التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (39)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إنّي عامل فسوف تعلمون (39)}
و{على مكاناتك}: هذا اللفظ أمر على معنى الوعيد , والتهدّد , بعد أن أعلموا ما يجب أن يعملوا به، ثم قيل لهم: {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}, وهذا كلام يستعمله الناس في التهدد , والوعيد.
تقول: متى أسأت إلى فلان انتقمت منك، ومتى أحسنت إليه أحسنت إليك , فاعمل ما شئت, واختر
لنفسك، فخوطب العباد على قدر مخاطباتهم وعلمهم.
وقوله على {مكاناتكم} و {مكانتكم}: معناه على ناحيتكم التي اخترتموها، وجهتكم التي تمكنتم - عند أنفسكم - في العلم بها.
{إنّي عامل} : ولم يقل على جهتي، لأن في الكلام دليلا على ذلك). [معاني القرآن: 4/356]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون}
قال مجاهد : (على مكانتكم : أي : على ناحيتكم) .
قال أبو جعفر : وهذا قول صحيح , والمعنى : على ناحيتكم التي اخترتموها , وتمكنت عندكم .
إني عامل : المعنى إني عامل على ناحيتي , ثم حذف). [معاني القرآن: 6/178]
تفسير قوله تعالى: {ِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (41) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إنّا أنزلنا عليك الكتاب للنّاس بالحقّ فمن اهتدى فلنفسه ومن ضلّ فإنّما يضلّ عليها وما أنت عليهم بوكيل (41)}
{وما أنت عليهم بوكيل}: أي: ما أنت عليهم بحفيظ .). [معاني القرآن: 4/356]