العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > القراءات والإقراء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:44 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (101) إلى الآية (105) ]
{وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103) إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104) إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ (105)}

قوله تعالى: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101)}
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (القدس وينزل) قد ذكر في البقرة). [تحبير التيسير: 433] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (143 - وَيُنْزِلُ عَنْهُ اشْدُدْ .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 31]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (وقوله: ينزل عنه اشدد ضمير عنه راجع لمرموز (حا) حلا أي قرأيعقوب أيضًا {والله أعلم بما ينزل} [101] بتشديد الزاي كالآخرين). [شرح الدرة المضيئة: 160]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ تَخْفِيفُ بِمَا يُنَزِّلُ لِابْنِ كَثِيرٍ وَأَبِي عَمْرٍو، وَإِسْكَانُ رُوحُ الْقُدُسِ فِي الْبَقَرَةِ لِابْنِ كَثِيرٍ عِنْدَ هُزُوًا). [النشر في القراءات العشر: 2/305] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({بما ينزل} [101] ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 574]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم بما ينزّل [النحل: 101] ويلحدون [النحل: 103] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/416] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "مَا يُنْزِل" [الآية: 101] بسكون النون وتخفيف الزاي ابن كثير وأبو عمرو وخالف أصله يعقوب هنا فشدد وإليه الإشارة بقول الطيبة.
والنحل لأخرى "ح" ز "د" فا.
فما في الأصل هنا لعله سبق قلم.
ومر بالبقرة كتسكين دال "القدس" لابن كثير ونقله همز "القرآن" كوقف حمزة وسكنه وصلا على الراء كابن ذكوان وحفص وإدريس وصلا ووقفا بخلفهم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/189]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ينزل} [101] قرأ المكي والبصري بإسكان النون، وتخفيف الزاي، والباقون بفتح النون، وتشديد الزاي). [غيث النفع: 795]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101)}
{أَعْلَمُ بِمَا}
ذكر المتقدمون أن أبا عمرو ويعقوب أدغما الميم في الباء
والصواب أنه إخفاء س كن الميم، وتخفى عند البناء، والفرق
[معجم القراءات: 4/686]
واضح بينه وبين الإدغام، وقد أنبه على هذا صاحب النشر، وصاحب الإتحاف.
{يُنَزِّلُ}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن محيصن واليزيدي (ينزل) بسكون النون وتخفيف الزاي من «أنزل».
وقرأ نافع وابن عامر وأبو بكر وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وأبو جعفر {ينزل} بفتح النون وكسر الزاي المشددة من «نزل».
وقد خالف يعقوب أصله هنا في التخفيف.
وتقدم مثل هاتين القراءتين في الآية/90 من سورة البقرة).[معجم القراءات: 4/687]

قوله تعالى: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (20 - قَوْله {روح الْقُدس} 102
قَرَأَ ابْن كثير وَحده {الْقُدس} بِإِسْكَان الدَّال
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {الْقُدس} متحركة الدَّال). [السبعة في القراءات: 375]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير: {روح القدس} (102): مخففًا.
والباقون: مثقلاً). [التيسير في القراءات السبع: 339]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (القدس وينزل) قد ذكر في البقرة). [تحبير التيسير: 433] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ تَخْفِيفُ بِمَا يُنَزِّلُ لِابْنِ كَثِيرٍ وَأَبِي عَمْرٍو، وَإِسْكَانُ رُوحُ الْقُدُسِ فِي الْبَقَرَةِ لِابْنِ كَثِيرٍ عِنْدَ هُزُوًا). [النشر في القراءات العشر: 2/305] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({القدس} [102] ذكر لابن كثير). [تقريب النشر في القراءات العشر: 575]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {القدس} [102] قرأ المكي بإسكان الدال، والباقون بالضم). [غيث النفع: 796]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102)}
{رُوحُ الْقُدُسِ}
قراءة الجمهور {القدس} بضم الدال، وهو اختيار مكي وغيره لإجماع القراء عليه.
وقرأ ابن كثير، ووافقه ابن محيصن ومجاهد (القدس) بسكون الدال، وهو اختيار أبي حاتم.
وتقدم مثل هذا في الآية/87 من سورة البقرة.
[معجم القراءات: 4/687]
{لِيُثَبِّتَ}
قراءة الجماعة {ليثبت} بالباء المشددة من «ثبت».
وقرأ أبو حيوة (ليثبت) بتخفيف الباء من «أثبت».
{هُدًى}
تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيتين / 2 و 5 من سورة البقرة.
{بُشْرَى}
تقدمت الإمالة فيه، وانظر الآية/125 من سورة آل عمران، والآية/89 من سورة النحل هذه).[معجم القراءات: 4/688]

قوله تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (21 - وَاخْتلفُوا في فتح الْيَاء والحاء وَضمّهَا مَعَ كسر الْحَاء من قَوْله {يلحدون} 103
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر {يلحدون} بِضَم الْيَاء وَكسر الْحَاء
وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائي {يلحدون} بِفَتْح الْيَاء والحاء). [السبعة في القراءات: 375]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة، والكسائي: {يلحدون} (103)، هنا: بفتح الياء والحاء.
والباقون: بضم الياء، وكسر الحاء). [التيسير في القراءات السبع: 339]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (حمزة والكسائيّ وخلف: (يلحدون) هنا بفتح الياء والحاء والباقون بضم الياء وكسر الحاء). [تحبير التيسير: 433]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ يُلْحِدُونَ فِي الْأَعْرَافِ). [النشر في القراءات العشر: 2/305]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({يلحدون} [103] ذكر في الأعراف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 575]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وتقدم بما ينزّل [النحل: 101] ويلحدون [النحل: 103] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/416] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "يُلْحِدُون" [الآية: 51] بفتح الياء والحاء حمزة والكسائي وخلف، والباقون
[إتحاف فضلاء البشر: 2/189]
بالضم والكسر، ومر بالأعراف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/190]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {يلحدون} [103] قرأ الأخوان بفتح التحتية والحاء، والباقون بضم التحتية، وكسر الحاء). [غيث النفع: 796]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103)}
{إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ}
قراءة الجماعة {بشر} على الوقف، ثم يستأنفون: {لسان......} وإذا وصلوا نونوا {بشرٌ لسان الذي.......}.
وقرأ الحسن (بشر، اللسان الذي..) بالوقف على «بشر»، وتعريف «اللسان»، و«الذي» صفته.
واللسان: مبتدأ، وخبره «أعجمي».
وقال أبو جعفر النحاس:
وقرأ الحسن: (إنما يعلمه بشر اللسان الذي يلحدون إليه أعجمي)، «بشر» بغير تنوين، «واللسان» بالألف واللام، واللسان: مرفوع، وبشرٌ: مرفوع بفعله، واللسان: مبتدأ، وخبره أعجمي، وحذف التنوين من «بشر» لالتقاء الساكنين....» انتهى كلام أبي جعفر.
[معجم القراءات: 4/688]
وكأن أبا جعفر لا يرى الوقف على «بشر»، ونص العكبري بعد قراءة الحسن: «والوقف بكل حالٍ على بشر».
وقرأ مثل هذه القراءة التي تقدمت عن الحسن هارون واللؤلؤي كلاهما عن أبي عمرو. ذكر هذا الصفراوي قال: «بضمة واحدة على الراء من غير تنوين غير مصروف».
وجاءت قراءة الحسن في مختصر ابن خالويه: (إنما يعلمه بشر اللسان الذين يلحدون إليه)، بالألف واللام الحسن».
كذا «الذين» في موضع «الذي»، ولعله تحريف، وأشار إلى هذا محقق الكتاب.
{يُلْحِدُونَ}
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب {يلحدون} بضم الياء وكسر الحاء ومن «ألحد» رباعيًا، وهي الفصيحة عند الناس.
وقرأ حمزة والكسائي وخلف وعبد الله وطلحة والسلمي والأعمش ومجاهد (يلحدون) بفتح الياء والحاء، من «لحد» ثلاثيًا.
والقراءتان بمعنى واحد، أي يميلون إليه. يقال: ألحد فلان في قوله
[معجم القراءات: 4/689]
أو في دينه إذا مال عنه.
وقال الأخفش:
«وهما لغتان، و{يلحدون} أكثر، وبها نقرأ، ويقويه: {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم} الحج 22/ 25.
وذهب مكي إلى أن «ألحد» أكثر في الاستعمال، وأنهم أجمعوا على استعمال الملحد دون اللاحد.
ثم قال: «والضم الاختيار، لأنه أكثر في الاستعمال، وأبين، وعليه أكثر القراء».
وتقدمت القراءة في {يلحدون} في الآية / 180 من سورة الأعراف، مع خلاف في القراء في الموضعين، فارجع إلى ما سبق، وقارنه بما أثبته هنا إن شئت).[معجم القراءات: 4/690]

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وضم" الهاء الثانية من "لا يهديهم الله" في الحالين يعقوب وأتبعها الميم وصلا وكسرهما وصلا أبو عمرو، وضمهما وصلا حمزة والكسائي وخلف وضم الميم فقط كذلك الباقون). [إتحاف فضلاء البشر: 2/190]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لا يهديهم الله} [104] قرأ البصري بكسر الهاء والميم، والأخوان بضمهما، والباقون بكسر الهاء وضم الميم). [غيث النفع: 796]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (104)}
{لَا يُؤْمِنُونَ}
تقدمت قراءة أبي عمرو وأبي جعفر وغيرهما. بإبدال الهمزة واوًا (لايومنون). انظر الآية/22 من هذه السورة.
{بِآَيَاتِ}
قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياء مفتوحة.
{لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ}
قراءة يعقوب (لا يهديهم الله) بضم الهاء في الحالين: الوقف والوصل، وفي حالة الوصل يتبع الميم الهاء.
وقرأ حمزة والكسائي وخلف (لا يهديهم الله) بضم الهاء والميم في الوصل، وتفخيم اللام من لفظ الجلالة.
وقرأ أبو عمرو واليزيدي والحسن (لا يهديهم الله) بكسر الهاء والميم في الوصل، وترقيق اللام من اسم الله تعالى.
[معجم القراءات: 4/690]
وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو جعفر وابن محيصن {لا يهديهم الله} بضم الميم وكسر الهاء وتفخيم اللام من لفظ الجلالة، وهي لغة بني أسد وأهل الحرمين.
وإذا وقف الجميع على {يهديهم} وقفوا بالسكون على الميم، وأما الهاء فهي على أصولهم من حيث كسرها لمجاورة الياء، وخرج على ذلك يعقوب فقرأ بضمها على الأصل، وهو ما ذكرته في القراءة الأولى، فالوقف والوصل عنده سواء).[معجم القراءات: 4/691]

قوله تعالى: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ (105)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ (105)}
{لَا يُؤْمِنُونَ}
تقدمت القراءة فيه في الآية /22 من هذه السورة (يومنون).
{بِآَيَاتِ}
تقدمت القراءة فيه في الوقف عند حمزة، وانظر الآية السابقة).[معجم القراءات: 4/691]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #27  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:48 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (106) إلى الآية (110) ]
{مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106) ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآَخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (107) أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (108) لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآَخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (109) ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (110)}

قوله تعالى: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106)}
{فَعَلَيْهِمْ}
تقدم ضم الهاء وكسرها مرارًا، وانظر الآية/7 من سورة الفاتحة، والآية/16 من سورة الرعد).[معجم القراءات: 4/691]

قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآَخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (107)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآَخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (107)}
{بِأَنَّهُمُ}
قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياء مفتوحة.
[معجم القراءات: 4/691]
{الدُّنْيَا}
تقدمت الإمالة فيه مرارًا عن أبي عمرو وحمزة والكسائي وخلف، والتقليل عن الأزرق وورش.
وانظر الآيتين 85، 114 من سورة البقرة.
{الْآَخِرَةِ}
تقدمت القراءات فيه في سورة البقرة الآية/4 - السكت، ونقل حركة الهمزة والحذف، تحقيق الهمز، ترقيق الراء، الإمالة.
{الْكَافِرِينَ}
تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيات 19/ 34 ۸۹، من سورة البقرة).[معجم القراءات: 4/692]

قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (108)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (108)}
{أَبْصَارِهِمْ}
أماله أبو عمرو والدوري عن الكسائي، وابن ذكوان من طريق الصوري، واليزيدي.
والأزرق وورش بالتقليل.
والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان).[معجم القراءات: 4/692]

قوله تعالى: {لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآَخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (109)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآَخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (109)}
{لَا جَرَمَ}
تقدمت القراءات فيه في الآية/22 من سورة هود.
{الْآَخِرَةِ}
انظر الآية/4 في سورة البقرة، والإحالة في الآية السابقة من هذه السورة/107.
{الْخَاسِرُونَ}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف). [معجم القراءات: 4/692]

قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (110)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (22 - وَاخْتلفُوا في فتح الْفَاء وَضمّهَا من قَوْله {من بعد مَا فتنُوا} 110
فَقَرَأَ ابْن عَامر وَحده {فتنُوا} بِفَتْح الْفَاء وَالتَّاء
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {فتنُوا} بِضَم الْفَاء وَكسر التَّاء). [السبعة في القراءات: 375 - 376]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((فتنوا) بفتح الفاء والتاء شامي). [الغاية في القراءات العشر: 299]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (ما فتنوا) [110]: بفتحتين دمشقي). [المنتهى: 2/789]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر (من بعد ما فتنوا) بفتح الفاء والتاء، وقرأ الباقون بضم الفاء وكسر التاء). [التبصرة: 253]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر: {من بعد ما فتنوا} (110): بفتح الفاء والتاء.
والباقون: بضم الفاء، وكسر التاء). [التيسير في القراءات السبع: 339]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن عامر: (من بعد ما فتنوا) بفتح الفاء والتّاء، والباقون بضم الفاء وكسر التّاء). [تحبير التيسير: 433]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فُتِنُوا) بفتحتين الزَّعْفَرَانِيّ، وأبو حيوة عن نافع، وشامي غير ابن بحرية، الباقون بضم الفاء وكسر التاء على ما لم يسم فاعله، وهو الاختيار، لأن معناه عذبوا). [الكامل في القراءات العشر: 585]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([110]- {فُتِنُوا} بفتحتين: ابن عامر). [الإقناع: 2/684]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (815 - سِوَى الشَّامِ ضُمُّوا وَاكْسِرُوا فَتَنُوا لَهُمْ = .... .... .... .... ). [الشاطبية: 64]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([815] سوى (الشام) ضموا واكسروا فتنوا لهم = ويكسر في ضيق مع النمل (د)خللا
{فتنوا}، معناه: عذبوا غيرهم على الكفر، ثم تابوا وأسلموا وهاجروا.
و{فتنوا}، عذبوا على الطق بكلمة الكفر، فقالوها وقلوبهم مطمئنة بالإيمان، كعمار وأصحابه.
ويجوز أن يكون {فتنوا} بالفتح، بمعنى افتتنوا.
فقد روى أبو عبيد عن أبي زيد: «فتن الرجل في فتونًا، إذا وقع في الفتنة، وتحول من الحال الصالحة إلى السيئة. وفتن إلى النساء، أراد الفجور بهن» ). [فتح الوصيد: 2/1052]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([815] سوى الشام ضموا واكسروا فتنوا لهم = ويكسر في ضيقٍ مع النمل دخللا
ب: (الدخلل): المخالط الكثير الدخول.
ح: (سوى الشام): استثناء من الضمير في (لهم)، والضمير: للقراء، أو هو منصوب بمضمر على شريطة التفسير، نحو: (زيدًا اكتب له)، أي: لابسه، (في ضيقٍ): مفعول (يكسر)، أي يفعل الكسر فيه، (دخللا): حال منه، أي: دخيلًا مع الذي في النمل.
ص: قرأ غير ابن عامر: {من بعد ما فتنوا} [110] بضم الفاء وكسر التاء على بناء المجهول، أي: فتنهم الكفار، وابن عامر: بالفتح فيهما، بمعنى: افتتنوا.
وقرأ ابن كثير: {في ضيقٍ مما يمكرون} هنا [127]، وفي النمل [70] بكسر الضاد، والباقون: بفتحها، لغتان، كـ (القول) و (القيل)، أو الفتح تخفيف (ضيق) كـ (هَيْن) في (هَيِّن) ). [كنز المعاني: 2/376] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (815- سِوَى الشَّامِ ضُمُّوا وَاكْسِرُوا فَتَنُوا لَهُمْ،.. وَيُكْسَرُ فِي ضَيْقٍ مَعَ النَّمْلِ "دُ"خُلُلا
لهم؛ أي: لجميع القراء السبعة سوى الشامي، فحذف ياء النسبة أو التقدير: سوى قارئ الشام فحذف المضاف يريد: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا}؛ أي: فتنهم الكافر بالإكراه على النطق بكلمة الكفر وقلوبهم مطمئنة بالإيمان، وذلك نحو ما جرى لعمار بن ياسر وأصحابه بمكة -رضي الله عنهم- وهو موافق للآية الأولى: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا} لم يُختَلَف فيه أنه على ما لم يسم فاعله، وقرأ ابن عامر فتنوا بإسناد الفعل إلى الفاعل بفتح الفاء والتاء؛ لأن الفتح ضد الضم والكسر معا، ووجه هذه القراءة أن تكون الآية نزلت في الفاتنين الذين عذبوا المؤمنين على الكفر وأوقعوا الفتن في الذين أسلموا وهاجروا وجاهدوا وصبروا، وذلك نحو ما جرى لمن تأخر إسلامه
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/315]
كعكرمة بن أبي جهل وعمه الحارث وسهيل بن عمرو وأضرابهم -رضي الله عنهم- وتكون القراءتان في الطائفتين؛ الفاتنين والمفتونين وقيل: التقدير: فتنوا أنفسهم حين أظهروا ما أظهروا من كلمة الكفر، ومعنى القراءتين متحد، المراد بهما المفتونون، وقيل: معنى فتنوا افتتنوا، قال الشيخ: روى أبو عبيد عن أبي زيد: فتن الرجل يفتن فتونا إذا وقع في الفتنة وتحول من الحال الصالحة إلى السيئة، وفتن إلى النساء أراد الفجور بهن، وقيل: الضمير في فتنوا يعود إلى "الخاسرون"، والمفعول محذوف؛ أي: من بعد ما فتنهم أولئك الخاسرون). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/316]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (815 - سوى الشّام ضمّوا واكسروا فتنوا لهم = ويكسر في ضيق مع النّمل دخللا
قرأ غير الشامي من القراء: مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا. بضم الفاء وكسر التاء. وقرأ الشامي بفتحهما). [الوافي في شرح الشاطبية: 306]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فُتِنُوا فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ بِفَتْحِ الْفَاءِ وَالتَّاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِضَمِّ الْفَاءِ وَكَسْرِ التَّاءِ). [النشر في القراءات العشر: 2/305]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر {فتنوا} [110] بفتح الفاء والتاء، والباقون بضم الفاء وكسر التاء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 575]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (727- .... وضمّ فتنوا واكسر سوى = شامٍ .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 82]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (د) م (ث) ق وضمّ فتنوا واكسر سوى = شام وضيق كسرها معا (د) وى
أراد أن القراء العشرة ضموا الفاء وكسروا التاء من قوله تعالى: «من بعد ما فتنوا» سوى ابن عامر فإنه بفتح الفاء والتاء، فوجه الضم والكسر بناؤه للمفعول، والمراد من فتنهم المشركون، ووجه بنائه للفاعل أن تكون الآية نزلت فيمن فتن الناس ثم أسلم). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 262]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ العشرة من بعد ما فتنوا [النحل: 110] بضم الفاء وكسر التاء على بنائه للمفعول.
أي: من بعد ما فتنهم الكفار بالإكراه على التلفظ بالكفر وقلوبهم مطمئنة بالإيمان:
كعمار بن ياسر وصهيب وبلال.
وقرأ ابن عامر بفتح الفاء والتاء على بنائه للفاعل، معناه: من بعد ما أكرهوا المؤمنين: كعكرمة بن أبي جهل، والحارث، وسهيل، ثم أسلموا، فيختلفان.
أو فتنو أنفسهم بلفظ الكفر). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/416]

قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مَا فُتِنُوا" [الآية: 7] فابن عامر بفتح الفاء والتاء مبنيا للفاعل أي: فتنوا المؤمنين بإكراههم على الكفر أو أنفسهم، ثم أسلموا كعكرمة وعمه وسهل بن عمرو والباقون بضم الفاء وكسر التاء مبنيا للمفعول أي: فتنتهم الكفار بالإكراه على التلفظ بالكفر وقلوبهم مطمئنة بالإيمان، كعمار بن ياسر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/190]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فتنوا} [110] قرأ الشامي بفتح الفاء والتاء، مبنيًا للفاعل، أي: أكرهوا المؤمنين على الكفر، كعكرمة بن أبي جهل وغيره رضي الله عنهم.
والباقون بضم الفاء وكسر التاء، مبنيًا للمفعول، أي: من فتنتهم الكفار بالإكراه على التلفظ بالكفر، وقلوبهم مطمئنة بالإيمان، كعمار بن ياسر وغيره، رضي الله عنهم). [غيث النفع: 796]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (110)}
{فُتِنُوا}
قراءة الجماعة {فتنوا} مبنيًا للمفعول، أي فتنهم الكفار بالإكراه على التلفظ بالكفر وقلوبهم مطمئنة بالإيمان، مثل
عمار بن ياسر.
وقرأ ابن عامر (فتنوا) بفتح الفاء التاء مبنيًا للفاعل.
أي: فتنوا المؤمنين بإكراههم على الكفر، أو أنفسهم ثم أسلموا، مثل عكرمة، وعمه وسهل بن عمرو.
قال مكي: «والاختيار الضم؛ لأن الجماعة عليه»).[معجم القراءات: 4/693]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #28  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:49 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (111) إلى الآية (114) ]
{يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (111) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (112) وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (113) فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (114)}

قوله تعالى: {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (111)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (المرسوم
يوم تأتي بالياء وإيتاي ذي بياء بعد الألف يتفيوا بواو ألف بعدها). [إتحاف فضلاء البشر: 2/191] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {لا يظلمون} تفخيمه لورش جلي، وهو تام، وفاصلة، بإجماع، ومنتهى الربع على المشهور، ونقل في المسعف الإجماع عليه، وقيل {رحيم} قبله، وعليه كثير من المغاربة). [غيث النفع: 796]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (111)}
{تَأْتِي}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني (تاتي) بإبدال الهمزة ألفا في الحالين.
وهي قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الباقين بالهمز في الحالين.
[معجم القراءات: 4/693]
وقرئ (يوم تأت) بدون ياء، كما قالوا: لا أدر، وهي لغة هذيل.
{تُوَفَّى}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
والباقون على الفتح.
{لَا يُظْلَمُونَ}
تغليظ اللام عن الأزرق وورش.
وتقدم مثل هذا مراراً، انظر الآية/ 160 من سورة الأنعام، والآية/47 من سورة يونس).[معجم القراءات: 4/694]

قوله تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (112)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (23 - قَوْله {فأذاقها الله لِبَاس الْجُوع وَالْخَوْف} 112
كلهم قَرَأَ {لِبَاس الْجُوع وَالْخَوْف} بخفض {الْخَوْف}
وروى علي بن نصر وعباس بن الْفضل وَدَاوُد الأودي وَعبيد بن عقيل عَن أَبي عَمْرو {لِبَاس الْجُوع وَالْخَوْف} بِفَتْح الْفَاء
وروى اليزيدي وَغَيره عَن أَبي عَمْرو {لِبَاس الْجُوع وَالْخَوْف} بِكَسْر الْفَاء). [السبعة في القراءات: 376]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (والخوف) نصب عباس). [الغاية في القراءات العشر: 299]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (والخوف) [112]: نصب: عباس). [المنتهى: 2/788]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ((وَالْخَوْفِ) نصب المعلم عن الحسن
[الكامل في القراءات العشر: 585]
وأبو السَّمَّال، وهارون، وعباس، والجعفي، وعلي بن نصر، والخفاف، وعببد، وابن عقيل، والجهضمي، واللؤلؤي، ويونس، وعصمة، وعبد الوارث إلا القصبي كلهم عن أبي عمرو، الباقون بكسر الفاء، وهو الاختيار عطف على الجوع، إنما جعل بفتح الجيم والعين). [الكامل في القراءات العشر: 586]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "والخوف" بالنصب عطفا على لباس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/190]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (112)}
{يَأْتِيهَا}
انظر حكم الهمز في «يأتي» في الآية السابقة.
{بِأَنْعُمِ}
قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة ياء مفتوحة.
{فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ}
قراءة الجماعة {فأذاقها الله لباس الجوع والخوف}.
الخوف: بالجر عطفًا على الجوع، وهي رواية عن أبي عمرو.
وقرأ علي بن نصر وعباس بن الفضل وداود الأودي وعبيد بن عقيل وعبد الوارث، كلهم عن أبي عمرو، وإبراهيم، والأخفش
[معجم القراءات: 4/694]
عن ابن ذكوان، وحفص بن غياث ونصر بن عاصم وابن أبي إسحاق والحسن (فأذاقها الله لباس الجوع والخوف).
الخوف: بالنصب عطفًا على «لباس».
وذهب بعضهم إلى أنه يجوز أن يكون نصبه على إضمار فعل.
قال العكبري: «وفي قراءة النصب: قيل هو معطوف على موضع الجوع؛ لأن التقدير: ألبسهم الجوع والخوف».
وقال ابن مجاهد:
«وروى اليزيدي وغيره عن أبي عمرو «والخوف» بكسر الفاء» أي كقراءة الجماعة.
وقرأ ابن مسعود وأبي بن كعب (فأذاقها الله لباس الخوف والجوع) على تقديم الخوف وتأخير الجوع.
وذكر أبو حيان هذه القراءة لأبي ثم قال: «وهذا عندي إنما كان في مصحفه قبل أن يجمعوا ما في سواد المصحف الموجود الآن شرقًا وغربًا، ولذلك المستفيض عن أبي في القراءة إنما هو كقراءة الجماعة».
وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قرأ (فأذاقها الله الخوف والجوع» ولا يذكر «لباس».
قال أبو حيان: «والذي أقوله: إن هذا تفسير معنى لا قراءة؛ لأن المنقول عنه مستفيضًا مثل ما سواد المصحف» ).[معجم القراءات: 4/695]

قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (113)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (ومر قريبا حكم "ولقد جاءهم" وكذا الوقف على نعمت). [إتحاف فضلاء البشر: 2/190]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (113)}
{وَلَقَدْ جَاءَهُمْ}
تقدم إدغام الدال في الجيم في الآية /34 من سورة الأنعام {ولقد جاءك}.
وتقدمت الإمالة في «جاء» مرارًا، انظر الآية / 87 من سورة البقرة {جاءكم}، والآية / 61 من آل عمران {جاءك}.
وتقدم في هذه المواضع بيان وقف حمزة على «جاء».
{فَكَذَّبُوهُ}
قرأ ابن كثير بوصل الهاء بواو في الوصل (فكذبوهو) ).[معجم القراءات: 4/696]

قوله تعالى: {فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (114)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (الهاء
"بنعمت الله، هم يعرفون نعمت الله، واشكروا نعمت الله" بالتاء). [إتحاف فضلاء البشر: 2/191] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (114)}
{رَزَقَكُمُ}
إدغام القاف في الكاف وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{نِعْمَةَ اللَّهِ}
تقدم الوقف بالتاء والهاء على «نعمت»، في الآية/72 من هذه السورة، وكذا الوقف بالإمالة عن الكسائي، فانظر هذا فيما تقدم).[معجم القراءات: 4/696]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #29  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:52 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (115) إلى الآية (119) ]
{إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (115) وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (116) مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (117) وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (118) ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (119)}

قوله تعالى: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (115)}
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (الميتة) ذكر في البقرة). [تحبير التيسير: 433]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ الْمَيْتَةَ وَفَمَنِ اضْطُرَّ لِأَبِي جَعْفَرٍ وَ " إِبْرَاهَامَ " فِي الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/305] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({الميتة} [115]، و{فمن اضطر} [115]، و{إبراهيم} [120، 123] ذكرن في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 575] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وشدد "الميتة" أبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/190]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وكسر نون "فمن اضطر" أبو عمرو وعاصم وحمزة ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/190]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ أبو جعفر بكسر طاء "اضطر" [الآية: 115] وسبق توجيهه بالبقرة كقراءة إن إبراهام وملة إبراهام بالألف فيهما لابن عامر غير النقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان). [إتحاف فضلاء البشر: 2/190]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وضرب الله مثلا}
{الميتة} [115] لا خلاف بين السبعة في تخفيف الياء وإسكانها). [غيث النفع: 798]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فمن اضطر} قرأ البصري وعاصم وحمزة بكسر النون، والباقون بالضم). [غيث النفع: 798]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (115)}
{حَرَّمَ}
قرأ الجمهور {حرم}.
وقرأت فرقة (حرم) على ما لم يسم فاعله.
{الْمَيْتَةَ}
وقرأ أبو جعفر (الميتة) بتشديد الياء.
وقرأ غيره (الميتة) بالتخفيف.
وتقدم هذا في الآية/173 من سورة البقرة، كما تقدم في
[معجم القراءات: 4/696]
الآية / 139 من سورة الأنعام.
وتقدم في الآية/ 173 قراءة (الميتة) بالرفع عن ابن أبي عبلة وأبي جعفر وأبي عبد الرحمن السلمي وابن أبي الزناد، وأبي رجاء العطاردي.
فانظر هذا في موضعه مما تقدم، وفيه تخريج هذه القراءة.
{فَمَنِ اضْطُرَّ}
فيها قراءات:
1-كسر النون.
2- ضم النون.
3- كسر الطاء وهي لغة ربيعة.
4- ضم الطاء وهي قراءة الجماعة.
5- إدغام الضاد في الطاء.
وتقدمت هذه القراءات مفصلة في موضعين:
الأول: الآية / 173 من سورة البقرة.
والثاني: الآية / 145 من سورة الأنعام.
فارجع إلى هذين الموضعين ففيهما بيان وافٍ، وتخريج لهذه القراءات.
{غَيْرَ}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش).[معجم القراءات: 4/697]

قوله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (116)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن الحسن "الكذب" بالخفض بدل من الموصول، والجمهور على النصب مفعول به وناصبه نصف وما مصدرية، وجملة هذا حلال إلخ مقول القول، ولما تصف علة النهي). [إتحاف فضلاء البشر: 2/190]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (116)}
{لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ}
قرأ الجمهور {الكذب} بفتح الباء والكاف وكسر الذال.
[معجم القراءات: 4/697]
وتخريج هذه القراءة أنه انتصب بالفعل (ولا تقولوا)، وذهب أبو البقاء إلى أنه بدل من الضمير المحذوف العائد على «ما» من قوله «لما».
وقيل: هو منصوب على تقدير «أعني».
وذهب الكسائي والزجاج إلى أن «ما» مصدرية، وانتصب «الكذب» على أنه مفعول به، أي: لوصف ألسنتكم الكذب، ومعمول «لا تقولوا» الجملة من قوله {هذا حلال وهذا حرام}.
وذكر الشهاب الخفاجي عن بعضهم أنه مفعول مطلق، وتعقبه فيه.
وقرأ الحسن وابن يعمر وطلحة بن مصرف والأعرج وابن أبي إسحاق وابن عبيد وعمرو بن نعيم بن ميسرة وأبو معمر... الكذب» بكسر الباء، جعلوه نعتًا لـ «ما»، أو بدلًا منها.
وقرأ معاذ بن جبل ومسلمة بن محارب وابن أبي عبلة وأبو البرهسم، وأهل الشام أو بعضهم وابن محيصن (الكذب) بضم الكاف والذال والباء، جمع كذوب، وذهب بعضهم إلى أنه جمع كاذب أو كذاب مثل: كتاب وكتب، وهو صفة للألسنة.
[معجم القراءات: 4/698]
وتقدم مثل هذا في الآية/62 من هذه السورة.
وقرأ بعضهم (الكُذبُ) على وزن «رُكع» وهو بالرفع للألسنة، وقيل هو جمع كاذب على غير قياس، أو جمع كذاب على وزن كتاب.
وقرأ يعقوب ومسلمة بن محارب (الكُذُبَ) بضم الكاف والذال وفتح الباء.
قال العكبري:
«ويقرأ بضم الكاف والذال وفتح الباء، وهو جمع كذاب، بالتخفيف، مثل كتاب وكتب، وهو مصدر، وهو في معنى القراءة الأولى».
وذكروا أنه منصوب على الشتم والذم، وهو نعت للألسنة مقطوع، أو أنه مفعول به لـ «تصف» أو «تقولوا» ).[معجم القراءات: 4/699]

قوله تعالى: {مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (117)}

قوله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (118)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (118)}
{وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ}
قراءة الأزرق وورش بتغليظ اللام).[معجم القراءات: 4/699]

قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (119)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وأصلحوا} [119] تفخيمه لورش جلي). [غيث النفع: 798]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (119)}
{مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ}
إدغام الدال في الذال عن أبي عمرو ويعقوب بخلاف.
[معجم القراءات: 4/699]
ولهما الاختلاس أيضًا.
{وَأَصْلَحُوا}
قرأ الأزرق وورش بتغليظ اللام).[معجم القراءات: 4/700]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #30  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:54 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (120) إلى الآية (124) ]
{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (121) وَآَتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (122) ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (123) إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (124)}

قوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ الْمَيْتَةَ وَفَمَنِ اضْطُرَّ لِأَبِي جَعْفَرٍ وَ " إِبْرَاهَامَ " فِي الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/305] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({الميتة} [115]، و{فمن اضطر} [115]، و{إبراهيم} [120، 123] ذكرن في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 575] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إبراهيم} [120 123] معًا قرأ هشام بفتح الهاء، وألف بعدها، والباقون بكسر الهاء، وياء بعدها). [غيث النفع: 798] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120)}
{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ}
قراءة هشام (... إبراهام) بالألف، واختلف عن ابن ذكوان، فروى النقاش عن الأخفش عنه بالياء كالجماعة {إبراهيم}، وبه قرأ الداني.
وروى الرملي عن الصوري عن ابن ذكوان بالألف كهشام.
وروى عباس بن الوليد وغيره عن ابن عامر بالألف (إبراهام) في جميع القرآن.
وقراءة الجماعة {إبراهيم} بالياء حيث كان.
وتقدم الحديث مفصلًا في الآية / 124 من سورة البقرة).[معجم القراءات: 4/700]

قوله تعالى: {شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (121)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "اجتبيه، وهديه" حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/191]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {صراط} [121] و{وهو} [125] و{لهو} [126] و{عليهم} [127] جليات). [غيث النفع: 798] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (121)}
{شَاكِرًا}
قراءة القراء بترقيق الراء في الحالين.
وذهب بعضهم إلى تفخيمه من أجل التنوين الذي لحقه.
وقراءة الأزرق وورش بالترقيق.
{اجْتَبَاهُ}
أمال الألف حمزة والكسائي وخلف.
والفتح والتقليل عن الأزرق وورش.
وقراءة الباقين بالفتح.
[معجم القراءات: 4/700]
وقرأ ابن كثير في الوصل (اجتباهو) بوصل الهاء بواو.
{هَدَاهُ}
أمال الألف حمزة والكسائي وخلف.
والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
وقراءة الباقين بالفتح.
وقرأ ابن كثير الوصل (هداهو) بوصل الهاء بواو.
{صِرَاطٍ}
تقدمت فيه قراءات:
1- سراط، بالسين.
2- صراط بالصاد الخالصة.
3- صراط: بإشمام الصاد الزاي.
انظر الآية/76 من هذه السورة، وأرجع إلى الآية/6، 7، من سورة الفاتحة).[معجم القراءات: 4/701]

قوله تعالى: {وَآَتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (122)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَآَتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (122)}
{فِي الدُّنْيَا}
تقدمت الإمالة فيه، انظر الآيتين /85، 114، من سورة البقرة.
{الْآَخِرَةِ}
تقدمت القراءة فيه انظر الآية/ 4 من سورة البقرة وهي:
تحقيق الهمز، نقل الحركة والحذف، السكت، ترقيق الراء، إمالة الهاء وما قبلها).[معجم القراءات: 4/701]

قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (123)}
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ الْمَيْتَةَ وَفَمَنِ اضْطُرَّ لِأَبِي جَعْفَرٍ وَ " إِبْرَاهَامَ " فِي الْبَقَرَةِ). [النشر في القراءات العشر: 2/305] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({الميتة} [115]، و{فمن اضطر} [115]، و{إبراهيم} [120، 123] ذكرن في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 575] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {إبراهيم} [120 123] معًا قرأ هشام بفتح الهاء، وألف بعدها، والباقون بكسر الهاء، وياء بعدها). [غيث النفع: 798] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (123)}
{مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ}
قراءة (إبراهام) و{إبراهيم} بالألف بعد الهاء وبالياء، تقدمت، انظر الآية /124 من سورة البقرة، وانظر الآية / 120 من هذه السورة).[معجم القراءات: 4/701]

قوله تعالى: {إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (124)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (جُعِلَ السَّبْتُ) بنصب التاء أبو حيوة، وابْن مِقْسَمٍ، والحسن، واللؤلؤي عن عباس، وهو الاختيار، يعني: جعل اللَّه، الباقون بضم الجيم وكسر العين ورفع التاء على ما لم يسم فاعله). [الكامل في القراءات العشر: 586]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وعن" الحسن والمطوعي "جعل" بالبناء للفاعل و"السبت" بالنصب مفعول به). [إتحاف فضلاء البشر: 2/191]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (124)}
قراءة الجماعة {إنما جول السبت} الفعل مبني للمفعول، السبت: قام مقام الفاعل في غيبته.
وقرأ أبو حيوة والحسن والنخعي واليزيدي والمطوعي (إنما جَعَلَ السبتَ) بفتح الجيم والعين، مبنيًا للفاعل، وهو الله سبحانه وتعالى، السبت: بالنصب مفعول به.
والمعنى: فرض الله تعظيمه على الذين اختلفوا فيه وهم اليهود، أو على تقدير: جعل وبال السبت عليهم.
وقرأ ابن مسعود والأعمش (إنما أنزلنا السبت).
قال أبو حيان:
«وهو تفسير معنى لا قراءة؛ لأنها مخالفة السواد المصحف المجمع عليه، ولما استفاض عن الأعمش وابن مسعود أنهما قرأا كالجماعة».
وجاءت القراءة عند ابن عطية (إنما نزلنا السبت») كذا !! ولعله تحريف أصاب الفعل، أو أنه (نزلنا) بالتضعيف.
وعن ابن مسعود أنه قرأ (إنا أنزلنا السبت) بدلًا من «إنما».
{فِيهِ}
قراءة ابن كثير في الوصل (فيهي) بوصل الهاء بياء.
[معجم القراءات: 4/702]
وقراءة غيره بهاء مكسورة من غير وصل بياء.
{لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ}
إدغام الميم في الباء عن أبي عمرو ويعقوب، كذا ذكر كثير من المتقدمين.
وذهب بعضهم إلى أنه ليس بإدغام وإنما هو إخفاء، تسكن الميم وتخفي في الباء.
والفرق بين الإخفاء والإدغام أنه في الإدغام يشدد الحرف المدغم فيه بعد قلب الأول إلى جنسه).[معجم القراءات: 4/703]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #31  
قديم 13 صفر 1440هـ/23-10-2018م, 02:57 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النحل

[ من الآية (125) إلى الآية (128) ]
{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128)}

قوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {صراط} [121] و{وهو} [125] و{لهو} [126] و{عليهم} [127] جليات). [غيث النفع: 798] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125)}
{إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ}
إدغام اللام في الراء وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
{أَعْلَمُ بِمَنْ}
ذكر بعض العلماء أن أبا عمرو ويعقوب أدغما الميم في الباء.
والصواب في مثل هذا عند ابن كثير من المتقدمين أنه إخفاء وليس إدغامًا، فقد سكنت الميم وأخفيت في الباء، والفرق بين الإدغام والإخفاء أن الحرف الأول يسكن ثم يدغم في الثاني، فيشدد الثاني، وأما في الإخفاء فلا يكون كذلك، بل يبقى لكل حرف صورته.
{وَهُوَ}
تقدمت قراءة إسكان الهاء عن أبي عمرو والكسائي وقالون (وَهْوَ).
وكذا قراءة الباقين بضم الهاء وانظر الآيتين / 29 و85 من سورة البقرة، ففي ما سبق تفصيل وافي لا يغني عنه هذا الإيجاز.
[معجم القراءات: 4/703]
{أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}
ذكروا أن أبا عمرو ويعقوب أدغما الميم في الباء، والصواب أنه إخفاء، وقد أوضحته في الموضع السابق).[معجم القراءات: 4/704]

قوله تعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {صراط} [121] و{وهو} [125] و{لهو} [126] و{عليهم} [127] جليات). [غيث النفع: 798] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126)}
{وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا}
قراءة الجماعة {وإن عاقبتم فعاقبوا} من «عاقب» بألف، من المعاقبة.
وقرأ ابن سيرين (وإن عقبتم فعقبوا) بتشديد القاف في الموضعين.
قال أبو حيان: «أي وإن قفيتم بالانتصار فقفوا بمثل ما فعل بكم).
وقال ابن جني:
«معناه: إن تتبعتم فتتبعوا بقدر الحق الذي لكم، ولا تزيدوا عليه».
وقرئ (وإن عقبتم) مخففًا، وهو في معنى المشدد.
{لَهُوَ}
قرأ الكسائي وأبو عمرو ونافع بخلاف عنه وقالون (لهو) بسكون الهاء.
وقراءة الجماعة بضمها {لهو}
{خَيْرٌ}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف).[معجم القراءات: 4/704]

قوله تعالى: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (24 - وَاخْتلفُوا في فتح الضَّاد وَكسرهَا من قَوْله {وَلَا تَكُ فِي ضيق} 127
فَقَرَأَ ابْن كثير وَحده {فِي ضيق} بِكَسْر الضَّاد
وَكَذَلِكَ روى أَبُو عبيد عَن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن نَافِع
وَخلف عَن المسيبي عَن نَافِع
وَهُوَ وهم في روايتهما جَمِيعًا
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {فِي ضيق}
وَكَذَلِكَ في النَّمْل 70 من كسر هَذِه كسر تِلْكَ وَمن فتح هَذِه فتح تِلْكَ). [السبعة في القراءات: 376]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (ضيق) وفي النمل بكسر الضاد مكي). [الغاية في القراءات العشر: 299]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (في ضيق) [127]، وفي النمل [70]: جر: مكي). [المنتهى: 2/789]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير (في ضيق) هنا وفي النمل بكسر الضاد، وفتحهما الباقون). [التبصرة: 253]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير: {في ضيق} (127)، هنا، وفي النمل (70): بكسر الضاد.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 340]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير: (في ضيق) هنا وفي النّمل بكسر الضّاد، والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 434]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (فِي ضَيْقٍ مِمَّا) [هنا وفي] النمل بالتشديد ابْن مِقْسَمٍ، وبكسر الضاد وخففها مكي غيره، والزَّعْفَرَانِيّ وابن سلام، وابن جبير، وخلف كلهم عن الْمُسَيَّبِيّ عن نافع، وهو الاختيار على الاسم، الباقون بفتح الضاد). [الكامل في القراءات العشر: 586]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([127]- {فِي ضَيْقٍ} هنا، وفي [النمل: 70] مكسور: ابن كثير). [الإقناع: 2/684]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (815- .... .... .... .... = وَيُكْسَرُ فِي ضَيْقٍ مَعَ النَّمْلِ دُخُلُلاَ). [الشاطبية: 64]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([815] سوى (الشام) ضموا واكسروا فتنوا لهم = ويكسر في ضيق مع النمل (د)خللا
...
والضيق والضيق، لغتان في المصدر، كالقول والقيل.
ويجوز أن يكون الضيق بالفتح تخفيف ضيقٍ، كهين في هين؛ أي لا تكن في أمر ضيق.
وقال الفراء: «الضيق بالفتح: ما ضاق عنه الصدر. والضيق، لما يتسع ويضيق، كالدار والثوب. فإذا وقع الضيق في موضع الضيق فهو علی أمرين:
إما جمعٌ للضيقة كقول الأعشى:
كشف الضيقة عنا وفسح
[فتح الوصيد: 2/1052]
أو يكون مخففًا كما يقال: هين».
وقال أبو عمرو: «الضيق: الشيء الضيق. والضيق: المصدر. والضيقة مثله. والضيق: الشك» ). [فتح الوصيد: 2/1053]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([815] سوى الشام ضموا واكسروا فتنوا لهم = ويكسر في ضيقٍ مع النمل دخللا
ب: (الدخلل): المخالط الكثير الدخول.
ح: (سوى الشام): استثناء من الضمير في (لهم)، والضمير: للقراء، أو هو منصوب بمضمر على شريطة التفسير، نحو: (زيدًا اكتب له)، أي: لابسه، (في ضيقٍ): مفعول (يكسر)، أي يفعل الكسر فيه، (دخللا): حال منه، أي: دخيلًا مع الذي في النمل.
ص: قرأ غير ابن عامر: {من بعد ما فتنوا} [110] بضم الفاء وكسر التاء على بناء المجهول، أي: فتنهم الكفار، وابن عامر: بالفتح فيهما، بمعنى: افتتنوا.
وقرأ ابن كثير: {في ضيقٍ مما يمكرون} هنا [127]، وفي النمل [70] بكسر الضاد، والباقون: بفتحها، لغتان، كـ (القول) و (القيل)، أو الفتح تخفيف (ضيق) كـ (هَيْن) في (هَيِّن) ). [كنز المعاني: 2/376] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (أما: {فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ} هنا وفي النمل ففتح الضاد وكسرها لغتان كالقول والقيل، وقيل: المفتوح تخفيف ضيق كهين وميت؛
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/316]
أي: في أمر ضيق، وقوله: سوى الشامي استثنى من الضمير في لهم كما سبق، ويجوز أن يكون مبتدأ وما بعده الخبر، ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل مضمر كقولك: زيدا اكتب الكتاب له؛ أي: لابسه وخالطه بذلك ودخللا حال من قوله: في ضيق؛ أي: هو دخيل مع الذي في النمل مشابه له في الكسر والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/317]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (815 - .... .... .... .... .... = ويكسر في ضيق مع النّمل دخللا
....
وقرأ ابن كثير: وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ هنا، وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ في النمل. بكسر الضاد في الموضعين وقرأ غيره بفتحها فيهما). [الوافي في شرح الشاطبية: 306]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: ضَيْقٍ هُنَا وَالنَّمْلِ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ بِكَسْرِ الضَّادِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/305]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير {في ضيقٍ} هنا [127]، والنمل [70] بكسر الضاد، والباقون بالفتح). [تقريب النشر في القراءات العشر: 575]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (727- .... .... .... .... .... = .... وضيقٍ كسرها معًا دوى). [طيبة النشر: 82]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (ضيق) أي كسر الضاد من ضيق هنا وفي النمل ابن كثير، وفتحها الباقون وهما لغتان في مصدر ضاق). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 262]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو دال (دوى) ابن كثير ولا تك في ضيق هنا [النحل: 127] [و] ولا تك في ضيق بالنمل [الآية: 70] بكسر الضاد، والباقون بالفتح.
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/416]
وهما لغتان في مصدر «ضاق» عند الأخفش، أي الضاد المكسور ملابس المفتوح في المعنى، أو الكسر مصدر «ضاق بيته» ونحوه، [والفتح] مصدر «ضاق صدره» ونحوه.
وقال أبو عبيدة: الفتح تخفيف السكون). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/417]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "ضَيْق" [الآية: 127] هنا و[النمل الآية: 70] فابن كثير بكسر الضاد، وافقه ابن محيصن بخلفه، والباقون بالفتح لغتان بمعنى في هذا المصدر كالقول والقيل أو الكسر مصدر ضاق بيته ونحوه، والفتح مصدر ضاق صدره ونحوه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/191]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {صراط} [121] و{وهو} [125] و{لهو} [126] و{عليهم} [127] جليات). [غيث النفع: 798] (م)
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ضيق} [127] قرأ المكي بكسر الضاد، والباقون بفتحها). [غيث النفع: 798]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127)}
{عَلَيْهِمْ}
تقدمت القراءة بضم الهاء وكسرها مرارًا، انظر الآية/7 من الفاتحة.
[معجم القراءات: 4/704]
{وَلَا تَكُ}
قراءة الجماعة {ولا تك} بحذف النون للتخفيف.
وذكر الزمخشري والرازي أنه قرئ (ولا تكن) بإثبات النون على الأصل.
{فِي ضَيْقٍ}
قرأ ابن كثير، وأبو عبيد عن إسماعيل بن جعفر عن نافع، وكذا خلف عن المسيبي عن نافع، وابن محيصن (في ضيقٍ) بكسر الضاد.
وذكر صاحب الإتحاف الخلاف عن ابن محيصن، ورد بعض العلماء الرواية عن نافع.
قال ابن مجاهد:
«وكذلك روى أبو عبيد عن إسماعيل بن جعفر عن نافع وخلف عن المسيبي عن نافع، وهو وهم في روايتهما جميعًا».
وقال أبو حيان:
«ورويت عن نافع ولا يصب عنه»، وتبع في هذا ابن عطية، وقال: «ورويت عن نافع وهو غلط ممن رواه».
وقال أبو جعفر النحاس:
«وحكى أبو عبيد القاسم بن سلام أن نافعًا قرأ.. بكسر الضاد».
[معجم القراءات: 4/705]
قال أبو جعفر: «وهذا لا يعرف عن نافع».
وقال القرطبي: «ورويت عن نافع وهو غلط ممن رواه»، وهو نص ابن عطية.
وقرأ الجمهور {ضيقٍ} بفتح الضاد، وهما مصدران كالقيل والقول عند بعضهم، وقد ذهب إلى مثل هذا الأخفش.
وقال الفراء: «فالضيق ما ضاق عند صدرك، والضيق ما يكون في الذي يتسع مثل الدار والثوب وأشباه ذلك...».
وقال أبو عبيدة: «ضيق بالفتح مخفف من ضيق، كمَيْت من مَيَت»، وذهب إلى مثل هذا الزجاج، ثم أضاف:
«وجائز أن يكون بمعنى الضيق فيكون مصدرً كقولك: ضاق الشيء يضيق ضيقًا» ). [معجم القراءات: 4/706]

قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {محسنون} تام، وفاصلة، ومنتهى الحزب الثامن والعشرين، بإجماع). [غيث النفع: 798]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:01 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة