العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الزمر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 10:01 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي تفسير سورة الزمر الآيات من [47-52]

سورة الزمر

وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (47) وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (48) فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (49) قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (50) فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (51) أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52)


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 10:31 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (47) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولو أنّ للّذين ظلموا ما في الأرض جميعًا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من اللّه ما لم يكونوا يحتسبون}.
يقول تعالى ذكره: ولو أنّ لهؤلاء المشركين باللّه يوم القيامة، وهم الّذين ظلموا أنفسهم {ما في الأرض جميعًا} في الدّنيا من أموالها وزينتها {ومثله معه} مضاعفًا، فقبل ذلك منهم عوضًا من أنفسهم، لفدوا بذلك كلّه أنفسهم عوضًا منها، لينجو من سوء عذاب اللّه، الّذي هو معذّبهم به يومئذٍ {وبدا لهم من اللّه} يقول: وظهر لهم يومئذٍ من أمر اللّه وعذابه، الّذي كان أعدّه لهم، ما لم يكونوا قبل ذلك يحتسبون أنّه أعدّه لهم). [جامع البيان: 20/220]

تفسير قوله تعالى: (وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (48) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وبدا لهم سيّئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون}.
يقول تعالى ذكره: وظهر لهؤلاء المشركين يوم القيامة {سيّئات ما كسبوا} من الأعمال في الدّنيا، إذ أعطوا كتبهم بشمائلهم {وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون} ووجب عليهم حينئذٍ، فلزمهم عذاب اللّه الّذي كان نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في الدّنيا يعدهم على كفرهم بربّهم، فكانوا به يسخرون، إنكارًا أن يصيبهم ذلك، أو ينالهم تكذيبًا منهم به، وأحاط ذلك بهم). [جامع البيان: 20/220]

