تفسير قوله تعالى: {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (50) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فأقبل بعضهم على بعضٍ يتساءلون} [الصافات: 50]، يعني: أهل الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 2/831]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال عز وجل: {فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} : يعني : أهل الجنة.). [معاني القرآن: 6/ 28-29]
تفسير قوله تعالى: {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (51) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال قائلٌ منهم إنّي كان لي قرينٌ} [الصافات: 51] صاحبٌ في الدّنيا). [تفسير القرآن العظيم: 2/831]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال} المؤمن منهما في الجنّة الّذي قال: {كان لي قرينٌ} [الصافات: 51]). [تفسير القرآن العظيم: 2/831]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وقال ابن مجاهدٍ، عن أبيه: {إنّي كان لي قرينٌ} [الصافات: 51] شيطانٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/832]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({يقول أإنّك لمن المصدّقين}
وقال: {لمن المصدّقين}, وثقل بعضهم , وليس للتثقيل معنى : إنما معنى التثقيل "المتصدّقين" , وليس هذا بذاك المعنى.
إنما معنى هذا من"التّصديق" و ليس من "التصدّق" , و إنما تضعّف هذه , ويخفف ما سواها .
"والصّدقة" تضعّف صادها , وتلك غير هذه.
إنما سئل رجل: من صاحبه؟ فحكى عن قرينه في الدنيا، فقال: {كان لي قرينٌ} يقول: {أإنّك لمن المصدّقين} : أنا لنبعث بعد الموت, أي: أتؤمن بهذا؟ أي: تصدق بهذا.). [معاني القرآن:3/ 39] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({إنّي كان لي قرينٌ}: أي: صاحب.). [تفسير غريب القرآن: 371]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ({قال قائل منهم إني كان لي قرين}
قال عطاء الخراساني : (هذان رجلان أخوان , تصدق أحدهما بماله , فعيره أخوه , وقال له : ما قصا الله جل وعز) .
وقد روي عن ابن عباس : (هو الرجل المشرك له صاحب مؤمن , قال له هذا) .
قال مجاهد : (قرين , أي: شيطان).).[معاني القرآن: 6/ 30]
تفسير قوله تعالى: {يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (52) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({يقول أئنّك لمن المصدّقين} [الصافات: 52] على الاستفهام). [تفسير القرآن العظيم: 2/831]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({يقول أإنّك لمن المصدّقين}
وقال: {لمن المصدّقين} , وثقل بعضهم , وليس للتثقيل معنى , إنما معنى التثقيل "المتصدّقين" , وليس هذا بذاك المعنى, إنما معنى هذا من"التّصديق" و ليس من "التصدّق" , و إنما تضعّف هذه ويخفف ما سواها .
"والصّدقة" تضعّف صادها وتلك غير هذه.
إنما سئل رجل: من صاحبه؟ فحكى عن قرينه في الدنيا، فقال: {كان لي قرينٌ} يقول: {أإنّك لمن المصدّقين} أنا لنبعث بعد الموت, أي: أتؤمن بهذا؟! , أي: تصدق بهذا؟!.). [معاني القرآن: 3/ 39]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({يقول أإنّك لمن المصدّقين (52)}
{المصدّقين}:مخففة من صدّق فهو مصدّق، ولا يجوز ههنا تشديد الصاد، لأن المصّدّقين الذين يعطون الصدقة.
و(المصدّقين) الذين لا يكذبون.
فالمعنى : كان لي قرين يقول أئنك ممن يصدّق بالبعث بعد أن تصير ترابا وعظاما، فأحبّ قرينه المسلم أن يراه بعد أن قيل له: {هل أنتم مطّلعون}.
أي: هل تحبون أن تطلعوا , فتعلموا أين منزلتكم من منزلة أهل النار؟.). [معاني القرآن: 4/ 304]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {يقول أئنك لمن المصدقين}
المعنى : يقول: أئنك لمن المصدقين بأنا مدينون , ثم كسرت إن لمجيء اللام
قال مجاهد: (مدينون , أي : محاسبون).). [معاني القرآن: 6/ 30]
تفسير قوله تعالى: {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ(53)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أئذا متنا وكنّا ترابًا وعظامًا أئنّا لمدينون} [الصافات: 53]، يعني: لمحاسبون، تفسير السّدّيّ.
أي: لا نبعث ولا نحاسب وهما اللّذان في سورة الكهف: {واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنّتين} [الكهف: 32] إلى آخر قصّتهما). [تفسير القرآن العظيم: 2/831]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({أئنّا لمدينون }: أي مجزيون، يقال: دنته أي جزيته بكذا وكذا.
{في سواء الجحيم }: في وسط الجحيم.
قال أبو عبيدة: سمعت عيسى بن عمر يقول: (كنت , وأنا شاب أقعد بالليل , فأكتب حتى ينقطع سوائي، أي: وسطي).). [مجاز القرآن: 2/ 170]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ((مدينون): مجزيون). [غريب القرآن وتفسيره: 316]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({أإنّا لمدينون} : أي : مجزيون بأعمالنا, يقال: دنته بما صنع، أي: جزيته.). [تفسير غريب القرآن: 371]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {يقول أئنك لمن المصدقين}
المعنى : يقول أئنك لمن المصدقين بأنا مدينون, ثم كسرت إن لمجيء اللام
قال مجاهد : (مدينون, أي: محاسبون).). [معاني القرآن: 6/ 30] (م)
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ({لمدينون} : لمجزيون.).[ياقوتة الصراط: 427]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَئِنَّا لَمَدِينُونَ}: أي: مجزيون بأعمالنا.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 206]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لَمَدِينُونَ}: لمجزيون.). [العمدة في غريب القرآن: 255]
تفسير قوله تعالى: {قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (54) فَاطَّلَعَ فَرَآَهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ (55)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فاطّلع فرآه في سواء الجحيم {55}} [الصافات: 55] فرأى صاحبه.
{في سواء الجحيم} [الصافات: 55]، يعني: في وسط الجحيم.
قال قتادة: فواللّه لولا أنّ اللّه عرّفه إيّاه ما كان ليعرفه، لقد تغيّر حبره وسبره.
- حمّادٌ، عن ثابتٍ البنانيّ، عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " يؤتى يوم القيامة بأشدّ النّاس بلاءً في الدّنيا من أهل الجنّة، فيقال: اصبغوه صبغةً في الجنّة، فيصبغ صبغةً، فيقال له: هل أصابك بؤسٌ قطّ، هل أصابتك شدّةٌ قطّ؟ أو كما قال، فيقول: لا، ويؤتى بأنعم النّاس في الدّنيا من أهل النّار، فيصبغ في النّار صبغةً، فيقال له: هل أصابك
نعيمٌ قطّ؟ فيقول: لا "). [تفسير القرآن العظيم: 2/832]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (سعيدٌ، عن قتادة أنّ كعبًا قال: إنّ بين الجنّة وبين النّار كوًى، فإذا أراد الرّجل من أهل الجنّة أن ينظر إلى عدوٍّ له من أهل النّار اطّلع فرآه، وهو قوله: {إنّ الّذين أجرموا} [المطففين: 29] أشركوا {كانوا من الّذين آمنوا يضحكون {29} وإذا مرّوا بهم يتغامزون {30} وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين {31}} [المطففين: 29-31]، يعني: المشركين {وإذا رأوهم} [المطففين: 32] رأوا المؤمنين {قالوا إنّ هؤلاء لضالّون} [المطففين: 32] قال اللّه: {وما أرسلوا عليهم حافظين {33} فاليوم} [المطففين: 33-34]، يعني: في الآخرة {الّذين آمنوا من الكفّار يضحكون {34} على الأرائك} [المطففين: 34-35] على السّرر {ينظرون {35} هل ثوّب الكفّار ما كانوا يفعلون {36}} [المطففين: 35-36].
قال الحسن: هذه واللّه الدّولة). [تفسير القرآن العظيم: 2/832]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {هل أنتم مّطّلعون...}
هذا رجل من أهل الجنّة، قد كان له أخ من أهل الكفر، فأحبّ أن يرى مكانه, فيأذن الله له، فيطّلع في النار ويخاطبه, فإذا رآه قال : {تاللّه إن كدت لتردين} , وفي قراءة عبد الله : (إن كدت لتغوين)
ولولا رحمة ربي {لكنت من المحضرين}: أي : معك في النار محضراً, يقول الله :{لمثل هذا فليعمل العاملون} , وهذا من قول الله.
وقد قرأ بعض القرّاء : {قال هل أنتم مطلعون (54) فاطلع} فكسر النون, وهو شاذّ؛ لأنّ العرب لا تختار على الإضافة إذا أسندوا فاعلاً مجموعاً , أو موحّداً إلى اسم مكنّى عنه.
فمن ذلك أن يقولوا: أنت ضاربي, ويقولون للاثنين: أنتما ضارباي، وللجميع: أنتم ضاربي، ولا يقولوا للاثنين: أنتما ضاربانني ولا للجميع: ضاربوننني, وإنّما تكون هذه النون في فعل ويفعل، مثل (ضربوني ويضربني وضربني). وربما غلط الشاعر فيذهب إلى المعنى، فيقول: أنت ضاربني، يتوهّم أنه أراد: هل تضربني؟, فيكون ذلك على غير صحّة.
قال الشاعر:
هل الله من سرو العلاة مريحني = ولمّا تقسّمني النّبار الكوانس
النّبر: دابّة تشبه القراد.
وقال آخر:
وما أدري وظنّي كلّ ظنٍّ = أمسلمني إلى قومٍ شراح
يريد: شراحيل , ولم يقل: أمسلمي, وهو وجه الكلام.
وقال آخر:
هم القائلون الخير والفاعلونه = إذا ما خشوا من محدث الأمر معظما
ولم يقل: الفاعلوه, وهو وجه الكلام.
وإنما اختاروا الإضافة في الاسم المكنّى لأنه يختلط بما قبله, فيصير الحرفان كالحرف الواحد, فلذلك استحبّوا الإضافة في المكنّى، وقالوا: هما ضاربان زيداً، وضاربا زيدٍ؛ لأن زيدا في ظهوره لا يختلط بما قبله؛ لأنه ليس بحرفٍ واحدٍ والمكنّى حرف.
فأمّا قوله: {فاطلع}, فإنه يكون على جهة فعل ذلك به، كما تقول: دعا فأجيب يا هذا, ويكون: هل أنتم مطلعون , فأطّلع أنا , فيكون منصوباً بجواب الفاء.). [معاني القرآن:2/ 385-387]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({أئنّا لمدينون}: أي : مجزيون.
يقال: دنته أي جزيته بكذا وكذا.
{في سواء الجحيم }: في وسط الجحيم.
قال أبو عبيدة: سمعت عيسى بن عمر يقول: (كنت وأنا شاب أقعد بالليل , فأكتب حتى ينقطع سوائي)، أي :وسطي.). [مجاز القرآن:2 /170] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {سواء الجحيم}: وسطها.). [تفسير غريب القرآن: 371]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (سِوى وسُوى
سوى وسوى: بمعنى غير، وهما جميعا في معنى بدل. وهي مقصورة. وقد جاءت ممدودة مفتوحة الأول، وهي في معنى غير.
قال ذو الرّمّة:
وماءٍ تجافَى الغيثُ عنه فما به = سواء الحمام الحضَّن الخُضْر حاضر
يريد غير الحمام.
وسواء- مفتوحة الأول ممدود- بمعنى: وسط. قال: {فَاطَّلَعَ فَرَآَهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ}، أي في وسطه.
وقد جاءت أيضا بمعنى: وسط، مكسورة الأوّل مقصورة، قال الله تعالى: {مَكَانًا سُوًى}، أي وسطا). [تأويل مشكل القرآن: 521] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (و{المصدّقين}: الذين لا يكذبون، فالمعنى : كان لي قرين , يقول : أئنك ممن يصدّق بالبعث بعد أن تصير ترابا وعظاما، فأحبّ قرينه المسلم أن يراه بعد أن قيل له: {هل أنتم مطّلعون}
أي: هل تحبون أن تطلعوا , فتعلموا : أين منزلتكم من منزلة أهل النار؟.). [معاني القرآن: 4/304] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فاطّلع فرآه في سواء الجحيم (55)}
فاطلع المسلم , فرأى قرينه الذي كان يكذب بالبعث في سواء الجحيم, أي : في وسط الجحيم، وسواء كل شيء : وسطه.
ويقرأ: هل أنتم مطلعون بفتح النون وكسرها وتخفيف الطاء .
فمن فتح النون مع التخفيف فقال: " مطلعون " , فهو بمعنى : طالعون ومطلعون، يقال: طلعت عليهم , وأطلعت , واطّلعت .
ومن قرأ مطلعون بكسر النون , قرأ " فأطلع " , ومن قرأ بفتح النون " مطلعون " وجب أن يقرأ : "فأطلع", ويجوز " فأطلع " على معنى : هل أنتم مطلعون أحدا.
فأمّا الكسر للنون , فهو شاذ عند البصريين والكوفيين جميعا , وله عند الجماعة وجه ضعيف , وقد جاء مثله في الشعر:
هم القائلون الخير والأمرونه= إذا ما خشوا من محدث الأمر معظما
وأنشدوا:
وما أدري وظني كل ظني= أمسلمني إلى قومي شراح
والذي أنشدنيه محمد بن يزيد: أيسلمني إلى قومي، وإنما الكلام أمسلمي وأيسلمني، وكذلك : هم القائلون الخير والأمروه.
وكل أسماء الفاعلين إذا ذكرت بعدها المضمر لم تذكر النون , ولا التنوين.
تقول: زيد ضاربي , وهما ضارباك , ولا يجوز : وهو ضاربني، ولا هم ضاربونك؟, ولا يجوز هم ضاربونك عندهم إلا في الشعر إلا أنه قد قرئ بالكسر:{هل أنتم مطلعون}: على معنى مطلعوني، فحذفت الياء كما تحذف في رؤوس الآي، وبقيت الكسرة دليلا عليها.
وهو في النحو - أعني كسر النون - على ما أخبرتك، والقراءة قليلة بها، وأجود القراة وأكثرها : مطّلعون بتشديد الطاء وفتح النون , ثم الذي يليه : مطلعون بتخفيف الطاء وفتح النون.). [معاني القرآن: 4/ 304-305]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ({قال هل أنتم مطلعون }: أي: قال الذي في الجنة , هل أنتم مشرفون ؟, {فاطلع فرآه }: أي: فأشرف , فرأى قرينه {في سواء الجحيم} : أي , في وسطها.). [معاني القرآن: 6/ 30-31]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {هل أنتم مطلعون}:أي: اطلعوا، ليس هي استفهاما هاهنا، إنما هي بمعنى الأمر, قال: ومنه : لما نزلت: آية تحريم الخمر , قام عمر رضي الله عنه قائما بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم , ثم رفع رأسه إلى السماء، فقال: (يا رب، بيانا أشفي من هذا في الخمر)، فنزلت: {فهل أنتم منتهون}.
قال: فنادى عمر: (انتهينا يا ربنا , انتهينا).
{طلعها كأنه رؤوس الشياطين}
قال ثعلب: اختلف الناس، فقالت طائفة: كأنة رؤوس الشياطين من الجن وحشة، وقالت طائفة: الشياطين - ها هنا - الحيات.
قال: والعرب تقول إذا فقدوا طعاما: أكله الشياطين، يعنون: الحية.). [ياقوتة الصراط: 427-429]
تفسير قوله تعالى: {قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (56) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {قال تاللّه إن كدت لتردين} [الصافات: 56] لتباعدني من اللّه.
قال السّدّيّ: {تاللّه إن كدت لتردين} [الصافات: 56]، يعني: تاللّه لقد كدت تغوين.
قال يحيى: يقوله المؤمن لصاحبه.
[تفسير القرآن العظيم: 2/832]
وقال مجاهدٌ: يقوله المؤمن لشيطانه). [تفسير القرآن العظيم: 2/833]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ إن كدت لتردين}:أرديته, أهلكته , وردى هو , أي : هلك.). [مجاز القرآن: 2/ 170]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({إن كدت لتردين}: أرديته أهلكته وردي هو ومنه {أرداكم فأصبحتم من الخاسرين}{وما يغني عنه ماله إذا تردى} وردي هو إذا هلك). [غريب القرآن وتفسيره: 317]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إن كدت لتردين}: أي: لتهلكني.
يقال: أرديت فلانا، أي : أهلكته, و«الردي»: الموت والهلاك.). [تفسير غريب القرآن: 371]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (إن الخفيفة: تكون بمعنى (ما)...، وقال المفسرون: وتكون بمعنى لقد، كقوله: {إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا} و{تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} و{تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ} و{فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ}). [تأويل مشكل القرآن: 552] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({قال تاللّه إن كدت لتردين (56)}
(تاللّه) : معناه واللّه، والتاء بدل من الواو، لتردين : أي : لتهلكني، يقال: ردي الرجل, يردى ردى إذا هلك، وأرديته , أهلكته.). [معاني القرآن: 4/ 305-306]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (قال الذي في الجنة : {تالله إن كدت لتردين }:أي : تهلكني .
وفي قراءة عبد الله : (لتغوين).). [معاني القرآن: 6/ 31]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تُرْدِينِ}: تهلكني.). [العمدة في غريب القرآن: 255]
تفسير قوله تعالى: {وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (57)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ولولا نعمة ربّي} [الصافات: 57] الإسلام.
{لكنت من المحضرين} [الصافات: 57] معك في النّار). [تفسير القرآن العظيم: 2/833]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لكنت من المحضرين} :أي: من المحضرين في النار.). [تفسير غريب القرآن: 371]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ولولا نعمة ربّي لكنت من المحضرين (57)}
أي: أحضر العذاب كما أحضرت.). [معاني القرآن: 4/ 306]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين}
قال قتادة : (أي: لمن المحضرين في النار).). [معاني القرآن: 6/ 31]
تفسير قوله تعالى: {أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (58) }
تفسير قوله تعالى: {إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (59) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إلا موتتنا الأولى} [الصافات: 59] وليس هي إلا موتةٌ واحدةٌ الّتي كانت في الدّنيا كقوله: {وأنّه أهلك عادًا الأولى} [النجم: 50] ولم يكن عادٌ قبلها.
{وما نحن بمعذّبين} [الصافات: 59] قاله على الاستفهام، وهذا استفهامٌ على سرورٍ، قد أمن ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 2/833]
تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (60) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ قال: {إنّ هذا لهو الفوز العظيم} [الصافات: 60] النّجاة العظيمة من النّار إلى الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 2/833]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين إن هذا لهو الفوز العظيم}
قال قتادة : (هذا آخر كلامه , ثم قال جل وعز: {لمثل هذا فليعمل العاملون}).). [معاني القرآن: 6/ 32]
تفسير قوله تعالى: {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (61)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه عزّ وجلّ: {لمثل هذا} [الصافات: 61]، يعني: ما وصف ممّا فيه أهل الجنّة.
{فليعمل العاملون} [الصافات: 61] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/833]