التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {حم (1)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {حم (1) تنزيل من الرّحمن الرّحيم (2)}
{تنزيل} رفع بالابتداء، وخبره {كتاب فصّلت آياته}, هذا مذهب البصريين.
وقال الفرّاء : يجوز أن يكون {تنزيل} مرتفعا بـ {حم} ، ويجوز أن يرتفع بإضمار هذا المعنى , هذا تنزيل من العزيز الرحيم، أي : هو تنزيل). [معاني القرآن: 4/379]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( من ذلك قوله جل وعز: {حم تنزيل من الرحمن الرحيم}
, الخبر عند البصريين {كتاب فصلت آياته} ). [معاني القرآن: 6/241] (م)
تفسير قوله تعالى: {تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {حم (1) تنزيل من الرّحمن الرّحيم (2)}
{تنزيل} رفع بالابتداء، وخبره :{كتاب فصّلت آياته}, هذا مذهب البصريين.
وقال الفرّاء يجوز أن يكون {تنزيل} مرتفعا بـ {حم}، ويجوز أن يرتفع بإضمار هذا المعنى , هذا تنزيل من العزيز الرحيم، أي : هو تنزيل). [معاني القرآن: 4/379] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (من ذلك قوله جل وعز: {حم تنزيل من الرحمن الرحيم} , الخبر عند البصريين {كتاب فصلت آياته} ). [معاني القرآن: 6/241] (م)
تفسير قوله تعالى: {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {كتابٌ فصّلت آياته قرآناً عربيّاً...}.
تنصب قرآنا على الفعل، أي: فصلت آياته كذلك، ويكون نصبا على القطع؛ لأن الكلام تام عند قوله: {آياته}.
ولو كان رفعا على أنه من نعت الكتاب كان صوابا, كما قال في موضع آخر: {كتابٌ أنزلناه إليك مباركٌ}، وكذلك قوله: {بشيراً ونذيراً} فيه ما في: {قرآنا عربيا}). [معاني القرآن: 3/11-12]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({كتابٌ فصّلت آياته قرآناً عربيّاً لّقومٍ يعلمون}
قال: {كتابٌ فصّلت آياته}, فالكتاب: خبر المبتدأ أخبر به: أن التنزيل كتاب . ثم قال: {فصّلت آياته قرآناً عربيّاً} : شغل الفعل بالآيات حتى صارت بمنزلة الفاعل , فنصب القرآن). [معاني القرآن: 4/5]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({قرآنا عربيّا لقوم يعلمون (3)}: نصب{قرآنا} على الحال.
المعنى: بينت آياته قرآنا، أي: بينت آياته في حال جمعه عربيا.
{لقوم يعلمون} : أي: بيّنا لمن يعلم.). [معاني القرآن: 4/379]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (من ذلك قوله جل وعز: {حم (1) تنزيل من الرحمن الرحيم}
الخبر عند البصريين : {كتاب فصلت آياته}
وقال بعض الكوفيين : هذا كتاب فصلت آياته , أي: أنزلت متفرقة .
وقال الحسن : {فصلت}: بالوعيد.
وقال مجاهد : {فصلت}: فسرت .
وقال قتادة : بين حلالها وحرامها , والطاعة والمعصية.
ثم قال جل وعز: {قرآنا عربيا لقوم يعلمون} : قرآنا عربيا , أي: في حال الاجتماع,{ لقوم يعلمون}: أي: لمن يعلم العربية .
{بشيرا ونذيرا}: نعت للقرآن).[معاني القرآن: 6/241-241]
تفسير قوله تعالى:{بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (4)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({بشيراً ونذيراً فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون * وقالوا قلوبنا في أكنّةٍ ممّا تدعونا إليه وفي آذاننا وقرٌ ومن بيننا وبينك حجابٌ فاعمل إنّنا عاملون}
وقوله: {بشيراً ونذيراً} حين شغل عنه, وإن شئت جعلته نصبا على المدح ؛ كأنه حين أقبل على مدحه , فقال : "ذكرنا , قرآناً , عربيّاً , بشيراً, ونذيراً", أو "ذكرناه قرآناً عربيّاً", وكان فيما مضى من ذكره دليل على ما أضمر). [معاني القرآن: 4/6]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون (4)}
{بشيرا ونذيرا} : من صفته.). [معاني القرآن: 4/379]
تفسير قوله تعالى:{وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آَذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ (5)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ومن بيننا وبينك حجابٌ...}.
يقول: بيننا , وبينك فرقة في ديننا، فاعمل في هلاكنا , إننا عاملون في ذلك منك، ويقال: فاعمل لما تعلم من دينك , فإننا عاملون بديننا). [معاني القرآن: 3/12]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : (وقال: {ومن بيننا وبينك حجابٌ} : معناه - والله أعلم - "وبيننا وبينك حجابٌ" , ولكن دخلت "من" للتوكيد). [معاني القرآن: 4/6]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({أكنة}: واحدها كنان).[غريب القرآن وتفسيره: 328]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وفي آذاننا وقرٌ}: أي : صمم). [تفسير غريب القرآن: 388]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وقالوا قلوبنا في أكنّة ممّا تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إنّنا عاملون (5)
(وقالوا قلوبنا في أكنّة}: في غلف، أي ما تدعونا إليه لا يصل إلى قلوبنا ؛ لأنها في أغطية، , وواحد الأكنة : كنان.
(وفي آذاننا وقر): أي صمم , وقفل يمنع من الاستماع لقولك , أي: نحن في ترك القبول منك , بمنزلة من لا يستمع قولك.
{ومن بيينا وبييك حجاب} : أي حاجز في النحلة , والدّين.
وهو مثل {قلوبنا في أكنة}: إلا أن معنى هذا: أنا لا نجامعك في مذهب.
{فاعمل إنّنا عاملون}: أي على مذهبنا، وأنت عامل على مذهبك.
ويجوز : أن يكون فاعمل في إبطال مذهبنا , إنا عاملون في إبطال أمرك). [معاني القرآن: 4/379-380]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه} : أي: في أغطية , أي: ليست تعي ما تقول.
, والوقر : الصمم.
ثم قال جل وعز: {ومن بيننا وبينك حجاب فأعمل إننا عاملون} : حجاب, أي: حاجز.
وهو يزيد على معنى:{ قلوبنا في أكنة }, لأن معنى قلوبنا في أكنة , أي: ليس نجيبك إلى شيء مما تدعونا إليه , ثم قال:{ فاعمل إننا عاملون}: أي: فاعمل في هلاكنا , فإنا عاملون على مثل ذلك.
ويجوز: أن يكون المعنى , فاعمل بدينك , فإننا عاملون بديننا). [معاني القرآن: 6/242-243]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَكِنَّةٍ}: أوعية). [العمدة في غريب القرآن: 264]
تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (7)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لا يؤتون الزّكاة...}.
والزكاة في هذا الموضع: أن قريشا كانت تطعم الحاج وتسقيهم، فحرموا ذلك من آمن بمحمد صلى الله عليه؛ فنزل هذا فيهم، ثم قال: وفيهم أعظم من هذا كفرهم بالآخرة.). [معاني القرآن: 3/12]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وويل للمشركين (6) الّذين لا يؤتون الزّكاة وهم بالآخرة هم كافرون (7)}
أي: لا يرونها واجبة عليهم، ولا يعطونها). [معاني القرآن: 4/380]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة}
قيل: أي: لا يؤمنون .
وقال قتادة : الزكاة فطرة الإسلام , فمن أداها برئ ونجا , ومن لم يؤدها هلك.).[معاني القرآن: 6/243-244]
تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (8)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({غير ممنون}: غير مقطوع وقالوا غير محسوب). [غريب القرآن وتفسيره: 328]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون}
قال مجاهد: أي: غير محسوب.
قال أبو جعفر : يقال : مننت الشيء , فهو ممنون , ومنين إذا قطعته كما قال:
فترى خلفها من الرجع = والوقع منينا كأنه أهباء
يعني بالمنين : الغبار المنقطع الضعيف
ويجوز أن يكون : المنون , يمن به.). [معاني القرآن: 6/244]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {غير ممنون}: أي: غير مقطوع، وغير ممنون، أي: لا يمن عليهم). [ياقوتة الصراط: 453]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَمْنُونٍ}: مقطوع.). [العمدة في غريب القرآن: 264]