سورة الأنفال
[ من الآية (9) إلى الآية (14) ]
{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10) إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11) إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (13) ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ (14)}
قوله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (1 - اخْتلفُوا في فتح الدَّال وَكسرهَا من قَوْله {مُردفِينَ} 9
فَقَرَأَ نَافِع وَحده {مُردفِينَ} بِفَتْح الدَّال
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {مُردفِينَ} بِكَسْر الدَّال
وروى الْمُعَلَّى بن مَنْصُور عَن أَبي بكر عَن عَاصِم {مُردفِينَ} بِفَتْح الدَّال
وأخبرني الْجمال عَن أَحْمد بن يزِيد عَن القواس بأسناده عَن ابْن كثير {مُردفِينَ} مثل حَمْزَة). [السبعة في القراءات: 304]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({مردفين} بفتح الدال، مدني، ويعقوب، وسهل). [الغاية في القراءات العشر: 263]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (مردفين) [9]: بفتح الدال مدني، بصري غير أبي عمرو، وأبو عبيد، وقنبل طريق الواسطي، أبو بشر). [المنتهى: 2/719]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (مردفين) بفتح الدال، وكسرها الباقون). [التبصرة: 223]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ نافع: {مردفين} (9): بفتح الدال.
وكذا حكى لي محمد بن أحمد عن ابن مجاهد أنه قرأ على قنبل.
قال: وهو وهم.
والباقون: بكسرها). [التيسير في القراءات السبع: 298]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(قرأ نافع وأبو جعفر ويعقوب: (مردفين) بفتح الدّال وكذا حكى لي محمّد بن أحمد عن ابن مجاهد أنه قرأ على قنبل بالفتح. قال: وهو وهم. والباقون بكسرها). [تحبير التيسير: 384]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): (" آلاف من الملائكة " على الجمع الْمُعَلَّى عن أبي بكر، واختيار الزَّعْفَرَانِيّ، وهو الاختيار لقوله في آل عمران: (بِثَلَاثَةِ آلَافٍ)، و(بِخَمْسَةِ آلَافٍ)، الباقون بألف على التوحيد، (مُرْدِفِينَ) بفتح الدال قُنْبُل طريق أبي عون، وعند العراقي ابن مجاهد كأبي عون، ومدني، وأبو عبيد، وابن مسلم، وبصري غير أَبِي عَمْرٍو ألا يونس، وأبي السَّمَّال، وابن مقسم مشدد صهر الأمير عن قُنْبُل ومطرف عنه، وابن أبي عبلة، والْمُعَلَّى، والأزرق عن أبي بكر عنه، الباقون بكسر الدال خفيف، وهو الاختيار لقوله: (مِنَ الْمَلَائِكَةِ)، (وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ) ). [الكامل في القراءات العشر: 558] قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([9]- {مُرْدِفِينَ} بفتح الدال: نافع.
وكذلك قال غير واحد عن قنبل). [الإقناع: 2/654]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (714 - وَفِي مُرْدِفِينَ الدَّالَ يَفْتَحُ نَافِعٌ = وَعَنْ قُنْبُلٍ يُرْوَى وَلَيْسَ مُعَوَّلاَ). [الشاطبية: 56]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([714] وفي مردفين الدال يفتح (نافعٌ) = وعن (قنبل) يروى وليس معولا
{مردفين} بفتح الدال، لأن الله تعالى أردف بعضهم ببعضٍ، فـ(مردفين)، مخفوض على النعت لـ {ألفٍ من الملائكة}.
ويجوز أن يكون حالًا من الضمير في: {ممدكم}، فيكون المؤمنون هم المردفين، أردفهم الله بالملائكة.
وبكسر الدال، أن جعلناه نعتًا للملائكة، فهم مردفون بمعنى مردفون غيرهم خلفهم؛ يدل عليهم ما في آل عمران.
أو مردفين: جائين بعدكم لنصركم؛ أو يأتون فرقة بعد أخرى.
يقال: ردفه وأردفه بمعنى؛ قال الشاعر:
إذا الجوزاء أردفت الثريا = ظننت بآل فاطمة الظنونا
ويجوز أن يكون مردفين بالكسر حالًا من المؤمنين، كما سبق في الفتح.
[فتح الوصيد: 2/948]
قال أبو عبيد رحمه الله: «فسرها أبو عمرو: أردف بعضهم بعضًا»؛ يعني الكسر.
قال أبو عبيد: «وإنما الإرداف، أن يحمل صاحبه خلفه، ولم نسمع هذا في نعت الملائكة يوم بدر. وإن تأول متأول ذلك بمعنى رادفين، لم أحبه أيضًا، لأن القرآن لم ينزل بهذه اللغة؛ قال تعالى: {تتبعها الرادفة}، ولم يقل المردفة، و{ردف لكم}، ولم يقل أردف».
واختار الفتح وقال: «تأويله: إن الله تعالى أردف المسلمين بهم».
قال: «وكان مجاهد يفسر هذا؛ ممدين، وهو تحقيق هذا المعنى».
(وعن قنبل يروی)، قال أبو عمرو: «نا محمد بن أحمد نا ابن مجاهد قال: قرأت على قتبل بفتح الدال».
قال: «وهو وهم» ). [فتح الوصيد: 2/949]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([714] وفي مردفين الدال يفتح نافعٌ = وعن قنبلٍ يروى وليس معولا
ح: (الدال): مفعول (يفتح)، (نافعٌ): فاعله، (في مردفين) ظرفه، فاعل (يروى): ضمير الفتح المدلول عليه في (يفتح)، اسم (ليس): ضمير يرجع إلى مصدر (يُروى)، (معولًا): خبره، أي: معولًا عليه، حذف حرف الجر، فاستتر الضمير في (معولا)، كما في {وذلك يومٌ مشهودٌ} [هود: 103]، أي: مشهود فيه.
ص: يعني: يفتح نافع الدال في: {بألفٍ من الملائكة مردفين} [9]، أي: أردفهم الله بعدهم بغيرهم، فهم مردفون، والباقون: بكسر الدال على معنى: جائين بعدكم، وقيل: مردفين خلفهم ملائكةً آخرين.
ثم قال: يُروى فتح الدال عن قنبل أيضًا، لكن هذا النقل ليس بمعولٍ عليه، لأن المشهور الصحيح عنه الكسر). [كنز المعاني: 2/270]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (714- وَفِي مُرْدِفِينَ الدَّالَ يَفْتَحُ نَافِعٌ،.. وَعَنْ قُنْبُلٍ يُرْوَى وَلَيْسَ مُعَوَّلا
أي: وليس معولا عليه قال صاحب التيسير: قرأ نافع "مردفين" بفتح الدال وكذلك حكى لي محمد بن أحمد عن ابن مجاهد أنه قرأ على قنبل قال: وهو واهم.
قلت: والقائل بأنه وهم هو ابن مجاهد؛ فإنه قال في كتاب السبعة له من رواية ابن بدهن: قرأت على قنبل "مردَفين" بفتح الدال مثل نافع وهو وهم: حدثني الجمال أحمد بن يزيد عن القواس عن أصحابه مردفين بكسر الدال.
قلت: والقواس هو شيخ قنبل، وكان قنبل سنة قرأ عليه ابن مجاهد قد اختلط على ما بيناه عند اسمه في الخطبة في الشرح الكبير، واختار أبو عبيد قراءة الفتح قال: وتأويله: أن الله تعالى أردف المسلمين بهم قال: وكان مجاهد يفسرها ممدين وهو تحقيق هذا المعنى قال وفسرها أبو عمرو "على قراءة الكسر" أردف بعضهم بعضا قال أبو عبيدة: فالإرداف: أن يحمل الرجل صاحبه خلفه ولم يسمع هذا في نعت الملائكة يوم بدر، فإن تأول بعضهم مردفين بمعنى رادفين: لم أحبه أيضا؛ لأن القرآن لم ينزل بهذه اللغة؛ ألا تسمع قوله تعالى: {تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ}، ولم يقل المردفة، وكذلك قوله تعالى: {رَدِفَ لَكُمْ}، لم يقل: أردف لكم، وقال الفراء: مردفين: متابعين، يردف بعضهم بعضا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/194]
ومردفين فعل بهم، قال الزجاج: يقال: أردفت الرجل إذا جئت بعده، فمعنى مردفين: يأتون فرقة بعد فرقة، قال أبو علي: من قال: "مردفين" احتمل وجهين؛ أحدهما: أن يكونوا مردفين مثلهم تقول: أردفت زيدا فيكون المفعول محذوفا في الآية، والآخر: أن يكونوا جاءوا بعدهم، قال أبو الحسن: تقول العرب: بنو فلان مردفوننا؛ أي: يجيئون بعدنا، قال أبو عبيدة: مردفين: جاءوا بعد، وردفني وأردفني واحد فمردفين صفة للألف الذين هم الملائكة ومردفين على أردفوا الناس؛ أي: أنزلوا بعدهم، فيجوز على هذا أن يكون حالا من الضمير المنصوب في ممدكم مردفين بألف من الملائكة والله أعلم). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/195]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (714 - وفي مردفين الدّال يفتح نافع = وعن قنبل يروى وليس معوّلا
قرأ نافع: مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ بفتح الدال، ولقنبل فيه وجهان: الأول: الفتح كنافع، والثاني: الكسر كبقية القراء، ولكن الوجه الأول لم يعتمد عليه ولم يصح من طريق الناظم وأصله فيجب الاقتصار لقنبل على وجه الكسر كالجماعة). [الوافي في شرح الشاطبية: 278]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (118- .... .... .... وَمُرْدِفِي افْـ = ـتَحَنْ .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 29]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(قال: ومردفي افتحن موهن واقرأ يغشي انصب الولا حلا، أي قرأ مرموز (حا) حلا وهو يعقوب {مردفين} [9] بفتح الدال اسم مفعول كأبي جعفر، وخلف بكسرها اسم فاعل، علم من الوفاق). [شرح الدرة المضيئة: 136]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: مُرْدِفِينَ فَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ وَيَعْقُوبُ بِفَتْحِ الدَّالِ وَمَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ مُجَاهِدٍ عَنْ قُنْبُلٍ فِي ذَلِكَ فَلَيْسَ بِصَحِيحٍ عَنِ ابْنِ مُجَاهِدٍ لِأَنَّهُ نَصَّ فِي كِتَابِهِ عَلَى أَنَّهُ قَرَأَ بِهِ عَلَى قُنْبُلٍ قَالَ: وَهُوَ وَهْمٌ، وَكَانَ يَقْرَأُ لَهُ وَيُقْرِئُ بِكَسْرِ الدَّالِ. قَالَ الدَّانِيُّ: وَكَذَلِكَ قَرَأْتُ مِنْ طَرِيقِهِ، وَطَرِيقِ غَيْرِهِ عَنْ قُنْبُلٍ، وَعَلَى ذَلِكَ أَهْلُ الْأَدَاءِ
[النشر في القراءات العشر: 2/275]
(قُلْتُ): وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ). [النشر في القراءات العشر: 2/276]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ المدنيان ويعقوب {مردفين} [9] بفتح الدال، والباقون بالكسر). [تقريب النشر في القراءات العشر: 530]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (656 - ومردفي افتح داله مدًا ظمي = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 77]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ومرد في افتح داله (مدا) (ظ) مى = رفع النّعاس (حبر) يغشى فاضمم
أي وقرأ «من الملائكة مردفين» بفتح الدال نافع وأبو جعفر ويعقوب، والباقون بكسرها). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 241]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ومرد في افتح داله (مدا) (ظ) مى = رفع النّعاس (حبر) يغشى فاضمم
ش: أي: قرأ مدلول (مدا) نافع وأبو جعفر، وظاء (ظما) يعقوب: بألف من الملائكة مردفين [الأنفال: 9] بفتح الدال على أنه اسم مفعول من «أردف» مسند إلى ضمير ألف؛ فهو جر نعتهم، أو إلى ضمير المؤمنين؛ فنصب حال ضمير ممدّكم.
والباقون بكسر الدال على أنه اسم فاعل مسند إلى أحدهما، أي: مردفين مثلهم، يقال: أردف بعضهم بعضا، [و] أردفه خلفه.
قال المصنف: وما روى عن ابن مجاهد عن قنبل من الفتح: فليس بصحيح عن ابن مجاهد؛ لأنه نص في كتابه على أنه قرأ به عن قنبل قال: وهو وهم، وكان يقرأ له ويقرئ بكسر الدال.
قال الداني: وكذلك قرأت من طريقه، وطريق غيره عن قنبل، وعلى ذلك أهل الأداء عنه، وقرأ [ذو] (حبر) ابن كثير وأبو عمرو: إذ يغشاكم النعاس [الأنفال: 11] بالرفع، والباقون بالنصب، ثم قال: (يغشى فاضمم) واكسر لباق، يعنى: أن غير حبر قرءوا يغشى بضم الياء وكسر الشين، فحبر قرأ بفتحها.
وإلى التكميل أشار بقوله:
ص:
واكسر لباق واشددن مع موهن = خفّف (ظ) بى (كنز) ولا ينوّن). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/349] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأدغم ذال "إذ تستغيثون" أبو عمرو وهشام وحمزة والكسائي وخلف). [إتحاف فضلاء البشر: 2/77] قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "مردفين" [الآية: 9] فنافع وأبو جعفر ويعقوب بفتح الدال اسم مفعول أي: مردفين بغيرهم، والباقون بالكسر اسم فاعل أي: مردفين مثلهم، وما روي عن قنبل من طريق ابن مجاهد أنه يقرأ كنافع، فليس بصحيح عن ابن مجاهد كما في النشر). [إتحاف فضلاء البشر: 2/77]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({مردفين} قرأ نافع بفتح الدال، والباقون بالكسر، وقنبل منهم، ومن جعله كنافع فقد وهم). [غيث النفع: 653]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9)}
{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ}
- قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب وابن ذكوان بإظهار الذال.
- وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وهشام وخلاد والحسن واليزيدي وابن محيصن وبإدغام الذال في التاء، وصورتها: (إتستغيثون)، واستحسن هذا أبو حاتم.
{فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي}
- قراءة الجماعة (... أني) بفتح الهمزة على تقدير الباء، أي: فاستجاب لكم بأني ...
- وقرأ عيسى بن عمر واللؤلؤي وخارجة والهمداني كلهم عن أبي عمرو (... إني) بكسر الهمزة على إضمار القول على مذهب البصريين، أو على الحكاية باستجاب، لإجرائه مجرى القول عند الكوفيين.
{بِأَلْفٍ}
- قراءة الجمهور (بألفٍ) على التوحيد.
[معجم القراءات: 3/262]
- وقرأ جعفر بن محمد وعاصم الجحدؤي (بآلفٍ) جمع (ألف) وهو مثل: فلس وأفلس.
قالوا: وهو معنى قوله: (بثلاثة آلاف) وقوله (بخمسة آلاف) في سورة آل عمران.
- وقرأ عاصم الجحدري والسدي (بالآلف).
- وقرئ (بألف) مثل صبر.
- وقرأ الضحاك وأبو رجاء والسدي وجعفر بن محمد (بآلاف من الملائكة)، على الجمع.
قال الزمخشري: (ليوافق ما في سورة آل عمران).
- وقرأ أبو العالية وأبو المتوكل والجحدري (بألوفٍ) على الجمع.
- وقرأ الجحدري وأبو الجوزاء وأبو عمران (بيلفٍ) بياء مفتوحة وسكون اللام من غير ألف ولا واو.
{مُرْدِفِينَ}
- قرأ أبو عمرو وابن كثير وعاصم وحمزة والكسائي وابن عامر
[معجم القراءات: 3/263]
والأعمش والحسن ومجاهد والقواس، وقنبل بخلاف عنه (مردفين) بكسر الدال، أي متابعاً بعضهم بعضاً، من أردف، ورجح الطبري هذه القراءة.
- وقرأ نافع، والمعلى بن منصور عن أبي بكر عن عاصم، وأبو جعفر وأبو عون عن قنبل، ويعقوب وابن مجاهد وشيبة وسهل (مردفين) بفتح الدال، أي: مردفين من غيرهم.
قال النشار: (وقنبل بالفتح والكسر).
واقل ابن الجزري:
(وما روي عن ابن مجاهد عن قنبل في ذلك فليس بصحيح عن ابن مجاهد، لأنه نص في كتابه على أنه قرأ به على قنبل، وقال: وهو وهم، وكان يقرأ له، ويقرئ بكسر الدال).
وقال الداني: (وكذلك قرأت من طريقه وطريق غيره عن قنبل [أي بالكسر]، وعلى ذلك أهل الأداء.
قلت [أي ابن الجزري]: وبذلك قرأ الباقون).
[معجم القراءات: 3/264]
- وقرأ رجل من أهل مكة فيما روى عنه الخليل بن أحمد (مردفين) بفتح الراء، وكسر الدال مشددة، وأصله: مرتدفين.
قال ابن جني:
(أصله مرتدفين من الردف، فآثر إدغام التام في الدال، فأسكنها وأدغمها في الدال، فلما التقى ساكنان وهما: الراء والدال حرك الراء لالتقاء الساكنين ...).
وقال الرازي:
(وقد يجوز فتح الراء فراراً إلى أخف الحركات، أو لنقل حركة التاء إلى الراء عند الإدغام، ولا يعرف له أثر).
- وحكي عن الخليل وهارون أن ناساً من أهل مكة يقرأون، [وذكر ابن خالويه أنها رواية الخليل عن ابن كثير]: (مردفين).
قال سيبويه: (فمن قال هذا فإنه يريد: (مرتدفين)، وإنما أتبعوا الضمة الضمة حيث حركوا).
وقال الزبيدي:
(قال الخليل سمعت رجلاً بمكة يزعم أنه من القراء وهو يقرأ ...).
واق ابن جني: (... فآثر إدغام التاء في الدال، فلما التقى ساكنان
[معجم القراءات: 3/265]
وهما الراء والدال حركت لالتقاء الساكنين، فتارة ضمها اتباعاً لضمة الميم ...).
وقال ابن الأنباري:
(ومن قرأ: مردفين بضم الراء مع تشديد الدال والكسر فإن أصله أيضاً مرتدفين، فحذف فتحة التاء وأبدل منها دالاً، وأدغم الدال في الدال، فبقيت الدال الأولى ساكنة والراء قبلها ساكنة، فحركت الراء لالتقاء الساكنين، وضمت الراء إتباعاً لضمة الميم ...).
-وقرئ أيضاً (مردفين) بكسر الراء إتباعاً لحركة الدال، أو حركت بالكسر على أصل التقاء الساكنين، وأصله: مرتدفين.
قال ابن جني:
(فلما التقى ساكنان وهما الراء والدال حرك الراء لالتقاء الساكنين، فتارة ضمها إتباعاً لضمة الميم، وأخرى كسرها إتباعاً لكسرة الدال).
وكسر الراء عند ابن الأنباري في مثل هذه الحالة وجه في القياس. وذكر العكبري أنه فقرئ (مردفين) على إتباع الميم الراء.
قال أبو حيان:
(قال ابن عطية: (ويحسن ... مع هذه القراءة [كسر الراء] كسر الميم، ولا أحفظه قراءة).
[معجم القراءات: 3/266]
وذهب الشهاب الخفاجي إلى أنه جائز في العربية وليس بقراءة.
- وذكر الفيروزآبادي أن الجحدري قرأ (مردفين) بسكون الراء وتشديد الدال، جمعاً بين الساكنين.
- وقرأ معاذ القارئ وأبو المتوكل الناجي وأبو مجلز (مردفين) بفتح الراء والدال مع التشديد.
- وقرأ أبو الجوزاء وأبو عمران (مردفين) برفع الراء وكسر الدال والتخفيف.
قال العكبري: (والأشبه أن يكون أراد التشديد، فحذف إحدى الدالين تخفيفاً) ). [معجم القراءات: 3/267]
قوله تعالى: {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10)}
{بُشْرَى}
- أماله أبو عمرو وحمزة الكسائي وخلف وابن ذكوان من طريق الصوري.
- وبالتقليل عن الأزرق وورش.
- والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
{وَلِتَطْمَئِنَّ}
- وقرأ الحنبلي عن هبة الله (لتطمئن) بتسهيل الهمزة.
وتقدم مثل هذا في الآية/ 126 من سورة آل عمران). [معجم القراءات: 3/267]
قوله تعالى: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (2 - وَاخْتلفُوا في قَوْله {إِذْ يغشيكم النعاس} 11
فَقَرَأَ ابْن كثير وَأَبُو عَمْرو {إِذْ يغشيكم النعاس} بِفَتْح الْيَاء وَجزم الْغَيْن وَفتح الشين وَالْألف بعْدهَا و{النعاس} رفع
وَقَرَأَ نَافِع {إِذْ يغشيكم النعاس} بِضَم الْيَاء وَجزم الْغَيْن وَكسر الشين و{النعاس} نصب
وَقَرَأَ عَاصِم وَابْن عَامر وَحَمْزَة والكسائي {يغشيكم} بِضَم الْيَاء وَفتح الْغَيْن مُشَدّدَة الشين مَكْسُورَة {النعاس} نصب). [السبعة في القراءات: 304]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ({إذ يغشاكم} بفتح الياء، خفيف {النعاس} رفع مكي، وأبو عمرو {إذ
[الغاية في القراءات العشر: 263]
يغشيكم) بضم الياء وسكون الغين وكسر الشين (خفيف) مدني). [الغاية في القراءات العشر: 264]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يغشيكم) [11]: خفيف: مدني، وأبو بشر. بألف وفتح الياء والشين، (النعاس): رفع: مكي، وأبو عمرو). [المنتهى: 2/719]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو (يغشكم) بفتح الياء وألف بعد الشين، وقرأ نافع بضم الياء وياء بعد الشين، وكذلك قرأ الباقون غير أنهم شددوا الشين، وكلهم نصبوا (النعاس) إلا أبا عمرو وابن كثير فإنهما رفعاه). [التبصرة: 223]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن كثير، وأبو عمرو: {إذ يغشاكم} (11): بفتح الياء والشين وألف بعدها. {النعاس}: برفع السين.
ونافع: {يغشيكم}: بضم الياء، وكسر الشين مخففًا.
{النعاس}: بالنصب.
والباقون: كذلك، إلا أنهم فتحوا الغين، وشددوا الشين). [التيسير في القراءات السبع: 298]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(ابن كثير وأبو عمرو: (إذ يغشاكم) بفتح الياء والشين وألف بعدها (النعاس) برفع السّين ونافع وأبو جعفر {يغشيكم} بضم الياء وكسر الشين مخففا (النعاس) بالنّصب، والباقون كذلك إلّا أنهم فتحوا الغين وشددوا الشين). [تحبير التيسير: 384]
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (وَيُذْهِبَ) جزم الحلواني عن اللؤلؤي عن أَبِي عَمْرٍو، والحسين طريق الْيَزِيدِيّ، الباقون نصبها وهو الاختيار لقوله: (لِيُطَهِّرَكُمْ)). [الكامل في القراءات العشر: 558] قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([11]- {يُغَشِّيكُمُ} خفيف. {النُّعَاسَ} نصب: نافع.
بألف وفتح الياء والشين "النُّعَاسُ" رفع: ابن كثير وأبو عمرو). [الإقناع: 2/654]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (715 - وَيُغْشِي سَمَا خِفًّا وَفِي ضَمِّهِ افْتَحُوا = وَفِي الْكَسْرِ حَقًّا وَالنُّعَاسَ ارْفَعُوا وِلاَ). [الشاطبية: 57]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([715] ويغشي (سما) خفًا وفي ضمه افتحوا = وفي الكسر (حقـً)ا والنعاس ارفعوا ولا
[فتح الوصيد: 2/949]
ويُغْشيكم ويُغَشيكم بمعنى واحد، وهو مسند إلى الله سبحانه.
و(ولاء): متابعة). [فتح الوصيد: 2/950]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([715] ويغشي سما خفًا وفي ضمه افتحوا = وفي الكسر حقًا والنعاس ارفعوا ولا
ح: (يغشى سما): مبتدأ وخبر، (خفا): تمييز، أي: ارتفع تخفيفه، (في الكسر): عطف على (وفي ضمه)، أي: افتحوا في كسره، (حقًا): مفعول مطلق، أي: حق حقًا، (ارفعوا): عطف على (افتحوا)، (النعاس): مفعوله، (ولا): حال، أي: ذوي ولاء، أي: متابعة.
ص: يعني قرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير: (يغشيكم النعاس) [11] بالتخفيف، لكن أبا عمرو وابن كثير فتحا ضم الياء وكسر الشين، ورفعا {النعاس} على الفاعلية.
فحصل لابن كثير وأبي عمرو: {يغشاكم النعاس} بفتح الياء والشين مع التخفيف، ورفع {النعاس}، ولنافع: {يغشيكم} بضم الياء وكسر الشين ونصب {النعاس}، وكذا للباقين، لكن نافعًا خفف من (أغشى يُغشي)، والباقون: شددوا من (غشى يُغشي) ). [كنز المعاني: 2/271]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (715- وَيُغْشِي "سَمَا" خِفًّا وَفِي ضَمِّهِ افْتَحُوا،.. وَفِي الكَسْرِ "حَقًّـ"ـا وَالنُّعَاسَ ارْفَعُوا وِلا
خفا: تمييز أو حال؛ أي: ارتفع تخفيفه أو ارتفع خفيفا؛ أي: ذا خف يعني: تخفيف الشين مع سكون الغين والباقون بفتح الغين وتشديد الشين وهما لغتان سبق ذكرهما في الأعراف، وزاد ابن كثير وأبو عمرو على تخفيف الشين: فتحها وفتح الياء الأولى وانقلبت الياء الأخيرة ألفا لانفتاح ما قبلها فقرءا مما يغشاكم مضارع غشى كعمى يعمى فهذا معنى قوله: وفي ضمه افتحوا؛ يعني: ضم الباء وفي الكسر يعني: الشين فتحوا
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/195]
أيضا فتحا حقا والتقدير حق ذلك حقا ولزم من قراءتهما يغشى أن يرتفع النعاس على الفاعلية وأن ينتصب في قراءة غيرهما على المفعولية؛ ليتعدى الفعل إليه بالزيادة على غشى همزة أو تضعيفا فهذا معنى قوله: والنعاس ارفعوا؛ أي: لمدلول حقا ولا بالكسر؛ أي: ذوى ولاء؛ أي: متابعة). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/196]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (715 - ويغشى سما خفّا وفي ضمّه افتحوا = وفي السّرّ حقّا والنّعاس ارفعوا ولا
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ بتخفيف الشين ويلزمه سكون الغين
فتكون قراءة الباقين بتشديد الشين ويلزمه فتح الغين. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بفتح ضم الياء وفتح كسر الشين وألف بعدها ورفع سين النُّعاسَ فتكون قراءة الباقين بضم الياء وكسر الشين وياء بعدها فيتحصل أن نافعا يقرأ يُغَشِّيكُمُ بضم الياء وسكون الغين وتخفيف الشين وكسرها وياء بعدها ونصب سين النعاس وأن ابن كثير وأبا عمرو يقرءان بفتح الياء وسكون الغين وفتح الشين مخففة وألف بعدها ورفع النعاس وأن الباقين يقرءون بضم الياء وفتح الغين وتشديد الشين وكسرها وياء
بعدها ونصب النعاس). [الوافي في شرح الشاطبية: 278]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (118- .... .... .... .... .... = .... مُوْهِنٌ وَاقْرَأْ يُغَشِّي انْصِبِ الْوِلَا
119 - حَلاَ .... .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 29] (م)
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ): (وقرأ أيضًا {موهن كيد الكافرين} [18] بإسكان الواو وتخفيف الهاء مع التنوين ونصب {كيد}، وقرأ أيضًا {إذ يغشيكم} [18] بتشديد الشين ونصب {النعاس}، وعلم من الوفاق لخلف كذلك ولأبي جعفر بتخفيف الشين ونصب {النعاس} وأشار بقوله أنصب الولا نصب كيد الذي يلي موهن، ونعاس الذي يلي يغشيكم). [شرح الدرة المضيئة: 136] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ فَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو بِفَتْحِ الْيَاءِ وَالشِّينِ وَأَلِفٍ بَعْدَهَا لَفْظًا (النُّعَاسُ) بِالرَّفْعِ، وَقَرَأَ الْمَدَنِيَّانِ بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الشِّينِ، وَيَاءٍ بَعْدَهَا النُّعَاسَ بِالنَّصْبِ، وَكَذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ إِلَّا أَنَّهُمْ فَتَحُوا الْعَيْنَ وَشَدَّدُوا الشِّينَ). [النشر في القراءات العشر: 2/276]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ ابن كثير وأبو عمرو {يغشيكم} [11] بفتح الياء والشين وألف بعدها، {النعاس} [11] بفتح الياء والشين وألف بعدها، {النعاس} [11] بالرفع، والمدنيان بضم الياء وكسر الشين وياء بعدها، ونصب {النعاس}، وكذا الباقون، إلا أنهم فتحوا الغين وشددوا الشين). [تقريب النشر في القراءات العشر: 530]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (656- .... .... .... .... .... = رفع النّعاس حبر يغشى فاضمم
657 - واكسر لباقٍ .... .... .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 77]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قوله: (رفع النعاس) يعني قوله تعالى: «إذ يغشاكم النّعاس أمنة منه» قرأه ابن كثير وأبو عمرو يغشاكم بفتح الياء والشين والنعاس بالرفع، وهذا خرج من ضد قوله: فاضمم واكسر لباق: أي لغير حبر، فيبقى مدلول حبر بضد الضم في الياء وهو فتحها وبضد الكسر في الشين وهو الفتح، وإذ انفتحت الشين
[شرح طيبة النشر لابن الجزري: 241]
انقلبت الياء ألفا ضرورة، والباقون الذين هم غير مدلول حبر بنصب النعاس وبضم الياء وكسر الشين، وإذا انكسرت الشين انقلبت الألف ياء فتصير يغشيكم، وشدد الشين منهم يعقوب والكوفيون وابن عامر، وهذا معنى قوله: واشدد مع موهن الخ كما سيأتي في البيت الآتي). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 242]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ومرد في افتح داله (مدا) (ظ) مى = رفع النّعاس (حبر) يغشى فاضمم
ش: أي: قرأ مدلول (مدا) نافع وأبو جعفر، وظاء (ظما) يعقوب: بألف من الملائكة مردفين [الأنفال: 9] بفتح الدال على أنه اسم مفعول من «أردف» مسند إلى ضمير ألف؛ فهو جر نعتهم، أو إلى ضمير المؤمنين؛ فنصب حال ضمير ممدّكم.
والباقون بكسر الدال على أنه اسم فاعل مسند إلى أحدهما، أي: مردفين مثلهم، يقال: أردف بعضهم بعضا، [و] أردفه خلفه.
قال المصنف: وما روى عن ابن مجاهد عن قنبل من الفتح: فليس بصحيح عن ابن مجاهد؛ لأنه نص في كتابه على أنه قرأ به عن قنبل قال: وهو وهم، وكان يقرأ له ويقرئ بكسر الدال.
قال الداني: وكذلك قرأت من طريقه، وطريق غيره عن قنبل، وعلى ذلك أهل الأداء عنه، وقرأ [ذو] (حبر) ابن كثير وأبو عمرو: إذ يغشاكم النعاس [الأنفال: 11] بالرفع، والباقون بالنصب، ثم قال: (يغشى فاضمم) واكسر لباق، يعنى: أن غير حبر قرءوا يغشى بضم الياء وكسر الشين، فحبر قرأ بفتحها.
وإلى التكميل أشار بقوله:
ص:
واكسر لباق واشددن مع موهن = خفّف (ظ) بى (كنز) ولا ينوّن). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/349] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "يُغَشِّيكُم النُّعَاسَ" [الآية: 11] فابن كثير وأبو عمرو بفتح الياء وسكون الغين وفتح الشين وألف بعدها لفظا "النعاس" بالرفع على الفاعلية من غشى يغشى وافقهما ابن محيصن واليزيدي، وقرأ نافع وأبو جعفر بضم الياء وسكون الغين، وبياء بعدها من أغشى النعاس بالنصب مفعول به، وفاعله ضمير الباري تعالى، وافقهما الحسن والباقون بضم الياء وفتح الغين وكسر الشين مشددة، وبياء بعدها ونصب النعاس من غشى بالتشديد). [إتحاف فضلاء البشر: 2/77] قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن تسكين ميم "أَمْنَةً" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/77]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "وينزِل" [الآية: 11] بسكون النون وتخفيف الزاي ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/77]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({يغشيكم النعاس} [11] قرأ المكي والبصري {يغشاكم} بفتح الياء والشين، وألف بعدها، لفظًا لا خطا، إذ لم تختلف المصاحف كما قال في التنزيل: (أنها مرسومة بالياء بين الشين والكاف) و{النعاس} بالرفع.
ونافع بضم الياء، وكسر الشين، وبعدها ياء، و{النعاس} بالنصب، والباقون مثله، إلا أنهم فتحوا الغين، وشددوا الشين). [غيث النفع: 653]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {وينزل} قرأ المكي وبصري بإسكان النون، وتخفيف الزاي، والباقون بفتح النون وتشديد الزاي). [غيث النفع: 654]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11)}
{يُغَشِّيكُمُ}
- قرأ عاصم وحمزة والكسائي وابن عامر ومجاهد والحسن وعكرمة وأبو رجاء وعروة بن الزبير ويعقوب وخلف (يغشيكم) مضارع غشى، والفاعل ضمير الله، والنعاس: منصوب على المفعولية، وهي المختارة عند الطبري وغيره.
- وقرأ أبو عمرو وابن كثير وابن محيصن ومجاهد واليزيدي (يغشاكم) مضارع غشي.
والنعاس: رفع به على الفاعلية.
- وقرأ نافع وأبو جعفر والأعرج وابن نصاح وأبو حفص والحسن (يغشيكم) مضارع (أغشى).
النعاس: منصوب على المفعولية.
{أَمَنَةً}
- قراءة الجماعة بفتح الميم (امنةً).
- وقرأ ابن محيصن، والنخعي وابن يعمر في رواية عنهما والسلمي
[معجم القراءات: 3/268]
وأبو المتوكل وأبو العالية (أمنة) بسكون الميم.
{يُنَزِّلُ}
- قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب وابن محيصن واليزيدي وسهل (ينزل) بالتخفيف من (أنزل).
- وقرأ باقي السبعة وأبو جعفر وطلحة والحسن (ينزل) بالتشديد من (نزل).
{يُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً}
- قراءة الجمهور (.. ماءً) بالمد.
- وقرأ الشعبي (ما) بغير همز.
وخرج هذه القراءة ابن جني والرازي على جعل (ما) موصولاً بمعنى الذي، وإلى مثل هذا ذهب العكبري، وذهب أبو حيان إلى أنه بمعنى (ماء) الممدود، ورد مذهب من قال إنها موصولة.
قال أبو حيان:
(... وذلك أنهم حكوا أن العرب حذفت هذه الهمزة، فقالوا: (ما يا هذا) بحذف الهمزة وتنونين الميم، فيمكن أن تخرج على هذا، إلا أنهم أجروا الوصل مجرى الوقف، فحذفوا التنوين؛ لأنك إذا وقفت على: (شربت ماء) قلت: سربت ما، بحذف التنوين وإبقاء الألف، إما ألف الوصل الذي هي بدل من الواو وهي عين الكلمة،
[معجم القراءات: 3/269]
وإما الألف التي هي بدل من التنوين حالة النصب).
{لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ}
- قرأ سعيد بن المسيب (ليطهركم به) بسكون الطاء من (أطهر).
- وقراءة الجماعة (ليطهركم به) بتشديد الطاء من (طهر).
- وعن الأزرق وورش ترقيق الراء.
- والباقون على التفخيم.
{وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ}
- قرأ عيسى بن عمر (ويذهب بجزم الباء، وذكرها الصفراوي لأبي عمرو من طريق اللؤلؤي وعدي.
ولم يذكر لها أبو حيان تخريجاً، ولم أجد لها وجهاً غير أن يحمل هذا الإسكان على التخفيف!
وقرأ مجاهد (ونذهب) بنون العظمة.
ولم يضبط ابن خالويه هذه القراءة، غير أنه غلب على ظني أنها بضم النون وفتح الباء، على نسق قراءة الجماعة.
- وقراءة الجماعة (ويذهب) بالياء ونصب الباء.
{رِجْزَ}
- قرأ ابن محيصن ومجاهد (رجز) بضم الراء.
- وقراءة الجماعة بكسرها (رجز).
- وقرأ أبو العالية (رجس) بالسين، وذكرها السمين قراءة لابن
[معجم القراءات: 3/270]
أبي عبلة.
قال بن جني:
(فقراء الجماعة (رجز الشيطان) معناه كمعنى: رجس الشيطان) ). [معجم القراءات: 3/271]
قوله تعالى: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12)}
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (ابن عامر، والكسائي: {الرعب} (12): مثقلاً.
والباقون: مخففًا). [التيسير في القراءات السبع: 298]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : ( (الرعب) مذكور في آل عمران). [تحبير التيسير: 384]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وَتَقَدَّمَ ذِكْرُ الرُّعْبَ فِي الْبَقَرَةِ عِنْدَ هُزُوًا، وَكَذَلِكَ تَقَدَّمَ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ، وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى عِنْدَ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا). [النشر في القراءات العشر: 2/276] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({الرعب} [12] ذكر في البقرة). [تقريب النشر في القراءات العشر: 530]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وقرأ "الرعب" [الآية: 12] بضم العين ابن عامر والكسائي وأبو جعفر ويعقوب). [إتحاف فضلاء البشر: 2/77]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ({الرعب} [12] قرأ الشامي وعلي بضم العين، والباقون بالإسكان). [غيث النفع: 654]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ (12)}
{أَنِّي مَعَكُمْ}
- قراءة الجماعة (.. أني معكم) بفتح الهمزة.
وقوله: أني معكم، مفعول يوحي، أي يوحي كوني معكم بالغلبة والنصر.
- وقرأ عيسى بن عمر بخلاف عنه (... إني معكم) بكسر الهمزة. وفيها وجهان: أحدهما: أنه على إضمار القول، وهو مذهب البصريين، والثاني: إجراء 0يوحي) مجرى القول لأنه بمعناه، وهو مذهب الكوفيين.
قال ابن عطية: (وقرأ عيسى بن عمر ... بكسر الألف على استئناف إيجاد القصة) كذا: إيجاد!!.
{الرُّعْبَ}
- قرأ ابن عامر والكسائي والأعرج وأبو جعفر ويعقوب (الرعب) بضم العين.
- وقراءة الجماعة (الرعب) بسكون العين، وهو الأجود عند أبي زرعة.
وفي التاج: (وبضمتين، وهما لغتان، الأصل الضم، والسكون
[معجم القراءات: 3/271]
تخفيف، وقيل بالعكس، والضم إتباع ...).
وتقدمت هاتان القراءتان في الآية/ 151 من سورة آل عمران). [معجم القراءات: 3/272]
قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (13)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (13)}
{بِأَنَّهُمْ}
- قراءة حمزة في الوقف بإبدال الهمزة المفتوحة بعد الكسر ياءً مفتوحة، صورتها: (بينهم) كذا!
{وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ}
- أجمع القراء على الفك (يشاقق) إتباعاً لخط المصحف، وهي لغة الحجاز، والإدغام لغة تميم). [معجم القراءات: 3/272]
قوله تعالى: {ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ (14)}
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ (14)}
{ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ}
- قرأ عبد الله بن مسعود (هذا فذوقوه).
- وقراءة الجماعة (ذلكم فذوقوه).
{فَذُوقُوهُ}
- قراءة ابن كثير في الوصل (فذوقوهو) بوصل الهاء بواو.
{وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ}
- قراءة الجمهور (وأن للكافرين ...) بفتح الهمزة.
وهو عند القراء على وجهين:
- أحدهما: على تقرير: وذلك بأن للكافرين عذاب النار، فألقيت الباء).
- والثاني: على إضمار فعل، أي: واعلموا أن للكافرين عذاب النار.
[معجم القراءات: 3/272]
وذهب العكبري إلى أن التقدير، والأمر أن للكافرين ...، وهو ما ذهب إليه ابن الأنباري أيضاً.
- وقرأ الحسن وزيد بن علي وسليمان التميمي (وإن ...) بكسر الهمزة على استئناف الإخبار.
{لِلْكَافِرِينَ}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيات/ 19، 34، 89 من سورة البقرة.
{النَّارِ}
- تقدمت الإمالة فيه في الآيتين/ 19 من سورة البقرة، و/ 16 من آل عمران). [معجم القراءات: 3/273]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين