العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة يس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 جمادى الأولى 1434هـ/18-03-2013م, 12:52 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير سورة يس [ من الآية (68) إلى الآية (70) ]

تفسير سورة يس
[ من الآية (68) إلى الآية (70) ]

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ (68) وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ (69) لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ (70)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11 جمادى الأولى 1434هـ/22-03-2013م, 04:25 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ (68) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ننكسه في الخلق قال هو الهرم يتغير سمعه وبصره وقوته كما رأيت). [تفسير عبد الرزاق: 2/145]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ومن نعمّره ننكّسه في الخلق أفلا يعقلون (68) وما علّمناه الشّعر وما ينبغي له إن هو إلاّ ذكرٌ وقرآنٌ مبينٌ (69) لينذر من كان حيًّا ويحقّ القول على الكافرين}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: {ومن نعمّره} فنمدّ له في العمر {ننكّسه في الخلق} نردّه إلى مثل حاله في الصّبا من الهرم والكبر، وذلك هو النّكس في الخلق، فيصير لا يعلم شيئًا بعد العلم الّذي كان يعلمه.
وبالّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ومن نعمّره ننكّسه في الخلق} يقول: من نمدّ له في العمر ننكّسه في الخلق، لكي لا يعلم بعد علمٍ شيئًا، يعني الهرم.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {ننكّسه} فقرأه عامّة قرّاء المدينة والبصرة وبعض الكوفيّين: ننكسه بفتح النّون الأولى وتسكين الثّانية، وقرأته عامّة قرّاء الكوفة: {ننكّسه} بضمّ النّون الأولى وفتح الثّانية وتشديد الكاف.
والصّواب من القول في ذلك أنّهما قراءتان مشهورتان في قرّاء الأمصار، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ، غير أنّ الّتي عليها عامّة قرّاء الكوفيّين أعجب إليّ، لأنّ التّنكيس من اللّه في الخلق إنّما هو حالٌ بعد حالٍ، وشيءٌ بعد شيءٍ، فذلك تأكيد التّشديد.
وكذلك اختلفوا في قراءة قوله: {أفلا يعقلون} فقرأته قرأة المدينة: (أفلا تعقلون) بالتّاء على وجه الخطاب وقرأته قرّاء الكوفة بالياء على الخبر، وقراءة ذلك بالياء أشبه بظاهر التّنزيل، لأنّه احتجاجٌ من اللّه على المشركين الّذين قال فيهم {ولو نشاء لطمسنا على أعينهم} فإخراج ذلك خبرًا على نحو ما خرج قوله: {لطمسنا على أعينهم} أعجب إليّ، وإن كان الآخر غير مدفوعٍ.
ويعني تعالى ذكره بقوله: {أفلا يعقلون} أفلا يعقل هؤلاء المشركون قدرة اللّه على ما يشاء بمعاينتهم ما يعاينون من تصريفه خلقه فيما شاء وأحبّ من صغرٍ إلى كبرٍ، ومن تنكيسٍ بعد كبرٍ في هرمٍ؟). [جامع البيان: 19/478-479]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 68
أخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {ومن نعمره ننكسه في الخلق} قال: هو الهرم، يتغير سمعه وبصره وقوته كما رأيت). [الدر المنثور: 12/371-372]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {ومن نعمره ننكسه في الخلق} قال: نرده إلى أرذل العمر). [الدر المنثور: 12/372]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن سفيان في قوله {ومن نعمره ننكسه} قال: ثمانين سنة). [الدر المنثور: 12/373]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ومن نعمره} يقول: من نمد له في العمر {ننكسه في الخلق} كيلا يعلم من بعد علم شيئا {الحج} يعني الهرم). [الدر المنثور: 12/373]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآَنٌ مُبِينٌ (69) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وما علمناه الشعر قال بلغني أن عائشة سئلت هل كان النبي يتمثل بشيء من الشعر قالت كان الشعر أبغض الحديث إليه قالت ولم يتمثل بشيء من الشعر إلا ببيت أخي بني قيس طرفة
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا = ويأتيك بالأخبار من لم تزود
فجعل يقول يأتيك من لم تزود بالأخبار فقال أبو بكر ليس هكذا يا رسول الله فقال إني لست بشاعر ولا ينبغي لي). [تفسير عبد الرزاق: 2/145-146]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وما علّمناه الشّعر وما ينبغي له} يقول تعالى ذكره: وما علمنا محمّدًا الشّعر، وما ينبغي له أن يكون شاعرًا.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وما علّمناه الشّعر وما ينبغي له} قال: قيل لعائشة: هل كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يتمثّل بشيءٍ من الشّعر؟ قالت: كان أبغض الحديث إليه، غير أنّه كان يتمثّل ببيت أخي بني قيسٍ، فيجعل آخره أوّله، وأوّله آخره، فقال له أبو بكرٍ: إنّه ليس هكذا، فقال نبيّ اللّه: إنّي واللّه ما أنا بشاعرٍ، ولا ينبغي لي.
وقوله: {إن هو إلاّ ذكرٌ} يقول تعالى ذكره: ما هو إلاّ ذكرٌ يعني بقوله: {إن هو} أي محمّدٌ إلاّ ذكرٌ لكم أيّها النّاس، ذكّركم اللّه بإرساله إيّاه إليكم، ونبّهكم به على حظّكم {وقرآنٌ مبينٌ} يقول: وهذا الّذي جاءكم به محمّدٌ قرآنٌ مبينٌ، يقول: يبين لمن تدبّره بعقلٍ ولبٍّ، أنّه تنزيلٌ من اللّه أنزله إلى محمّدٍ، وأنّه ليس بشعرٍ ولا مع كاهنٍ.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وقرآنٌ مبينٌ} قال: هذا القرآن). [جامع البيان: 19/480]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 69 - 70.
أخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {وما علمناه الشعر} قال: محمد صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 12/373]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وما علمناه الشعر وما ينبغي له} قال: محمد صلى الله عليه وسلم عصمه الله من ذلك {إن هو إلا ذكر} قال: هذا القرآن {لينذر من كان حيا} قال: حي القلب حي البصر {ويحق القول على الكافرين} بأعمالهم أعمال السوء). [الدر المنثور: 12/373]

تفسير قوله تعالى: (لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ (70) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {لينذر من كان حيًّا} يقول: إن محمّدٌ إلاّ ذكرٌ لكم لينذر منكم أيّها النّاس من كان حيّ القلب، يعقل ما يقال له، ويفهم ما يبيّن له، غير ميّت الفؤاد بليدٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن رجلٍ، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، في قوله: {لينذر من كان حيًّا} قال: من كان عاقلاً.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {لينذر من كان حيًّا} حيّ القلب، حيّ البصر.
وقوله: {ويحقّ القول على الكافرين} يقول: ويجب العذاب على أهل الكفر باللّه، المولّين عن اتّباعه، المعرضين عمّا أتاهم به من عند اللّه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {ويحقّ القول على الكافرين} بأعمالهم). [جامع البيان: 19/481]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وما علمناه الشعر وما ينبغي له} قال: محمد صلى الله عليه وسلم عصمه الله من ذلك {إن هو إلا ذكر} قال: هذا القرآن {لينذر من كان حيا} قال: حي القلب حي البصر {ويحق القول على الكافرين} بأعمالهم أعمال السوء). [الدر المنثور: 12/373] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال: بلغني أنه قيل لعائشة رضي الله عنها هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل بشيء من الشعر قالت: كان أبغض الحديث إليه غير أنه كان يتمثل ببيت أخي بني قيس يجعل أخره أوله وأوله آخره ويقول: ويأتيك من لم تزود بالأخبار فقال له أبو بكر رضي الله عنه: ليس هكذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني والله ما أنا بشاعر ولا ينبغي لي). [الدر المنثور: 12/373-374]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استراب الخبر تمثل ببيت طرفة: ويأتيك بالأخبار من لم تزود). [الدر المنثور: 12/374]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل من الأشعار: ويأتيك بالأخبار من لم تزود). [الدر المنثور: 12/374]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد، وابن أبي حاتم والمرزباني في معجم الشعراء عن الحسن رضي الله عنه، أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يتمثل بهذا البيت: كفى بالإسلام والشيب للمرء ناهيا فقال أبو بكر رضي الله عنه: أشهد أنك رسول الله ما علمك الشعر وما ينبغي لك). [الدر المنثور: 12/374-375]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد عن عبد الرحمن بن أبي الزناد رضي الله عنه، أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال للعباس بن مرداس: أرأيت قولك: أصبح نهبي ونهب العبيد بين الأقرع وعيينة، فقال أبو بكر رضي الله عنه: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما أنت بشاعر ولا راويه ولا ينبغي لك، إنما قال: بين عيينة والأقرع). [الدر المنثور: 12/375]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في "سننه" بسند فيه من يجهل حاله عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت شعر قط إلا بيتا واحدا:
يقال بما نهوى يكن فلقا * يقال لشيء كان إلا يحقق
قالت عائشة رضي الله عنها: فقل تحققا لئلا يعربه فيصير شعرا). [الدر المنثور: 12/375-376]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو داود والطبراني والبيهقي عن ابن عمرو رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما أبالي ما أتيت إن أنا شربت ترياقا أو تعلقت تميمة أو قلت الشعر من قبل نفسي). [الدر المنثور: 12/376]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير والبيهقي في شعب الإيمان عن الضحاك رضي الله عنه في قوله {لينذر من كان حيا} قال: عاقلا). [الدر المنثور: 12/376]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن نوفل بن عقرب قال: سألت عائشة رضي الله عنها هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتسامع عنده الشعر قالت: كان أبغض الحديث إليه). [الدر المنثور: 12/376]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 06:17 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ (68)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ومن نعمّره} [يس: 68]، أي: إلى أرذل العمر.
{ننكّسه في الخلق} [يس: 68] فيكون بمنزلة الصّبيّ الّذي لا يعقل، كقوله:
[تفسير القرآن العظيم: 2/817]
{ومنكم من يردّ إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علمٍ شيئًا} [الحج: 5].
قال: {أفلا يعقلون} [يس: 68]، يعني به المشركين، أي: فالّذي خلقكم، ثمّ جعلكم شبابًا ثمّ جعلكم شيوخًا، ثمّ نكّسكم في الخلق، فردّكم بمنزلة الطّفل الّذي لا يعقل شيئًا قادرٌ على أن يبعثكم يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 2/818]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {ننكّسه في الخلق...}

قرأ عاصم , والأعمش , وحمزة: {ننكّسه} بالتشديد , وقرأ الحسن , وأهل المدينة :{ننكسه} بالتخفيف وفتح النون). [معاني القرآن: 2/381]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({ومن نعمّره ننكّسه} في الخلق , أي : نرده إلى أرذل العمر.). [تفسير غريب القرآن: 368]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ومن نعمّره ننكّسه في الخلق أفلا يعقلون (68)}
{ننكس}, و{ننكّسه}, و{ننكسه}, يقال : نكسته , أنكسه , وأنكسه جميعا، ومعناه : من أطلنا عمره , نكّسنا خلقه، فصار بدل القوة : ضعفا , وبدل الشباب هرما.). [معاني القرآن: 4/293]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون}
قال قتادة: (هو الهرم يتغير سمعه , وبصره , وقوته كما رأيت).). [معاني القرآن: 5/514]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآَنٌ مُبِينٌ (69)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وما علّمناه الشّعر} [يس: 69]، يعني: النّبيّ عليه السّلام.
{وما ينبغي له} [يس: 69] أن يكون شاعرًا ولا يروي الشّعر....
أنّ عائشة قالت: لم يتكلّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ببيت شعرٍ قطّ غير أنّه أراد مرّةً أن يتمثّل ببيت شاعر بني فلانٍ فلم يقمه.
قال يحيى: أظنّه الأعشى، وبعضهم يقول: طرفة.
أبانٌ العطّار أو غيره أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: " قاتل اللّه طرفة حيث يقول: ستبدي لك الأيّام ما كنت جاهلا ويأتيك من لم تزوّد بالأخبار فقيل له: إنّه قال: ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد.
فقال: سواءٌ ".
قال: {إن هو} [يس: 69]، يعني: ما هو.
{إلا ذكرٌ وقرءانٌ مبينٌ} [يس: 69]، يعني: ما هو إلا تفكّرٌ للعالمين لمن آمن من الجنّ والإنس.
وقال الحسن: {إن هو إلا ذكرٌ} [يس: 69] يذكرون به الجنّة.
[تفسير القرآن العظيم: 2/818]
وقال بعضهم: {إن هو إلا ذكرٌ} [يس: 69] تذكّرٌ في ذات اللّه {وقرءانٌ مبينٌ} [يس: 69] بيّنٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/819]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: ( {وما علّمناه الشّعر وما ينبغي له إن هو إلّا ذكر وقرآن مبين (69)}

أي : ما علمنا محمدا صلى الله عليه وسلم قول الشعر.
{وما ينبغي له}: أي: ما يتسهل له ذلك.
{إن هو إلّا ذكر وقرآن مبين}: أي: الذي أتى به النبي صلى الله عليه وسلم , وزعم الكفار أنه شعر ما هو بشعر.
