التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (23)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والسلطان: الحجّة، قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ} أي حجة.
وقال: {مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا} أي: حجّة في كتاب الله وقال: {أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ} أي حجّة.
وقال: {أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ}، أي: حجة وعذر). [تأويل مشكل القرآن: 504] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله جلّ وعزّ: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين (23)} : أي: بعلاماتنا التي تدلّ على صحة نبوته، من العصا , وإخراج يده بيضاء من غير سوء , وأشباه ذلك.
{وسلطان مبين}:أي: حجة ظاهرة.). [معاني القرآن: 4/370]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين} : بآياتنا , أي: بالعلامات التي تدل على رسالته نحو العصا, وما أشبهها , وسلطان مبين , أي: وحجة مبينة). [معاني القرآن: 6/213-214]
تفسير قوله تعالى: {إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (24) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذّاب (24)} : هذه الأسماءفي موضع خفض إلّا أنها فتحت ؛ لأنها لا تنصرف ؛ لأنها معرفة , وهي أعجمية.
{فقالوا ساحر كذّاب} : المعنى : فقالوا: هو ساحر كذاب، جعلوا أمر الآيات التي يعجز عنها المخلوقون سحرا.). [معاني القرآن: 4/370]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم أعلم جل وعز: أنهم ردوا الآيات التي يعجز عنها المخلوقون , بأن قالوا : ساحر كذاب {فقالوا ساحر كذاب} ). [معاني القرآن: 6/214]
تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (25) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فلمّا جاءهم بالحقّ من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الّذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكافرين إلّا في ضلال (25)}
وإنه كان قيل لفرعون: إن ملكه يزول بسبب غلام يولد، فقيل: افعلوا هذا حتى لا ينجو المولود.
{وما كيد الكافرين إلا في ضلال}: أي : يذهب باطلا، ويحيق الله به ما يريد.). [معاني القرآن: 4/370-371]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم}
روى معمر , عن قتادة قال: (هذا بعد القتل الأول).).[معاني القرآن: 6/214]
تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ (26)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أو أن يظهر في الأرض الفساد...}.
رفع (الفساد) الأعمش، وعاصم جعلا له الفعل. وأهل المدينة والسلمي قرءوا: {وأن يظهر في الأرض الفساد} , نصبوا الفساد، وجعلوا يظهر لموسى. وأهل المدينة يلقون الألف الأولى يقولون: وأن يظهر، وكذلك هي في مصاحفهم. وفي مصاحف أهل العراق: "أو أن يظهر" .
المعنى أنه قال: إني أخاف التبديل على دينكم، أو أن يتسامع الناس به ، فيصدقوه , فيكون فيه فساد على دينكم.). [معاني القرآن: 3/7]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربّه إنّي أخاف أن يبدّل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد (26)}
{أو أن يظهر في الأرض الفساد} : على هذا مصاحف أهل العراق، وفي مصحف أهل الحجاز: {وأن يظهر} بغير ألف، ويجوز وأن يظهر، ومعنى أو وقوع أحد الشيئين , فالمعنى على (أو) : أن فرعون قال: إني أخاف أن يبدل دينكم , أو يفسد، فجعل طاعة الله تعالى هي الفساد، فيكون المعنى إني أخاف أن يبطل دينكم ألبتّة، فإن لم يبطله , أوقع فيه الفساد.
ومن قرأ " وأن " , فيكون المعنى: أخاف إبطال دينكم والفساد معه.). [معاني القرآن: 4/371]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ومعنى: {إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد}
قال أبو جعفر : أخاف أن يكون أحد الأمرين , إما أن يذهب دينكم البتة , وإما أن يستميل , فيفسد عليكم ويحاربكم .
ويقرأ: {وأن يظهر في الأرض الفساد } , أي: أخاف الأمرين جميعا). [معاني القرآن: 6/214-215]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وقال فرعون ذروني أقتل موسى}, قال: لم يسألهم من باب الأمر والنهي، ولكن من باب المشورة، أي: أشيروا علي.).[ياقوتة الصراط: 450]