من الذين آمنوا} , وهو في القرآن كثير.
وقيل: ثم ههنا بمعنى الواو , وهذا لا يصح , ولا يجوز , والجوابان حسنان جيدان.
وقوله جل وعز: {فقال لها وللأرض ائتنا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين}
في هذا أجوبة:
- منهما أن الله جل وعز جعل فيهما ما يميزان , ويجيبان عما قيل لهما .
- وقال محمد بن يزيد هذا إخبار عن الهيئة , أي: صارتا في هيئة من قال : أي هو كما قال : امتلأ الحوض , وقال: قطني , أي: حسبي , أي: صار في هيئة من يقول
وقيل : أخبرنا الله عز وجل بما نعرف من سرعة الإجابة , وقد علمنا أنه ليس شيء أسرع من أن يقال للإنسان افعل , فيقول: قد فعلت.
فاخبر الله جل وعز عن إجابة السموات والأرض إلى أمره جل وعز
فأما قوله تعالى: {طائعين} , ولم يقل طائعات , فقال فيه الفراء معناه : أتينا بمن فينا طائعين.
قال أبو جعفر : الأحسن في هذا , وهو مذهب جله النحويين : أنه جل وعز لما أخبر عنها بأفعال ما يعقل , جاء فيها بما يكون لمن يعقل كما في قوله تعالى: {والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين} , فأما الكسائي فأجاز في كل شيء أن يجمع بالواو , والنون , والياء , والنون , لا يعرج عليه). [معاني القرآن: 6/248-251]
تفسير قوله تعالى: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ (12)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فقضاهنّ...}.
يقول: خلقهن، وأحكمهن, وقوله: {وأوحى في كلّ سماء أمرها...}.
يقول: جعل في كل سماء ملائكة , فذلك أمرها). [معاني القرآن: 3/13]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ وزيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيح وحفظاً }: مجاز نصبها كنصب المصادر). [مجاز القرآن: 2/196]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فقضاهنّ سبع سماواتٍ في يومين وأوحى في كلّ سماء أمرها وزيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيح وحفظاً ذلك تقدير العزيز العليم}
وقال: {وزيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيح وحفظاً} , كأنه قال "وحفظناها حفظاً" ؛ لأنه حين قال: "زينّاها بمصابيح" , قد أخبر أنه نظر في أمرها , وتعاهدها , فذا يدل على الحفظ , كأنه قال: "وحفظناهاً حفظاً"). [معاني القرآن: 4/6-7]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({فقضاهنّ سبع سماواتٍ}، أي صنعهن وأحكمهن. قال أبو ذؤيب:
وعليهما مسرودتان قضاهما داود= أو صنع السوابغ تبع
أي: صنعهما داود , وتبع.
{وأوحى في كلّ سماءٍ أمرها} : أي : جعل في كل سماء ملائكة.). [تفسير غريب القرآن: 388]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ}، أي صنعهن). [تأويل مشكل القرآن: 441]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( ({فقضاهنّ سبع سماوات في يومين وأوحى في كلّ سماء أمرها وزيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم (12)}
{فقضاهن}: فخلقهنّ , وصنعهنّ.
قال أبو ذؤيب:
وعليهما مسرودتان قضاهما = داود أو صنع السّوابغ تبّع
معناه : عملهما , وصنعهما.
{وأوحى في كل سماء أمرها} : قيل : ما يصلحها، وقيل : ملائكتها.
{وزيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيح وحفظا} : معناه : وحفظناها من استماع الشياطين بالكواكب حفظا , فقال: {قل أئنّكم لتكفرون} بمن هذه قدرته , {وتجعلون له أندادا}:أي: أصناما تنحتونها بأيديكم.
{ذلك تقدير العزيز العليم} : أي , الذي هذه صفته , وله هذه القدرة ربّ العالمين). [معاني القرآن: 4/382]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فقضاهن سبع سموات في يومين} : فقضاهن , أي: أحكمهن , كما قال الشاعر:
وعليهما مسرودتان قضاهما = داود أو صنع السوابغ تبع
وقوله جل وعز: {وأوحى في كل سماء أمرها}
روى ابن أبي نجيح , عن مجاهد قال: ما أمر , وما أراده .
وروى سعيد , عن قتادة قال : خلق شمسها , وقمرها , ونجومها , وأفلاكها .
قال أبو جعفر : القولان متقاربان , وكأن المعنى -والله أعلم -: وأوحى في كل سماء إلى الملائكة بما أراد من أمرها.
ثم قال جل وعز: {وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا}
أي : وحفظناها حفظا من الشياطين بالكواكب
والمعنى : أئنكم لتكفرون بمن هذه قدرته , وتجعلون له أمثالا مما تنحتون بأيديكم.).[معاني القرآن: 6/251-253]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ({قضاهن}: أي: فخلقهن.).[ياقوتة الصراط: 453]