وليس يوجب هذا أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم لم يتمثل ببيت شعر قط.
إنما يوجب هذا أن يكون النبي عليه السلام ليس بشاعر، وأن يكون القرآن الذي أتى به من عند اللّه؛ لأنه مباين لكلام المخلوقين, وأوزان أشعار العرب.
والقرآن آية معجزة تدل على أن نبوة النبي صلى الله عليه وسلم , وآياته ثابتة أبدا.). [معاني القرآن: 4/293-294]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وما علمناه الشعر وما ينبغي له}
أي : ما ينبغي أن يقوله.
قال أبو إسحاق : ليس هذا يوجب أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم لم يتمثل بيت شعر , ولكنه يوجب أنه صلى الله عليه وسلم ليس بشاعر , وأن القرآن لا يشبه الشعر .
قال قتادة: (بلغني أن عائشة قالت: لم يتمثل النبي صلى الله عليه وسلم بيت شعر إلا بيت طرفة:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا = ويأتيك بالأخبار من لم تزود
فقال : ((ويأتيك من لم تزود بالأخبار)) .
فقال أبو بكر : ليس هو كذلك , يا رسول الله .
فقال: ((إني لا أحسن الشعر , ولا ينبغي لي)).). [معاني القرآن: 5/515]

تفسير قوله تعالى:{لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ (70) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({لينذر} [يس: 70] من النّار، من قرأها بالياء يقول لينذر القرآن، ومن قرأها بالتّاء يقول: لتنذر يا محمّد.
{من كان حيًّا} [يس: 70] مؤمنًا.
وقال السّدّيّ: يعني: مهتديًا، مؤمنًا في علم اللّه، هو الّذي يقبل نذارتك.
{ويحقّ القول} [يس: 70] الغضب.
{على الكافرين} [يس: 70] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/819]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ( {لينذر من كان حيًّا}: أي : مؤمنا., ويقال: عاقلا.).
[تفسير غريب القرآن: 368]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {لينذر من كان حيّا ويحقّ القول على الكافرين (70)}
يجوز أن يكون المضمر في قوله :{لينذر} :النبي عليه السلام.
وجائز أن يكون القرآن , ومعنى: {من كان حيّا}
أي : من كان يعقل ما يخاطب به، فإن الكافر كالميّت في أنه لم يتدبّر , فيعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم , وما جاء به حق.
{ويحقّ القول على الكافرين}:
ويجوز {ويحقّ القول}: أي: يوجب الحجة عليهم.
ويجوز لتنذر من كان حيّا بالتاء : خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم.
ويجوز : لينذر أي: ليعلم، يقال : نذرت بكذا وكذا، أنذر مثل : علمت , أعلم.). [معاني القرآن: 4/294]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَن كَانَ حَيًّا}: أي: مؤمناً , وقيل: عاقلاً.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 203]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 06:18 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ (68) }

تفسير قوله تعالى: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآَنٌ مُبِينٌ (69) }

تفسير قوله تعالى: {لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ (70) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (أبو روقٍ عن الضحاك في قول اللّه عز وجل: {لينذر من كان حيًا} قال: من كان عاقلاً). [عيون الأخبار: 3/280]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 08:20 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 08:21 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 5 صفر 1440هـ/15-10-2018م, 08:26 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ (68) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم بين تعالى دليلا في تنكيسه المعمرين، وأن ذلك ما يفعله إلا الله، وقرأ الجمهور: "ننكسه" بفتح النون الأولى وسكون الثانية وضم الكاف خفيفة، وقرأ عاصم - بخلاف عنه - وحمزة بضم الأولى وفتح الثانية وشد الكاف المكسورة مشددة على المبالغة، وأنكرها أبو عمرو على الأعمش. ومعنى الآية: نحول خلقه من القوة إلى الضعف، ومن الفهم إلى البله، ونحو ذلك. وقرأ نافع، وأبو عمرو - في رواية عباس -: [تعقلون] بالتاء، على معنى: قل لهم، وقرأ الباقون بالياء على ذكر الغائب). [المحرر الوجيز: 7/ 262]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآَنٌ مُبِينٌ (69) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى عن حال نبيه صلى الله عليه وسلم ورد قول من قال من الكفرة: إنه شاعر، وإن القرآن شعر بقوله: {وما علمناه الشعر وما ينبغي له}، وكذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقول الشعر ولا يرويه ولا يزنه، وكان إذا حاول إنشاد بيت قديم متمثلا كسر وزنه، وإنما كان يحرز المعنى فقط وأنشد يوما بيت طرفة:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ... ويأتيك من لم تزود بالأخبار
وأنشد يوما - وقد قيل له: من أشعر الناس؟ - فقال: الذي يقول:
ألم ترياني كلما جئت طارقا ... وجدت بها وإن لم تطيب طيبا
وأنشد يوما:
أتجعل نهبي ونهب العبيـ ... د بين الأقرع وعيينة
وقد كان عليه الصلاة والسلام ربما أنشد البيت المستقيم في النادر، وروي أنه أنشد بيت ابن رواحة:
يبيت يجافي جنبه عن فراشه ... إذا استثقلت بالمشركين المضاجع
وقال الحسن بن أبي الحسن: أنشد النبي عليه السلام:
كفى بالإسلام والشيب للمرء ناهيا
فقال أبو بكر وعمر رضي الله عنهما: نشهد أنك رسول الله، إنما قال الشاعر:
كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا
رواه الثعلبي: وإصابته الوزن أحيانا لا يوجب أنه تعلم الشعر، وروي أنه عليه الصلاة والسلام أتى في نثر كلامه أحيانا ما يدخل في وزن، كقوله يوم حنين:
أنا النبي لا كذب ... أنا ابن عبد المطلب
كذلك يأتي في آيات القرآن وفي كل كلام، وليس كله بشعر ولا في معناه.
وهذه الآية تقتضي - عندي - غضاضة على الشعر ولا بد، ويؤيد ذلك قول عائشة رضي الله عنها: كان الشعر أبغض الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يتمثل بشعر أخي قيس طرفة فيعكسه، فقال له أبو بكر رضي الله عنه: ليس هكذا، فقال: "ما أنا بشاعر وما ينبغي لي"، وقد ذهب قوم إلى أن الشعر لا غض عليه، وإنما منعه من التحلي بهذه الحلية الرفيعة ليجيء القرآن من قبله أغرب، فإنه لو كان له إدراك الشعر لقيل في القرآن: إن هذا من تلك القوة.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وليس الأمر عندي كذلك، وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام من الفصاحة والبيان في النثر في الرتبة العليا، ولكن كلام الله تبارك وتعالى يبين بإعجازه، ويبرز برصفه، ويخرجه إحاطة علم الله من كل كلام، وإنما منع الله نبيه صلى الله عليه وسلم من الشعر ترفيعا له عما في قول الشعراء من التخيل وتزويق الكلام، وأما القرآن فهو ذكر الحقائق والبراهين، فما هو بقول شاعر، وهكذا كان أسلوب كلامه عليه الصلاة والسلام; لأنه لا ينطق عن الهوى، والشعر نازل الرتبة عن هذا كله.
والضمير في "علمناه" عائد على محمد صلى الله عليه وسلم قولا واحدا، والضمير في "له" يحتمل أن يعود على محمد صلى الله عليه وسلم، أو يعود على القرآن الكريم، وإن كان لم يذكر لدلالة المجاورة عليه، ويبين ذلك قوله: {إن هو إلا ذكر وقرآن مبين}).[المحرر الوجيز: 7/ 262-264]

تفسير قوله تعالى: {لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ (70) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) :(وقرأ نافع، وابن عامر: "لتنذر" بالتاء على مخاطبة محمد صلى الله عليه وسلم، وقرأ الباقون بالياء، أي: لينذر القرآن، أو لينذر محمد صلى الله عليه وسلم، واللام متعلقة بـ"مبين"، وقرأ محمد اليماني: [لينذر] على الفعل المجهول، قال أبو حاتم: ولو قرئ بفتح الياء والذال أي: ليتحفظ ويأخذ بحظه - لكان جائزا، وحكاها أبو عمرو الداني عن محمد اليماني.
وقوله تعالى: {من كان حيا} أي: حي القلب والبصيرة، ولم يكن ميتا لكفره، وهذه استعارة، قال الضحاك: من كان حيا معناه: عاقلا، ويحق القول معناه: يتحتم العذاب ويجب الخلود، وهذا كقوله تعالى: {حقت كلمة العذاب}).[المحرر الوجيز: 7/ 265]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 6 صفر 1440هـ/16-10-2018م, 06:44 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 6 صفر 1440هـ/16-10-2018م, 07:34 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ (68) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ومن نعمّره ننكّسه في الخلق أفلا يعقلون (68) وما علّمناه الشّعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكرٌ وقرآنٌ مبينٌ (69) لينذر من كان حيًّا ويحقّ القول على الكافرين (70)}
يخبر تعالى عن ابن آدم أنّه كلّما طال عمره ردّ إلى الضّعف بعد القوّة والعجز بعد النّشاط، كما قال تعالى: {اللّه الّذي خلقكم من ضعفٍ ثمّ جعل من بعد ضعفٍ قوّةً ثمّ جعل من بعد قوّةٍ ضعفًا وشيبةً يخلق ما يشاء وهو العليم القدير} [الرّوم: 54]. وقال: {ومنكم من يردّ إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علمٍ شيئًا} [الحجّ: 5].
والمراد من هذا -واللّه أعلم- الإخبار عن هذه الدّار بأنّها دار زوالٍ وانتقالٍ، لا دار دوامٍ واستقرارٍ؛ ولهذا قال: {أفلا يعقلون} أي: يتفكّرون بعقولهم في ابتداء خلقهم ثمّ صيرورتهم إلى [نفس] الشّبيبة، ثمّ إلى الشّيخوخة؛ ليعلموا أنّهم خلقوا لدارٍ أخرى، لا زوال لها ولا انتقال منها، ولا محيد عنها، وهي الدّار الآخرة). [تفسير ابن كثير: 6/ 588]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآَنٌ مُبِينٌ (69) لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ (70) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وما علّمناه الشّعر وما ينبغي له}: يقول تعالى مخبرًا عن نبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: أنّه ما علّمه الشّعر، {وما ينبغي له} أي: وما هو في طبعه، فلا يحسنه ولا يحبّه، ولا تقتضيه جبلّته؛ ولهذا ورد أنّه، عليه الصّلاة والسّلام، كان لا يحفظ بيتًا على وزنٍ منتظمٍ، بل إن أنشده زحّفه أو لم يتمّه.
وقال أبو زرعة الرّازّيّ: حدّثت عن إسماعيل بن مجالدٍ، عن أبيه، عن الشّعبيّ أنّه قال: ما ولد عبد المطّلب ذكرًا ولا أنثى إلّا يقول الشّعر، إلّا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. ذكره ابن عساكر في ترجمة "عتبة بن أبي لهبٍ" الّذي أكله السّبع بالزّرقاء.
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا أبو سلمة، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيدٍ، عن الحسن -هو البصريّ- قال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يتمثّل بهذا البيت:
كفى بالإسلام والشيب للمرء ناهيًا
فقال أبو بكرٍ: يا رسول اللّه:
كفى الشّيب والإسلام للمرء ناهيًا...
قال أبو بكرٍ، أو عمر: أشهد أنّك رسول اللّه، يقول اللّه: {وما علّمناه الشّعر وما ينبغي له}.
وهكذا روى البيهقيّ في الدّلائل: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: للعبّاس بن مرداسٍ السّلميّ: "أنت القائل:
أتجعل نهبي ونهب العبيد بين الأقرع وعيينة".
فقال: إنّما هو: "بين عيينة والأقرع" فقال: "الكل سواء". يعني: في المعنى، صلوات اللّه وسلامه عليه.
وقد ذكر السّهيليّ في "الرّوض الأنف" لهذا التّقديم والتّأخير الّذي وقع في كلامه، عليه السّلام، في هذا البيت مناسبةً أغرب فيها، حاصلها شرف الأقرع بن حابسٍ على عيينة بن بدرٍ الفزاريّ؛ لأنّه ارتدّ أيّام الصّدّيق، بخلاف ذاك، واللّه أعلم.
وهكذا روى الأمويّ في مغازيه: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم جعل يمشي بين القتلى يوم بدرٍ، وهو يقول: "نفلق هامًا..................................".
فيقول الصّدّيق، رضي اللّه عنه، متمّمًا للبيت:
.. = من رجال أعزّةٍ = علينا وهم كانوا أعقّ وأظلما...
وهذا لبعض شعراء العرب في قصيدةٍ له، وهي في الحماسة.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا هشيم، حدّثنا مغيرة، عن الشّعبيّ، عن عائشة، رضي اللّه عنها، قالت: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا استراث الخبر، تمثّل فيه ببيت طرفة:
ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
وهكذا رواه النّسائيّ في "اليوم واللّيلة" من طريق إبراهيم بن مهاجرٍ، عن الشّعبيّ، عنها. ورواه التّرمذيّ والنّسائيّ أيضًا من حديث المقدام بن شريح بن هانئٍ، عن أبيه، عن عائشة، رضي اللّه عنها، كذلك. ثمّ قال التّرمذيّ. هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وقال الحافظ أبو بكرٍ البزّار: حدّثنا يوسف بن موسى، حدّثنا أسامة، عن زائدة، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يتمثّل من الأشعار:
ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد...
ثمّ قال: رواه غير زائدة، عن سماك، عن عكرمة، عن عائشة.
وهذا في شعر طرفة بن العبد، في معلّقته المشهورة، وهذا المذكور [هو عجز بيتٍ] منها، أوّله:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا = ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد...
ويأتيك بالأخبار من لم تبع له = بتاتا ولم تضرب له وقت موعد
وقال الحافظ أبو بكرٍ البيهقيّ: أخبرنا أبو عبد الحافظ، حدّثنا أبو حفصٍ عمر بن أحمد بن نعيمٍ -وكيل المتّقي ببغداد- حدّثنا أبو محمّدٍ عبد اللّه بن هلالٍ النّحويّ الضّرير، حدّثنا عليّ بن عمرٍو الأنصاريّ، حدّثنا سفيان بن عيينة، عن الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة، رضي اللّه عنها، قالت: ما جمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بيت شعرٍ قطّ، إلّا بيتًا واحدًا.
تفاءل بما تهوى يكن فلقلّما = يقال لشيءٍ كان إلّا تحقّقا
سألت شيخنا الحافظ أبا الحجّاج المزّيّ عن هذا الحديث، فقال: هو منكرٌ. ولم يعرف شيخ الحاكم، ولا الضّرير.
وقال سعيد بن أبي عروبة عن قتادة: قيل لعائشة: هل كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يتمثّل بشيءٍ من الشّعر؟ قالت: كان أبغض الحديث إليه، غير أنّه كان يتمثّل ببيت أخي بني قيسٍ، فيجعل أوّله آخره، وآخره أوّله. فقال أبو بكرٍ ليس هكذا. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إني واللّه ما أنا بشاعرٍ ولا ينبغي لي". رواه ابن أبي حاتمٍ وابن جريرٍ، وهذا لفظه.
وقال معمرٌ عن قتادة: بلغني أنّ عائشة سئلت: هل كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يتمثّل بشيءٍ من الشّعر؟ فقالت: لا إلّا بيت طرفة:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا = ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد...
فجعل يقول: "من لم تزوّد بالأخبار". فقال أبو بكرٍ: ليس هذا هكذا. فقال: "إنّي لست بشاعرٍ، ولا ينبغي لي"
وثبت في الصّحيحين أنّه، عليه الصّلاة والسّلام، تمثّل يوم حفر الخندق بأبيات عبد اللّه بن رواحة، ولكن تبعًا لقول أصحابه، فإنّهم يرتجزون وهم يحفرون، فيقولون:
لاهمّ لولا أنت ما اهتدينا ما اهتدينا = ولا تصدّقنا ولا صلّينا...
فأنزلن سكينةً علينا = وثبّت الأقدام إن لاقينا...
إنّ الألى قد بغوا علينا = إذا أرادوا فتنةً أبينا...
ويرفع صوته بقوله: "أبينا" ويمدّها. وقد روي هذا بزحافٍ في الصّحيح أيضًا. وكذلك ثبت أنّه قال يوم حنينٍ وهو راكبٌ البغلة، يقدم بها في نحور العدوّ:
أنا النّبيّ لا كذب = أنا ابن عبد المطّلب
لكن قالوا: هذا وقع اتّفاقًا من غير قصدٍ لوزن شعرٍ، بل جرى على اللّسان من غير قصدٍ إليه.
وكذلك ما ثبت في الصّحيحين عن جندب بن عبد اللّه قال: كنّا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في غار فنكبت أصبعه، فقال:
هل أنت إلّا إصبعٌ دميت = وفي سبيل اللّه ما لقيت
وسيأتي عند قوله تعالى: {إلا اللّمم} [النّجم: 32] إنشاد
إن تغفر اللّهمّ تغفر جمّا = وأيّ عبدٍ لك ما ألمّا...
وكلّ هذا لا ينافي كونه صلّى اللّه عليه وسلّم ما علّم شعرًا ولا ينبغي له؛ فإنّ اللّه تعالى إنّما علّمه القرآن العظيم، الذي {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيلٌ من حكيمٍ حميدٍ} [فصّلت: 42]. وليس هو بشعرٍ كما زعمه طائفةٌ من جهلة كفّار قريشٍ، ولا كهانةٍ، ولا مفتعلٍ، ولا سحرٍ يؤثر، كما تنوّعت فيه أقوال الضّلال وآراء الجهّال. وقد كانت سجيّته صلّى اللّه عليه وسلّم تأبى صناعة الشّعر طبعًا وشرعًا، كما رواه أبو داود قال:
حدّثنا عبيد اللّه بن عمر، حدّثنا عبد اللّه بن يزيد، حدّثنا سعيدٌ بن أبي أيّوب، حدّثنا شرحبيل بن يزيد المعافري، عن عبد الرّحمن بن رافعٍ التّنوخيّ قال: سمعت عبد اللّه بن عمرٍو يقول: [سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول]: ما أبالي ما أوتيت إن أنا شربت ترياقًا، أو تعلّقت تميمةً، أو قلت الشّعر من قبل نفسي". تفرّد به أبو داود.
وقال الإمام أحمد، رحمه اللّه: حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، عن الأسود بن شيبان، عن أبي نوفلٍ قال: سألت عائشة: أكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يتسامع عنده الشّعر؟ فقالت: كان أبغض الحديث إليه. وقال عن عائشة: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يعجبه الجوامع من الدّعاء، ويدع ما بين ذلك.
وقال أبو داود: حدّثنا أبو الوليد الطّيالسيّ، حدّثنا شعبة، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "لأنّ يمتلئ جوف أحدكم قيحًا، خيرٌ له من أن يمتلئ شعرًا". تفرّد به من هذا الوجه، وإسناده على شرط الشّيخين، ولم يخرّجاه.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا بريدٌ، حدّثنا قزعة بن سويد الباهليّ، عن عاصم بن مخلد، عن أبي الأشعث، الصّنعانيّ (ح) وحدّثنا الأشيب فقال: عن ابن عاصمٍ، عن [أبي] الأشعث عن شدّاد بن أوسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "من قرض بيت شعرٍ بعد العشاء الآخرة، لم تقبل له صلاة تلك الليلة".
وهذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوجه، ولم يخرّجه أحدٌ من أصحاب الكتب السّتّة. والمراد بذلك نظمه لا إنشاده، واللّه أعلم. على أنّ الشّعر فيه ما هو مشروعٌ، وهو هجاء المشركين الّذي كان يتعاطاه شعراء الإسلام، كحسّان بن ثابتٍ، وكعب بن مالكٍ، وعبد اللّه بن رواحة، وأمثالهم وأضرابهم، رضي اللّه عنهم أجمعين. ومنه ما فيه حكمٌ ومواعظ وآدابٌ، كما يوجد في شعر جماعةٍ من الجاهليّة، ومنهم أميّة بن أبي الصّلت الّذي قال فيه النبي الله صلّى اللّه عليه وسلّم: "آمن شعره وكفر قلبه". وقد أنشد بعض الصّحابة منه للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم مائة بيتٍ، يقول عقب كلّ بيتٍ: "هيه". يعني يستطعمه، فيزيده من ذلك.
وقد روى أبو داود من حديث أبي بن كعبٍ، وبريدة بن الحصيب، وعبد اللّه بن عبّاسٍ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إنّ من البيان سحرًا، وإنّ من الشّعر حكمًا".
ولهذا قال تعالى: {وما علّمناه الشّعر} يعني: محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم ما علّمه اللّه شعرًا، {وما ينبغي له} أي: وما يصلح له، {إن هو إلا ذكرٌ وقرآنٌ مبينٌ} أي: ما هذا الّذي علّمناه، {إلا ذكرٌ وقرآنٌ مبينٌ} أي: بيّنٌ واضحٌ جليٌّ لمن تأمّله وتدبّره. ولهذا قال: {لينذر من كان حيًّا} أي: لينذر هذا القرآن البيّن كلّ حيٍّ على وجه الأرض، كقوله: {لأنذركم به ومن بلغ} [الأنعام: 19]، وقال: {ومن يكفر به من الأحزاب فالنّار موعده} [هودٍ: 17]. وإنّما ينتفع بنذارته من هو حيّ القلب، مستنير البصيرة، كما قال قتادة: حيّ القلب، حيّ البصر. وقال الضّحّاك: يعني: عاقلًا {ويحقّ القول على الكافرين} أي: هو رحمةٌ للمؤمن، وحجّةٌ على الكافر). [تفسير ابن كثير: 6/ 588-592]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة