سورة يوسف
[ من الآية (108) إلى الآية (111) ]
{ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ (109) حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110) لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111) }
قوله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وفتح" ياء الإضافة من "سبيلي أدعوا" نافع وأبو جعفر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/155]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واتفقوا على إثبات الياء في "ومن اتبعني" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/155]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({سبيلي أدعوا} [108] قرأ نافع بفتح الياء، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 752]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({ومن اتبعني} ياؤه ثابتة وصلاً ووقفًا للجميع). [غيث النفع: 752]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108)}
{هَذِهِ سَبِيلِي}
قراءة الجماعة {هذه سبيلي} والسبيل تؤنث وتذكر، وجاءت القراءة هنا على التأنيث.
وذكر ابن جني أنه قرئ (هذهي سبيلي) بإشباع كسرة الهاء، وذكر أن الياء زائدة لحقت بعد الهاء تشبيها لها بهاء الإضمار في نحو: مررت بهي.
قلت: هذه قراءة ابن كثير في مثل هذا الموضع.
وقرأ عبد الله بن مسعود (هذا سبيلي) على التذكير، والسبيل تذكر وتؤنث.
{سَبِيلِي أَدْعُو}
قرأ نافع وأبو جعفر (سبيلي أدعو) بفتح الياء.
وقرأ باقي السبعة ويعقوب (سبيلي أدعوه) بسكون الياء.
{بَصِيرَةٍ}
ترقيق الراء من الأزرق وورش.
{اتَّبَعَنِي}
اتفق القراء على إثبات الياء في الحالين لثباتها في الرسم). [معجم القراءات: 4/352]
قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ (109)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (23 - قَوْله {وَمَا أرسلنَا من قبلك إِلَّا رجَالًا نوحي إِلَيْهِم} 109
قَرَأَ عَاصِم في رِوَايَة حَفْص {نوحي} بالنُّون وَكسر الْحَاء في جَمِيع الْقُرْآن إِلَّا قَوْله في عسق {كَذَلِك يوحي إِلَيْك} 3 فَإِنَّهُ قَرَأَهُ بِالْيَاءِ وَكسر الْحَاء
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر {يُوحي} بِالْيَاءِ وَفتح الْحَاء هَهُنَا وفي كل الْقُرْآن). [السبعة في القراءات: 351]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (إلا رجالا نوحي)، بالنون حيث كان حفص). [الغاية في القراءات العشر: 289]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (نوحى) [109]: بالنون، حيث جاء حفص إلا الخزاز، وافق هما، وخلف، والخزاز في الثاني من الأنبياء [20]، والبختري إلا في أولها [7]). [المنتهى: 2/764]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حفص (نوحي) بالنون وكسر الحاء هنا وفي النحل موضع وفي الأنبياء
[التبصرة: 241]
موضعان، ووافقه حمزة والكسائي على الثاني في الأنبياء، وقرأ الباقون بالياء وفتح الحاء ولم يختلف في غير هذه الأربعة إلا في الشورى – وسنذكره). [التبصرة: 242]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حفص: {نوحي إليهم} (109)، هنا، وفي النحل (43)، والأول من الأنبياء (7): بالنون، وكسر الحاء.
والباقون: بالياء، وفتح الحاء.
وحمزة، والكسائي: يميلانها على أصلهما). [التيسير في القراءات السبع: 323]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع، وعاصم، وابن عامر: {أفلا تعقلون} (109): بالتاء.
والباقون: بالياء). [التيسير في القراءات السبع: 324]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حفص: (نوحي إليهم)، هنا وفي النّحل والأول من الأنبياء بالنّون وكسر الحاء، والباقون بالياء وفتح الحاء، وحمزة والكسائيّ وخلف يميلونها على أصولهم). [تحبير التيسير: 417]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وعاصم وابن عامر ويعقوب: (أفلا تعقلون) بالتّاء، والباقون بالياء). [تحبير التيسير: 417]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (إِلَّا رِجَالًا نُوحِي) بالنون، وفي النحل والأنبياء موضعان الزَّعْفَرَانِيّ، وابْن مِقْسَمٍ، وطَلْحَة، وحفص إلا الخزاز وافق كوفي غير أبي بكر وأبي عبيد، والمفضل، وابْن سَعْدَانَ في الثاني من الأنبياء " إلا رسولًا نوحي إليه "، وهو الاختيار لقوله؛ (وَمَا أَرْسَلْنَا)، الباقون بالياء على ما لم يسم فاعله). [الكامل في القراءات العشر: 577]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([109]- {نُوحِي} هنا، وفي [النحل: 43]، وحرفي [الأنبياء: 7، 25] مبني للفاعل في الأربعة: حفص. وافق حمزة والكسائي في الثاني من الأنبياء.
[109]- {أَفَلا تَعْقِلُونَ} بالتاء: نافع وعاصم وابن عامر). [الإقناع: 2/672]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (783 - وَيُوحى إِلَيْهِمْ كَسْرُ حَاءِ جَمِيعِهَا = وَنُونٌ عُلاً يُوحى إِلَيْهِ شَذاً عَلاَ). [الشاطبية: 62]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([783] ويوحى إليهم كسر حاء جميعها = ونون (عـ)لا يوحى إليه (شـ)ذًا (عـ)لا
هاهنا موضع، وفي النحل مثله، وفي الأنبياء موضعان: الثاني منهما: {إلا يوحى إليه}.
وكل ما في هذا البيت من التفسير مفهومٌ. وقد سبق مثله). [فتح الوصيد: 2/1027]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([783] ويوحى إليهم كسر حاء جميعها = ونون علًا يوحى إليه شذًا علا
ح: (نوحي إليهم): مبتدأ، (كسر): مبتدأ ثانٍ، و(نون): عطف عليه، أي: نون فيه، (عُلًا): خبرٌ له، أي: قراءة ذات عُلًا، والجملة: خبر الأول، (نوحي إليه): مبتدأ، (شذًا): خبر، (علا): صفته.
ص: قرأ حفص {نوحي إليهم} حيث جاء بكسر الحاء والنون
[كنز المعاني: 2/340]
على بناء الفاعل من (أوحى)، ووافقه حمزة والكسائي في سورة الأنبياء: {نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} [25]، والباقون: بالياء وفتح الحاء على بناء المجهول.
وقيد بقوله: (إليه) ليخرج {يوحى إليك} في أول الشورى [3]، إذ لا خلاف أنه بالياء). [كنز المعاني: 2/341]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (783- وَيُوحى إِلَيْهِمْ كَسْرُ حَاءِ جَمِيعِهَا،.. وَنُونٌ علًا يُوحي إِلَيْهِ "شَـ"ـذًا "عَـ"ـلا
أي: حيث أتى وعلا خبر:؛ أي: القراءة بالكسر وبالنون ذات علا؛ لإسناد الفعل فيها إلى الله تعالى والقراءة الأخرى بالياء وفتح الحاء على أنه فعل ما لم يسم فاعله وأراد بقوله: يوحي إليه قوله تعالى في سورة الأنبياء: {إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}، فقرأ حفص الجميع بالنون وكسر الحاء، ووافقه حمزة والكسائي على الذي في الأنبياء،
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/273]
ولا خلاف في الذي في أول الشورى: {كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ} بالياء، واختلف في كسر الحاء وفتحها كما سيأتي، وتقدم معنى شذا علا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/274]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (783 - ويوحى إليهم كسر حاء جميعها = ونون علا يوحى إليه شذا علا
قرأ حفص: نُوحِي* الذي بعده إِلَيْهِمْ* بالنون وكسر الحاء في جميع مواضعه في القرآن الكريم وهو هنا: إِلَّا رِجالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ، ومثله في النحل وفي الموضع الأول في الأنبياء، فتكون قراءة الباقين بالياء في مكان النون مع فتح الحاء وقلب الياء ألفا، وقرأ حمزة والكسائي وحفص: إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ وهو الموضع الثاني في الأنبياء بالنون وكسر الحاء؛ فتكون قراءة الباقين بالياء وفتح الحاء وألف بعدها). [الوافي في شرح الشاطبية: 297]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: (يُوحَى إِلَيْهِمْ) هُنَا، وَفِي النَّحْلِ وَالْأَوَّلِ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَ (يُوحَى إِلَيْهِ) ثَانِي الْأَنْبِيَاءِ، فَرَوَى حَفْصٌ بِالنُّونِ وَكَسْرِ الْحَاءِ فِي الْأَرْبَعَةِ عَلَى لَفْظِ الْجَمْعِ، وَافَقَهُ فِي الثَّانِي مِنَ الْأَنْبِيَاءِ حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ وَفَتْحِ الْحَاءِ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ). [النشر في القراءات العشر: 2/296]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ اخْتِلَافُهُمْ فِي (أَفَلَا يَعْقِلُونَ) فِي الْأَنْعَامِ). [النشر في القراءات العشر: 2/296]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (روى حفص {نوحي إليهم} هنا [109] والنحل [43]، والأنباء [7]، {نوحي إليه} في الأنبياء [25] أيضًا بالنون وكسر الحاء، وافقه في {نوحي إليه} حمزة والكسائي وخلف، والباقون بالياء وفتح الحاء، ما لم يسم فاعله). [تقريب النشر في القراءات العشر: 557]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({أفلا تعقلون} [109] ذكر في الأنعام). [تقريب النشر في القراءات العشر: 558]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (705- .... .... .... .... .... = .... .... .... .... وفي
706 - يوحى إليه النّون والحاء اكسرا = صحبٌ ومع إليهم الكلّ عرا). [طيبة النشر: 80]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (يوحى إليه النّون والحاء اكسرا = صحب ومع إليهم الكلّ (ع) را
أراد أن حمزة والكسائي وخلفا وحفصا قرءوا بالنون وكسر الحاء من قوله تعالى «من رسول إلا يوحي إليه» بالأنبياء على الإسناد إلى الله تعالى على وجه التعظيم، وكذلك قرأ حفص يوحي الذي مع إليهم حيث وقع وهو هنا «وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا يوحى إليهم» وفي النحل وفي الأنبياء، والباقون بالياء وفتح الحاء على ما لم يسم فاعله). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 256]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
يوحى إليه النّون والحاء اكسرا = (صحب) ومع إليهم الكلّ (ع) را
ش: أي: قرأ [ذو] (صحب) حمزة، والكسائي، وحفص، وخلف من رّسول إلّا نوحي إليه بالأنبياء [الآية: 25]- (بالنون) وكسر (الحاء).
وكذلك قرأ ذو عين (عرا) حفص: نوحى الذي مع إليهم حيث وقع، وهو ومآ أرسلنا من قبلك إلّا رجالا نوحي إليهم هنا [يوسف: 109]، وإلّا رجالا نوحي إليهم فسئلوا بالنحل [الآية: 43] والأنبياء [الآية: 7].
تنبيه:
قيد إفراد حفص بجار ضمير الغائبين، والموافق بجار ضمير الغائب؛ فخرج عنهما: ما يوحي إليك [يونس: 109].
وجه (النون) الإسناد إلى الله تعالى على وجه التعظيم [على حد] إنّا أوحينا إليك [النساء: 163] وبناؤه للفاعل، فلزم كسر (الحاء).
و [وجه] الياء: إسناده للغائب [ك] قل أوحي إليّ [الجن: 1]، وأوحي إلى نوح [هود: 36]، أي: يوحى الله [إلى الملك]، ثم بنى للمفعول.
ووجه الفرق: النص). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/396]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة:
تقدم أفلا يعقلون [يوسف: 109] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/396]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يوحي إليهم" [الآية: 109] هنا وفي [النحل الآية: 43] وأول [الأنبياء الآية: 7] و"يوحي إليه" ثاني [الأنبياء الآية: 25] فحفص وحده بنون العظمة وكسر الحاء في الأربعة مبنيا للفاعل، وقرأ حمزة والكسائي وخلف كذلك في ثاني الأنبياء، والباقون بضم الياء من تحت وفتح الحاء مبنيا للمفعول، وخرج بقيد إليهم وإليه نحو: يوحي إليك). [إتحاف فضلاء البشر: 2/155] قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "يَعْقِلُون" [الآية: 109] بالخطاب نافع وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وسبق بالأنعام). [إتحاف فضلاء البشر: 2/156]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({يوحى إليهم} [109] قرأ حفص بالنون، وكسر الحاء، والباقون بالياء، وفتح الحاء على ما لم يسم فاعله، وقرأ حمزة بضم هاء {إليهم} والباقون بالكسر). [غيث النفع: 752]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({يعقلون} قرأ نافع والشامي وعاصم بتاء الخطاب، والباقون بياء الغيب). [غيث النفع: 752]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ (109)}
{نُوحِي}
قرأ حفص عن عاصم وأبو عبد الرحمن السلمي وطلحة (نوحي) بنون العظمة وكسر الحاء، وجاءت القراءة موافقة لقوله تعالى: {وما أرسلنا} أول الآية.
وقرأ أبو عمرو وابن عامر وابن كثير ونافع وأبو بكر عن عاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وخلف (يوحى) بالياء في أوله، وفتح الحاء، مبنيًا للمفعول.
وقرأ حمزة والكسائي وخلف (يوحى) بإمالة الألف.
وبالفتح والتقليل قرأ الأزرق وورش.
وقراءة الباقين بالفتح.
{إِلَيْهِمْ}
قرأ حمزة ويعقوب والمطوعي (إليهم) بضم الهاء على الأصل.
وقراءة الجماعة {إليهم} بالكسر لمجاورة الياء.
{الْقُرَى}
أماله حمزة والكسائي وخلف وأبو عمرو، وابن ذكوان من طريق الصوري.
[معجم القراءات: 4/353]
وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{أَفَلَمْ يَسِيرُوا}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{الْآَخِرَةِ}
تقدمت القراءات فيه في الآية /4 من سورة البقرة:
السكت، النقل، الترقيق، الإمالة.
{خَيْرٌ}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف.
{وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ}
وقرئ (وللدار الآخرة......).
{أَفَلَا تَعْقِلُونَ}
قرأ أبو عمرو وابن كثير وحمزة والكسائي وخلف وهشام، والأعشى والبرجمي عن أبي بكر عن عاصم والأعمش والأعرج وعلقمة (أفلا يعقلون) بالياء على الغيبة على نسق ما تقدم في الآية.
وقرأ ابن عامر ونافع، وعاصم من رواية أبي بكر وحفص وحماد ويحيى، وأبو جعفر والحسن ويعقوب وعلقمة والأعرج والأعمش بخلاف عنه {أفلا تعقلون} بناء الخطاب على الالتفات، وهو خطاب للأمة تحذيرًا لها مما وقع فيها أولئك، فيصيبها ما أصابهم. وتقدم مثل هذا في الأنعام/ 32، 151). [معجم القراءات: 4/354]
قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (24 - وَاخْتلفُوا في تَشْدِيد الذَّال وتخفيفها من قَوْله {وظنوا أَنهم قد كذبُوا} 110
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَابْن عَامر {كذبُوا} مُشَدّدَة الذَّال
وَقَرَأَ عَاصِم وَحَمْزَة والكسائي {كذبُوا} خَفِيفَة
وَكلهمْ ضم الْكَاف). [السبعة في القراءات: 351 - 352]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (25 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {فنجي من نشَاء} 110
فَقَرَأَ ابْن كثير وَنَافِع وَأَبُو عَمْرو وَحَمْزَة والكسائي (فننجي من نشَاء) بنونين الأولى مَضْمُومَة وَالثَّانيَِة سَاكِنة وَالْيَاء الَّتِي في (فننجي) سَاكِنة
وروى نصر بن علي عَن أَبِيه عَن أَبي عَمْرو {فنجي من نشَاء} يدغم
قَالَ أَبُو بكر وَهَذَا غلط في قَوْله يدغم لَيْسَ هَذَا موضعا يدغم فِيهِ إِنَّمَا أَرَادَ أَنَّهَا محذوفة النُّون الثَّانِيَة في الْكتاب وهي في اللَّفْظ بنونين الأولى متحركة وَالثَّانيَِة سَاكِنة وَلَا يجوز إدغام المتحرك في السَّاكِن لِأَن النُّون الثَّانِيَة سَاكِنة والساكن لَا يدغم فِيهِ متحرك وَكَذَلِكَ النُّون لَا تُدْغَم في الْجِيم فَمن قَالَ يدغم فَهُوَ غلط وَلكنهَا حذفت من الْكتاب أعني النُّون الثَّانِيَة لِأَنَّهَا سَاكِنة تخرج من الْأنف فحذفت من الْكتاب وهي في اللَّفْظ مثبتة
وَقَرَأَ ابْن عَامر وَعَاصِم في رِوَايَة أَبي بكر وَحَفْص {فنجي من نشَاء} مُشَدّدَة الْجِيم مَفْتُوحَة الْيَاء بنُون وَاحِدَة على ما لم يسم فَاعله وروى الْحسن بن الْيَتِيم عَن أَبي حَفْص عَمْرو بن الصَّباح عَن أَبي عمر عَن عَاصِم {فنجي} بنُون وَاحِدَة
وروى هُبَيْرَة عَن حَفْص عَن عَاصِم فننجي بنونين مَضْمُومَة وخفيفة وَهَذَا غلط). [السبعة في القراءات: 352]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (كذبوا) خفيف، كوفي،
[الغاية في القراءات العشر: 289]
ويزيد). [الغاية في القراءات العشر: 290]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (فنجي) بتشديد الجيم وفتح الياء شامي، وعاصم، ويعقوب، وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 290]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (استايسوا) [80، 87، 110]، وبابه: بألف بعدها ياء بلا همز اللهبيان، وأبو ربيعة إلا الهاشمي، والعمري). [المنتهى: 2/764] (م)
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (كذبوا) [110]: خفيف: كوفي، وحمصي، ويزيد.
(فنجي) [110]: بتشديد الجيم شامي وعاصم إلا ابن مسلم والخزاز، وقاسم، ويعقوب، وسهل، وإسحاق طريق ابن سعدان، وأبو نشيط طريق ابن الصلت، وأسكن الياء حمصي، وأبو نشيط، وابن سعدان، وفتحوه). [المنتهى: 2/765]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ الكوفيون (قد كذبوا) بالتخفيف، وقرأ الباقون بالتشديد). [التبصرة: 242]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن عامر وعاصم (فنجي من نشاء) بنون واحد وتشديد الجيم وفتح الياء، وقرأ الباقون بنونين وإسكان الياء مخففًا). [التبصرة: 242]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (البزي، من قراءتي على ابن خواستي الفارسي، عن النقاش، عن أبي ربيعة، عنه: {فلما استايسوا منه} (80)، : {ولا تايسوا من روح الله إنه لا يايس} (87)، : {حتى إذا استايس الرسل} (110)، وفي الرعد (31): {أفلم يايس الذين آمنوا}: بالألف، وفتح الياء، من غير همز، في الخمسة.
والباقون: بالهمز، وإسكان الياء، من غير ألف في اللفظ.
وإذا وقف حمزة ألقى حركة الهمزة على الياء، على أصله). [التيسير في القراءات السبع: 323] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (الكوفيون: {قد كذبوا} (110): بتخفيف الذال.
والباقون: بتشديدها). [التيسير في القراءات السبع: 223]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (عاصم، وابن عامر: {فنجي من نشاء ولا يرد} (110): بنون واحدة، وتشدد الجيم، وفتح الياء). [التيسير في القراءات السبع: 324]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(البزي من قراءتي على ابن خواستى الفارسي عن النقاش عن أبي ربيعة عنه (فلمّا استيئسوا منه) (ولا تيئسوا من روح اللّه إنّه لا ييأس)، (حتّى إذا استيأس الرّسل) وفي الرّعد (أفلم ييأس الّذين آمنوا) بالألف وفتح الياء من [غير] همز في الخمسة والباقون بالهمز وإسكان الياء من غير ألف في اللّفظ وإذا وقف حمزة ألقى حركة الهمزة على الياء على أصله). [تحبير التيسير: 416] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (الكوفيّون وأبو جعفر: (قد كذبوا) بتخفيف الذّال، والباقون بتشديدها). [تحبير التيسير: 417]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (عاصم وابن عامر ويعقوب: (فنجي) بنون واحدة وتشديد الجيم وفتح الياء،
[تحبير التيسير: 417]
والباقون بنونين الثّانية ساكنة وتخفيف الجيم وإسكان الياء] ). [تحبير التيسير: 418]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (كُذِبُوا) خفيف أبو جعفر، وشيبة، وحمصي، وكوفي غير ابْن سَعْدَانَ، الباقون بالتشديد، وهو الاختيار من التكذيب؛ لأنهم عوتبوا عليه). [الكامل في القراءات العشر: 577] قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([110]- {كُذِبُوا} خفيف: الكوفيون.
[الإقناع: 2/672]
[110]- {فَنُجِّيَ} مبني للمفعول: عاصم وابن عامر). [الإقناع: 2/673]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (782 - وَيَيْأَسْ مَعًا وَاسْتَيْأَسَ اسْتَيْأَسُوا وَتَيْـ = ـأَسُوا اقْلِبْ عَنِ الْبَزِّي بِخُلْفٍ وَأَبْدِلاَ). [الشاطبية: 62] (م)
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (784 - وَثَانِيَ نُنْجِ احْذِفْ وَشَدِّدْ وَحَرِّكَاً = كَذَا نَلْ وَخَفِّفْ كُذِّبُوا ثَابِتاً تَلاَ). [الشاطبية: 62]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([782] وييأس معًا واستيئس استيأسوا وتيـ = ـأسوا اقلب عن (البزي) بخلفٍ وأبدلا
(معًا)، يعني مصطحبين؛ وهو قوله تعالى في هذه السورة: {إنه لا یايئس}، وقوله تعالى: {أفلم يايئس الذين ءامنوا}، و{استيئس الرسل}، و {استيئسوا منه}، و{ولا تايئسوا من روح الله}.
(اقلب عن البزي)، كما قالوا: جذب وجبذ، وما أطيبه وأيطبه، وصاعقة وصاقعة.
[فتح الوصيد: 2/1025]
فإذا قلبته، صار: تأیسوا مثلا، ثم تبدل الهمزة ألفا، لأنها ساكنة وقبلها فتحة.
والدليل على أن الأصل (يئس)، أن المصدر: (يأس)، و لم يقولوا: أيسًا.
فأما جذب وجبذ، فأهل اللغة يرونه قلبًا، والنحويون يجعلون كل واحد أصلا على حدة.
واستيأس بمعنى يئس؛ يقال: أيأسته من كذا، فاستيأس واتأس معنى أيس.
وفي القرآن العزيز: {يستسخرون}.
وأما خلف البزي فيه، فإن أبا عمرو الداني رحمه الله ذكر القلب والإبدال من قراءته في المواضع الخمسة على ابن خواستي الفارسي عن النقاش عن أبي ربيعة عنه.
قلت: «وكذلك ذكر النقاش في كتابه».
قال: «هكذا قرأت على أبي ربيعة في رواية ابن أبي بزة».
وقرأ أبو عمرو والله أعلم على أبي الفتح وابن غلبون وغيرهما للبزي مثل الجماعة. وكتبهم تشهد بذلك، وهي في المصحف: (ولا تايئسوا)، فإنه (لا يائس)، (أفلم يایئس) ). [فتح الوصيد: 2/1026] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([784] وثاني ننجي احذف وشدد وحركًا = (كـ)ذا (نـ)ل وخفف كذبوا (ثـ)ابتًا تلا
{فنجي} على لفظ الماضي المبني للمفعول.
«والرسم في أكثر المصاحف كذلك بنون واحدة». هذا قول مكي.
وقال أبو عمرو: «إن المصاحف متفقة على ذلك».
[فتح الوصيد: 2/1027]
وإنما قال: (ثابتًا تلا)، لأنهم زعموا أن عائشة رضي الله عنها أنكرت القراءة بالتخفيف، وقالت: «معاذ الله، لم تكن الرسل لتظن ذلك بربها».
وروي عن ابن عباس: وظنوا حين غلبوا وضعفوا أنهم قد أخلفوا ما وعدوا به من النصر. وقال: كانوا بشرًا، وتلا: {وزلزلوا حتى يقول الرسول}، {ولكن ليطمئن قلبي)، {إن ابني من أهلي}.
والذي يحمل عليه تفسير ابن عباس رضي الله عنه: «أن الظن بمعنى ما يخطر بالبال، وتوسوس به النفس مما هو ضرورة الجبلة وسجية البشر، لا على ترجيح أحد الجائزين».
والذي فسره العلماء، أن كذبوا معناه: كذبتهم أنفسهم حين حدثتهم بالنصر، أو طمعهم، كما قالوا: صدق وجاءوه وكذب، أو ظن الكفار أن الرسل قد كذبوا، أو ظنوا أن الرسل قد كذبتهم). [فتح الوصيد: 2/1028]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([782] وييأس معًا واستيأس استيأسوا وتيـ = ـأسوا اقلب عن البزي بخلفٍ وأبدلا
ح: (ييأس) مع ما عطف عليه: مفعول (اقلب)، و(معًا): حال، أي: مصاحبين؛ لأنه في موضعين، و(أبدلا): أمرق عطفًا على (اقلب)، والألف عوض عن نون التوكيد.
ص: قرأ البزي – بخلافٍ عنه -: (لا يايس من روح الله) [87]،
[كنز المعاني: 2/339]
{أفلم يايس الذين آمنوا} [الرعد: 31]، و(اسايس الرسل) [110]، (فلما استايسوا منه خلصوا نجيًا) [80]، (ولا تايسوا من روح الله) [87] في المواضع الخمسة بقلب الياء إلى موضع الهمز، وإبدال الهمز ألفًا، وإبدال الهمز ألفًا، لأن الأصل (ييأس) من اليأس فلما قلب صار (يأيس)، وأبدل الهمز ألفًا لسكونها وانفتاح ما قبلها، نحو: (رأسٍ) و (فأسٍ)، والقلب في الكلام كثير، نحو: (صَعقة) و(صقعة)، و(جذب) و(جبذ)، والباقون: على الأصل.
ولم يبين الناظم – رحمه الله تعالى – المقلوب والمبدل لوضوح الحال). [كنز المعاني: 2/340] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([784] وثاني ننج احذف وشدد وحركن = كذا نل وخفف كذبوا ثابتًا تلا
ح: (ثاني): مفعول (احذف) أسكن الياء ضرورةً، ونون (حركن): للتأكيد، (كذا نل): دعاء بإدراك المقصود؛ لأن (نل) أمرٌ من النيل، وهو العطاء، و(كذا): نصب على المصدر، أي: نل مثل ذلك النيل، (كذبوا): مفعول (خفف)، (ثابتًا): حال منه، (تلا): صفته.
ص: قرأ ابن عامر وعاصم: {فنجي من نشاء} [110] بحذف النون الثانية وتشديد الجيم وتحريك الياء بالفتح على بناء الماضي من المجهول،
[كنز المعاني: 2/341]
لأنه في أكثر المصاحب بنونٍ واحدة، والباقون: (فننجي) بنونين من غير تشديد الجيم وتحريك الياء على أنه مضارعٌ مبني للفاعل، من (أنجى) .
وقرأ الكوفيون: {وظنوا أنهم قد كذبوا} [110] بتخفيف الذال على أن الضمير في {ظنوا} للمشركين، وفي {كذبوا} للرسل، أو الظن بمعنى اليقين، أي: أيقنوا أنهم كذبهم قومهم.
ومعنى (تلا): تبع؛ لأنه تابع لقوله {فنجي}). [كنز المعاني: 2/342]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (782- وَيَيْأَسْ مَعًا وَاسْتَيْأَسَ اسْتَيْأَسُوا وَتَيْـ،.. ـأَسُوا اقْلِبْ عَنِ البَزِّي بِخُلْفٍ وَأَبْدِلا
معا؛ يعني: هنا وفي الرعد: {إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ}، {أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا}، {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ}، {فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ}، {وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ}؛ فهذه خمسة مواضع استفعل فيها بمعنى: فعل كاستعجب واستسخر بمعنى عجب وسخر وكلها من اليأس من الشيء وهو عدم توقعه لا التي في الرعد قيل: إنها بمعنى علم فقراءة الجماعة في هذه المواضع على الأصل الهمز فيها بين الياء والسين، وروي عن البزي أنه قرأها بألف مكان الياء، وبياء مكان الهمزة وكذلك رسمت في المصحف وحمل ذلك على القلب والإبدال.
قال أبو علي: قلبت العين إلى موضع الفاء فصار استفعل وأصله استيأس، ثم خفف الهمزة وأبدلها ألفا؛ لسكونها وانفتاح ما قبلها، فصار مثل راس وفاس فهذا معنى قول الناظم: اقلب وأبدلا، ولم يذكر ما هو المقلوب وما هو المبدل، وأراد بالقلب التقديم والتأخير، وعرَّفنا أن مراده تقديم الهمزة على الياء قولُه: وأبدلا؛ فإن الإبدال
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/272]
في الهمز ثم لم يبين أي شيء يبدل بل أحال ذلك على قياس تسهيلها؛ لأنها إذا جعلت في موضع الياء، وأعطيت حكمها بقيت ساكنة بعد فتح وبقيت الياء مفتوحة على ما كانت عليه الهمزة، ثم لما اتصفت الهمزة بالسكون جاز إبدالها ألفا، فقرأ البزي بذلك في وجه، وإن لم يكن من أصله إبدال الهمزة المنفردة كما أنه سهل همزة: "لاعْنَتَكُمْ" بين بين في وجه وإن لم يكن ذلك من أصله جمعا بين اللغات؛ القلب في هذه اللغة في الفعل الماضي يقال: "يئس" و"أيس" فيبنى المضارع على ذلك، فقراءة الجماعة من لغة "يئس" وهي الأصل عندهم، وقراءة البزي من لغة "أيس" فمضارعه ييأس، وأراد الناظم وأبدلن فأبدل النون ألفا). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/273] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (784- وَثَانِيَ نُنْجِ احْذِفْ وَشَدِّدْ وَحَرِّكَنْ،.. "كَـ"ـذَا "نَـ"ـلْ وَخَفِّفْ "كُـ"ـذِّبُوا "ثَـ"ـابِتًا تَلا
يريد حذف النون الثانية وتشديد الجيم وتحريك الياء بالفتح فيصير فعلا ماضيا لم يسم فاعله من أنجى والقراءة الأخرى على أنه فعل مضارع من أنجى وهو قوله تعالى: {فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ}، فالنون الأولى حرف المضارعة، والثانية من أصل الفعل فالمحذوف في قراءة التشديد هي الأولى حقيقة؛ لأن الفعل فيها ماضٍ، ولكن الناظم أراد حذف الثاني صورة لا حقيقة وكانت هذه العبارة أخصر؛ لبقاء النون الأولى مضمومة، فلو كان نص على حذف الأولى لاحتاج إلى أن يقول: وضم الثانية، ولولا الاحتياج إلى هذا لأمكن أن يقال: أراد الثاني من "فننجي"؛ لأن لفظ القرآن كذلك، والثاني من "فننجي" هي النون الأولى، وكان يستقيم له أن يقول: وثاني فننجي احذف ولكنه عدل إلى تلك العبارة لما ذكرناه، والنون في قوله: وحركن نون التأكيد الخفيفة التي تبدل ألفا في الوقف، وقوله: كذا نل دعاء للمخاطب بالنجاة، وأما: {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا}، فخفف الكوفيون الذال وثابتا: حال من التخفيف، وتلا بمعنى:
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/274]
تبع ما قبله: من القراءات الثابتة وقيل: أراد تلا بالمد؛ أي: ذمة فالتشديد وجهه ظاهر هو من التكذيب ويكون ظنوا بمعنى تيقنوا وجوز أبو علي أن يكون بمعنى حسبوا، والتكذيب من الكافر كان مقطوعا به فلا وجه للحسبان على هذا إلا ما سنذكره من تفسير صحيح عن عائشة -رضي الله عنها- أما قراءة التخفيف فمن قولهم: كذبته الحديث؛ أي: لم أصدقه فيه، ومنه: {وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ}، فالمفعول الثاني في الآيتين محذوف، ثم في تأويل هذه القراءة وجوه أربعة: اثنان على تقدير أن يكون الضمير في: {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ} للرسل، واثنان على تقدير أن يكون الضمير للمرسل إليهم، وقد تقدم ذكرهم في قوله: {عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}، ولفظ الرسل أيضا: دالّ على مرسل إليهم فإن عاد الضمير على المرسل وهو الظاهر لجري الضمير على الظاهر قبله، فله وجهان: أحدهما: وظن الرسل أن أنفسهم كذبتهم حين حدثتهم بالنصر أو كذبهم رجاؤهم كذلك وانتظارهم له من غير أن يكون الله تعالى وعدهم به، ولهذا يقال: رجا صادق ورجا كاذب وقوله: بعد ذلك جاءهم نصرنا؛ أي: جاءهم بغتة من غير موعد والوجه الثاني منقول عن ابن عباس قال: وظن من أعطاهم الرضى في العلانية وأن يكذبهم في السريرة؛ وذلك لطول البلاء عليهم؛ أي: على الأتباع، وقد قيل: في قراءة التشديد نحو من هذا، روي عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: "لم يزل البلاء بالأنبياء صلوات الله
