تفسير قوله تعالى:{وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (123)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإنّ إلياس لمن المرسلين...} ذكر : أنه نبيّ، وأنّ هذا الاسم اسم من أسماء العبرانيّة؛ كقولهم: إسماعيل , وإسحاق , والألف , واللام منه، ولو جعلته عربيّاً من الأليس فتجعله إفعالاً , مثل : الإخراج , والإدخال لجرى.). [معاني القرآن: 2/391]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وإنّ إلياس لمن المرسلين (123)}
جاء في التفسير : أنه إدريس، ورويت عن ابن مسعود أنه قرأ: (وإن إدريس)، ورويت : {سلام على إدراسين}.). [معاني القرآن: 4/312]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وإن إلياس لمن المرسلين}
قيل إلياس : هو إدريس , وقيل : هو من ولد هارون صلى الله عليهما وسلم, والله جل وعز أعلم.). [معاني القرآن: 6/53-54]
تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (124)}
تفسير قوله تعالى: {أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أتدعون بعلا} [الصافات: 125] سعيدٌ، عن قتادة، قال: أتدعون ربًّا غير اللّه.
وقال السّدّيّ: أتدعون {أتدعون بعلا} [الصافات: 125]، يعني: ربًّا.
وتفسير الحسن: كان اسم صنمهم بعلا.
{وتذرون أحسن الخالقين} [الصافات: 125] من قرأها بالنّصب {اللّه ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين} [الصافات: 126].
[تفسير القرآن العظيم: 2/840]
يقول: {أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين {125} اللّه ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين {126}} [الصافات: 125-126] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/841]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {أتدعون بعلاً...}
ذكروا أنه كان صنماً من ذهب يسمّى بعلاً، فقال: {أتدعون بعلاً}: أي :هذا الصّنم ربّاً. ويقال: أتدعون بعلاً ربّاً سوى الله.
وذكر عن ابن عبّاسٍ : (أن ضالّةٍ أنشدت، فجاء صاحبها فقال: أنا بعلها).
فقال ابن عباسٍ: (هذا قول الله :{أتدعون بعلاً} :أي :ربّاً).). [معاني القرآن: 2/393]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ أتدعون بعلا}: أي: رباً يقال: أنا بعل هذه الدابة , أي: ربها، والبعل : الزوج .
ويقال: لما استبعل , واستغنى بماء السماء من النخل , ولم يكن سقياً : فهو بعل , والبعل : هو العذي أيضاً ما لم يسق.). [مجاز القرآن: 2/172]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({أتدعون بعلا}: ربا قال: وساوم بعضهم ببقرة فقال: من بعل هذه). [غريب القرآن وتفسيره: 319]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أتدعون بعلًا}: أي :رباً.
يقال: أنا بعل هذه الناقة، أي :ربها.
وبعل الدار، أي مالكها. ويقال: بعل: صنم كان لهم.). [تفسير غريب القرآن: 374]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين (125)}
قيل : إن بعلا كانوا يعبدونه، صنما من ذهب، وقيل : إن بعلا تعني:رباً.). [معاني القرآن: 4/312]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {أتدعون بعلا وتذرونا أحسن الخالقين}
قال مجاهد : (أتدعون بعلاً, أي: رباً).
وقال الضحاك: (هو صنم لهم يسمى بعلًا).
قال ابن زيد : كانوا ببعلبك.
وسئل ابن عباس عن هذا , فسكت , فسمع رجلا ينشد ضالة , فقال له آخر: أنا بعلها , أي: ربها , فقال ابن عباس للسائل : (هذا مثل قوله تعالى: {أتدعون بعلاً}: أي: رباً).
وحكى ابن إسحاق: أن بعلا امرأة كانوا يعبدونها .
قال أبو جعفر : يقال هذا بعل الدار , أي : ربها.
فالمعنى : أتدعون ربا اختلقتموه , وتذرون أحسن الخالقين .
وأصل هذا : أنه يقال لكل ما علا , وارتفع : بعل , ومنه قيل : بعل : المرأة , ومنه قيل : لما شرب بماء السماء بعل.). [معاني القرآن: 6/54-55]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {أتدعون بعلاً}
قال ثعلب: اختلف الناس في قوله جل وعز هاهنا: بعلاً, فقالت طائفة البعل هاهنا: الصنم، وقالت طائفه: البعل هاهنا: ملك.). [ياقوتة الصراط: 432]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَتَدْعُونَ بَعْلًا}: أي: رباً , يقال: أنا بعل هذه الناقة , أي: ربها , وقيل: هو اسم صنم كان لهم.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 207]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بَعْلًا}: ربا). [العمدة في غريب القرآن: 256]
تفسير قوله تعالى:{اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (126)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {اللّه ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين...} تقرأ نصباً , ورفاً, قرأها بالنّصب: الربيع بن خيثم.). [معاني القرآن: 2/391]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({اللّه ربّكم وربّ آبائكم الأوّلين (126)}
وقرئت{اللّه ربّكم}: على صفة أحسن الخالقين اللّه.
وقرئت:{اللّه ربّكم} :على الابثداء والخبر.). [معاني القرآن: 4/312]
تفسير قوله تعالى:{فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (127)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فكذّبوه فإنّهم لمحضرون} [الصافات: 127] في النّار). [تفسير القرآن العظيم: 2/841]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({ فإنّهم لمحضرون}: مجازها: لمهلكون.).
[مجاز القرآن: 2/172]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فكذبوه فإنهم لمحضرون}
قال قتادة : (أي: في العذاب).). [معاني القرآن: 6/55]
تفسير قوله تعالى:{إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (128)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إلا عباد اللّه المخلصين} [الصافات: 128] استثنى اللّه من آمن منهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/841]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({إلاّ عباد اللّه}: استثناء.).
[مجاز القرآن: 2/172]
تفسير قوله تعالى: (وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (129) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وتركنا عليه في الآخرين} [الصافات: 129]، أي: وأبقينا على آل ياسين في الآخرين الثّناء الحسن). [تفسير القرآن العظيم: 2/841]
تفسير قوله تعالى: {سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({سلامٌ على إل ياسين} [الصافات: 130] من قرأها موصولةً يقول هو اسمه الياسين والياس، ومقرأ الحسن: سلامٌ على الياسين قال: يعنيه، أي: ومن آمن من أمّته). [تفسير القرآن العظيم: 2/841]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {سلامٌ على إل ياسين...}
فجعله بالنون, والعجميّ من الأسماء , قد يفعل به هذا العرب.
تقول: ميكال وميكائيل وميكائل وميكائين بالنون.
وهي في بني أسدٍ يقولون: هذا إسماعين قد جاء، بالنون، وسائر العرب باللام.
قال: وأنشدني بعض بني نمير لضب صاده بعضهم:
يقول أهل السوق لما جينا = هذا وربّ البيت إسرائينا
فهذا وجه لقوله: إلياسين. وإن شئت ذهبت بإلياسين إلى أن تجعله جمعا, فتجعل أصحابه داخلين في اسمه، كما تقول للقوم رئيسهم المهلّب: قد جاءتكم المهالبة والمهلّبون.
فيكون بمنزلة قوله: الأشعرين والسّعدين وشبهه, قال الشاعر:
= أنا ابن سعدٍ سيّد السّعدينا
وهو في الاثنين أكثر: أن يضمّ أحدهما إلى صاحبه إذا كان أشهر منه اسماً؛ كقول الشاعر:
جزاني الزّهدمان جزاء سوءٍ = وكنت المرء يجزي بالكرامه
واسم أحدهما زهدم, وقال الآخر:
جزى الله فيها الأعورين ذمامةً = وفروة ثغر الثورة المتضاجم
واسم أحدهما أعور:
وقد قرأ بعضهم {وإنّ اليأس} يجعل اسمه يأساً، أدخل عليه الألف واللام, ثم يقرءون {سلامٌ على آل ياسين} .
جاء التفسير في تفسير الكلبيّ على آل ياسين: على آل محمد صلى الله عليه وسلم.
والأوّل أشبه بالصّواب - والله أعلم - لأنها في قراءة عبد الله {وإنّ إدريس لمن المرسلين}, {سلامٌ على إدراسين}.
وقد يشهد على صواب هذا قوله: {وشجرةً تخرج من طور سيناء} , ثم قال في موضع آخر : {وطور سينين}, وهو معنىً واحدٌ , وموضع واحدٌ , والله أعلم.). [معاني القرآن: 2/392]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({سلامٌ على آل ياسين }:أي: سلام على الياسين , وأهله, وأهل دينه جمعهم بغير إضافة الياء على العدد , فقال : سلام على الياسين, قال الشاعر:
قدني من نصر الخبيبين قدمي= ليس أميري بالشّحيح الملحد
فجعل عبد الله بن الزبير أبا خبيب , ومن كان على رأيه عدداً , ولم يضفهم بالياء , فيقول: الخبيبيون .
قال أبو عبيدة : يعني بالخبيبين: أبا خبيب , ومصعباً أخاه .
وقال أبو عمرو بن العلاء: نادى منادٍ يوم الكلاب: هلك اليزيدون : يعني : يزيد بن عبد المدار , ويزيد بن هوبر , ويزيد بن مخرم.
ويقال جاءتك : الحارثون , والأشعرون , وكذلك يقال في الاثنين , وأسمائهما شتى , قال قيس بن زهير:
جزاني الزّهدمان جزاء سوءٍ= وكنت المرء يجزى بالكرامه
وإنما هما : زهدم , وكردم العبسيان أخوان.
وقيل لعلي بن أبي طالب: (نسلك فينا سنة العمرين, يعنون: أبا بكر , وعمر) .
فإن قيل: كيف بدئ بعمر , قبل أبي بكر , وأبو بكر أفضل منه , وهو قبله ؟ .
فإن العرب تفعل هذا تقول: ربيعة , ومضر , وسليم .
يبدءون بالأخس ,و وقيس , وخندق، ولم يترك قليلاً ولا كثيراً , وزعم أن أهل المدينة يقولون: سلام على آل ياسين : أي: على أهل آل ياسين .
وقال أصحاب سعد بن أبي وقاص , وابن عمر , وأهل الشام : (هم قومه , ومن كان على دينه , واحتجوا بالقرآن :{أدخلوا آل فرعون أشدّ العذاب}).
فقال: هم قومه , ومن كان على دينه.
وقالت الشيعة : آل محمد: أهل بيته , واحتجوا بأنك تصغر " آل ", فتجعله " أهيل ".). [مجاز القرآن: 2/172-174]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({إلياسين}: أراد إلياس: أهله ومن تبعه). [غريب القرآن وتفسيره: 319]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({سلام على إل ياسين (130)}
وقرئت إلياس, فمن قرأ بالوصل , فموضع إلياسين جمع، هو , وأمته المؤمنون.
وكذلك يجمع ما ينسب إلى الشيء بلفظ الشيء، تقول: رأيت المسامعة والمهالبة، تريد : بني المهلّب , وبني مسمع، وكذلك: رأيت المهلبين والمسمعين. وفيها وجه آخر , تكون فيه لغتان : إلياس وإلياسين , كما قال :ميكال وميكائيل.). [معاني القرآن: 4/312]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {سلام على إل ياسين}
قال أبو جعفر : من قرأ :{سلام على إلياسين }, ففي قراءته قولان:
أحدهما: أن يكون إلياسين , وإلياس واحد , كما يقال: سيناء ,وسينين .
والثاني : ويجوز أن يكون جمعه مع أهل دينه , كما يقال : مهالبة.). [معاني القرآن: 6/56]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {إِلْ يَاسِينَ}: إلياس.). [العمدة في غريب القرآن: 256]
تفسير قوله تعالى: {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131) }
تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (132) }