تفسير قوله تعالى: (فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (49) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله إنما أوتيته على علم عندي قال على خير عندي). [تفسير عبد الرزاق: 2/174]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (خوّلنا: أعطينا "). [صحيح البخاري: 6/125]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله خوّلنا أعطينا وصله الفريابيّ من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ بلفظ وإذا خوّلناه قال أعطيناه وقال أبو عبيدة كلّ مالٍ أعطيته فقد خولته قال أبو النّجم كؤم الدّرّي من خول المخوّل وقال زهيرٌ هنالك إن يستخولوا المال يخوّلوا). [فتح الباري: 8/548]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد أفمن يتّقي بوجهه يجر على وجهه في النّار وهو قوله تعالى 40 فصلت {أفمن يلقى في النّار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة} غير ذي عوج لبس ورجلا سالما لرجل مثل لألهتهم الباطلة والإله الحق ويخوفونك بالذين من دونه بالأوثان خولنا أعطينا والّذي جاء بالصّدق القرآن وصدق به المؤمن يجيء يوم القيامة يقول هذا الّذي أعطيتني عملت بما فيه
قال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 24 الزمر {أفمن يتّقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة} يجر على وجهه في النّار ويقول هي مثل قوله 40 فصلت {أفمن يلقى في النّار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة}
وفي قوله 28 الزمر {قرآنًا عربيا غير ذي عوج} غير ذي لبس
وفي قوله 29 الزمر {ورجلا سلما لرجل} قال مثل آلهة الباطل ومثل إله الحق
وفي قوله 36 الزمر {ويخوفونك بالذين من دونه} قال بالأوثان
وبه في قوله 49 الزمر {إذا خولناه نعمة} قال أعطيناه). [تغليق التعليق: 4/297-298]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (خوّلنا: أعطينا
أشار به إلى قوله تعالى: {ثمّ إذا خولناه نعمة منا} (الزمر: 49) وفسره بقوله: أعطنا. وقال أبو عبيدة: كل مال أعطيته فقد خولته). [عمدة القاري: 19/141]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({خوّلنا}) في قوله تعالى: {ثم خوّلناه نعمة} [الزمر: 49] أي (أعطينا) قاله أبو عبيدة). [إرشاد الساري: 7/318]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فإذا مسّ الإنسان ضرٌّ دعانا ثمّ إذا خوّلناه نعمةً منّا قال إنّما أوتيته على علمٍ بل هي فتنةٌ ولكنّ أكثرهم لا يعلمون}.
يقول تعالى ذكره: فإذا أصاب الإنسان بؤسٌ وشدّةٌ دعانا مستغيثًا بنا من جهة ما أصابه من الضّرّ، {ثمّ إذا خوّلناه نعمةً منّا} يقول: ثمّ إذا أعطيناه فرجًا ممّا كان فيه من الضّرّ، بأن أبدلناه بالضّرّ رخاءً وسعةً، وبالسّقم صحّةً وعافيةً، فقال: إنّما أعطيت الّذي أعطيت من الرّخاء والسّعة في المعيشة، والصّحّة في البدن والعافية، على علمٍ عندي، يعني على علمٍ من اللّه بأنّي له أهلٌ لشرفي ورضاه بعملي عندي يعني: فيما عندي، كما يقال: أنت محسنٌ في هذا الأمر عندي: أي فيما أظنّ وأحسب.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال دلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ثمّ إذا خوّلناه نعمةً منّا} حتّى بلغ: {على علمٍ عندي}: أي على خيرٍ عندي.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {إذا خوّلناه نعمةً منّا} قال: أعطيناه.
وقوله: {أوتيته على علمٍ} أي: على شرفٍ أعطانيه.
وقوله: {بل هي فتنةٌ} يقول تعالى ذكره: بل عطيتنا إيّاهم تلك النّعمة من بعد الضّرّ الّذي كانوا فيه فتنةً لهم؛ يعني بلاءً ابتليناهم به، واختبارًا اختبرناهم به {ولكنّ أكثرهم} لجهلهم، وسوء رأيهم {لا يعلمون} لأيّ سببٍ أعطوا ذلك.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {بل هي فتنةٌ}: أي بلاءٌ). [جامع البيان: 20/220-222]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ثم إذا خولناه يعني أعطيناه). [تفسير مجاهد: 559]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد إنما أوتيته على علم يقول إنما أعطيته على شرف). [تفسير مجاهد: 559]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 49 - 52.
أخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ثم إذا خولناه نعمة منا} قال: أعطيناه {قال إنما أوتيته على علم} أي على شرف أعطانيه). [الدر المنثور: 12/670]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ثم إذا خولناه نعمة منا} قال: أعطيناه، وعن قتادة في قوله {إنما أوتيته على علم} قال: قال: على خبر عندي {بل هي فتنة} قال: بلاء). [الدر المنثور: 12/670-671]

تفسير قوله تعالى: (قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (50) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قد قالها الّذين من قبلهم فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون (50) فأصابهم سيّئات ما كسبوا والّذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيّئات ما كسبوا وما هم بمعجزين}.
يقول تعالى ذكره: قد قال هذه المقالة يعني قولهم لنعمة اللّه الّتي خوّلهم وهم مشركون: أوتيناه على علمٍ عندنا {الّذين من قبلهم} يعني: الّذين من قبل مشركي قريشٍ من الأمم الخالية لرسلها، تكذيبًا منهم لهم، واستهزاءً بهم.
وقوله: {فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون} يقول: فلم يغن عنهم حين أتاهم بأس اللّه على تكذيبهم رسل اللّه واستهزائهم بهم ما كانوا يكسبون من الأعمال، وذلك عبادتهم الأوثان يقول: لم تنفعهم خدمتهم إيّاها، ولم تشفع آلهتهم لهم عند اللّه حينئذٍ، ولكنّها أسلمتهم وتبرّأت منهم). [جامع البيان: 20/222]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنه في قوله {قد قالها الذين من قبلهم} الأمم الماضية {والذين ظلموا من هؤلاء} قال: من أمة محمد صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 12/671]

تفسير قوله تعالى: (فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (51) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فأصابهم سيّئات ما كسبوا} يقول: فأصاب الّذين قالوا هذه المقالة من الأمم الخالية، وبال سيّئات ما كسبوا من الأعمال، فعوجلوا بالخزي في دار الدّنيا، وذلك كقارون الّذي قال حين وعظ {إنّما أوتيته على علمٍ عندي} فخسف اللّه به وبداره الأرض، {فما كان له من فئةٍ ينصرونه من دون اللّه وما كان من المنتصرين} يقول اللّه عزّ وجلّ ثناؤه: {والّذين ظلموا من هؤلاء} يقول لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: والّذين كفروا باللّه يا محمّد من قومك، وظلموا أنفسهم وقالوا هذه المقالة سيصيبهم أيضًا وبال {سيّئات ما كسبوا} كما أصاب الّذين من قبلهم بقولهم إيّاها {وما هم بمعجزين} يقول: وما يفوقون ربّهم ولا يسبقونه هربًا في الأرض من عذابه إذا نزل بهم، ولكنّه يصيبهم {سنّة اللّه في الّذين خلوا من قبل ولن تجد لسنّة اللّه تبديلاً} ففعل ذلك بهم، فأحلّ بهم خزيه في عاجل الدّنيا فقتلهم بالسّيف يوم بدرٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قالا ذلك:
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {قد قالها الّذين من قبلهم} الأمم الماضية {والّذين ظلموا} من هؤلاء، قال: من أمّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم). [جامع البيان: 20/222-223]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنه في قوله {قد قالها الذين من قبلهم} الأمم الماضية {والذين ظلموا من هؤلاء} قال: من أمة محمد صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 12/671] (م)

تفسير قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا جعفر بن حيان، عن الحسن، في قوله: {يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر}، قال: يخير له). [الزهد لابن المبارك: 2/371]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أولم يعلموا أنّ اللّه يبسط الرّزق لمن يشاء ويقدر إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يؤمنون}.
يقول تعالى ذكره: أولم يعلم يا محمّد هؤلاء الّذين كشفنا عنهم ضرّهم، فقالوا: إنّما أوتيناه على علمٍ منّا، أنّ الشّدّة والرّخاء والسّعة والضّيق والبلاء بيد اللّه، دون كلّ من سواه، يبسط الرّزق لمن يشاء، فيو‍سّعه عليه، ويقدر ذلك على من يشاء من عباده، فيضيّقه، وأنّ ذلك من حجج اللّه على عباده، ليعتبروا به ويتذكّروا، ويعلموا أنّ الرّغبة إليه والرّهبة دون الآلهة والأنداد {إنّ في ذلك لآياتٍ} يقول: إنّ في بسط اللّه الرّزق لمن يشاء، وتقتيره على من أراد لآياتٍ، يعني: دلالاتٍ وعلاماتٍ {لقومٍ يؤمنون} يعني: يصدّقون بالحقّ، فيقرّون به إذا تبيّنوه وعلموا حقيقته أنّ الّذي يفعل ذلك هو اللّه دون كلّ ما سواه). [جامع البيان: 20/223-224]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 10:32 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (47) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وبدا لهم من اللّه ما لم يكونوا يحتسبون} : يقال: إنهم عملوا في الدنيا أعمالا كانوا يرون أنها تنفعهم، فلم تنفعهم مع شركهم).[تفسير غريب القرآن: 384]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون}
يروى : أنهم عملوا أعمالا توهموا أنها تنفعهم , فلم تنفعهم؛ لأنهم كانوا مشركين.). [معاني القرآن: 6/182]

تفسير قوله تعالى: {وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (48)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وحاق بهم }: مثل أحاط بهم , ولزمهم.). [مجاز القرآن: 2/190]

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (49) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {بل هي فتنةٌ...}
خرجت (هي) بالتأنيث لتأنيث الفتنة, ولو قيل: بل هو فتنة لكان صواباً؛ كما قال {هذا رحمةٌ من ربّي} , ومثله كثير في القرآن, وكذلك قوله: {قد قالها الذين من قبلهم} أنثت إرادة الكلمة .
ولو قيل: قد قاله الذين من قبلهم كان صوابا, ومثله في الكلام أن تقول: قد فعلتها , وفعلت ذاك: ومثله, قوله: {وفعلت فعلتك التي فعلت}: يجوز مكانها لو أتى: وفعلت فعلك). [معاني القرآن: 2/420-421]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والضُّرّ: الشدة والبلاء ... ومنه المرض، كقول أيوب عليه السّلام: {أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ}، {فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا}). [تأويل مشكل القرآن: 483] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {فإذا مسّ الإنسان ضرّ دعانا ثمّ إذا خوّلناه نعمة منّا قال إنّما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكنّ أكثرهم لا يعلمون (49)}
{ثمّ إذا خوّلناه}: أعطيناه ذلك تفضلا، وكل من أعطى على غير جزاء , فقد خول.
{قال إنّما أوتيته على علم} : أي: أعطيته على شرف, وفضل يجب له به هذا الّذي أعطيت، فقد علمت أني سأعطى هدى، فأعلم اللّه أنه قد يعطى اختبارا , وابتلاء فقال:{بل هي فتنة}: أي : تلك العطيّة فتنة من الله, وبلوى يبتلى بها العبد ليشكر , أو يكفر). [معاني القرآن: 4/357]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا}
قال مجاهد :{خولناه}: (أعطيناه) .
قال أبو جعفر : يقال خولته كذا , أي: أعطيته إياه تفضلا من غير جزاء.
وقوله جل وعز: {قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون}
قال مجاهد: (إنما أوتيته على علم , أي: على شرف) .
وقال قتادة: (أي على خير عندي)
قال أبو جعفر: المعنى إن لي علما بالكسب : إما بتجارة , أو غيرها , فقد علمت إني أوتي هذا.
ومن أحسن ما قيل فيه : أن المعنى : قد علمت إذا أوتيت هذا في الدنيا أن لي عند الله منزلة, فرد الله جل وعز ذا عليه , فقال : {أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون } الآية , فعرف الله جل وعز : أنه ليس يعطي المال كل من له منزلة .
ثم قال جل وعز: {بل هي فتنة} : أي بل العطية فتنة يمتحن بها العبد ليظهر منه أيشكر , أم يكفر). [معاني القرآن: 6/182-183]

تفسير قوله تعالى: {قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (50)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({قد قالها الّذين من قبلهم فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون (50)}: يقول: فأحبطت أعمالهم.). [معاني القرآن: 4/357]


تفسير قوله تعالى: {فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (51) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فأصابهم سيّئات ما كسبوا والّذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيّئات ما كسبوا وما هم بمعجزين (51)} : أي : إلى الله مرجعهم ؛ فيجازيهم بأعمالهم). [معاني القرآن: 4/357]
تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) }

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16 جمادى الأولى 1434هـ/27-03-2013م, 10:33 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي


التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]


تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (47) }

تفسير قوله تعالى: {وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (48) }

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (49) }

تفسير قوله تعالى: {قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (50) }

تفسير قوله تعالى: {فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (51) }

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12 صفر 1440هـ/22-10-2018م, 10:41 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12 صفر 1440هـ/22-10-2018م, 10:41 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12 صفر 1440هـ/22-10-2018م, 10:48 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (47) وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (48) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى عن سوء حال الكفرة يوم القيامة، وأن ما ينزل بهم لو قدروا على الافتداء منه بضعف الدنيا بأسرها لفعلوا، وقوله تبارك وتعالى: {وبدا لهم من الله} الآية. أي: كانت ظنونهم في الدنيا متفرقة متنوعة حسب ضلالتهم وتخيلاتهم فيما يعتقدونه، فإذا عاينوا العذاب يوم القيامة وقصرت به حالاتهم ظهر لكل واحد خلاف ما كان يظن. وقال سفيان الثوري؛ ويل لأهل الرياء من هذه الآية، وقال عكرمة بن عمار: جزع ابن المنكدر عند الموت، فقيل له: ما هذا؟ فقال: أخاف هذه الآية. وقوله: "وحاق" معناه: نزل وثبت ولزم، وقوله: {ما كانوا} هو على حذف مضاف، تقديره: وحاق بهم جزاء ما كانوا به يستهزئون). [المحرر الوجيز: 7/ 401]

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (49) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون * قد قالها الذين من قبلهم فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون * فأصابهم سيئات ما كسبوا والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين * أولم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون}
هذه حجة تلزم عباد الأوثان التناقض في أعمالهم، وذلك أنهم يعبدون الأوثان ويعتقدون تعظيمها، فإذا أزفت آزفة أو نالت شدة نبذوها ونسوها ودعوا الخالق المخترع رب السماوات والأرض، و"الإنسان" في هذه الآية للجنس، و"خولناه" معناه: ملكناه، قال الزجاج وغيره: التخويل: العطاء عن غير مجازاة، و"النعمة" هنا عام في جميع ما يسديه الله إلى العبد، فمن ذلك إزالة الضر المذكور، ومن ذلك الصحة والأمن والمال، وتقوى الإشارة إليه في الآية بقوله: {إنما أوتيته على علم}، وبقوله تعالى أخيرا: {يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر} وبذكر الكسب.
وذكر تعالى الضمير في قوله: "أوتيته"، وذلك يحتمل وجوها: منها أن يريد بالنعمة المال كما قدمناه، ومنها أن يعيد الضمير على المذكور، إذ اسم النعمة يعم ما هو مذكر ويعم ماهو مؤنث، ومنها أن يكون (ما) في قوله: "إنما" بمعنى "الذي"، وعلى الوجهين الأولين [ما] كافة، وقوله: {على علم} في موضع نصب على الحال، مع أن تكون "ما" كافة، وأما إذا كانت بمعنى الذي، فإن "على علم "في موضع خبر [إن]، ودال على الخبر المحذوف، كأنه قال: هو على علم، وقوله: "على علم " يحتمل أن يريد على علم مني بوجه المكاسب والتجارات وغير ذلك، قاله قتادة، ففي هذا التأويل إعجاب بالنفس وتعاط مفرط، ونحو هذا، ويحتمل أن يريد على علم من الله في، وشيء سبق لي، واستحقاق حزته عند الله تعالى، لا يضرني معه شيء، وفي هذا التأويل اغترار بالله تبارك وتعالى وعجز وتمن على الله تعالى. ثم قال تعالى: {بل هي فتنة}، أي: ليس الأمر كما قال، بل هذه الغفلة به فتنة له وابتلاء). [المحرر الوجيز: 7/ 401-402]

تفسير قوله تعالى: {قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (50) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى عمن سلف من الكفرة أنهم قد قالوا نحو هذه المقالة، كقارون وغيره، وأنهم ما أغنى عنهم كسبهم واحتجابهم للأموال، فكذلك لا يغني عن هؤلاء). [المحرر الوجيز: 7/ 402]

تفسير قوله تعالى: {فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (51) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم ذكر تعالى - على جهة التوعد لهؤلاء في نفس المثال - أن أولئك أصابهم سيئات ما كسبوا، وأن الذين ظلموا بالكفر من هؤلاء المعاصرين لك سيصيبهم ما أصاب المتقدمين، وهذا خبر من الله تعالى أبرزه الوجود في يوم بدر وغيره، و"معجزين" معناه: مفلتين وناجين بأنفسهم). [المحرر الوجيز: 7/ 402]

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم قرر تعالى على الحقيقة في أمر الكسب وسعة النعم فقال: {أولم يعلموا أن الله هو الذي يبسط الرزق} لقوم ويضيقه على قوم بمشيئته وسابق علمه، وليس ذلك لكيس أحد ولا لعجزه، "ويقدر" معناه: يضيق، كما قال تعالى: {فقدر عليه رزقه}). [المحرر الوجيز: 7/ 402]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 12 صفر 1440هـ/22-10-2018م, 01:51 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 12 صفر 1440هـ/22-10-2018م, 01:54 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (47) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ولو أنّ للّذين ظلموا} وهم المشركون، {ما في الأرض جميعًا ومثله معه} أي: ولو أنّ جميع ملك الأرض وضعفه معه {لافتدوا به من سوء العذاب} أي: الّذي أوجبه اللّه لهم يوم القيامة، ومع هذا لا يتقبل منهم الفداء ولو كان ملء الأرض ذهبًا، كما قال في الآية الأخرى: {وبدا لهم من اللّه ما لم يكونوا يحتسبون} أي: وظهر لهم من اللّه من العذاب والنّكال بهم ما لم يكن في بالهم ولا في حسابهم). [تفسير ابن كثير: 7/ 104]

تفسير قوله تعالى: {وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (48) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وبدا لهم سيّئات ما كسبوا} أي: وظهر لهم جزاء ما اكتسبوا في الدّار الدّنيا من المحارم والمآثم، {وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون} أي: وأحاط بهم من العذاب والنّكال ما كانوا يستهزئون به في الدّار الدنيا). [تفسير ابن كثير: 7/ 104]

تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (49) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فإذا مسّ الإنسان ضرٌّ دعانا ثمّ إذا خوّلناه نعمةً منّا قال إنّما أوتيته على علمٍ بل هي فتنةٌ ولكنّ أكثرهم لا يعلمون (49) قد قالها الّذين من قبلهم فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون (50) فأصابهم سيّئات ما كسبوا والّذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيّئات ما كسبوا وما هم بمعجزين (51) أولم يعلموا أنّ اللّه يبسط الرّزق لمن يشاء ويقدر إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يؤمنون (52)}.
يقول تعالى مخبرًا عن الإنسان أنّه في حال الضّرّاء يضرع إلى اللّه، عزّ وجلّ، وينيب إليه ويدعوه، وإذا خوّله منه نعمةً بغى وطغى، وقال: {إنّما أوتيته على علمٍ} أي: لما يعلم اللّه من استحقاقي له، ولولا أنّي عند اللّه تعالى خصّيصٌ لما خوّلني هذا!
قال قتادة: {على علمٍ عندي} على خيرٍ عندي.
قال اللّه عزّ وجلّ: {بل هي فتنةٌ} أي: ليس الأمر كما زعموا، بل [إنّما] أنعمنا عليه بهذه النّعمة لنختبره فيما أنعمنا عليه، أيطيع أم يعصي؟ مع علمنا المتقدّم بذلك، فهي فتنةٌ أي: اختبارٌ، {ولكنّ أكثرهم لا يعلمون} فلهذا يقولون ما يقولون، ويدعون ما يدعون). [تفسير ابن كثير: 7/ 105]

تفسير قوله تعالى: {قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (50) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قد قالها الّذين من قبلهم} أي: قد قال هذه المقالة وزعم هذا الزّعم وادّعى هذه الدّعوى، كثيرٌ ممّن سلف من الأمم {فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون} أي: فما صحّ قولهم ولا منعهم جمعهم وما كانوا يكسبون). [تفسير ابن كثير: 7/ 105]

تفسير قوله تعالى: {فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (51) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فأصابهم سيّئات ما كسبوا والّذين ظلموا من هؤلاء} أي: من المخاطبين {سيصيبهم سيّئات ما كسبوا} أي: كما أصاب أولئك، {وما هم بمعجزين} كما قال تعالى مخبرًا عن قارون أنّه قال له قومه: {لا تفرح إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين وابتغ فيما آتاك اللّه الدّار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدّنيا وأحسن كما أحسن اللّه إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إنّ اللّه لا يحبّ المفسدين قال إنّما أوتيته على علمٍ عندي أولم يعلم أنّ اللّه قد أهلك من قبله من القرون من هو أشدّ منه قوّةً وأكثر جمعًا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون} [القصص:76-78]، وقال تعالى: {وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادًا وما نحن بمعذّبين} [سبأٍ:35]). [تفسير ابن كثير: 7/ 105]

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {أولم يعلموا أنّ اللّه يبسط الرّزق لمن يشاء ويقدر} أي: يوسّعه على قومٍ ويضيّقه على آخرين، {إنّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يؤمنون} أي: لعبرا وحججا). [تفسير ابن كثير: 7/ 105]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:29 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة