العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الصافات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 06:30 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير سورة الصافات [ من الآية (139) إلى الآية (148) ]

تفسير سورة الصافات
[ من الآية (139) إلى الآية (148) ]

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ (141) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ (145) وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ (146) وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147) فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (148)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11 جمادى الأولى 1434هـ/22-03-2013م, 12:30 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف


تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن ابن طاوس عن أبيه في قوله تعالى وإن يونس لمن المرسلين إذ أبق قال قيل ليونس إن قومك يأتيهم العذاب يوم كذا وكذا فلما كان يومئذ خرج يونس ففقده قومه فخرجوا وخرجوا بالصغير والكبير والدواب وكل شيء ثم عزلوا الوالدة عن ولدها والشاة عن ولدها والبقرة عن ولدها والناقة عن ولدها فسمعت لهم عجيجا فأتاهم العذاب حتى نظروا إليه ثم صرف عنهم فلما لم يصبهم العذاب ذهب يونس مغاضبا فركب البحر في سفينة مع ناس حتى إذا كانوا حيث شاء الله ركدت السفينة فلم تسر فقال صاحب السفينة ما يمنعها أن تسير إلا أن فيكم رجلا مشؤوما قال فاقترعوا ليلقوا أحدهم فخرجت القرعة على يونس فقالوا ما كنا لنفعل بك هذا ثم اقترعوا فخرجت عليه أيضا حتى خرجت القرعة ثلاثا فرمى بنفسه فالتقمه الحوت وهو مليم قال معمر قال قتادة أي مسيء). [تفسير عبد الرزاق: 2/154-155]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب {وإنّ يونس لمن المرسلين} [الصافات: 139]
- حدّثنا قتيبة بن سعيدٍ، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن أبي وائلٍ، عن عبد اللّه رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «ما ينبغي لأحدٍ أن يكون خيرًا من يونس بن متّى»
- حدّثني إبراهيم بن المنذر، حدّثنا محمّد بن فليحٍ، قال: حدّثني أبي، عن هلال بن عليٍّ، من بني عامر بن لؤيٍّ، عن عطاء بن يسارٍ، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: " من قال: أنا خيرٌ من يونس بن متّى فقد كذب "). [صحيح البخاري: 6/123-124]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (قوله باب قوله وإنّ يونس لمن المرسلين)
ذكر فيه حديث بن مسعودٍ لا ينبغي لأحدٍ أن يكون خيرًا من يونس بن متّى وحديث أبي هريرة من قال أنا خيرٌ من يونس بن متّى فقد كذب وقد تقدّم شرحه في أحاديث الأنبياء وللّه الحمد). [فتح الباري: 8/543-544]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (باب قوله: {وإنّ يونس لمن المرسلين} (الصافات: 139)
أي: هذا باب في قوله تعالى: {وإن يونس لمن المرسلين} .
- حدّثنا قتيبة بن سعيدٍ حدّثنا جريرٌ عن الأعمش عن أبي وائلٍ عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ينبغي لأحدٍ أن يكون خيرا من ابن متّى..
مطابقته للتّرجمة في قوله: (من ابن متى) ويروى من يونس بن متى، وجرير هو ابن عبد الحميد، والأعمش سليمان، وأبو وائل شقيق بن سلمة، والحديث قد مضى في أواخر سورة النّساء، فإنّه أخرجه هناك عن مسدّد عن يحيى عن سفيان عن الأعمش إلى آخره، ومر الكلام فيه هناك.
- حدّثني إبراهيم بن المنذر حدّثنا محمّد بن فليحٍ قال حدّثني أبي عن هلال بن عليٍّ من بني عامر بن لؤيٍّ عن عطاء بن يسارٍ عن أبي هريرة رضي الله عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال من قال أنا خيرٌ من يونس بن متّى فقد كذب.
مطابقته للتّرجمة ظاهرة لا تخفى ومضى الحديث أيضا في سورة النّساء فإنّه أخرجه هناك عن محمّد بن سنان عن فليح عن هلال عن عطاء بن يسار إلى إخره، ومضى الكلام فيه هناك مستقصًى). [عمدة القاري: 19/136-137]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (باب قوله: {وإنّ يونس لمن المرسلين}
هذا (باب) بالتنوين (قوله) تعالى: ({وإن يونس لمن المرسلين}) [الصافات: 139] وسقط باب لغير أبي ذر.
- حدّثنا قتيبة بن سعيدٍ، حدّثنا جريرٌ عن الأعمش عن أبي وائلٍ عن عبد اللّه رضي الله عنه قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: «ما ينبغي لأحدٍ أن يكون خيرًا من ابن متّى».
وبه قال: (حدّثنا قتيبة بن سعيد) بن جميل بفتح الجيم الثقفي قال: (حدّثنا جرير) هو ابن عبد الحميد الضبي (عن الأعمش) سليمان (عن أبي وائل) شقيق بن سلمة (عن عبد الله) هو ابن مسعود (-رضي الله عنه-) أنه (قال: قال رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم-):
(ما ينبغي لأحد أن يكون خيرًا من ابن متى) أي في نفس النبوّة إذ لا تفاضل فيها. نعم بعض النبيين أفضل من بعض كما هو مقرر، ولأبي ذر: من يونس بن متى أي ليس لأحد أن يفضل نفسه عليه أو ليس لأحد أن يفضلني عليه، وفي سورة النساء ما ينبغي لأحد أن يقول أنا خير من يونس بن متى قاله تواضعًا ولا يعارضه تحدّثه بنعمة الله عليه حيث قال: أنا سيد ولد آدم.
- حدّثني إبراهيم بن المنذر، حدّثنا محمّد بن فليحٍ، حدّثني أبي عن هلال بن عليٍّ من بني عامر بن لؤيٍّ عن عطاء بن يسارٍ عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: «من قال: أنا خيرٌ من يونس بن متّى فقد كذب».
وبه قال: (حدّثني) بالإفراد (إبراهيم بن المنذر) القرشي الحزامي قال: (حدّثنا محمد بن فليح) بضم الفاء مصغرًا ابن سليمان الأسلمي المدني قال: (حدّثني) بالإفراد (أبي) فليح (عن هلال بن عليّ) العامري (من بني عامر بن لؤي) بضم اللام وفتح الهمزة وتشديد التحتية المدني (عن عطاء بن يسار) بالتحتية والمهملة المخففة (عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم-) أنه (قال): (من قال أنا خير من يونس بن متى فقد كذب) قاله زجرًا وسدًّا للذريعة من توهّم حطّ مرتبة يونس لما في قوله تعالى: {ولا تكن كصاحب الحوت} [القلم: 48] ونفس النبوة لا تفاضل فيها إذ كلهم فيها على حدٍّ سواء كما مرّ.
وسبق هذا الحديث مرات). [إرشاد الساري: 7/314-315]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإنّ يونس لمن المرسلين (139) إذ أبق إلى الفلك المشحون (140) فساهم فكان من المدحضين (141) فالتقمه الحوت وهو مليمٌ}.
يقول تعالى ذكره: وإنّ يونس لمرسلٌ إلى قومه من المرسلين إلى أقوامهم). [جامع البيان: 19/624]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 139 - 148.
أخرج عبد الرزاق وأحمد في الزهد، وعبد بن حميد، وابن المنذر، عن طاووس في قوله {وإن يونس لمن المرسلين (139) إذ أبق إلى الفلك المشحون} قال: قيل ليونس عليه السلام إن قومك يأتيهم العذاب يوم كذا وكذا، فلما كان يومئذ خرج يونس عليه السلام ففقده قومه فخرجوا بالصغير والكبير والدواب وكل شيء، ثم عزلوا الوالدة عن ولدها والشاة عن ولدها والناقة والبقرة عن ولدها فسمعت لهم عجيجا فأتاهم العذاب حتى نظروا إليه ثم صرف عنهم، فلما لم يصبهم العذاب ذهب يونس عليه السلام مغاضبا فركب في البحر في سفينة مع أناس حتى إذا كانوا حيث شاء الله تعالى ركدت السفينة فلم تسر فقال صاحب السفينة: ما يمنعنا أن نسير إلا أن فيكم رجلا مشؤوما قال: فاقترعوا ليلقوا أحدهم فخرجت القرعة على يونس فقالوا: ما كنا لنفعل بك هذا، ثم اقترعوا أيضا فخرجت القرعة عليه ثلاثا فرمى بنفسه فالتقمه الحوت قال طاووس: بلغني أنه لما نبذه الحوت بالعراء وهو سقيم نبتت عليه شجرة من يقطين واليقطين الدباء فمكث حتى إذا رجعت إليه نفسه يبست الشجرة فبكى يونس عليه السلام حزنا عليها فأوحى الله إليه: أتبكي على هلاك شجرة ولا تبكي على هلاك مائة ألف). [الدر المنثور: 12/462-463]

تفسير قوله تعالى: (إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن ابن طاوس عن أبيه في قوله تعالى وإن يونس لمن المرسلين إذ أبق قال قيل ليونس إن قومك يأتيهم العذاب يوم كذا وكذا فلما كان يومئذ خرج يونس ففقده قومه فخرجوا وخرجوا بالصغير والكبير والدواب وكل شيء ثم عزلوا الوالدة عن ولدها والشاة عن ولدها والبقرة عن ولدها والناقة عن ولدها فسمعت لهم عجيجا فأتاهم العذاب حتى نظروا إليه ثم صرف عنهم فلما لم يصبهم العذاب ذهب يونس مغاضبا فركب البحر في سفينة مع ناس حتى إذا كانوا حيث شاء الله ركدت السفينة فلم تسر فقال صاحب السفينة ما يمنعها أن تسير إلا أن فيكم رجلا مشؤوما قال فاقترعوا ليلقوا أحدهم فخرجت القرعة على يونس فقالوا ما كنا لنفعل بك هذا ثم اقترعوا فخرجت عليه أيضا حتى خرجت القرعة ثلاثا فرمى بنفسه فالتقمه الحوت وهو مليم قال معمر قال قتادة أي مسيء). [تفسير عبد الرزاق: 2/154-155] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {إذ أبق إلى الفلك المشحون} يقول: حين فرّ إلى الفلك وهو السّفينة المشحون: وهو المملوء من الحمولة الموقر.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {إلى الفلك المشحون} كنّا نحدّث أنّه الموقر من الفلك.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {الفلك المشحون} قال: الموقر). [جامع البيان: 19/624]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 139 - 148.
أخرج عبد الرزاق وأحمد في الزهد، وعبد بن حميد، وابن المنذر، عن طاووس في قوله {وإن يونس لمن المرسلين (139) إذ أبق إلى الفلك المشحون} قال: قيل ليونس عليه السلام إن قومك يأتيهم العذاب يوم كذا وكذا، فلما كان يومئذ خرج يونس عليه السلام ففقده قومه فخرجوا بالصغير والكبير والدواب وكل شيء، ثم عزلوا الوالدة عن ولدها والشاة عن ولدها والناقة والبقرة عن ولدها فسمعت لهم عجيجا فأتاهم العذاب حتى نظروا إليه ثم صرف عنهم، فلما لم يصبهم العذاب ذهب يونس عليه السلام مغاضبا فركب في البحر في سفينة مع أناس حتى إذا كانوا حيث شاء الله تعالى ركدت السفينة فلم تسر فقال صاحب السفينة: ما يمنعنا أن نسير إلا أن فيكم رجلا مشؤوما قال: فاقترعوا ليلقوا أحدهم فخرجت القرعة على يونس فقالوا: ما كنا لنفعل بك هذا، ثم اقترعوا أيضا فخرجت القرعة عليه ثلاثا فرمى بنفسه فالتقمه الحوت قال طاووس: بلغني أنه لما نبذه الحوت بالعراء وهو سقيم نبتت عليه شجرة من يقطين واليقطين الدباء فمكث حتى إذا رجعت إليه نفسه يبست الشجرة فبكى يونس عليه السلام حزنا عليها فأوحى الله إليه: أتبكي على هلاك شجرة ولا تبكي على هلاك مائة ألف). [الدر المنثور: 12/462-463] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: لما بعث الله يونس عليه السلام إلى أهل قريته فردوا عليه ما جاءهم به فامتنعوا منه فلما فعلوا ذلك أوحى الله إليه: إني مرسل عليهم العذاب في يوم كذا وكذا، فاخرج من بين أظهرهم فأعلم قومه الذي وعد الله من عذابه إياهم فقالوا: ارمقوه فإن هو خرج من بين أظهركم فهو الله كائن ما وعدكم، فلما كانت الليلة التي وعدوا العذاب في صبيحتها أدلج فرآه القوم فحذروا فخرجوا من القرية إلى براز من أرضهم وفرقوا بين كل دابة وولدها، ثم عجوا إلى الله وأنابوا واستقالوا فأقالهم وانتظر يونس عليه الخبر عن القرية وأهلها، حتى مر مار فقال: ما فعل أهل القرية قال: فعلوا أن نبيهم لما خرج من بين أظهرهم عرفوا أنه قد صدقهم ما وعدهم من العذاب فخرجوا من قريتهم إلى براز من الأرض ثم فرقوا بين كل ذات ولد وولدها ثم عجوا إلى الله وتابوا إليه فقبل منهم وأخر عنهم العذاب، فقال يونس عليه السلام عند ذلك: لا أرجع إليهم كذابا أبدا ومضى على وجهه). [الدر المنثور: 12/463-464]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال: إن يونس بن متى كان عبدا صالحا وكان في خلقه ضيق فلما حملت عليه أثقال النبوة، ولها أثقال لا يحملها إلا قليل، تفسخ تحتها تفسخ الربع تحت الحمل فقذفها من يده وخرج هاربا منها، يقول الله لنبيه (فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تكن كصاحب الحوت) (الأحقاف 35) ). [الدر المنثور: 12/468-469]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن شهر بن حوشب رضي الله عنه قال: انطلق يونس عليه السلام مغضبا فركب مع قوم في سفينة فوقفت السفينة لم تسر فساهمهم فتدلى في البحر فجاء الحوت يبصبص بذنبه فنودي الحوت أنا لم نجعل يونس لك رزقا إنما جعلناك له حرزا ومسجدا). [الدر المنثور: 12/474]

تفسير قوله تعالى: (فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فساهم} يقول: فقارع.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثنا معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فساهم} يقول أقرع.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فساهم فكان من المدحضين} قال: فاحتبست السّفينة، فعلم القوم أنّما احتبست من حدثٍ أحدثوه، فتساهموا، فقرع يونس، فرمى بنفسه، فالتقمه الحوت.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {فساهم} قال: قارع.
وقوله: {فكان من المدحضين} يعني: فكان من المسهومين المغلوبين، يقال منه: أدحض اللّه حجّة فلانٍ فدحضت: أي أبطلها فبطلت، والدّحض: أصله الزّلق في الماء والطّين، وقد ذكر عنهم: دحض اللّه حجّته، وهي قليلةٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فكان من المدحضين} يقول: من المقروعين.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {من المدحضين} قال: من المسهومين.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: {فكان من المدحضين} قال: من المقروعين). [جامع البيان: 19/624-626]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله فساهم فكان من المدحضين يقول كان من المسهومين). [تفسير مجاهد: 545]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن الحارث قال: لما خرج يونس عليه السلام مغاضبا أتى السفينة فركبها فامتنعت أن تجري فقال أصحاب السفينة: ما هذا إلا لحدث أحدثتموه فقال بعضهم لبعض: تعالوا حتى نقترع فمن وقعت عليه القرعة فالقوه في الماء فاقترعوا فوقعت القرعة على يونس عليه السلام ثم عادوا فوقعت القرعة عليه في الثالثة فلما رأى يونس ذلك قال: هو أنا فخرج فطرح نفسه فإذا حوت قد رفع رأسه من الماء قدر ثلاثة أذرع فذهب ليطرح نفسه فاستقبله الحوت فإذا هوى إليه ليأخذه فتحول إلى الجانب الآخر فإذا الحوت قد استقبله فلما رأى يونس عليه السلام ذلك عرف أنه أمر من الله فطرح نفسه فأخذه الحوت قبل أن يمر على الماء فأوحى الله إلى الحوت أن لا تهضم له عظما ولا تأكل له لحما حتى آمر بأمري بكذا وكذا وكذا، حتى ألزقه بالطين فسمع تسبيح الأرض فذلك حين نادى). [الدر المنثور: 12/464-465]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما ألقى يونس عليه سلام نفسه في البحر التقمه الحوت هوى به حتى انتهى إلى مفجر من الأرض أو كلمة تشبهها فسمع تسبيح الأرض (فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) (الأنبياء الآية 87) فأقبلت الدعوة تحوم العرش فقالت الملائكة: يا ربنا إنا نسمع صوتا ضعيفا من بلاد غربة قال: وتدرون ما ذا كم قالوا: لا يا ربنا قال: ذاك عبدي يونس قالوا: الذي كنا لا نزال نرفع له عملا متقبلا ودعوة مجابة قال: نعم، قالوا: يا ربنا ألا ترحم ما كان يصنع في الرخاء وتنجيه عند البلاء، قال: بلى فأمر الحوت فحفظه). [الدر المنثور: 12/465]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر والبيهقي في "سننه" عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {فساهم فكان من المدحضين} قال: من المسهومين قال: اقترع فكان من المدحضين قال: من المسهومين). [الدر المنثور: 12/469]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد، وعبد بن حميد، وابن جرير والبيهقي عن قتادة رضي الله عنه {فساهم فكان من المدحضين} قال: احتبست السفينة فعلم القوم إنها احتبست من حدث أحدثوه فتساهموا فقرع يونس عليه السلام فرمى بنفسه {فالتقمه الحوت وهو مليم} أي مسيء فيما صنع {فلولا أنه كان من المسبحين} قال: كان كثير الصلاة في الرخاء فنجا وكان يقال في الحكمة، إن العمل الصالح يرفع صاحبه إذا عثر وإذا ما صرع، وجد متكأ {للبث في بطنه إلى يوم يبعثون} يقول: لصارت له قبر إلى يوم القيامة). [الدر المنثور: 12/469]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن شهر بن حوشب رضي الله عنه قال: انطلق يونس عليه السلام مغضبا فركب مع قوم في سفينة فوقفت السفينة لم تسر فساهمهم فتدلى في البحر فجاء الحوت يبصبص بذنبه فنودي الحوت أنا لم نجعل يونس لك رزقا إنما جعلناك له حرزا ومسجدا). [الدر المنثور: 12/474] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن منصورٍ عن سالم بن أبي الجعد قال: {التقمه الحوت} قال: ثمّ التقم ذلك الحوت حوت آخر [الآية: 142]). [تفسير الثوري: 253]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا أبو خالدٍ الأحمر، قال: حدّثني من لا أتّهم، عن ابن منبّهٍ، أنّه جلس هو وطاوسٌ ونحوهما من أهل ذلك الزّمان فذكروا أيّ أمر الله أسرع، فقال بعضهم: قول الله {كلمح البصر}، وقال بعضهم: السّرير حين أتي به سليمان، فقال ابن منبّهٍ: أسرع أمر الله، أنّ يونس على حافّة السّفينة إذ أوحى اللّه إلى نونٍ في نيل مصر، قال: فما خرّ من حافّتها إلاّ في جوفه). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 363]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا أبو خالدٍ الأحمر، عن عبد الله بن مسلمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ في قوله تعالى: {فالتقمه الحوت} قال: لمّا التقمه ذهب به حتّى وضعه في الأرض السّابعة فسمع الأرض تسبّح، قال: فهيّجته على التّسبيح، فقال: {لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين} قال: فأخرجه حتّى ألقاه على الأرض بلا شعرٍ ولا ظفرٍ، مثل الصّبيّ المنفوس، فأنبت اللّه عليه شجرةً تظلّه، ويأكل من تحتها من حشرات الأرض، فبينما هو نائمٌ تحتها فتساقطت عليه ورقها قد يبست، فشكا ذلك إلى ربّه، فقيل له: أتحزن على شجرةٍ، ولا تحزن على مئة ألفٍ أو يزيدون يعذّبون). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 443]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فالتقمه الحوت} يقول: فابتلعه الحوت؛ وهو افتعل من اللّقم.
وقوله: {وهو مليمٌ} يقول: وهو مكتسبٌ اللّوم، يقال: قد ألام الرّجل، إذا أتى ما يلام عليه من الأمر وإن لم يلم، كما يقال: أصبح محمقًا معطشًا: أي عندك الحمق والعطش؛ ومنه قول لبيدٍ:
سفهًا عذلت ولمت غير مليم = وهداك قبل اليوم غير حكيم
فأمّا الملوم: فهو الّذي يلام باللّسان، ويعذل بالقول.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثني أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وهو مليمٌ} قال: مذنبٌ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وهو مليمٌ}: أي في صنعه.
- حدّثني يونس، قال. أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وهو مليمٌ} قال: وهو مذنبٌ، قال: والمليم: المذنب). [جامع البيان: 19/626-627]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وهو مليم يعني مذنب). [تفسير مجاهد: 545]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {فالتقمه الحوت وهو مليمٌ} [الصافات: 142].
- عن أبي هريرة قال: سمعت رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - يقول: " «لمّا أراد اللّه - تبارك وتعالى - حبس يونس في بطن الحوت أوحى اللّه إلى الحوت أن لا تخدشنّ له لحمًا ولا تكسرنّ له عظمًا، فأخذه ثمّ أهوى به إلى مسكنه في البحر، فلمّا انتهى به إلى أسفل البحر سمع يونس حسًّا فقال في نفسه: ما هذا؟ فأوحى اللّه - تبارك وتعالى - إليه وهو في بطن الحوت: إنّ هذا تسبيح دوابّ الأرض، فسبّح وهو في بطن الحوت، فسمعت الملائكة تسبيحه فقالوا: ربّنا إنّا نسمع صوتًا ضعيفًا بأرض غربةٍ، فقال - تبارك وتعالى -: ذلك عبدي يونس، عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر، فقالوا: العبد الصّالح الّذي كان يصعد إليك منه في كلّ يومٍ وليلةٍ عملٌ صالحٌ؟ قال: نعم، فشفعوا له عند ذلك، فأمر الحوت فقذفه في السّاحل كما قال اللّه تعالى: {وهو سقيمٌ} [الصافات: 145]» ".
رواه البزّار عن بعض أصحابه ولم يسمّه، وفيه ابن إسحاق وهو مدلّسٌ، وبقيّة رجاله رجال الصّحيح). [مجمع الزوائد: 7/98]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن الحارث قال: لما خرج يونس عليه السلام مغاضبا أتى السفينة فركبها فامتنعت أن تجري فقال أصحاب السفينة: ما هذا إلا لحدث أحدثتموه فقال بعضهم لبعض: تعالوا حتى نقترع فمن وقعت عليه القرعة فالقوه في الماء فاقترعوا فوقعت القرعة على يونس عليه السلام ثم عادوا فوقعت القرعة عليه في الثالثة فلما رأى يونس ذلك قال: هو أنا فخرج فطرح نفسه فإذا حوت قد رفع رأسه من الماء قدر ثلاثة أذرع فذهب ليطرح نفسه فاستقبله الحوت فإذا هوى إليه ليأخذه فتحول إلى الجانب الآخر فإذا الحوت قد استقبله فلما رأى يونس عليه السلام ذلك عرف أنه أمر من الله فطرح نفسه فأخذه الحوت قبل أن يمر على الماء فأوحى الله إلى الحوت أن لا تهضم له عظما ولا تأكل له لحما حتى آمر بأمري بكذا وكذا وكذا، حتى ألزقه بالطين فسمع تسبيح الأرض فذلك حين نادى). [الدر المنثور: 12/464-465] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما ألقى يونس عليه سلام نفسه في البحر التقمه الحوت هوى به حتى انتهى إلى مفجر من الأرض أو كلمة تشبهها فسمع تسبيح الأرض (فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) (الأنبياء الآية 87) فأقبلت الدعوة تحوم العرش فقالت الملائكة: يا ربنا إنا نسمع صوتا ضعيفا من بلاد غربة قال: وتدرون ما ذا كم قالوا: لا يا ربنا قال: ذاك عبدي يونس قالوا: الذي كنا لا نزال نرفع له عملا متقبلا ودعوة مجابة قال: نعم، قالوا: يا ربنا ألا ترحم ما كان يصنع في الرخاء وتنجيه عند البلاء، قال: بلى فأمر الحوت فحفظه). [الدر المنثور: 12/465] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد، وعبد بن حميد، وابن جرير والبيهقي عن قتادة رضي الله عنه {فساهم فكان من المدحضين} قال: احتبست السفينة فعلم القوم إنها احتبست من حدث أحدثوه فتساهموا فقرع يونس عليه السلام فرمى بنفسه {فالتقمه الحوت وهو مليم} أي مسيء فيما صنع {فلولا أنه كان من المسبحين} قال: كان كثير الصلاة في الرخاء فنجا وكان يقال في الحكمة، إن العمل الصالح يرفع صاحبه إذا عثر وإذا ما صرع، وجد متكأ {للبث في بطنه إلى يوم يبعثون} يقول: لصارت له قبر إلى يوم القيامة). [الدر المنثور: 12/469] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن وهب بن منبه رضي الله عنه أنه جلس هو وطاوس ونحوهم من أهل ذلك الزمان فذكروا أي أمر الله أسرع فقال بعضهم: قول الله تعالى (كلمح البصر) (النحل 77) وقال بعضهم: السرير حين أتي به سليمان، فقال ابن منبه: أسرع أمر الله أن يونس على حافة السفينة إذا أوحى الله تعالى إلى نون في نيل مصر فما خر من حافتها إلا في جوفه). [الدر المنثور: 12/470]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال التقمه حوت يقال له نجم فجرى به في بحر الروم ثم النيل ثم فارس ثم في دجلة). [الدر المنثور: 12/470]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وهو مليم} مسيء). [الدر المنثور: 12/470]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الأنباري والطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له أخبرني عن قوله {وهو مليم} قال: المليم المسيء والمذنب قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم أما سمعت أمية بن أبي الصلت وهو يقول:
بريء من الآفات ليس لها * بأهل ولكن المسيء هو المليم). [الدر المنثور: 12/470]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {وهو مليم} قال: مذنب). [الدر المنثور: 12/470-471]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم عن الشعبي قال: التقمه الحوت ضحى ولفظه عشية ما بات في بطنه). [الدر المنثور: 12/473]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال {فالتقمه الحوت} يقال له نجم وإنه لبث ثلاثا في جوفه وفي قوله {فلولا أنه كان من المسبحين} قال: كان كثير الصلاة في الرخاء فنجا {للبث في بطنه} قال: لصار له بطن الحوت قبرا {إلى يوم يبعثون} قال: إلى يوم القيامة، وفي قوله {فنبذناه بالعراء} قال: شط دجلة، ونينوى على شط دجلة مكث في بطنه أربعين يوما يتردد به في دجلة). [الدر المنثور: 12/474]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن شهر بن حوشب رضي الله عنه قال: انطلق يونس عليه السلام مغضبا فركب مع قوم في سفينة فوقفت السفينة لم تسر فساهمهم فتدلى في البحر فجاء الحوت يبصبص بذنبه فنودي الحوت أنا لم نجعل يونس لك رزقا إنما جعلناك له حرزا ومسجدا). [الدر المنثور: 12/474] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى فلولا أنه كان من المسبحين قال من المصلين). [تفسير عبد الرزاق: 2/155]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا الثوري عن عاصم عن أبي رزين عن ابن عباس في قوله تعالى فلولا أنه كان من المسبحين قال من المصلين). [تفسير عبد الرزاق: 2/155]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر قال وقال قتادة بلغني أنه يقال إن في الحكمة العمل الصالح يرفع صاحبه كلما عثر وجد متكأ). [تفسير عبد الرزاق: 2/156]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا المنذر بن النعمان عن وهب في قوله فلولا أنه كان من المسبحين قال من العابدين قال فذكر لعبادته). [تفسير عبد الرزاق: 2/156]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا المنذر بن النعمان قال سمعت وهبا يقول أمر الحوت ألا يضره ولا يكلمه قال فلولا أنه كان من المسبحين قال من العابدين قبل ذلك فذكر بعبادته فلما خرج من البحر نام فأنبت الله عليه شجرة من يقطين وهي الدباء فأظلته فبلغت في يومه فرآها قد أظلته ورأى خضرتها فأعجبته ثم نام فاستيقظ فإذا هي قد يبست فجعل يحزن عليها فقيل له أنت الذي لم تخلق ولم تفتق ولم تنبت تحزن عليها وأنا الذي خلقت مائة ألف من الناس أو يزيدون ثم رحمتهم فشق عليك). [تفسير عبد الرزاق: 2/158-159]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (حدّثنا محمّدٌ ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان [الثوري] عن أبي الهيثم عن إبراهيم عن سعيد بن جبيرٍ في قوله: {فلولا أنه كان من المسبحين} قال: من المصلين [الآية: 143].
سفيان [الثوري] عن عاصم بن بهدلة عن زرّ بن حبيشٍ عن ابن عباس مثله). [تفسير الثوري: 253-254]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا حسين بن عليٍّ، عن جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، قال: قال: سمعت الضّحّاك بن قيسٍ يقول: اذكروا اللّه في الرّخاء يذكركم في الشّدّة، فإنّ يونس كان عبدًا صالحًا ذاكرًا للّه، فلمّا وقع في بطن الحوت، قال اللّه: {فلولا أنّه كان من المسبّحين * للبث في بطنه إلى يوم يبعثون} وإنّ فرعون كان عبدًا طاغيًا ناسيًا لذكر الله، فلمّا أدركه {الغرق قال آمنت أنّه لا إله إلاّ الّذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين * الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين}). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 247-248]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلولا أنّه كان من المسبّحين (143) للبث في بطنه إلى يوم يبعثون (144) فنبذناه بالعراء وهو سقيمٌ (145) وأنبتنا عليه شجرةً من يقطينٍ}.
يقول تعالى ذكره: {فلولا أنّه} يعني يونس {كان من} المصلّين للّه قبل البلاء الّذي ابتلي به من العقوبة بالحبس في بطن الحوت {للبث في بطنه إلى يوم يبعثون} يقول: لبقي في بطن الحوت إلى يوم القيامة يوم يبعث اللّه فيه خلقه محبوسًا، ولكنّه كان من الذّاكرين اللّه قبل البلاء، فذكره اللّه في حال البلاء، فأنقذه ونجّاه.
وقد اختلف أهل التّأويل في وقت تسبيح يونس الّذي ذكره اللّه به، فقال {فلولا أنّه كان من المسبّحين} فقال بعضهم نحو الّذي قلنا في ذلك، وقالوا مثل قولنا في معنى قوله: {من المسبّحين}.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {فلولا أنّه كان من المسبّحين} كان كثير الصّلاة في الرّخاء، فنجّاه اللّه بذلك؛ قال: وقد كان يقال في الحكمة: إنّ العمل الصّالح يرفع صاحبه إذا ما عثر، فإذا صرع وجد متّكأً.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن بعض أصحابه، عن قتادة، في قوله: {فلولا أنّه كان من المسبّحين} قال: كان طويل الصّلاة في الرّخاء؛ قال: وإنّ العمل الصّالح يرفع صاحبه إذا عثر، إذا صرع وجد متّكأً.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: حدّثنا أبو صخرٍ، أن يزيد الرّقاشيّ حدّثه قال: سمعت أنس بن مالكٍ، قال: ولا أعلم إلاّ أنّ أنسًا يرفع الحديث إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: أنّ يونس النّبيّ حين بدا له أن يدعو اللّه بالكلمات حين ناداه وهو في بطن الحوت، فقال: اللّهمّ لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين، فأقبلت الدّعوة تحت بالعرش، فقالت الملائكة: يا ربّ هذا صوتٌ ضعيفٌ معروفٌ في بلادٍ غريبةٍ، قال: أما تعرفون ذلك؟ قالوا يا ربّ ومن هو؟ قال: ذلك عبدي يونس، قالوا: عبدك يونس الّذي لم يزل يرفع له عملٌ متقبّلٌ ودعوةٌ مجابةٌ، قالوا: يا ربّ أولا يرحم بما كان يصنع في الرّخاء فتنجيه من البلاء؟ قال: بلى، فأمر الحوت فطرحه بالعراء.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن عاصمٍ، عن أبي رزينٍ، عن ابن عبّاسٍ {فلولا أنّه كان من المسبّحين} قال: من المصلّين.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن أبي الهيثم، عن سعيد بن جبيرٍ {فلولا أنّه كان من المسبّحين} قال: من المصلّين.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن أبي جعفرٍ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية {فلولا أنّه كان من المسبّحين} قال: كان له عملٌ صالحٌ فيما خلا.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {من المسبّحين} قال: المصلّين.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا كثير بن هشامٍ، قال: حدّثنا جعفرٌ، قال: حدّثنا ميمون بن مهران، قال: سمعت الضّحّاك بن قيسٍ، يقول على منبره: اذكروا اللّه في الرّخاء يذكركم في الشّدّة، إنّ يونس كان عبدًا للّه ذاكرًا، فلمّا أصابته الشّدّة دعا اللّه فقال اللّه: {لولا أنّه كان من المسبّحين (143) للبث في بطنه إلى يوم يبعثون} فذكره اللّه بما كان منه، وكان فرعون طاغيًا باغيًا فلمّا {أدركه الغرق قال آمنت أنّه لا إله إلاّ الّذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين} قال الضّحّاك: فاذكروا اللّه في الرّخاء يذكركم في الشّدّة.
وقيل: إنّما أحدث الصّلاة - الّتي أخبر اللّه عنه بها، فقال: {فلولا أنّه كان من المسبّحين} - في بطن الحوت.
وقال بعضهم: كان ذلك تسبيحًا، لا صلاةً.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا عمران القطّان، قال: سمعت الحسن، يقول في قوله: {فلولا أنّه كان من المسبّحين} قال: فواللّه ما كانت إلاّ صلاةً أحدثها في بطن الحوت قال عمران: فذكرت ذلك لقتادة، فأنكر ذلك وقال: كان واللّه يكثر الصّلاة في الرّخاء.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عنبسة، عن المغيرة بن النّعمان، عن سعيد بن جبيرٍ: {فالتقمه الحوت وهو مليمٌ} قال: قال {لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين} فلمّا قالها، قذفه الحوت، وهو مغرب.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {للبث في بطنه إلى يوم يبعثون}: لصار له بطن الحوت قبرًا إلى يوم القيامة.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن السّدّيّ، عن أبي مالكٍ، قال: لبث يونس في بطن الحوت أربعين يومًا). [جامع البيان: 19/627-631]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن الحارث قال: لما خرج يونس عليه السلام مغاضبا أتى السفينة فركبها فامتنعت أن تجري فقال أصحاب السفينة: ما هذا إلا لحدث أحدثتموه فقال بعضهم لبعض: تعالوا حتى نقترع فمن وقعت عليه القرعة فالقوه في الماء فاقترعوا فوقعت القرعة على يونس عليه السلام ثم عادوا فوقعت القرعة عليه في الثالثة فلما رأى يونس ذلك قال: هو أنا فخرج فطرح نفسه فإذا حوت قد رفع رأسه من الماء قدر ثلاثة أذرع فذهب ليطرح نفسه فاستقبله الحوت فإذا هوى إليه ليأخذه فتحول إلى الجانب الآخر فإذا الحوت قد استقبله فلما رأى يونس عليه السلام ذلك عرف أنه أمر من الله فطرح نفسه فأخذه الحوت قبل أن يمر على الماء فأوحى الله إلى الحوت أن لا تهضم له عظما ولا تأكل له لحما حتى آمر بأمري بكذا وكذا وكذا، حتى ألزقه بالطين فسمع تسبيح الأرض فذلك حين نادى). [الدر المنثور: 12/464-465] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما ألقى يونس عليه سلام نفسه في البحر التقمه الحوت هوى به حتى انتهى إلى مفجر من الأرض أو كلمة تشبهها فسمع تسبيح الأرض (فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) (الأنبياء الآية 87) فأقبلت الدعوة تحوم العرش فقالت الملائكة: يا ربنا إنا نسمع صوتا ضعيفا من بلاد غربة قال: وتدرون ما ذا كم قالوا: لا يا ربنا قال: ذاك عبدي يونس قالوا: الذي كنا لا نزال نرفع له عملا متقبلا ودعوة مجابة قال: نعم، قالوا: يا ربنا ألا ترحم ما كان يصنع في الرخاء وتنجيه عند البلاء، قال: بلى فأمر الحوت فحفظه). [الدر المنثور: 12/465] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد، وعبد بن حميد، وابن جرير والبيهقي عن قتادة رضي الله عنه {فساهم فكان من المدحضين} قال: احتبست السفينة فعلم القوم إنها احتبست من حدث أحدثوه فتساهموا فقرع يونس عليه السلام فرمى بنفسه {فالتقمه الحوت وهو مليم} أي مسيء فيما صنع {فلولا أنه كان من المسبحين} قال: كان كثير الصلاة في الرخاء فنجا وكان يقال في الحكمة، إن العمل الصالح يرفع صاحبه إذا عثر وإذا ما صرع، وجد متكأ {للبث في بطنه إلى يوم يبعثون} يقول: لصارت له قبر إلى يوم القيامة). [الدر المنثور: 12/469] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد عن الربيع بن أنس رضي الله عنه في قوله {فلولا أنه كان من المسبحين} قال: لولا أنه حلاله عمل صالح {للبث في بطنه إلى يوم يبعثون} قال: وفي الحكمة، أن العمل الصالح يرفع صاحبه). [الدر المنثور: 12/471]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {فلولا أنه كان من المسبحين} قال: من المصلين قبل أن يدخل بطن الحوت). [الدر المنثور: 12/471]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وابن أبي حاتم، وابن جرير عن الحسن رضي الله عنه في قوله {فلولا أنه كان من المسبحين} قال: ما كان إلا صلاة أحدثها في بطن الحوت، فذكر ذلك لقتادة رضي الله عنه فقال: لا، إنما كان يعمل في الرخاء). [الدر المنثور: 12/471]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والفريابي وأحمد في الزهد، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس {فلولا أنه كان من المسبحين} قال: من المصلين). [الدر المنثور: 12/471]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه {فلولا أنه كان من المسبحين} قال: العابدين الله قبل ذلك). [الدر المنثور: 12/471-472]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن سعيد بن أبي الحسن رضي الله عنه {فلولا أنه كان من المسبحين} قال: لولا أنه كان له سلف من عبادة وتسبيح تداركه الله به حين أصابه ما أصابه نعمه في بطن الحوت أربعين من بين يوم وليلة ثم أخرجه وتاب عليه). [الدر المنثور: 12/472]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه {فلولا أنه كان من المسبحين} قال: نعلم والله أن التضرع في الرخاء استعدادا لنزول البلاء ويجد صاحبه متكأ إذا نزل به وأن سالف السيئة تلحق صاحبها وإن قدمت). [الدر المنثور: 12/472]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك رضي الله عنه قال: اذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة فإن يونس عليه السلام كان عبدا صالحا ذاكرا لله فلما وقع في بطن الحوت قال الله {فلولا أنه كان من المسبحين (143) للبث في بطنه إلى يوم يبعثون} وإن فرعون كان عبدا طاغيا ناسيا لذكر الله فلما أدركه الغرق قال: (آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين) (يونس 90) فقيل له (الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين) ). [الدر المنثور: 12/472]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان عن الحسن رضي الله عنه في قوله {فلولا أنه كان من المسبحين} قال: كان يكثر الصلاة في الرخاء فلما حصل في بطن الحوت ظن أنه الموت فحرك رجليه فإذا هي تتحرك فسجد وقال: يا رب اتخذت لك مسجدا في موضع لم يسجد فيه أحد). [الدر المنثور: 12/473]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال {فالتقمه الحوت} يقال له نجم وإنه لبث ثلاثا في جوفه وفي قوله {فلولا أنه كان من المسبحين} قال: كان كثير الصلاة في الرخاء فنجا {للبث في بطنه} قال: لصار له بطن الحوت قبرا {إلى يوم يبعثون} قال: إلى يوم القيامة، وفي قوله {فنبذناه بالعراء} قال: شط دجلة، ونينوى على شط دجلة مكث في بطنه أربعين يوما يتردد به في دجلة). [الدر المنثور: 12/474] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال: لما ذهب مغاضبا فكان في بطن الحوت قال من بطن الحوت: إلهي من البيوت أخرجتني ومن رؤوس الجبال أنزلتني وفي البلاد سيرتني وفي البحر قذفتني وفي بطن الحوت سجنتني فما تعرف مني عملا صالحا تروح به عني، قالت الملائكة عليهم السلام: ربنا صوت معروف من مكان غربة فقال لهم الرب: ذاك عبدي يونس قال الله {فلولا أنه كان من المسبحين (143) للبث في بطنه إلى يوم يبعثون} وكان في بطن الحوت أربعين يوما فنبذه الله {بالعراء وهو سقيم} وأنبت {عليه شجرة من يقطين} قال: اليقطين الدباء فاستظل بظلها وأكل من قرعها وشرب من أصلها ما شاء الله، ثم أن الله تعالى أيبسها وذهب ما كان فيها فحزن يونس عليه السلام فأوحى الله إليه: حزنت على شجرة أنبتها ثم أيبستها ولم تحزن على قومك حين جاءهم العذاب فصرف عنهم ثم ذهبت مغاضبا). [الدر المنثور: 12/475]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق وأحمد في الزهد، وعبد بن حميد عن وهب قال: أمر الحوت أن لا يضره ولا يكلمه، قال الله {فلولا أنه كان من المسبحين} قال: من العابدين قبل ذلك فذكر بعبادته فلما خرج من البحر نام نومة فأنبت الله {عليه شجرة من يقطين} وهي الدباء فأظلته فبلغت في يومها فرآها قد أظلته ورأى خضرتها فأعجبته ثم نام نومة فاستيقظ فإذا هي قد يبست فجعل يحزن عليها فقيل أنت الذي لم تخلق ولم تسق ولم تنبت تحزن عليها، وأنا الذي خلقت مائة ألف من الناس أو يزيدون ثم رحمتهم فشق عليك). [الدر المنثور: 12/479]

تفسير قوله تعالى: (لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (حدثنا سفيان [الثوري] عن السدي عن أبي ملك قال: مكث يونس في بطن الحوت أربعين يوما [الآية: 144]). [تفسير الثوري: 254]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن جريج قال بلغني أن يونس مكث في بطن الحوت أربعين صباحا). [تفسير عبد الرزاق: 2/156]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا حسين بن عليٍّ، عن جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، قال: قال: سمعت الضّحّاك بن قيسٍ يقول: اذكروا اللّه في الرّخاء يذكركم في الشّدّة، فإنّ يونس كان عبدًا صالحًا ذاكرًا للّه، فلمّا وقع في بطن الحوت، قال اللّه: {فلولا أنّه كان من المسبّحين * للبث في بطنه إلى يوم يبعثون} وإنّ فرعون كان عبدًا طاغيًا ناسيًا لذكر الله، فلمّا أدركه {الغرق قال آمنت أنّه لا إله إلاّ الّذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين * الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين}). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 247-248](م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلولا أنّه كان من المسبّحين (143) للبث في بطنه إلى يوم يبعثون (144) فنبذناه بالعراء وهو سقيمٌ (145) وأنبتنا عليه شجرةً من يقطينٍ}.
يقول تعالى ذكره: {فلولا أنّه} يعني يونس {كان من} المصلّين للّه قبل البلاء الّذي ابتلي به من العقوبة بالحبس في بطن الحوت {للبث في بطنه إلى يوم يبعثون} يقول: لبقي في بطن الحوت إلى يوم القيامة يوم يبعث اللّه فيه خلقه محبوسًا، ولكنّه كان من الذّاكرين اللّه قبل البلاء، فذكره اللّه في حال البلاء، فأنقذه ونجّاه.
وقد اختلف أهل التّأويل في وقت تسبيح يونس الّذي ذكره اللّه به، فقال {فلولا أنّه كان من المسبّحين} فقال بعضهم نحو الّذي قلنا في ذلك، وقالوا مثل قولنا في معنى قوله: {من المسبّحين}.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {فلولا أنّه كان من المسبّحين} كان كثير الصّلاة في الرّخاء، فنجّاه اللّه بذلك؛ قال: وقد كان يقال في الحكمة: إنّ العمل الصّالح يرفع صاحبه إذا ما عثر، فإذا صرع وجد متّكأً.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن بعض أصحابه، عن قتادة، في قوله: {فلولا أنّه كان من المسبّحين} قال: كان طويل الصّلاة في الرّخاء؛ قال: وإنّ العمل الصّالح يرفع صاحبه إذا عثر، إذا صرع وجد متّكأً.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: حدّثنا أبو صخرٍ، أن يزيد الرّقاشيّ حدّثه قال: سمعت أنس بن مالكٍ، قال: ولا أعلم إلاّ أنّ أنسًا يرفع الحديث إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: أنّ يونس النّبيّ حين بدا له أن يدعو اللّه بالكلمات حين ناداه وهو في بطن الحوت، فقال: اللّهمّ لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين، فأقبلت الدّعوة تحت بالعرش، فقالت الملائكة: يا ربّ هذا صوتٌ ضعيفٌ معروفٌ في بلادٍ غريبةٍ، قال: أما تعرفون ذلك؟ قالوا يا ربّ ومن هو؟ قال: ذلك عبدي يونس، قالوا: عبدك يونس الّذي لم يزل يرفع له عملٌ متقبّلٌ ودعوةٌ مجابةٌ، قالوا: يا ربّ أولا يرحم بما كان يصنع في الرّخاء فتنجيه من البلاء؟ قال: بلى، فأمر الحوت فطرحه بالعراء.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن عاصمٍ، عن أبي رزينٍ، عن ابن عبّاسٍ {فلولا أنّه كان من المسبّحين} قال: من المصلّين.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن أبي الهيثم، عن سعيد بن جبيرٍ {فلولا أنّه كان من المسبّحين} قال: من المصلّين.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن أبي جعفرٍ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية {فلولا أنّه كان من المسبّحين} قال: كان له عملٌ صالحٌ فيما خلا.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {من المسبّحين} قال: المصلّين.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا كثير بن هشامٍ، قال: حدّثنا جعفرٌ، قال: حدّثنا ميمون بن مهران، قال: سمعت الضّحّاك بن قيسٍ، يقول على منبره: اذكروا اللّه في الرّخاء يذكركم في الشّدّة، إنّ يونس كان عبدًا للّه ذاكرًا، فلمّا أصابته الشّدّة دعا اللّه فقال اللّه: {لولا أنّه كان من المسبّحين (143) للبث في بطنه إلى يوم يبعثون} فذكره اللّه بما كان منه، وكان فرعون طاغيًا باغيًا فلمّا {أدركه الغرق قال آمنت أنّه لا إله إلاّ الّذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين} قال الضّحّاك: فاذكروا اللّه في الرّخاء يذكركم في الشّدّة.
وقيل: إنّما أحدث الصّلاة - الّتي أخبر اللّه عنه بها، فقال: {فلولا أنّه كان من المسبّحين} - في بطن الحوت.
وقال بعضهم: كان ذلك تسبيحًا، لا صلاةً.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا عمران القطّان، قال: سمعت الحسن، يقول في قوله: {فلولا أنّه كان من المسبّحين} قال: فواللّه ما كانت إلاّ صلاةً أحدثها في بطن الحوت قال عمران: فذكرت ذلك لقتادة، فأنكر ذلك وقال: كان واللّه يكثر الصّلاة في الرّخاء.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عنبسة، عن المغيرة بن النّعمان، عن سعيد بن جبيرٍ: {فالتقمه الحوت وهو مليمٌ} قال: قال {لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين} فلمّا قالها، قذفه الحوت، وهو مغرب.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {للبث في بطنه إلى يوم يبعثون}: لصار له بطن الحوت قبرًا إلى يوم القيامة.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن السّدّيّ، عن أبي مالكٍ، قال: لبث يونس في بطن الحوت أربعين يومًا). [جامع البيان: 19/627-631] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد، وعبد بن حميد، وابن جرير والبيهقي عن قتادة رضي الله عنه {فساهم فكان من المدحضين} قال: احتبست السفينة فعلم القوم إنها احتبست من حدث أحدثوه فتساهموا فقرع يونس عليه السلام فرمى بنفسه {فالتقمه الحوت وهو مليم} أي مسيء فيما صنع {فلولا أنه كان من المسبحين} قال: كان كثير الصلاة في الرخاء فنجا وكان يقال في الحكمة، إن العمل الصالح يرفع صاحبه إذا عثر وإذا ما صرع، وجد متكأ {للبث في بطنه إلى يوم يبعثون} يقول: لصارت له قبر إلى يوم القيامة). [الدر المنثور: 12/469] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك رضي الله عنه قال: اذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة فإن يونس عليه السلام كان عبدا صالحا ذاكرا لله فلما وقع في بطن الحوت قال الله {فلولا أنه كان من المسبحين (143) للبث في بطنه إلى يوم يبعثون} وإن فرعون كان عبدا طاغيا ناسيا لذكر الله فلما أدركه الغرق قال: (آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين) (يونس 90) فقيل له (الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين) ). [الدر المنثور: 12/472] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم عن الشعبي قال: التقمه الحوت ضحى ولفظه عشية ما بات في بطنه). [الدر المنثور: 12/473] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مكث يونس عليه السلام في بطن الحوت أربعين يوما). [الدر المنثور: 12/473]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن مردويه عن ابن جريج قال: بقي يونس في بطن الحوت أربعين يوما). [الدر المنثور: 12/473]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي مالك رضي الله عنه قال: لبث يونس عليه السلام في بطن الحوت أربعين يوما). [الدر المنثور: 12/473]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: لبث يونس في بطن الحوت سبعة أيام فطاف به البحار كلها ثم نبذه على شاطئ دجلة). [الدر المنثور: 12/474]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال {فالتقمه الحوت} يقال له نجم وإنه لبث ثلاثا في جوفه وفي قوله {فلولا أنه كان من المسبحين} قال: كان كثير الصلاة في الرخاء فنجا {للبث في بطنه} قال: لصار له بطن الحوت قبرا {إلى يوم يبعثون} قال: إلى يوم القيامة، وفي قوله {فنبذناه بالعراء} قال: شط دجلة، ونينوى على شط دجلة مكث في بطنه أربعين يوما يتردد به في دجلة). [الدر المنثور: 12/474] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال: لما ذهب مغاضبا فكان في بطن الحوت قال من بطن الحوت: إلهي من البيوت أخرجتني ومن رؤوس الجبال أنزلتني وفي البلاد سيرتني وفي البحر قذفتني وفي بطن الحوت سجنتني فما تعرف مني عملا صالحا تروح به عني، قالت الملائكة عليهم السلام: ربنا صوت معروف من مكان غربة فقال لهم الرب: ذاك عبدي يونس قال الله {فلولا أنه كان من المسبحين (143) للبث في بطنه إلى يوم يبعثون} وكان في بطن الحوت أربعين يوما فنبذه الله {بالعراء وهو سقيم} وأنبت {عليه شجرة من يقطين} قال: اليقطين الدباء فاستظل بظلها وأكل من قرعها وشرب من أصلها ما شاء الله، ثم أن الله تعالى أيبسها وذهب ما كان فيها فحزن يونس عليه السلام فأوحى الله إليه: حزنت على شجرة أنبتها ثم أيبستها ولم تحزن على قومك حين جاءهم العذاب فصرف عنهم ثم ذهبت مغاضبا). [الدر المنثور: 12/475] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن طاوس عن أبيه قال بلغني أنه لما نبذه الحوت بالعراء وهو سقيم نبتت عليه شجرة من يقطين واليقطين الدباء فمكث حتى إذا تراجعت إليه نفسه فيبست الشجرة فبكى يونس جزعا عليها فأوحى الله إليه أتبكي على هلاك شجرة ولا تبكي على هلاك مائة ألف). [تفسير عبد الرزاق: 2/155]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس أن النبي قال لا ينبغي لأحد أن يقول إني خير من يونس بن متى نسبه إلى أمه أصاب ذنبا ثم اجتباه ربه). [تفسير عبد الرزاق: 2/155-156]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فنبذناه بالعراء} يقول: فقذفناه بالفضاء من الأرض، حيث لا يواريه شيءٌ من شجرٍ ولا غيره؛ ومنه قول الشّاعر:
ورفعت رجلاً لا أخاف عثارها.. ونبذت بالبلد العراء ثيابي
يعني: بالبلد الفضاء.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثني أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فنبذناه بالعراء} يقول: ألقيناه بالسّاحل.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {فنبذناه بالعراء} بأرضٍ ليس فيها شيءٌ ولا نباتٌ.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {بالعراء} قال: بالأرض.
وقوله: {وهو سقيمٌ} يقول: وهو كالصّبيّ المنفوس: لحمٌ نيءٌ.
- كما حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ {وهو سقيمٌ} كهيئة الصّبيّ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن يزيد بن زيادٍ، عن عبد اللّه بن أبي سلمة، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: خرج به، يعني الحوت، حتّى لفظه في ساحل البحر، فطرحه مثل الصّبيّ المنفوس، لم ينقص من خلقه شيءٌ.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ: ما لفظه الحوت حتّى صار مثل الصّبيّ المنفوس، قد نشر اللّحم والعظم، فصار مثل الصّبيّ المنفوس، فألقاه في موضعٍ، وأنبت اللّه عليه شجرةً من يقطينٍ). [جامع البيان: 19/631-633]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (حدّثنا بعض أصحابنا، ثنا عبد اللّه بن سعيدٍ أو غيره، عن يعقوب بن إبراهيم، حدّثني أبي، عن ابن إسحاق، عن عبد اللّه بن رافعٍ، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: " لمّا أراد اللّه تبارك وتعالى حبس يونس في بطن الحوت، أوحى اللّه إلى الحوت: أن لا تخدشنّ له لحمًا، ولا تكسرنّ له عظمًا، فأخذه ثمّ أهوى به إلى مسكنه في البحر، فلمّا انتهى به إلى أسفل البحر، سمع يونس حسًّا، فقال في نفسه: ما هذا؟ فأوحى اللّه تبارك وتعالى إليه وهو في بطن الحوت: إنّ هذا تسبيح دوابّ الأرض، فسبّح وهو في بطن الحوت، فسمعت الملائكة تسبيحه، فقالوا: ربّنا إنّا نسمع صوتًا ضعيفًا بأرض غربةٍ، فقال تبارك وتعالى: ذلك عبدي يونس، عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر، فقالوا: العبد الصّالح الّذي كان يصعد إليك منه في كلّ يومٍ وليلةٍ عملٌ صالحٌ؟ قال: نعم، فشفعوا له عند ذلك، فأمر الحوت، فقذفه في السّاحل، كما قال اللّه تبارك وتعالى: {وهو سقيمٌ} [الصافات: 145] ".
قال البزّار: لا نعلمه مرفوعًا بهذا اللّفظ إلا بهذا الإسناد). [كشف الأستار عن زوائد البزار: 3/67-68]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن إسحاق والبزار، وابن جرير عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما أراد الله حبس يونس عليه السلام في بطن الحوت أوحى الله إلى الحوت أن خذه ولا تخدش له لحما ولا تكسر له عظما فأخذه ثم أهوى به إلى مسكنه في البحر فلما انتهى به إلى أسفل البحر سمع يونس حسا فقال في نفسه: ما هذا، فأوحى الله إليه وهو في بطن الحوت: إن هذا تسبيح دواب الأرض فسبح وهو في بطن الحوت فسمعت الملائكة عليهم السلام تسبيحه فقالوا: ربنا إنا نسمع صوتا ضعيفا بأرض غربة قال: ذاك عبدي يونس عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر قالوا: العبد الصالح الذي كان يصعد إليك منه في كل يوم عمل صالح قال: نعم، فشفعوا له عند ذلك فأمره فقذفه في الساحل كما قال الله {وهو سقيم} ). [الدر المنثور: 12/466-467]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وأحمد في الزهد، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إن يونس عليه السلام كان وعد قومه العذاب وأخبرهم أنه يأتيهم إلى ثلاثة أيام ففرقوا بين كل والدة وولدها ثم خرجوا فجأروا إلى الله واستغفروه فكف الله عنهم العذاب وغدا يونس عليه السلام ينتظر العذاب فلم ير شيئا وكان من كذب ولم يكن له بينة قتل، فانظلق مغاضبا حتى أتى قوما في سفينة فحملوه وعرفوه فلما دخل السفينة ركدت والسفن تسير يمينا وشمالا فقال: ما بال سفينتكم قالوا: ما ندري قال: ولكني أدري، إن فيها عبدا أبق من ربه وإنها والله لا تسير حتى تلقوه قالوا: أما أنت والله يا نبي الله فلا نلقيك، فقال لهم يونس عليه السلام: اقترعوا فمن قرع، فليقع فاقترعوا فقرعهم يونس عليه السلام ثلاث مرات فوقع وقد وكل به الحوت فلما وقع ابتلعه فأهوى به إلى قرار الأرض فسمع يونس عليه السلام تسبيح الحصى (فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) (الأنبياء 87) قال: ظلمة بطن الحوت وظلمة البحر وظلمة الليل قال {فنبذناه بالعراء وهو سقيم} قال كهيئة الفرخ الممعوط الذي ليس عليه ريش وأنبت الله عليه شجرة من يقطين فكان يستظل بها ويصيب منها فيبست فبكى عليها حين يبست فأوحى الله إليه: أتبكي على شجرة أن يبست ولا تبكي على مائة ألف أو يزيدون أردت أن تهلكهم فخرج فإذا هو بغلام يرعى غنما فقال: ممن أنت يا غلام قال: من قوم يونس قال: فإذا رجعت إليهم فأقرئهم السلام وأخبرهم إنك لقيت يونس فقال له الغلام: إن تكن يونس فقد تعلم أنه من كذب ولم يكن له بينة قتل فمن يشهد لي قال: تشهد لك هذه الشجرة وهذه البقعة، فقال الغلام ليونس: مرهما فقال لهما يونس عليه السلام: إذا جاءكما هذا الغلام فأشهدا له، قالتا: نعم، فرجع الغلام إلى قومه وكان له أخوة فكان في منعة فأتى الملك فقال: إني لقيت يونس وهو يقرأ عليكم السلام فأمر به الملك أن يقتل فقال: إن له بينة فأرسل معه فانتهوا إلى الشجرة والبقعة فقال لهما الغلام: نشدتكما بالله هل أشهدكما يونس قالتا: نعم، فرجع القوم مذعورين يقولون: تشهد لك الشجرة والأرض فأتوا الملك فحدثوه بما رأوا فتناول الملك يد الغلام فأجلسه في مجلسه وقال: أنت أحق بهذا المكان مني وأقام لهم أمرهم ذلك الغلام أربعين سنة). [الدر المنثور: 12/467-468]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: لبث يونس في بطن الحوت سبعة أيام فطاف به البحار كلها ثم نبذه على شاطئ دجلة). [الدر المنثور: 12/474] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال {فالتقمه الحوت} يقال له نجم وإنه لبث ثلاثا في جوفه وفي قوله {فلولا أنه كان من المسبحين} قال: كان كثير الصلاة في الرخاء فنجا {للبث في بطنه} قال: لصار له بطن الحوت قبرا {إلى يوم يبعثون} قال: إلى يوم القيامة، وفي قوله {فنبذناه بالعراء} قال: شط دجلة، ونينوى على شط دجلة مكث في بطنه أربعين يوما يتردد به في دجلة). [الدر المنثور: 12/474] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما {فنبذناه بالعراء} قال: ألقيناه بالساحل). [الدر المنثور: 12/474]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال: لما ذهب مغاضبا فكان في بطن الحوت قال من بطن الحوت: إلهي من البيوت أخرجتني ومن رؤوس الجبال أنزلتني وفي البلاد سيرتني وفي البحر قذفتني وفي بطن الحوت سجنتني فما تعرف مني عملا صالحا تروح به عني، قالت الملائكة عليهم السلام: ربنا صوت معروف من مكان غربة فقال لهم الرب: ذاك عبدي يونس قال الله {فلولا أنه كان من المسبحين (143) للبث في بطنه إلى يوم يبعثون} وكان في بطن الحوت أربعين يوما فنبذه الله {بالعراء وهو سقيم} وأنبت {عليه شجرة من يقطين} قال: اليقطين الدباء فاستظل بظلها وأكل من قرعها وشرب من أصلها ما شاء الله، ثم أن الله تعالى أيبسها وذهب ما كان فيها فحزن يونس عليه السلام فأوحى الله إليه: حزنت على شجرة أنبتها ثم أيبستها ولم تحزن على قومك حين جاءهم العذاب فصرف عنهم ثم ذهبت مغاضبا). [الدر المنثور: 12/475] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (146) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن حبيب بن أبي ثابتٍ قال: قيل لابن عبّاسٍ إنّ اليقطين القرع؟ قال: ما بال القرع أحق من البطيخ [الآية: 146]). [تفسير الثوري: 254]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وأنبتنا عليه شجرةً من يقطينٍ} يقول تعالى ذكره: وأنبتنا على يونس شجرةً من الشّجر الّتي لا تقوم على ساقٍ، وكلّ شجرةٍ لا تقوم على ساقٍ كالدّبّاء والبطّيخ والحنظل ونحو ذلك، فهي عند العرب يقطينٌ.
واختلف أهل التّأويل في ذلك، فقال بعضهم نحو الّذي قلنا في ذلك.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن القاسم بن أبي أيّوب، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله: {وأنبتنا عليه شجرةً من يقطينٍ} قال: هو كلّ شيءٍ ينبت على وجه الأرض ليس له ساقٌ.
- حدّثني مطر بن محمّدٍ الضّبّيّ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا الأصبغ بن زيدٍ، عن القاسم بن أبي أيّوب، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله: {وأنبتنا عليه شجرةً من يقطينٍ} قال: كلّ شيءٍ ينبت ثمّ يموت من عامه.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن حبيبٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: {شجرةً من يقطينٍ} فقالوا عنده: القرع؛ قال: وما يجعله أحقّ من البطّيخ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {شجرةً من يقطينٍ} قال: غير ذات أصلٍ من الدّبّاء، أو غيره من نحوه.
وقال آخرون: هو القرع.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وأنبتنا عليه شجرةً من يقطينٍ} قال: القرع.
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمونٍ، عن عبد اللّه، أنّه قال في هذه الآية: {وأنبتنا عليه شجرةً من يقطينٍ} قال: القرع.
- حدّثني مطر بن محمّدٍ الضّبّيّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن داود الواسطيّ، قال: حدّثنا شريكٌ، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمونٍ الأوديّ، في قوله: {وأنبتنا عليه شجرةً من يقطينٍ} قال: القرع.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وأنبتنا عليه شجرةً من يقطينٍ}: كنّا نحدّث أنّها الدّبّاء، هذا القرع الّذي رأيتم أنبتها اللّه عليه يأكل منها.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: حدّثني أبو صخرٍ، قال: حدّثني ابن قسيطٍ، أنّه سمع أبا هريرة، يقول: طرح بالعراء، فأنبت اللّه عليه يقطينةً، فقلنا: يا أبا هريرة وما اليقطينة؟ قال: الشّجرة الدّبّاء، هيّأ اللّه له أرويّةً وحشيّةً، تأكل من خشاش الأرض - أو هشاش - فتفشخ عليه فترويه من لبنها كلّ عشيّةٍ وبكرةٍ حتّى نبت وقال ابن أبي الصّلتٍ قبل الإسلام في ذلك بيتًا من شعرٍ:
فأنبت يقطينًا عليه برحمة = من اللّه لولا اللّه ألفي ضاحيا
- حدّثني يحيى بن طلحة اليربوعيّ، قال: حدّثنا فضيل بن عياضٍ، عن مغيرة، في قوله: {وأنبتنا عليه شجرةً من يقطينٍ} قال: القرع.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {شجرةً من يقطينٍ} قال: القرع.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ: أنبت اللّه عليه شجرةً من يقطينٍ؛ قال: فكان لا يتناول منها ورقةً فيأخذها إلاّ أروته لبنًا، أو قال: شرب منها ما شاء حتّى نبت.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن مفضّلٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {شجرةً من يقطينٍ} قال: هو القرع، والعرب تسمّيه الدّبّاء.
- حدّثنا عمرو بن عبد الحميد، قال: حدّثنا مروان بن معاوية، عن ورقاء، عن سعيد بن جبيرٍ، في قول اللّه: {وأنبتنا عليه شجرةً من يقطينٍ} قال: هو القرع.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وأنبتنا عليه شجرةً من يقطينٍ} قال: القرع.
وقال آخرون: كأنّ اليقطين شجرةٌ أظلّت يونس.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ثابت بن يزيد، عن هلال بن خبّابٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: اليقطين: شجرةٌ سمّاها اللّه يقطينًا أظلّته، وليس بالقرع قال: فيما ذكر أرسل اللّه عليه دابّة الأرض، فجعلت تقرض عروقها، وجعل ورقها يتساقط حتّى أفضت إليه الشّمس وشكاها، فقال: يا يونس جزعت من حرّ الشّمس، ولم تجزع لمائة ألفٍ أو يزيدون تابوا إليّ، فتبت عليهم؟). [جامع البيان: 19/633-636]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وأنبتنا عليه شجرة من يقطين قال يعني شجرة غير ذات أصل مثل الدباء ونحوه). [تفسير مجاهد: 545]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن لفظه حين لفظه في أصل يقطينة وهي الدباء فلفظه وهو كهيئة الصبي وكان يستظل بظلها وهيأ الله له أرواة من الوحش فكانت تروح عليه بكرة وعشية فتفشخ رجليها فيشرب من لبنها حتى نبت لحمه). [الدر المنثور: 12/466]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال: لما ذهب مغاضبا فكان في بطن الحوت قال من بطن الحوت: إلهي من البيوت أخرجتني ومن رؤوس الجبال أنزلتني وفي البلاد سيرتني وفي البحر قذفتني وفي بطن الحوت سجنتني فما تعرف مني عملا صالحا تروح به عني، قالت الملائكة عليهم السلام: ربنا صوت معروف من مكان غربة فقال لهم الرب: ذاك عبدي يونس قال الله {فلولا أنه كان من المسبحين (143) للبث في بطنه إلى يوم يبعثون} وكان في بطن الحوت أربعين يوما فنبذه الله {بالعراء وهو سقيم} وأنبت {عليه شجرة من يقطين} قال: اليقطين الدباء فاستظل بظلها وأكل من قرعها وشرب من أصلها ما شاء الله، ثم أن الله تعالى أيبسها وذهب ما كان فيها فحزن يونس عليه السلام فأوحى الله إليه: حزنت على شجرة أنبتها ثم أيبستها ولم تحزن على قومك حين جاءهم العذاب فصرف عنهم ثم ذهبت مغاضبا). [الدر المنثور: 12/475] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد، وعبد بن حميد وأبو الشيخ عن حميد بن هلال قال: كان يونس عليه السلام يدعو قومه فيأبون عليه فإذا خلا دعا الله لهم بالخير وقد بعثوا عليه عينا فلما أعيوه دعا الله عليهم فأتاهم عينهم فقال: ما كنتم صانعين فاصنعوا فقد أتاكم العذاب فقد دعا عليكم فانطلق ولا يشك أنه يسأتيهم العذاب فخرجوا قد ولهوا البهائم عن أولادها فخرجوا تائبين فرحمهم الله تعالى وجاء يونس عليه السلام ينظر بأي شيء أهلكها فإذا الأرض مسودة منهم بدون عذاب وذاك حين ذهب مغاضبا فركب مع قوم في سفينة فجعلت السفينة لا تنفذ ولا ترجع فقال بعضهم لبعض ماذا إلا لذنب بعضكم فاقترعوا أيكم نلقيه في الماء ونخلي وجهنا فاقترعوا فبقي سهم يونس عليه السلام في الشمال فقالوا: لا نفتدي من أصحابنا بنبي الله فقال يونس عليه السلام: ما يراد غيري فاقذفوني ولا تنكسوني ولكن صبوني على رجلي صبا ففعلوا وجاء الحوت شاحبا فاه فالتقمه فاتبعه حوت أكبر من ذلك ليلتقمهما فسبقه فكان يونس في بطن الحوت حتى رق العظم وذهب اللحم والبشر والشعر وكان سقيما فدعا بما دعا به فنبذ بالعراء وهو سقيم فأنبت الله {عليه شجرة من يقطين} فكان فيها غذاه حتى اشتد العظم ونبت اللحم والشعر والبشر فعاد كما كان فبعث الله عليها ريحا فيبست فبكى عليها فأوحى الله إليه يا يونس أتبكي على شجرة جعل الله لك فيها غذاء ولا تبكي على قومك أن يهلكوا). [الدر المنثور: 12/475-477]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: لما بعث الله يونس عليه السلام إلى قومه يدعوهم إلى الله وعبادته وأن يتركوا ما هم فيه أتاهم فدعاهم فأبوا عليه فرجع إلى ربه فقال: رب إن قومي قد أبوا علي وكذبوني قال: فأرجع إليهم فإن هم آمنوا وصدقوا وإلا فأخبرهم إن العذاب مصبحهم غدوة فأتاهم فدعاهم فأبوا عليه قال: فإن العذاب مصبحكم غدوة ثم تولى عنهم فقال القوم بعضهم لبعض والله ما جربنا عليه من كذب منذ كان فينا فانظروا صاحبكم فإن بات فيكم الليلة ولم يخرج من قريتكم ولم يبت فيها فاعلموا أن العذاب مصبحكم حتى إذا كان في جوف الليل أخذ مخلاة فجعل فيها طعيما له ثم خرج فلما رأوه فرقوا بين كل والدة وولدها من بهيمة أو إنسان ثم عجوا إلى الله مؤمنين ومصدقين بيونس عليه السلام وبما جاء به فلما رأى الله ذلك منهم بعد ما كان قد غشيهم العذاب كما يغشى القبر بالثوب كشفه عنهم ومكث ينظر ما أصابهم من العذاب فلما أصبح رأى القوم يخرجون لم يصبهم شيء من العذاب قال: لا والله لا آتيهم وقد جربوا علي كذبة فخرج فذهب مغاضبا لربه فوجد قوما يركبون في سفينة فركب معهم فلما جنحت بهم السفينة تكفت ووقفت فقال القوم: إن فيكم لرجلا عظيم الذنب فاستهموا لا تغرقوا جميعا فاستهم القوم فسهمهم يونس عليه السلام قال القوم: لا نلقي فيه نبي الله اختلطت سهامكم فأعيدوها فأسهموا فسهمهم يونس فلما رأى يونس عليه السلام ذلك قال للقوم: فألقوني لا تغرقوا جميعا فألقوه فوكل الله تعالى به حوتا فالتقمه لا يكسر له عظما ولا يأكل له لحما فهبط به الحوت إلى أسفل البحر فلما جنه الليلنادى في الظلمات ثلاث، ظلمة بطن الحوت وظلمة الليل وظلمة البحر (أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) (الأنبياء 87) فأوحى الله إلى الحوت: أن ألقيه في البر فارتفع الحوت فألقاه في البر لا شعر له ولا جلد ولا ظفر فلما طلعت عليه الشمس أذاه حرها فدعا الله فأنبتت {عليه شجرة من يقطين} وهي الدباء). [الدر المنثور: 12/477-478]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال: لما ألقي يونس عليه السلام في بطن الحوت طاف في البحور كلها سبعة أيام ثم انتهى به إلى شط دجلة فقذفه على شط دجلة فأنبت الله {عليه شجرة من يقطين} قال من نبات البرية فأرسله {إلى مائة ألف أو يزيدون} قال: يزيدون بسبعين ألفا وقد كان أظلهم العذاب ففرقوا بين كل ذات رحم ورحمها من الناس والبهائم ثم عجوا إلى الله فصرف عنهم العذاب ومطرت السماء دما). [الدر المنثور: 12/478-479]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق وأحمد في الزهد، وعبد بن حميد عن وهب قال: أمر الحوت أن لا يضره ولا يكلمه، قال الله {فلولا أنه كان من المسبحين} قال: من العابدين قبل ذلك فذكر بعبادته فلما خرج من البحر نام نومة فأنبت الله {عليه شجرة من يقطين} وهي الدباء فأظلته فبلغت في يومها فرآها قد أظلته ورأى خضرتها فأعجبته ثم نام نومة فاستيقظ فإذا هي قد يبست فجعل يحزن عليها فقيل أنت الذي لم تخلق ولم تسق ولم تنبت تحزن عليها، وأنا الذي خلقت مائة ألف من الناس أو يزيدون ثم رحمتهم فشق عليك). [الدر المنثور: 12/479] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير من طريق ابن قسيط أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: طرح بالعراء فأنبت الله عليه يقطينة فقلنا يا أبا هريرة: ما اليقطينة قال: شجرة الدباء، هيأ الله تعالى له أروية وحشية تأكل من خشاش الأرض فتفشخ عليه فترويه من لبنها كل عشية وبكرة، حتى نبت وقال ابن أبي الصلت قبل الإسلام في ذلك بيتا من شعر:
فأنبت يقطينا عليه برحمة * من الله لولا الله ألفى ضاحيا). [الدر المنثور: 12/479-480]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وأنبتنا عليه شجرة من يقطين} قال: القرع). [الدر المنثور: 12/480]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله {شجرة من يقطين} قال: القرع). [الدر المنثور: 12/480]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال: كنا نحدث أنها الدباء هذا القرع الذي رأيتم أنبتها الله عليه يأكل منها). [الدر المنثور: 12/480]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {شجرة من يقطين} قال: القرع). [الدر المنثور: 12/480]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن عكرمة وسعيد بن جبير في قوله {شجرة من يقطين} قالا: هي الدباء). [الدر المنثور: 12/480-481]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الديلمي عن الحسن بن علي رفعه كلوا اليقطين فلو علم الله عز وجل شجرة أخف منها لأنبتها على يونس عليه السلام وإذا اتخذ أحدكم مرقا فليكثر فيه من الدباء فإنه يزيد في الدماغ وفي العقل). [الدر المنثور: 12/481]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه قال: أنبت الله شجرة من يقطين وكان لا يتناول منها ورقة فيأخذها إلا أروته لبنا، أو قال: يشرب منها ما شاء حتى نبت). [الدر المنثور: 12/481]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {وأنبتنا عليه شجرة من يقطين} قال: غير ذات أصل من الدباء أو غيره من شجرة ليس لها ساق). [الدر المنثور: 12/481]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما {وأنبتنا عليه شجرة من يقطين} قال: كل شيء نبت ثم يموت من عامه). [الدر المنثور: 12/481]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر من طريق سعيد بن جبير رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما بال البطيخ من القرع هو كل شيء يذهب على وجه الأرض). [الدر المنثور: 12/482]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: كل شجرة لا ساق لها فهي من اليقطين والذي يكون على وجه الأرض من البطيخ والقثاء). [الدر المنثور: 12/482]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه أنه سئل عن اليقطين أهو القرع قال: لا، ولكنها شجرة سماها الله اليقطين أظلته). [الدر المنثور: 12/482]

تفسير قوله تعالى: (وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن منصورٍ عن الحاكم بن عبد اللّه الأزور النّصريّ عن مولى لابن عباس عن ابن عباس في قوله: {وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون} قال: كانوا مائة ألفٍ قال بعضهم: بل كانوا يزيدون [الآية: 147]). [تفسير الثوري: 254-255]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا عليّ بن حجرٍ، قال: أخبرنا الوليد بن مسلمٍ، عن زهير بن محمّدٍ، عن رجلٍ، عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: سألت رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم عن قول الله تعالى: {وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون} قال: عشرون ألفًا.
هذا حديثٌ غريبٌ). [سنن الترمذي: 5/218]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون (147) فآمنوا فمتّعناهم إلى حينٍ (148) فاستفتهم ألربّك البنات ولهم البنون}.
يقول تعالى ذكره: فأرسلنا يونس إلى مائة ألفٍ من النّاس، أو يزيدون على مائة ألفٍ وذكر عن ابن عبّاسٍ أنّه كان يقول: معنى قوله: {أو يزيدون}: بل يزيدون.
ذكر الرّواية بذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا مؤمّلٌ، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن سالم بن أبي الجعد، عن الحكم بن عبد اللّه بن الأزور، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون} قال: بل يزيدون، كانوا مائة ألفٍ وثلاثين ألفًا.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يعقوب، عن جعفرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله: {مائة ألفٍ أو يزيدون} قال: يزيدون سبعين ألفًا، وقد كان العذاب أرسل عليهم، فلمّا فرّقوا بين النّساء وأولادها، والبهائم وأولادها، وعجّوا إلى اللّه، كشف عنهم العذاب، وأمطرت السّماء دمًا.
- حدّثني محمّد بن عبد الرّحيم البرقيّ، قال: حدّثنا عمرو بن أبي سلمة، قال: سمعت زهيرًا، عمّن سمع أبا العالية، قال: حدّثني أبيّ بن كعبٍ، أنّه سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن قوله: {وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون} قال: يزيدون عشرين ألفًا.
وكان بعض أهل العربيّة من أهل البصرة يقول في ذلك: معناه إلى مائة ألفٍ أو كانوا يزيدون عندكم، يقول: كذلك كانوا عندكم.
وإنّما عنى بقوله: {وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون} أنّه أرسله إلى قومه الّذين وعدهم العذاب، فلمّا أظلّهم تابوا، فكشف اللّه عنهم وقيل: إنّهم أهل نينوى.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون} أرسل إلى أهل نينوى من أرض الموصل قال: قال الحسن: بعثه اللّه قبل أن يصيبه ما أصابه {فآمنوا فمتّعناهم إلى حينٍ}.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {إلى مائة ألفٍ أو يزيدون} قال: قوم يونس الّذين أرسل إليهم قبل أن يلتقمه الحوت.
وقيل: إنّ يونس أرسل إلى أهل نينوى بعدما نبذه الحوت بالعراء.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: سمعت أبا هلالٍ محمّد بن سليمٍ، قال: حدّثنا شهر بن حوشبٍ، قال: أتاه جبرائيل، يعني يونس، وقال: انطلق إلى أهل نينوى فأنذرهم أنّ العذاب قد حضرهم؛ قال: ألتمس دابّةً؛ قال: الأمر أعجل من ذلك، قال: ألتمس حذاءً، قال: الأمر أعجل من ذلك، قال: فغضب فانطلق إلى السّفينة فركب؛ فلمّا ركب احتبست السّفينة لا تقدّم ولا تؤخّر؛ قال: فتساهموا، قال: فسهم، فجاء الحوت يبصبص بذنبه، فنودي الحوت: أيا حوت إنّا لم نجعل يونس لك رزقًا، إنّما جعلناك له حرزًا ومسجدًا؛ قال: فالتقمه الحوت، فانطلق به من ذلك المكان حتّى مرّ به على الأيلة، ثمّ انطلق به حتّى مرّ به على دجلة، ثمّ انطلق به حتّى ألقاه في نينوى.
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا أبو هلالٍ، قال: حدّثنا شهر بن حوشبٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: إنّما كانت رسالة يونس بعدما نبذه الحوت). [جامع البيان: 19/636-639]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون يعني قوم يونس الذين أرسل إليهم قبل أن يلتقمه الحوت). [تفسير مجاهد: 546]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ت) (أبي بن كعب - رضي الله عنه -): قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: {وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون} [الصافات:147] قال: «يزيدون عشرين ألفاً» أخرجه الترمذي). [جامع الأصول: 2/334]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال: لما ألقي يونس عليه السلام في بطن الحوت طاف في البحور كلها سبعة أيام ثم انتهى به إلى شط دجلة فقذفه على شط دجلة فأنبت الله {عليه شجرة من يقطين} قال من نبات البرية فأرسله {إلى مائة ألف أو يزيدون} قال: يزيدون بسبعين ألفا وقد كان أظلهم العذاب ففرقوا بين كل ذات رحم ورحمها من الناس والبهائم ثم عجوا إلى الله فصرف عنهم العذاب ومطرت السماء دما). [الدر المنثور: 12/478-479] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وأرسلناه} قبل أن يلتقمه الحوت). [الدر المنثور: 12/482]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الحسن وقتادة في قوله {وأرسلناه} قالا بعثه الله تعالى قبل أن يصيبه ما أصابه أرسل إلى أهل نينوى من أرض الموصل). [الدر المنثور: 12/482]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إنما كانت رسالة يونس عليه السلام بعدما نبذه الحوت ثم تلا: {فنبذناه بالعراء} إلى قوله {وأرسلناه إلى مائة ألف} ). [الدر المنثور: 12/482-483]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الترمذي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله {وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون} قال: يزيدون عشرين ألفا). [الدر المنثور: 12/483]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {أو يزيدون} قال: يزيدون ثلاثين ألفا). [الدر المنثور: 12/483]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن أبي الدنيا في كتاب العقوبات، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {أو يزيدون} قال: يزيدون بضعة وثلاثين ألفا). [الدر المنثور: 12/483]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {إلى مائة ألف أو يزيدون} قال: كانوا مائة ألف وبضعة وأربعين ألفا). [الدر المنثور: 12/483]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله {مائة ألف أو يزيدون} قال: يزيدون بسبعين ألفا). [الدر المنثور: 12/483]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن نوف في قوله {مائة ألف أو يزيدون} قال: كانت زيادتهم سبعين). [الدر المنثور: 12/484]

تفسير قوله تعالى: (فَآَمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (148) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى فمتعناهم إلى حين قال إلى موت). [تفسير عبد الرزاق: 2/157]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فآمنوا} يقول: فوحّدوا اللّه الّذي أرسل إليهم يونس، وصدّقوا بحقيقة ما جاءهم به يونس من عند اللّه.
وقوله: {فمتّعناهم إلى حينٍ} يقول: فأخّرنا عنهم العذاب، ومتّعناهم إلى حينٍ بحياتهم إلى بلوغ آجالهم من الموت.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {فمتّعناهم إلى حينٍ}: الموت.
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {فمتّعناهم إلى حينٍ} قال: الموت). [جامع البيان: 19/639-640]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فآمنوا فمتعناهم إلى حين} قال: الموت). [الدر المنثور: 12/484]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 08:11 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) }

تفسير قوله تعالى:{إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إذ أبق إلى الفلك المشحون {140}} [الصافات: 140] الموقّر بأهله، فرّ من قومه إلى الفلك، وكان فيما عهد يونس إلى قومه أنّهم إن لم يؤمنوا أتاهم العذاب، وجعل العلم بينه وبين قومه أن يخرج من بين
[تفسير القرآن العظيم: 2/841]
أظهرهم، وأن يفقدوه، فخرج مغاضبًا لقومه، مكايدًا لدين ربّه، ولم يجز ذلك له عند اللّه في تفسير الحسن.
وقال: فخرج حتّى ركب السّفينة، فلمّا ركبها قامت فلم تسر، قال أهل السّفينة: إنّ فيكم لمذنبًا، قال: فتساهموا، فقرع يونس، وهو قوله: {فساهم فكان من المدحضين} [الصافات: 141] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/842]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {الفلك المشحون...}
السّفينة إذا جهزّت , وملئت : وقع عليها هذا الاسم.
والفلك يذكّر , ويؤنّث , ويذهب بها إلى الجمع؛ قال الله : {حتّى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم} , فجعلها جمعاً.
هو بمنزلة الطفل يكون واحداً وجمعاً، والضيف والبشر مثله.). [معاني القرآن: 2/393]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ إذ أبق إلى الفلك المشحون}: فزع إلى الفلك.). [مجاز القرآن: 2/174]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إلى الفلك المشحون}: أي : السفينة المملوءة.). [تفسير غريب القرآن: 374]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقالوا في قوله: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا}: إنه غاضب قومه! استيحاشا من أن يكون مع تأييد الله وعصمته وتوفيقه وتطهيره، يخرج مغاضبّا لربّه. ولم يذهب مغاضبا لربّه ولا لقومه، لأنّه بعث إليهم فدعاهم برهة من الدّهر فلم يستجيبوا، ووعدهم عن الله فلم يرغبوا، وحذّرهم بأسه فلم يرهبوا، وأعلمهم أنّ العذاب نازل عليهم لوقت ذكره لهم، ثم إن اعتزلهم ينتظر هلكتهم. فلما حضر الوقت أو قرب فكّر القوم واعتبروا، فتابوا إلى الله وأنابوا، وخرجوا بالمراضيع وأطفالها يجأرون ويتضرّعون، فكشف الله تعالى عنهم العذاب، ومتّعهم إلى حين.
فإن كان نبي الله، صلّى الله عليه وسلم، ذهب مغاضبا على قومه قبل أن يؤمنوا، فإنما راغم من استحق في الله أن يراغم، وهجر من وجب أن يهجر، واعتزل من علم أن قد حقّت عليه كلمة العذاب. فبأيّ ذنب عوقب بالتهام الحوت، والحبس في الظّلمات، والغمّ الطويل؟.
وما الأمر الذي ألام فيه فنعاه الله عليه إذ يقول: {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ} والمليم: الذي أجرم جرما استوجب به الّلوم.
ولم أخرجه من أولي العزم من الرّسل، حين يقول لنبيه، صلّى الله عليه وسلم: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ}.
وإن كان الغضب عليهم بعد أن آمنوا، فهذا أغلظ مما أنكروا، وأفحش مما استقبحوا، كيف يجوز أن يغضب على قومه حين آمنوا، ولذلك انتخب وبه بعث، وإليه دعا؟!.
وما الفرق بين عدو الله ووليّه إن كان وليّه يغضب من إيمان مائة ألف أو يزيدون؟.
والقول في هذا أنّ المغاضبة: المفاعلة من الغضب، والمفاعلة تكون من اثنين، تقول: غاضبت فلانا مغاضبة وتغاضبنا: إذا غضب كلّ واحد منكما على صاحبه، كما تقول: ضاربته مضاربة، وقاتلته مقاتلة، وتضاربنا وتقاتلنا.
وقد تكون المفاعلة من واحد، فنقول: غاضبت من كذا: أي غضبت، كما تقول:
سافرت وناولت، وعاطيت الرّجل، وشارفت الموضع، وجاوزت، وضاعفت، وظاهرت، وعاقبت.
ومعنى المغاضبة هاهنا: الأنفة؛ لأن الأنف من الشيء يغضب، فتسمّى الأنفة غضبا، والغضب أنفة، إذا كان كل واحد بسبب من الآخر، تقول: غضبت لك من كذا، وأنت تريد أنفت، قال الشاعر:
غضبت لكم أن تساموا اللّفاء=بشجناء من رحم توصل
يروى مرة: (أنفت لكم)، ومرة: (غضبت لكم)؛ لأنّ المعنيين متقاربان.
وكذلك (العبد) أصله: الغضب. ثم قد تسمّى الأنفة عبدا.
وقال الشاعر:
=وأعبد أن تهجى تميم بدارم
يريد: آنف.
وحكى أبو عبيد، عن أبي عمرو، أنه قال في قوله تعالى: {فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ}: هو من الغضب والأنفة. ففسّر الحرف بالمعنيين لتقاربهما.
فكأنّ نبيّ الله، صلّى الله عليه وسلم، لمّا أخبرهم عن الله أنّه منزل العذاب عليهم لأجل، ثم بلغه بعد مضيّ الأجل أنّه لم يأتهم ما وعدهم- خشي أن ينسب إلى الكذب ويعيّر به، ويحقّق عليه، لاسيّما ولم تكن قرية آمنت عند حضور العذاب فنفعها إيمانها غير قومه، فدخلته الأنفة والحميّة، وكان مغيظا بطول ما عاناه من تكذيبهم وهزئهم وأذاهم واستخفافهم بأمر الله، مشتهيا لأن ينزل بأس الله بهم. هذا إلى ضيق صدره، وقلّة صبره على ما صبر على مثله أولوا العزم من الرّسل.
وقد روي في الحديث أنه كان ضيّق الصدر، فلما حمّل أعباء النّبوّة تفسّخ تحتها تفسّخ الرّبع تحت الحمل الثّقيل، فمضى على وجهه مضيّ الآبق النّادّ.
يقول الله سبحانه: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ}.
{فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ} أي: لن نضيّق عليه، وأنّا نخلّيه ونهمله.
والعرب تقول: فلان مقدّر عليه في الرزق، ومقتّر عليه، بمعنى واحد، أي مضيّق عليه. ومنه قوله تعالى: {وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ}. وقدر- بالتخفيف والتثقيل-
قال أبو عمرو بن العلاء: قتر وقتّر وقدر وقدّر، بمعنى واحد، أي ضيّق. فعاقبه الله عن حميّته وأنفته وإباقته، وكراهيته العفو عن قومه، وقبول إنابتهم- بالحبس له، والتّضييق عليه في بطن الحوت.
وفي رواية أبي صالح: ((أن ملكا من ملوك بني إسرائيل كان أمره بالمسير إلى نينوى ليدعو أهلها بأمر شعياء النبي صلّى الله عليه وسلم، فأنف من أن يكون ذهابه إليهم بأمر أحد غير الله تعالى، فخرج مغاضبا للملك، فعاقبه الله بالتقام الحوت)).
قال: ((فلما قذفه الحوت بعثه الله إلى قومه فدعاهم. وأقام بينهم حتى آمنوا))). [تأويل مشكل القرآن: 405-409] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إذ أبق إلى الفلك المشحون (140)}
(أبق): هرب إلى الفلك المشحون، والمشحون: المملوء.). [معاني القرآن: 4/312]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإن يونس لمن المرسلين إذ ابق إلى الفلك المشحون}: أي: هرب.
قال طاووس : لما ركب السفينة , ركدت , فقالوا: إن فيها رجلا مشئوما , فقارعوه , فوقعت القرعة عليه ثلاث مرات, فرموا به , فالتقمه الحوت.). [معاني القرآن: 6/56-57]

تفسير قوله تعالى:{فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {فساهم فكان من المدحضين} [الصافات: 141] من المقروعين.
وقال مجاهدٌ: المسهومين). [تفسير القرآن العظيم: 2/842]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {المدحضين...}
المغلوبين.
يقال: أدحض الله حجّتك , فدحضت, وهو في الأصل : أن يزلق الرّجل.). [معاني القرآن: 2/393]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ فساهم فكان من المدحضين }
تقول العرب: أدحض الله حجته , أي: أبطلها , والدحض : الماء والزلق , قال ذو الإصبع:
لبئس المرء في شيء= من الأمرار والنقض
غدواً ورواحاً و= هو في مزلقةٍ دحض.). [مجاز القرآن: 2/174]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({المدحضين}: يقال أدحض الله حجته أي أبطلها. والدحض الماء والزلق). [غريب القرآن وتفسيره: 319]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فساهم}: أي: فقارع، {فكان من المدحضين}: أي: من المقروعين. يقال: أدحض اللّه حجته فدحضت، أي أزالها فزالت. وأصل الدحض: الزلق.
وقال ابن عيينة: فساهم: أي قامر.
{فكان من المدحضين} :أي :المقمورين.). [تفسير غريب القرآن: 374]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فساهم فكان من المدحضين (141)}
{فساهم}: قارع، و {المدحضين}: المغلوبين.
لما صار يونس في السفينة , فلم تسر , فقارعه أهل السفينة، ووقعت عليه القرعة , فخرج منها , وألقى نفسه في البحر.). [معاني القرآن: 4/313]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فساهم فكان من المدحضين}
قال مجاهد : (فكان من المدحضين , أي: من المسهومين) .
قال أبو جعفر : أصل أدحضته :أزلقته .
وقال ابن عيينة : أي : من المقمورين.). [معاني القرآن: 6/57]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مِنْ الْمُدْحَضِينَ}: أي : من المقروعين , وقيل: من المقمورين.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 207]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الْمُدْحَضِ): يطلب حجة). [العمدة في غريب القرآن: 256]

تفسير قوله تعالى: {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (فأوحى اللّه إلى الحوت {فالتقمه} [الصافات: 142] هذا تفسير الحسن.
قال يحيى: بلغنا واللّه أعلم أنّ يونس دعا قومه زمانًا إلى اللّه، فلمّا طال ذلك وأبوا أوحى اللّه إليه أنّ العذاب يأتيهم يوم كذا وكذا، فلمّا دنا الوقت تنحّى عنهم فلمّا كان قبل الوقت بيومٍ جاء فجعل يطوف بالمدينة وهو يبكي ويقول: غدًا يأتيكم العذاب، فسمعه رجلٌ منهم، فانطلق إلى الملك، فأخبره أنّه سمع يونس يبكي ويقول: غدًا يأتيكم العذاب، فلمّا سمع ذلك
الملك دعا قومه فأخبرهم بذلك وقال: إن كان هذا حقًّا فسيأتيكم العذاب غدًا، فاجتمعوا حتّى ننظر في أمرنا، فاجتمعوا.
فخرجوا من المدينة من الغد فنظروا فإذا بظلمةٍ وريحٍ شديدةٍ وقد أقبلت نحوهم فعلموا أنّه الحقّ، ففرّقوا بين الصّبيان وبين أمّهاتهم، وبين البهائم وبين أمّهاتها، ولبسوا الشّعر، وجعلوا التّراب والرّماد على رءوسهم تواضعًا للّه وتضرّعوا إليه، وبكوا، وآمنوا، فصرف اللّه عنهم العذاب، واشترط بعضهم على بعضٍ ألا يكذب أحدٌ كذبةً إلا قطعوا لسانه، وجاء يونس من الغد،
فنظر فإذا المدينة على حالها، وإذا النّاس داخلون وخارجون، فقال: أمرني ربّي أن أخبر قومي أنّ العذاب يأتيهم فلم يأتهم، فكيف ألقاهم؟ فانطلق حتّى انتهى إلى ساحل البحر، فإذا بسفينةٍ في البحر، فأشار إليهم، فأتوه، فحملوه ولا يعرفونه، فانطلق إلى ناحيةٍ من السّفينة، فتقنّع ورقد، فما مضوا إلا قليلا حتّى جاءتهم ريحٌ كادت السّفينة تغرق فاجتمع أهل السّفينة
ودعوا اللّه ثمّ قالوا: أيقظوا الرّجل يدعو اللّه معنا، ففعلوا، فرفع اللّه عنهم تلك الرّيح، ثمّ انطلق إلى مكانه فرقد، فجاءت ريحٌ كادت السّفينة تغرق، فأيقظوه ودعوا اللّه، فارتفعت فتفكّر العبد الصّالح فقال:
[تفسير القرآن العظيم: 2/842]
هذا من خطيئتي أو قال: من ذنبي أو كما قال.
فقال لأهل السّفينة: شدّوني وثاقًا وألقوني في البحر فقالوا: ما كنّا لنفعل وحالك حالك، ولكن نقترع فمن أصابته القرعة ألقيناه في البحر، وقال بعضهم: لمّا ركدت السّفينة فلم تسر، لفّ نفسه في كسائه وأراد أن يطرح نفسه في البحر فقالوا: لا، ولكنّا نقترع، فمن أصابته القرعة ألقيناه في البحر، فاقترعوا، فأصابته القرعة فقال: قد أخبرتكم، فقالوا: ما كنّا
لنفعل، ولكن اقترعوا، فاقترعوا الثّانية فأصابته القرعة، ثمّ اقترعوا الثّالثة، فأصابته القرعة، وهو قول اللّه: {فساهم فكان من المدحضين} [الصافات: 141]، أي: من المقروعين.
وقال مجاهدٌ: من المسهومين، أي: وقع السّهم عليه.
فانطلق إلى صدر السّفينة ليلقي نفسه في البحر، فإذا هو بحوتٍ فاتحٍ فاه، فانطلق إلى ذنب السّفينة، فإذا هو بالحوت فاتحًا فاه، ثمّ جاء إلى جنب السّفينة، فإذا هو بالحوت فاتحًا فاه، ثمّ جاء إلى الجنب الآخر فإذا هو بالحوت فاتحًا فاه، فلمّا رأى ذلك ألقى نفسه فالتقمه الحوت، فأوحى اللّه إلى الحوت: لا تأكل عليه ولا تشرب، وقال: إنّي لم أجعله لك رزقًا ولكنّي جعلت بطنك
له سجنًا، فمكث في بطن الحوت أربعين ليلةً {فنادى في الظّلمات} [الأنبياء: 87] كما قال اللّه: {أن لا إله إلا أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين} [الأنبياء: 87].
قال اللّه: {فاستجبنا له ونجّيناه من الغمّ} [الأنبياء: 88] والظّلمات: ظلمة اللّيل، وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت.
قال: {وكذلك ننجي المؤمنين} [الأنبياء: 88].
فأوحى اللّه إلى الحوت أن يلقيه إلى البرّ). [تفسير القرآن العظيم: 2/843]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وهو مليمٌ} [الصافات: 142] مذنبٌ، في تفسير مجاهدٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/844]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وهو مليمٌ...}
وهو الذي قد اكتسب اللوم , وإن لم يلم, والملوم : الذي قد ليم باللسان.
وهو مثل قول العرب: أصبحت محمقاً معطشاً , أي: عندك الحمق والعطش, وهو كثير في الكلام.). [معاني القرآن: 2/393]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وهو مليمٌ }
تقول العرب: ألام فلان في أمره وذلك إذا أتى أمراً يلام عليه ,قال لبيد بن ربيعة:
سفهاً عذلت ولمت غير مليم= هداك قبل اليوم غير حكيم.).[مجاز القرآن: 2/174]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({مليم}: تقول العرب ألام فلان في أمره فهو مليم، وذلك إذا أتى أمرا يلام عليه). [غريب القرآن وتفسيره: 319]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وهو مليمٌ}:أي:مذنب. يقال: ألام الرجل، إذا أذنب ذنبا يلام عليه). [تفسير غريب القرآن: 374]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ} والمليم: الذي أجرم جرما استوجب به الّلوم). [تأويل مشكل القرآن: 405] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فالتقمه الحوت وهو مليم (142)}
وهو السمكة، ولما خرج من السفينة,سارت.
{وهو مليم}: قد أتى بما يلام عليه، يقال: قد ألام الرجل فهو مليم، إذا أتى ما يجب أن يلام عليه.).[معاني القرآن: 4/313]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {فالتقمه الحوت وهو مليم}
قال قتادة :(أي مسيء).
قال أبو جعفر :يقال ألام الرجل إذا جاب ما يلام عليه.).[معاني القرآن: 6/57-58]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُلِيمٌ}: مذنب .
يقال: ألام الرجل: إذا أذنب ذنباً يلام عليه.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 207]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مُلِيمٌ}: أي : ما يلام.). [العمدة في غريب القرآن: 256]

تفسير قوله تعالى: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فلولا} [الصافات: 143]، يعني: فلوما.
{أنّه كان من المسبّحين} [الصافات: 143] يقول من المصلّين، وهو تفسير السّدّيّ). [تفسير القرآن العظيم: 2/844]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (أبو أميّة، عن الحسن، قال: {فلولا أنّه كان من المسبّحين} [الصافات: 143] قال: أما واللّه ما هو بالمسبّح قبل ذلك، ولكنّه لمّا التقمه الحوت أنشأ يقول: سبحان اللّه، سبحان اللّه ويدعو اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/845]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فلولا أنّه كان من المسبّحين}: يقال: من المصلين.). [تفسير غريب القرآن: 374]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (فإذا رأيت للولا جوابا فليست بهذا المعنى، كقوله: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}، فهذه (لولا) التي تكون لأمر لا يقع لوقوع غيره). [تأويل مشكل القرآن: 541]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فلولا أنّه كان من المسبّحين (143)}: من المصلّين.). [معاني القرآن: 4/313]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون}
روى أبو رزين , عن ابن عباس : {من المسبحين }, قال: (من المصلين).). [معاني القرآن: 6/58]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مِنْ الْمُسَبِّحِينَ}: أي: من المصلين.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 207]

تفسير قوله تعالى: {لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {للبث في بطنه إلى يوم يبعثون} [الصافات: 144]
حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: فلولا أنّه كان من المصلّين في الرّخاء قبل ذلك، قال: ويقال: إنّ العمل الصّالح يقي الرّجل مصارع السّوء.
[تفسير القرآن العظيم: 2/844]
- حدّثنا نعيم بن يحيى، عن عاصمٍ الأحول، عن أبي عثمان النّهديّ، عن سلمان الفارسيّ قال: من سرّه أن يستجاب له في الضّرّاء، فليكثر الدّعاء، التّسبيح، في السّرّاء). [تفسير القرآن العظيم: 2/845]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وقوله: {للبث في بطنه إلى يوم يبعثون} [الصافات: 144] لكان بطن الحوت له قبرًا إلى يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 2/845]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {للبث في بطنه إلى يوم يبعثون (144)}
جاء في التفسير : أنه لبث أربعين يوما، وقال الحسن : لم يلبث إلا قليلا , وأخرج من بطنه بعيد الوقت الذي ألتقم فيه.). [معاني القرآن: 4/313]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال: {للبث في بطنه إلى يوم يبعثون}
قال مجاهد : أي: في بطن الحوت.). [معاني القرآن: 6/58]

تفسير قوله تعالى:{فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {فنبذناه بالعراء وهو سقيمٌ} [الصافات: 145] وهو ضعيفٌ مثل الصّبيّ، فأصابته حرارة الشّمس، فأنبت اللّه عليه {شجرةً من يقطينٍ} [الصافات: 146] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/843]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فنبذناه بالعراء وهو سقيمٌ} [الصافات: 145] قد فسّرناه قبل هذا). [تفسير القرآن العظيم: 2/845]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فنبذناه بالعراء }
تقول العرب: نبذته بالعراء , أي : الأرض الفضاء , قال الخزاعي:
رفّعت رجلاً لا أخاف عثارها= ونبذت بالبلد العراء ثيابي
البلد العراء الذي لا يواره شيء من شجر , ولا من غيره.). [مجاز القرآن: 2/175]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ((نبذناه بالعراء): ألقيناه بالفناء، والساحة أيضا الفناء). [غريب القرآن وتفسيره: 320]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فنبذناه} ألقيناه {بالعراء} , وهي: الأرض التي لا يتواري فيها بشجر , ولا غيره. وكأنه من عرى الشيء.). [تفسير غريب القرآن: 374]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فنبذناه بالعراء وهو سقيم (145)}
يعني بالمكان الخالي، والعراء على وجهين، مقصور وممدود.
فالمقصور الناحية، والعزاء ممدود المكان الخالي.
قال أبو عبيدة وغيره: إنما قيل له العراء لأنه لا شجر فيه، ولا شيء يغطيه، وقيل: إن العراء : وجه الأرض, ومعناه: وجه الأرض الخالي، وأنشدوا:
ورفعت رجلا لا أخاف عثارها= ونبذت بالبلد العراء ثيابي). [معاني القرآن: 4/313]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {فنبذناه بالعراء وهو سقيم}
قال يعقوب بن إسحاق , قال الفراء : العراء: المكان الخالي , ومنه قول الله جل وعز: {فنبذناه بالعراء وهو سقيم}
قال : وقال أبو عبيدة : العراء وجه الأرض , وأنشد لرجل من خزاعة:
رفعت رجلا لا أخاف عثارها = ونبذت بالبلد العراء ثيابي). [معاني القرآن: 6/59]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {فنبذناه بالعراء}: أي: تركناه بالصحراء.). [ياقوتة الصراط: 432]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء}: أي: ألقيناه بالأرض.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 207]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَنَبَذْنَاهُ}: ألقيناه {بِالْعَرَاء}: الموضع الواسع.). [العمدة في غريب القرآن: 257]

تفسير قوله تعالى:{وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (146)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {فنبذناه بالعراء وهو سقيمٌ} [الصافات: 145] وهو ضعيفٌ مثل الصّبيّ، فأصابته حرارة الشّمس، فأنبت اللّه عليه {شجرةً من يقطينٍ} [الصافات: 146] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/843] (م)
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({شجرةً من يقطينٍ} [الصافات: 146] وهي القرع، فأظلّته فنام فاستيقظ وقد يبست فحزن عليها، فأوحى اللّه إليه: أحزنت على هذه الشّجرة وأردت أن أهلك مائة ألفٍ من خلقي أو يزيدون؟ أي: بل يزيدون.
قال يحيى: بلغنا أنّهم كانوا عشرين ومائة ألفٍ، فعلم عند ذلك أنّه قد ابتلي، فانطلق فإذا هو بذودٍ من غنمٍ، فقال للرّاعي: اسقني لبنًا، فقال: ما هاهنا شاةٌ لها
[تفسير القرآن العظيم: 2/843]
لبنٌ، فأخذ شاةً منها فمسح بيده على ظهرها فدرّت، فشرب من لبنها، فقال له الرّاعي: من أنت يا عبد اللّه لتخبرني، قال: أنا يونس، فانطلق الرّاعي إلى قومه فبشّرهم به، فأخذوه وجاءوا معه إلى موضع الغنم، فلم
يجدوا يونس، فقالوا: إنّا قد شرطنا لربّنا ألا يكذب منّا أحدٌ إلا قطعنا لسانه، فتكلّمت الشّاة بإذن اللّه فقالت: قد شرب من لبني، وقالت شجرةٌ كان استظلّ تحتها: قد استظلّ بظلّي، فطلبوه، فأصابوه، فرجع إليهم فكان فيهم حتّى قبضه اللّه، وكانوا بمدينةٍ يقال لها: نينوى من أرض الموصل، وهي على دجلة.
- حدّثنا عثمان، أنّ ابن عبّاسٍ، قال: في دجلة ركب السّفينة، وفيها التقمه الحوت ثمّ أفضى به إلى البحر، فدار في البحر، ثمّ رجع إلى دجلة، ثمّ نبذه بالعراء، فأرسل إليهم بعد ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 2/844]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {مّن يقطينٍ...}
قيل عند ابن عباسٍ: هو ورق القرع؟, فقال: (وما جعل ورق القرع من بين الشجر يقطيناً! كل ورقةٍ اتسعت , وسترت فهي يقطين).).. [معاني القرآن: 2/393]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({شجرةً مّن يقطينٍ }: كل شجرة لا تقوم على ساق ؛ فهي يقطين نحو: الدبا , والحنظل, والبطييخ.). [مجاز القرآن: 2/175]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({يقطين}: كل شجرة منبطحة لا تقوم على ساق فهي يقطينة، والجمع يقطين نحو الدباء والحنظل والبطيخ). [غريب القرآن وتفسيره: 320]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( و(اليقطين): الشجر الذي لا يقوم على ساق, مثل : القرع , والحنظل, والبطيخ. وهو: يفعيل.). [تفسير غريب القرآن: 375]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وأنبتنا عليه شجرة من يقطين (146)}
كل شجرة لا تنبت على ساق، وإنّما تمتد على وجه الأرض , نحو : القرع , والبطيخ, والحنظل, فهو يقطين.
وأحسب اشتقاقها من قطن بالمكان إذا أقام به، فهذا الشجر كله على وجه الأرض، فلذلك قيل: يقطين.). [معاني القرآن: 4/314]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وأنبتنا عليه شجرة من يقطين}
روى عمرو بن ميمون, عن ابن مسعود قال: (هي القرع).
وقال مجاهد : (هي كل شجرة على وجه الأرض لا ساق لها).
قال أبو جعفر : هذا الذي قاله مجاهد هو الذي تعرفه العرب يقع للقرع , والحنظل , والبطيخ , والكل ما لم يكن على ساق , وكأن اشتقاقه من قطن بالمكان , أي: أقام به , وأنشد سيبويه:
= قواطنا مكة من ورق الحمي= ). [معاني القرآن: 6/59-60]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : (و(اليَقْطِينٍ) يقال: إنه شجرة الدباء، ويقال: إنها شجرة غيرها.). [ياقوتة الصراط: 432-433]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (اليَقْطِين): الشجر الذي لا يقوم على ساق, مثل :القرع , والحنظل , والبطيخ.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 207]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَقْطِينٍ}: كل شجرة لا تقوم علي ساق , وتنبت على وجه الأرض , مثل القرع , والقثاء, والبطيخ.). [العمدة في غريب القرآن: 257]

تفسير قوله تعالى:{وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون} [الصافات: 147] بل يزيدون، وهو تفسير السّدّيّ.
قال الحسن: فأعاد اللّه له الرّسالة، فآمنوا عن آخرهم، لم يشذّ منهم أحدٌ.
وقال ابن مجاهدٍ، عن أبيه: {وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون} [الصافات: 147] قبل أن يلتقمه الحوت). [تفسير القرآن العظيم: 2/844]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون {147}} [الصافات: 147] بل يزيدون، وهو تفسير السّدّيّ، وقد فسّرناه قبل هذا). [تفسير القرآن العظيم: 2/845]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون...}
أو ها هنا في معنى بل, كذلك في التفسير مع صحّته في العربيّة.). [معاني القرآن: 2/393]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ إلى مائة ألفٍ أو يزيدون }: أو ها هنا ليس بشك , وهي في موضع آخر :{بل يزيدون }, وفي القرآن : {قالوا ساحرٌ أو مجنون}: ليس بشك , وقد قالوهما جميعاً , فهي في موضع الواو التي للموالاة , وقال جرير:
أثعلبة الفوارس أو رياحا= عدلت بهم طهّية والخشابا
والمعنى ثعلبة الفوارس , ورياحا عدلت بهم طهية والخشابا , وقال آخر:
إنّ بها أكتل أو رزاما= خوير بين ينقفان الهاما
ولو كان شكاً, أو اسماً واحداً لما قال " خوير بين ينقفان " إنما هو أكتل , ورزام.). [مجاز القرآن: 2/175]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون}, وقال: {مائة ألفٍ أو يزيدون} : يقول: كانوا كذاك عندكم.). [معاني القرآن: 3/39]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون} أي: ويزيدون, و«أو» معنى «الواو»على ما بينت في «تأويل المشكل».). [تفسير غريب القرآن: 375]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( (أو): تأتي للشك، تقول. رأيت عبد الله أو محمدا.
وتكون للتخيير بين شيئين...، وأما قوله: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ}، فإن بعضهم يذهب إلى أنها بمعنى بل يزيدون، على مذهب التَّدارك لكلام غلطت فيه وكذلك قوله: {وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ} وقوله: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى}.
وليس هذا كما تأوّلوا، وإنما هي بمعنى (الواو) في جميع هذه المواضع: وأرسلناه إلى مائة ألف ويزيدون، وما أمر الساعة إلا كلمح البصر وهو أقرب، و: فكان قاب قوسين وأدنى.
وقال ابن أحمر:
قَرَى عنكُما شَهْرينِ أو نِصْفَ ثالث = إلى ذاكُمَا قَد غَيَّبَتْنِي غِيَابِيَا
وهذا البيت بوضح لك معنى الواو: وأراد: قرى شهرين ونصفا، ولا يجوز أن يكون أراد قرى شهرين بل نصف شهر ثالث.
وقال آخر:
أثعلبةَ الفوارسِ أو رِياحا = عَدَلْتَ بِهِمْ طُهَيَّةُ وَالخِشَابَا
أراد: وعدلت هذين بهذين). [تأويل مشكل القرآن: 543-545]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون (147)}
قال غير واحد : معناه: بل يزيدون.
قال ذلك الفراء , وأبو عبيدة , وقال غيرهما معناه : أو يزيدون في تقديركم أنتم إذا رآهم الرائي , قال: هؤلاء مائة ألف , أو يزيدون على المائة , وهذا على أصل (أو).
وقال قوم: معناها معنى الواو, و (أو) لا تكون بمعنى الواو؛ لأن الواو معناها الاجتماع، وليس فيها دليل أن أحد الشيئين قبل الآخر.
و(أو) معناها إفراد أحد شيئين , أو أشياء.). [معاني القرآن: 4/314]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون}
قال أبو جعفر: في معنى (أو) أربعة أقوال:
- قال أبو عبيدة والفراء : هي بمعنى بل , وهذا خطأ عند أكثر النحويين الحذاق , ولو كان كما قالا لكان , وأرسلناه إلى أكثر من مائة ألف , واستغنى عن (أو).
- وقال القتبي : أو بمعنى الواو , وهذا أيضا خطا لأن فيه بطلان المعاني .
- وقيل: أو للإباحة
- وقال محمد بن يزيد : أو على بابها والمعنى أرسلناه إلى جماعة لو رأيتموهم لقلتم : مائة ألف أو أكثر .
وروي , عن ابن عباس قال : (أرسل إلى مائة ألف وثلاثين ألفا) .
قال أبو مالك : أقام في بطن الحوت أربعين يوما .
قال ابن طاووس : أنبت الله عليه شجرة من يقطين , وهي الدباء , فكانت تظله من الشمس , ويأكل منها فلما سقطت بكى عليها , فأوحى الله جل وعز إليه : أتحزن على شجرة , ولا تحزن على مائة ألف , أو يزيد , وتابوا , فلم يهلكهم .
قال سعيد بن جبير : (أرسل الله جل وعز على الشجرة الأرضة , فقطعت أصولها , فحزن عليها) , وذكر الحديث .
قال مجاهد : (كانت الرسالة قبل أن يلتقمه الحوت) .
قال أبو جعفر حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: حدثنا العباس بن محمد , قال: حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل , قال: حدثنا أبو هلال , قال: حدثنا شهر بن حوشب , عن ابن عباس قال : (إنما كانت رسالة يونس بعد ما نبذه الحوت) وتلا هذه الآية: {وإن يونس لمن المرسلين} حتى بلغ إلى قوله: {وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون})
قال : (كانت الرسالة بعد ذلك).). [معاني القرآن: 6/62-63]

تفسير قوله تعالى: {فَآَمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (148) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فآمنوا} [الصافات: 148] وقد فسّرنا كيف كان إيمانهم في أوّل حديثهم.
قوله عزّ وجلّ: {فمتّعناهم إلى حينٍ} [الصافات: 148] إلى الموت، إلى آجالهم ولم يهلكهم بالعذاب). [تفسير القرآن العظيم: 2/845]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فمتّعناهم إلى حينٍ...}
وفي قراءة عبد الله : {فمتّعناهم حتّى حين} , وحتى , وإلى في الغايات مع الأسماء سواء.). [معاني القرآن: 2/393]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (قوله جل وعز: {فآمنوا فمتعناهم إلى حين}
روى معمر , عن قتادة قال: (إلى الموت).). [معاني القرآن: 6/63]



رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 08:17 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) }

تفسير قوله تعالى: {إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140) }

تفسير قوله تعالى: {فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلين اختصما إليه في مواريث وأشياء قد درست فقال صلى الله عليه وسلم: ((لعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فإنما أقطع له قطعة من النار))، فقال كل واحد من الرجلين: يا رسول الله! حقي هذا لصاحبي، فقال: ((لا، ولكن اذهبا فتوخيا ثم استهما ثم ليحلل كل واحد منكما صاحبه)).
...
وقوله: ((استهما)) أي اقترعا فهذا حجة لمن قال بالقرعة في الأحكام.
قال الله تبارك وتعالى في قصة يونس عليه السلام: {فساهم فكان من المدحضين} وقال في قصة مريم عليها السلام: {إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم}.
فكل هذا حجة في القرعة). [غريب الحديث: 2/40-45] (م)
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث النبي صلى الله عليه وسلم في الرجلين اللذين اختصما إليه فقال: ((من قضيت له بشيء من حق أخيه فإنما أقطع له قطعة من النار)).
فقال الرجلان كل واحد منهما: يا رسول الله! حقي هذا لصاحبي.
فقال: ((لا، ولكن اذهبا فتوخيا ثم استهما ثم ليحلل كل منكما صاحبه)).
قال: حدثناه صفوان بن عيسى عن أسامة بن زيد عن عبد الله بن رافع عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم:
قال الكسائي: الاستهام الاقتراع.
يقال منه: استهم القوم فسهمهم فلان يسهمهم سهما إذا قرعهم.
وقال أبو الجراح العقيلي مثله في الاستهام.
ومنه قول الله جل ثناؤه: {فساهم فكان من المدحضين} وهو من هذا فيما يروى في التفسير.
وفي هذا الحديث من الفقه تقوية لحديث للقرعة في الذي أعتق ستة مملوكين عند الموت لا مال له غيرهم فأقرع النبي صلى الله عليه وسلم بينهم فأعتق اثنين وأرق أربعة وذلك لأن الاستهام هو الاقتراع). [غريب الحديث: 3/184-186]

تفسير قوله تعالى: {فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {وَهُوَ مُلِيمٌ} قال: ألام يليم، إذا أتى ما يلام عليه). [مجالس ثعلب: 223]

تفسير قوله تعالى: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) }

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((لعلكم ستدركون أقواما يؤخرون الصلاة إلى شرق الموتى فصلوا الصلاة للوقت الذي تعرفون ثم صلوها معهم)).
...
حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم في تأخير الصلاة مثل ذلك إلا أنه لم يذكر شرق الموتى، وزاد فيه: ((فصلوا في بيوتكم للوقت الذي تعرفون واجعلوا صلاتكم معهم سبحة)).
يعني بالسبحة: النافلة، وبيان ذلك في حديث آخر أنه قال: ((واجعلوها نافلة)) وكذلك كل نافلة في الصلاة فهي سبحة.
ومنه حديث ابن عمر أنه كان يصلي سبحته في مكانه الذي يصلي فيه المكتوبة.
وقال الله عز وجل: {فلولا أنه كان من المسبحين} يروى في التفسير: من المصلين). [غريب الحديث: 3/335-338]

تفسير قوله تعالى: {لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) }

تفسير قوله تعالى: {فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا باب ما جاء من الأدواء
على مثال وجع يوجع وجعاً وهو وجع لتقارب المعاني
وذلك حبط يحبط حبطاً وهو حبط وحبج يحبج حبجاً وهو حبجٌ وقد يجيء الاسم فعيلاً نحو مرض يمرض مرضاً وهو مريض وقالوا سقم يسقم سقماً وهو سقيمٌ وقال بعض العرب سقم كما قالوا كرم كرماً وهو كريمٌ وعسر عسراً وهو عسيرٌ وقالوا السقم كما قالوا الحزن وقالوا حزن حزناً وهو حزينٌ جعلوه بمنزلة المرض لأنه داء وقالوا الحزن كما قالوا السقم). [الكتاب: 4/17] (م)
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (والعرى على وجهين، تقول كنا في عرا فلان مقصور يكتب بالألف لأن العرب إذا أنثته تقول كنا بعروته وعقوته أي في كنفه، والعراء المكان الخالي وهو من قول الله عز وجل: {فنبذناه بالعراء وهو سقيم} ). [المقصور والممدود: 21]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (

وذكرت أهلي بالعراء = وحاجة الشعث التوالب
(العَراء) الصحراء التي لا نبت بها). [شرح أشعار الهذليين: 1/315]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (146) }

تفسير قوله تعالى: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فأما قول الله عز وجل: {وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون} فإن قوماً من النحويين يجعلون أو في هذا الموضع بمنزلة بل. وهذا فاسدٌ عندنا من وجهين: أحدهما: أن أو لو وقعت في هذا الموضع موقع بل لجاز أن تقع في غير هذا الموضع، وكنت تقول: ضربت زيدا أو عمرا، وما ضربت زيدا أو عمرا على غير الشك، ولكن على معنى بل فهذا مردودٌ عند جميعهم.
والوجه الآخر: أن بل لا تأتي في الواجب في كلام واحد إلا للإضراب بعد غلطٍ أو نسيان، وهذا منفي عن الله عز وجل؛ لأن القائل إذا قال: مررت بزيد غالطاً فاستدرك، أو ناسياً فذكر، قال: بل عمرو؛ ليضرب عن ذلك، ويثبت ذا. وتقول عندي عشرة بل خمسة عشر على مثل هذا، فإن أتى بعد كلامٍ قد سبق من غيره فالخطأ إنما لحق كلام الأول؛ كما قال الله عز وجل: {وقالوا اتخذ الرحمن ولداً} فعلم السامع أنهم عنوا الملائكة بما تقدم من قوله: {وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاُ}.وقال: {أم اتخذ مما يخلق بناتٍ} وقال: {ويجعلون لله ما يكرهون} وقال: {بل عبادٌ مكرمون}، أي: بل هؤلاء الذين ذكرتم أنهم ولدٌ عبادٌ مكرمون. ونظير ذلك أن تقول للرجل: قد جاءك زيدٌ، فيقول: بل عمرو. ولكن مجاز هذه الآية عندنا مجاز ما ذكرنا قبل في قولك: ائت زيدا أو عمرا أو خالدا، تريد: ايت هذا الضرب من الناس، فكأنه قال - والله أعلم -: إلى مائة ألف أو زيادة. وهذا قول كل من نثق بعلمه. وتقول: وكل حقٍّ لها علمناه أو جهلناه. تريد توكيد قولك: كل حقٍّ لها، فكأنك قلت: إن كان معلوماً، أو مجهولاً فقد دخل في هذا البيع جميع حقوقها.
ولها في الفعل خاصةٌ أخرى نذكرها في إعراب الأفعال إن شاء الله. وجملتها أنك تقول: زيد يقعد أو يقوم يا فتى، وإنما أكلم لك زيدا، أو أكلم عمرا. تريد: أفعل أحد هذين؛ كما قلت في الاسم: لقيت زيدا أو عمرا، وأنا ألقى زيدا أو عمرا، أي: أحد هذين. وعلى القول الثاني: أنا أمضي إلى زيد، أو أقعد إلى عمرو، أو أتحدث، أي: أفعل هذا الضرب من الأفعال. وعلى هذا القول الذي بدأت به قول الله عز وجل: {تقاتلونهم أو يسلمون}، أي: يقع أحد هذين. فأما الخاصة في الفعل فأن تقع على معنى: إلا أن، وحتى، وذلك قولك: الزمه أو يقضيك حقك، واضربه أو يستقيم. وفي قراءة أبيٍّ: (تقاتلونهم أو يسلموا)، أي: إلا أن يسلموا، وحتى يسلموا. وهذا تفسيرٌ مستقصًى في بابه إن شاء الله). [المقتضب: 3/304-306]
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وقال أبو العباس في قوله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا}: مقتدرًا {إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} قال: الفراء يقول: بل يزيدون. وغيره يقول: ويزيدون عندكم.
{لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ} أي تضعفون وتعنفون.
{أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} قال: أو، إنما هو لنا). [مجالس ثعلب: 112]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( وأو حرف من الأضداد؛ تكون بمعنى الشك، في قولهم: يقوم هذا أو هذا، أي يقوم أحدهما. وتكون معطوفة في الشيء المعلوم الذي لا شك فيه،
...
وتكون (أو) بمعنى التخيير، كقولك للرجل: جالس الفقهاء أو النحويين، فمعناه: إن جالست الفقهاء أصبت، وإن جالست النحويين أحسنت، وإن جالست الفريقين فأنت مصيب أيضا. وتكون (أو) بمعنى (بل)، كقوله جل وعز: {إلى مائة ألف أو يزيدون}، معناه بل
يزيدون. قال ابن عباس: كانوا مائة ألف وبضعة وعشرين ألفا، قال الشاعر:
بدت مثل قرن الشمس في رونق الضحى = وصورتها أو أنت في العين أملح
معناه: بل أنت). [كتاب الأضداد: 281-282] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (والقتير مأخوذ من القتار. والقدير المطبوخ. أراد وقدير والألف زائدة كما قال الله جل وعز: {إلى مائة ألفٍ أو يزيدون} ومعناه: ويزيدون). [شرح المفضليات: 835]

تفسير قوله تعالى: {فَآَمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (148) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 04:51 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 04:52 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 05:03 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145) وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (146) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وإن يونس لمن المرسلين * إذ أبق إلى الفلك المشحون * فساهم فكان من المدحضين * فالتقمه الحوت وهو مليم * فلولا أنه كان من المسبحين * للبث في بطنه إلى يوم يبعثون * فنبذناه بالعراء وهو سقيم * وأنبتنا عليه شجرة من يقطين}
هو يونس بن متى عليه السلام، وهو من بني إسرائيل، وروي أنه تنبأ ابن ثمانية وعشرين سنة فتفسخ تحت أعباء النبوة كما يتفسخ الربع تحت الحمل، وقد تقدم شرح قصته، ولكن نذكر منها ما تفهم به هذه الألفاظ.
فروي أن الله بعثه إلى قومه، فدعاهم مرة فخالفوه فوعدهم بالعذاب، وأعلمه الله تعالى بيومه فحدده يونس لهم، ثم إن قومه لما رأوا مخايل العذاب قبل أن يباشرهم تابوا وآمنوا فتاب الله عليهم وصرف العذاب عنهم، وكان في هذا تجربة ليونس عليه السلام، فلحقت يونس غضبة، ويروى أنه كان في سيرتهم أن يقتلوا الكذاب إذا لم تقم له بينة، فخافهم يونس وغضب مع ذلك،
فأبق إلى الفلك، أي أراد الهروب ودخل في البحر، وعبر عن هروبه بالإباق، من حيث هو عبد الله فر عن غير إذن مولاه، فهذه حقيقة الإباق، و"الفلك" في هذا الموضع واحد، و"المشحون": الموقر،وهنا قصص محذوف إيجازا واختصارا. وروي عن عبد الله بن مسعود أنه لما حصل في السفينة وأبعدت وكدت ولم تجر والسفن تجري يمينا وشمالا، فقال أهل السفينة: إن فينا لصاحب ذنب وبه يحبسنا الله، فقالوا: لنقترع، فأخذوا لكل أحد سهما، وقالوا: اللهم ليطف سهم المذنب وليغرق سهام الغير، فطفا سهم يونس، ففعلوا نحو هذا ثلاث مرات في كل مرة تقع القرعة عليه، فأزمعوا معه على أن يطرحوه، فجاء إلى ركن من أركان السفينة ليقع منه فإذا بدابة من دواب البحر ترقبه وترصده، فدفع إلى الركن الآخر فوجدها كذلك، حتى استدار بالمركب وهي لا تفارقه، فعلم أن ذلك من عند الله، فترامى إليها فالتقمته، وروي أنما التقمته بعد أن وقع في الماء، وروي أن الله أوحى إلى الحوت أني لم أجعل يونس لك رزقا، وإنما جعلت بطنك له حرزا وسجنا، فهذا معنى "فساهم"، أي: قارع، وكذلك فسر ابن عباس، والسدي. و"المدحض": الزاهق المغلوب في محاجة أو مساهمة أو مسابقة. ومنه: الحجة الداحضة،
و"المليم": الذي أتى ما يلام عليه، يقال: ألام الرجل دخل في اللوم، وبذلك فسر مجاهد، وابن زيد، ومنه قول الشاعر:
سفها عذلت ولمت غير مليم ... وهداك قبل اليوم غير حكيم
ثم استنقذه الله تبارك وتعالى من بطن الحوت بعد مدة واختلف الناس فيها، فقالت فرقة: بعد سبع ساعات، وقال مقاتل بن حيان: بعد ثلاثة أيام، وقال عطاء بن أبي رباح: بعد سبعة أيام، وقالت فرقة: بعد أربعة عشر يوما، وقال أبو مالك، والسدي: بعد أربعين يوما، وهو قول ابن جريج أنه بلغه. وجعل تعالى علة استنقاذه مع القدرةالسابقة تسبيحه، واختلف الناس في ذلك، فقال ابن جبير: هو قوله في بطن الحوت: سبحان الله، وقالت فرقة: بل التسبيح وصلاة التطوع، واختلفت هذه الفرقة، فقال قتادة، وابن عباس، وأبو العالية: صلاته في وقت الرخاء نفعته في وقت الشدة، وقال هذا جماعة من العلماء، وقال الضحاك بن قيس على منبره: اذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة إن يونس كان عبدا لله ذاكرا فلما أصابته الشدة نفعه ذلك، ثم تلا هذه الآية، وإن فرعون كان طاغيا باغيا، فلما أدركه الغرق قال: آمنت فلم ينفعه ذلك، فاذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة. وقال قتادة في الحكمة: إن العمل يرفع صاحبه إذا عثر، فإذا صرع وجد متكأ، وقال الحسن بن أبي الحسن: كانت سبحته صلاة في بطن الحوت، وروي أنه كان يرفع لحم الحوت بيديه ويقول: يا رب لأبنين لك مسجدا حيث لم يبنه أحد قبلي، ويصلي، وروى أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن يونس حين نادى في الظلمات ارتفع نداؤه إلى العرش، فقالت الملائكة: هذا صوت ضعيف من موضع غربة، فقال: هذا عبدييونس، فأجاب الله دعوته". وذكر الحديث. وقال ابن جبير: الإشارة بقوله: {من المسبحين} إلى قوله: {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}. وكتب الناس في هذا القصص بما اختصرناه لعدم الصحة، وروي أن الحوت مشى به في البحار كلها حتى قذفه في نصيبين من ناحية الموصل، فنبذه الله في عراء من الأرض، وهو الأرض الفيحاء التي لا شجر فيها ولا معلم، ومنه قول الشاعر:
رفعت رجلا لا أخاف عثارها ... ونبذت بالبلد العراء ثيابي
وقال السدي، وابن عباس في تفسير قوله تعالى: {وهو سقيم}: إنه كان كالطفل المنفوس، بضعة لحم، وقال بعضهم: كان كاللحم النيء، إلا أنه لم ينقص من خلقه شيء، فأنعشه الله في ظل اليقطينة بلبن أروية كانت تغاديه وتراوحه، وقيل: بل كان يتغذى من اليقطينة، ويجد منها ألوان الطعام وأنواع شهواته.
واختلف الناس في اليقطين، فقالت فرقة: هي شجرة لا نعرفها، سماها الله باليقطين، وهي لفظة مأخوذة من: قطن إذا أقام بالمكان. وقال سعيد بن جبير، وابن عباس، والحسن، ومقاتل: اليقطين: كل ما لا يقوم على ساق من عود كالبقول والقرع والحنظل والبطيخ ونحوه مما يموت من عامه، وروي نحوه عن مجاهد، وقال ابن عباس، وأبو هريرة، وعمرو بن ميمون: اليقطين: القرع خاصة، وعلى هذين القولين فإما أن يكون قوله تعالى: "شجرة" تجوزا، وإما أن يكون أنبتها عليه ذات ساق خرقا للعادة; لأن الشجرة في كلام العرب إنما يقال لما كان على ساق من عود، وحكى بعض الناس أنها كانت قرعة وهي تجمع خصالا: برد الظل والملمس وعظم الورق وأن الذباب لا يقربها، وحكى النقاش أن ماء ورق القرعة إذا رش بمكان لم يقربه ذباب، ومشهور اللغة أن اليقطين: القرع، وقد قال أمية بن أبي الصلت في قصة يونس عليه السلام:
فأنبت يقطينا عليه برحمة ... من الله، لولا الله ألفي ضاحيا
فنبت يونس عليه السلام وصح وحسن جسمه; لأن ورق القرع أنفع شيء لمن تسلخ جلده كيونس. وروي أنه كان يوما نائما فأيبس الله تلك اليقطينة، وقيل: بعث عليها الأرضة فقطعت عروقها، فانتبه يونس لحر الشمس، فعز عليه شأنها وجزع له، فأوحى الله تعالى إليه: يا يونس، أجزعت ليبس اليقطينة ولم تجزع لإهلاك مائة ألف أو يزيدون تابوا فتيب عليهم).[المحرر الوجيز: 7/ 309-313]

تفسير قوله تعالى: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147) فَآَمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (148)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون * فآمنوا فمتعناهم إلى حين * فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون * أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون * ألا إنهم من إفكهم ليقولون * ولد الله وإنهم لكاذبون * أصطفى البنات على البنين * ما لكم كيف تحكمون * أفلا تذكرون * أم لكم سلطان مبين * فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين}
قال الجمهور: إن هذه الرسالة إلى مائة ألف في رسالته الأولى التي أبق بعدها، ذكرها الله تعالى في آخر القصص تنبيها على رسالته، ويدل على ذلك قوله تعالى: {فآمنوا فمتعناهم إلى حين}، وتمتيع تلك الأمة هو الذي أغضب يونس عليه السلام حتى أبق، وقال قتادة، وابن عباس أيضا: هذه الرسالة أخرى بعد أن نبذ بالعراء، وهي إلى أهل نينوى من ناحية الموصل.
وقرأ جعفر بن محمد رضي الله عنه: "ويزيدون" بالواو، وقرأ الجمهور: "أو يزيدون"، فقال ابن عباس رضي الله عنهما: "أو" بمعنى (بل)، وكانوا مائة ألف وثلاثين ألفا، وقال أبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "كانوا مائة وعشرين ألفا"، وقال ابن جبير: كانوا مائة وسبعين ألفا، وروي عن ابن عباس أنه قرأ: "بل يزيدون"، وقالت فرقة "أو" هنا بمعنى الواو، وقالت فرقة: هي للإبهام على المخاطب، كما تقول: "ما عليك أنت، أنا أعطي فلانا دينارا أو ألف دينار"، ونحو هذا قوله تعالى: {ليس لك منالأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون}، وهذا المعنى قليل التمكن في قوله سبحانه: {أو يزيدون}. وقال المبرد وكثير من البصريين: المعنى على نظر البشر وحذرهم، أي: من رآهم قال: هم مائة ألف أو يزيدون.
وروي في قوله تعالى: {فآمنوا فمتعناهم إلى حين} أنهم خرجوا بالأطفال وأولاد البهائم، وفرقوا بينها وبين الأمهات، وناحوا وضجوا وأخلصوا، فرفع الله عنهم، والتمتيع هنا هو بالحياة، والحين: آجالهم السابقة في الأزل، قاله قتادة، والسدي، وقرأ ابن أبي عبلة: [حتى حين]، وفي قوله تعالى: {فآمنوا فمتعناهم إلى حين} مثال لقريش: أي: إن آمنوا أمنوا كما جرى لهؤلاء، ومن هنا حسن انتقال القول والمحاورة إليهم بقوله تعالى: {فاستفتهم}، فإنما يعود ضميرهم على ما في المعنى من ذكرهم).[المحرر الوجيز: 7/ 313-314]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 07:57 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 08:00 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإنّ يونس لمن المرسلين (139) إذ أبق إلى الفلك المشحون (140) فساهم فكان من المدحضين (141) فالتقمه الحوت وهو مليمٌ (142) فلولا أنّه كان من المسبّحين (143) للبث في بطنه إلى يوم يبعثون (144) فنبذناه بالعراء وهو سقيمٌ (145) وأنبتنا عليه شجرةً من يقطينٍ (146) وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون (147) فآمنوا فمتّعناهم إلى حينٍ (148)}
قد تقدّمت قصّة يونس، عليه السّلام، في سورة الأنبياء. وفي الصّحيحين عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "ما ينبغي لعبدٍ أن يقول: أنا خيرٌ من يونس بن متّى ونسبه إلى أمّه" وفي روايةٍ قيل: "إلى أبيه"). [تفسير ابن كثير: 7/ 38]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إذ أبق إلى الفلك المشحون} قال ابن عبّاسٍ: هو الموقّر، أي: المملوء بالأمتعة). [تفسير ابن كثير: 7/ 38]

تفسير قوله تعالى: {فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (141) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فساهم} أي: قارع {فكان من المدحضين} أي: المغلوبين. وذلك أنّ السّفينة تلعّبت بها الأمواج من كلّ جانبٍ، وأشرفوا على الغرق، فساهموا على من تقع عليه القرعة يلقى في البحر، لتخفّ بهم السّفينة، فوقعت القرعة على نبيّ اللّه يونس، عليه الصّلاة والسّلام ثلاث مرّاتٍ، وهم يضنّون به أن يلقى من بينهم، فتجرّد من ثيابه ليلقي نفسه وهم يأبون عليه ذلك.
وأمر اللّه تعالى حوتًا من البحر الأخضر أن يشقّ البحار، وأن يلتقم، يونس عليه السّلام، فلا يهشم له لحمًا، ولا يكسر له عظمًا. فجاء ذلك الحوت وألقى يونس، عليه السّلام، نفسه فالتقمه الحوت وذهب به فطاف به البحار كلّها. ولمّا استقرّ يونس في بطن الحوت، حسب أنّه قد مات ثمّ حرّك رأسه ورجليه وأطرافه فإذا هو حيٌّ، فقام يصلّي في بطن الحوت، وكان من جملة دعائه: "يا ربّ، اتخذت لك مسجدًا في موضعٍ لم يبلغه أحدٌ من النّاس" واختلفوا في مقدار ما لبث في بطن الحوت، فقيل: ثلاثة أيّامٍ، قاله قتادة. وقيل جمعة قاله جعفرٌ الصّادق. وقيل: أربعين يومًا، قاله أبو مالك.
وقال مجالد، عن الشّعبيّ: التقمه ضحًى، وقذفه عشيّةً.
واللّه أعلم بمقدار ذلك. وفي شعر أميّة بن أبي الصّلت:
وأنت بفضلٍ منك نجّيت يونسًا = وقد بات في أضعاف حوتٍ لياليا). [تفسير ابن كثير: 7/ 38-39]

تفسير قوله تعالى: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فلولا أنّه كان من المسبّحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون}، قيل: لولا ما تقدّم له من العمل في الرّخاء. قاله الضّحّاك بن قيسٍ، وأبو العالية، ووهب بن منبّه، وقتادة، وغير واحدٍ. واختاره ابن جريرٍ. وقد ورد في الحديث الّذي سنورده ما يدلّ على ذلك إن صحّ الخبر. وفي حديثٍ عن ابن عبّاسٍ: " تعرف إلى اللّه في الرّخاء يعرفك في الشّدّة"
وقال ابن عبّاسٍ، وسعيد بن جبير، والضّحّاك، وعطاء بن السّائب، والسّدّيّ، والحسن، وقتادة: {فلولا أنّه كان من المسبّحين} يعني: المصلّين.
وصرّح بعضهم بأنّه كان من المصلّين قبل ذلك. وقال بعضهم: كان من المسبّحين في جوف أبويه. وقيل: المراد: {فلولا أنّه كان من المسبّحين} هو قوله: {فنادى في الظّلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين فاستجبنا له ونجّيناه من الغمّ وكذلك ننجي المؤمنين} [الأنبياء:87، 88] قاله سعيد بن جبيرٍ وغيره.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو عبيد اللّه ابن أخي ابن وهبٍ، حدّثنا عمّي حدّثنا أبو صخرٍ: أنّ يزيد الرّقاشيّ حدّثه: أنّه سمع أنس بن مالكٍ -ولا أعلم إلّا أنّ أنسًا يرفع الحديث إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم- "أنّ يونس النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم حين بدا له أن يدعو بهذه الكلمّات، وهو في بطن الحوت، فقال: اللّهمّ لا إله إلّا أنت سبحانك، إنّي كنت من الظّالمين. فأقبلت الدّعوة تحفّ بالعرش، قالت الملائكة: يا ربّ، هذا صوتٌ ضعيفٌ معروفٌ من بلادٍ بعيدةٍ غريبةٍ؟ فقال: أما تعرفون ذلك؟ قالوا: يا ربّ، ومن هو؟ قال: عبدي يونس. قالوا: عبدك يونس الّذي لم يزل يرفع له عملٌ متقبّلٌ، ودعوةٌ مستجابةٌ؟ قالوا: يا رب، أو لا ترحم ما كان يصنع في الرّخاء فتنجّيه في البلاء؟ قال: بلى. فأمر الحوت فطرحه بالعراء".
ورواه ابن جريرٍ، عن يونس، عن ابن وهبٍ، به زاد ابن أبي حاتمٍ: قال أبو صخرٍ حميد بن زيادٍ: فأخبرني ابن قسيط وأنا أحدّثه هذا الحديث: أنّه سمع أبا هريرة يقول: طرح بالعراء، وأنبت اللّه عليه اليقطينة. قلنا: يا أبا هريرة، وما اليقطينة، قال: شجرة الدّباء. قال أبو هريرة: وهيّأ اللّه له أرويّة وحشيّةً تأكل من خشاش الأرض -أو قال: هشاش الأرض-قال: فتتفشّح عليه فترويه من لبنها كلّ عشيّة وبكرةٍ حتى نبت.
وقال أميّة بن أبي الصّلت في ذلك بيتًا من شعره:
فأنبت يقطينًا عليه برحمةٍ = من اللّه لولا الله ألفي ضاحيا
وقد تقدّم حديث أبي هريرة مسندًا مرفوعًا في تفسير سورة "الأنبياء".
ولهذا قال تعالى: {فنبذناه} أي: ألقيناه {بالعراء} قال ابن عبّاسٍ، وغيره: وهي الأرض الّتي ليس بها نبتٌ ولا بناءٌ. قيل: على جانب دجلة. وقيل: بأرض اليمن. فاللّه أعلم.
{وهو سقيمٌ} أي: ضعيف البدن. قال ابن مسعودٍ، رضي اللّه عنه: كهيئة الفرخ ليس عليه ريشٌ. وقال السّدّيّ: كهيئة الصّبيّ: حين يولد، وهو المنفوس. وقاله ابن عبّاسٍ، وابن زيدٍ أيضًا). [تفسير ابن كثير: 7/ 39-40]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (146) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وأنبتنا عليه شجرةً من يقطينٍ} قال ابن مسعودٍ، وابن عبّاسٍ، ومجاهدٍ، وعكرمة، وسعيد بن جبيرٍ، ووهب بن منبّهٍ، وهلال بن يساف وعبد اللّه بن طاوسٍ، والسّدّيّ، وقتادة، والضّحّاك، وعطاءٌ الخراسانيّ وغير واحدٍ قالوا كلّهم: اليقطين هو القرع.
وقال هشيم، عن القاسم بن أبي أيّوب، عن سعيد بن جبير: كلّ شجرةٍ لا ساق لها فهي من اليقطين.
وفي روايةٍ عنه: كلّ شجرةٍ تهلك من عامها فهي من اليقطين.
وذكر بعضهم في القرع فوائد، منها: سرعة نباته، وتظليل ورقه لكبره، ونعومته، وأنّه لا يقربها الذّباب، وجودة أغذية ثمره، وأنّه يؤكل نيّئًّا ومطبوخًا بلبّه وقشره أيضًا. وقد ثبت أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يحبّ الدّبّاء، ويتتبّعه من حواشي الصّحفة). [تفسير ابن كثير: 7/ 40]

تفسير قوله تعالى: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله تعالى: {وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون} روى شهر بن حوشب، عن ابن عبّاسٍ أنّه قال: إنّما كانت رسالة يونس بعد ما نبذه الحوت. رواه ابن جريرٍ: حدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا أبو هلالٍ عن شهرٍ، به.
وقال ابن أبي نجيح عن مجاهدٍ: أرسل إليهم قبل أن يلتقمه الحوت.
قلت: ولا مانع أن يكون الّذين أرسل إليهم أوّلًا أمر بالعود إليهم بعد خروجه من الحوت، فصدّقوه كلّهم وآمنوا به. وحكى البغويّ أنّه أرسل إلى أمّةٍ أخرى بعد خروجه من الحوت، كانوا مائة ألفٍ أو يزيدون.
وقوله: {أو يزيدون} قال ابن عبّاسٍ -في روايةٍ عنه-: بل يزيدون، وكانوا مائةً وثلاثين ألفًا.
وعنه: مائة ألفٍ وبضعةً وثلاثين ألفًا. وعنه: مائة ألفٍ وبضعةً وأربعين ألفًا.
وقال سعيد بن جبيرٍ: يزيدون سبعين ألفًا.
وقال مكحولٌ: كانوا مائة ألفٍ وعشرة آلافٍ. رواه ابن أبي حاتمٍ.
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا محمّد بن عبد الرّحيم البرقي، حدّثنا عمرو بن أبي سلمة قال: سمعت زهيرًا عمّن سمع أبا العالية قال: حدّثني أبيّ بن كعبٍ: أنّه سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن قوله: {وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون}، قال: "يزيدون عشرين ألفًا".
ورواه التّرمذيّ عن عليّ بن حجر، عن الوليد بن مسلمٍ، عن زهير، عن رجلٍ، عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعبٍ، به، وقال: غريبٌ. ورواه ابن أبي حاتمٍ من حديث زهيرٍ، به.
قال ابن جريرٍ: وكان بعض أهل العربيّة من أهل البصرة يقول في ذلك: معناه إلى المائة الألف، أو كانوا يزيدون عندكم، يقول: كذلك كانوا عندكم.
وهكذا سلك ابن جريرٍ هاهنا ما سلكه عند قوله تعالى: {ثمّ قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشدّ قسوةً} [البقرة:74]، وقوله {إذا فريقٌ منهم يخشون النّاس كخشية اللّه أو أشدّ خشيةً} [النساء:77]، وقوله: {فكان قاب قوسين أو أدنى} [النّجم:9] أنّ المراد ليس أنقص من ذلك، بل أزيد). [تفسير ابن كثير: 7/ 40-41]

تفسير قوله تعالى: {فَآَمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (148) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فآمنوا} أي: فآمن هؤلاء القوم الّذين أرسل إليهم يونس، عليه السّلام، جميعهم. {فمتّعناهم إلى حينٍ} أي: إلى وقت آجالهم، كقوله: {فلولا كانت قريةٌ آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لـمّا آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدّنيا ومتّعناهم إلى حينٍ} [يونس:98]).[تفسير ابن كثير: 7/ 41]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة