تفسير قوله تعالى:{وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا...}
التي سبقت لهم السعادة.
وهي في قراءة عبد الله :{ولقد سبقت كلمتنا على عبادنا المرسلين} , وعلى: تصلح في موضع اللام؛ لأنّ معناهما يرجع إلى شيء واحدٍ. وكأن المعنى: حقّت عليهم ولهم، كما قال : {على ملك سليمان}, ومعناه: في ملك سليمان, فكما أوحي بين في , وعلى إذا اتّفق المعنى , فكذلك فعل هذا.). [معاني القرآن: 2/395]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين (171)}
أي: تقدم الوعد لهم بأن اللّه ينصرهم بالحجة , وبالظفر بعدوهم في الدنيا، والانتقام من عدوهم في الآخرة.). [معاني القرآن: 4/316]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( قوله جل وعز: {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين}
أي: سبق منا القول لرسلنا إنهم لهم المنصورون , أي: مضى بهذا من القضاء والحكم.
قال الفراء : أي: سبقت لهم السعادة , وهي في قراءة عبد الله : (ولقد سبقت كلمتنا على عبادنا المرسلين )
وقيل أراد بالكلمة قوله عز وجل: {كتب الله لأغلبن أنا ورسلي} .). [معاني القرآن: 6/69]
تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّهم لهم المنصورون {172}} [الصافات: 172] في الدّنيا وبالحجّة في الآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 2/848]
تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وإنّ جندنا لهم الغالبون} [الصافات: 173] تفسير الحسن: لم يقتل من الرّسل أصحاب الشّرائع أحدٌ قطّ). [تفسير القرآن العظيم: 2/848]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({وإنّ جندنا لهم الغالبون (173)}: حزب اللّه لهم الغلبة.). [معاني القرآن: 4/316]
تفسير قوله تعالى:{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (174)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فتولّ عنهم حتّى حينٍ} [الصافات: 174] سعيدٌ، عن قتادة، قال: نسخها القتال في سورة براءةٍ {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم} [التوبة: 5] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/848]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فتولّ عنهم حتّى حين (174)}
حتى تنقضي المدة التي أمهلوا إليها.). [معاني القرآن: 4/316]
تفسير قوله تعالى: {وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (175) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وأبصرهم فسوف يبصرون} [الصافات: 175]، أي: فسوف يرون العذاب.
قال: {وأبصرهم فسوف يبصرون} [الصافات: 175] تفسير الحسن أنّه، يعني: النّفخة الأولى بها يهلك كفّار آخر هذه الأمّة الدّائنين بدين أبي جهلٍ وأصحابه). [تفسير القرآن العظيم: 2/848]
تفسير قوله تعالى: {أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (176) }
تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ (177)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (- حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ قال: إنّي لرديف أبي طلحة يوم فتحنا خيبر، إنّ ساقي لتصيب ساق النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وفخذي فخذه، فلمّا أشرفنا على خيبر قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «اللّه أكبر خربت خيبر، إنّا إذا نزلنا بساحة قومٍ فساء صباح المنذرين، فأخذناها عنوةً».
قال يحيى: كان سعيدٌ يذكر هذا الحديث في هذا الموضوع من السّورة، أظنّه رجع إلى قصّة اليهود في قوله: {وجعلوا بينه وبين الجنّة نسبًا} [الصافات: 158].
- حدّثنا أشعث، عن عبد العزيز بن صهيبٍ، عن أنس بن مالكٍ قال: صلّى بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم صلاة الفجر بغلسٍ، فقرأ بأقصر سورتين في القرآن، ثمّ ركب وركبنا معه، وأنا رديف أبي طلحة، والرّيح تكشف عن ساق النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فتصيب ساقي ساقه، وفخذي فخذه، فلمّا أتينا خيبر قالت
[تفسير القرآن العظيم: 2/848]
اليهود: محمّدٌ واللّه والخميس، والخميس الجيش، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «اللّه أكبر خربت خيبر، إنّا إذا نزلنا بساحة قومٍ فساء صباح المنذرين» قال: فأصبناها عنوةً). [تفسير القرآن العظيم: 2/849]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فإذا نزل بساحتهم}: معناه: بهم.
والعرب: تجتزئ بالسّاحة والعقوة من القوم, ومعناهما واحدٌ: نزل بك العذاب , وبساحتك سواء.
وقوله: {فساء صباح المنذرين}: يريد: بئس صباح.
وهي في قراءة عبد الله : {فبئس صباح المنذرين}, وفي قراءة عبد الله: (آذنتكم بإذانة المرسلين , لتسألنّ عن هذا النبأ العظيم)، قيل له: إنما هي : وأذنت لكم , فقال : (هكذا عندي).). [معاني القرآن: 2/396]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين (177)}
نزل بهم العذاب، وكان عذاب هؤلاء في الدنيا القتل.
وقوله: {فساء صباح المنذرين}
أي : فبئس صباح الذين أنذروا العذاب.). [معاني القرآن: 4/317]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين}
أي: نزل بهم العذاب , ومعنى {بساحتهم}: أي: بدارهم , والساحة في اللغة: فناء الدار الواسع.
{فساء صباح المنذرين }: أي : فبئس صباح الذين أنذروا بالعذاب , وفيه إضمار , أي: فساء الصباح صباحهم , وفي الحديث :((الله أكبر خربت خيبر , إنا إذا أنزلنا بساحة قوم , فساء صباح المنذرين.)).) [معاني القرآن: 6/69-70]
تفسير قوله تعالى: {وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (178) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وتولّ عنهم حتّى حينٍ} [الصافات: 178]، يعني: إلى حين آجالهم.
تفسير السّدّيّ.
قال قتادة: نسخها القتال، هي مثل الأولى). [تفسير القرآن العظيم: 2/849]
تفسير قوله تعالى: {وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (179) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وأبصر} [الصافات: 179] انتظر.
{فسوف يبصرون} [الصافات: 179] فسوف يرون العذاب). [تفسير القرآن العظيم: 2/849]
تفسير قوله تعالى: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({سبحان ربّك} [الصافات: 180] ينزّه نفسه.
{ربّ العزّة عمّا يصفون} [الصافات: 180] عمّا يكذبون). [تفسير القرآن العظيم: 2/849]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({والحمد للّه ربّ العالمين} [الصافات: 182]
- حدّثنا الحسن بن دينارٍ، عن أبي هارون العبديّ قال: سألت أبا سعيدٍ الخدريّ: بم كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يختم صلاته؟ قال: بهذه الآية: {سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون {180} وسلامٌ على المرسلين {181} والحمد للّه ربّ العالمين {182}} [الصافات: 180-182] وذكره سفيان الثّوريّ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثنا أبو الجارود الكوفيّ، عن الأصبغ بن نباتة، عن عليٍّ قال: من أراد أن يكتال بالمكيال الأوفى، فليقل في دبر صلاته: {سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون {180} وسلامٌ على المرسلين {181} والحمد للّه ربّ العالمين {182}} [الصافات: 180-182] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/849]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون (180)}
فيه ثلاثة أوجه:-
فمن نصب , فعلى مدح اللّه عزّ وجلّ.
ومن قرأ بالرفع , فعلى المدح أيضا على معنى : هو ربّ العزّة.
ومن خفض : فعلى قوله : ربّك ربّ العزّة.
وفي النصب أيضا أعني : ربّ العزّة، واذكر : ربّ العزّة.). [معاني القرآن: 4/317]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {سبحانك ربك رب العزة عما يصفون (180) وسلام على المرسلين (181) والحمد لله رب العالمين}
نزه سبحانه نفسه عما أضاف إليه المشركون من الصاحبة , والولد رب العزة على البدل , ويجوز النصب على المدح , والرفع بمعنى : هو رب العزة .
وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن معنى : سبحان الله , فقال: (( هو تنزيه الله عن كل سوء)) ).[معاني القرآن: 6/70]
تفسير قوله تعالى: {وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وسلامٌ على المرسلين} [الصافات: 181]، يعني: الثّناء الحسن، وهو تفسير السّدّيّ). [تفسير القرآن العظيم: 2/849]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({والحمد للّه ربّ العالمين} [الصافات: 182]
- حدّثنا الحسن بن دينارٍ، عن أبي هارون العبديّ قال: سألت أبا سعيدٍ الخدريّ: بم كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يختم صلاته؟ قال: بهذه الآية: {سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون {180} وسلامٌ على المرسلين {181} والحمد للّه ربّ العالمين {182}} [الصافات: 180-182] وذكره سفيان الثّوريّ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثنا أبو الجارود الكوفيّ، عن الأصبغ بن نباتة، عن عليٍّ قال: من أراد أن يكتال بالمكيال الأوفى، فليقل في دبر صلاته: {سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون {180} وسلامٌ على المرسلين {181} والحمد للّه ربّ العالمين {182}} [الصافات: 180-182] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/849] (م)
تفسير قوله تعالى: {وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({والحمد للّه ربّ العالمين} [الصافات: 182]
- حدّثنا الحسن بن دينارٍ، عن أبي هارون العبديّ قال: سألت أبا سعيدٍ الخدريّ: بم كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يختم صلاته؟ قال: بهذه الآية: {سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون {180} وسلامٌ على المرسلين {181} والحمد للّه ربّ العالمين {182}} [الصافات: 180-182] وذكره سفيان الثّوريّ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثنا أبو الجارود الكوفيّ، عن الأصبغ بن نباتة، عن عليٍّ قال: من أراد أن يكتال بالمكيال الأوفى، فليقل في دبر صلاته: {سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون {180} وسلامٌ على المرسلين {181} والحمد للّه ربّ العالمين {182}} [الصافات: 180-182] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/849] (م)