التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: { قل إنّي أمرت أن أعبد اللّه مخلصا له الدّين (11)}
يقول: إني أمرت بتوحيد اللّه، وأمر الخلق كلّهم بذلك، وألّا يتخذ من دونه وليّا , ولا يجعل له أندادا.). [معاني القرآن: 4/348]
تفسير قوله تعالى:{وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وأمرت لأن أكون أول المسلمين}
قال: {وأمرت لأن أكون} :أي: وبذلك أمرت.). [معاني القرآن: 3/40]
تفسير قوله تعالى: {فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إنّ الخاسرين الّذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين (15)}
{فاعبدوا ما شئتم من دونه} : هذا على ما قلنا من الوعيد , مثل قوله: {قل تمتع بكفرك قليلا}
وهذا يدل - واللّه أعلم - على أنه قبل أن يؤمر المسلمون بالحرب، وهو مثل : {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} : وقد بين حظ المؤمنين من جزيل الثواب، وحظ الكافرين من عظيم العقاب.
وقوله تعالى: {قل إنّ الخاسرين الّذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة}
هذا يعني به : الكفار، فإنهم خسروا أنفسهم بالتخليد في النار، وخسروا أهليهم ؛ لأنهم لم يدخلوا مدخل المؤمنين الذين لهم أهل في الجنة، ثم بين حالهم فقال: {ألا ذلك هو الخسران المبين} ). [معاني القرآن: 4/348]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فاعبدوا ما شئتم من دونه} : على الوعيد , وهذا قبل الأمر بالقتال
ثم قال جل وعز: {قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة}
أي: خسروا أنفسهم بالتخليد في النار , وأهليهم, بأنهم لم يدخلوا الجنة , فيكون لهم أهلون.
وروى معمر , عن قتادة قال : (ليس أحد إلا وقد أعد الله له أهلا في الجنة , إن أطاعه)). [معاني القرآن: 6/161]
تفسير قوله تعالى: {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {لهم من فوقهم ظلل من النّار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوّف اللّه به عباده يا عباد فاتّقون (16)}
وهذا مثل قوله : {يوم يغشاهم العذاب من فوقهم}
{ذلك يخوّف اللّه به عباده} : أي: ذلك الذي وصف من العذاب , وما أعدّه لأهل الضلال الّذي يخوّف اللّه به عباده.
{يا عباد فاتّقون} : القراءة بحذف الياء، وهو الاختيار عند أهل العربية، ويجوز: يا عبادي ويا عبادي، والحذف أجود , وعليه القراءة.). [معاني القرآن: 4/348-349]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون} :أي: ذلك الذي وصف من العذاب.).[معاني القرآن: 6/161]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ({لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل}: قال: قلت لابن الأعرابي: ظلل من فوقهم، نعم، فكيف تكون الظلل من تحتهم ؟ , قال: (الظلل من تحتهم , ظلل لمن تحتهم من الطبق الثاني ؛ فهي لهم هم بساط، وهي لمن تحتهم ظلل، وهكذا هلم جرا، حتى ينتهي إلى القعر من النار). ).[ياقوتة الصراط: 444-445]