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/275]
عليهم حتى خافوا أن يكون من معهم من المؤمنين كذبوهم"، وفي صحيح البخاري عن عائشة في قراءة التشديد: قالت: "هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوا، وطال عليهم البلاء، واستأخر عنهم النصر"، حتى إذا استيأس الرسل ممن كذبهم من قومهم، وظنت الرسل أن أتباعهم قد كذبوهم جاءهم نصر الله عند ذلك، فاتحد على ذلك معنى القراءتين، أما إن كان الضمير في: "وظنوا أنهم" للمرسَل إليهم فلتأويله وجهان؛ أحدهما: وظن المرسل إليهم أن الرسل قد كذبوا فيما وعدوا به من النصر، والثاني: وظن المرسل إليهم أنهم قد كذبوا من جهة الرسل فيما أخبروا به من أنهم ينصرون عليهم، وهذا قول يحكى عن سعيد بن جبير -رضي الله عنه- سئل عن ذلك، فقال: نعم حتى إذا استيأس الرسل من قومهم أن يصدقوهم، وظن المرسل إليهم أن الرسل قد كذبوهم، فقال الضحاك بن مزاحم وكان حاضرًا لو رحلت في هذه إلى اليمن كان قليلًا، قال أبو علي: وإن ذهب ذاهب إلى أن المعنى ظن الرسل أن الذي وعد الله أممهم على لسانهم قد كذبوا فيه قد أتى عظيما لا يجوز أن ينسب مثله إلى الأنبياء، ولا إلى صالحي عباد لله قال: وكذلك من زعم أن ابن عباس ذهب إلى أن الرسل قد ضعفوا وظنوا أنهم قد أخلفوا؛ لأن الله لا يخلف الميعاد ولا مبدل لكلمات الله قلت وإنما قال ابن عباس ما تقدم ذكره فخفي معناه على من عبر بهذه العبارة والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/276]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (782 - وييأس معا واستيأس استيأسوا وتي = أسوا اقلب عن البزّي بخلف وأبدلا
قرأ البزي: إنّه لا يأيس من رّوح الله في السورة، أفلم يأيس الّذين آمنوا في الرعد، وذلك قوله (معا): حتّى إذا استأيس الرّسل، فلمّا استأيسوا منه، ولا تأيسوا من رّوح الله قرأ البزي في ذلك كله بخلف عنه بالقلب المكاني بأن تجعل الهمزة المفتوحة في موضع الياء الساكنة وتجعل الياء الساكنة في موضع الهمزة المفتوحة فتقدم الهمزة وتؤخر الياء ثم تسكن الهمزة المفتوحة؛ لأنها في مكان الياء الساكنة فأخذت صفتها وتبدل الفاء وتفتح الياء الساكنة؛ لأنها في مكان الهمز المفتوحة فأخذت صفتها
[الوافي في شرح الشاطبية: 296]
فيصير النطق في استأيس مثلا بسين ساكنة فتاء مفتوحة فألف بعدها التي هي الهمزة المبدلة فياء فسين مفتوحتين وهكذا يقال في الباقي، وقرأ الباقون بوضع كل حرف في موضعه من غير تقديم ولا تأخير ولا إبدال، وهو الوجه الثاني للبزي). [الوافي في شرح الشاطبية: 297] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (784 - وثاني ننجي احذف وشدّد وحرّكا = كذا نل وخفّف كذّبوا ثابتا تلا
قرأ ابن عامر وعاصم: فَنُجِّيَ مَنْ نَشاءُ، بحذف النون الثانية الساكنة وتشديد الجيم وتحريك الياء أي فتحها، وقرأ الباقون بإثبات النون الثانية الساكنة وتخفيف الجيم وتسكين الياء. وقرأ الكوفيون: وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا بتخفيف الذال، فتكون قراءة غيرهم بتشديدها). [الوافي في شرح الشاطبية: 297]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (137- .... كُذِّبُوا اتْلُ الْخِفُّ نُجِّيَ حَامِدٌ = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 31]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (ثم قال: كذبوا اتل الخف إلخ أي قرأ المرموز له (بألف) اتل وهو أبو جعفر {قد كذبوا جاءهم} [110] بتخفيف الذال كخلف علم من الوفاق وليعقوب التشديد.
ثم قال: نجي حامد أي قرأ الرموز له (بحا) حامد وهو يعقوب {فنجي من نشاء} [110] بنون واحدة مضمومة وتشديد الجيم وفتح الياء كما نطق به والآخرين بنونين الأولى مضمومة والثانية ساكنة من تخفيف الجيم وإسكان الياء علم من الوفاق). [شرح الدرة المضيئة: 153]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: قَدْ كُذِبُوا فَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ، وَالْكُوفِيُّونَ بِالتَّخْفِيفِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّشْدِيدِ). [النشر في القراءات العشر: 2/296]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ فَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَيَعْقُوبُ وَعَاصِمٌ بِنُونٍ وَاحِدَةٍ عَلَى تَشْدِيدِ الْجِيمِ وَفَتْحِ الْيَاءِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِنُونَيْنِ، الثَّانِيَةُ سَاكِنَةٌ مُخْفَاةٌ عِنْدَ الْجِيمِ، وَتَخْفِيفِ الْجِيمِ، وَإِسْكَانِ الْيَاءِ، وَأَجْمَعَتِ الْمَصَاحِفُ عَلَى كِتَابَتِهِ بِنُونٍ وَاحِدَةٍ). [النشر في القراءات العشر: 2/296]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ الْخُلْفُ فِي (اسْتَايَسُوا) (وَلَا تَايَسُوا) (إِنَّهُ لَا يَايَسُ) وَ (حَتَّى إِذَا اسْتَايَسَ الرُّسُلُ) عَنِ الْبَزِّيِّ وَالْحَنْبَلِيِّ عَنِ ابْنِ وَرْدَانَ فِي بَابِ الْهَمْزِ). [النشر في القراءات العشر: 2/296] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ الكوفيون وأبو جعفر {قد كذبوا} [110] بالتخفيف، والباقون بالتشديد). [تقريب النشر في القراءات العشر: 558]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن عامر ويعقوب وعاصم {فنجي} [110] بنون واحدة وتشديد الجيم وفتح الياء، والباقون بنونين الثانية ساكنة مخفاة وتخفيف الجيم وإسكان الياء). [تقريب النشر في القراءات العشر: 558]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (707 - وكذّبوا الخفّ ثنا شفا نوى = ننجي فقل نجّي نل ظلّ كوى). [طيبة النشر: 80]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (وكذّبوا الخفّ (ث) نا (شفا) (ن) وى = ننجي فقل نجّي (ن) ل (ظ) لّ (ك) وى
يعني قرأ قوله تعالى: «وظنوا أنهم قد كذبوا» أبو جعفر وحمزة والكسائي وخلف وعاصم بالتخفيف، والباقون بالتشديد وهو من التكذيب: أي وظن الرسل أن قومهم كذبوهم فيما وعدوهم به فيعود الضميران على الرسل، ووجه التخفيف أن يقال إن الضميرين يعودان على المرسل إليهم؛ ومعناه وظن المرسل إليهم أن الرسل قد كذبوا فيما وعدوا به من النصر قوله: (فنجّى) أي قرأ عاصم ويعقوب وابن عامر «فنجّي من» بحذف النون الثانية وتشديد الجيم وفتح الياء كلفظه، فالفعل في قراءتهم ماض مبني المجهول من نجي وسلمت الياء لانكسار ما قبلها فظهرت الفتحة فيها، والباقون بنونين الثانية ساكنة مخفاة وتخفيف الجيم وإسكان الياء، فالفعل في قراءتهم مضارع مبني للفاعل). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 256]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
وكذّبوا الخفّ (ث) نا (شفا) (ن) وى = ننجى فقل نجّى (نل) (ظلّ) كوى
ش: أي: قرأ ذو ثاء (ثنا) أبو جعفر، و(شفا) حمزة، والكسائي، وخلف، و(نون) نوى عاصم: قد كذبوا [يوسف: 110] بتخفيف الذال، والباقون بتشديدها.
وقرأ ذو نون (نل) عاصم، وظاء (ظل) يعقوب، وكاف (كوى) ابن عامر: فنجّي من [يوسف: 110] بحذف النون الثانية، وتشديد الجيم وفتح الياء، والباقون بإثبات النون
[شرح طيبة النشر للنويري: 2/396]
الثانية ساكنة، وتخفيف الجيم وإسكان الياء، واستغنى باللفظ عن القيد.
وجه تخفيف كذبوا [يوسف: 110]: أنه مبني للمفعول من «كذبه الحديث»: لم يصدقه فيه، [فمفعوله الأول] الواو، والثاني محذوف [أي:] النصر.
ووجه التشديد: إعادتها على الرسل؛ لتقدمهم في استيئس الرّسل [يوسف: 110].
ووجه تشديد فنجّي [يوسف: 110]: جعله ماضيا، مبنيا للمفعول [من] «نجي»، وسلمت الياء؛ لانكسار ما قبلها؛ فظهرت الفتحة فيها.
ووجه تخفيفه: جعله مضارع «أنجى» فالنون الأولى للمضارعة، وضمت على قياس الرباعي، والثانية فاء الفعل، وسكنت الياء استثقالا للضمة عليها). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/397]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "اسْتَيْأَسُوا" من [الآية: 80] و"لا يَيْأَس" [الآية: 87] "إِذَا اسْتَيْأَس" [الآية: 110] وفي [الرعد الآية: 31] "أَفَلَمْ يَيْأَس" البزي من عامة طرق أبي ربيعة بتقديم الهمزة إلى موضع الياء، وتأخير الياء إلى موضع الهمزة، ثم يبدل الهمزة ألفا، وروى الآخرون عن أبي ربيعة وابن الحباب عنه بالهمز بعد الياء بلا تأخير كالجماعة، وموافقة ابن وردان من طريق هبة الله للبزي في الإبدال التي ذكرها في الأصل انفرادة للحنبلي لا يقرأ بها، ولذا أسقطها في الطيبة). [إتحاف فضلاء البشر: 2/151] (م) قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "كَذَّبُوا" [الآية: 110] فعاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف بالتخفيف وافقهم الأعمش ورويت عن عائشة رضي الله عنها، وروي عنها إنكارها وقد وجهت بوجوه فيها، وهو المشهور عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره أن الضمائر كلها ترجع إلى المرسل إليهم أي: وظن المرسل إليهم أن الرسل قد كذبوهم فيما ادعوا من النبوة، وفيما يوعدون به من لم يؤمن من العقاب، ويحكى أن سعيد بن جبير لما أجاب بذلك، فقال الضحاك: وكان حاضرا لو رحلت في هذه المسألة إلى اليمن كان قليلا، والباقون بالتشديد على عود الضمائر كلها على الرسل أي: وظن الرسل أنهم قد كذبهم أممهم فيما جاؤا به لطول البلاء عليهم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/156]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاء" فابن عامر وعاصم ويعقوب بنون واحدة وتشديد الجيم وفتح الياء على أنه فعل ماض مبني للمفعول، ومن نائب فاعل "وعن" ابن محيصن "نجا" بفتح النون والجيم الخفيفة فعلا ماضيا، والباقون بنونين مضمومة فساكنة فجيم مكسورة مخففة فياء ساكنة مضارع أنجى، ومن مفعوله). [إتحاف فضلاء البشر: 2/157]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأبدل" همز "باسنا" والباس والباساء أبو عمرو بخلفه وأبو جعفر كوقف حمزة، وحققه الباقون ومنهم ورش من طريقيه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/157]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم استيأس وبابه للبزي ووقف حمزة عليه). [إتحاف فضلاء البشر: 2/156]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({استيئس} [110] تقدم قريبًا). [غيث النفع: 752]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({كذبوا} قرأ الكوفيون بتخفيف الذال، والباقون بالتشديد.
فائدة: سئل سعيد بن جبير عن قراءة التخفيف فقال: نعم حتى إذا استيأس الرسل من تصديق قومهم، وظن المرسل إليهم أن الرسل قد كذبوهم.
فقال الضحاك بن مزاحم وكان حاضرًا: لو رحلت في هذه المسألة إلى اليمن كان قليلاً). [غيث النفع: 752]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({فنجي} قرأ الشامي وعاصم بنون واحدة، وتشديد الجيم، وفتح الياء، والباقون بنونين، الأولى مضمومة كقراءة الشامي وعاصم، والثانية ساكنة مخفاة للجيم بعدها، وإسكان الياء، وأجمعت المصاحف على كتبه بنون واحدة). [غيث النفع: 753]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110)}
{اسْتَيْئَسَ}
تقدم الحديث فيه مفصلا في الآية /80 من هذه السورة: {فلما استيئسوا}.
{الرُّسُلُ}
قراءة الجماعة بضم السين (الرسل).
وقراءة المطوعي (الرسل) بسكون السين للتخفيف.
{كُذِبُوا}
قرأ عاصم وحمزة والكسائي وخلف والأعمش وأبو جعفر وأبي ابن كعب وعلي بن أبي طالب عبد الله بن مسعود وابن عباس نفي رواية ومجاهد وطلحة ويحيى بن وثاب والسلمي والحسن البصري وزين العابدين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وسعيد بن جبير وعكرمة والضحاك ومحمد بن كعب القرظي، ومسروق، وشيبة ابن نصاح عن القاسم عن عائشة (كذبوا) بضم الكاف وتخفيف الذال مكسورة.
واختار الطبري هذه القراءة.
وعلى هذه القراءة يكون الضمير في «ظنوا» عائدًا على المرسل
[معجم القراءات: 4/355]
إليهم لتقدمهم في الذكر.
والمعنى: وظن المرسل إليهم أن الرسل قد كذبوهم فيما ادعوا من النبوة، وفيما يوعدون به.
وذهبت عائشة رضي الله عنها إلى أن القراءة بالتثقيل، وردت قراءة التخفيف هذه. فقد سئلت عن ذلك فقالت بالتثقيل.
قال الإسماعيلي: «وقلت فهي مخففة ! قالت: معاذ الله! ».
قال ابن حجر في الفتح: «وهذا ظاهر أنها أنكرت القراءت بالتخفيف بناءً على أن الضمير للرسل، وليس الضمير للمرسل إليهم على ما بینته، ولا لإنكار القراءة بذلك معنى بعد ثبوتها، ولعلها لم يبلغها ممن يرجع إليه في ذلك، وقد قرأها بالتخفيف أئمة الكوفة من القراء..». وقال ابن حجر: «وقال الكرماني: لم تنكر عائشة القراءة، وإنما أنكرت تأويل ابن عباس، كذا قال. وهو خلاف الظاهر...».
وقال الشهاب: «... فعلى التخفيف اضطرب الناس فيها، فمنهم من أنكرها، وهو مروي عن عائشة رضي الله عنها، قالوا: والظاهر أنه غير صحيح فإنها قراءة متواترة، وقد وجهت بوجوه منها: أن الضمير «ظنوا» عائد على المرسل إليهم لعلمهم مما قبله؛ ولأن ذكر الرسل يستلزم ذكر المرسل إليهم، وضمير «أنهم» و «كذبوا» للرسل أي ظن المرسل إليهم أن الرسل قد كذبوا أي كذبوا فيما أرسلوا إليه بالوحي في نصرهم عليهم.
وقال ابن خالويه: «والحجة لمن خفف أنه جعل الظن للكفرة بمعنى الشك. وتقديره: وظن الكفرة أن الرسل قد كذبوا فيما وعدوا به من النصر».
[معجم القراءات: 4/356]
وفي القرطبي: «وفي رواية عن ابن عباس: ظن الرسل أن الله أخلف ما وعدهم. وقيل لم تصح هذه الرواية لأنه لا يظن بالرسل هذا الظن، ومن ظن هذا الظن لا يستحق النصر».
وقرأ ابن كثير وابن عامر ونافع وأبو عمرو ويعقوب والحسن وقتادة ومحمد بن كعب القرظي وأبو رجاء وابن أبي مليكة والأعرج وعائشة رضي الله عنها بخلاف وعطاء والزهري وابن عباس وابن مسعود في رواية وعروة، وهي رواية الإسماعيلي عن عائشة «كذبوا» بضم الكاف وكسر الذال مشددة على البناء للمفعول، واختار هذه القراءة مكي.
والضمائر على هذه القراءة كلها عائدة على الرسل، والمعنى: أن الرسل أيقنوا أنهم كذبهم قومهم المشركون.
قال الزجاج: «فالمعنى حتى إذا استيئس الرسل من أن يصدقهم قومهم جاءهم نصرنا».
وقال الشهاب:
وأما قراءة التشديد فالضمائر للرسل عليهم الصلاة والسلام، أي ظن الرسل أنهم قد كذبهم أممهم فيما جاءوا به لطول البلاء عليهم، فجاءهم نصر الله عند ذلك، وهو تفسير عائشة رضي الله عنها المنقول عنها في البخاري فيتحد معنى القراءتين...».
وقرأ ابن عباس ومجاهد والضحاك وحميد وعبد الله بن الحارث وأبو رزين (كذبوا) بتخفيف الذال مبنيًا للفاعل، أي: وظن
[معجم القراءات: 4/357]
المرسل إليهم أن الرسل قد كذبوهم فيما قالوا عن الله من العذاب، والظن هنا على بابه.
قال ابن حجر:
«... قراءة مجاهد: وظنوا أنهم قد كذبوا، بفتح أوله مع التخفيف، أي غلطوا، ويكون فاعل (وظنوا) الرسل، ويحتمل أن يكون أتباعهم..».
وذكر العكبري أنه يقرا: (كذبوا) بفتح أوله وتشديد الذال. أي وظن الرسل أن الأمم كذبوهم.
وذكر الزمخشري هذا على أنه وجه جائز ولم يذكره قراءة.
قال: «ولو قرئ بهذا مشددًا لكان معناه: وظن الرسل أن قومهم كذبوهم في موعدهم».
وذكر الشهاب هذا عن أبي البقاء ثم قال: «ولم يقف الزمخشري على أنها قراءة فقال: لو قرئ بها صح».
تقدمت الإمالة فيه عن حمزة وابن ذكوان، انظر الآية/87 من سورة البقرة.
قرأ ابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر وحفص، ورواية الحسن ابن اليتيم عن أبي حفص عمرو بن الصباح عن أبي عمر عن عاصم، ويعقوب وسهل (فنجي) بنون واحدة، وجيم مشددة، وياءٍ مفتوحة، على ما لم يسم فاعله، و «من» نائب عن الفاعل.
[معجم القراءات: 4/358]
واختار أبو عبيد هذه القراءة؛ لأنها في مصحف عثمان، وسائر مصاحف البلدان بنون واحدة.
قال مكي: «واختار أبو عبيد (فنجي) بنون واحدة على مالم يسم فاعله، وتعقب عليه ابن قتيبة فاختار بنونين كقراءة الجماعة، وقال: إنما كتبت في المصحف بنون واحدة لأن الثانية خفيت عند الجيم...».
وكان مكي قد قال قبل هذا:
«وحجة من قرأ بنون واحدة أنه جعل الفعل ماضيًا؛ لأن القصة قد مضت، فطابق بين اللفظ والمعنى، وبين الفعل للمفعول لكذا! ولعلها: وبني الفعل للمفعول و «من» تقوم مقام الفاعل، ويقوي ذلك أنه قد عطف عليه فعل بني للمفعول أيضًا، وهو قوله: {ولا يرد}.
وأيضا فإنها في أكثر المصاحف بنون واحدة».
وقال الفراء:
«والكتاب أتى بنون واحدة، وقد قرأ عاصم... فجعلها نونًا، كأنه كره زيادة نون، و «من» حينئذ في موضع رفع».
وقرأ مجاهد والحسن وعاصم الجحدري وطلحة بن مصرف وابن شنبوذ وأبو بحرية وابن هرمز، وهي رواية المسيبي عن نافع والكسائي ونصر عن أبيه عن أبي عمرو (فنجي) بنون واحدة، مشدد الجيم، ساكن الياء، وهو ماضٍ لم يسم فاعله، وسكنت الياء على لغة من يستثقل الحركة على الياء مطلقًا.
قال أبو حيان:
[معجم القراءات: 4/359]
«وخرج على أنه مضارع أدغمت فيه النون في الجيم، وهذا ليس بشيء؛ لأنه لا تدغم النون في الجيم، وتخريجه على أنه ماضٍ كالقراءة التي قبلها سكنت الياء فيه على لغة من يستثقل الحركة صلة على الياء...».
وقال العكبري:
«ويقرأ بنون واحدة وتشديد الجيم على أنه ماضٍ لم يسم فاعله، ويقرأ كذلك، إلا أنه بسكون الياء، وفيه وجهان:
أحدهما - أن يكون أبدل النون الثانية جيمًا وأدغمها، وهو مستقبل على هذا.
والثاني - أن يكون ماضيًا، وسكن الياء لثقلها بحركتها وانكسار ما قبلها».
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي وخلف وأبو جعفر (فننجي) بنونين: الأولى مضمومة، والثانية ساكنة، والياء ساكنة، وهو مضارع «أنجي»، و «من» مفعوله، والفاعل ضمير المتكلم المعظم نفسه.
وهذه القراءة هي الصواب عند الطبري.
[معجم القراءات: 4/360]
وروى هبيرة عن حفص عن عاصم (فننجي) بنونين، من «أنجى»، فهي كالقراءة السابقة إلا أن الياء مفتوحة.
وذهب ابن عطية إلى أن هذا غلط من هبيرة، وإلى مثل هذا ذهب ابن مجاهد، فقد ذكر القراءة ثم قال: «وهذا غلط»، وعلق المحقق على جملة ابن مجاهد بقوله: «أي من قبيل الرواية».
وقال الطوسي:
«وما رواه هبيرة عن عاصم بنونين وفتح الياء فهو غلط من الراوي كما قال ابن مجاهد».
وقال الشهاب:
«وقرأها جماعة كالباقين «إلا أنهم فتحوا الياء فننجي ورويت عن عاصم، وليست بغلط كما توهم لأنه مضارع منصوب».
وقال أبو حيان:
«وليست غلطًا، ولها وجه في العربية، وهو أن الشرط والجزاء يجوز أن يأتي بعدهما المضارع منصوبًا بإضمار «أن» بعد الفاء...، ولا فرق في ذلك بين أن تكون أداة الشرط جازمة، أو غير جازمة».
وقرأ الحسن، والكسائي في رواية (فننجي) بنونين: الثانية مفتوحة والجيم مشددة، والياء ساكنة وهو مضارع «نجي» المضعف العين.
وروى نصر بن علي عن أبيه عن أبي عمرو، وفي رواية عن الكسائي (فنجي) يدغم، أي بإدغام النون في النون، أو بإدغام
[معجم القراءات: 4/361]
النون الثانية في الجيم، لأن قوله: يدغم يحتملهما.
قال أبو بكر:
«وهذا غلط في قوله: «يدغم»، ليس هذا موضعًا يدغم فيه، إنما أراد أنها محذوفة النون الثانية في الكتاب، وهي في اللفظ بنونين: الأولى متحركة والثانية ساكنة، ولا يجوز إدغام المتحرك في الساكن؛ لأن النون الثانية ساكنة، والساكن لا يدغم فيه متحرك، وكذلك النون لا تدغم في الجيم، فمن قال: «يدغم» فهو غلط، ولكنها حذفت من الكتاب أعني النون الثانية لأنها ساكنة، تخرج من الأنف، فحذفت من الكتاب، وهي في اللفظ مثبتة».
وقرأ نصر بن عاصم والحسن وأبو حيوة وابن السميفع ومجاهد وعيسى بن عمر وابن محيصن من رواية المعدل والأهوازء (فنجا) جعلوه ماضيًا مخفف الجيم و «من» فاعله.
وقرأ الداني لابن محيصن (فنجى) كالقراءة السابقة إلا أنه مشدد الجيم، والفاعل ضمير النصر أي: فنجى النصر..، و «من» مفعوله.
تعليقات:
قال الشهاب: «وقد رجحت قراءة عاصم بأن المصاحف اتفقت على رسمها بنون واحدة».
وقال الطوسي:
«وحذف النون الثانية من الخط يشبه أن يكون لكراهة اجتماع
[معجم القراءات: 4/362]
المثلين فيه، ومن ذهب إلى أن الثانية مدغمة في الجيم فقد غلط؛ لأنها ليست بمثل للجيم، ولا مقاربة له».
وذكر القرطبي أن أبا عبيد اختار قراءة عاصم (فنجي) لأنها في مصحف عثمان، وسائر مصاحف البلدان بنون واحدة.
وقال الفراء: «وأما الذين قرأوا بنونين فإن النون الثانية تخفى ولا تخرج من موضع الأولى، فلما خفيت حذفت، ألا ترى أنك لا تقول: (فننجي) بالبيان، فلما خفيت الثانية حذفت، واكتفى بالنون الأولى منهما، كما يكتفي بالحرف من الحرفين فيدغم، ويكون كتابهما واحدًا».
وقال الطوسي:
«وأما النون الثانية من (ننجي) فهي مخفاة مع الجيم، وكذلك النون مع جميع حروف الفم لا تكون إلا مخفاة، وقال أبو عثمان المازني: «وتبيينها لحن...».
ونقلت عنه قبل قليل حذف النون الثانية من الخط.
وذكر ابن حجر في الفتح قراءتين هما: فننجي، فنجي ثم قال: «وفيها قراءات أخرى، قال الطبري: كل من قرأ بذلك فهو منفرد بقراءته، والحجة في قراءة غيره، والله أعلم».
قراءة الجماعة بإدغام النون في النون مع الغنة.
حكم الهمز في الوقف تقدم بيانه، انظر الآية/142 و 213 من سورة البقرة، وكذا الآية/ 40 من سورة المائدة.
وقراءة الجماعة {نشاء} بنون العظمة لله سبحانه وتعالى.
[معجم القراءات: 4/363]
وقرأ أبو حيوة (يشاء) بياء الغيبة، أي: فنجي من يشاء الله نجاته.
قرأ أبو عمرو إذا أدرج في القراءة أو قرأ في الصلاة، وفي النقل عنه خلاف (باسنا) بإبدال الهمزة ألفًا.
وكذا جاءت قراءة أبي جعفر في الوقف والوصل.
ومثلها جاءت قراءة حمزة في الوقف.
وقراءة الجماعة {بأسنا}، بالهمز، وكذا جاءت قراءة الأزرق وورش فيه.
وقراءة الجماعة {بأسنا} بنون العظمة لله سبحانه وتعالى، وهو المناسب لقراءة: «نشاء» قبلها.
وقرأ الحسن (بأسه) بضمير الغائب، أي: بأس الله). [معجم القراءات: 4/364]
قوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111)}
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (قصصهم) [111]: بكسر القاف عبد الوارث). [المنتهى: 2/765]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (قَصَصِهِمْ) بكسر القاف عبد الوارث طريق المنقري بفتح القاف، وهو الاختيار لقوله: (أَحْسَنَ الْقَصَصِ) ). [الكامل في القراءات العشر: 577]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "تصديق" بإشمام الصاد زايا حمزة والكسائي ورويس بخلفه وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/157]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({تصديق} [111] قرأ الأخوان بإشمام الصاد الزاي، والباقون بالصاد الخالصة). [غيث النفع: 753]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111)}
{قَصَصِهِمْ}
قراءة الجماعة {قصصهم} بفتح القاف، وهو مصدر بمعنى المفعول، أي المقصوص.
وقرأ الكسائي والقصبي عن عبد الوارث عن أبي عمرو، وأحمد ابن جبير الأنطاكي، وقتادة وأبو الجوزاء وابن محيصن
[معجم القراءات: 4/364]
والكسائي في رواية (قصصهم) بكسر القاف وهو جمع قصة.
وذهب علماء اللغة إلى أن القصة التي تنقل مشافهة جمعها قصص كذا بفتح أوله، وإن كانت مكتوبة جمعت على قصص.
قال في التاج:
«والقصة بالكسر: الأمر والحديث والخبر كالقصص بالفتح، والتي تكتب جمع قصص كعنب..».
وفي اللسان:
«... والقصص الخبر المقصوص بالفتح، وضع موضع المصدر حتى صار أغلب عليه، والقصص بكسر القاف جمع القصة التي تكتب..».
{عِبْرَةٌ}
قراءة الجماعة {عبرة} بالرفع.
وقرئ (عبرة) بالنصب خبر «كان».
{يُفْتَرَى}
قرأ حمزة والكسائي وخلف وأبو عمرو، وابن ذكوان من طريق الصوري بإمالة الألف.
وبالتقليل قرأ الأزرق وورش.
والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
وتقدمت الإمالة فيه في الآية / 37 من سورة يونس.
[معجم القراءات: 4/365]
{وَلَكِنْ تَصْدِيقَ.... وَتَفْصِيلَ.... وَهُدًى وَرَحْمَةً}
قراءة الجماعة بالنصب في (تصديق.. وتفصيل..)، وكذا ما عطف عليه.
وتخريجه على إضمار «كان»، أي: ولكن كان تصديق.. وتفصيل وهدى ورحمةً.
وقيل: انتصب مفعولًا من أجله، والعامل محذوف والتقدير: ولكن أنزل للتصديق، وقيل انتصب على المصدر والعامل فيه فعل محذوف.
وقرأ حمران بن أعين وعيسى الكوفي وعيسى بن عمر الثقفي البصري (ولكن تصديق... وتفصيل.. وهدى ورحمة) بالرفع في تصديق، وكذا ما عطف عليه.
والتقدير: ولكن هو تصديق...، فهو خبر لمبتدأ مقدر.
وتقدم مثل هذا في الآية / 37 من سورة يونس.
قال الفراء: «ولو رفعت التصديق كان صوابًا، كما تقول: ما كان هذا قائمًا ولكن قاعدًا...».
وقال مكي: «... ويجوز الرفع على تقدير: ولكن هو تصديق، ولم يقرأ به أحد».
وقال الزجاج: «... فمن قرأها هكذا رفع الباقي المعطوف على تصديق»، ويكون مرتفعًا على معنى: ولكن هو تصديقُ الذي بين يديه ويكون «وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون» نسقًا عليه.
[معجم القراءات: 4/366]
وهذا لم تثبت بقراءته رواية صحيحة، وإن كان جائزًا في العربية، لا اختلاف بين النحويين في أنه جيد بالغ، فلا تقرأن به، ولا تخالف الإجماع بمذاهب النحويين». كذا!!
{تَصْدِيقَ}
وقرأ حمزة والكسائي ورويس عن يعقوب بخلاف، والأعمش بإشمام الصاد صوت الزاي، وهو لغة قيس: {تصديق}.
وقراءة الجماعة وهي الرواية الثانية عن روي من طريق أبي الطيب وابن مقسم، بالصاد الخالصة {تصديق} وهي لغة قريش.
وتقدم هذا في الآية / 37 من سورة يونس.
{شَيْءٍ}
تقدمت القراءة فيه في الوقف عند حمزة، انظر الآيتين/20، 106 من سورة البقرة.
{وَهُدًى}
أماله في الوقف حمزة والكسائي وخلف.
والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
والجماعة على الفتح في الحالين.
وتقدم هذا في مواضع وانظر الآية /2 من سورة البقرة.
{يُؤْمِنُونَ}
قرأ أبو عمرو بخلاف عنه وأبو جعفر والأزرق وورش والأصبهاني ومحمد بن حبيب الشموني عن الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (يومنون) بإبدال الهمزة واوًا.
وكذا جاءت قراءة حمزة في الوقف.
والباقون على القراءة بالهمز {يؤمنون}.
وتقدم هذا في مواضع، وانظر الآية/88 من سورة البقرة، والآية/185 من سورة الأعراف). [معجم القراءات: 4/367]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين