تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (65)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قل إنّما أنا منذر وما من إله إلّا اللّه الواحد القهّار (65)}
أي : قل إنك تنذر، وإنك تدعو إلى توحيد اللّه.
ولو قرئت: {إلّا اللّه الواحد القهّار}: بالنصب لجازت , ولكنه لم يقرأ بها، فلا تقرأن بها.
ومن نصب : فعلى الاستثناء، ومن رفع : فعلى معنى : ما إله إلا اللّه.).[معاني القرآن: 4/340]
تفسير قوله تعالى:{قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (67)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله جلّ وعزّ: {قل هو نبأ عظيم (67) أنتم عنه معرضون (68)}
أي: قل النبأ الّذي أنبأتكم به عن اللّه - عزّ وجلّ - نبأ عظيم، والذي أنبأتكم به دليل على نبوتي.
يعني : ما أنبأكم به النبي - صلى الله عليه وسلم - من قصة آدم وإبليس، فإن ذلك لا يعلم إلا بقراءة الكتب , أو بوحي من اللّه، وقد علم الذين خاطبهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه : لم يقرأ كتابا , ولا خطه بيمينه , ولا كان ريب فيما يخبر به أنه وحي , ثم بيّن ذلك فقال:
{ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون (69) }.). [معاني القرآن: 4/340]
تفسير قوله تعالى: {أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (68) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله جلّ وعزّ: {قل هو نبأ عظيم (67) أنتم عنه معرضون (68)}
أي: قل النبأ الّذي أنبأتكم به عن اللّه - عزّ وجلّ - نبأ عظيم، والذي أنبأتكم به دليل على نبوتي.
يعني : ما أنبأكم به النبي - صلى الله عليه وسلم - من قصة آدم وإبليس، فإن ذلك لا يعلم إلا بقراءة الكتب , أو بوحي من اللّه، وقد علم الذين خاطبهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه لم يقرأ كتابا , ولا خطه بيمينه , ولا كان ريب فيما يخبر به أنه وحي , ثم بيّن ذلك, فقال:{ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون (69)}.).[معاني القرآن: 4/340] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون}
قال مجاهد : يعني : القرآن.). [معاني القرآن: 6/135]
تفسير قوله تعالى: {مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (69) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون (69)}
أي: ما علمت هذه الأقاصيص إلا بوحي من اللّه). [معاني القرآن: 4/340-341]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ما كان لي من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون}
قال الحسن : (يعني الملائكة : اختصموا , كما أخبر تعالى عنهم بقوله: {إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين} أي: حين خلق آدم عليه السلام بيده) .
قال أبو جعفر : وفي الحديث: يختصمون في الكفارات وهي:((إسباغ الوضوء في المكاره , وانتظار الصلاة بعد الصلاة .))
قال أبو جعفر : الملأ في اللغة الأشراف الأفاضل , كأنهم مليئون بما يسند إليهم .
وقد قيل : يجوز أن يكون يعني : بالملأ الأعلى ههنا : الملائكة إذ يختصمون , يعني: قريشا ؛ لأن منهم من قال الملائكة : بنات الله جل وعز .
فأعلم الله جل وعز النبي صلى الله عليه وسلم ذلك , وأعلمه أنهم عباده , وأنهم لا يستكبرون عن عبادت, ه ولا يستحسرون .
وقيل يجوز : أن يراد بالملأ الأعلى ههنا: أشراف قريش , إذ يختصمون فيما بينهم , فيوحي الله عز وجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذلك , والله اعلم بما أراد.
وأولى ما قيل فيه ما قاله ابن عباس , والسدي , وقتادة : أن الملأ الأعلى ههنا الملائكة , اختصموا في أمر آدم عليه السلام حين خلق , فقالوا: لا تجعل في الأرض خليقة.). [معاني القرآن: 6/137]
تفسير قوله تعالى: {إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (70)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إن يوحى إليّ إلاّ أنّما أنا نذيرٌ مّبينٌ}
إن شئت جعلت (أنّما) في موضع رفع، كأنك قلت: ما يوحى إلي إلاّ الإنذار.
وإن شئت جعلت المعنى: ما يوحى إليّ لأني نذير ونبيّ؛ فإذا ألقيت اللام , كان موضع (أنّما) نصباً.
ويكون في هذا الموضع: ما يوحى إليّ إلاّ أنك نذير مبين ؛ لأن المعنى حكاية, كما تقول في الكلام: أخبروني أني مسيء , وأخبرني أنك مسيء.
وهو كقوله:
رجلان من ضبّة أخبرانا= أنّا رأينا رجلا عريانا
والمعنى: أخبرانا أنهما رأيا، فجاز ذلك لأن أصله الحكاية.
وقوله: {بيديّ أستكبرت}: اجتمع القراء على التثنية , ولو قرأ قارئ {بيدي} : يريد يداً على واحدة كان صواباً؛ كقول الشاعر:
أيها المبتغي فناء قريش= بيد الله عمرها والفناء
والواحد من هذا يكفي من الاثنين، وكذلك العينان , والرجلان , واليدان, تكتفي إحداهما من الأخرى؛ لأن معناهما واحد). [معاني القرآن: 2/411-412]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين}
يجوز أن يكون المعنى : إلا إنذارا , وأن يكون المعنى : إلا بأنما أنا نذير مبين.).[معاني القرآن: 6/137-138]