التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: (حم (1) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ حم }: مجازها مجاز أوائل السور , وقال بعض العرب: بل هو اسم، واحتج بقول شريح بن ابي أوفى العبسي:
يذكّرني حاميم والرمح شاجر= فهّلا تلا حاميم قبل التقدمّ
وقال الكميت بن زيد الأسدي:
وجدنا لكم في آل حاميم آيةً = تأوّلها منا تقيٌّ ومعرب
قال يونس: ومن قال هذا القول فهو منكسرٌ عليه ؛ السورة حم ساكنة الحروف , فخرجت مخرج التهجي , وهذه أسماء سور خرجن متحركات , وإذا سميت سورة بشيء من هذه الأحرف المجزومة , دخله الإعراب). [مجاز القرآن: 2/193-194]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({حم (1) تنزيل الكتاب من اللّه العزيز العليم (2) غافر الذّنب وقابل التّوب شديد العقاب ذي الطّول لا إله إلاّ هو إليه المصير}
قال: {حم} , {تنزيل الكتاب من اللّه العزيز العليم} , {غافر الذّنب وقابل التّوب شديد العقاب} : فهذا على البدل لأن هذه الصفة, وأما {غافر الذّنب وقابل التّوب} : فقد يكون معرفة , لأنك تقول: هذا ضارب زيدٍ مقبلاً ؛إذا لم ترد به التنوين, ثم قال: {ذي الطّول} , فيكون على البدل , وعلى الصفة , ويجوز فيه الرفع على الابتداء , والنصب على خبر المعرفة إلا في {ذي الطّول}, فإنه لا يكون فيه النصب على خبر المعرفة ؛ لأنه معرفة, و"التوب" هو جماعة التوبة , ويقال "عومةٌ", و"عومٌ" في "عوم السّفينة", وقال الشاعر:
عوم السّفين فلمّا حال دونهم = فيد القريّات فالفتكان فالكرم)[معاني القرآن: 4/1]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وجاء في التفسير عن ابن عباس - رحمه اللّه - ثلاثة أقوال في :حم.
قال: حم : اسم اللّه الأعظم، وقال: حم : قسم.
وقال: حم: حروف الرحمن مقطعة.
والمعنى: " الر ", و "حم " , و " نون " : بمنزلة الرحمن, وقد فسرنا إعراب حروف الهجاء في أول البقرة, والقراءة فيها على ضربين:
حم بفتح الحاء، وحم بكسر الحاء.
فأمّا الميم فساكنة في قراءة القراء كلهم إلا عيسى بن عمر , فإنه قرأ: {حم والكتاب} ، بفتح الميم، وهو على ضربين: أحدهما أن يجعل حم اسما للسّورة، فينصبه , ولا ينوّنه ؛ لأنه على لفظ الأسماء الأعجمية نحو هابيل وقابيل، ويكون المعنى :اتل حم.
, والأجود أن يكون فتح لالتقاء السّاكنين ؛ حيث جعله اسما للسورة، ويكون حكاية حروف هجاء). [معاني القرآن: 4/365]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (من ذلك قوله جل وعز: {حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم}
روى معمر, عن قتادة قال: حم : اسم من أسماء القرآن
, وقيل معنى حم : حم الأمر.
وفي رواية عكرمة , عن ابن عباس قال: آلر, وحم, ونون : حروف الرحمن جل وعز , مقطعة .
وقرأ عيسى بن عمر : حاميم تنزيل, والمعنى على قراءته اتل حاميم , ولم يصرفه لأنه جعله اسما للسورة
, ويجوز أن يكون فتح لالتقاء الساكنين , والمعنى : هذا تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم). [معاني القرآن: 6/202]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (قال ابن عباس: {الر} , و{حم} , و{ن}: الرحمن , وقيل هو اسم من أسماء الله عز .). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 215]
تفسير قوله تعالى: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({حم (1) تنزيل الكتاب من اللّه العزيز العليم (2) غافر الذّنب وقابل التّوب شديد العقاب ذي الطّول لا إله إلاّ هو إليه المصير}
قال: {حم} , {تنزيل الكتاب من اللّه العزيز العليم} , {غافر الذّنب وقابل التّوب شديد العقاب} : فهذا على البدل لأن هذه الصفة, وأما {غافر الذّنب وقابل التّوب} : فقد يكون معرفة لأنك تقول: هذا ضارب زيدٍ مقبلاً إذا لم ترد به التنوين.
ثم قال: {ذي الطّول} فيكون على البدل , وعلى الصفة ويجوز فيه الرفع على الابتداء , والنصب على خبر المعرفة إلا في {ذي الطّول} , فإنه لا يكون فيه النصب على خبر المعرفة لأنه معرفة, و{التوب} :هو جماعة التوبة , ويقال "عومةٌ" , و"عومٌ" في "عوم السّفينة" , وقال الشاعر:
عوم السّفين فلمّا حال دونهم = فيد القريّات فالفتكان فالكرم) [معاني القرآن: 4/1] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (من ذلك قوله جل وعز: {حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم}
روى معمر, عن قتادة قال: حم : اسم من أسماء القرآن.
وقيل معنى حم : حم الأمر
وفي رواية عكرمة , عن ابن عباس قال: آلر , وحم , ونون: حروف الرحمن جل وعز , مقطعة .
وقرأ عيسى بن عمر : حاميم تنزيل , والمعنى على قراءته اتل حاميم , ولم يصرفه لأنه جعله اسما للسورة
, ويجوز أن يكون فتح لالتقاء الساكنين , والمعنى : هذا تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم.). [معاني القرآن: 6/201-202] (م)
تفسير قوله تعالى: {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله عز جل: {غافر الذّنب وقابل التّوب شديد العقاب...}
جعلها كالنعت للمعرفة , وهي نكرة؛ ألا ترى أنك تقول: مررت برجل شديد القلب، إلاّ أنه وقع معها قوله: {ذي الطول}، وهو معرفة فأجرين مجراه. وقد يكون خفضها على التكرير فيكون المعرفة والنكرة سواء. ومثله قوله: {وهو الغفور الودود، ذو العرش المجيد، فعّالٌ لما يريد} فهذا على التكرير؛ لأن فعّال نكرة محضة، ومثله قوله: {رفيع الدرجات ذو العرش}، فرفيع نكرة، وأجرى على الاستئناف، أو على تفسير المسألة الأولى).[معاني القرآن: 3/5]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({غافر الذّنب وقابل التّوب }: مجازها أن يكون مصدراً وجماعاً.
{ذي الطول }: ذي التفضل , تقول العرب للرجل: إنه لذو طول على قومه, أي: ذو فضل عليهم.). [مجاز القرآن: 2/194]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({حم (1) تنزيل الكتاب من اللّه العزيز العليم (2) غافر الذّنب وقابل التّوب شديد العقاب ذي الطّول لا إله إلاّ هو إليه المصير}
قال: {حم} , {تنزيل الكتاب من اللّه العزيز العليم} {غافر الذّنب وقابل التّوب شديد العقاب} : فهذا على البدل لأن هذه الصفة, وأما {غافر الذّنب وقابل التّوب} : فقد يكون معرفة , لأنك تقول: هذا ضارب زيدٍ مقبلاً إذا لم ترد به التنوين, ثم قال: {ذي الطّول}: فيكون على البدل , وعلى الصفة , ويجوز فيه الرفع على الابتداء , والنصب على خبر المعرفة إلا في {ذي الطّول} ,فإنه لا يكون فيه النصب على خبر المعرفة لأنه معرفة, و{التوب}: هو جماعة التوبة ويقال "عومةٌ" , و"عومٌ" في "عوم السّفينة" , وقال الشاعر:
عوم السّفين فلمّا حال دونهم = فيد القريّات فالفتكان فالكرم) [معاني القرآن: 4/1] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({ذي الطول}: التفضل).[غريب القرآن وتفسيره: 327]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {الطّول}: التفضل, يقال: طل علي برحمتك، أي: تفضل.). [تفسير غريب القرآن: 385]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {غافر الذّنب وقابل التّوب شديد العقاب ذي الطّول لا إله إلّا هو إليه المصير (3)}: على صفات اللّه، فأما خفض {شديد العقاب} فعلى البدل لأنه مما يوصف به النكرة.
وقوله: {ذي الطّول} : معناه : ذي الغنى , والفضل , والقدرة.
تقول: لفلان على فلان طول ؛ إذا كان له عليه فضل.). [معاني القرآن: 4/366]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {غافر الذنب وقابل التوب}
ويجوز أن يكون التوب : جمع توبة , كما قال:-
=فيخبو ساعة ويهب ساعا
ويجوز أن يكون التوب بمعنى التوبة , ثم قال جل وعز: {شديد العقاب ذي الطول}
روى ابن أبي نجيح : ذي الطول , قال: ذي الغنى .
وروى سعيد , عن قتادة قال : ذي النعمة .
قال أبو جعفر : الطول في اللغة الفضل والاقتدار , يقال: لفلان على فلان طول, واللهم طل علينا برحمتك
وروى علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس: ذي الطول , قال: ذي السعة والغنى.). [معاني القرآن: 6/202-203]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : (و{قابل التوب} : جمع: توبة، والتوب مصدر: تاب, {ذي الطول}:أي: الغنى والفضل.). [ياقوتة الصراط: 449]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الطَّوْلِ}: التفضل). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 215]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الطَّوْلِ}: الفضل). [العمدة في غريب القرآن: 263]