التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وامتازوا }: أي: تميزوا.). [مجاز القرآن: 2/164]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({وامتازوا}: تميزوا). [غريب القرآن وتفسيره: 313]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وامتازوا اليوم أيّها المجرمون} : أي: انقطعوا عن المؤمنين، وتميزوا منهم. يقال: مزت الشيء من الشيء - إذا عزلته عنه - فأنماز , وامتاز , وميزته , فتميز.). [تفسير غريب القرآن: 367]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({وامتازوا اليوم أيّها المجرمون (59)}
أي : انفردوا عن المؤمنين.).[معاني القرآن: 4/292]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وامتازوا اليوم أيها المجرمون}
أي: انفرزوا عن المؤمنين , يقال: مزته , فانماز , وامتاز , وميزته , فتميز.).[معاني القرآن: 5/511]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وامْتَازُوا}: تميزوا.). [العمدة في غريب القرآن: 251]
تفسير قوله تعالى:{أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشّيطان} [يس: 60]، يعني: ألا تطيعوا الشّيطان في الشّرك، تفسير السّدّيّ.
قال: {إنّه لكم عدوٌّ مبينٌ} [يس: 60] أنّهم عبدوا الأوثان بما وسوس إليهم الشّيطان، فأمرهم بعبادتهم، فإنّما عبدوا الشّيطان). [تفسير القرآن العظيم: 2/816]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ( {ألم أعهد إليكم}: ألم آمركم، ألم أوصيكم؟!.).
[تفسير غريب القرآن: 367]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والوصية: عهد، قال الله تعالى: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ}). [تأويل مشكل القرآن: 447]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: ( {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشّيطان إنّه لكم عدوّ مبين (60)}
وتقرأ أعهد بالكسر، والفتح أكثر، على قولك عهد , يعهد.
والكسر يجوز على ضربين:
على: عهد , يعهد، وعلى : عهد , يعهد , مثل : حسب , يحسب، ومعناه : ألم أتقدم إليكم بعهد الإيمان وترك عبادة الشيطان.). [معاني القرآن: 4/292]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان} أي: ألم أتقدم إليكم , وأوصيكم ؟!.
وقوله جل وعز: {ولقد أضل منكم جبلا كثيرا}
قال مجاهد : (أي: خلقاً).
قال أبو جعفر : فيه سبعة أوجه , قرئ منها بخمسة .
فأما الخمسة التي قرئ بها فهي: (ولقد أضل منكم جبلا), و(جبلا) , و(جبلا) , و(جبلا) , و(جبلا).
وأما الإثنان اللذان لم يقرأ بهما فـ جبلا , وجبلا.). [معاني القرآن: 5/512]
تفسير قوله تعالى: (وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وأن اعبدوني} [يس: 61] لا تشركوا بي شيئًا.
{هذا صراطٌ مستقيمٌ} [يس: 61] دينٌ مستقيمٌ، والصّراط الطّريق، مستقيمٌ على الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 2/816]
تفسير قوله تعالى:{وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ولقد أضلّ منكم جبلا كثيرًا} [يس: 62] خلقًا كثيرًا أضلّ من كلّ ألف تسع مائةٍ وتسعةً وتسعين.
وتفسير السّدّيّ: {ولقد أضلّ منكم جبلا كثيرًا} [يس: 62]، يعني: قد أغوى إبليس منكم جبلا، يعني: خلقًا كثيرًا، فكفروا فلم يكونوا يعقلون، وأخبر عنهم قال: فقال: {وقالوا لو كنّا نسمع أو نعقل ما كنّا في أصحاب السّعير} [الملك: 10]، أي: لو كنّا نسمع أو نعقل لآمنّا في الدّنيا، فلم نكن من أصحاب السّعير.
قال اللّه: {فاعترفوا بذنبهم فسحقًا} [الملك: 11] فبعدًا {لأصحاب السّعير} [الملك: 11] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/816]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({ أضلّ منكم جبلّاً}: مثقل, وبعضهم لا يثقل , ويضم الحرف الأول , ويثقل اللام ومعناهن : الخلق والجماعة.). [مجاز القرآن: 2/164]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولقد أضلّ منكم جبلًّا كثيراً}: أي: خلقا, وجبلا بالضم والتخفيف.
مثله: والجبل أيضاً: الخلق. قال الشاعر:
=جهاراًويستمتعن بالأنس الجبل.). [تفسير غريب القرآن: 367]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({ولقد أضلّ منكم جبلّا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون (62)}
{جبلاً}
: ويقرأ (جبلّا) بكسر الجيم والباء، ويقرأ : جبلاً: بضم الجيم والباء
وتقرأ : جبلا على إسكان الباء وضم الجيم، ويجوز جبلاً بفتح الجيم , وجبلا ًبكسر الجيم، ويجوز أيضا جبلاً بكسر الجيم وفتح الباء بغير تشديد اللام، على جمع جبلة, وجبل، والجبلة في جميع ذلك معناه : خليقة كثيرة , وخلق كثير.). [معاني القرآن: 4/292-393]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({جِبِلًّا} , و{جبلاً}: كلاهما الخلق.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 203]
تفسير قوله تعالى: {هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (63) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {هذه جهنّم الّتي كنتم توعدون} [يس: 63] في الدّنيا إن لم تؤمنوا). [تفسير القرآن العظيم: 2/817]
تفسير قوله تعالى: {اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (64) }
تفسير قوله تعالى: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (65) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({اليوم}، يعني: في الآخرة، تفسير السّدّيّ.
قال: {نختم على أفواههم وتكلّمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون} [يس: 65]، أي: يعملون.
- الحسن بن دينارٍ، عن حميد بن هلالٍ، عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعريّ، عن أبيه، قال: لمّا قالوا: {واللّه ربّنا ما كنّا مشركين} [الأنعام: 23] فختم اللّه على أفواههم ثمّ قال للجوارح: انطقي، ثمّ قرأ: يوم يشهد أبصارهم وجلودهم، قال: فأوّل ما يتكلّم من أحدهم فخذه، قال ابن دينارٍ: نسيت اليسرى قال أم اليمنى.
وتفسير الحسن: أنّ هذا آخر مواطن يوم القيامة، فإذا ختمت أفواههم لم يكن بعد ذلك إلا دخول النّار). [تفسير القرآن العظيم: 2/817]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {اليوم نختم على أفواههم وتكلّمنا أيديهم...}
وفي قراءة عبد الله:{ولتكلّمنا}, كأنه قال: نختم على أفواههم لتكلمنا, والواو في هذا الموضع بمنزلة قوله: {وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون}.). [معاني القرآن: 2/381]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم}
وفي قراءة عبد الله بن مسعود :{اليوم نختم على أفواههم , ولتكلمنا أيديهم}
في الكلام حذف على هذه القراءة , كما قال تعالى: {وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين} .). [معاني القرآن: 5/512]
تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ (66) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ولو نشاء لطمسنا على أعينهم} [يس: 66]، يعني: المشركين.
{فاستبقوا الصّراط فأنّى يبصرون} [يس: 66] سعيدٌ، عن قتادة، قال: {ولو نشاء لأعميناهم فاستبقوا الصّراط}، أي: الطّريق {فأنّى يبصرون} [يس: 66] فكيف يبصرون إذا أغشيناهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/817]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({ولو نشاء لطمسنا على أعينهم}, يقال: أعمى طمسٌ , ومطموسٌ , وهو أن لا يكون بين جفنى العين غر , وهو الشق بين الجفنين , والريح تطمس الأثر , فلا يرى الرجل يطمس الكتاب.).
[مجاز القرآن: 2/165]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولو نشاء لطمسنا على أعينهم} : والمطموس : هو الأعمى الذي لا يكون بين جفنيه شق.
{فاستبقوا الصّراط}: ليجوزوا.
{فأنّى يبصرون} : أي :فكيف يبصرون؟!.). [تفسير غريب القرآن: 367]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصّراط فأنّى يبصرون (66)}
المطموس : الأعمى الذي لا يتبين له جفن, لا يرى شفر عينه، أي : لو نشاء لأعميناهم , فعدلوا عن الطريق , فمن أين يبصرون , لو فعلنا ذلك بهم؟!.). [معاني القرآن: 4/293]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط}
قال الحسن: (أي: لتركناهم عميا يترددون) .
قال أبو جعفر : المطموس , والطميس عند أهل اللغة : الأعمى , الذي ليس في عينيه شق .
{فاستبقوا الصراط}: أي: ليجوزوا .
قال مجاهد: (الصراط : الطريق , ثم قال تعالى: {فأنى يبصرون}: أي : فمن أين يبصرون).). [معاني القرآن: 5/513]
تفسير قوله تعالى:{َلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ (67)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم فما استطاعوا مضيًّا ولا يرجعون} [يس: 67] قال: ولو نشاء لأقعدناهم على أرجلهم فما استطاعوا إذا فعلنا ذلك بهم أن يتقدّموا أو يتأخّروا). [تفسير القرآن العظيم: 2/817]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({على مكانتهم }:المكان , والمكانة واحد.
{ ركوبهم }: ما ركبوا , والحلوبة ما حلبوا , و {ركوبهم} : فعلهم إذا ضم الأول.). [مجاز القرآن: 2/165]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({على مكانتهم}: ومكانهم. المكان والمكانة واحد). [غريب القرآن وتفسيره: 313]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({على مكانتهم} : هو مثل مكانهم, يقال: مكان ومكانة، ومنزل ومنزلة). [تفسير غريب القرآن: 368]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم فما استطاعوا مضيّا ولا يرجعون (67)}
{مكانتهم}
و{مكاناتهم}: والمكانة , والمكان في معنى واحد.
{فما استطاعوا مضيّا ولا يرجعون}: أي: لم يقدروا على ذهاب , ولا مجيء.). [معاني القرآن: 4/293]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم}
قال الحسن : (أي: لأقعدناهم) .
وعن ابن عباس قال: (أي, لو نشاء لأهلكناهم في مساكنهم).
قال أبو جعفر: المكان , والمكانة واحد.). [معاني القرآن: 5/514]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَكَانَتِهِمْ}: على الحال التي هم فيها.). [العمدة في غريب القرآن: 252]