التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (27)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({قرآناً عربيّاً غير ذي عوجٍ لّعلّهم يتّقون}
وقال: {قرآناً عربيّاً غير ذي عوجٍ} ؛ لأن قوله: {ولقد ضربنا للنّاس في هذا القرآن من كلّ مثلٍ}: معرفة , فانتصب خبره.). [معاني القرآن: 3/41] (م)
تفسير قوله تعالى:{قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (28) }
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({قرآناً عربيّاً غير ذي عوجٍ لّعلّهم يتّقون}
وقال: {قرآناً عربيّاً غير ذي عوجٍ} ؛ لأن قوله: {ولقد ضربنا للنّاس في هذا القرآن من كلّ مثلٍ}: معرفة , فانتصب خبره.).[معاني القرآن: 3/41]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولقد ضربنا للنّاس في هذا القرآن من كلّ مثل لعلّهم يتذكّرون (27) قرآنا عربيّا غير ذي عوج لعلّهم يتّقون (28)}
{عربيّا} : منصوب على الحال, المعنى: ضربنا للناس في هذا القرآن في حال عربيّته, وبيانه.
وذكر {قرآنا} توكيدا، كما تقول: جاءني زيدا رجلا صالحا.
, وجاءني عمرو إنسانا عاقلا, فتذكر رجل, و" إنسانا " توكيدا). [معاني القرآن: 4/352]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون}
قال مجاهد: (أي : غير ذي لبس).
قال أبو جعفر : المعنى أنه مستقيم لا يخالف بعضه بعضا , لأن الشيء المعوج مختلف
وقد روي , عن ابن عباس :{غير ذي عوج }: (غير مخلوق).). [معاني القرآن: 6/171]
تفسير قوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (29)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فيه شركاء متشاكسون...}
مختلفون, هذا مثل ضربه الله للكافر والمؤمن, فجعل الذي فيه شركاء الذي يعبد الآلهة المختلفة.
وقوله: {ورجلاً سلماً لّرجلٍ} : هو المؤمن الموحّد, وقد قرأ العوامّ (سلماً) , وسلمٌ وسالم متقاربان في المعنى، وكأنّ (سلما) مصدر لقولك: سلم له سلماً والعرب تقول: ربح ربحاً وربحاً، وسلم سلماً وسلماً وسلامة, فسالم من صفة الرّجل، وسلم مصدرٌ لذلك, والله أعلم...
- حدثني أبو إسحاق التيميّ -وليس بصاحب هشيم - عن أبي روق, عن إبراهيم التيميّ , عن ابن عباس: أنه قرأ : (ورجلاً سالماً) .
- وحدثني ابن عيينة عن عبد الكريم الجزري عن مجاهد أنه قرأ : (سالماً).
وقوله: {هل يستويان مثلاً...} , ولم يقل مثلين، لأنهما جميعاً ضربا مثلا واحداً، فجرى المثل فيهما بالتوحيد ومثله {وجعلنا ابن مريم وأمّه آيةً} ولم يقل: آيتين؛ لأن شأنهما واحد, ولو قيل مثلين أو آيتين كان صوابا؛ لأنهما اثنان في اللفظ). [معاني القرآن: 2/419]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ضرب الله مثلاً رجلاً فيه شركاء متشاكسون } : مجازها من الرجل الشكس, " سالماً " خالصاً , وسلماً لرجل , أي : صلحاً). [مجاز القرآن: 2/189]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({متشاكسون}: متضايقون، والشكس الضيق من الرجال). [غريب القرآن وتفسيره: 326]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({رجلًا فيه شركاء متشاكسون} :أي: مختلفون: يتنازعون , ويتشاحون فيه, يقال: رجل شكس :أي متعب الخلق.
قال قتادة: (هو الرجل الكافر، والشركاء: الشياطين, {ورجلًا سلماً لرجلٍ} : هو: المؤمن يعمل للّه وحده).
ومن قرأ: {سلماً لرجلٍ}، أراد: سلم إليه، فهو سلم له). [تفسير غريب القرآن: 383]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقد جاء في القرآن التعريض...ومنه قول إبراهيم صلّى الله عليه وسلم: {إِنِّي سَقِيمٌ} أي سأسقم، لأن من كتب عليه الموت، فلا بد من أن يسقم.
ومنه قوله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} أي: ستموت ويموتون.
فأوهمهم إبراهيم بمعاريض الكلام أنه سقيم عليل، ولم يكن عليلا سقيما، ولا كاذبا). [تأويل مشكل القرآن: 267-268] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قوله: {فَنَظَرَ نَظْرَةًفِي النُّجُومِ}
ولم يقل: إلى النجوم. وهذا كما يقال: فلان ينظر في النجوم، إذا كان يعرف حسابها، وفلان ينظر في الفقه والحساب والنحو.
وإنما أراد بالنظر فيها: أن يوهمهم أنه يعلم منها ما يعلمون، ويتعرف في الأمور من حيث يتعرفون، وذلك أبلغ في المحال، وألطف في المكيدة {فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ} أي سأسقم فلا أقدر على الغدوّ معكم. هذا الذي أوهمهم بمعاريض الكلام، ونيّته أنه سقيم غدا لا محالة، لأن من كانت غايته الموت ومصيره إلى الفناء- فسيسقم.
ومثله قوله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} ولم يكن النبي، صلّى الله عليه وسلم، ميّتا في ذلك الوقت، وإنما أراد: أنك ستموت وسيموتون). [تأويل مشكل القرآن: 335-336] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله جلّ وعزّ: {ضرب اللّه مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد للّه بل أكثرهم لا يعلمون (29)}
ويقرأ: (سلما) , و (سلما)، فسالما على معنى اسم الفاعل.
سلم فهو سالم، وسلم , وسلم مصدران وصف بهما على معنى : ورجلا ذا سلم.
ومثله مما جاء من المصادر فعلا وفعلا , قولهم: ربحت ربحا وربحا.
قال الشاعر:
إذا الحسناء لم ترحض يديها= ولم يقصر لها بصر بستر
قروا أضيافهم ربحا ببحّ= يعيش بفضلهنّ الحيّ سمر
أي: قروا أضيافهم بذبح القداح التي يضربون بها في الميسر.
وتفسير هذا المثل : أنه ضرب لمن وحّد اللّه، ولمن جعل له شريكا, فالذي وحد الله مثله : مثل السّالم لرجل , لا يشركه فيه غيره, ومثل الذي عبد غير اللّه مثل صاحب الشركاء المتشاكسين.
و " الشركاء المتشاكسون " المختلفون العسيرون الذين لا يتفقون.
وقوله: {هل يستويان مثلا} أي: هل يستوي مثل الموحّد , ومثل المشرك.). [معاني القرآن: 4/352-352]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون}
قال قتادة : هو الكافر , والشركاء هم الشياطين .
قال : ورجلا سلما: هو المؤمن يعمل لله وحده .
قال مجاهد والضحاك : (هذا مثل للحق , والباطل , والشركاء هم الأوثان)
قال الفراء:{ متشاكسون }: مختلفون.
قال أبو جعفر: من قرأ رجلا سالما , أخرجه على الفعل , ومن قرأ سلما جعله مصدرا , فمعناه ذا سلم). [معاني القرآن: 6/171-172]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {متشاكسون}: أي: مختلفون). [ياقوتة الصراط: 446]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ}: أي: مختلفون , وقيل معناه: متعاسرون , ويقال: رجل شكس الأخلاق , أي: عسرها , والرجل هاهنا الكافر , والشركاء: الشياطين يعمل لهم, {وَرَجُلًا سَلَمًا}: الرجل هو المؤمن يعمل لله وحده). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 213-214]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مُتَشَاكِسُونَ}: متصانعون.).[العمدة في غريب القرآن: 262]