التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى:{أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (9)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أم عندهم خزائن رحمة ربّك العزيز الوهّاب (9)}
إن قال قائل: ما وجه اتصال {أم عندهم خزائن} بقوله:{بل هم في شكّ من ذكري}, أو بقوله{أأنزل عليه الذّكر من بيننا}. فهذا دليل على حسدهم النبيّ صلى الله عليه وسلم بما آتاه اللّه من فضل النبوة.
فأعلم اللّه: أن الملك له , والرسالة إليه, يصطفي من يشاء، ويؤتي الملك من يشاء , وينزل الغيث والرحمة على من يشاء , فقال:{أم عندهم خزائن رحمة ربّك} , أي: ليس عندهم ذلك.). [معاني القرآن: 4/322]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب}
قال أبو جعفر : هذه الآية مشكلة , لذكره هذا بعدما تقدم وفيها قولان:
أحدهما : أنها متصلة بقوله: {وعجبوا أن جاءهم منذر منهم}, أي: إن الله جل وعز له خزائن السموات والأرض , وملكهما , فيرسل من يشاء .
والقول الآخر : أنه لما ذكر عنادهم , وكفرهم , وصبرهم على آلهتهم , كان المعنى : أم عندهم خزائن رحمة ربك , فيحظروها على من يريدون , أم لهم ملك السموات والأرض , وما بينهما , فقررهم بهذا.). [معاني القرآن: 6/81-82]
تفسير قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ (10) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فليرتقوا في الأسباب...}
يريد: فليصعدوا في السّموات، وليسوا بقادرين على ذلك , أي: لم يصدّقوك , وليسو بقادرين على الصّعود إلى السّموات, فما هم! فأين يذهبون). [معاني القرآن: 2/399] قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فليرتقوا في الأسباب } : تقول العرب للرجل الفاضل في الدين: قد ارتقى فلان في الأسباب، والسبب الحبل أيضاً، والسبب أيضاً ما تسببت به من رحم , أو يد , أو دين .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:((كل سبب ونسب يوم القيامة منقطع إلا سببي ونسبي)), والمسلم إذا تقرب إلى رجل ليس بينهما نسب قال: إن الإسلام أقوى سببٍ , وأقرب نسب.) [مجاز القرآن: 2/177-178]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({فليرتقوا في الأسباب}: أي : في أبواب السماء، إن كانوا صادقين.
قال زهير:
=ولو نال أسباب السماء بسلم
وقال السدي: {في الأسباب}: (في الفضل , والدين).
قال أبو عبيدة: تقول العرب للرجل - إذا كان ذا دين فاضل -: قد ارتقي فلان في الأسباب.
وقال غيره: كما يقال: قد بلغ السماء.
وأول هذه السورة مفسر في كتاب «تأويل المشكل»). [تفسير غريب القرآن: 376-377]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({أم لهم ملك السّماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب (10)}
أي ليس من ذلك شيء.
{فليرتقوا في الأسباب} : أي إن ادّعوا شيئا من ذلك , فليصعدوا في الأسباب التي توصلهم إلى السماء، وجائز أن يكون : فليرتقوا في هذه الأسباب التي ذكرت , وهي التي لا يملكها إلا الله). [معاني القرآن: 4/322-423]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {أم لهم ملك السموات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب}
أي: إن كانوا صادقين , فليرتقوا في أبواب السموات.
قال مجاهد , وقتادة :{الأسباب}: (أبواب السموات).
وقال زهير:
=ولو نال أسباب السماء بسلم
وقيل : الأسباب : الجبال , أي, فليرتقوا في السماء حتى يأتوا بآية
وحكى أهل اللغة : أنه يقال للدين الفاضل : ارتقى أسباب السموات , كما يقال : قد بلغ السماء على التمثيل.). [معاني القرآن: 6/82-83]
تفسير قوله تعالى: {جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ (11) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {جندٌ مّا هنالك مهزومٌ مّن الأحزاب}
يقول مغلوب عن أن يصعد إلى السّماء, وما ها هنا صلةٌ, والعرب تجعل ما صلةً في المواضع التي دخولها , وخروجها فيها سواء، فهذا من ذلك. وقوله: {عمّا قليلٍ ليصبحنّ نادمين} من ذلك.
وقوله: {فبما نقضهم ميثاقهم} من ذلك؛ لأن دخولها وخروجها لا يغيّر المعنى.
وأمّا قوله: {إلاّ الذين آمنوا وعملوا الصّالحات وقليلٌ ما هم} : فإنه قد يكون على هذا المعنى.
ويكون أن تجعل (ما) اسماً , وتجعل (هم) صلة لما؛ ويكون المعنى: وقليل ما تجدنّهم فتوجّه (ما), والاسم إلى المصدر؛ ألا ترى أنك تقول: قد كنت أراك أعقل ممّا أنت , فجعلت (أنت) صلةً لما؛ والمعنى: كنت أرى عقلك أكثر ممّا هو، ولو لم ترد المصدر لم تجعل (ما) للناس؛ لأنّ من هي التي تكون للناس وأشباههم. والعرب تقول: قد كنت أراك أعقل منك , ومعناهما واحد، وكذلك قولهم: قد كنت أراه غير ما هو, المعنى: كنت أراه على غير ما رأيت منه.). [معاني القرآن: 2/399-400]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم وعد اللّه نبيّه عليه السلام النصر عليهم فقال:
{جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب (11)}: (ما) لغو، المعنى : جند هنالك مهزوم من الأحزاب.). [معاني القرآن: 4/323]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب}
أي : هم جند لهؤلاء الآلهة مهزوم, أي: مقموع ذليل, أي : قد انقطعت حجتهم ؛ لأنهم لا يصلون إلى أن يقولوا هذا لنا.
ويقال : تهزمت القرية إذا انكسرت , وهزمت الجيش , كسرته .
ثم قال :{من الأحزاب } , قال مجاهد : أي من الأمم الخالية .
قال أبو جعفر : والمعنى : أنهم حزب من الأحزاب الذين تحزبوا على أنبيائهم.). [معاني القرآن: 6/83-84]
تفسير قوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ (12) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({كذّبت قبلهم قوم نوحٍ }, فقوم من العرب يؤنثون القوم , وقوم منهم يذكرون، فإن احتج عليهم بهذه الاية قالوا: وقع المعنى على العشيرة , واحتجوا بهذه الاية :{كلا إنّها تذكرةٌ فمن شاء ذكره}, المضمر فيه مذكر). [مجاز القرآن: 2/178]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وفرعون ذو الأوتاد}: ذو البناء المحكم, والعرب تقول: هم في عز ثابت الأوتاد, وملك ثابت الأوتاد : يريدون أنه دائم شديد.
وأصل هذا: أن البيت من بيوتهم يثبت بأوتاده.
قال الأسود بن يعفر:
= في ظل ملك ثابت الأوتاد
وقال قتادة وغيره: (هي أوتاد كانت لفرعون، يعذب بها الرجل، فيمده بين أربعة منها، حتى يموت).). [تفسير غريب القرآن: 377]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {كذّبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد (12)}
جاء في التفسير : أن فرعون كانت له حبال , وأوتاد , يلعب له عليها.). [معاني القرآن: 4/323]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد}
روى سعيد , عن قتادة في قوله تعالى: {وفرعون ذو الأوتاد} , قال : (كانت له أوتاد , وأرسان , وملاعب يلعب بها بين يديه) .
قال أبو جعفر : وقيل : كان يجعل الإنسان بين أربعة أوتاد , ثم يقتله .
وقال الضحاك :{ذو الأوتاد}: (ذو البناء المحكم كما قال:
= في ظل ملك ثابت الأوتاد).). [معاني القرآن: 6/85]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ذُو الْأَوْتَادِ}: البناء المحكم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 209]
تفسير قوله تعالى: {وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ (13) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({أصحاب الأيكة }: كان أبو عمرو بن العلاء يقول: أصحاب الأيكة الحرجة من النبع , والسدر , وهو الملتف، قال رجل من عبد القيس , وهو مسند إلى عنترة:
أفمن بكاء حمامةٍ في أيكةٍ= يرفضّ دمعك فوق ظهر المحمل
يعني : يحمل السيف , وهي الحمالة , والحمائل , وجماع المحمل محامل ؛ وبعضهم يقول " ليكة " لا يقطعون الألف , ولم يعرفوا معناها.). [مجاز القرآن: 2/178]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (و{الأيكة}: الغيضة,
{أولئك الأحزاب}: يريد الذين تحزنوا على أنبيائهم.). [تفسير غريب القرآن: 377]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة أولئك الأحزاب}
قال قتادة : (كان أصحاب الأيكة, أصحاب شجر , أكثره من الدوم).). [معاني القرآن: 6/85]
تفسير قوله تعالى: {إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (14) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إن كلٌّ إلاّ كذّب الرّسل...}
وفي قراءة عبد الله : {إن كلّهم لمّا كذّب الرسل}.). [معاني القرآن: 2/400]
تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ (15)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {مّا لها من فواقٍ...}: من راحةٍ , ولا إفاقة. وأصله من الإفاقة في الرّضاع إذا ارتضعت البهمة أمّها ثم تركتها , حتى تنزل شيئا من اللبن، فتلك الإفاقة , والفواق بغير همزٍ.
وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:((العيادة قدر فواق ناقة)), وقرأها الحسن , وأهل المدينة , وعاصم بن أبي النجود (فواق) بالفتح , وهي لغة جيّدة عالية، وضمّ حمزة , ويحيى , والأعمش , والكسائيّ.).[معاني القرآن: 2/400]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ ما لها من فواقٍ }, من فتحها قال: ما لها من راجة، ومن ضمها قال: فواق , وجعلها من فواق ناقة : ما بين الحلبتين، وقوم قالوا: هما واحد بمنزلة حمام المكول , وحمام المكول , وقصاص الشعر , وقصاص الشعر.).[مجاز القرآن: 2/179]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ((من فراق): من راحة بمعنى إفاقة ومن قرأ {من فواق} جعله من فواق الناقة، ما بين الحلبتين وقال قوم هما واحد). [غريب القرآن وتفسيره: 321]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ما لها من فواقٍ} , قال قتادة: ما لها من مثنوية.
وقال أبو عبيدة: من فتحها أراد: ما لها من راحة , ولا إفاقة. كأنه يذهب بها إلى إفاقة المريض من علته , ومن ضمها جعلها: فواق ناقة، وهو: ما بين الحلبتين, يريد ما لها من انتظار.
و«والفواق» , والفواق واحد كما يقال: جمام المكوك وجمامه , وهو: أن تحلب الناقة، وتترك ساعة حتى ينزل شيء من اللبن، ثم تحلب, فما بين الحلبتين فواق, فأستعير الفواق في موضع التكمث والانتظار). [تفسير غريب القرآن: 377-378]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله: {مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ} أي ما لها من تَنَظُّرٍ وتَمَكُّثٍ إذا بدأت، ولذلك سمّاها ساعة لأنها تأتي بغتة في ساعة.
وأصل الفَواقِ أن تحلب الناقة ثم تترك ساعة حتى يجتمع اللبن، ثم تحلب؛ فما بين الحَلْبَتين فَوَاقٌ، فاستعير الفواق في موضع الانتظار). [تأويل مشكل القرآن: 150]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وما ينظر هؤلاء إلّا صيحة واحدة ما لها من فواق (15)}
(من فواق): وفواق بضم الفاء وفتحها، أي ما لها من رجوع، والفواق: ما بين حلبتي الناقة، وهو مشتق من الرجوع أيضا ؛ لأنه يعود اللبن إلى الضرع بين الحلبتين، وأفاق من مرضه من هذا، أي: رجع إلى الصحة, فالفواق هو من هذا أيضاً.).[معاني القرآن: 4/323]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق}
قال مجاهد : (ما لها من فواق , أي: من رجوع).
وقال قتادة: (أي: ما لها من مثنوية) .
وأبو عبيدة يذهب إلى أن معنى : {من فواق}, بفتح الفاء من راحة , {ومن فواق } بضم الفاء من انتظار .
وقال غيره : هما لغتان بمعنى .
وقال السدي: (مالهم بعدها إفاقة , ولا رجوع إلى الدنيا) .
قال أبو جعفر : أصل هذا من قولهم :{فواق الناقة }: وهو ما بين الحلبتين .
المعنى : أنها لا تلبثهم حتى يموتوا , ولا يحتاج فيها إلى رجوع , وأفاق من مرضه رجع إلى الصحة والراحة , وإلى هذا ذهب أبو عبيدة في قوله: مالها من راحة.). [معاني القرآن: 6/85-87]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {فواق}: أي: سكون، ويقال: الفواق , والفواق: السكون بين الحلبتين من الناقة، ليؤوب اللبن، فأما الفؤاق: الوجع، فهو بالهمزة , والضم لا غي.).[ياقوتة الصراط: 436-437]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مِن فَوَاقٍ}: أي مثنوية , وقيل: ما لها من راحة, والضم , والفتح بمعنى :{ما بين الحلبتين}.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 210]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَوَاقٍ}: راحة , {فُواق}: ما بين الحلبتين.). [العمدة في غريب القرآن: 258]
تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ (16) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {عجّل لّنا قطّنا...}
القطّ: الصّحيفة المكتوبة, وإنما قالوا ذلك حين نزل:{فأمّا من أوتي كتابه بيمينه} , فاستهزءوا بذلك، وقالوا: عجّل لنا هذا الكتاب قبل يوم الحساب, والقطّ في كلام العرب, الصكّ : وهو الخط والكتاب.). [معاني القرآن: 2/400]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({عجّل لنا قطّنا }, القط: الكتاب، قال الأعشى:
ولا الملك النّعمان يوم لقيته= بإمّته يعطى القطوط ويأفق
القطوط: الكتب بالجوائز ؛ ويأفق: يفضل ويعلو , يقال: ناقة أفقة , وفرس أفق إذا فضله على غيره.). [مجاز القرآن: 2/179]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({قطنا}: نصيبا من الآخرة). [غريب القرآن وتفسيره: 321]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( و{عجّل لنا قطّنا} , والقط: الصحيفة المكتوبة، وهي: الصك.
وروي في التفسير: أنهم قالوا ذلك حين أنزل عليه: {فأمّا من أوتي كتابه بيمينه} , و{بشماله} : يستهزئون, أي : عجل لنا هذا الكتاب قبل يوم الحساب, فقال اللّه: {اصبر على ما يقولون} ). [تفسير غريب القرآن: 378] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وقالوا ربّنا عجّل لنا قطّنا قبل يوم الحساب (16)}
(القط) : النصيب، وأصله الصحيفة يكتب للإنسان فيها شيء يصل إليه.
قال الأعشى:
ولا الملك النّعمان يوم لقيته= بغبطته يعطي القطوط ويأفق
يأفق : يفضل.
وهذا تفسير قولهم: {عجّل لنا قطّنا}, وهو كقولهم:{اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا} الآية.
وقيل : إنهم لما سمعوا أن المؤمن يؤتى كتابه بيمينه , والكافر يؤتى كتابه بشماله، فيسعد المؤمن , ويهلك الكافر، قالوا :{ربّنا عجّل لنا قطّنا}.
واشتقاق القط : من قططت , أي: قطعت, وكذلك النصيب: إنّما هو القطعة من الشيء.). [معاني القرآن: 4/323]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب}
قال سعيد بن جبير :{قطنا}: (أي: نصيبنا من الجنة) .
وقال الحسن : (أي: عقوبتنا, وقال مجاهد : أي : عذابنا).
وقال قتادة: أي: (نصيبنا من العذاب) .
وقال عطاء الخراساني : أي: قضاءنا , أي: حسابنا
قال أبو جعفر : أصل هذا من قولهم : قططت الشيء , أي: قطعته .
فالمعنى : عجل لنا نصيبنا , أي: ما قطع لنا , ويجوز أن يكون المعنى : عجل لنا ما يكفينا , من قولهم قطني من هذا , أي: يكفيني .
ويروى أنهم قالوا هذا لما انزل الله جل وعز: {وأما من أوتي كتابه وراء ظهره} , استهزاء وهذا كما قال:
يعطي القطوط , ويأفق, يعني بالكتب بالجوائز , ويدل على هذا قوله تعالى: {اصبر على ما يقولون} ). [معاني القرآن: 6/87-88]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {قطنا} :-
أخبرنا أبو عمر قال: أنا ثعلب، عن ابن الأعرابي قال: القط: الصحيفة، والقط: الكتاب، ومعناه: عجل لنا كتابنا إلى النار.). [ياقوتة الصراط: 437-438]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({القط}: الصحيفة المكتوبة .
أي: عجل لنا كتابنا الذي وعدنا أخذه بشمالنا.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 210]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {قِطَّنَا}: نصيبنا.). [العمدة في غريب القرآن: 258]