العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة ص

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 06:35 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير سورة ص [ من الآية (17) إلى الآية (20) ]

تفسير سورة ص
[ من الآية (17) إلى الآية (20) ]


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ (19) وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (20)}



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 06:53 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة أن (الأواب)، الحفيظ، إذ ذكر خطاياه استغفر الله منها). [الجامع في علوم القرآن: 1/7]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ذا الأيد قال ذا القوة في العبادة). [تفسير عبد الرزاق: 2/161]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: {الأيد} [ص: 17] : «القوّة في العبادة»). [صحيح البخاري: 6/124]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال ابن عبّاسٍ الأيد القوّة في العبادة وصله الطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ في قوله داود ذا الأيد قال القوّة ومن طريق مجاهدٍ قال القوّة في الطّاعة وقال عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة ذا الأيد ذا القوّة في العبادة). [فتح الباري: 8/546]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما أقوال ابن عبّاس فقال ابن جرير حدثني محمّد بن سعد حدثني أبي حدثني عمي حدثني أبي عن أبيه عن ابن عبّاس قوله 17 ص {داود ذا الأيد} قال ذا القوّة). [تغليق التعليق: 4/296]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال ابن عباس) فيما وصله الطبري ({الأيد}) بالرفع في قوله تعالى: {واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيد والأبصار} [ص: 45] هو (القوة في العبادة) والعامة على ثبوت الياء في الأيدي جمع يد وهي إما الجارحة وكنّي بها عن الأعمال لأن أكثر الأعمال إنما تزاول باليد أو المراد النعمة وقرئ لأيد بغير ياء اجتزاء عنها بالكسرة). [إرشاد الساري: 7/316]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (الأيد) أي: في قوله: أولى الأيدي والأبصار هي القوّة في العبادة على ثبوت الياء بعد الدال وحذفها بعضهم اكتفاء بالكسرة). [حاشية السندي على البخاري: 3/67]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنّه أوّابٌ (17) إنّا سخّرنا الجبال معه يسبّحن بالعشيّ والإشراق (18) والطّير محشورةً كلٌّ لّه أوّابٌ (19) وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: اصبر يا محمّد على ما يقول مشركو قومك لك ممّا تكره قيلهم لك، فإنّا ممتحنوك بالمكاره امتحاننا سائر رسلنا قبلك، ثمّ جاعلو العلوّ والرّفعة والظّفر لك على من كذّبك وشاقّك سنّتنا في الرّسل الّذين أرسلناهم إلى عبادنا قبلك فمنهم عبدنا أيّوب وداود بن إيشا، فاذكره ذا الأيد؛ ويعني بقوله: {ذا الأيد} ذا القوّة والبطش الشّديد في ذات اللّه والصّبر على طاعته.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {داود ذا الأيد} قال: ذا القوّة.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثني أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ذا الأيد} قال: ذا القوّة في طاعة اللّه.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {اذكر عبدنا داود ذا الأيد} قال: أعطي قوّةً في العبادة، وفقهًا في الإسلام وقد ذكر لنا أنّ داود صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقوم اللّيل ويصوم نصف الدّهر
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: {داود ذا الأيد} قال: ذو القوّة في طاعة اللّه.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {داود ذا الأيد} قال: ذو القوّة في عبادة اللّه، الأيد: القوّة وقرأ: {والسّماء بنيناها بأيدٍ} قال: بقوّةٍ.
وقوله: {إنّه أوّابٌ} يقول: إنّ داود رجّاعٌ لما يكرهه اللّه إلى ما يرضيه توّابٌ، وهو من قولهم: آب الرّجل إلى أهله: إذا رجع.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {إنّه أوّابٌ} قال: رجّاعٌ عن الذّنوب.
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ {إنّه أوّابٌ} قال: الرّاجع عن الذّنوب.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّه أوّابٌ} أي كان مطيعًا للّه كثير الصّلاة.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: {إنّه أوّابٌ} قال: المسبّح.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {إنّه أوّابٌ} قال: الأوّاب التّوّاب الّذي يؤوب إلى طاعة اللّه ويرجع إليها، ذلك الأوّاب، قال: والأوّاب: المطيع). [جامع البيان: 20/40-43]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ذا الأيد قال يعني ذا القوة في طاعة الله والبصر في الحق). [تفسير مجاهد: 548]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله إنه أواب قال الأواب الراجع عن الذنب المنيب). [تفسير مجاهد: 548]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبّار، ثنا محمّد بن فضيلٍ، ثنا محمّد بن سعدٍ الأنصاريّ، عن عبد اللّه بن يزيد الدّمشقيّ، ثنا عائذ اللّه أبو إدريس الخولانيّ، عن أبي الدّرداء رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: " قال داود عليه السّلام: ربّ أسألك حبّك وحبّ من يحبّك، والعمل الّذي يبلّغني حبّك، ربّ اجعل حبّك أحبّ إليّ من نفسي وأهلّي، ومن الماء البارد ". وكان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إذا ذكر داود وحدّث عنه قال: «كان أعبد البشر» صحيح الإسناد ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/470]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا محمّد بن إسحاق الصّفّار، ثنا أحمد بن نصرٍ، ثنا عمرو بن طلحة القنّاد، أنبأ شريكٌ، عن السّدّيّ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: «مات داود عليه السّلام فجأةً يوم السّبت، وكان يسبت فتعكف عليه الطّير فتظلّه»). [المستدرك: 2/471]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 17
أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {داود ذا الأيد} قال: القوة في العمل في طاعة الله تعالى). [الدر المنثور: 12/512-513]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ذا الأيد} قال: القوة في العبادة). [الدر المنثور: 12/513]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله {واذكر عبدنا داود ذا الأيد} قال: أعطي قوة في العبادة وفقها في الإسلام). [الدر المنثور: 12/513]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه {ذا الأيد} قال: القوة في العبادة والبصر في الهدى). [الدر المنثور: 12/513]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في تاريخه عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم إذا ذكر داود عليه السلام وحدث عنه قال: كان أعبد البشر). [الدر المنثور: 12/513]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الديلمي عن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ينبغي لأحد أن يقول إني أعبد من داود). [الدر المنثور: 12/513-514]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد عن ثابت رضي الله عنه قال: كان داود عليه السلام يطيل الصلاة من الليل فيركع الركعة ثم يرفع رأسه فينظر إلى أديم السماء ثم يقول: إليك رفعت رأسي يا عامر السماء نظر العبيد إلى أربابها). [الدر المنثور: 12/514]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن الحسن رضي الله عنه قال: قال داود عليه السلام: إلهي أي رزق أطيب قال: ثمرة يدك يا داود). [الدر المنثور: 12/514]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن عروة بن الزبير رضي الله عنه قال: كان داود عليه السلام يصنع القفة من الخوص وهو على المنبر ثم يرسل بها إلى السوق فيبيعها ثم يأكل بثمنها). [الدر المنثور: 12/514]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن سعيد بن أبي هلال رضي الله عنه قال: كان داود عليه السلام إذا قام من الليل يقول: اللهم نامت العيون وغارت النجوم وأنت الحي القيوم الذي لا تأخذك سنة ولا نوم). [الدر المنثور: 12/514]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الأواب المسبح). [الدر المنثور: 12/515]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه قال: الأواب المسبح). [الدر المنثور: 12/515]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن شرحبيل رضي الله عنه قال: الأواب المسبح بلغة الحبشة). [الدر المنثور: 12/515]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الديلمي عن مجاهد رضي الله عنه قال: سألت النّبيّ صلى الله عليه وسلم عنه فقال هو الرجل يذكر ذنوبه في الخلاء فيستغفر الله). [الدر المنثور: 12/515]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {إنه أواب} قال: منيب راجع عن الذنوب). [الدر المنثور: 12/515]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه قال: الأواب التائب الراجع). [الدر المنثور: 12/515]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه {إنه أواب} قال: كان مطيعا لربه كثير الصلاة). [الدر المنثور: 12/515]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الأواب الموقن). [الدر المنثور: 12/515]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّا سخّرنا الجبال معه يسبّحن بالعشيّ والإشراق} يقول تعالى ذكره: {إنّا سخّرنا الجبال} يسبّحن مع داود {بالعشيّ}، وذلك من وقت العصر إلى اللّيل، والإشراق، وذلك بالغداة وقت الضّحى ذكر أنّ داود كان إذا سبّح سبّحت معه الجبال.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {إنّا سخّرنا الجبال معه يسبّحن} بالعشيّ والإشراق يسبّحن مع داود إذا سبّح بالعشيّ والإشراق.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {بالعشيّ والإشراق} قال: حين تشرق الشّمس وتضحى.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا محمّد بن بشرٍ، عن مسعر، عن عبد الكريم، عن موسى بن أبي كثيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّه بلغه أنّ أمّ هانئٍ، ذكرت أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يوم فتح مكّة صلّى الضّحى ثمان ركعاتٍ، فقال ابن عبّاسٍ: قد ظننت أنّ لهذه السّاعة صلاةً، يقول اللّه: {يسبّحن بالعشيّ والإشراق}.
- حدّثنا ابن عبد الرّحيم البرقيّ، قال: حدّثنا عمرو بن أبي سلمة، قال: حدّثنا صدقة، قال: حدّثني سعيد بن أبي عروبة، عن أبي المتوكّل، عن أيّوب بن صفوان، عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفلٍ، أنّ ابن عبّاسٍ، كان لا يصلّي الضّحى، قال: فأدخلته على أمّ هانئٍ، فقلت: أخبري هذا بما أخبرتني به، فقالت أمّ هانئٍ: دخل عليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يوم الفتح في بيتي، فأمر بماءٍ فصبّ في قصعةٍ، ثمّ أمر بثوبٍ فأخذ بيني وبينه، فاغتسل، ثمّ رشّ ناحية البيت فصلّى ثمان ركعاتٍ، وذلك من الضّحى قيامهنّ وركوعهنّ وسجودهنّ وجلوسهنّ سواءٌ، قريبٌ بعضهنّ من بعضٍ، فخرج ابن عبّاسٍ، وهو يقول: لقد قرأت ما بين اللّوحين، ما عرفت صلاة الضّحى إلاّ الآن {يسبّحن بالعشيّ والإشراق} وكنت أقول: أين صلاة الإشراق، ثمّ قال: بعدهنّ صلاة الإشراق.
- حدّثنا عمرو بن عليٍّ، قال: حدّثنا عبد الأعلى، قال: حدّثنا سعيد بن أبي عروبة، عن متوكّلٍ، عن أيّوب بن صفوان، مولى عبد اللّه بن الحارث، عن عبد اللّه بن الحارث أنّ أمّ هانئٍ ابنة أبي طالبٍ حدّثت أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يوم الفتح دخل عليها ثمّ ذكر نحوه.
- وعن ابن عبّاسٍ في قوله: {يسبّحن بالعشيّ} مثل ذلك). [جامع البيان: 20/43-44]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {يسبّحن بالعشيّ والإشراق} [ص: 18].
- «عن ابن عبّاسٍ قال: كنت أمرّ بهذه الآية فما أدري ما هي العشيّ والإشراق، حتّى حدّثتني أمّ هانئ بنت أبي طالبٍ أنّ رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - دخل عليها، فدعا بوضوءٍ بجفنةٍ كأنّي أنظر إلى أثر العجين فيها، فتوضّأ ثمّ قام فصلّى الضّحى فقال: " يا أمّ هانئٍ هي صلاة الإشراق» ".
رواه الطّبرانيّ في الأوسط، وفيه أبو بكرٍ الهذليّ وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/99]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال أحمد بن منيعٍ: حدثنا أبو أحمد الزّبيريّ، ثنا حنظلة بن عبد الحميد، عن الضّحّاك بن قيسٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي الله عنهما قال: " لقد أتى علينا زمانٌ، وما ندري ما وجه هذه الآية: {يسبّحن بالعشيّ والإشراق} حتّى رأينا النّاس يصلّون الضّحى). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/150]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 18.
أخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه {إنا سخرنا الجبال معه يسبحن} قال: يسبحن معه إذا سبح {بالعشي والإشراق} قال: إذا أشرقت الشمس). [الدر المنثور: 12/516]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله عز وجل {بالعشي والإشراق} قال: إذا أشرقت الشمس وجبت الصلاة قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم، أما سمعت الأعشى وهو يقول:
لم ينم ليلة التمام لكي * يصيح حتى إضاءة الإشراق). [الدر المنثور: 12/516]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن عطاء الخراساني أن ابن عباس قال: لم يزل في نفسي من صلاة الضحى شيء حتى قرأت هذه الآية {سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق} ). [الدر المنثور: 12/516]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه قال: كان ابن عباس رضي الله عنهما لا يصلي الضحى ويقول: أين هي في القرآن حتى قال بعد هي قول الله {يسبحن بالعشي والإشراق} هي الإشراق فصلاها ابن عباس رضي الله عنهما بعد). [الدر المنثور: 12/516]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لقد أتى علي زمان وما أدري ما وجه هذه الآية {يسبحن بالعشي والإشراق} قال: رأيت الناس يصلون الضحى). [الدر المنثور: 12/516]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني في الأوسط، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنت أمر بهذه الآية {يسبحن بالعشي والإشراق} فما أدري ما هي حتى حدثتني أم هانيء بنت أبي طالب رضي الله عنها، ذكرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى يوم فتح مكة صلاة الضحى ثمان ركعات فقال ابن عباس رضي الله عنهما: قد ظنت أن لهذه الساعة صلاة لقول الله تعالى {يسبحن بالعشي والإشراق} ). [الدر المنثور: 12/517]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الحارث قال: دخلت على أم هانئ رضي الله عنها فحدثتني: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الضحى فخرجت فلقيت ابن عباس رضي الله عنهما فقلت: انطلق إلى أم هانئ فدخلنا عليها فقلت: حدثني ابن عمك عن صلاة النّبيّ صلى الله عليه وسلم الضحى فحدثته فقال: تأول هذه الآية صلاة الإشراق وهي صلاة الضحى). [الدر المنثور: 12/517]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه من طريق مجاهد عن سعيد عن أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وقد علاه الغبار فأمر بقصعة فإني أنظر إلى أثر العجين فسكبت فيها فأمر بثوب فيما بيني وبينه فاستتر فقام فأفاض عليه الماء ثم قام فصلى الضحى ثمان ركعات قال مجاهد: فحدثت ابن عباس رضي الله عنهما بهذا الحديث فقال: هي صلاة الإشراق). [الدر المنثور: 12/517-518]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الحرث رضي الله عنه قال: سألت عن صلاة الضحى في إمارة عثمان بن عفان وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متوافرون فلم أجد أحدا أثبت لي صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أم هانئ قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاها مرة واحدة ثمان ركعات يوم الفتح في ثوب واحد مخالفا بين طرفيه لم أره صلاها قبلها ولا بعدها، فذكرت ذلك لابن عباس رضي الله عنهما فقال: إني كنت لأمر على هذه الآية {يسبحن بالعشي والإشراق} فأقول أي صلاة صلاة الإشراق فهذه صلاة الإشراق). [الدر المنثور: 12/518]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير والحاكم عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس رضي الله عنهما، كان لا يصلي الضحى حتى أدخلناه على أم هانئ فقلنا لها: أخبري ابن عباس رضي الله عنهما بما أخبرتنا به، فقالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتي فصلى الضحى ثمان ركعات، فخرج ابن عباس رضي الله عنهما وهو يقول: لقد قرأت ما بين اللوحين فما عرفت صلاة الإشراق إلا الساعة {يسبحن بالعشي والإشراق} ). [الدر المنثور: 12/518]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: طلبت صلاة الضحى في القرآن فوجدتها {بالعشي والإشراق} ). [الدر المنثور: 12/519]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في تاريخه والحاكم وصححه، وابن مردويه والطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحافظ على صلاة الضحى إلا أواب هي صلاة الأوابين). [الدر المنثور: 12/519]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الأصبهاني في الترغيب عن أنس رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا أنس صل صلاة الضحى فإنها صلاة الأوابين). [الدر المنثور: 12/519]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم والطبراني عن زيد بن أرقم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أهل قباء وهم يصلون الضحى، وفي لفظ وهم يصلون بعد طلوع الشمس فقال صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال). [الدر المنثور: 12/519]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحافظ على سبحة الضحى إلا أواب). [الدر المنثور: 12/519-520]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الترمذي، وابن ماجة عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى الضحى اثنتي عشرة ركعة بنى له الله في الجنة قصرا من ذهب). [الدر المنثور: 12/520]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو نعيم عن أنس عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: صل صلاة الضحى فإنها صلاة الأوابين). [الدر المنثور: 12/520]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج حميد بن زنجويه في فضائل الأعمال والبيهقي في شعب الإيمان عن الحسن بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى الفجر ثم جلس في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى من الضحى ركعتين حرمه الله على النار أن تلفحه أو تطعمه). [الدر المنثور: 12/520]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج حميد بن زنجويه والطبراني والبيهقي عن عتيبة بن عبد الله السلمي وأبي أمامة الباهلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من صلى الصبح في مسجد جماعة ثم ثبت فيه حتى يسبح تسبيحة الضحى كان له كأجر حاج أو معتمر قام له حجته وعمرته). [الدر المنثور: 12/520-521]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو داود والطبراني والبيهقي عن معاذ بن أنس الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قعد في مصلاه حين ينصرف من صلاة الصبح حتى يصبح ركعتي الضحى لا يقول إلا خيرا غفر له خطاياه وإن كانت أكثر من زبد البحر). [الدر المنثور: 12/521]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى الضحى ركعتين لم يكتب من الغافلين ومن صلى أربعا كتب من العابدين ومن صلى ستا كفي ذلك اليوم ومن صلى ثمانيا كتب من القانتين ومن صلى اثنتي عشرة بنى الله له بيتا في الجنة). [الدر المنثور: 12/521]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج حميد بن زنجويه والبزار والبيهقي عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن صليت الضحى ركعتين لم تكتب من الغافلين وإن صليتها أربعا كنت من المحسنين وإن صليتها ستا كتبت من القانتين وإن صليتها ثمانيا كتبت من الفائزين وإن صليتها عشرا لم يكتب لك ذلك اليوم ذنب وإن صليتها اثنتي عشرة بنى الله لك بيتا في الجنة). [الدر المنثور: 12/521]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وأحمد، وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: من حافظ على سبحة الضحى غفر له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر). [الدر المنثور: 12/522]

تفسير قوله تعالى: (وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (19) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة أن {الأواب}، الحفيظ، إذ ذكر خطاياه استغفر الله منها). [الجامع في علوم القرآن: 1/7] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى كل له أواب قال مطيع). [تفسير عبد الرزاق: 2/161]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {والطّير محشورةً} يقول تعالى ذكره: وسخّرنا الطّير يسبّحن معه محشورةً بمعنى: مجموعةً له؛ ذكر أنّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان إذا سبّح إجابته الجبال، واجتمعت إليه الطّير، فسبّحت معه واجتماعها إليه كان حشرها.
وقد ذكرنا أقوال أهل التّأويل في معنى الحشر فيما مضى، فكرهنا إعادته.
وكان قتادة يقول في ذلك في هذا الموضع ما:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {والطّير محشورةً} مسخّرةً.
وقوله: {كلٌّ له أوّابٌ} يقول: كلّ ذلك له مطيعٌ رجّاعٌ إلى طاعته وأمره. ويعني بالكلّ: كلّ الطّير.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {كلٌّ له أوّابٌ} أي مطيعٌ.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {والطّير محشورةً كلٌّ له أوّابٌ} قال: كلٌّ له مطيعٌ.
وقال آخرون: معنى ذلك: كلّ ذلك للّه مسبّحٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: {والطّير محشورةً كلٌّ له أوّابٌ} يقول: مسبّحٌ للّه). [جامع البيان: 20/45-46]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 19 - 20.
أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {والطير محشورة} قال: مسخرة له {كل له أواب} قال: مطيع {وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة} أي السنة {وفصل الخطاب} قال: البينة على الطالب واليمين على المطلوب). [الدر المنثور: 12/522]

تفسير قوله تعالى: (وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآَتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (20) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني مسلمة بن علي عن معاوية عن الحكم بن عتيبة قال: لم يكن شريح يفسر غير ثلاث آيات، قول الله: {وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب}، قال: الحكمة: الفهم، وفصل الخطاب: الشهود والبينات). [الجامع في علوم القرآن: 1/8-9] (م)
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وسألت مالكاً عن قول الله: {وفصل الخطاب}، قال: الخصوم والقضاء؛ قال: يقومون بالقسط). [الجامع في علوم القرآن: 2/133]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله وفصل الخطاب قال فصل القضاء). [تفسير عبد الرزاق: 2/161]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن أبي حصينٍ عن أبي عبد الرّحمن السّلميّ في قوله: {وفصل الخطاب} قال: فصل القضاء [الآية: 20].
سفيان [الثوري] عن رجل عن مجاهد مثله). [تفسير الثوري: 257]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن منصورٍ عن كردوسٍ عن شريحٍ في قوله: {وفصل الخطاب} قال: يعيبون على ما أعطي داود الشهود والإيمان). [تفسير الثوري: 257]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وشددنا ملكه} اختلف أهل التّأويل في المعنى الّذي به شدّد ملكه، فقال بعضهم: شدّد ذلك بالجنود والرّجال، فكان يحرسه كلّ يومٍ وليلةٍ أربعة آلافٍ، أربعة آلافٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: {وشددنا ملكه} قال: كان يحرسه كلّ يومٍ وليلةٍ أربعة آلافٍ، أربعة آلافٍ.
وقال آخرون: كان الّذي شدّد به ملكه أن أعطي هيبةً من النّاس له لقضيّةٍ كان قضاها.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني ابن حربٍ، قال: حدّثنا موسى، قال: حدّثنا داود، عن علباء بن أحمر، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ أنّ رجلاً من بني إسرائيل استعدى على رجلٍ من عظمائهم، فاجتمعا عند داود النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال المستعدي: إنّ هذا اغتصبني بقرًا لي، فسأل داود الرّجل عن ذلك فجحده، فسأل الآخر البيّنة، فلم يكن له بيّنةٌ، فقال لهما داود: قوما حتّى أنظر في أمركما؛ فقاما من عنده، فأوحى اللّه إلى داود في منامه أن يقتل الرّجل الّذي استعدي عليه، فقال: هذه رؤيا ولست أعجل حتّى أتثبّت، فأوحى اللّه إلى داود في منامه مرّةً أخرى أن يقتل الرّجل، وأوحى اللّه إليه الثّالثة أن يقتله أو تأتيه العقوبة من اللّه، فأرسل داود إلى الرّجل: إنّ اللّه قد أوحى إليّ أن أقتلك، فقال الرّجل: تقتلني بغير بيّنةٍ ولا تثبّتٍ؟ فقال داود: نعم، واللّه لأنفّذنّ أمر اللّه فيك؛ فلمّا عرف الرّجل أنّه قاتله، قال: لا تعجل عليّ حتّى أخبرك، إنّي واللّه ما أخذت بهذا الذّنب، ولكنّي كنت اغتلت ولد هذا فقتلته، فبذلك قتلت، فأمر به داود فقتل، فاشتدّت هيبة بني إسرائيل عند ذلك لداود، وشدّد به ملكه، فهو قول اللّه: {وشددنا ملكه}.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب أن يقال: إنّ اللّه تبارك وتعالى أخبر أنّه شدّد ملك داود، ولم يخصّ ذلك من تشديده على التّشديد بالرّجال والجنود دون الهيبة من النّاس له ولا على هيبة النّاس له دون الجنود وجائزٌ أن يكون تشديد ذلك كان ببعض ما ذكرنا، وجائزٌ أن يكون كان بجميعه، ولا قول أولى في ذلك بالصّحّة من قول اللّه، إذ لم يخصّ ذلك على بعض معاني التّشديد خبرٌ يجب التّسليم له.
وقوله: {وآتيناه الحكمة} اختلف أهل التّأويل في معنى الحكمة في هذا الموضع، فقال بعضهم: عني بها النّبوّة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: {وآتيناه الحكمة} قال: النّبوّة.
وقال آخرون: عني بها أنّه علم السّنن.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وآتيناه الحكمة} أي السّنّة.
وقد بيّنّا معنى ذلك في غير هذا الموضع بشواهده، فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع.
وقوله: {وفصل الخطاب} اختلف أهل التّأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: عني به أنّه علم القضاء والفهم به.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب} قال: أعطي الفهم.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن إدريس، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، {وفصل الخطاب} قال: إصابة القضاء وفهمه.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {وفصل الخطاب} قال: علم القضاء.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب} قال: الخصومات الّتي يخاصم النّاس إليه فصل ذلك الخطاب، الكلام الفهم، وإصابة القضاء والبيّنات.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن أبي حصينٍ، قال: سمعت أبا عبد الرّحمن، يقول: {وفصل الخطاب}: فصل القضاء.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: وفصل الخطاب، بتكليف المدّعي البيّنة، واليمين على المدّعى عليه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا داود بن أبي هند، قال: حدّثني الشّعبيّ أو غيره، عن شريحٍ، أنّه قال في قوله: {وفصل الخطاب} قال: بيّنة المدّعي، أو يمين المدّعى عليه.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن داود بن أبي هند، في قوله: {وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب} قال: نبّئت عن شريحٍ أنّه قال: شاهدان أو يمينٌ.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا معتمرٌ، قال: سمعت داود قال: بلغني أنّ شريحًا قال فصل الخطاب: الشّاهدان على المدّعي، واليمين على من أنكر.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن كردوسٍ، أنّ شريحًا، قال لرجلٍ: إنّ هذا يعيب عليّ ما أعطي داود، الشّهود والأيمان.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن الحكم، عن شريحٍ أنّه قال في هذه الآية {وفصل الخطاب} قال: الشّهود والأيمان.
- حدّثنا عمران بن موسى، قال: حدّثنا عبد الوارث، قال: حدّثنا داود، عن الشّعبيّ، في قوله: {وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب} قال: يمينٌ أو شاهدٌ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وفصل الخطاب} البيّنة على الطّالب، واليمين على المطلوب، هذا فصل الخطاب.
وقال آخرون: بل هو قول: أمّا بعد.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا جابر بن نوحٍ، قال: حدّثنا إسماعيل، عن الشّعبيّ، في قوله: {وفصل الخطاب} قال: قول الرّجل: أمّا بعد.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب أن يقال: إنّ اللّه أخبر أنّه آتى داود صلوات اللّه عليه فصل الخطاب، والفصل: هو القطع، والخطاب هو المخاطبة، ومن قطع مخاطبة الرّجل الرّجل في حال احتكام أحدهما إلى صاحبه قطع المحتكم إليه الحكم بين المحتكم إليه وخصمه بصوابٍ من الحكم، ومن قطع مخاطبته أيضًا صاحبه إلزام المخاطب في الحكم ما يجب عليه إن كان مدّعيًا، فإقامة البيّنة على دعواه وإن كان مدّعًى عليه فتكليفه اليمين إن طلب ذلك خصمه. ومن قطع الخطاب أيضًا الّذي هو خطبه عند انقضاء قصّةٍ وابتداءٍ في أخرى الفصل بينهما بأمّا بعد.
فإذ كان ذلك كلّه محتملاً ظاهر الخبر ولم تكن في هذه الآية دلالةٌ على أيّ ذلك المراد، ولا ورد به خبرٌ عن الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم ثابتٌ، فالصّواب أن يعمّ الخبر، كما عمّه اللّه، فيقال: أوتي داود فصل الخطاب في القضاء والمحاورة والخطب). [جامع البيان: 20/46-52]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 19 - 20.
أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {والطير محشورة} قال: مسخرة له {كل له أواب} قال: مطيع {وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة} أي السنة {وفصل الخطاب} قال: البينة على الطالب واليمين على المطلوب). [الدر المنثور: 12/522] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد والحاكم عن مجاهد رضي الله عنه {وشددنا ملكه} قال: كان أشد ملوك أهل الدنيا لله سلطانا {وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب} قال: ما قال من شيء أنفذه وعدله في الحكم). [الدر المنثور: 12/522]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ادعى رجل من بني إسرائيل عند داود عليه السلام [ قتل ولده فسأل ] (ما بين القوسين [ قتل ولده فسأل ] زيادة اقتضاها إتمام المعنى) الرجل على ذلك فجحده فسأل الآخر البينة فلم تكن بينة فقال لهما داود عليه السلام: قوما حتى أنظر في أمركما فقاما من عنده فأتى داود عليه السلام في منامه فقيل له: أقتل الرجل الذي استعدى فقال: إن هذه رؤيا ولست أعجل حتى أثبت فأتي الليلة الثانية في منامه فقيل له: أقتل الرجل فلم يفعل، ثم أتي الليلة الثالثة فقيل له: أقتل الرجل أو تأتيك العقوبة من الله تعالى فأرسل داود عليه السلام إلى الرجل فقال: إن الله أمرني أن أقتلك فقال: تقتلني بغير بينة ولا تثبت قال: نعم، والله لأنفذن أمر الله فيك فقال له الرجل: لا تعجل علي حتى أخبرك، إني ما أخذت بهذا الذنب ولكني كنت اغتلت والد هذا فقتلته فبذلك أخذت فأمر به داود عليه السلام فقتل فاشتدت هيبته في بني إسرائيل وشدد به ملكه، فهو قول الله تعالى {وشددنا ملكه} ). [الدر المنثور: 12/522-523]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير والحاكم عن السدي رضي الله عنه في قوله {وشددنا ملكه} قال: كان يحرسه كل يوم وليلة أربعة آلاف وفي قوله {وآتيناه الحكمة} قال: النبوة {وفصل الخطاب} قال: علم القضاء). [الدر المنثور: 12/523]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {وآتيناه الحكمة} قال: أعطي الفهم). [الدر المنثور: 12/523]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه {وآتيناه الحكمة} قال: الصواب {وفصل الخطاب} قال: الإيمان والشهود). [الدر المنثور: 12/523]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه {وفصل الخطاب} قال: إصابة القضاء وفهمه). [الدر المنثور: 12/523-524]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن أبي عبد الرحمن رضي الله عنه {وفصل الخطاب} قال: فصل القضاء). [الدر المنثور: 12/524]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه {وفصل الخطاب} قال: الفهم في القضاء). [الدر المنثور: 12/524]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير والبيهقي عن شريح رضي الله عنه {وفصل الخطاب} قال: الشهود والإيمان). [الدر المنثور: 12/524]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن أبي عبد الرحمن السلمي رضي الله عنه، أن داود عليه السلام أمر بالقضاء فقطع به فأوحى الله تعالى إليه: أن استحلفهم باسمي وسلهم البينات قال: فذلك {وفصل الخطاب} ). [الدر المنثور: 12/524]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير والبيهقي عن قتادة رضي الله عنه {وفصل الخطاب} قال: البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه). [الدر المنثور: 12/524]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الشعبي رضي الله عنه في قوله {وفصل الخطاب} قال: هو قول الرجل: أما بعد). [الدر المنثور: 12/524]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم والديلمي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: أول من قال أما بعد داود عليه السلام وهو فصل الخطاب). [الدر المنثور: 12/525]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وابن سعد، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن الشعبي رضي الله عنه أنه سمع زياد بن أبي سفيان رضي الله عنه يقول {وفصل الخطاب} الذي أوتي داود عليه السلام أما بعد). [الدر المنثور: 12/525]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 10:32 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ذا الأيد...}
يريد: ذا القوّة.).
[معاني القرآن: 2/401]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ذا الأيد}: ذا القوة , وبعض العرب تقول : آد.
قال العجاج:
= من أن تبدّلت بآدي آدا
{ أوّابٌ }: الأواب: الرجاع , وهو التواب مخرجها، من آب إلى أهله , أي: رجع، قال يزيد بن ضبة الثقفي: والبيت لعبيد بن الأبرص:
وكل ذي غيبة يؤوب= وغائب الموت لا يؤوب
أي : لا يرجع.).
[مجاز القرآن: 2/180]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({ذا الأيد}: ذا القوة وقوله {والسماء بنيناها بأيد}{وأيدناه بروح القدس} و{ويؤيد بنصره}.
{الأواب}: التواب وهو الرجاع). [غريب القرآن وتفسيره: 322]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (وروي في التفسير: أنهم قالوا ذلك حين أنزل عليه: {فأمّا من أوتي كتابه بيمينه}, و{بشماله} : يستهزئون, أي : عجل لنا هذا الكتاب قبل يوم الحساب, فقال اللّه: {اصبر على ما يقولون}.
{إنّه أوّابٌ} : رجاع تواب.). [تفسير غريب القرآن: 378]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (
{اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داوود ذا الأيد إنّه أوّاب (17)}
{واذكر عبدنا داوود ذا الأيد}: ذا القوة، وكانت قوته على العبادة أتم قوة، كان يصوم يوما , ويفطر يوما, وذلك أشدّ الصوم، وكان يصلّي نصف الليل.
{إنّه أوّاب}: رجاع إلى اللّه كثيرا، الآيب : الراجع، والأوّاب: الكثير الرّجوع.). [معاني القرآن: 4/323-324]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب}
قال سعيد بن جبير , ومجاهد , وقتادة : (أي : ذا القوة في طاعة الله جل وعز).
قال أبو جعفر :الأيد , والآد في اللغة : القوة , وأيده قواه فانآد , كما قال:
=لم يك يناد فأمسى =
ثم قال تعالى:
{إنه أواب} , قال مجاهد: (أي: راجع عن الذنوب).
وقال قتادة: أي: (مطيع).
قال أبو جعفر : يقال آب يؤوب, فهو آيب إذا رجع , وأواب على التكثير.).
[معاني القرآن: 6/88-90]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( (أواب): تواب، وأواب: مسبح). [ياقوتة الصراط: 438]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (
{الْأَيْدِ}: القوة , {الأَوَّابٌ}: التواب.). [العمدة في غريب القرآن: 259]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({إنّا سخّرنا الجبال معه يسبّحن بالعشيّ والإشراق (18)}
الإشراق: طلوع الشمس وإضاءتها، يقال: شرقت الشمس إذا طلعت, وأشرقت إذا أضاءت.
وقد قيل: شرقت , وأشرقت إذا طلعت في معنى واحد, والأول أكثر.).
[معاني القرآن: 4/324]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق} : إشراق الشمس ضوءها , وصفاؤها.). [معاني القرآن: 6/90]

تفسير قوله تعالى: {وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (19) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {والطّير محشورةً...}
ذكروا : أنه كان إذا سبّح , أجابته الجبال بالتسبيح، واجتمعت إليه الطير فسبّحت, فذلك حشرها .
ولو كانت: والطير محشورةٌ بالرفع لمّا يظهر الفعل معها كان صواباً. تكون مثل قوله:
{ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوةٌ}, وقال الشاعر:
ورأيتم لمجاشعٍ نعماً = وبني أبيه جامل رغب
ولم يقل: جاملاً رغباً , والمعنى: ورأيتم لهم جاملاً رغباً, فلمّا لم يظهر الفعل جاز رفعه.).
[معاني القرآن: 2/401]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( وروي في التفسير: أنهم قالوا ذلك - حين أنزل عليه: {فأمّا من أوتي كتابه بيمينه} , و{بشماله}:يستهزئون, أي: عجل لنا هذا الكتاب قبل يوم الحساب, فقال اللّه: {اصبر على ما يقولون}.
{إنّه أوّابٌ}: رجاع تواب.). [تفسير غريب القرآن: 378]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (فقال: {إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ} وقال: {يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ} أي سبّحن معه. وقال: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا}). [تأويل مشكل القرآن: 113]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ( {والطّير محشورة كلّ له أوّاب (19)}: كانت الجبال ترجع التسبيح، وكانت الطير كذلك، فيجوز أن تكون الهاء للّه - جلّ وعزّ - أي : كل للّه مسبح، الطير , والجبال , وداود يسبحون للّه عز وجل، ويرجعون التسبيح.
ويجوز - واللّه أعلم - أن يكون
{كلّ له أوّاب}:كل يرجعن التسبيح مع داود، يجبنه، كلما سبح سبحت الجبال , والطير معه.). [معاني القرآن: 4/324]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {والطير محشورة كل له أواب}
يجوز أن يكون المعنى : كل لله جل وعز أواب: عن داود , والجبال , والطير .
ويجوز أن يكون المعنى في كل للجبال والطير , أي: ترجع مع داود التسبيح.).
[معاني القرآن: 6/90]

تفسير قوله تعالى: {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآَتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (20) }
قالَ مُحمدُ بنُ الجَهْمِ السُّمَّرِيُّ (ت: 277هـ): (وقوله: {وشددنا ملكه...}
اجتمعت القراء على تخفيفها ولو قرأ قارئ
{وشدّدنا} بالتشديد كان وجهاً حسناً. ومعنى التشديد أنّ محرابه كان يحرسه ثلاثة وثلاثون ألفاً.
وقوله:
{وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب...}
قال الفراء:حدثني عمرو بن أبي المقدام , عن الحكم بن عتيبة , عن مجاهدٍ في قوله:
{وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب} , قال: الشهود والأيمان.
وقال بعض المفسّرين: فصل الخطاب : أمّا بعد).
[معاني القرآن للفراء: 2/401]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وفصل الخطاب}
يقال: أما بعد, ويقال: الشهود والأيمان؛ لأن القطع في الحكم بهم).
[تفسير غريب القرآن: 378]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب (20)}, ويجوز وشدّدنا، ولا أعلم أحدا قرأ بها.
معناه : قوينا ملكه , فكان من تقوية ملكه أنه كان يحرس محرابه في كل ليلة ثلاثة وثلاثون ألفا من الرجال.
وقيل أيضا: إنّ رجلا استعدى إليه على رجل، فادعى عليه أنه أخذ منه بقرة, فأنكر المدعى عليه , فسأل داود المدعي البينة فلم يقمها، فرأى داود في منامه : أن اللّه يأمره أن يقتل المدعى عليه، فتثبت داود، وقال هو منام، فأتاه الوحي بعد ذلك أن يقتله , فأحضره ثم أعلمه أن الله أمره بقتله، فقال المدّعى عليه: إن اللّه - جلّ وعزّ - ما أخذني بهذا الذنب، وإني قتلت أبا هذا غيلة , فقتله داود، فذلك مما كان عظم الله، وشدّد ملكه به.
{وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب}
قيل في ذلك: أن يحكم بالبينة واليمين، وقيل : في فصل الخطاب، أن يفصل بين الحق والباطل.
وقيل : (أما بعد)، وهو أول من قال : أمّا بعد.).
[معاني القرآن: 4/324-325]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب}
قال مجاهد: (لم يكن في الأرض سلطان أعز من سلطانه)
قال السدي : (كان يحرسه في كل ليلة أربعة آلاف)
وقيل : شددنا ملكه : بأن الوحي كان يأتيه , وهذا عن ابن عباس .
وقد روى عكرمة , عن ابن عباس : (أن رجلين اختصما إلى داود , ففال المستعدي: إن هذا اغتصبني بقرة, فجحده الآخر , فأوحى الله إلى داود أن يقتلا الذي استعدى عليه
فأرسل داود إلى الرجل : إن الله قد أوحى إلي أن أقتلك .
فقال الرجل : أتقتلني بغير بينة .
فقال : لا يرد أمر الله فيك .
فلما عرف الرجل أنه قاتله , قال : والله ما أخذت بهذا الذنب, ولكن كنت اغتلت والد هذا , فقتلته .
فأمر به داود فقتل , فاشتدت هيبة بني إسرائيل عند ذلك له .
وهو قول الله عز وجل:
{وشددنا ملكه})
ثم قال جل وعز: {وآتيناه الحكمة}
قال أبو العالية : أي : المعرفة بكتاب الله جل وعز .
و قال السدي : (النبوة) .
وقال مجاهد : (هو عدله)
قال جل وعز:
{وفصل الخطاب}
قال الحسن : (أي : الفهم في القضاء) .
وقال أبو عبد الرحمن وقتادة : (أي : وفصل القضاء) .
وقال شريح , والشعبي , وكعب: (الشهود والأيمان), وكذلك روى الحكم, عن مجاهد .
وروى ابن أبي نجيح , عن مجاهد قال : (ما قال أنفذ) .
وقال الشعبي : (فصل الخطاب : أما بعد).
قال أبو جعفر : الخطاب في اللغة , والمخاطبة واحد .
فالمعنى على حقيقة اللغة: أنه يفصل , أي : يقطع المخاطبة واحد بالحكم الذي آتاه الله إياه, ويقطع أيضا فصلها في الشهود والأيمان .
وقيل : وفصل الخطاب : البيان الفاصل بين الحق والباطل.).
[معاني القرآن: 6/90-93]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَفَصْلَ الْخِطَابِ}: قيل: أما بعد , وقيل: شاهد ويمين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 210]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 10:33 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (الأصمعي: هو الأيد والآد القوة). [الغريب المصنف: 2/528]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث ابن عمر حين سأله رجل عن عثمان فقال: أنشدك الله هل تعلم أنه فر يوم أحد وغاب عن بدر وعن بيعة الرضوان؟ فقال ابن عمر: أما فراره يوم أحد فإن الله تعالى يقول: {ولقد عفا الله عنهم} وأما غيبته عن بدر فإنه كانت عنده بنت النبي صلى الله عليه وسلم وكانت مريضة وذكر عذره في ذلك كله ثم قال: اذهب بهذه تلآن معك.
حدثناه أبو النضر عن شيبان عن عثمان بن عبد الله بن موهب عن ابن عمر.
قال الأموي: قوله: تلآن، يريد: الآن، وهي لغة معروفة، يزيدون التاء في
الآن وفي حين فيقولون: تلآن وتحين قال: ومنه قول الله تبارك وتعالى: {ولات حين مناص}، قال: إنما هي: ولا حين مناص قال: وأنشدنا الأموي لأبي وجزة السعدي:
العاطفون تحين ما من عاطف = والمطعمون زمان ما من مطعم
وكان الكسائي والأحمر وغيرهما من أصحابنا يذهبون إلى أن الرواية العاطفونة فيقولون: جعل الهاء صلة وهو في وسط الكلام، وهذا ليس يوجد إلا على السكت، فحدثت به الأموي فأنكره، وهو عندي على ما قال الأموي، ولا حجة لمن احتج بالكتاب في قوله: {ولات} لأن التاء منفصلة من حين، لأنهم قد كتبوا مثلها منفصلا أيضا
مما لا ينبغي أن يفصل كقوله عز وجل: {يا ويلتنا مال هذا الكتاب}، فاللام في الكتب منفصلة من هذا، وقد وصلوا في غير موضع وصل فكتبوا: «ويكأنه» وربما زادوا الحرف ونقصوا، وكذلك زادوا ياء في قوله تعالى: {أولي الأيدي والأبصار}، فالأيدي في التفسير عن سعيد بن جبير أولو القوة في الدين والبصر.
فالأيد: القوة بلا ياء والأبصار: العقول وكذلك كتبوه في موضع آخر: (داود ذا الأيد) ). [غريب الحديث: 5/277-279] (م)
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (وهو الأيد والآد للقوة قال الله جل ثناؤه: {والسماء بنيناها بأيد} أي: بقوة وقال: {واذكر عبدنا داود ذا الأيد} ثم قال العجاج:

(من أن تبدلت بآدى آدا = لم يك ينآد فأمسى انآدا)
وقال الأعشى:
(قطعت إذا خب ريعانها = بعرفاء تنهض في آدها) ).
[إصلاح المنطق: 94] (م)

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) }
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (والظل بالغداة، والفيء بالعشي. قال حميد بن ثور الهلالي، رضي الله عنه:
فلا الظل من برد الضحى تستطيعه = ولا الفيء من برد العشي تذوق).
[الأيام والليالي: 96] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (19) }

تفسير قوله تعالى: {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآَتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (20) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 09:52 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 09:55 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 09:58 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {اصبر على ما يقولون}، أي: من هذه الأقاويل التي يريدون بها الاستخفاف، ولا تلتفت إليها، واذكر عبدنا داود ذا الأيد في الدين والصدع به، فتأس به وتأيد كما تأيد، و"الأيد": القوة، وهي في داود متضمنة قوة البدن وقوته على الطاعة. و"الأواب": الرجاع إلى طاعة الله تعالى، وقاله مجاهد وابن زيد، وفسره السدي بالمسبح، وذكر الثعلبي أن أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الزرقة يمن"، وكان داود أزرق). [المحرر الوجيز: 7/ 330]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وأخبر تبارك وتعالى عما وهب لداود من الكرامة في أن سخر الجبال معه تسبح، وظاهر الآية عموم الجبال، وقالت فرقة: بل هي الجبال التي كان فيها وعندها، وتسبيح الجبال هنا حقيقة. و"الإشراق": وقت ضياء الشمس وارتفاعها، ومنه قولهم: "أشرق ثبير كيما نغير"، أي: ادخل في الشروق. وفي هذين الوقتين كانت صلاة بني إسرائيل، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: صلاة الضحى عندنا هي صلاة الإشراق، وهي في هذه الآية). [المحرر الوجيز: 7/ 330-331]

تفسير قوله تعالى: {وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (19) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: "والطير" عطف على "الجبال"، أي: وسخرنا الطير، و"محشورة" نصب على الحال، ومعناه: مجموعة، وقرأ ابن أبي عبلة: [والطير محشورة] بالرفع فيهما، والضمير في "له" قالت فرقة: هو عائد على الله تعالى، فـ "كل" على هذا يراد به:داود، والجبال، والطير. وقالت فرق: هو عائد على داود عليه السلام، و"كل": الجبال والطير). [المحرر الوجيز: 7/ 331]

تفسير قوله تعالى: {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآَتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (20) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وشددنا ملكه} عبارة عامة لجميع ما وهبه الله تعالى من قوة وخير ونعمة، وقد خصص بعض المفسرين في ذلك أشياء دون أشياء، فقال السدي؛ بالجنود، وقال آخرون: بهيبة جعلها الله تعالى له، وقرأ الجمهور: "وشددنا" بتخفيف الدال الأولى، وروي عن الحسن: (شددنا) بشدها على المبالغة. والحكمة: الفهم في الدين وجودة النظر، هذا قول فرقة، وقالت فرقة: أراد بـ (الحكمة) النبوة، وقال أبو العالية: الحكمة; العلم الذي لا ترده العقول.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
هي عقائد البرهان.
واختلف الناس في "فصل الخطاب"، فقال ابن عباس، ومجاهد، والسدي: هو فصل القضاء بين الناس بالحق وإصابته وفهمه. وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وشريح، والشعبي: هو إيجاب اليمين على المدعى عليه، والبينة على المدعي، وقال زياد، والشعبي أيضا: أراد قول: "أما بعد"، فإنه أول من قالها.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله
والذي يعطيه لفظ الآية أن الله تعالى آتاه أنه كان إذا خاطب في نازلة فصل المعنى وأوضحه، وبينه، لا يأخذه في ذلك حصر ولا ضعف، وهذه صفة قليل من يدركها، فكان كلامه عليه السلام فصلا، وقد قال الله تبارك وتعالى في صفة القرآن: {إنه لقول فصل}، ويزيد محمد صلى الله عليه وسلم على هذه الدرجة بالإيجاز في العبارة، وجمع المعاني الكثيرة في اللفظ اليسير، وهذا هو الذي تخصص - عليه الصلاة والسلام به في قوله: "وأعطيت جوامع الكلم"، فإنها في الخلال التي لم يؤتها أحد قبله، وذكر "جوامع الكلم" معدود ومسلم له صلى الله عليه وسلم). [المحرر الوجيز: 7/ 331-332]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 04:16 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 10 صفر 1440هـ/20-10-2018م, 04:20 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وقالوا ربّنا عجّل لنا قطّنا قبل يوم الحساب} هذا إنكارٌ من اللّه على المشركين في دعائهم على أنفسهم بتعجيل العذاب، فإنّ القطّ هو الكتاب وقيل: هو الحظّ والنّصيب.
قال ابن عبّاسٍ ومجاهدٌ والضّحّاك والحسن وغير واحدٍ: سألوا تعجيل العذاب -زاد قتادة كما قالوا: {اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء أو ائتنا بعذابٍ أليمٍ} [الأنفال: 32]
وقيل: سألوا تعجيل نصيبهم من الجنّة إن كانت موجودةً أن يلقوا ذاك في الدّنيا. وإنّما خرج هذا منهم مخرج الاستبعاد والتّكذيب.
وقال ابن جريرٍ: سألوا تعجيل ما يستحقّونه من الخير أو الشّرّ في الدّنيا وهذا الّذي قاله جيّدٌ، وعليه يدور كلام الضّحّاك وإسماعيل بن أبي خالدٍ واللّه أعلم.
ولـمّا كان هذا الكلام منهم على وجه الاستهزاء والاستبعاد قال اللّه تعالى لرسوله صلّى اللّه عليه وسلّم آمرًا له بالصّبر على أذاهم ومبشّرًا له على صبره بالعاقبة والنّصر والظّفر). [تفسير ابن كثير: 7/ 56-57]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({واذكر عبدنا داوود ذا الأيد إنّه أوّابٌ (17) إنّا سخّرنا الجبال معه يسبّحن بالعشيّ والإشراق (18) والطّير محشورةً كلٌّ له أوّابٌ (19) وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب (20)}
يذكر تعالى عن عبده ورسوله داود عليه السّلام: أنّه كان ذا أيدٍ والأيد: القوّة في العلم والعمل.
قال [ابن عبّاسٍ] وابن زيدٍ والسّدّيّ: الأيد: القوّة وقرأ ابن زيدٍ: {والسّماء بنيناها بأيدٍ وإنّا لموسعون} [الذّاريات: 47]
وقال مجاهدٌ: الأيد: القوّة في الطّاعة.
وقال قتادة: أعطي داود [عليه السّلام] قوّةً في العبادة وفقهًا في الإسلام، وقد ذكر لنا أنّه عليه السّلام كان يقوم ثلث اللّيل ويصوم نصف الدّهر.
وهذا ثابتٌ في الصّحيحين عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "أحبّ الصّلاة إلى اللّه صلاة داود وأحبّ الصّيام إلى اللّه صيام داود كان ينام نصف اللّيل ويقوم ثلثه وينام سدسه وكان يصوم يومًا ويفطر يومًا ولا يفرّ إذا لاقى" وإنّه كان أوّابًا، وهو الرّجّاع إلى اللّه عزّ وجلّ في جميع أموره وشئونه). [تفسير ابن كثير: 7/ 57]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (19) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّا سخّرنا الجبال معه يسبّحن بالعشيّ والإشراق} أي: إنّه تعالى سخّر الجبال تسبّح معه عند إشراق الشّمس وآخر النّهار، كما قال تعالى: {يا جبال أوّبي معه والطّير} [سبأٍ: 10] وكذلك كانت الطّير تسبّح بتسبيحه وترجّع بترجيعه إذا مرّ به الطّير وهو سابحٌ في الهواء فسمعه وهو يترنّم بقراءة الزّبور لا تستطيع الذّهاب بل تقف في الهواء وتسبّح معه وتجيبه الجبال الشّامخات ترجّع معه وتسبّح تبعًا له.
قال ابن جريرٍ: حدّثنا أبو كريب حدّثنا محمّد بن بشرٍ عن مسعر عن عبد الكريم عن موسى بن أبي كثيرٍ عن ابن عبّاسٍ أنّه بلغه: أنّ أمّ هانئٍ ذكرت أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يوم فتح مكّة صلّى الضّحى ثمان ركعاتٍ، قال ابن عبّاسٍ: قد ظننت أنّ لهذه السّاعة صلاةً يقول اللّه تعالى: {يسبّحن بالعشيّ والإشراق}
ثمّ رواه من حديث سعيد بن أبي عروبة، عن أبي المتوكّل عن أيّوب بن صفوان عن مولاه عبد اللّه بن الحارث بن نوفلٍ أنّ ابن عبّاسٍ كان لا يصلّي الضّحى قال: فأدخلته على أمّ هانئٍ فقلت: أخبري هذا ما أخبرتني به. فقالت أمّ هانئٍ: دخل عليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يوم الفتح في بيتي ثمّ أمر بماءٍ صبّ في قصعةٍ ثمّ أمر بثوبٍ فأخذ بيني وبينه فاغتسل ثمّ رشّ ناحية البيت فصلّى ثمان ركعاتٍ، وذلك من الضّحى قيامهنّ وركوعهنّ وسجودهنّ وجلوسهنّ سواءٌ قريبٌ بعضهنّ من بعضٍ فخرج ابن عبّاسٍ وهو يقول: لقد قرأت ما بين اللّوحين ما عرفت صلاة الضّحى إلّا الآن: {يسبّحن بالعشيّ والإشراق} وكنت أقول: أين صلاة الإشراق وكان بعد يقول: صلاة الإشراق.
ولهذا قال: {والطّير محشورةً} أي: محبوسةً في الهواء، {كلٌّ له أوّابٌ} أي: مطيعٌ يسبّح تبعًا له.
قال سعيد بن جبيرٍ وقتادة ومالكٌ عن زيد بن أسلم وابن زيدٍ: {كلٌّ له أوّابٌ} أي: مطيعٌ). [تفسير ابن كثير: 7/ 57-58]

تفسير قوله تعالى: {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآَتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (20) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ([وقوله] {وشددنا ملكه} أي: جعلنا له ملكًا كاملًا من جميع ما يحتاج إليه الملوك.
قال ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ: كان أشدّ أهل الدّنيا سلطانًا.
وقال السّدّيّ: كان يحرسه في كلّ يومٍ أربعة آلافٍ.
وقال بعض السّلف: بلغني أنّه كان حرسه في كلّ ليلةٍ ثلاثةً وثلاثين ألفًا لا تدور عليهم النّوبة إلى مثلها من العام القابل.
وقال غيره: أربعون ألفًا مشتملون بالسّلاح. وقد ذكر ابن جريرٍ وابن أبي حاتمٍ من رواية علباء بن أحمر عن عكرمة عن ابن عبّاسٍ: أنّ نفرين من بني إسرائيل استعدى أحدهما على الآخر إلى داود عليه السّلام أنّه اغتصبه بقرًا فأنكر الآخر، ولم يكن للمدّعي بيّنةٌ فأرجأ أمرهما فلمّا كان اللّيل أمر داود عليه السّلام، في المنام بقتل المدّعي فلمّا كان النّهار طلبهما وأمر بقتل المدّعي فقال: يا نبيّ اللّه علام تقتلني وقد اغتصبني هذا بقري؟ فقال: إن اللّه عزّ وجلّ أمرني بقتلك فأنا قاتلك لا محالة. فقال: واللّه يا نبي اللّه إنّ اللّه لم يأمرك بقتلي لأجل هذا الّذي ادّعيت عليه، وإنّي لصادقٌ فيما ادّعيت ولكنّي كنت قد اغتلت أباه وقتلته، ولم يشعر بذلك أحدٌ فأمر به داود [عليه السّلام] فقتل.
قال ابن عبّاسٍ: فاشتدّت هيبته في بني إسرائيل وهو الّذي يقول اللّه عزّ وجلّ: {وشددنا ملكه}
وقوله: {وآتيناه الحكمة} قال مجاهدٌ: يعني: الفهم والعقل والفطنة. وقال مرّةً: الحكمة والعدل. وقال مرّةً: الصّواب.
وقال قتادة: كتاب اللّه واتّباع ما فيه.
وقال السّدّيّ: {الحكمة} النّبوّة.
وقوله: {وفصل الخطاب} قال شريحٌ القاضي والشّعبيّ فصل الخطاب: الشّهود والأيمان.
وقال قتادة: شاهدان على المدّعي أو يمين المدّعى عليه هو فصل الخطاب الّذي فصل به الأنبياء والرّسل -أو قال: المؤمنون والصّالحون- وهو قضاء هذه الأمّة إلى يوم القيامة وكذا قال أبو عبد الرّحمن السّلميّ.
وقال مجاهدٌ والسّدّيّ: هو إصابة القضاء وفهمه.
وقال مجاهدٌ أيضًا: هو الفصل في الكلام وفي الحكم
وهذا يشمل هذا كلّه وهو المراد واختاره ابن جريرٍ.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا عمر بن شبّة النّميريّ حدّثنا إبراهيم بن المنذر حدّثني عبد العزيز بن أبي ثابتٍ عن عبد الرّحمن بن أبي الزّناد، عن أبيه عن بلال بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى رضي اللّه عنه قال: أوّل من قال: "أمّا بعد" داود عليه السّلام وهو فصل الخطاب.
وكذا قال الشّعبيّ: فصل الخطاب: "أمّا بعد"). [تفسير ابن كثير: 7/ 58-59]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة